الحاكم
13و14. كتاب:المستدرك على الصحيحين لأبي عبدالله الحاكم
3790- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الشَّهِيدُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ ، عَنْ عَقِيلِ
بْنِ يَحْيَى ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ غَفَلَةَ
، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، {وَجَعَلْنَا فِي قُلُوبِ
الَّذِينَ اتَّبَعُوهُ رَأْفَةً وَرَحْمَةً وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا
كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ
رِعَايَتِهَا ، فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ
مِنْهُمْ فَاسِقُونَ} قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : قَالَ لِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ فَقُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا
رَسُولَ اللهِ ، ثَلاَثَ مِرَارٍ ، قَالَ : هَلْ تَدْرِي أَيُّ عُرَى الإِيمَانِ
أَوْثَقُ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : أَوْثَقُ الإِيمَانِ
الْوَلاَيَةُ فِي اللهِ بِالْحَبِّ فِيهِ وَالْبُغْضِ فِيهِ ، يَا عَبْدَ اللهِ
بْنَ مَسْعُودٍ قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، ثَلاَثَ مِرَارٍ ، قَالَ : هَلْ تَدْرِي
أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ :
فَإِنَّ أَفْضَلَ النَّاسِ أَفْضَلُهُمْ عَمَلاً إِذَا فَقِهُوا فِي دِينِهِمْ ،
يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ قُلْتُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ ، ثَلاَثَ
مِرَارٍ ، قَالَ : هَلْ تَدْرِي أَيُّ النَّاسِ أَعْلَمُ ؟ قُلْتُ : اللَّهُ
وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ :
فَإِنَّ أَعْلَمَ النَّاسِ أَبْصَرُهُمْ بِالْحَقِّ
إِذَا اخْتَلَفَتِ النَّاسُ ، وَإِنْ كَانَ مُقَصِّرًا فِي الْعَمَلِ وَإِنْ كَانَ
يَزْحَفُ عَلَى اسْتِهِ ، وَاخْتَلَفَ مَنْ كَانَ قَبْلَنَا عَلَى اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ
فِرْقَةً نَجَا مِنْهَا ثَلاَثٌ ، وَهَلَكَ سَائِرُهَا ، فِرْقَةٌ وَازَتِ
الْمُلُوكَ وَقَاتَلَتْهُمْ عَلَى دِينِ اللهِ وَدِينِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
حَتَّى قُتِلُوا ، وَفِرْقَةٌ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ طَاقَةٌ بِمُوَازَاةِ الْمُلُوكِ
فَأَقَامُوا بَيْنَ ظَهْرَانَيْ قَوْمِهِمْ فَدَعَوْهُمْ إِلَى دِينِ اللهِ
وَدِينِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فَقَتَلَتْهُمُ الْمُلُوكُ ، وَنَشَرَتْهُمْ
بِالْمَنَاشِيرِ ، وَفِرْقَةٌ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ طَاقَةٌ بِمُوَازَاةِ الْمُلُوكِ
وَلاَ بِالْمُقَامِ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ قَوْمِهِمْ فَدَعَوْهُمْ إِلَى اللهِ
وَإِلَى دِينِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ فَسَاحُوا فِي الْجِبَالِ وَتَرَهَّبُوا
فِيهَا فَهُمُ الَّذِينَ قَالَ اللَّهُ {وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا
عَلَيْهِمْ إِلاَّ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ
رِعَايَتِهَا} إِلَى قَوْلِهِ {فَاسِقُونَ} فَالْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا
بِي وَصَدَّقُونِي وَالْفَاسِقُونَ الَّذِينَ كَفَرُوا بِي وَجَحَدُوا بِي.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
58- تَفْسِيرُ سُورَةِ الْمُجَادَلَةِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3791- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ مَعْنٍ
الْمَسْعُودِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ تَمِيمِ بْنِ
سَلَمَةَ السُّلَمِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، قَالَ : قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا : تَبَارَكَ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ كُلَّ شَيْءٍ إِنِّي لاََسْمَعُ
كَلاَمَ خَوْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ وَيَخْفَى عَلَيَّ بَعْضُهُ ، وَهِيَ
تَشْتَكِي زَوْجَهَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَهِيَ تَقُولُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَكَلَ شَبَابِي وَنَثَرْتُ لَهُ بَطْنِي ،
حَتَّى إِذَا كَبِرَتْ سِنِّي وَانْقَطَعَ لَهُ وَلَدِي ظَاهَرَ مِنِّي اللَّهُمَّ
إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ . قَالَتْ عَائِشَةُ : فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى نَزَلَ
جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِهَؤُلاَءِ الآيَاتِ {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ
الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا} ، قَالَ : وَزَوْجُهَا أَوْسُ بْنُ الصَّامِتِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا مُخْتَصَرًا
3792- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ ، وَإِبْرَاهِيمُ
بْنُ عِصْمَةَ ، وَأَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ،
قَالُوا : حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْهِلاَلِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو
النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ،
عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا أَنَّ جَمِيلَةَ كَانَتِ امْرَأَةَ أَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ ، وَكَانَ
أَوْسٌ امْرَءًا بِهِ لَمَمٌ ، فَإِذَا اشْتَدَّ لَمَمُهُ ظَاهَرَ مِنَ امْرَأَتِهِ
، فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِ كَفَّارَةَ الظِّهَارِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
3793- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ
شُرَيْحٍ ، أَخْبَرَنِي ابْنُ أَبِي كَرِيمَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ ، يَقُولُ
: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ : {يَرْفَعُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا
مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} قَالَ : يَرْفَعُ اللَّهُ
الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُؤْتَوُا
الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3794- أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
الصَّيْدَلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، أَنْبَأَ يَحْيَى بْنُ
الْمُغِيرَةِ السَّعْدِيُّ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى ، قَالَ : قَالَ عَلِيُّ
بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنَّ فِي كِتَابِ اللهِ لاَيَةً مَا عَمِلَ بِهَا أَحَدٌ وَلاَ
يَعْمَلُ بِهَا أَحَدٌ بَعْدِي ، آيَةُ النَّجْوَى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا إِذَا نَاجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ}
صَدَقَةً الآيَةَ . قَالَ : كَانَ عِنْدِي دِينَارٌ فَبِعْتُهُ بِعَشَرَةِ
دَرَاهِمَ فَنَاجَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَكُنْتُ
كُلَّمَا نَاجَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدَّمْتُ
بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَايَ دِرْهَمًا ، ثُمَّ نُسِخَتْ فَلَمْ يَعْمَلْ بِهَا أَحَدٌ
فَنَزَلَتْ {أَأَشْفَقْتُمْ أَنْ تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْوَاكُمْ صَدَقَاتٍ} الآيَةَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3795- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو
بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ
بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي ظِلِّ
حُجْرَةٍ وَقَدْ كَادَ الظِّلُّ أَنْ يَتَقَلَّصَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّهُ سَيَأْتِيكُمْ إِنْسَانٌ فَيَنْظُرُ
إِلَيْكُمْ بِعَيْنِ شَيْطَانٍ ، فَإِذَا جَاءَكُمْ لاَ تُكَلِّمُوهُ فَلَمْ
يَلْبَثُوا أَنْ طَلَعَ عَلَيْهِمْ رَجُلٌ أَزْرَقُ أَعْوَرُ فَقَالَ : حِينَ
رَآهُ دَعَاهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : عَلَى
مَا تَشْتُمُنِي أَنْتَ وَأَصْحَابُكَ فَقَالَ : ذَرْنِي آتِكَ بِهِمْ فَانْطَلَقَ
فَدَعَاهُمْ فَحَلَفُوا مَا قَالُوا وَمَا فَعَلُوا حَتَّى يُخَوَّنَ فَأَنْزَلَ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ
كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ أَلاَ إِنَّهُمْ
هُمُ الْكَاذِبُونَ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
3796- حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا
مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، أَنْبَأَ السَّائِبُ بْنُ
حُبَيْشٍ الْكَلاَعِيُّ ، عَنْ مَعْدَانِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمُرِيُّ ،
قَالَ : قَالَ لِي أَبُو الدَّرْدَاءِ : أَيْنَ مَسْكَنُكَ ؟ فَقُلْتُ : فِي
قَرْيَةٍ دُونَ حِمْصَ ، فَقَالَ أَبُو الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَا مِنْ
ثَلاَثَةٍ فِي قَرْيَةٍ ، وَلاَ بَدْوٍ لاَ تُقَامُ فِيهِمُ الصَّلاَةُ إِلاَّ
قَدِ اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَعَلَيْكَ بِالْجَمَاعَةِ ، فَإِنَّمَا
يَأْكُلُ الذِّئْبُ الْقَاصِيَةَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ الْفَاضِلُ أَبُو عَبْدِ اللهِ
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ إِمْلاَءً فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ
أَرْبَعِمِائَةٍ
59- تَفْسِيرُ سُورَةِ الْحَشْرِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3797- أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ
الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ
، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : كَانَتْ غَزْوَةُ بَنِي
النَّضِيرِ وَهُمْ طَائِفَةٌ مِنَ الْيَهُودِ عَلَى رَأْسِ سِتَّةِ أَشْهُرٍ مِنْ
وَقْعَةِ بَدْرٍ وَكَانَ مَنْزِلُهُمْ وَنَخْلُهُمْ بِنَاحِيَةِ الْمَدِينَةِ ،
فَحَاصَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى نَزَلُوا
عَلَى الْجَلاَءِ ، وَعَلَى أَنَّ لَهُمُ مَا أَقَلَّتِ الإِبِلُ مِنَ
الأَمْتِعَةِ وَالأَمْوَالِ إِلاَّ الْحَلْقَةَ ، يَعْنِي السِّلاَحَ ، فَأَنْزَلَ
اللَّهُ فِيهِمْ {سَبَّحَ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} إِلَى
قَوْلِهِ {لاََوَّلِ الْحَشْرِ مَا ظَنَنْتُمْ أَنْ يَخْرُجُوا} فَقَاتَلَهُمُ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى صَالَحَهُمْ عَلَى الْجَلاَءِ ،
فَأَجْلاَهُمْ إِلَى الشَّامِ وَكَانُوا مِنْ سِبْطٍ لَمْ يُصِبْهُمْ جَلاَءٌ
فِيمَا خَلاَ وَكَانَ اللَّهُ قَدْ كَتَبَ عَلَيْهِمْ ذَلِكَ وَلَوْلاَ ذَلِكَ
لَعَذَّبَهُمْ فِي الدُّنْيَا بِالْقَتْلِ وَالسَّبْيِ ، وَأَمَّا قَوْلُهُ
{لأَوَّلِ الْحَشْرِ} فَكَانَ جَلاَؤُهُمْ ذَلِكَ أَوَّلَ حَشْرٍ فِي الدُّنْيَا
إِلَى الشَّامِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3798- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ مَنْصُورُ بْنُ حَيَّانَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، وَابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ،
أَنَّهُمَا شَهِدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
أَنَّهُ نَهَى عَنِ الدُّبَّاءِ وَالنَّقِيرِ وَالْحَنْتَمِ وَالْمُزَفَّتِ ،
ثُمَّ تَلاَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {مَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ
فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
بِهَذِهِ الزِّيَادَةِ.
3799- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ السُّكَّرِيُّ ، بِهَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْعُرَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ
الْوَلِيدِ ، عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالَ : أُهْدِي لِرَجُلٍ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأْسُ شَاةٍ ، فَقَالَ : إِنَّ أَخِي فُلاَنًا وَعِيَالَهُ
أَحْوَجُ إِلَى هَذَا مِنَّا قَالَ : فَبَعَثَ إِلَيْهِ فَلَمْ يَزَلْ يَبْعَثُ
إِلَيْهِ وَاحِدًا إِلَى آخَرَ حَتَّى تَدَاوَلَهَا سَبْعَةُ أَبْيَاتٍ حَتَّى
رَجَعَتْ إِلَى الأَوَّلِ فَنَزَلَتْ {وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ}
إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3800- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ الضَّبِّيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو بَدْرٍ شُجَاعُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
زُبَيْدٍ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ مُصَرِّفٍ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ
سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : النَّاسُ عَلَى
ثَلاَثِ مَنَازِلَ فَمَضَتْ مِنْهُمُ اثْنَتَانِ وَبَقِيَتْ وَاحِدَةٌ ، فَأَحْسَنُ
مَا أَنْتُمْ كَائِنُونَ عَلَيْهِ أَنْ تَكُونُوا بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ الَّتِي
بَقِيَتْ ، ثُمَّ قَرَأَ {لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا
مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ} الآيَةَ ، ثُمَّ قَالَ : هَؤُلاَءِ الْمُهَاجِرُونَ وَهَذِهِ
مَنْزِلَةٌ وَقَدْ مَضَتْ ، ثُمَّ قَرَأَ {وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ
وَالإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ} الآيَةَ ، ثُمَّ قَالَ : هَؤُلاَءِ الأَنْصَارُ وَهَذِهِ
مَنْزِلَةٌ وَقَدْ مَضَتْ ، ثُمَّ قَرَأَ {وَالَّذِينَ جَاؤُوا مِنْ بَعْدِهِمْ
يَقُولُونَ رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالإِيمَانِ}
الآيَةَ ، قَالَ : فَقَدْ مَضَتْ هَاتَانِ الْمَنْزِلَتَانِ وَبَقِيَتْ هَذِهِ
الْمَنْزِلَةُ فَأَحْسَنُ مَا أَنْتُمْ كَائِنُونَ عَلَيْهِ أَنْ تَكُونُوا
بِهَذِهِ الْمَنْزِلَةِ الَّتِي بَقِيَتْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3801- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، أَنْبَأَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ حُمَيْدِ
بْنِ عَبْدِ اللهِ السَّلُولِيِّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَاهِبٌ يَتَعَبَّدُ فِي صَوْمَعَةٍ وَامْرَأَةٌ زَيَّنَتْ
لَهُ نَفْسَهَا فَوَقَعَ عَلَيْهَا فَحَمَلَتْ فَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ ، فَقَالَ :
اقْتُلْهَا فَإِنَّهُمْ إِنْ ظَهَرُوا عَلَيْكَ افْتَضَحْتَ فَقَتَلَهَا
فَدَفَنَهَا ، فَجَاؤُوهُ فَأَخَذُوهُ فَذَهَبُوا بِهِ فَبَيْنَمَا هُمْ يَمْشُونَ
إِذْ جَاءَهُ الشَّيْطَانُ ، فَقَالَ : أَنَا الَّذِي زَيَّنْتُ لَكَ فَاسْجُدْ
لِي سَجْدَةً أُنْجِيكَ فَسَجَدَ لَهُ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
{كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلإِنْسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ
إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ} الآيَةَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
60- تَفْسِيرُ سُورَةِ الْمُمْتَحِنَةِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3802- أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ
الْقَاضِي ، بِهَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا
آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ،
عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ
وَجَلَّ : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ
أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} إِلَى قَوْلِهِ {وَاللَّهُ
بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} نَزَلَ فِي مُكَاتَبَةِ حَاطِبِ بْنِ أَبِي بَلْتَعَةَ
وَمَنْ مَعَهُ إِلَى كُفَّارِ قُرَيْشٍ يُحَذِّرُونَهُمْ ، وَقَوْلُهُ تَعَالَى :
{إِلاَّ قَوْلَ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ} نُهُوا أَنْ يَتَأَسَّوْا بِاسْتِغْفَارِ
إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ فَيَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَقَوْلُهُ تَعَالَى
{رَبَّنَا لاَ تَجْعَلْنَا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا} لاَ تُعَذِّبْنَا
بِأَيْدِيهِمْ وَلاَ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِكِ فَيَقُولُونَ لَوْ كَانَ هَؤُلاَءِ
عَلَى الْحَقِّ مَا أَصَابَهُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3803- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، أَنْبَأَ
جَرِيرٌ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {لَقَدْ كَانَ
لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} قَالَ : فِي صُنْعِ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ مَعَهُ
إِلاَّ فِي اسْتِغْفَارِهِ لأَبِيهِ وَهُوَ مُشْرِكٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3804- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّيَّارِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَلِيِّ الْغَزَّالُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ،
أَخْبَرَنِي مُصْعَبُ بْنُ ثَابِتِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَدِمَتْ قُتَيْلَةُ
بِنْتُ الْعُزَّى بِنْتِ أَسْعَدَ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ حَسَلٍ عَلَى ابْنَتِهَا
أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَكَانَ
أَبُو بَكْرٍ طَلَّقَهَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، فَقَدِمَتْ عَلَى ابْنَتِهَا
بِهَدَايَا ضِبَابًا وَسَمْنًا وَأَقِطًا ، فَأَبَتْ أَسْمَاءُ أَنْ تَأْخُذَ
مِنْهَا ، وَتَقْبَلَ مِنْهَا وَتُدْخِلَهَا مَنْزِلَهَا حَتَّى أَرْسَلَتْ إِلَى
عَائِشَةَ أَنْ سَلِي عَنْ هَذَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، فَأَخْبَرَتْهُ فَأَمَرَهَا أَنْ تَقْبَلَ هَدَايَاهَا وَتُدْخِلَهَا مَنْزِلَهَا
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {لاَ يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ
يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ
تَبَرُّوهُمْ} إِلَى آخِرِ الآيَتَيْنِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3805- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ
سُلَيْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ
الْقَاضِي وَحَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ،
أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الأَسْفَاطِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، حَدَّثَنِي أَخِي ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلاَلٍ ، عَنِ
ابْنِ عَجْلاَنَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ عُتْبَةَ بْنِ رَبِيعَةَ
بْنِ عَبْدِ شَمْسٍ ، أَنَّ أَبَا حُذَيْفَةَ بْنَ عُتْبَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، أَتَى بِهَا وَبِهِنْدِ بِنْتِ عُتْبَةَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، تُبَايِعُهُ فَقَالَتْ : أَخَذَ عَلَيْنَا فَشَرَطَ عَلَيْنَا ،
قَالَتْ : قُلْتُ لَهُ : يَا ابْنَ عَمِّ ، هَلْ عَلِمْتَ فِي قَوْمِكَ مِنْ هَذِهِ الْعَاهَاتِ
أَوِ الْهَنَّاتِ شَيْئًا ؟ قَالَ أَبُو حُذَيْفَةَ : إِيهًا فَبَايِعِيهِ ،
فَإِنَّ بِهَذَا يُبَايِعُ وَهَكَذَا يَشْتَرِطُ ، فَقَالَتْ هِنْدٌ : لاَ أُبَايِعُكَ
عَلَى السَّرِقَةِ ، إِنِّي أَسْرِقُ مِنْ مَالِ زَوْجِي ، فَكَفَّ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَهُ ، وَكَفَّتْ يَدَهَا حَتَّى أَرْسَلَ
إِلَى أَبِي سُفْيَانَ فَتَحَلَّلَ لَهَا مِنْهُ ، فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ :
أَمَّا الرَّطْبُ فَنَعَمْ ، وَأَمَّا الْيَابِسُ فَلاَ وَلاَ نِعْمَةَ . قَالَتْ : فَبَايَعْنَاهُ
، ثُمَّ قَالَتْ فَاطِمَةُ : مَا كَانَتْ قُبَّةٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِنْ قُبَّتِكَ
وَلاَ أَحَبُّ أَنْ يُبِيحَهَا اللَّهُ وَمَا فِيهَا ، وَاللَّهِ مَا مِنْ قُبَّةٍ
أَحَبُّ إِلَيَّ أَنْ يُعَمِّرَهَا اللَّهُ وَيُبَارَكُ فِيهَا مِنْ قُبَّتِكَ .
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَأَيْضًا وَاللَّهِ
لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنْ وَلَدِهِ
وَوَالِدِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
61- تَفْسِيرُ سُورَةِ الصَّفِّ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3806- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ مَزِيدٍ ، أَخْبَرَنِي
أَبِي ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ،
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ
، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو
سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : اجْتَمَعْنَا فَتَذَاكَرْنَا فَقُلْنَا : أَيُّكُمْ
يَأْتِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَسْأَلَهُ أَيُّ
الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ ، ثُمَّ تَفَرَّقْنَا وَهِبْنَا أَنْ يَأْتِيَهُ
مِنَّا أَحَدٌ فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَجَمَعَنَا فَجَعَلَ يُومِئُ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ ، فَقَرَأَ
عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبَّحَ لِلَّهِ مَا
فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لاَ تَفْعَلُونَ إِلَى آخِرِ السُّورَةِ
قَالَ أَبُو سَلَمَةَ : فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ مِنْ
أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا . قَالَ يَحْيَى : فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا أَبُو سَلَمَةَ
مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا
. قَالَ الأَوْزَاعِيُّ : فَقَرَأَهَا عَلَيْنَا يَحْيَى
بْنُ أَبِي كَثِيرٍ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا . قَالَ أَبُو إِسْحَاقَ
الْفَزَارِيُّ وَقَرَأَ عَلَيْنَا الأَوْزَاعِيُّ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا
. قَالَ مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو وَقَرَأَهَا عَلَيْنَا أَبُو إِسْحَاقَ الْفَزَارِيُّ
مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا . قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ
وَقَرَأَهَا عَلَيْنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا .
قَالَ أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالَوَيْهِ وَقَرَأَهَا عَلَيْنَا مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ مِنْ أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا . قَالَ الْحَاكِمُ :
وَأَنَا أَقُولُ : قَرَأَهَا عَلَيْنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالَوَيْهِ مِنْ
أَوَّلِهَا إِلَى آخِرِهَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3807- أَخْبَرَنِي أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، أَنْبَأَ جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ
بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
، قَالَ : وَاعَدَ عِيسَى عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ أَصْحَابَهُ اثْنَيْ
عَشَرَ رَجُلاً فِي بَيْتٍ فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ مِنْ غَيْرِ جَانِبِ الْبَيْتِ
يَنْفُضُ رَأْسَهُ ، وَذَكَرَ حَدِيثًا ، وَقَالَ فِي آخِرِهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ : {فَأَيَّدْنَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَى عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا
ظَاهِرِينَ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
62- تَفْسِيرُ سُورَةِ الْجُمُعَةِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3808- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ
الْمُزَكِّي بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ حَاتِمٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي
قَيْسٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ مَيْسَرَةَ ، أَنَّ هَذِهِ الآيَةَ
مَكْتُوبَةٌ فِي التَّوْرَاةِ بِسَبْعِ مِائَةِ آيَةٍ {يُسَبِّحُ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَوَاتِ
وَمَا فِي الأَرْضِ الْمَلِكِ الْقُدُّوسِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ} أَوَّلُ سُورَةِ
الْجُمُعَةِ.
3809- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ
عَطَاءٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى ،
وَاللَّفْظُ لَهُ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَبَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو هِشَامٍ الرِّفَاعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْمُحَارِبِيُّ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : مَرَّ أَبُو جَهْلٍ بِالنَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُصَلِّي فَقَالَ : أَلَمْ أَنْهَكَ
عَلَى أَنْ تُصَلِّيَ يَا مُحَمَّدُ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا بِهَا أَحَدٌ أَكْثَرَ
نَادِيًا مِنِّي ، فَانْتَهَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ جِبْرِيلُ : عَلَيْهِ السَّلاَمُ {فَلْيَدْعُ نَادِيَهُ سَنَدْعُ الزَّبَانِيَةَ}
وَاللَّهِ لَوْ دَعَا نَادِيَهُ لاََخَذَتْهُ زَبَانِيَةُ الْعَذَابِ.
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3810- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، أَنْبَأَ جَعْفَرُ
بْنُ عَوْنٍ ، أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي
حَازِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَطِيلُوا هَذِهِ
الصَّلاَةَ ، وَأَقْصِرُوا هَذِهِ الْخُطْبَةَ ، يَعْنِي صَلاَةَ الْجُمُعَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3811- أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ
، بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ ،
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أُسَيْدِ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ تَرَكَ الْجُمُعَةَ
ثَلاَثَ مَرَّاتٍ مِنْ غَيْرِ ضَرُورَةٍ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
63- تَفْسِيرُ سُورَةِ الْمُنَافِقِينَ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3812- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ ، عَنِ
السُّدِّيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الأَزْدِيِّ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : غَزَوْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَكَانَ مَعَنَا نَاسٌ مِنَ الأَعْرَابِ فَكُنَّا نَبْتَدِرُ
الْمَاءَ ، وَكَانَ الأَعْرَابُ يَسْبِقُونَا فَيَسْبِقُ الأَعْرَابِيُّ أَصْحَابَهُ
فَيَمْلاَُ الْحَوْضَ ، وَيَجْعَلُ حَوْلَهُ حِجَارَةً ، وَيَجْعَلُ النِّطْعَ
عَلَيْهِ حَتَّى يَجِيءَ أَصْحَابُهُ ، فَأَتَى رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ
الأَعْرَابِيَّ فَأَرْخَى زِمَامَ نَاقَتِهِ لِتَشْرَبَ
فَأَبَى أَنْ يَدَعَهُ فَانْتَزَعَ حَجَرًا فَفَاضَ
فَرَفَعَ الأَعْرَابِيُّ خَشَبَةً ، فَضَرَبَ بِهَا رَأْسَ الأَنْصَارِيِّ فَشَجَّهُ
، فَأَتَى عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ رَأْسُ الْمُنَافِقِينَ فَأَخْبَرَهُ ،
وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِهِ فَغَضِبَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ ، ثُمَّ قَالَ : لاَ
تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
حَتَّى يَنْفَضُّوا مِنْ حَوْلِهِ يَعْنِي الأَعْرَابَ ، وَكَانُوا يُحَدِّثُونَ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ الطَّعَامِ ، فَقَالَ
عَبْدُ اللهِ لأَصْحَابِهِ : إِذَا انْفَضُّوا مِنْ عِنْدِ مُحَمَّدٍ ، فَأْتُوا مُحَمَّدًا
لِلطَّعَامِ فَلْيَأْكُلْ هُوَ وَمَنْ عِنْدَهُ ، ثُمَّ قَالَ لأَصْحَابِهِ :
إِذَا رَجَعْتُمْ إِلَى الْمَدِينَةِ ، فَلْيُخْرِجِ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ
، قَالَ زَيْدٌ : وَأَنَا رِدْفُ عَمِّي ، فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ وَكُنَّا
أَخْوَالَهُ فَأَخْبَرْتُ عَمِّي ، فَانْطَلَقَ فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَحَلَفَ وَجَحَدَ وَاعْتَذَرَ ، فَصَدَّقَهُ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَّبَنِي ، فَجَاءَ إِلَى عَمِّي ، فَقَالَ
: مَا أَرَدْتَ إِنْ مَقَتَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَذَّبَكَ
، وَكَذَّبَكَ الْمُسْلِمُونَ . فَوَقَعَ عَلَيَّ مِنَ الْغَمِّ مَا لَمْ يَقَعْ
عَلَى أَحَدٍ قَطُّ ، فَبَيْنَا أَنَا أَسِيرُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ وَقَدْ خَفَقْتُ بِرَأْسِي مِنَ الْهَمِّ ،
فَأَتَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَكَ أُذُنِي
وَضَحِكَ فِي وَجْهِي فَمَا كَانَ يَسُرُّنِي أَنَّ لِيَ بِهَا الْخُلْدُ أَوِ
الدُّنْيَا ، ثُمَّ إِنَّ أَبَا بَكْرٍ لَحِقَنِي ، فَقَالَ : مَا قَالَ لَكَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قُلْتُ : مَا قَالَ لِي
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا غَيْرَ أَنَّهُ عَرَكَ
أُذُنِي وَضَحِكَ فِي وَجْهِي فَقَالَ : أَبْشِرْ . ثُمَّ لَحِقَنِي عُمَرُ فَقَالَ
: مَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقُلْتُ
لَهُ مِثْلَ قُولِي لأَبِي بَكْرٍ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُورَةَ الْمُنَافِقُونَ {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا
نَشْهَدُ إِنَّكَ لِرَسُولُ اللَّهِ} حَتَّى بَلَغَ {الَّذِينَ يَقُولُونَ لاَ
تُنْفِقُوا عَلَى مَنْ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ حَتَّى يَنْفَضُّوا} حَتَّى بَلَغَ
{لَيُخْرِجَنَّ الأَعَزُّ مِنْهَا الأَذَلَّ}.
قَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى إِخْرَاجِ أَحْرُفٍ
يَسِيرَةٍ مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيِّ ،
عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ مُتَابِعًا لأَبِي إِسْحَاقَ
مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ الْقُرَظِيِّ
، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِطُولِهِ وَالإِسْنَادُ صَحِيحٌ.
64- تَفْسِيرُ سُورَةِ التَّغَابُنِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3813- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ
بْنَ كُنَاسَةَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيَّ ، وَسُئِلَ عَنْ
قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : {هُوَ الَّذِي خَلَقَكُمْ فَمِنْكُمْ كَافِرٌ وَمِنْكُمْ
مُؤْمِنٌ} فَقَالَ : حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، عَنْ جَابِرٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : يُبْعَثُ كُلُّ عَبْدٍ عَلَى مَا مَاتَ عَلَيْهِ.
قَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ حَدِيثَ الأَعْمَشِ وَلَمْ
يُخَرِّجْهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ
3814- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ
الْعَنْقَزِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {إِنَّ مِنْ
أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلاَدِكُمْ عَدُوًّا لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ} فِي قَوْمٍ مِنْ
أَهْلِ مَكَّةَ أَسْلَمُوا وَأَرَادُوا أَنْ يَأْتُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَبَى أَزْوَاجُهُمْ وَأَوْلاَدُهُمْ أَنْ يَدْعُوهُمْ ،
فَأَتَوْا الْمَدِينَةَ ، فَلَمَّا قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَوْهُمْ قَدْ فَقِهُوا فَهَمُّوا أَنْ يُعَاقِبُوهُمْ ،
فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا} الآيَةَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3815- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ ، عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هِلاَلٍ ، قَالَ : جَاءَ رَجُلٌ
إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَسَأَلَهُ عَنْ
هَذِهِ الآيَةِ {وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} ،
وَإِنِّي امْرُؤٌ مَا قَدَرْتُ ، وَلاَ يَخْرُجُ مِنْ يَدَيَّ شَيْءٌ ، وَقَدْ
خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ قَدْ أَصَابَنِي هَذِهِ الآيَةُ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ :
ذَكَرْتَ الْبُخْلَ ، وَبِئْسَ الشَّيْءُ الْبُخْلُ ، وَأَمَّا مَا ذَكَرَ اللَّهُ
فِي الْقُرْآنِ فَلَيْسَ كَمَا قُلْتَ ، ذَلِكَ أَنْ تَعْمِدَ إِلَى مَالِ
غَيْرِكَ أَوْ مَالِ أَخِيكَ فَتَأْكُلَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3816- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ ، حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنِ الْعَلاَءِ
بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقُولُ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ اسْتَقْرَضْتُ عَبْدِي ، فَأَبَى أَنْ يُقْرِضَنِي وَسَبَّنِي
عَبْدِي ، وَلاَ يَدْرِي يَقُولُ : وَادَهْرَاهُ وَادَهْرَاهُ ، وَأَنَا الدَّهْرُ
ثُمَّ تَلاَ أَبُو هُرَيْرَةَ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ { : إِنْ تُقْرِضُوا
اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
65- تَفْسِيرُ سُورَةِ الطَّلاَقِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3817- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ
الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ ثَوْرٍ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ
أَبِي رَافِعٍ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : طَلَّقَ عَبْدُ يَزِيدَ أَبُو
رُكَانَةَ أُمَّ رُكَانَةَ ، ثُمَّ نَكَحَ امْرَأَةً مِنْ مُزَيْنَةَ ، فَجَاءَتْ
إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ
اللهِ ، مَا يُغْنِي عَنِّي إِلاَّ مَا تُغْنِي هَذِهِ الشَّعْرَةُ لِشَعْرَةٍ
أَخَذَتْهَا مِنْ رَأْسِهَا ، فَأَخَذَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ حَمِيَّةً عِنْدَ ذَلِكَ فَدَعَا رُكَانَةَ وَإِخْوَتَهُ ثُمَّ قَالَ لِجُلَسَائِهِ
: أَتَرَوْنَ كَذَا مِنْ كَذَا ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لِعَبْدِ يَزِيدَ : طَلِّقْهَا فَفَعَلَ فَقَالَ لأَبِي رُكَانَةَ :
ارْتَجِعْهَا فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي طَلَّقْتُهَا . فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَدْ عَلِمْتُ ذَلِكَ
فَارْتَجِعْهَا فَنَزَلَتْ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ
فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3818- أَخْبَرَنِي الآُسْتَاذُ أَبُو الْوَلِيدِ ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا كَامِلُ بْنُ طَلْحَةَ ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ ، عَنْ
نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، {إِلاَّ أَنْ يَأْتِينَ
بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ} قَالَ : خُرُوجُهَا مِنْ بَيْتِهَا فَاحِشَةٌ
مُبَيِّنَةٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
3819- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ،
حَدَّثَنَا كَهْمَسُ بْنُ الْحَسَنِ التَّمِيمِيُّ ، عَنْ أَبِي السَّلِيلِ
ضُرَيْبِ بْنِ نَقِيرٍ الْقَيْسِيِّ قَالَ : قَالَ أَبُو ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ : جَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتْلُو هَذِهِ الآيَةَ
{وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ
يَحْتَسِبُ} قَالَ : فَجَعَلَ يُرَدِّدُهَا حَتَّى نَعَسْتُ فَقَالَ : يَا أَبَا
ذَرٍّ ، لَوْ أَنَّ النَّاسَ أَخَذُوا بِهَا لَكَفَتْهُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3820- أَخْبَرَنِي أَبُو الْقَاسِمِ الْحَسَنُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ عُقْبَةَ بْنِ خَالِدٍ السَّكُونِيُّ
بِالْكُوفَةَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ كَثِيرٍ الْعَامِرِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا
إِسْرَائِيلُ ، حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي مُعَاوِيَةَ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ
أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ،
قَالَ : نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا
وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ} فِي رَجُلٍ مِنْ أَشْجَعَ كَانَ فَقِيرًا
خَفِيفَ ذَاتِ الْيَدِ كَثِيرَ الْعِيَالِ ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ فَقَالَ لَهُ : اتَّقِ اللَّهَ وَاصْبِرْ فَرَجَعَ
إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالُوا : مَا أَعْطَاكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ : مَا أَعْطَانِي شَيْئًا وَقَالَ لِي : اتَّقِ
اللَّهَ وَاصْبِرْ فَلَمْ يَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى جَاءَ ابْنٌ لَهُ
بِغَنَمٍ لَهُ كَانَ الْعَدُوُّ أَصَابُوهُ ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ عَنْهَا وَأَخْبَرَهُ خَبَرَهَا فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كُلْهَا فَنَزَلَتْ {وَمَنْ يَتَّقِ
اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3821- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، أَنْبَأَ جَرِيرٌ ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ طَرِيفٍ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ سَالِمٍ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتِ
الآيَةُ الَّتِي فِي سُورَةِ الْبَقَرَةِ فِي عَدَدٍ مِنْ عَدَدِ النِّسَاءِ
قَالُوا : قَدْ بَقِيَ عَدَدٌ مِنَ النِّسَاءِ لَمْ يُذْكَرْنَ الصِّغَارُ
وَالْكُبَّارُ ، وَلاَ مَنِ انْقَطَعَتْ عَنْهُنَّ الْحَيْضُ ، وَذَوَاتُ
الأَحْمَالِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الآيَةَ الَّتِي فِي سُورَةِ
النِّسَاءِ {وَاللاَّئِي يَئِسْنَ مِنَ الْمَحِيضِ مِنْ نِسَائِكُمْ إِنِ
ارْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلاَثَةُ أَشْهُرٍ وَاللاَّئِي لَمْ يَحِضْنَ
وَأُولاَتُ الأَحْمَالِ أَجَلُهُنَّ أَنْ يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ}.
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3822- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ
، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ غَنَّامٍ النَّخَعِيُّ ، أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ
حَكِيمٍ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي
الضُّحَى ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّهُ قَالَ :
{اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} قَالَ : سَبْعَ
أَرَضِينَ فِي كُلِّ أَرْضٍ نَبِيٌّ كَنَبِيِّكُمْ وَآدَمُ كآدمَ ، وَنُوحٌ
كَنُوحٍ ، وَإِبْرَاهِيمُ كَإِبْرَاهِيمَ ، وَعِيسَى كَعِيسَى.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3823- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ
الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ
أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي
الضُّحَى ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ
: {سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الأَرْضِ مِثْلَهُنَّ} قَالَ : فِي كُلِّ أَرْضٍ
نَحْوُ إِبْرَاهِيمَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
66- تَفْسِيرُ سُورَةِ التَّحْرِيمِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3824- حَدَّثَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ بَطَّةَ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ زَكَرِيَّا الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بُكَيْرٍ الْحَضْرَمِيُّ
، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ
لَهُ أَمَةٌ يَطَؤُهَا فَلَمْ تَزَلْ بِهِ عَائِشَةُ وَحَفْصَةُ حَتَّى جَعَلَهَا
عَلَى نَفْسِهِ حَرَامًا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ هَذِهِ الآيَةَ {يَا أَيُّهَا
النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ
أَزْوَاجِكَ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
3825- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ سَالِمٍ الأَفْطَسِ ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : جَاءَهُ رَجُلٌ
فَقَالَ : جَعَلْتُ امْرَأَتِي عَلَيَّ حَرَامًا فَقَالَ : كَذَبْتَ لَيْسَتْ عَلَيْكَ بِحَرَامٍ
، ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لَمَ تُحَرِّمُ مَا
أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي}
الآيَةُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3826- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنِ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ مَنْصُورٍ ،
عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فِي قَوْلِهِ
عَزَّ وَجَلَّ : {قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} قَالَ : عَلِّمُوا
أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمُ الْخَيْرَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3827- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، أَنْبَأَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ،
أَنْبَأَ مِسْعَرٌ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ الْحِجَارَةَ الَّتِي سَمَّى
اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ {وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} حِجَارَةٌ مِنْ كِبْرِيتٍ خَلَقَهَا
اللَّهُ عِنْدَهُ كَيْفَ شَاءَ أَوْ كَمَا شَاءَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3828- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا ،
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ حَمْزَةَ الْبُخَارِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، أنا مُحَمَّدُ بْنُ
مُطَرِّفٍ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، أَظُنُّهُ عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ ، أَنَّ فَتًى
مِنَ الأَنْصَارِ دَخَلَتْهُ خَشْيَةٌ مِنَ النَّارِ ، فَكَانَ يَبْكِي عِنْدَ
ذِكْرِ النَّارِ حَتَّى حَبَسَهُ ذَلِكَ فِي الْبَيْتِ ، فَذُكِرَ ذَلِكَ
لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَاءَهُ فِي الْبَيْتِ ،
فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهِ اعْتَنَقَهُ الْفَتَى وَخَرَّ مَيِّتًا ، فَقَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : جَهِّزُوا صَاحِبَكُمْ فَإِنَّ
الْفَرَقَ فَلَذَ كَبِدَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3829- وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ ، عَلَى
أَثَرِهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى إِمْلاَءً ، حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ مَنْصُورِ بْنِ
عَمَّارٍ ، قَالَ : حَجَجْتُ حَجَّةً فَنَزَلْتُ سِكَّةً مِنْ سِكَكِ الْكُوفَةِ
فَخَرَجْتُ فِي لَيْلَةٍ مُظْلِمَةٍ ، فَإِذَا بِصَارِخٍ يَصْرُخُ فِي جَوْفِ
اللَّيْلِ وَهُوَ يَقُولُ : إِلَهِي وَعِزَّتِكَ وَجَلاَلِكَ مَا أَرَدْتُ
بِمَعْصِيَتِي إِيَّاكَ مُخَالَفَتَكَ ، وَلَقَدْ عَصَيْتُكَ إِذْ عَصَيْتُكَ
وَمَا أَنَا بِذَلِكَ جَاهِلٌ ، وَلَكِنْ خَطِيئَةٌ عَرَضَتْ أَعَانَنِي عَلَيْهَا
شَقَائِي ، وَغَرَّنِي سِتْرُكَ الْمُرْخَي عَلَيَّ ، وَقَدْ عَصَيْتُكَ بِجَهْلِي
وَخَالَفْتُكَ بِجَهْلِي فَالآنَ مِنْ عَذَابِكَ مَنْ يَسْتَنْقِذُنِي وَبِحَبْلِ
مَنْ أَتَّصِلُّ إِنْ أَنْتَ قَطَعْتُ حَبْلَكَ عَنِّي ، وَاشَبَابَاهُ
وَاشَبَابَاهُ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ قَوْلِهِ تَلَوْتُ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ
{قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ
عَلَيْهَا مَلاَئِكَةٌ غِلاَظٌ شِدَادٌ} الآيَةُ . فَسَمِعْتُ حَرَكَةً شَدِيدَةً
، ثُمَّ لَمْ أَسْمَعْ بَعْدَهَا حِسًّا فَمَضَيْتُ ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ
رَجَعْتُ فِي مَدْرَجَتِي ، فَإِذَا أَنَا بِجِنَازَةٍ قَدْ وُضِعَتْ وَإِذَا
عَجُوزٌ كَبِيرَةٌ ، فَسَأَلْتُهَا عَنْ أَمْرِ الْمَيِّتِ وَلَمْ تَكُنْ عَرَفَتْنِي
فَقَالَتْ : مَرَّ هُنَا رَجُلٌ لاَ جَزَاهُ اللَّهُ إِلاَّ جَزَاءَهُ بِابْنِي
الْبَارِحَةَ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فَتَلاَ آيَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَمَّا
سَمِعَهَا ابْنِي تَفَطَّرَتْ مَرَارَتُهُ فَوَقَعَ مَيِّتًا.
3830- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الشَّافِعِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا
حُذَيْفَةُ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنِ
النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، {تُوبُوا إِلَى اللهِ تَوْبَةً نَصُوحًا} قَالَ : أَنْ يُذْنِبَ الْعَبْدُ ثُمَّ
يَتُوبَ فَلاَ يَعُودُ فِيهِ.
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
3831- حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ
، عَنْ عَبَايَةَ الأَسَدِيِّ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، التَّوْبَةُ النَّصُوحُ تُكَفِّرُ كُلَّ سَيِّئَةٍ وَهُوَ فِي
الْقُرْآنِ ، ثُمَّ قَرَأَ {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللهِ
تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ}
الآيَةُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3832- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو يَحْيَى الْحِمَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا عُتْبَةُ بْنُ يَقْظَانَ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي قَوْلِ اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ : {يَوْمَ لاَ يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ
نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا
أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا} قَالَ : لَيْسَ أَحَدٌ مِنَ الْمُوَحِّدِينَ إِلاَّ
يُعْطَى نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، فَأَمَّا الْمُنَافِقُ فَيُطْفِئُ نُورَهُ ،
وَالْمُؤْمِنُ مُشْفِقٌ مِمَّا رَأَى مِنْ إِطْفَاءِ نُورِ الْمُنَافِقِ فَهُوَ
يَقُولُ : {رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3833- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الشَّافِعِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا أَبُو
حُذَيْفَةَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي عَائِشَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ
بْنِ قتةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، {فَخَانَتَاهُمَا}
قَالَ : مَا زَنَتَا أَمَّا امْرَأَةُ نُوحٍ فَكَانَتْ تَقُولُ لِلنَّاسِ ،
إِنَّهُ مَجْنُونٌ ، وَأَمَّا امْرَأَةُ لُوطٍ فَكَانَتْ تَدُلُّ عَلَى الضَّيْفِ
فَذَلِكَ خِيَانَتُهُمَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3834- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ،
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، عَنْ
أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ سَلْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كَانَتِ
امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ تُعَذَّبُ بِالشَّمْسِ ، فَإِذَا انْصَرَفُوا عَنْهَا أَظَلَّتْهَا
الْمَلاَئِكَةُ بِأَجْنِحَتِهَا ، وَكَانَتْ تَرَى بَيْتَهَا فِي الْجَنَّةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3835- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ
مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَنْبَأَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمَّا أُسْرِيَ
بِي مَرَّتْ بِي رَائِحَةٌ طَيْبَةٌ ، فَقُلْتُ : مَا هَذِهِ الرَّائِحَةُ ؟
فَقَالُوا : هَذِهِ رَائِحَةُ مَاشِطَةِ ابْنَةِ فِرْعَوْنَ وَأَوْلاَدِهَا
كَانَتْ تَمْشِطُهَا فَوَقَعَ الْمُشْطُ مِنْ يَدِهَا ، فَقَالَتْ : بِسْمِ اللهِ
. فَقَالَتِ ابْنَتُهُ : أَبِي ؟ فَقَالَتْ : لاَ ، بَلْ رَبِّي وَرَبُّكِ وَرَبُّ
أَبِيكِ . فَقَالَتْ : أُخْبِرُ بِذَلِكَ أَبِي ، قَالَتْ : نَعَمْ . فَأَخْبَرَتْهُ
فَدَعَا بِهَا وَبِوَلَدِهَا فَقَالَتْ : لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ . فَقَالَ : مَا هِيَ ؟
قَالَتْ : تَجْمَعُ عِظَامِي وَعِظَامَ وَلَدِي فَتَدْفِنُهُ جَمِيعًا . فَقَالَ :
ذَلِكَ لَكِ عَلَيْنَا مِنَ الْحَقِّ . فَأَتَى بِأَوْلاَدِهَا فَأَلْقَى وَاحِدًا
وَاحِدًا حَتَّى إِذَا كَانَ آخِرُ وَلَدِهَا وَكَانَ صَبِيًّا مُرْضَعًا ،
فَقَالَ : اصْبِرِي يَا أُمَّاهُ فَإِنَّكِ عَلَى الْحَقِّ ، ثُمَّ أُلْقِيَتْ
مَعَ وَلَدِهَا ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
تَكَلَّمَ أَرْبَعَةٌ وَهُمْ صِغَارٌ : هَذَا وَشَاهِدُ يُوسُفَ ، وَصَاحِبُ
جُرَيْجٍ وَعِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3836- حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ
يُوسُفَ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ (خ)
وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو
الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ ، عَنْ عِلْبَاءَ
بْنِ أَحْمَرَ الْيَشْكُرِيِّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : خَطَّ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَرْبَعَ خُطُوطٍ ، ثُمَّ قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا هَذَا ؟ قَالُوا :
اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : إِنَّ أَفْضَلَ نِسَاءِ أَهْلِ الْجَنَّةِ
خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ ، وَمَرْيَمُ بِنْتُ
عِمْرَانَ ، وَآسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ مَعَ مَا قَصَّ
اللَّهُ عَلَيْنَا مِنْ خَبَرِهَا فِي الْقُرْآنِ {قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي
عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ
وَنَجِّنِي مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
بِهَذَا اللَّفْظِ إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى الْحَدِيثِ الَّذِي:
3837- حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ
السَّيَّارِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ ، أَنْبَأَ صَدَقَةُ بْنُ
مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرَيْشٍ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ،
وَأَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، عَنْ عَمِّهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي
طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خَيْرُ نِسَائِهَا مَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ ، وَخَيْرُ
نِسَائِهَا خَدِيجَةُ.
رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ فِي الصَّحِيحِ عَنْ صَدَقَةَ
بْنِ مُحَمَّدٍ ، وَرَوَاهُ مُسْلِمٌ عَنْ أَبِي خَيْثَمَةَ وَأَبِي بَكْرِ بْنِ
أَبِي شَيْبَةَ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ
67- تَفْسِيرُ سُورَةِ الْمُلْكِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3838- حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
عَبَّاسٍ الْجُشَمِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ سُورَةً مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ
وَجَلَّ مَا هِيَ إِلاَّ ثَلاَثُونَ آيَةً شَفَعَتْ لِرَجُلٍ فَأَخْرَجَتْهُ مِنَ
النَّارِ وَأَدْخَلَتْهُ الْجَنَّةَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
، وَقَدْ سَقَطَ لِي فِي سَمَاعِي هَذَا الْحَرْفُ وَهِيَ سُورَةُ الْمُلْكِ.
3839- أَخْبَرَنِي الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ الْمَرْوَزِيُّ
، أَنْبَأَ أَبُو الْمُوَجِّهِ ، أَنْبَأَ عَبْدَانُ ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللهِ ،
أَنْبَأَ سُفْيَانُ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : يُؤْتَى الرَّجُلُ فِي قَبْرِهِ فَتُؤْتَى رِجْلاَهُ فَتَقُولُ
رِجْلاَهُ : لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ كَانَ يَقُومُ يَقْرَأُ بِي
سُورَةَ الْمُلْكِ ، ثُمَّ يُؤْتَى مِنْ قِبَلِ صَدْرِهِ أَوْ قَالَ بَطْنِهِ ،
فَيَقُولُ : لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي سَبِيلٌ كَانَ يَقْرَأُ بِي سُورَةَ
الْمُلْكِ ، ثُمَّ يُؤْتَى رَأْسُهُ فَيَقُولُ : لَيْسَ لَكُمْ عَلَى مَا قِبَلِي
سَبِيلٌ كَانَ يَقْرَأُ بِي سُورَةَ الْمُلْكِ ، قَالَ : فَهِيَ الْمَانِعَةُ
تَمْنَعُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ وَهِيَ فِي التَّوْرَاةِ سُورَةُ الْمُلْكِ ، وَمَنْ
قَرَأَهَا فِي لَيْلَةٍ فَقَدْ أَكْثَرَ وَأَطْنَبَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
68- تَفْسِيرُ سُورَةِ ن وَالْقَلَمِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3840- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ،
عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
إِنَّ أَوَّلَ شَيْءٍ خَلْقَهُ اللَّهُ الْقَلَمُ ، فَقَالَ لَهُ : اكْتُبْ ،
فَقَالَ : وَمَا أَكْتُبُ ؟ فَقَالَ : الْقَدَرُ ، فَجَرَى مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ بِمَا
هُوَ كَائِنٌ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ ، قَالَ : وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى
الْمَاءِ فَارْتَفَعَ بُخَارُ الْمَاءِ فَفُتِقَتْ مِنْهُ السَّمَاوَاتُ ، ثُمَّ
خَلَقَ النُّونَ فَبُسِطَتِ الأَرْضُ عَلَيْهِ ، وَالأَرْضُ عَلَى ظَهْرِ النُّونِ
فَاضْطَرَبَ النُّونُ فَمَادَتِ الأَرْضُ ، فَأُثْبِتَتْ بِالْجِبَالِ ، فَإِنَّ
الْجِبَالَ تَفْخَرُ عَلَى الأَرْضِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3841- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ
الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ الْعَلاَءِ الرَّقِّيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو الرَّقِّيُّ ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ ، {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ} قَالَ : وَمَا يَكْتُبُونَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3842- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى ، عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ ، فِي قَوْلِ
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} قَالَ : سَأَلْتُ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنْبِئِينِي عَنْ
خُلُقِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : أَتَقْرَأُ
الْقُرْآنَ ؟ فَقُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَتْ : إِنَّ خُلُقَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقُرْآنُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3843- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي
قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ} قَالَ : يُعْرَفُ
بِالشَّرِّ كَمَا تُعْرَفُ الشَّاةُ بِزَنَمَتِهَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3844- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ
أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَبَاحٍ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
عَلِيٍّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِيَ يُحَدِّثُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو
بْنِ الْعَاصِ ، أَنَّهُ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ {مَنَّاعٍ} لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ
أَثِيمٍ عُتُلٍّ بَعْدَ ذَلِكَ زَنِيمٍ فَقَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : أَهْلُ النَّارِ كُلُّ جَعْظَرِيٍّ جَوَّاظٍ
مُسْتَكْبِرٍ جَمَّاعٍ ، وَأَهْلُ الْجَنَّةِ الضُّعَفَاءُ الْمَغْلُوبُونَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ قَدْ أَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ وَالثَّوْرِيِّ ،
عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ حَارِثَةَ بْنِ وَهْبٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُخْتَصَرًا.
3845- حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَبَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى
الآُمَوِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، أَنْبَأَ أُسَامَةُ
بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ،
أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ} قَالَ
: إِذَا خَفِي عَلَيْكُمْ شَيْءٌ مِنَ الْقُرْآنِ فَابْتَغُوهُ فِي الشِّعْرِ ،
فَإِنَّهُ دِيوَانُ الْعَرَبِ أَمَا سَمِعْتُمْ قَوْلَ الشَّاعِرِ:
اصْبِرْ عَنَاقَ إِنَّهُ شَرٌّ بَاقٍ ..... قَدْ سَنَّ
قَوْمَكَ ضَرْبُ الأَعْنَاقْ
وَقَامَتِ الْحَرْبُ بِنَا عَنْ سَاقْ
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : هَذَا يَوْمُ كَرْبٍ وَشِدَّةٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَهُوَ أَوْلَى مِنْ
حَدِيثٍ رُوِيَ عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ لَمْ أَسْتَجِزْ
رِوَايَتَهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ
69- تَفْسِيرُ سُورَةِ الْحَاقَّةِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَالَ قَتَادَةُ : {الْحَاقَّةُ} حَقَّتْ لِكُلِّ
عَامِلٍ عَمَلَهُ {وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ} قَالَ : تَعْظِيمًا لِيَوْمِ
الْقِيَامَةِ.
3846- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {سَخَّرَهَا
عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا}. قَالَ : مُتَتَابِعَاتٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3847- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْقَاسِمُ بْنُ
الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَاشَانِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ ، أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ
، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {وَحُمِلَتِ الأَرْضُ
وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} قَالَ : يَصِيرَانِ غَبَرَةً عَلَى
وُجُوهِ الْكُفَّارِ لاَ عَلَى وُجُوهِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ
وَجَلَّ : {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3848- أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ
الْمَيْدَانِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا أَبُو
غَسَّانَ النَّهْدِيُّ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عَمِيرَةَ ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :
{وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} قَالَ :
ثَمَانِيَةُ أَمْلاَكٍ عَلَى صُورَةِ الأَوْعَالِ بَيْنَ أَظْلاَفِهِمْ إِلَى
رُكَبِهِمْ مَسِيرَةُ ثَلاَثٍ وَسِتِّينَ سَنَةً.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
وَقَدْ أَسْنَدَ هَذَا الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شُعَيْبُ بْنُ خَالِدٍ الرَّازِيُّ ،
وَالْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ ، وَعَمْرُو بْنُ ثَابِتِ بْنِ أَبِي الْمُقَدَّمِ
، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ وَلَمْ يُحْتَجَّ الشَّيْخَانِ بِوَاحِدٍ مِنْهُمْ .
وَقَدْ ذَكَرْتُ حَدِيثَ شُعَيْبِ بْنِ خَالِدٍ إِذْ هُوَ أَقْرَبُهُمْ إِلَى الِاحْتِجَاجِ
بِهِ.
3849- أَخْبَرَنَاهُ أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، أَنْبَأَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْعَلاَءِ ، عَنْ عَمِّهِ شُعَيْبِ
بْنِ خَالِدٍ قَالَ : حَدَّثَنِي سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَمِيرَةَ ، عَنِ الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبَطْحَاءِ إِذْ مَرَّتْ سَحَابَةٌ
فَنَظَرَ إِلَيْهَا فَقَالَ لَهُمْ : هَلْ تَدْرُونَ مَا اسْمُ هَذِهِ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، هَذِهِ
السَّحَابُ . قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
وَالْمُزْنُ قَالُوا : وَالْمُزْنُ . قَالَ : وَالْعَنَانَةُ ثُمَّ قَالَ :
تَدْرُونَ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ؟ قَالُوا : لاَ . قَالَ : فَإِنَّ
بُعْدَ مَا بَيْنَهُمَا إِمَّا وَاحِدًا أَوِ اثْنَيْنِ وَإِمَّا ثَلاَثًا
وَسَبْعِينَ سَنَةً ، وَالسَّمَاءُ فَوْقَهَا كَذَلِكَ وَاللَّهُ فَوْقَ ذَلِكَ
لَيْسَ يَخْفَى عَلَيْهِ مِنْ أَعْمَالِ بَنِي آدَمَ شَيْءٌ وَفِي السَّمَاءِ
السَّابِعَةِ ثَمَانِيَةُ أَوْعَالٍ بَيْنَ أَظْلاَفِهِنَّ وَرُكَبِهِنَّ مِثْلُ
مَا بَيْنَ سَمَاءٍ إِلَى سَمَاءٍ.
3850- أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ
الْجَوْهَرِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ،
حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مَعْرُوفٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِي السَّمْحِ ، عَنْ
أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ} قَالَ :
كَعَكَرِ الزَّيْتِ ، فَإِذَا قُرِّبَ إِلَيْهِ سَقَطَتْ فَرْوَةُ وَجْهِهِ ،
وَلَوْ أَنَّ دَلْوًا مِنْ غِسْلِينَ يُهَرَاقُ فِي الدُّنْيَا لاََنْتَنَ
بِأَهْلِ الدُّنْيَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3851- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ}
قَالَ : نِيَاطُ الْقَلْبِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3852- أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ
الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ
أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ
وَجَلَّ : {ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ} قَالَ : هُوَ حَبْلُ الْقَلْبِ الَّذِي
فِي الظَّهْرِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3853- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ
أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، أَنْبَأَ أَبُو عُبَيْدٍ
، حَدَّثَنَا ابْنُ عَدِيٍّ ، عَنْ حُسَيْنٍ الْمُعَلِّمِ ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ
، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ ، وَيَحْيَى بْنِ يَعْمَرَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : مَا الْخَاطُونَ ؟ إِنَّمَا هُوَ
الْخَاطِئُونَ ، مَا الصَّابُونَ ؟ إِنَّمَا هُوَ الصَّابِئُونَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
70- تَفْسِيرُ سُورَةِ سَأَلَ سَائِلٌ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3854- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ
الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ الْغِفَارِيُّ ،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، {سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ لِلْكَافِرِينَ
لَيْسَ لَهُ دَافِعٌ مِنَ اللهِ ذِي الْمَعَارِجِ} ذِي الدَّرَجَاتِ {سَأَلَ
سَائِلٌ} قَالَ : هُوَ النَّضْرُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ كَلَدَةَ قَالَ :
اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ ، فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا
حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3855- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْفَضْلِ الصَّائِغُ بِعَسْقَلاَنَ ،
حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ عُثْمَانَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ،
عَنْ بُسْرِ بْنِ جَحَّاشٍ الْقُرَشِيِّ ، قَالَ : تَلاَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ {فَمَالِ لِلَّذِينَ كَفَرُوا قَبَلَكَ
مُهْطِعِينَ عَنِ الْيَمِينِ ، وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِينَ أَيَطْمَعُ كُلُّ امْرِئٍ
مِنْهُمْ أَنْ يُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِيمٍ كَلاَّ إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِمَّا
يَعْلَمُونَ} ، ثُمَّ بَزَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَلَى كَفِّهِ فَقَالَ : يَقُولُ اللَّهُ : يَا ابْنَ آدَمَ أَنَّى تُعْجِزُنِي
وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ مِثْلِ هَذِهِ حَتَّى إِذَا سَوَّيْتُكَ وَعَدَلْتُكَ
مَشَيْتَ بَيْنَ بُرْدَتَيْنِ وَلِلأَرْضِ مِنْكَ وَئِيدٌ يَعْنِي شَكْوَى
فَجَمَعْتَ وَمَنَعْتَ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ التَّرَاقِيَ قُلْتَ : أَتَصَدَّقُ
وَأَنَّى أَوَانُ الصَّدَقَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
71- تَفْسِيرُ سُورَةِ نُوحٍ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3856- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ
، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ يُونُسَ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، {وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا}
قَالَ : وَجْهُهُ إِلَى الْعَرْشِ وَقَفَاهُ إِلَى الأَرْضِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
72- تَفْسِيرُ سُورَةِ الْجِنِّ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3857- أَخْبَرَنَا مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي ،
بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي
بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالَ : مَا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
عَلَى الْجِنِّ وَلاَ رَآهُمْ وَلَكِنَّهُ انْطَلَقَ مَعَ طَائِفَةٍ مِنْ أَصْحَابِهِ
عَامِدِينَ إِلَى سُوقِ عُكَاظَ ، وَقَدْ حِيلَ بَيْنَ الشَّيَاطِينِ وَبَيْنَ
خَبَرِ السَّمَاءِ وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الشُّهُبُ فَرَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ
، فَقَالُوا : مَا لَكُمْ ؟ قَالُوا :
قَدْ حِيلَ بَيْنَنَا وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ
وَأُرْسِلَتْ عَلَيْنَا الشُّهُبُ ، قَالُوا : مَا هَذَا إِلاَّ شَيْءٌ قَدْ
حَدَثَ فَاضْرِبُوا مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا فَانْظُرُوا هَذَا الَّذِي قَدْ
حَدَثَ ، فَانْطَلَقُوا يَضْرِبُونَ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا
يَبْتَغُونَ مَا هَذَا الَّذِي قَدْ حَالَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ خَبَرِ السَّمَاءِ
فَهُنَاكَ حِينَ رَجَعُوا إِلَى قَوْمِهِمْ ، فَقَالُوا : {إِنَّا سَمِعْنَا
قُرْآنًا عَجَبًا يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ} فَآمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ
بِرَبِّنَا أَحَدًا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ
أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ وَإِنَّمَا أُوحِيَ إِلَيْهِ قَوْلُ
الْجِنِّ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
إِنَّمَا أَخْرَجَ مُسْلِمٌ وَحْدَهُ حَدِيثَ دَاوُدَ
بْنِ أَبِي هِنْدٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، بِطُولِهِ بِغَيْرِ هَذِهِ الأَلْفَاظِ .
وَأَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ حَدِيثَ شُعْبَةَ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : سَأَلْتُ عَلْقَمَةَ هَلْ كَانَ عَبْدُ
اللهِ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ ،
فَذَكَرَ أَحْرُفًا يَسِيرَةً.
وَقَدْ رُوِيَ حَدِيثٌ تَدَاوَلَهُ الأَئِمَّةُ
الثِّقَاتُ عَنْ رَجُلٍ مَجْهُولٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ
شَهِدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْجِنِّ
3858- حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْحُسَيْنِ عُبَيْدُ اللهِ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَلْخِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو
إِسْمَاعِيلَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو
صَالِحٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنِي
يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي أَبُو عُثْمَانَ بْنُ
سَنَّةَ الْخُزَاعِيُّ ، وَكَانَ رَجُلاً مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، أَنَّهُ سَمِعَ
عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : إِنَّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لأَصْحَابِهِ وَهُوَ بِمَكَّةَ :
مَنْ أَحَبُّ مِنْكُمْ أَنْ يَحْضُرَ اللَّيْلَةَ أَمْرَ الْجِنِّ فَلْيَفْعَلْ ،
فَلَمْ يَحْضُرْ مِنْهُمْ أَحَدٌ غَيْرِي فَانْطَلَقْنَا حَتَّى إِذَا كُنَّا بِأَعْلَى
مَكَّةَ خَطَّ لِي بِرِجْلِهِ خَطًّا ، ثُمَّ أَمَرَنِي أَنْ أَجْلِسَ فِيهِ ،
ثُمَّ انْطَلَقَ حَتَّى قَامَ فَافْتَتَحَ الْقُرْآنَ فَغَشِيَتْهُ أَسْوِدَةٌ
كَثِيرَةٌ حَالَتْ بَيْنِي وَبَيْنَهُ حَتَّى مَا أَسْمَعُ صَوْتَهُ ، ثُمَّ
انْطَلِقُوا وَطَفِقُوا يَنْقَطِعُونَ مِثْلَ قِطَعِ السَّحَابِ ذَاهِبِينَ حَتَّى
بَقِيَتْ مِنْهُمْ رَهْطٌ ، وَفَرَغَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مَعَ الْفَجْرِ وَانْطَلَقَ فَبَرَزَ ، ثُمَّ أَتَانِي فَقَالَ : مَا
فَعَلَ الرَّهْطُ ؟ فَقُلْتُ : هُمْ أُولَئِكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَأَخَذَ عَظْمًا
وَرَوْثًا فَأَعْطَاهُمْ إِيَّاهُ زَادًا ، ثُمَّ نَهَى أَنْ يَسْتَطِيبَ أَحَدٌ بِعَظْمٍ
أَوْ بِرَوْثٍ.
3859- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ ،
حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، {وَمَنْ يُعْرِضْ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ
يَسْلُكْهُ عَذَابًا صُعُدًا} قَالَ
: جَبَلاً فِي جَهَنَّمَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3860- أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ
عَلِيٍّ التَّمِيمِيُّ ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنِي جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ،
أَخْبَرَنِي مُغِيرَةُ ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {كَادُوا
يَكُونُونَ عَلَيْهِ لِبَدًا} قَالَ : كَانُوا يَرْكَعُونَ بِرُكُوعِهِ
وَيَسْجُدُونَ بِسُجُودِهِ ، يَعْنِي الْجِنَّ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
73- تَفْسِيرُ سُورَةِ الْمُزَّمِّلِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3861- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ بِشْرٍ الْهَمْدَانِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ عَبْدِ
الْمَلِكِ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى ،
عَنْ سَعْدِ بْنِ هِشَامٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : أَخْبِرِينِي
عَنْ قِرَاءَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ :
لَمَّا أُنْزِلَ عَلَيْهِ {يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ قُمِ اللَّيْلَ إِلاَّ
قَلِيلاً} قَامُوا سَنَةً حَتَّى وَرِمَتْ أَقْدَامُهُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : {فَاقْرَؤُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ
مِنْكُمْ مَرْضَى}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3862- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ،
أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ
، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، قَالَ : حَجَجْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَسَأَلْتُهَا عَنْ قِيَامِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ : أَلَسْتَ تَقْرَأُ يَا أَيُّهَا
الْمُزَّمِّلُ قُلْتُ : بَلَى ، قَالَتْ : هُوَ قِيَامُهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3863- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ،
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ
أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ،
{يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ} قَالَ : زُمِّلْتَ هَذَا الأَمْرَ فَقُمْ بِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3864- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ
أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ زَكَرِيَّا بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا
خَلاَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ ، عَنْ سِمَاكٍ
الْحَنَفِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : لَمَّا
نَزَلَتْ أَوَّلُ الْمُزَّمِّلِ كَانُوا يَقُومُونَ نَحْوًا مِنْ قِيَامِهِمْ فِي شَهْرِ
رَمَضَانَ حَتَّى نَزَلَ آخِرُهَا ، قَالَ : وَكَانَ بَيْنَ أَوَّلِهَا وَآخِرِهَا
نَحْوًا مِنْ سَنَةٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3865- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ
الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ
الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ ثَوْرٍ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أُوحِيَ إِلَيْهِ وَهُوَ عَلَى نَاقَتِهِ وَضَعَتْ
جِرَانَهَا ، فَلَمْ تَسْتَطِعْ أَنْ تَتَحَرَّكْ ، وَتَلَتْ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
: {إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3866- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُرَحْبِيلَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ} قَالَ : هِيَ بِالْحَبَشِيَّةِ
قِيَامُ اللَّيْلِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3867- أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْحَنْظَلِيُّ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو عَاصِمٍ ، عَنْ شَبِيبِ بْنِ شَيْبَةَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، {طَعَامًا ذَا غُصَّةٍ} قَالَ : شَوْكًا يَأْخُذُ
بِالْحَلْقِ لاَ يَدْخُلُ وَلاَ يَخْرُجُ ، وَفِي قَوْلِهِ تَعَالَى {كَثِيبًا
مَهِيلاً} قَالَ : الْمَهِيلُ الَّذِي إِذَا أَخَذْتَ مِنْهُ شَيْئًا تَبِعَكَ
آخِرُهُ ، وَالْكَثِيبُ مِنَ الرَّمْلِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
74- تَفْسِيرُ سُورَةِ الْمُدَّثِّرِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3868- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ،
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا وُهَيْبٌ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ
أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ،
فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ} قَالَ : دُثِّرْتَ هَذَا
الأَمْرَ فَقُمْ بِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3869- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَرْتِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ
عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ} قَالَ : مِنَ
الإِثْمِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3870- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ الأَنْصَارِيُّ ، عَنْ سُلَيْمَانَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ
أَسْلَمَ الْعِجْلِيِّ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو
بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَا الصُّورُ ؟ قَالَ :
قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3871- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا غِيَاثُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنِي بَهْزُ بْنُ
حَكِيمٍ ، قَالَ : أَمَّنَا زُرَارَةُ بْنُ أَوْفَى فِي مَسْجِدِ بَنِي قُشَيْرٍ فَقَرَأَ
الْمُدَّثِّرَ ، فَلَمَّا انْتَهَى إِلَى هَذِهِ الآيَةِ {فَإِذَا نُقِرَ فِي
النَّاقُورِ} خَرَّ مَيِّتًا . قَالَ بَهْزٌ : فَكُنْتُ فِيمَنْ حَمَلَهُ.
3872- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ
الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ الْوَلِيدَ
بْنَ الْمُغِيرَةِ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَرَأَ عَلَيْهِ الْقُرْآنَ ، فَكَأَنَّهُ رَقَّ لَهُ فَبَلَغَ ذَلِكَ أَبَا
جَهْلٍ ، فَأَتَاهُ فَقَالَ : يَا عَمُّ ، إِنَّ قَوْمَكَ يَرَوْنَ أَنْ
يَجْمَعُوا لَكَ مَالاً . قَالَ : لَمَ ؟ قَالَ : لِيُعْطُوكَهُ فَإِنَّكَ
أَتَيْتَ مُحَمَّدًا لِتُعْرِضَ لِمَا قِبَلَهُ قَالَ : قَدْ عَلِمَتْ قُرَيْشٌ أَنِّي
مِنْ أَكْثَرِهَا مَالاً . قَالَ : فَقُلْ فِيهِ قَوْلاً يَبْلُغُ قَوْمَكَ
أَنَّكَ مُنْكِرٌ لَهُ أَوْ أَنَّكَ كَارِهٌ لَهُ قَالَ : وَمَاذَا أَقُولُ فَوَاللَّهِ مَا
فِيكُمْ رَجُلٌ أَعْلَمَ بِالأَشْعَارِ مِنِّي ، وَلاَ أَعْلَمَ بِرَجَزٍ وَلاَ
بِقَصِيدَةٍ مِنِّي وَلاَ بِأَشْعَارِ الْجِنِّ وَاللَّهِ مَا يُشْبِهُ الَّذِي
يَقُولُ شَيْئًا مِنْ هَذَا وَوَاللَّهِ إِنَّ لِقَوْلِهِ الَّذِي يَقُولُ
حَلاَوَةً ، وَإِنَّ عَلَيْهِ لَطَلاَوَةً ، وَإِنَّهُ لَمُثْمِرٌ أَعْلاَهُ
مُغْدِقٌ أَسْفَلُهُ ، وَإِنَّهُ لَيَعْلُو وَمَا يُعْلَى وَإِنَّهُ لَيَحْطِمُ
مَا تَحْتَهُ قَالَ : لاَ يَرْضَى عَنْكَ قَوْمُكَ حَتَّى تَقُولَ فِيهِ . قَالَ :
فَدَعْنِي حَتَّى أُفَكِّرَ ، فَلَمَّا فَكَّرَ قَالَ : هَذَا سِحْرٌ يُؤْثَرُ
يَأْثُرُهُ مِنْ غَيْرِهِ فَنَزَلَتْ {ذَرْنِي وَمَنْ خَلَقْتُ وَحِيدًا}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ
الْبُخَارِيِّ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3873- حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنِي جَدِّي ، حَدَّثَنِي
أَبُو عُبَيْدِ اللهِ الْوَهْبِيُّ ، حَدَّثَنِي عَمِّي ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
الْحَارِثِ ، عَنْ أَبِي السَّمْحِ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : الْوَيْلُ وَادٍ فِي جَهَنَّمَ يَهْوِي فِيهِ الْكَافِرُ
أَرْبَعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ قَعْرَهُ ، وَالصَّعُودُ جَبَلٌ فِي
النَّارِ فَيَتَصَعَّدُ فِيهِ سَبْعِينَ خَرِيفًا ، ثُمَّ يَهْوِي وَهُوَ كَذَلِكَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3874- أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْحَرْثِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
الثَّوْرِيُّ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عِمْرَانَ الْقَطَّانِ ، عَنْ زَاذَانَ ،
عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {كُلُّ نَفْسٍ
بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلاَّ أَصْحَابَ الْيَمِينِ} قَالَ : هُمْ أَطْفَالُ
الْمُسْلِمِينَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3874- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ
بْنِ مُوسَى الْمُزَكِّي ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا مَحْبُوبُ بْنُ مُوسَى الأَنْطَاكِيُّ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ
كُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ ، قَالَ : ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ عَبْدِ
اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ : تَفْتَرِقُونَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ بِخُرُوجِهِ
ثَلاَثَ فِرَقٍ ، ثُمَّ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : يَا أَيُّهَا الْكُفَّارُ ، مَا
سَلَكَكُمْ فِي سَقَرٍ ؟ قَالُوا : لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ
نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ ، وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ
بِيَوْمِ الدِّينِ حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ
. ثُمَّ قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : أَلاَ تَرَوْنَ فِي هَؤُلاَءِ مِنْ خَيْرٍ إِلاَّ
تُرِكَ فِيهَا ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ لاَ يَخْرُجَ مِنْهَا أَحَدٌ
غَيَّرَ وُجُوهَهُمْ وَأَلْوَانَهُمْ فَيَخْرُجُ الرَّجُلُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
فَيَقُولُ : يَا رَبِّ . فَيَقُولُ : مَنْ عَرَفَ رَجُلاً فَلْيُخْرِجْهُ فَيَنْظُرَ
فَلاَ يَعْرِفُ أَحَدًا فَيُنَادِيهِ الرَّجُلُ يَا فُلاَنُ أَنَا فُلاَنٌ
فَيَقُولُ : مَا أَعْرِفُ فَعِنْدَ ذَلِكَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ
عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ . فَيَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ : اخْسَئُوا فِيهَا وَلاَ
تُكَلِّمُونَ فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ أُطْبِقَتْ عَلَيْهِمْ جَهَنَّمُ فَلاَ
يَخْرُجُ بَعْدَ ذَلِكَ أَحَدٌ أَبَدًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
3875- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ، أَنْبَأَ
يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنْ
أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {فَرَّتْ مِنْ
قَسْوَرَةٍ} قَالَ : الْقَسْوَرَةُ الرُّمَاةُ رِجَالُ الْقَنْصِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3876- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ ، حَدَّثَنَا سُرَيْجُ بْنُ
النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا سُهَيْلُ بْنُ أَبِي حَزْمٍ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ
الْبُنَانِيُّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ : {وَمَا تَشَاؤُونَ
إِلاَّ أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ هُوَ أَهْلُ التَّقْوَى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ}
قَالَ : يَقُولُ رَبُّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ : أَنَا أَهْلٌ أَنْ أُتَّقَى أَنْ
يَجْعَلَ مَعِي إِلَهًا آخَرَ وَأَنَا أَهْلٌ لِمَنِ اتَّقَى ، أَنْ يَجْعَلَ
مَعِي إِلَهًا آخَرَ أَنْ أَغْفِرَ لَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
75- تَفْسِيرُ سُورَةِ الْقِيَامَةِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3877- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ جَرِيرٌ ، عَنْ مُغِيرَةَ ،
عَنْ تَمِيمٍ الضَّبِّيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : اخْتَلَفْتُ
إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، سَنَةً لاَ أُكَلِّمُهُ ، وَلاَ يَعْرِفُنِي
فَسَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ جُبَيْرٍ يَقُولُ : قَالَ لِي ابْنُ عَبَّاسٍ : مَنِ
الرَّجُلُ ؟ قُلْتُ : مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ . قَالَ : مِنْ أَيِّهِمْ ؟ قُلْتُ : مِنْ بَنِي
أَسَدٍ ، قَالَ : مِنْ حَرُورِيَّتِهِمْ أَوْ مِمَّنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ ؟
قُلْتُ : مِمَّنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ ، قَالَ : سَلْ ، قُلْتُ : {لاَ أُقْسِمُ
بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ} قَالَ : يُقْسِمُ رَبُّكَ بِمَا شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ ،
قُلْتُ : {وَلاَ أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ} قَالَ : مِنَ النَّفْسِ الْمَلُومِ .
قُلْتُ : {أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَلَّنْ نَجْمَعَ عِظَامَهُ بَلَى قَادِرِينَ
عَلَى أَنْ نُسَوِّيَ بَنَانَهُ} قَالَ : لَوْ شَاءَ لَجَعَلَهُ خُفًّا أَوْ
حَافِرًا ، قُلْتُ : {فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ} قَالَ : الْمُسْتَقَرُّ فِي
الرَّحِمِ وَالْمُسْتَوْدَعُ فِي الصُّلْبِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3878- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ ،
حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، {بَلْ يُرِيدُ الإِنْسَانُ لِيَفْجُرَ
أَمَامَهُ} يَقُولُ : سَوْفَ أَتُوبُ {يَسْأَلُ أَيَّانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ}
فَيَتَبَيَّنُ لَهُ إِذَا بَرِقَ الْبَصَرُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3879- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، أَنْبَأَ
جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ
آيَاتِ رَبِّكَ لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ
قَبْلُ} قَالَ : طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ
الآيَةَ {وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ يَقُولُ الإِنْسَانُ يَوْمَئِذٍ أَيْنَ
الْمَفَرُّ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3880- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ
، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ أَبْجَرَ ، عَنْ ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ
، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً
لَرَجُلٌ يَنْظُرُ فِي مُلْكِهِ أَلْفَيْ سَنَةٍ يَرَى أَقْصَاهُ كَمَا يَرَى
أَدْنَاهُ يَنْظُرُ فِي أَزْوَاجِهِ وَخَدَمِهِ وَسُرُرِهِ ، وَإِنَّ أَفْضَلَ
أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَنْظُرُ فِي وَجْهِ اللهِ تَعَالَى كُلَّ
يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ .
تَابَعَهُ إِسْرَائِيلُ بْنُ يُونُسَ ، عَنْ ثُوَيْرٍ ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَدْنَى أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْزِلَةً لَمَنْ
يَرَى فِي مُلْكِهِ أَلْفَيْ سَنَةٍ ، وَإِنَّ أَفْضَلَهُمْ مَنْزِلَةً لَمَنْ يَنْظُرُ
فِي وَجْهِ اللهِ تَعَالَى كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ ، ثُمَّ تَلاَ {وُجُوهٌ
يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ} قَالَ : الْبَيَاضُ وَالصَّفَاءُ {إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} قَالَ :
يَنْظُرُ كُلَّ يَوْمٍ فِي وَجْهِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ.
هَذَا حَدِيثٌ مُفَسَّرٌ فِي الرَّدِّ عَلَى الْمُبْتَدِعَةِ
، وَثُوَيْرُ بْنُ أَبِي فَاخِتَةَ ، وَإِنْ لَمْ يُخَرِّجَاهُ فَلَمْ يُنْقَمْ
عَلَيْهِ غَيْرُ التَّشَيُّعِ.
3881- حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا عَارِمٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ أَبِي
عَائِشَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا : {أَوْلَى لَكَ فَأَوْلَى} أَشَيْءٌ قَالَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ شَيْءٌ أَنْزَلَهُ اللَّهُ ؟ قَالَ : قَالَهُ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ أَنْزَلَهُ اللَّهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3882- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ عِيَاضٍ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
أُمَيَّةَ ، عَنْ أَبِي الْيَسَعِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا قَرَأَ {أَلَيْسَ ذَلِكَ
بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى} قَالَ : بَلَى وَإِذَا قَرَأَ
{أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ} قَالَ : بَلَى.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
76- تَفْسِيرُ سُورَةِ هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3883- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ دُحَيْمٍ
، أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ الْغِفَارِيُّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ
مُوسَى ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ ، عَنْ مُوَرِّقٍ
الْعِجْلِيِّ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَرَأَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ
الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا حَتَّى خَتَمَهَا ، ثُمَّ قَالَ :
إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ وَأَسْمَعُ مَا لاَ تَسْمَعُونَ ، أَطَّتِ
السَّمَاءُ وَحَقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا مَوْضِعُ قَدْرِ أَرْبَعِ
أَصَابِعَ إِلاَّ مَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ ، وَاللَّهِ لَوْ
تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَمَا
تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ
إِلَى اللهِ تَعَالَى ، وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي شَجَرَةٌ تُعْضَدُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3884- أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ
إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا
أَبُو غَسَّانَ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ
الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {وَذُلِّلَتْ
قُطُوفُهَا تَذْلِيلاً} قَالَ : ذُلِّلَتْ لَهُمْ فَيَتَنَاوَلُونَ مِنْهَا كَيْفَ
شَاؤُوا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3885- أَخْبَرَنِي بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ
بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ
عُمَرَ الْعَدَنِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَكَمُ بْنُ أَبَانَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّهُ ذَكَرَ مَرَاكِبَ أَهْلِ
الْجَنَّةِ ، ثُمَّ تَلاَ {وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا
كَبِيرًا}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
77- تَفْسِيرُ سُورَةِ الْمُرْسَلاَتِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3886- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَاسِمُ بْنُ
الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْبَاشَانِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ
وَاقِدٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفًا} قَالَ : هِيَ
الْمَلاَئِكَةُ أُرْسِلَتْ بِالْمَعْرُوفِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3887- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، حَدَّثَنَا سِمَاكُ بْنُ
حَرْبٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ ، قَالَ : قَامَ رَجُلٌ إِلَى عَلِيٍّ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : مَا الْعَاصِفَاتُ عَصْفًا ؟ قَالَ : الرِّيَاحُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3888- أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ ، سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَسُئِلَ عَنْ هَذِهِ الآيَةِ : {إِنَّهَا تَرْمِي
بِشَرَرٍ كَالْقَصَرِ} قَالَ : كُنَّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ نَقْصُرُ الْخَشَبَ ذِرَاعَيْنِ
أَوْ ثَلاَثَةً فَنَرْفَعُهُ فِي الشِّتَاءِ وَنُسَمِّيهِ الْقَصْرَ ، قَالَ :
وَسَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ ، وَسُئِلَ عَنْ {جِمَالَتٌ صُفْرٌ} قَالَ : حِبَالُ
السُّفُنِ يُجْمَعُ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ حَتَّى يَكُونَ كَأَوْسَاطِ الرِّحَالِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
78- تَفْسِيرُ سُورَةِ عَمَّ يَتَسَاءَلُونَ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3889- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ
عَطَاءٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : لَمَّا أَرَادَ
اللَّهُ أَنْ يَخْلُقَ الْخَلْقَ أَرْسَلَ الرِّيحَ ، فَتَسَحَّبَتِ الْمَاءَ
حَتَّى أَبْدَتْ عَنْ حَشَفَةٍ وَهِيَ الَّتِي تَحْتَ الْكَعْبَةِ ، ثُمَّ مَدَّ
الأَرْضَ حَتَّى بَلَغَتْ مَا شَاءَ اللَّهُ مِنَ الطُّوَلِ وَالْعَرْضِ ، قَالَ :
وَكَانَتْ هَكَذَا تَمْتَدُّ وَأَرَانِي ابْنُ عَبَّاسٍ بِيَدِهِ هَكَذَا
وَهَكَذَا ، قَالَ : فَجَعَلَ اللَّهُ الْجِبَالَ رَوَاسِيَ أَوْتَادًا فَكَانَ
أَبُو قُبَيْسٍ مِنْ أَوَّلِ جَبَلٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3890- حَدَّثَنَا أَبُو بَلْجٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
مَيْمُونٍ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {لاَبِثِينَ فِيهَا
أَحْقَابًا} قَالَ : الْحُقْبُ ثَمَانُونَ سَنَةً.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3891- حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَنْصُورٍ الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبُوشَنْجِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ
أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَنْبَأَ حُصَيْنٌ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ
: {كَأْسًا دِهَاقًا} قَالَ : هِيَ الْمُتَتَابِعَةُ الْمُمْتَلِئَةُ . قَالَ :
وَرُبَّمَا سَمِعْتُ الْعَبَّاسَ يَقُولُ : اسْقِنَا وَادْهَقْ لَنَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3892- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ
، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
يَزِيدَ بْنَ خُنَيْسٍ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ نَعُودُهُ فَدَخَلَ
عَلَيْهِ سَعِيدُ بْنُ حَسَّانَ الْمَخْزُومِيُّ وَكَانَ قَاصَّ جَمَاعَتِنَا ،
وَكَانَ يَقُومُ بِنَا فِي شَهْرِ رَمَضَانَ ، فَقَالَ لَهُ سُفْيَانُ : كَيْفَ
الْحَدِيثُ الَّذِي حَدَّثْتَنِي عَنِ أُمِّ صَالِحٍ ؟ قَالَ : حَدَّثَتْنِي أُمُّ
صَالِحٍ ، عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ ، عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
كَلاَمُ ابْنِ آدَمَ عَلَيْهِ لاَ لَهُ إِلاَّ أَمْرٌ بِمَعْرُوفٍ ، أَوْ نَهْيٌ
عَنْ مُنْكَرٍ ، أَوْ ذِكْرُ اللَّهِ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ : قُلْتُ : مَا أَشَدَّ هَذَا
، فَقَالَ سُفْيَانُ : وَمَا شِدَّةُ هَذَا الْحَدِيثِ إِنَّمَا جَاءَتْ بِهِ
امْرَأَةٌ عَنِ امْرَأَةٍ هَذَا فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ الَّذِي أَرْسَلَ
بِهِ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَرَأَ {يَوْمَ يَقُومُ
الرُّوحُ وَالْمَلاَئِكَةُ صَفًّا لاَ يَتَكَلَّمُونَ إِلاَّ مَنْ أَذِنَ لَهُ
الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا} ، وَقَالَ :
{وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا
الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبِرِ} وَقَالَ : {لاَ
خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلاَّ مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ
مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلاَحٍ بَيْنَ النَّاسِ} الآيَةُ
79- تَفْسِيرُ سُورَةِ النَّازِعَاتِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3893- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ
الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ
أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، {وَالنَّازِعَاتِ
غَرْقًا وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا} قَالَ : الْمَوْتُ.
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3894- أَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ ،
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ نَجْدَةَ الْقُرَشِيُّ ، أَنْبَأَ قَبِيصَةُ بْنُ
عُقْبَةَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ
، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا
ذَهَبَ رُبْعُ اللَّيْلِ ، قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، اذْكُرُوا نِعْمَةَ
اللهِ ، يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا جَاءَتِ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا
الرَّادِفَةُ ، جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ فَقَالَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ : يَا
رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلاَةَ عَلَيْكَ ، فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ
صَلاَتِي ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ.
الْحَدِيثُ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
3895- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى الأَسَدِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُسْأَلُ عَنِ السَّاعَةِ حَتَّى أُنْزِلَ عَلَيْهِ {يَسْأَلُونَكَ عَنِ
السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا فِيمَ أَنْتَ مِنْ ذِكْرَاهَا إِلَى رَبِّكَ
مُنْتَهَاهَا} ، قَالَ : فَانْتَهَى.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، فَإِنَّ ابْنَ عُيَيْنَةَ كَانَ يُرْسِلُهُ بِآخِرِهِ.
80- تَفْسِيرُ سُورَةِ عَبْسَ وَتَوَلَّى
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3896- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الآُمَوِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : أُنْزِلَتْ عَبْسَ
وَتَوَلَّى فِي ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ الأَعْمَى فَقَالَتْ : أَتَى إِلَى رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ يَقُولُ : أَرْشِدْنِي ،
قَالَتْ : وَعِنْدَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ
عُظَمَاءِ الْمُشْرِكِينَ ، قَالَتْ
: فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يُعْرِضُ عَنْهُ وَيُقْبِلُ عَلَى الآخَرِ وَيَقُولُ : أَتَرَى مَا
أَقُولُ بَأْسًا فَيَقُولُ : لاَ فَفِي هَذَا أُنْزِلَتْ عَبَسَ وَتَوَلَّى.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ ، فَقَدْ أَرْسَلَهُ جَمَاعَةٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ.
3897- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدٍ التَّمِيمِيِّ ، أَنْبَأَ
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ وَحَدَّثَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، أَنْبَأَ يَعْقُوبُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ صَالِحِ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ
، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ سَمِعَ
عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : {فَأَنْبَتْنَا فِيهَا حَبًّا
وَعِنَبًا وَقَضْبًا وَزَيْتُونًا وَنَخْلاً وَحَدَائِقَ غُلْبًا وَفَاكِهَةً
وَأَبًّا} قَالَ : فَكُلُّ هَذَا قَدْ عَرَفْنَاهُ فَمَا الأَبُّ ، ثُمَّ نَقَضَ
عَصًا كَانَتْ فِي يَدِهِ فَقَالَ : هَذَا لَعَمْرُ اللَّهَ التَّكَلُّفُ
اتَّبِعُوا مَا تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3898- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ
الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي
عَيَّاشٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ سَوْدَةَ ، زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : يُبْعَثُ النَّاسُ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً يُلْجِمُهُمُ الْعَرَقُ ،
وَيَبْلُغُ شَحْمَةَ الآُذُنِ قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَاسَوْءَتَاهُ
يَنْظُرُ بَعْضُنَا إِلَى بَعْضٍ ، قَالَ : شُغِلَ النَّاسُ عَنْ ذَلِكَ وَتَلاَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ
أَخِيهِ وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ
يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
بِهَذَا اللَّفْظِ وَاتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ حَاتِمِ بْنِ أَبِي صَغِيرَةَ ، عَنْ
أَبِي مُلَيْكَةَ عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ عَائِشَةَ مُخْتَصَرًا.
3899- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ ،
عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ
كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {وَحُمِلَتِ
الأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً} قَالَ : يَصِيرَانِ غَبَرَةً
عَلَى وُجُوهِ الْكُفَّارِ لاَ عَلَى وُجُوهِ الْمُؤْمِنِينَ وَذَلِكَ قَوْلُهُ
عَزَّ وَجَلَّ : {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ}.
َذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
81- تَفْسِيرُ سُورَةِ إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3900- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
مُوسَى الْفَرَّاءُ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ الصَّنْعَانِيُّ ،
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَنْ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، فَلْيَقْرَأْ إِذَا
الشَّمْسُ كُوِّرَتْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3901- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْخَلِيلِ
الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْخَطْمِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، أَنْبَأَ حُصَيْنٌ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي قَوْلِ اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ : {وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ} قَالَ : حَشْرُ الْبَهَائِمِ
مَوْتُهَا وَحَشْرُ كُلِّ شَيْءٍ الْمَوْتُ غَيْرَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3902- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، عَنْ
عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {وَإِذَا
النُّفُوسُ زُوِّجَتْ} قَالَ : هُمَا الرَّجُلاَنِ يَعْمَلاَنِ الْعَمَلَ
يَدْخُلاَنِ بِهِ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ الْفَاجِرُ مَعَ الْفَاجِرِ ،
وَالصَّالِحُ مَعَ الصَّالِحِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3903- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ الْخُزَاعِيُّ بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي
مَسَرَّةَ ، حَدَّثَنَا بَدَلُ بْنُ الْمُحَبَّرِ ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَا بْنَ
أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي مَيْسَرَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ فِي
قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {فَلاَ أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجِوَارِ الْكُنَّسِ}
قَالَ : هِيَ بَقَرُ الْوَحْشِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3904- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ
الْكَارِزِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ
بْنُ مِنْهَالٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ،
عَنْ خَالِدِ بْنِ عَرْعَرَةَ ، قَالَ : لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، ذَعَرَنِي ذَلِكَ ذُعْرًا شَدِيدًا ، فَأَتَيْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، فَبَيْنَا أَنَا عِنْدَهُ إِذْ سَأَلَهُ رَجُلٌ مَا {الْجِوَارِ الْكُنَّسِ}
قَالَ : الْكَوَاكِبُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
3905- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ شَرِيكٌ ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ خَيْرٍ ، عَنْ أَبِي حُصَيْنٍ ، عَنْ أَبِي
عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، كِلاَهُمَا عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ خَرَجَ
حِينَ طَلَعَ الْفَجْرُ ، فَقَالَ : نِعْمَ سَاعَةُ الْوِتْرِ هَذِهِ ، ثُمَّ
تَلاَ {وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ وَالصُّبْحُ إِذَا تَنَفَّسَ}.
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
82- تَفْسِيرُ سُورَةِ إِذَا السَّمَاءِ انْفَطَرَتْ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3906- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ
الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ ، أَنْبَأَ عَبْدَانُ ، أَنْبَأَ
عَبْدُ اللهِ ، أَنْبَأَ هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ،
عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ حُذَيْفَةَ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : قَامَ سَائِلٌ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَسَأَلَ فَسَكَتَ الْقَوْمُ ، ثُمَّ إِنَّ رَجُلاً أَعْطَاهُ
فَأَعْطَاهُ الْقَوْمُ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَنِ اسْتَنَّ خَيْرًا فَاسْتُنَّ بِهِ فَلَهُ أَجْرُهُ ، وَمِثْلُ أُجُورِ مَنْ
تَبِعَهُ غَيْرَ مُنْتَقِصٍ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْئًا ، وَمَنِ اسْتَنَّ شَرًّا
فَاسْتُنَّ بِهِ فَعَلَيْهِ وِزْرُهُ ، وَمِثْلُ أَوْزَارِ مَنِ اتَّبَعَهُ غَيْرَ
مُنْتَقِصٍ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْئًا قَالَ : وَتَلاَ حُذَيْفَةُ بْنُ
الْيَمَانِ {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا قَدَّمَتْ وَأَخَّرَتْ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
بِهَذَا اللَّفْظِ إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَنْ سَنَّ فِي الإِسْلاَمِ فَقَطْ.
83- تَفْسِيرُ سُورَةِ الْمُطَفِّفِينَ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3907- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍ ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ إِبْرَاهِيمَ بْنَ يَزِيدَ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ ، قَالَ : رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
، يَقْرَأُ وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ وَهُوَ يَبْكِي ، قَالَ : هُوَ الرَّجُلُ يَسْتَأْجِرَ
الرَّجُلَ أَوِ الْكَيَّالَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ يَحِيفُ فِي كَيْلِهِ
فَوِزْرُهُ عَلَيْهِ.
3908- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ الْقَاضِي بِمِصْرَ ، حَدَّثَنَا
صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَجْلاَنَ ، عَنِ الْقَعْقَاعِ
بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ الْمُؤْمِنَ
إِذَا أَذْنَبَ ذَنْبًا كَانَتْ نُكْتَةً سَوْدَاءَ فِي قَلْبِهِ ، فَإِنْ تَابَ
وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ سُقِلَ مِنْهَا قَلْبُهُ ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى
يَعْلَقَ بِهَا قَلْبُهُ فَذَلِكَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ
{كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
3909- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا أَبُو حُذَيْفَةَ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ أَشْعَثَ بْنِ أَبِي الشَّعْثَاءِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
مُعَاوِيَةَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : {خِتَامُهُ مِسْكٌ} قَالَ : خَلْطٌ وَلَيْسَ
بِخَاتَمٍ يَخْتِمُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
84- تَفْسِيرُ سُورَةِ إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ
وَالسُّجُودِ فِيهَا
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
أَمَّا حَدِيثُ السُّجُودِ فِيهَا فَقَدِ اتَّفَقَ
الشَّيْخَانِ عَلَى حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَمَالِكٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ يَزِيدَ عَنْ أَبِي سَلَمَةَ
3910- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي
، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي
إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :
{إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّهَا وَحُقَّتْ} قَالَ : سَمِعْتُ
{وَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ} قَالَ
: يَوْمَ الْقِيَامَةِ {وَأَلْقَتْ مَا فِيهَا
وَتَخَلَّتْ} قَالَ : أَخْرَجَتْ مَا فِيهَا مِنَ الْمَوْتَى.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3911- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ،
أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي يَحْيَى ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ الْبَيْتُ قَبْلَ الأَرْضِ
بِأَلْفَيْ سَنَةٍ ، فَإِذَا الأَرْضُ مُدَّتْ قَالَ : مِنْ تَحْتِهِ مَدًّا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3912- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الْيَمَامِيُّ
، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : ثَلاَثٌ مَنْ كُنَّ فِيهِ حَاسَبَهُ اللَّهُ حِسَابًا يَسِيرًا
وَأَدْخَلَهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ قَالُوا : لِمَنْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ
: تُعْطِي مَنْ حَرَمَكَ ، وَتَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَكَ ، وَتَصِلُ مَنْ قَطَعَكَ
قَالَ : فَإِذَا فَعَلْتُ ذَلِكَ ، فَمَا لِي يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : أَنْ
تُحَاسَبَ حِسَابًا يَسِيرًا وَيُدْخِلَكَ اللَّهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3913- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ بِالْكُوفَةَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ ، عَنْ حَمْزَةَ
بْنِ حَبِيبٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ}
قَالَ : السَّمَاءُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3914- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ ، حَدَّثَنَا
هُشَيْمٌ ، أَنْبَأَ أَبُو بِشْرٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {لَتَرْكَبُنَّ طَبَقًا عَنْ طَبَقٍ}
قَالَ : يَعْنِي نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : حَالاً
بَعْدَ حَالٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
85- تَفْسِيرُ سُورَةِ الْبُرُوجِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3915- أَخْبَرَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ
إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي
أَبِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ وَهُوَ ابْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، قَالَ
سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ زَيْدٍ ، وَيُونُسَ بْنَ عُبَيْدٍ يُحَدِّثَانِ عَنْ
عَمَّارٍ ، مَوْلَى بَنِي هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَمَّا
عَلِيٌّ فَرَفَعَهُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
وَأَمَّا يُونُسُ فَلَمْ يَعُدَّ أَبَا هُرَيْرَةَ فِي هَذِهِ الآيَةِ {وَشَاهِدٍ
وَمَشْهُودٍ} قَالَ : الشَّاهِدُ يَوْمُ عَرَفَةَ وَيَوْمُ الْجُمُعَةِ ،
وَالْمَشْهُودُ هُوَ الْمَوْعُودُ يَوْمُ الْقِيَامَةِ.
حَدِيثُ شُعْبَةَ عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ صَحِيحٌ
عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3916- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنْ عَرْفَجَةَ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ قَسَمٌ : {وَالسَّمَاءِ
ذَاتِ الْبُرُوجِ} {إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ} إِلَى آخِرِهَا .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3917- حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ الثُّمَالِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : إِنَّ مِمَّا خَلَقَ
اللَّهُ لَلَوْحًا مَحْفُوظًا مِنْ دُرَّةٍ بَيْضَاءَ دَفَّتَاهُ مِنْ يَاقُوتَةٍ
حَمْرَاءَ قَلَمُهُ نُورٌ ، وَكِتَابُهُ نُورٌ يَنْظُرُ فِيهِ كُلَّ يَوْمٍ
ثَلاَثُمِائَةً وَسِتِّينَ نَظْرَةً ، أَوْ مَرَّةً فَفِي كُلِّ مَرَّةٍ مِنْهَا
يَخْلُقُ وَيَرْزُقُ ، وَيُحْيِي وَيُمِيتُ ، وَيُعِزُّ وَيُذِلَّ ، وَيَفْعَلُ مَا
يَشَاءُ فَذَلِكَ قَوْلُهُ {كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، فَإِنَّ أَبَا
حَمْزَةَ الثُّمَالِيَّ لَمْ يُنْقَمْ عَلَيْهِ إِلاَّ الْغُلُوُّ فِي مُذْهَبِهِ
فَقَطْ.
86- تَفْسِيرُ سُورَةِ الطَّارِقِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3918- حَدَّثَنِي أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ
عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغَوِيُّ ،
حَدَّثَنِي جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي الْمُغِيرَةِ ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي
قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ} قَالَ :
{الصُّلْبُ} هُوَ الصُّلْبُ ، {وَالتَّرَائِبُ} أَرْبَعَةُ أَضْلاَعٍ مِنْ كُلِّ
جَانِبٍ مِنْ أَسْفَلِ الأَضْلاَعِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3919- أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَاتِمٍ الزَّاهِدُ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّنْعَانِيُّ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ
جُعْثُمٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ خُصَيْفٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الرَّجْعِ} قَالَ : الْمَطَرُ
{وَالأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ} قَالَ : ذَاتُ النَّبَاتِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
87- تَفْسِيرُ سُورَةِ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3920- حَدَّثَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ
السَّهْمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبِي وَعَمْرُو بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ طَارِقٍ ،
وَسَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ عَمْرَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ فِي الرَّكْعَةِ الآُولَى : سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ
الأَعْلَى ، وَفِي الثَّانِيَةِ : قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ ، وَفِي
الثَّالِثَةِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ
أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ هَكَذَا إِنَّمَا أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَحْدَهُ عَنِ
ابْنِ أَبِي مَرْيَمَ وَإِنَّمَا تُعْرَفُ هَذِهِ الزِّيَادَةُ مِنْ حَدِيثِ
يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ فَقَطْ وَقَدْ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ آخَرَ صَحِيحٍ
3921- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ الْجَزَرِيُّ ، حَدَّثَنَا
خُصَيْفٌ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ جَرِيرٍ ، قَالَ : سَأَلْنَا عَائِشَةَ :
بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ يَقْرَأُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي الْوِتْرِ ؟ فَقَالَتْ : كَانَ يَقْرَأُ فِي الرَّكْعَةِ الآُولَى بِسَبِّحِ
اسْمَ رَبِّكِ الأَعْلَى ، وَفِي الثَّانِيَةِ بِقُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ
، وَفِي الثَّالِثَةِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ.
قَدْ أَتَى إِمَامُ أَهْلِ مِصْرَ فِي الْحَدِيثِ وَالرِّوَايَةِ
سَعِيدُ بْنُ كَثِيرِ بْنِ عُفَيْرٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَيُّوبَ طَلَبْتُهَا
وَقْتَ إِمْلاَئِي كِتَابَ الْوِتْرِ فَلَمْ أَجِدْهَا فَوَجَدْتُهَا بَعْدُ.
3922- حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْمَاعِيلَ
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ
، عَنْ عَمْرَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : كَانَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ
يُوتِرُ بَعْدَهُمَا بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى وَقُلْ يَا أَيُّهَا
الْكَافِرُونَ ، وَيَقْرَأُ فِي الْوِتْرِ بِقُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَقُلْ
أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ وَقُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ.
3923- حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ ،
حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَلَفٍ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
وَشُرَيْحُ بْنُ يُونُسَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَنْبَأَ أَبُو بِشْرٍ
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ،
أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَرَأَ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} قَالَ : سُبْحَانَ
رَبِّيَ الأَعْلَى الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى قَالَ : وَهِيَ قِرَاءَةُ أُبَيِّ بْنِ
كَعْبٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3924- وَحَدَّثَنَاهُ أَبُو الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَنْبَأَ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ
رَبِيعَةَ ، قَالَ : كَانَ سَعْدُ بْنُ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
إِذَا قَرَأَ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى قَالَ : {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ
تَنْسَى} قَالَ : يَتَذَكَّرُ الْقُرْآنَ مَخَافَةَ أَنْ يَنْسَىَ قَالَ : وَسَمِعْتُ
سَعْدًا يَقْرَأُ : {مَا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهَا} قُلْتُ : فَإِنَّ سَعِيدَ بْنَ
الْمُسَيَّبِ يَقْرَأُ : أَوْ نَنْسَاهَا فَقَالَ سَعْدٌ : إِنَّ الْقُرْآنَ لَمْ
يَنْزِلْ عَلَى الْمُسَيَّبِ ، وَلاَ عَلَى آلِ الْمُسَيَّبِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ : {سَنُقْرِئُكَ فَلاَ تَنْسَى} وَقَالَ : {وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا
نَسِيتَ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
88- تَفْسِيرُ سُورَةِ الْغَاشِيَةِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3925- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْخَضِرُ بْنُ أَبَانَ الْهَاشِمِيُّ ، حَدَّثَنَا
سَيَّارُ بْنُ حَاتِمٍ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ ، يَقُولُ : مَرَّ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِدَيْرِ
رَاهِبٍ فَنَادَاهُ : يَا رَاهِبُ يَا رَاهِبُ . قَالَ : فَأَشْرَفَ عَلَيْهِ فَجَعَلَ
عُمَرُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ وَيَبْكِي ، قَالَ : فَقِيلَ لَهُ : يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ مَا يُبْكِيكَ مِنْ هَذَا ؟ قَالَ : ذَكَرْتُ قَوْلَ اللهِ عَزَّ
وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ : {عَامِلَةٌ نَاصِبَةٌ تَصْلَى نَارًا حَامِيَةً تُسْقَى
مِنْ عَيْنٍ آنِيَةٍ} فَذَلِكَ الَّذِي أَبْكَانِي .
هَذِهِ حِكَايَةٌ فِي وَقْتِهَا ، فَإِنَّ أَبَا
عِمْرَانَ الْجَوْنِيَّ لَمْ يُدْرِكْ زَمَانَ عُمَرَ.
3926- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
دَاوُدَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ الْحَفَرِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِي
الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا
: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، فَإِذَا قَالُوهَا عَصَمُوا مِنِّي دِمَاءَهُمْ ،
وَأَمْوَالَهُمْ إِلاَّ بِحَقِّهَا وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللهِ ، ثُمَّ قَرَأَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {لَسْتَ عَلَيْهِمْ
بِمُصَيْطِرٍ إِلاَّ مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ فَيُعَذِّبُهُ اللَّهُ الْعَذَابَ
الأَكْبَرَ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
89- تَفْسِيرُ سُورَةِ وَالْفَجْرِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3927- حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا خَلاَّدُ بْنُ
يَحْيَى ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَغَرِّ ، عَنْ خَلِيفَةَ بْنِ حُصَيْنِ بْنِ
قَيْسٍ ، عَنْ أَبِي نَصْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ،
{وَالْفَجْرِ} قَالَ : فَجْرُ النَّهَارِ {وَلَيَالٍ عَشْرٍ} قَالَ : عَشْرُ الأَضْحَى.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
، وَأَبُو نَصْرٍ هَذَا هُوَ الأَسْوَدُ بْنُ هِلاَلٍ.
3928- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ
، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ عِصَامٍ ، شَيْخٌ
مِنْ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنِ {الشَّفْعِ وَالْوَتْرِ} فَقَالَ : هِيَ
الصَّلاَةُ مِنْهَا شَفْعٌ ، وَمِنْهَا وَتْرٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3929- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ بَكْرٍ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ ،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ الْمَكِّيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {ذِي الأَوْتَادِ
الَّذِينَ طَغَوْا فِي الْبِلاَدِ} قَالَ : وَتَدَ فِرْعَوْنَ لِامْرَأَتِهِ
أَرْبَعَةَ أَوْتَادٍ ، ثُمَّ جَعَلَ عَلَى ظَهْرِهَا رَحًى عَظِيمًا حَتَّى
مَاتَتْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3930- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ الْقَاسِمُ بْنُ
الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِلاَلٍ ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ ، أَنْبَأَ أَبُو حَمْزَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ
، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
{وَالْفَجْرِ} قَالَ : قَسَمُ {إِنَّ رَبِّكَ لَبِالْمِرْصَادِ} مُرُورُ
الصِّرَاطِ ثَلاَثَةُ جُسُورٍ : جِسْرٌ عَلَيْهِ الأَمَانَةُ ، وَجِسْرٌ عَلَيْهِ
الرَّحِمُ ، وَجِسْرٌ عَلَيْهِ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
90- تَفْسِيرُ سُورَةِ الْبَلَدِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3931- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ،
عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي قَوْلِهِ
عَزَّ وَجَلَّ : {لاَ أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ وَأَنْتَ حِلٌّ بِهَذَا
الْبَلَدِ} قَالَ : أَحَلَّ لَهُ أَنْ يَصْنَعَ فِيهِ مَا شَاءَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3932- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحُسَيْنِ
الْقَاضِي بِهَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا
آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ،
عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ
وَجَلَّ : {وَوَالِدٍ وَمَا وَلَدَ} قَالَ : يَعْنِي بِالْوَالِدِ آدَمَ وَمَا
وَلَدَ وَلَدَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3933- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الشَّافِعِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا أَبُو
حُذَيْفَةَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ عَطَاءٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، {لَقَدْ خَلَقْنَا الإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}
قَالَ : فِي شِدَّةِ خَلْقٍ فِي وِلاَدَتِهِ وَنَبْتِ أَسْنَانِهِ وَسُوَرِهِ
وَمَعِيشَتِهِ وَخِتَانِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3934- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ ، {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ} قَالَ : الْخَيْرَ وَالشَّرَّ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3935- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ طَلْحَةَ
بْنَ عَمْرٍو ، وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : {أَوْ إِطْعَامٍ فِي
يَوْمٍ ذِي مَسْغَبَةٍ} فَقَالَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مِنْ مُوجِبَاتِ الْمَغْفِرَةِ
إِطْعَامُ الْمُسْلِمِ السَّغْبَانِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3936- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ الْهَيْثَمِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي
اللَّيْثِ ، حَدَّثَنَا الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، {أَوْ مِسْكِينًا ذَا
مَتْرَبَةٍ} قَالَ : الْمَطْرُوحُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ بَيْتٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3937- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، أَنْبَأَ ابْنُ فُضَيْلٍ ، حَدَّثَنَا حُصَيْنٌ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ
وَجَلَّ : {أَوْ مِسْكِينًا ذَا مَتْرَبَةٍ} قَالَ : التُّرَابُ الَّذِي لاَ يَقِيهِ مِنَ
التُّرَابِ شَيْءٌ.
91- تَفْسِيرُ سُورَةِ الشَّمْسِ وَضُحَاهَا
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3938- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ
الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ
أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ
وَجَلَّ : {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} قَالَ : ضَوْءُهَا {وَالْقَمَرِ إِذَا تَلاَهَا} تَبِعَهَا
{وَالنَّهَارِ إِذَا جَلاَّهَا} قَالَ : أَضَاءَهَا {وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا} قَالَ :
اللَّهُ بَنَى السَّمَاءَ {وَالأَرْضِ وَمَا طَحَاهَا} قَالَ : دَحَاهَا قَالَ :
{وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا} قَالَ : عَرَفَ
شَقَاءَهَا وَسَعَادَتَهَا {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا وَقَدْ خَابَ مَنْ
دَسَّاهَا} قَالَ : أَغْوَاهَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3939- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ حَنْظَلَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا
وَتَقْوَاهَا} قَالَ : أَلْزَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
92- تَفْسِيرُ سُورَةِ وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3940- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحُسَيْنُ بْنُ
عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ وَهْبٍ
الْحَافِظُ ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْفِرْيَابِيُّ
، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ
الْحُسَيْنِ ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: سِتَّةٌ لَعَنْتُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَكُلُّ نَبِيٍّ مُجَابٌ الزَّائِدُ
فِي كِتَابِ اللهِ ، وَالْمُكَذِّبُ بِقَدَرِ اللهِ ، وَالْمُتَسَلِّطُ بِالْجَبَرُوتِ
لِيُذِلَّ مَنْ أَعَزِّ اللَّهُ وَيُعِزَّ مَنْ أَذَلَّ اللَّهُ ، وَالتَّارِكُ
لِسُنَّتِي ، وَالْمُسْتَحِلُّ مِنْ عِتْرَتِي مَا حَرَّمَ اللَّهُ ،
وَالْمُسْتَحِلُّ لِحَرَمِ اللَّهِ.
قَالَ سُفْيَانُ : اقْرَؤُوا سُورَةَ واللَّيْلِ إِذَا
يَغْشَى ، {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى
فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى ، وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ
بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى}.
هَكَذَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ وَلَهُ إِسْنَادٌ
صَحِيحٌ أَخْشَى أَنِّي ذَكَرْتُهُ فِيمَا تَقَدَّمَ.
3941- حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ
دَرَسْتَوَيْهِ الْفَارِسِيُّ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
أَبِي الرِّجَالِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَوْهَبٍ ، عَنْ عَمْرَةَ ، عَنْ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سِتَّةٌ لَعَنْتُهُمْ وَلَعَنَهُمُ اللَّهُ وَكُلُّ نَبِيٍّ
مُجَابٌ ؛ الزَّائِدُ فِي كِتَابِ اللهِ تَعَالَى ، وَالْمُكَذِّبُ بِأَقْدَارِ
اللهِ ، وَالْمُتَسَلِّطُ بِالْجَبَرُوتِ لِيُذِلَّ مَنْ أَعَزَّ اللَّهُ
وَيُعِزَّ مَنْ أَذَلَّ اللَّهُ ، وَالْمُسْتَحِلُّ لِحَرَمِ اللهِ ،
وَالْمُسْتَحِلُّ مِنْ عِتْرَتِي مَا حَرَّمَ اللَّهُ ، وَالتَّارِكُ لِسُنَّتِي.
قَدِ احْتَجَّ الإِمَامُ الْبُخَارِيُّ بِإِسْحَاقَ بْنِ
مُحَمَّدٍ الْفَرْوِيِّ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي الرِّجَالِ فِي
الْجَامِعِ الصَّحِيحِ ، وَهَذَا أَوْلَى بِالصَّوَابِ مِنَ الإِسْنَادِ الأَوَّلِ.
3942- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ
بِبُخَارَى ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ ،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى الآُمَوِيُّ ، حَدَّثَنِي عَمِّي عَبْدُ اللهِ
بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ زِيَادَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَكَّائِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ
، عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
قَالَ أَبُو قُحَافَةَ لأَبِي بَكْرٍ : أَرَاكَ تُعْتَقُ رِقَابًا ضِعَافًا فَلَوْ
أَنَّكَ إِذْ فَعَلْتَ مَا فَعَلْتَ أَعْتَقَتْ رِجَالاً جَلْدًا يَمْنَعُونَكَ
وَيَقُومُونَ دُونَكَ . فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ : يَا أَبَتِ إِنِّي إِنَّمَا
أُرِيدُ مَا أُرِيدُ لِمَا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَاتُ فِيهِ {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى
وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى} إِلَى قَوْلِهِ
عَزَّ وَجَلَّ {وَمَا لأَحَدٍ عِنْدَهُ مِنْ نِعْمَةٍ تُجْزَى إِلاَّ
ابْتِغَاءَ وَجْهِ رَبِّهِ الأَعْلَى وَلَسَوْفَ يَرْضَى}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
93- تَفْسِيرُ سُورَةِ وَالضُّحَى
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3943- حَدَّثَنِي أَبُو عَمْرٍو مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْعَسْقَلاَنِيُّ ،
حَدَّثَنَا عِصَامُ بْنُ رَوَّادِ بْنِ الْجَرَّاحِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ،
حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
، قَالَ : أُرِيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا يُفْتَحُ
عَلَى أُمَّتِهِ مِنْ بَعْدِهِ ، فَسُرَّ بِذَلِكَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى إِلَى قَوْلِهِ {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ
رَبُّكَ فَتَرْضَى} قَالَ : فَأَعْطَاهُ أَلْفَ قَصْرٍ فِي الْجَنَّةِ مِنْ لُؤْلُؤٍ
تُرَابُهُ الْمِسْكُ فِي كُلِّ قَصْرٍ مِنْهَا مَا يَنْبَغِي لَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3944- حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي إِمْلاَءً ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْجَرَّاحِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ،
عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
: سَأَلْتُ اللَّهَ مَسْأَلَةً وَدِدْتُ أَنِّي لَمْ أَكُنْ سَأَلْتُهُ ذَكَرْتُ
رُسُلَ رَبِّي فَقُلْتُ : يَا رَبِّ ، سَخَّرْتَ لِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ ،
وَكَلَّمْتَ مُوسَى فَقَالَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : أَلَمْ أَجِدْكَ يَتِيمًا فَآوَيْتُكَ
وَضَالًّا فَهَدَيْتُكَ وَعَائِلاً فَأَغْنَيْتُكَ ؟ قَالَ : فَقُلْتُ : نَعَمْ .
فَوَدِدْتُ أَنْ لَمْ أَسْأَلْهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3945- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْهَاشِمِيُّ بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ
الْعَامِرِيُّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
: لَمَّا نَزَلَتْ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ إِلَى {وَامْرَأَتُهُ
حَمَالَةَ الْحَطَبِ فِي جِيدِهَا} حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ قَالَ : فَقِيلَ
لِامْرَأَةِ أَبِي لَهَبٍ : إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ هَجَاكِ فَأَتَتْ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ جَالِسٌ فِي الْمَلاَِ فَقَالَتْ : يَا
مُحَمَّدُ عَلَى مَا تَهْجُونِي ؟ قَالَ : فَقَالَ : إِنِّي وَاللَّهِ مَا
هَجَوْتُكِ مَا هَجَاكِ إِلاَّ اللَّهُ قَالَ : فَقَالَتْ : هَلْ رَأَيْتَنِي
أَحْمِلُ حَطَبًا أَوْ رَأَيْتَ فِيَ جِيدِي حَبْلاً مِنْ مَسَدٍ ؟ ثُمَّ
انْطَلَقَتْ ، فَمَكَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَيَّامًا لاَ يُنَزَّلُ عَلَيْهِ فَأَتَتْهُ فَقَالَتْ : يَا مُحَمَّدُ مَا أَرَى
صَاحِبَكَ إِلاَّ قَدْ وَدَّعَكَ وَقَلاَكَ . فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
{وَالضُّحَى وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى} مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ كَمَا حَدَّثَنَاهُ هَذَا
الشَّيْخُ إِلاَّ أَنِّي وَجَدْتُ لَهُ عِلَّةً.
3946- أَخْبَرَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ
بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ
زَيْدٍ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ فَذَكَرَ الْحَدِيثَ
مِثْلَهُ حَرْفًا بِحَرْفٍ .
وَقَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ
رَبِّكَ فَحَدِّثْ} لَمْ أَجِدْ فِيهِ حَرْفًا مُسْنَدًا وَلاَ قَوْلاً
لِلصَّحَابَةِ فَذَكَرْتُ فِيهِ حَرْفَيْنِ لِلتَّابِعِينَ
3947- أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ
يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ اللَّيْثِ ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الرُّؤَاسِيُّ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، قَالَ : قَالَ أَبُو
إِسْحَاقَ : يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ ، اغْتَنِمُوا قَلَّمَا تَمُرُّ بِي لَيْلَةٌ إِلاَّ
وَأَقَرَأُ فِيهَا أَلْفَ آيَةٍ وَإِنِّي لاََقْرَأُ الْبَقَرَةَ فِي رَكْعَةٍ ،
وَإِنِّي لاََصُومُ أَشْهُرَ الْحُرُمِ وَثَلاَثَةَ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ
وَالِاثْنَيْنِ وَالْخَمِيسَ ، ثُمَّ تَلاَ {وَأَمَّا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ}.
3948- أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ
يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ اللَّيْثِ ،
حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، أَنْبَأَ أَبُو بَلْجٍ
، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالَ
: كَانَ يَلْقَى الرَّجُلُ مِنْ إِخْوَانِهِ فَيَقُولُ :
لَقَدْ رَزَقَنِي اللَّهُ الْبَارِحَةَ مِنَ الصَّلاَةِ كَذَا وَرَزَقَ مِنَ
الْخَيْرِ كَذَا فَرَحِمَ اللَّهُ عَمْرَو بْنَ عُبَيْدِ اللهِ السَّبِيعِيَّ ،
وَعَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ الأَوْدِيَّ فَلَقَدْ نَبَّهَا لِمَا يُرَغِّبُ
الشَّبَابَ فِي الْعِبَادَةِ.
94- تَفْسِيرُ سُورَةِ أَلَمْ نَشْرَحْ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى حَدِيثِ قَتَادَةَ ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ فِي حَدِيثِ الْمِعْرَاجِ
فِي شَقِّ بَطْنِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاسْتِخْرَاجِ
مَا أُخْرِجَ مِنْهُ ، وَقَدْ أَتَى بِهِ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ، عَنْ أَنَسٍ
دُونَ ذِكْرِ مَالِكِ بْنِ صَعْصَعَةَ خَارِجَ الْمِعْرَاجِ بِزِيَادَاتِ
أَلْفَاظٍ كَمَا.
3949- حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا أَبُو مُسْلِمٍ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْقَزَّازُ ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ الْمِنْهَالِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ،
أَنْبَأَ ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَتَاهُ جِبْرِيلُ
وَهُوَ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ ، فَأَخَذَهُ فَصَرَعَهُ ، فَشَقَّ عَنْ
قَلْبِهِ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ عَلَقَةً ، فَقَالَ : هَذَا حَظُّ الشَّيْطَانِ مِنْكَ
، قَالَ : فَغَسَلَهُ فِي طَسْتٍ مِنْ ذَهَبٍ بِمَاءِ زَمْزَمَ ثُمَّ لاََمَهُ
ثُمَّ أَعَادَهُ فِي مَكَانِهِ قَالَ : وَجَاءَ الْغِلْمَانُ يَسْعَوْنَ إِلَى
أُمِّهِ ، يَعْنِي ظِئْرَهُ ، فَقَالُوا : إِنَّ مُحَمَّدًا قَدْ قُتِلَ ،
فَأَقْبَلَتْ ظِئْرُهُ تُرِيدُهُ فَاسْتَقْبَلَهَا رَاجِعًا وَهُوَ مُنْتَقِعُ
اللَّوْنِ قَالَ أَنَسٌ : وَقَدْ كُنَّا نَرَى أَثَرَ الْمِخْيَطِ فِي صَدْرِهِ.
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
وَقَدْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ عَنْ عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ ، وَعَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ : لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ.
وَقَدْ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ مُرْسَلٍ عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
3950- أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ
الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الصَّنْعَانِيُّ ،
أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ الْحَسَنِ
فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : {إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} قَالَ : خَرَجَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا مَسْرُورًا فَرِحًا وَهُوَ
يَضْحَكُ وَهُوَ يَقُولُ : لَنْ يَغْلِبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا إِنَّ
مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.
95- تَفْسِيرُ سُورَةِ وَالتِّينِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3951- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ
الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ
أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ
وَجَلَّ : {وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ} قَالَ : الْفَاكِهَةُ الَّتِي يَأْكُلُهَا النَّاسُ
{وَطُورِ سِينِينَ} قَالَ : {الطُّورُ} الْجَبَلُ ، وَ {سِينِينَ} قَالَ :
الْمُبَارَكُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3952- حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ لَمْ يُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ
الْعُمُرِ لِكَيْلاَ يَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَيْئًا ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ
وَجَلَّ {ثُمَّ رَدَدْنَاهُ أَسْفَلَ سَافِلِينَ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا} قَالَ
: إِلاَّ الَّذِينَ قَرَؤُوا الْقُرْآنَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
96- تَفْسِيرُ سُورَةِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي
خَلَقَ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3953- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سِنَانٍ الرَّمْلِيُّ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : أَوَّلُ سُورَةٍ نَزَلَتْ مِنَ الْقُرْآنِ اقْرَأْ
بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ.
فَإِذَا ابْنُ عُيَيْنَةَ لَمْ يَسْمَعْهُ مِنَ
الزُّهْرِيِّ.
3954- أَخْبَرَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
الْحُمَيْدِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : أَوَّلُ سُورَةٍ
نَزَلَتْ مِنَ الْقُرْآنِ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
3955- حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، أَنْبَأَ
عَلِيُّ بْنُ سَالِمٍ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمَّادٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ
، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : كَانَ بِحِرَاءَ إِذْ أَتَاهُ الْمَلَكُ بِنَمَطٍ مِنْ دِيبَاجٍ فِيهِ
مَكْتُوبٌ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ إِلَى {مَا لَمْ يَعْلَمْ}.
فَسَمِعْتُ أَبَا عَلِيٍّ الْحَافِظَ يَقُولُ : ذِكْرُ
جَابِرٍ فِي إِسْنَادِهِ وَهْمٌ.
3956- فَقَدْ أَخْبَرَنَاهُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الثَّقَفِيُّ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ زَنْجُوَيْهِ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، أَخْبَرَنِي ، عَنُ عَمْرِو
بْنِ دِينَارٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بِحِرَاءَ
فَذَكَرَهُ .
الْحَدِيثُ الأَوَّلُ الْمُتَّصِلُ رُوَاتُهُ كُلُّهُمْ
ثِقَاتٌ ، وَإِنَّمَا بَنَيْتُ هَذَا الْكِتَابَ عَلَى أَنَّ الزِّيَادَةَ مِنَ
الثِّقَةِ مَقْبُولَةٌ .
فَأَمَّا السُّجُودُ فِي {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ} فَقَدْ
أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ ، عَنْ أَبِي الطَّاهِرِ ، عَنِ ابْنِ وَهْبٍ ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي جَعْفَرٍ ، عَنِ الأَعْرَجِ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
3957- وَقَدْ حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ
عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : عَزَائِمُ السُّجُودِ فِي الْقُرْآنِ الم
تَنْزِيلُ ، وَ حم تَنْزِيلُ السَّجْدَةُ ، وَ النَّجْمِ ، وَ اقْرَأْ بِاسْمِ
رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ وَأَنَا أَتَعَجَّبُ مِمَّنْ حَدَّثَنِي لاَ يَسْجُدُ فِي الْمُفَصَّلِ.
97- تَفْسِيرُ سُورَةِ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3958- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ، أَنْبَأَ إِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ جَرِيرٌ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ
فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} قَالَ : أُنْزِلَ الْقُرْآنُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ
جُمْلَةً وَاحِدَةً إِلَى سَمَاءِ الدُّنْيَا كَانَ بِمَوْقِعِ النُّجُومِ ،
فَكَانَ اللَّهُ يُنَزِّلُهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضُهُ
فِي أَثَرِ بَعْضٍ ، قَالَ عَزَّ وَجَلَّ : {وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلاَ
نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ
فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3959- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ
، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : نَزَلَ
الْقُرْآنُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ مِنَ السَّمَاءِ الْعُلْيَا إِلَى السَّمَاءِ
الدُّنْيَا جُمْلَةً وَاحِدَةً ، ثُمَّ فُرِّقَ فِي السِّنِينَ ، قَالَ : وَتَلاَ
هَذِهِ الآيَةَ {فَلاَ أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ ، وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ
تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3960- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، أَنْبَأَ
أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ الْيَمَامِيُّ
، عَنْ أَبِي زُمَيْلٍ سِمَاكِ الْحَنَفِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مَالِكُ بْنُ مَرْثَدٍ
، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قُلْتُ لأَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : هَلْ
سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ لَيْلَةَ
الْقَدْرِ ؟ فَقَالَ : نَعَمْ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَخْبِرْنِي عَنْ
لَيْلَةِ الْقَدْرِ أَفِي رَمَضَانَ ، أَمْ فِي غَيْرِ رَمَضَانَ ؟ قَالَ : بَلْ
فِي رَمَضَانَ قُلْتُ : أَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللهِ ، أَهِيَ مَعَ
الأَنْبِيَاءِ مَا كَانُوا فَإِذَا قُبِضَ الأَنْبِيَاءُ رُفِعَتْ أَمْ هِيَ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : لاَ ، بَلْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ قُلْتُ : يَا
رَسُولَ اللهِ ، أَخْبِرْنِي فِي أَيَّ رَمَضَانَ هِيَ ؟ قَالَ : فِي الْعَشْرِ
الأَوَاخِرِ لاَ تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَقُلْتُ : أَقْسَمْتُ
عَلَيْكَ بِحَقِّي عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، فِي أَيِّ عَشْرٍ هِيَ ؟ قَالَ : فَغَضِبَ
عَلَيَّ غَضَبًا شَدِيدًا مَا غَضِبَ عَلَيَّ قَبْلُ وَلاَ بَعْدُ مِثْلَهُ ،
وَقَالَ : لَوْ شَاءَ اللَّهُ لاََطْلَعَكُمْ عَلَيْهَا الْتَمِسُوهَا فِي
السَّبْعِ الأَوَاخِرِ ، لاَ تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3961- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
أَنْبَأَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ،
أَنْبَأَ ابْنُ أَبِي زَائِدَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَتْ
قُرَيْشٌ لِلْيَهُودِ : أَعْطُونَا شَيْئًا نَسْأَلُ عَنْهُ هَذَا الرَّجُلَ . فَقَالُوا :
سَلُوهُ عَنِ الرُّوحِ . فَنَزَلَتْ {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ
مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً} قَالُوا :
نَحْنُ لَمْ نُؤْتَ مِنَ الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً وَقَدْ أُوتِينَا التَّوْرَاةَ
فِيهَا حُكْمُ اللهِ وَمَنْ أُوتِيَ التَّوْرَاةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا
، قَالَ : فَنَزَلَتْ {قُلْ لَوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ
الْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ
مَدَدًا}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
98- تَفْسِيرُ سُورَةِ لَمْ يَكُنْ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3962- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَرَأَ
عَلَيْهِ لَمْ يَكُنْ وَقَرَأَ فِيهَا : إِنَّ ذَاتَ الدِّينِ عِنْدَ اللهِ
الْحَنِيفِيَّةُ لاَ الْيَهُودِيَّةُ وَلاَ النَّصْرَانِيَّةُ وَلاَ
الْمَجُوسِيَّةُ وَمَنْ يَعْمَلْ خَيْرًا فَلَنْ يُكْفَرَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3963- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، أَنْبَأَ
جَرِيرٌ ، عَنْ مُغِيرَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْفُضَيْلَ بْنَ عَمْرٍو ، يَقُولُ
لأَبِي وَائِلٍ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ : أَسَمِعْتَ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : مَنْ قَالَ إِنِّي مُؤْمِنٌ فَلْيَقُلْ إِنِّي فِي
الْجَنَّةِ فَقَالَ : نَعَمْ ، فَقَالَ الْمُغِيرَةُ : وَقَرَأَ أَبُو وَائِلٍ
شَقِيقُ بْنُ سَلَمَةَ : لَمْ يَكُنِ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ
حَتَّى بَلَغَ {وَمَا أُمِرُوا إِلاَّ لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ
الدِّينَ} إِلَى قَوْلِهِ تَعَالَى : {وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} قَرَأَهَا وَهُوَ
يُعَرِّضُ بِالْمُرْجِئَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
99- تَفْسِيرُ سُورَةِ الزَّلْزَلَةِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3964- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
وَالْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
أَبِي أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ الْقِتْبَانِيُّ ، عَنْ عِيسَى
بْنِ هِلاَلٍ الصَّدَفِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالَ : أَتَى رَجُلٌ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : أَقْرِئْنِي يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اقْرَأْ ثَلاَثًا مِنْ ذَوَاتِ
الرَّاءِ فَقَالَ الرَّجُلُ : كَبِرَتْ سِنِّي ، وَاشْتَدَّ قَلْبِي ، وَغَلُظَ
لِسَانِي ، قَالَ : اقْرَأْ ثَلاَثًا مِنْ ذَوَاتِ حم فَقَالَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ
الآُولَى فَقَالَ : اقْرَأْ ثَلاَثًا مِنَ الْمُسَبِّحَاتِ فَقَالَ مِثْلَ
مَقَالَتِهِ فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَقْرِئْنِي سُورَةً
جَامِعَةً . فَأَقْرَأَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إِذَا
زُلْزِلَتْ} حَتَّى فَرَغَ مِنْهَا فَقَالَ الرَّجُلُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ
بِالْحَقِّ لاَ أَزِيدُ عَلَيْهِ أَبَدًا . ثُمَّ أَدْبَرَ الرَّجُلُ فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَفْلَحَ الرُّوَيْجِلُ ثُمَّ
ذَكَرَ مَا يُقِيمُهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
3965- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
وَالْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
أَبِي أَيُّوبَ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ {يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا} قَالَ : أَتَدْرُونَ مَا
أَخْبَارُهَا ؟ قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ . قَالَ : فَإِنَّ
أَخْبَارَهَا أَنْ تَشْهَدَ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ وَأَمَةٍ بِمَا عَمِلَ عَلَى
ظَهْرِهَا أَنْ تَقُولَ : عَمِلَ كَذَا ، أَوْ كَذَا فِي يَوْمِ كَذَا ، وَكَذَا فَذَلِكَ
أَخْبَارُهَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3966- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، وَأَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ قَالاَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ،
أَنْبَأَ سُفْيَانُ بْنُ حُسَيْنٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ أَبِي
أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ ، قَالَ : بَيْنَا أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، يَتَغَدَّى مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِذْ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ
خَيْرًا يَرَهُ وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} فَأَمْسَكَ
أَبُو بَكْرٍ وَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَكُلُّ مَا عَمِلْنَا مِنْ سُوءٍ
رَأَيْنَاهُ ؟ فَقَالَ : مَا تَرَوْنَ مِمَّا تَكْرَهُونَ فَذَلِكَ مَا تُجْزَوْنَ
، يُؤَخَّرُ الْخَيْرُ لأَهْلِهِ فِي الآخِرَةِ.
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
100- تَفْسِيرُ سُورَةِ وَالْعَادِيَاتِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3967- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ
الْكَرِيمِ الْجَزَرِيُّ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
، فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : {وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا} قَالَ : هِيَ الْخَيْلُ {فَالْمُورِيَاتِ
قَدْحًا} قَالَ : الرَّجُلُ إِذَا أَوْرَى زَنْدَهُ {فَالْمُغِيرَاتِ صُبْحًا}
الْخَيْلُ تُصَبِّحُ الْعَدُوَّ {فَأَثَرْنَ بِهِ نَقْعًا} قَالَ : التُّرَابُ {فَوَسَطْنَ بِهِ
جَمْعًا} الْعَدُوُّ {إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ} قَالَ : الْكُفُورُ.
101- تَفْسِيرُ سُورَةِ الْقَارِعَةِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3968- أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي بِهَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ
بْنِ دِيزِيلَ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا الْمُبَارَكُ بْنُ
فَضَالَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا مَاتَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ تَلْقَى رُوحَهُ
أَرْوَاحُ الْمُؤْمِنِينَ فَيَقُولُوا لَهُ : مَا فَعَلَ فُلاَنٌ ؟ فَإِذَا قَالَ
: مَاتَ ، قَالُوا : ذُهِبَ بِهِ إِلَى أُمِّهِ الْهَاوِيَةِ ، فَبِئْسَتِ الآُمُّ
وَبِئْسَتِ الْمُرَبِيَّةُ.
هَذَا حَدِيثٌ مُرْسَلٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، فَإِنِّي
لَمْ أَجِدْ لِهَذِهِ السُّورَةِ تَفْسِيرًا عَلَى شَرْطِ الْكِتَابِ فَأَخْرَجْتُهُ
إِذْ لَمْ أَسْتَجِزْ إِخْلاَءَهُ مِنْ حَدِيثٍ.
102- تَفْسِيرُ سُورَةِ أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3969- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ بْنِ السَّمَّاكِ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْحَارِثِيُّ ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ،
حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ
، أَنَّ أَبَاهُ حَدَّثَهُ قَالَ : انْتَهَيْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْرَأُ {أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ} وَهُوَ
يَقُولُ : يَقُولُ ابْنُ آدَمَ : مَالِي مَالِي وَهَلْ لَكَ مِنْ مَالِكَ إِلاَّ
مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ ، أَوْ تَصَدَّقْتَ
فَأَمْضَيْتَ ؟.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَيْسَ مِنْ شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ وَلَيْسَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ رَاوٍ غَيْرَ ابْنِهِ
مُطَرِّفٍ ، نَظَرْنَا فَإِذَا مُسْلِمٌ قَدْ أَخْرَجَهُ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ
عَنْ قَتَادَةَ مُخْتَصَرًا.
3970- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ الْبُرْسَانِيُّ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ بُرْقَانَ ،
قَالَ : سَمِعْتُ يَزِيدَ بْنَ الأَصَمِّ ، يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: مَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْفَقْرَ وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمُ التَّكَاثُرَ ،
وَمَا أَخْشَى عَلَيْكُمُ الْخَطَأَ ، وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمُ التَّعَمُّدَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
103-تَفْسِيرُ سُورَةِ وَالْعَصْرِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3971- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ،
عَنْ عَمْرٍو ذِي مَرٍّ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ قَرَأَ : وَالْعَصْرِ
وَنَوَائِبِ الدَّهْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
104- تَفْسِيرُ سُورَةِ الْهُمَزَةِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3972- حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ أَحْمَدُ بْنُ أَحْيَدَ
الْفَقِيهُ بِبُخَارَى ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ
الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سَعِيدٍ الأَيْلِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي
السَّمْحِ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ} قَالَ : الْوَيْلُ وَادٍ فِي
جَهَنَّمَ يَهْوِي فِيهِ الْكَافِرُ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أَنْ يَفْرُغَ
مِنْ حِسَابِ النَّاسِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3973- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ الْقُرَشِيُّ بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ،
حَدَّثَنَا حَمْزَةُ الزَّيَّاتُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ
ضَمْرَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ ذَكَرَ النَّارَ فَعَظَّمَ
أَمْرَهَا وَذَكَرَ مِنْهَا مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَذْكُرَ ، ثُمَّ قَالَ :
إِنَّهَا عَلَيْهِمْ مُؤْصَدَةٌ فِي عَمَدٍ مُمَدَّدَةٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
105- تَفْسِيرُ سُورَةِ الْفِيلِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3974- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ جَرِيرٌ ، عَنْ قَابُوسَ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : أَقْبَلَ
أَصْحَابُ الْفِيلِ حَتَّى إِذَا دَنَوْا مِنْ مَكَّةَ اسْتَقْبَلَهُمْ عَبْدُ
الْمُطَّلِبِ فَقَالَ لِمَلِكِهِمْ : مَا جَاءَ بِكَ إِلَيْنَا مَا عَنَاكَ يَا
رَبَّنَا أَلاَ بَعَثْتَ فَنَأْتِيكَ بِكُلِّ شَيْءٍ أَرَدْتَ ؟ فَقَالَ : أُخْبِرْتُ بِهَذَا
الْبَيْتِ الَّذِي لاَ يَدْخُلُهُ أَحَدٌ إِلاَّ آمَنَ فَجِئْتُ أُخِيفُ أَهْلَهُ
. فَقَالَ : إِنَّا نَأْتِيكَ بِكُلِّ شَيْءٍ تُرِيدُ فَارْجِعْ فَأَبَى إِلاَّ
أَنْ يَدْخُلَهُ وَانْطَلَقَ يَسِيرُ نَحْوَهُ وَتَخَلَّفَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ
فَقَامَ عَلَى جَبَلٍ فَقَالَ :
لاَ أَشْهَدُ مَهْلِكَ هَذَا الْبَيْتِ وَأَهْلِهِ ،
ثُمَّ قَالَ:
اللَّهُمَّ إِنَّ لِكُلِّ إِلَهٍ ..... حَلاَلاً
فَامْنَعْ حَلاَلَكْ
لاَ يَغْلِبَنَّ مُحَالُهُمْ ..... أَبَدًا مِحَالَكْ
اللَّهُمَّ فَإِنْ فَعَلْتَ ..... فَأْمُرْ مَا بَدَا
لَكْ
فَأَقْبَلَتْ مِثْلُ السَّحَابَةِ مِنْ نَحْوِ الْبَحْرِ
حَتَّى أَظَلَّتْهُمْ طَيْرٌ أَبَابِيلُ الَّتِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :
{تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ} قَالَ : فَجَعَلَ الْفِيلُ يَعُجُّ
عَجًّا {فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَأْكُولٍ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
106- تَفْسِيرُ سُورَةِ قُرَيْشٍ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3975- حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ
الصَّيْرَفِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيُّ ،
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتِ بْنِ شُرَحْبِيلَ ، حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَعْدَةَ بْنِ
هُبَيْرَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدَّتِهِ أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، قَالَ : فَضَّلَ اللَّهُ قُرَيْشًا بِسَبْعِ خِلاَلٍ ؛ أَنِّي فِيهِمْ وَأَنَّ
النُّبُوَّةَ فِيهِمْ ، وَالْحِجَابَةَ فِيهِمْ ، وَالسِّقَايَةَ فِيهِمْ ،
وَأَنَّ اللَّهَ نَصَرَهُمْ عَلَى الْفِيلِ ، وَأَنَّهُمْ عَبَدُوا اللَّهَ عَشْرَ
سِنِينَ لاَ يَعْبُدُهُ غَيْرُهُمْ ، وَأَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ فِيهِمْ سُورَةً
مِنَ الْقُرْآنِ ثُمَّ تَلاَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {لِإِيلاَفِ قُرَيْشٍ إِيلاَفِهِمْ
رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ ، فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ الَّذِي أَطْعَمَهُمْ
مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
107- تَفْسِيرُ سُورَةِ الْمَاعُونِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3976- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : الْمَاعُونُ الْعَارِيَةُ.
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3977- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عُمَرَ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، {وَيَمْنَعُونَ الْمَاعُونَ} قَالَ : هِيَ الزَّكَاةُ الْمَفْرُوضَةُ
يُرَاؤُونَ بِصَلاَتِهِمْ وَيَمْنَعُونَ زَكَاتَهُمْ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ مُرْسَلٌ ، فَإِنَّ مُجَاهِدًا
لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عَلِيٍّ.
108- تَفْسِيرُ سُورَةِ الْكَوْثَرِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3978- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ
، وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، وَأَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ ،
وَعَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ
حَفْصٍ السَّدُوسِيُّ ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُوَيْسٍ
، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ شِهَابٍ ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سُئِلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنِ الْكَوْثَرِ فَقَالَ : هُوَ نَهَرٌ أَعْطَانِيهِ
اللَّهُ فِي الْجَنَّةِ تُرَابُهَا مِسْكٌ أَبْيَضُ مِنَ اللَّبَنِ وَأَحْلَى مِنَ
الْعَسَلِ يَرِدُهُ طَائِرٌ أَعْنَاقُهَا مِثْلُ أَعْنَاقِ الْجُزُرِ فَقَالَ
أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّهَا لَنَاعِمَةٌ . فَقَالَ :
أُكُلُهَا أَنْعَمُ مِنْهَا.
قَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ حَدِيثِ
عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنِ الْمُخْتَارِ بْنِ فُلْفُلٍ ، عَنْ أَنَسٍ
لَمَّا أُنْزِلَتْ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ} أَتَمُّ وَأَطْوَلُ مِنْهَا
لَكِنِّي أَخْرَجْتُهُ فِي أَفْرَادِ عَاصِمِ بْنِ عَلِيٍّ ، فَإِنَّ أَبَا
أُوَيْسٍ ثِقَةٌ ، وَلاَ يَحْفَظُ لِلزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَخِيهِ عَبْدِ اللهِ حَدِيثًا
مُسْنَدًا وَالْمَشْهُورُ هَذَا مِنْ حَدِيثِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ
3979- أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ،
أَنْبَأَ هُشَيْمٌ ، أَنْبَأَ أَبُو بِشْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ}
قَالَ : الْكَوْثَرُ الْخَيْرُ الْكَثِيرُ الَّذِي أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ قَالَ
أَبُو بِشْرٍ : فَقُلْتُ لِسَعِيدٍ : إِنَّ أُنَاسًا يَزْعُمُونَ أَنَّهُ نَهَرٌ
فِي الْجَنَّةِ . فَقَالَ : وَالنَّهَرُ مِنَ الْخَيْرِ الْكَثِيرِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
فَأَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {فَصَلِّ لِرَبِّكَ
وَانْحَرْ} فَقَدِ اخْتَلَفَ الصَّحَابَةُ فِي تَأْوِيلِهَا وَأَحْسَنُهَا مَا
رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ فِي رِوَايَتَيْنِ الآُولَى مِنْهُمَا مَا
3980- حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
عَاصِمٍ الْجَحْدَرِيِّ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ صُهْبَانَ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} قَالَ : هُوَ وَضْعُكَ يَمِينَكَ
عَلَى شِمَالِكَ فِي الصَّلاَةِ.
وَالرِّوَايَةُ الثَّانِيَةُ
3981- حَدَّثَنَاهُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ حَمْدَانَ الْجَلاَّبُ بِهَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ
بْنُ إِدْرِيسَ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ أَبِي مَرْحُومٍ ،
حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ بْنُ حَاتِمٍ ، عَنْ مُقَاتِلِ بْنِ حَيَّانَ ، عَنِ
الأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ فَصَلِّ لِرَبِّكَ
وَانْحَرْ} قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا جِبْرِيلُ ، مَا
هَذِهِ النَّحِيرَةُ الَّتِي أَمَرَنِي بِهَا رَبِّي ؟ قَالَ : إِنَّهَا لَيْسَتْ بِنَحِيرَةٍ
وَلَكِنَّهُ يَأْمُرُكَ إِذَا تَحَرَّمْتَ لِلصَّلاَةِ أَنْ تَرْفَعَ يَدَيْكَ
إِذَا كَبَّرْتَ ، وَإِذَا رَكَعْتَ ، وَإِذَا رَفَعْتَ رَأْسَكَ مِنَ الرُّكُوعِ
فَإِنَّهَا صَلاَتُنَا وَصَلاَةُ الْمَلاَئِكَةِ الَّذِينَ فِي السَّمَاوَاتِ
السَّبْعِ . قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : رَفْعُ
الأَيْدِي مِنَ الِاسْتِكَانَةِ الَّتِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {فَمَا اسْتَكَانُوا
لِرَبِّهِمْ وَمَا يَتَضَرَّعُونَ}.
109- تَفْسِيرُ سُورَةِ الْكَافِرُونَ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3982- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْمُزَنِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ يُونُسَ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ
فَرْوَةَ بْنِ نَوْفَلٍ الأَشْجَعِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ قَالَ لِلنَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مُرْنِي بِشَيْءٍ أَقُولُهُ فَقَالَ : إِذَا أَوَيْتَ
إِلَى مَضْجَعِكَ فَاقْرَأْ {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} إِلَى خَاتِمَتِهَا
فَإِنَّهَا بَرَاءَةٌ مِنَ الشِّرْكِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
110- تَفْسِيرُ سُورَةِ النَّصْرِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3983- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ،
حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، حَدَّثَنَا أَبُو
إِسْحَاقَ ، سَمِعْتُ أَبَا عُبَيْدَةَ ، يُحَدِّثُ عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُكْثِرُ
أَنْ يَقُولَ : سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ ، فَلَمَّا نَزَلَتْ إِذَا
جَاءَ نَصْرُ اللهِ وَالْفَتْحُ قَالَ : سُبْحَانَكَ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ
اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
111- تَفْسِيرُ سُورَةِ أَبِي لَهَبٍ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3984- أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ
الْمُزَكِّي بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا
الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ
شَيْبَانَ ، عَنْ أَبِي نَوْفَلِ بْنِ أَبِي عَقْرَبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
كَانَ لَهَبُ بْنُ أَبِي لَهَبٍ يَسُبُّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ سَلِّطْ
عَلَيْهِ كَلْبَكَ فَخَرَجَ فِي قَافِلَةٍ يُرِيدُ الشَّامَ فَنَزَلَ مَنْزِلاً ،
فَقَالَ : إِنِّي أَخَافُ دَعْوَةَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالُوا لَهُ : كَلاَّ ، فَحَطُّوا مَتَاعَهُمْ حَوْلَهُ وَقَعَدُوا يَحْرُسُونَهُ
فَجَاءَ الأَسَدُ فَانْتَزَعَهُ فَذَهَبَ بِهِ.
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3985- وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ
الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
حَنْبَلٍ ، قَالَ : قُرِئَ عَلَى سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ وَأَنَا شَاهِدٌ
الزُّهْرِيُّ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ} قَالَ : كَسْبُهُ وَلَدُهُ.
قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ : لَمْ يَذْكُرْ لَنَا
ابْنُ عُيَيْنَةَ سَمَاعَهُ فِيهِ ، ثُمَّ بَلَغَنِي أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْ عُمَرَ
بْنِ حَبِيبٍ
3986- فَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ ،
حَدَّثَنَا الْفَضْلُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ
، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ ابْنِ عَبَّاسٍ يَوْمًا فَجَاءَهُ بَنُو أَبِي لَهَبٍ يَخْتَصِمُونَ
فِي شَيْءٍ بَيْنَهُمْ فَقَامَ يُصْلِحُ بَيْنَهُمْ ، فَدَفَعَهُ بَعْضُهُمْ ،
فَوَقَعَ عَلَى الْفِرَاشِ ، فَغَضِبَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَقَالَ : أخْرِجُوا عَنِّي
الْكَسْبَ الْخَبِيثَ - يَعْنِي وَلَدَهُ - {مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا
كَسَبَ}.
112- تَفْسِيرُ سُورَةِ الإِخْلاَصِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
قَدْ ذَكَرْتُ فَضَائِلَ هَذِهِ السُّورَةِ فِي
فَضَائِلِ الْقُرْآنِ
3987- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، وَأَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ قَالاَ :
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الرَّازِيُّ ، عَنِ الرَّبِيعِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ
أَبِي الْعَالِيَةِ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ الْمُشْرِكِينَ
، قَالُوا : يَا مُحَمَّدُ ، انْسُبْ لَنَا رَبَّكَ . فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :
{قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ} قال : الصمد : الذي لم يلد ،
{وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} لأَنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ
يُولَدُ إِلاَّ سَيَمُوتُ ، وَلَيْسَ شَيْءٌ يَمُوتُ إِلاَّ سَيُورَثُ ، وَإِنَّ
اللَّهَ لاَ يَمُوتُ وَلاَ يُورَثُ {وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ} قَالَ :
لَمْ يَكُنْ لَهُ شَبِيهٌ ، وَلاَ عَدْلٌ وَلَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
113- تَفْسِيرُ سُورَةِ الْفَلَقِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3988- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا
وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، سَمِعْتُ يَحْيَىَ بْنَ أَيُّوبَ ،
يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ أَسْلَمَ أَبِي عِمْرَانَ
التُّجِيبِيِّ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَقْرَأُ مِنْ سُورَةِ يُوسُفَ ، وَسُورَةِ هُودٍ قَالَ
: يَا عُقْبَةُ ، اقْرَأْ بِأَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ ، فَإِنَّكَ لَنْ تَقْرَأَ
بِسُورَةٍ أَحَبَّ إِلَى اللهِ ، وَأَبْلَغَ عِنْدَهُ مِنْهَا فَإِنِ اسْتَطَعْتَ
أَنْ لاَ تَفُوتَكَ فَافْعَلْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3989- حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَافِظُ بِهَمَذَانَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ
، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، عَنْ
خَالِهِ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَخَذَ بِيَدِهَا فَأَشَارَ بِهَا إِلَى الْقَمَرِ فَقَالَ :
اسْتَعِيذِي بِاللَّهِ مِنْ شَرِّ هَذَا ، فَإِنَّهُ الْغَاسِقُ إِذَا وَقَبَ.
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3990- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ الْبَكْرِيُّ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ
بْنُ الْحَكَمِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ
ثُوَيْبٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : جَاءَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودُنِي فَقَالَ : أَلاَ أَرْقِيكَ
بِرُقْيَةٍ رَقَانِي بِهَا جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ؟ فَقُلْتُ : بَلَى ، بِأَبِي
وَأُمِّي . قَالَ : بِسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ ، وَاللَّهُ يَشْفِيكَ مِنْ كُلِّ
دَاءٍ فِيكَ مِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ ، وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ
إِذَا حَسَدَ فَرَقَى بِهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ
114- تَفْسِيرُ سُورَةِ النَّاسِ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
3991- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ
الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
عَبَّادٍ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ
حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : مَا مِنْ مَوْلُودٍ إِلاَّ عَلَى قَلْبِهِ الْوَسْوَاسُ
، فَإِنْ ذَكَرَ اللَّهَ خَنَسَ ، وَإِنْ غَفَلَ وَسْوَسَ وَهُوَ قَوْلُهُ
تَعَالَى {الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
آخِرُ كِتَابِ التَّفْسِيرِ.
وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ، وَصَلَّى
اللَّهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَأَصْحَابِهِ أَجْمَعِينَ.
كِتَابُ تَوَارِيخِ الْمُتَقَدِّمِينَ مِنَ
الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ
حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ إِمْلاَءً فِي شَهْرِ رَبِيعٍ الآخِرِ سَنَةَ
إِحْدَى وَأَرْبَعِ مِائَةٍ :
كِتَابُ تَوَارِيخِ الْمُتَقَدِّمِينَ مِنَ
الأَنْبِيَاءِ وَالْمُرْسَلِينَ ، وَذِكْرِ مَنَاقِبِهِمْ وَأَخْبَارِهِمْ مَعَ
الآُمَمِ عَلَى لِسَانِ سَيِّدِنَا الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِمْ أَجْمَعِينَ ، فَإِنَّ الإِمَامَ أَبَا عَبْدِ اللهِ
مُحَمَّدَ بْنَ إِسْمَاعِيلَ أَخْرَجَهُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ مِنَ الْجَامِعِ
الصَّحِيحِ قَبْلَ بَدْءِ الشَّرِيعَةِ وَذَكَرَ الصَّحَابَةَ فَاقْتَدَيْتُ بِهِ . ذِكْرُ مَا
رُوِيَ بِالأَسَانِيدِ الصَّحِيحَةِ مِنْ ذِكْرِ آدَمَ أَبِي الْبَشَرِ صَلَوَاتُ
اللَّهُ عَلَيْهِ وَامْرَأَتِهِ حَوَّاءَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ حِينَ أُهْبِطَا
إِلَى الأَرْضِ مِمَّا لَمْ يُخَرِّجَاهُ الشَّيْخَانِ
ذِكْرُ آدَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ
3992- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
أَنْبَأَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْحَرْبِيُّ ، وَمُوسَى بْنُ الْحَسَنِ
بْنِ عَبَّادٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَمَّا صَوَّرَ اللَّهُ آدَمَ تَرَكَهُ
فَجَعَلَ إِبْلِيسُ يُطِيفُ بِهِ فَيَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَلَمَّا رَآهُ أَجْوَفَ
قَالَ : ظَفِرْتُ بِهِ خَلْقٌ لاَ يَتَمَالَكُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
3993- حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ
الأَزْدِيُّ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ،
حَدَّثَنَا عَمَّارُ بْنُ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيُّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : مَا سَكَنَ آدَمُ
الْجَنَّةَ إِلاَّ مَا بَيْنَ صَلاَةِ الْعَصْرِ إِلَى غُرُوبِ الشَّمْسِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3994- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ
، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ،
حَدَّثَنَا عِمْرَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، أَنْبَأَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
إِنَّ أَوَّلَ مَا أَهْبَطَ اللَّهُ آدَمَ إِلَى أَرْضِ الْهِنْدِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3995- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ
الْكَارِزِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ
بْنُ مِنْهَالٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ
يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
قَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : أَطْيَبُ رِيحٍ فِي الأَرْضِ الْهِنْدُ ،
أُهْبِطَ بِهَا آدَمُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ فَعَلَقَ شَجَرُهَا مِنْ رِيحِ
الْجَنَّةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
3996- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ ،
حَدَّثَنَا عَوْفٌ ، عَنْ قَسَامَةَ بْنِ زُهَيْرٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي
مُوسَى الأَشْعَرِيِّ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ لَمَّا أَخْرَجَ آدَمَ مِنَ الْجَنَّةِ
زَوَّدَهُ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ ، وَعَلَّمَهُ صَنْعَةَ كُلِّ شَيْءٍ
فَثِمَارُكُمْ هَذِهِ مِنْ ثِمَارِ الْجَنَّةِ غَيْرَ أَنَّ هَذِهِ تَغَيَّرُ
وَتِلْكَ لاَ تَغَيَّرُ.
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3997- أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الأَحْمَسِيُّ بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ
الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ السَّرِيِّ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ
عَيَّاشٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ الْيَهُودَ أَتَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَسَأَلَتْهُ عَنْ خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ ، فَقَالَ :
خَلَقَ اللَّهُ الأَرْضَ يَوْمَ الأَحَدِ وَالِاثْنَيْنِ ، وَخَلَقَ اللَّهُ
الْجِبَالَ يَوْمَ الثُّلاَثَاءِ وَمَا فِيهِنَّ مِنْ مَنَافِعَ ، وَخَلَقَ يَوْمَ
الأَرْبِعَاءِ الشَّجَرَ وَالْمَاءَ وَالْمَدَائِنَ وَالْعُمْرَانَ وَالْخَرَابَ
فَهَذِهِ أَرْبَعَةٌ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ : {أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ
بِالَّذِي خَلَقَ الأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَنْدَادًا ذَلِكَ رَبُّ
الْعَالَمِينَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ مِنْ فَوْقِهَا وَبَارَكَ فِيهَا ،
وَقَدَّرَ فِيهَا أَقْوَاتَهَا فِي أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ سَوَاءً لِلسَّائِلِينَ}
وَخَلَقَ يَوْمَ الْخَمِيسِ السَّمَاءَ ، وَخَلَقَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ النُّجُومَ
وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالْمَلاَئِكَةَ إِلَى ثَلاَثِ سَاعَاتٍ بَقِينَ مِنْهُ
فَخَلَقَ فِي أَوَّلِ سَاعَةٍ مِنْ هَذِهِ الثَّلاَثِ السَّاعَاتِ الآجَالَ حِينَ
يَمُوتُ مَنْ مَاتَ ، وَفِي الثَّانِيَةِ أَلْقَى الآفَةَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
مِمَّا يَنْتَفِعُ بِهِ النَّاسَ ، وَفِي الثَّالِثَةِ آدَمَ أَسْكَنَهُ
الْجَنَّةَ ، وَأَمَرَ إِبْلِيسَ بِالسُّجُودِ لَهُ ، وَأَخْرَجَهُ مِنْهَا فِي
آخِرِ سَاعَةٍ ثُمَّ قَالَتِ الْيَهُودُ : ثُمَّ مَاذَا يَا مُحَمَّدُ ؟ قَالَ :
ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ قَالُوا : قَدْ أَصَبْتَ لَوْ أَتْمَمْتَ ، قَالُوا
: ثُمَّ اسْتَرَاحَ ، قَالَ : فَغَضِبَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ غَضَبًا شَدِيدًا ، فَنَزَلَتْ {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَوَاتِ
وَالأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبِ
فَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3998- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ
الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي
عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عُتَيٍّ السَّعْدِيِّ ، عَنْ أُبَيِّ
بْنِ كَعْبٍ قَالَ : كَانَ آدَمُ رَجُلاً طُوَالاً كَثِيرَ شَعْرِ الرَّأْسِ
كَأَنَّهُ نَخْلَةٌ سَحُوقٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
3999- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتِ الشَّمْسُ
فِيهِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ خُلِقَ آدَمُ فِيهِ ، وَفِيهِ أُهْبِطَ إِلَى الأَرْضِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَقَدْ
أَخْرَجَاهُ مِنْ حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ بِغَيْرِ هَذَا اللَّفْظِ.
4000- أَخْبَرَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
مُكْرَمٍ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّائِغُ ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ
حَازِمٍ ، عَنْ كُلْثُومِ بْنِ جَبْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : أَخَذَ اللَّهُ الْمِيثَاقَ مِنْ ظَهْرِ آدَمَ بِنَعْمَانَ ، يَعْنِي
بِعَرَفَةَ ، فَأَخْرَجَ مِنْ صُلْبِهِ كُلَّ ذُرِّيَّةٍ ذَرَأَهَا فَنَثَرَهُمْ
بَيْنَ يَدَيْهِ كَالذَّرِّ ، ثُمَّ كَلَّمَهُمْ قُبُلاً وَقَالَ : {أَلَسْتُ
بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ} إِلَى
قَوْلِهِ {بِمَا فَعَلَ الْمُبْطِلُونَ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4001- أَخْبَرَنَا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ ، وَأَبُو
الْحَسَنِ الْعَنَزِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ
الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا الْقَعْنَبِيُّ ، وَيَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ
مَالِكٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ ، عَنْ مُسْلِمِ بْنِ يَسَارٍ
الْجُهَنِيِّ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، سُئِلَ
عَنْ هَذِهِ الآيَةِ {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ}
فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ
بِيَمِينِهِ ، فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً فَقَالَ : خَلَقْتُ هَؤُلاَءِ
لِلْجَنَّةِ وَبِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ يَعْمَلُونَ ، ثُمَّ مَسَحَ ظَهْرَهُ
فَاسْتَخْرَجَ مِنْهُ ذُرِّيَّةً فَقَالَ : خَلَقْتُ هَؤُلاَءِ لِلنَّارِ
وَبِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ يَعْمَلُونَ فَقَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
فَفِيمَ الْعَمَلُ ؟ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ إِذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلْجَنَّةِ
اسْتَعْمَلَهُ بِعَمَلِ أَهْلِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلِ أَهْلِ
الْجَنَّةِ فَيَدْخُلَ الْجَنَّةَ ، وَإِذَا خَلَقَ الْعَبْدَ لِلنَّارِ اسْتَعْمَلَهُ
بِعَمَلِ أَهْلِ النَّارِ حَتَّى يَمُوتَ عَلَى عَمَلِ أَهْلِ النَّارِ فَيَدْخُلَ
النَّارَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4002- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَطِيَّةَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنِ
الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ
قَالَ : أَيْ رَبِّ أَلَمْ تَخْلُقْنِي بِيَدِكَ ؟ قَالَ : بَلَى . قَالَ : أَيْ
رَبِّ ، أَلَمْ تَنْفُخْ فِيَّ مِنْ رُوحِكَ ؟ قَالَ : بَلَى . قَالَ : أَيْ
رَبِّ ، أَلَمْ تُسْكِنِّي جَنَّتَكَ ؟ قَالَ : بَلَى . قَالَ : أَيْ رَبِّ أَلَمْ تَسْبِقْ
رَحْمَتُكَ غَضَبَكَ ؟ قَالَ : بَلَى
. قَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ تُبْتُ وَأَصْلَحْتُ
أَرَاجِعِي أَنْتَ إِلَى الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : بَلَى . قَالَ : فَهُوَ قَوْلُهُ
{فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4003- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى
الآدَمِيُّ الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : كَانَتْ حَوَّاءُ لاَ يَعِيشُ لَهَا
وَلَدٌ فَنَذَرَتْ لَئِنْ عَاشَ لَهَا وَلَدٌ تُسَمِّيهِ عَبْدَ الْحَارِثِ
فَعَاشَ لَهَا وَلَدٌ فَسَمَّتْهُ عَبْدَ الْحَارِثِ ، وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ
عَنْ وَحْيٍ مِنَ الشَّيْطَانِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4004- حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ
أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ،
عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عُتَيِّ بْنِ ضَمْرَةَ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَمَّا تُوُفِّيَ آدَمُ غَسَّلَتْهُ
الْمَلاَئِكَةُ بِالْمَاءِ وِتْرًا وَأَلْحَدُوا لَهُ وَقَالُوا : هَذِهِ سُنَّةُ
آدَمَ فِي وَلَدِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
ذِكْرُ نُوحٍ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
اخْتَلَفُوا فِي نُوحٍ وَإِدْرِيسَ فَقِيلَ : إِنَّ
إِدْرِيسَ قَبْلَهُ ، وَأَكْثَرُ الصَّحَابَةِ عَلَى أَنَّ نُوحًا قَبْلَ
إِدْرِيسَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا
4005- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الأَحْمَسِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، وَهُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَعَثَ اللَّهُ نُوحًا لأَرْبَعِينَ سَنَةً
وَلَبِثَ فِي قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا يَدْعُوهُمْ وَعَاشَ
بَعْدَ الطُّوفَانِ سِتِّينَ سَنَةً حَتَّى كَثُرَ النَّاسُ وَفَشَوْا.
قَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى حَدِيثِ أَبِي
هُرَيْرَةَ وَأَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
حَدِيثِ الشَّفَاعَةِ فَيَأْتُونَ نُوحًا فَيَقُولُونَ : أَنْتَ أَوَّلُ رَسُولٍ
أُرْسِلَ إِلَى الأَرْضِ.
4006- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ بْنِ غِيَاثٍ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ أَبِي عُثْمَانَ
الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا عَيَّاشُ بْنُ الْوَلِيدِ الرَّقَّامُ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : وَلَدُ نُوحٍ ثَلاَثَةٌ سَامُ وَحَامُ
وَيَافِثُ أَبُو الرُّومِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4007- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الدَّقِيقِيُّ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ النَّسَوِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
زُهَيْرٍ ، حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ، عَنْ حَمْزَةَ الزَّيَّاتِ ،
عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : سَيِّدُ الأَنْبِيَاءِ خَمْسَةٌ وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَيِّدُ الْخَمْسَةِ : نُوحٌ وَإِبْرَاهِيمُ وَمُوسَى وَعِيسَى
وَمُحَمَّدٌ صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَإِنْ كَانَ
مَوْقُوفًا عَلَى أَبِي هُرَيْرَةَ.
4008- حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ قَطَنٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ،
حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَبِيبَةَ وَهُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ أَنَّهُ ذَكَرَ قَوْلَ اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ : {إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ} ، فَذَكَرَ أَنَّ نُوحًا
اغْتَسَلَ فَرَأَى ابْنَهُ يَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : تَنْظُرُ إِلَيَّ
وَأَنَا أَغْتَسِلُ خَارَ اللَّهُ لَوْنَكَ . قَالَ : فَاسْوَدَّ ، فَهُوَ أَبُو
السُّودَانِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4009- أَخْبَرَنِي أَبُو نَصْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ عُمَرَ الْخَفَّافُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ،
قَالَ : كَانَ بَيْنَ نُوحٍ وَآدَمَ عَشَرَةُ قُرُونٍ كُلُّهُمْ عَلَى شَرِيعَةٍ
مِنَ الْحَقِّ ، فَاخْتَلَفُوا فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ
وَمُنْذِرِينَ . قَالَ : وَكَذَلِكَ فِي قِرَاءَةِ عَبْدِ اللهِ كَانَ النَّاسُ
أُمَّةً وَاحِدَةً فَاخْتَلَفُوا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4010- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
مَانِي ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي غَرَزَةَ ، حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ يَعْقُوبَ الزَّمْعِيُّ ، حَدَّثَنَا فَائِدٌ ، مَوْلَى عُبَيْدِ
اللهِ بْنِ عَلِيٍّ أَنَّ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ
، أَخْبَرَهُ ، أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، أَخْبَرَتْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، قَالَ : لَوْ رَحِمَ اللَّهُ أَحَدًا مِنْ قَوْمِ نُوحٍ لَرَحِمَ أُمَّ
الصَّبِيِّ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَانَ
نُوحٌ مَاكِثًا فِي قَوْمِهِ أَلْفَ سَنَةٍ إِلاَّ خَمْسِينَ عَامًا يَدْعُوهُمْ
إِلَى اللهِ حَتَّى كَانُوا آخِرَ زَمَانِهِ غَرَسَ شَجَرَةً فَعَظُمَتْ
وَذَهَبَتْ كُلَّ مَذْهَبٍ ، ثُمَّ قَطَعَهَا ، ثُمَّ جَعَلَ يَعْمَلُ سَفِينَةً
فَيَسْخَرُونَ مِنْهُ وَيَقُولُونَ : يَعْمَلُ سَفِينَةً فِي الْبَرِّ فَكَيْفَ
تَجْرِي ؟ فَيَقُولُ : سَوْفَ تَعْلَمُونَ ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْهَا فَارَ التَّنُّورُ
وَكَثُرَ الْمَاءُ فِي السِّكَكِ خَشِيَتْ أُمُّ الصَّبِيِّ عَلَيْهِ وَكَانَتْ
تُحِبُّهُ حُبًّا شَدِيدًا ، فَخَرَجَتْ إِلَى الْجَبَلِ حَتَّى بَلَغَتْ ثُلُثَهُ
، فَلَمَّا بَلَغَهَا الْمَاءُ خَرَجَتْ بِهِ حَتَّى بَلَغَتْ ثُلُثَيِ الْجَبَلِ
، فَلَمَّا بَلَغَهَا خَرَجَتْ حَتَّى اسْتَوَتْ عَلَى الْجَبَلِ ، فَلَمَّا
بَلَغَ الْمَاءُ رَقَبَتَهَا رَفَعَتْهُ بِيَدِهَا حَتَّى ذَهَبَ بِهِ الْمَاءُ ،
فَلَوْ رَحِمَ اللَّهُ مِنْهُمْ أَحَدًا لَرَحِمَ أُمَّ الصَّبِيِّ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4011- أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ الأَحْمَسِيُّ ،
بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
حَسَّانَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الصَّادِقُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
جَدِّهِ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : جَمَعَ رَبُّنَا عَزَّ
وَجَلَّ لِنُوحٍ عِلْمَ الْمَاضِينَ كُلِّهِمْ وَأَيَّدَهُ بِرُوحٍ مِنْهُ ، فَدَعَا
قَوْمَهُ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً تِسْعَ مِائَةٍ وَخَمْسِينَ سَنَةً ، كُلَّمَا
مَضَى قَرْنٌ اتَّبَعَهُ قَرْنٌ فَزَادَهُمْ كُفْرًا وَطُغْيَانًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4012- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ،
قَالَ : ذَكَرَ الْحَسَنُ بْنُ أَبِي الْحَسَنِ عَنْ سَبْعَةِ رَهْطٍ شَهِدُوا بَدْرًا
قَالَ وَهْبٌ : وَقَدْ حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ كُلُّهُمْ رَفَعُوا
الْحَدِيثَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ
اللَّهَ يَدْعُو نُوحًا وَقَوْمَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَوَّلَ النَّاسِ ،
فَيَقُولُ : مَاذَا أَجَبْتُمْ نُوحًا ؟ فَيَقُولُونَ : مَا دَعَانَا وَمَا بَلَّغَنَا
وَلاَ نَصَحَنَا وَلاَ أَمَرَنَا وَلاَ نَهَانَا ، فَيَقُولُ نُوحٌ : دَعَوْتُهُمْ
يَا رَبِّ دُعَاءً فَاشِيًا فِي الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ أُمَّةً بَعْدَ أُمَّةٍ
حَتَّى انْتَهَى إِلَى خَاتَمِ النَّبِيِّينَ أَحْمَدَ فَانْتَسَخَهُ وَقَرَأَهُ
وَآمَنَ بِهِ وَصَدَّقَهُ فَيَقُولُ اللَّهُ لِلْمَلاَئِكَةِ : ادْعُوا أَحْمَدَ وَأُمَّتَهُ ،
فَيَأْتِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتُهُ يَسْعَى
نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ فَيَقُولُ نُوحٌ لِمُحَمَّدٍ وَأُمَّتِهِ : هَلْ
تَعْلَمُونَ أَنِّي بَلَّغْتُ قَوْمِي الرِّسَالَةَ وَاجْتَهَدْتُ لَهُمْ
بِالنَّصِيحَةِ ، وَجَهِدْتُ أَنْ أَسْتَنْقِذَهُمْ مِنَ النَّارِ سِرًّا
وَجِهَارًا ، فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلاَّ فِرَارًا ؟ فَيَقُولُ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأُمَّتُهُ : فَإِنَّا نَشْهَدُ بِمَا نَشَدْتَنَا
بِهِ أَنَّكَ فِي جَمِيعِ مَا قُلْتَ مِنَ الصَّادِقِينَ . فَيَقُولُ قَوْمُ نُوحٍ : وَأَيْنَ
عَلِمْتَ هَذَا يَا أَحْمَدُ أَنْتَ وَأُمَّتُكَ وَنَحْنُ أَوَّلُ الآُمَمِ
وَأَنْتَ وَأُمَّتُكَ آخِرُ الآُمَمِ ؟ فَيَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ {إِنَّا أَرْسَلْنَا
نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ أَنْ أَنْذِرْ قَوْمَكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَهُمُ
عَذَابٌ أَلِيمٌ} قَرَأَ السُّورَةَ حَتَّى خَتَمَهَا ، فَإِذَا خَتَمَهَا قَالَتْ
أُمَّتُهُ نَشْهَدُ أَنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ وَمَا مِنْ إِلَهٍ
إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ اللَّهَ لَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، فَيَقُولُ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ عِنْدَ ذَلِكَ : امْتَازُوا الْيَوْمَ أَيُّهَا الْمُجْرِمُونَ
فَهُمْ أَوَّلُ مَنْ يَمْتَازُ فِي النَّارِ.
ذِكْرُ إِدْرِيسَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
4013- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ السَّدُوسِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ ، حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ
بْنُ أَحْمَرَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
، أَنَّهُ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ : {وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الآُولَى}
قَالَ : كَانَتْ فِيمَا بَيْنَ نُوحٍ وَإِدْرِيسَ أَلْفُ سَنَةٍ ، وَأَنَّ
بَطْنَيْنِ مِنْ وَلَدِ آدَمَ كَانَ أَحَدُهُمَا يَسْكُنُ السَّهْلَ ، وَالآخَرُ
يَسْكُنُ الْجَبَلَ وَكَانَ رِجَالُ الْجَبَلِ صِبَاحًا وَفِي النِّسَاءِ
دَمَامَةٌ ، وَكَانَتْ نِسَاءُ السَّهْلِ صِبَاحًا ، وَفِي الرِّجَالِ دَمَامَةٌ ،
وَإِنَّ إِبْلِيسَ أَتَى رَجُلاً مِنْ أَهْلِ السَّهْلِ فِي صُورَةِ غُلاَمِ
الرُّعَاةِ ، فَجَاءَ فِيهِ بِصَوْتٍ لَمْ يَسْمَعِ النَّاسُ مِثْلَهُ ،
فَاتَّخَذُوا عِيدًا يَجْتَمِعُونَ إِلَيْهِ فِي السَّنَةِ ، وَإِنَّ رَجُلاً مِنْ
أَهْلِ الْجَبَلِ هَجَمَ عَلَيْهِمْ وَهُمْ فِي عِيدِهِمْ ذَلِكَ ، فَرَأَى النِّسَاءَ
وَصَبَاحَتَهُنَّ ، فَأَتَى أَصْحَابَهُ فَأَخْبَرَهُمْ بِذَلِكَ فَتَحَوَّلُوا
إِلَيْهِنَّ وَنَزَلُوا مَعَهُنَّ فَظَهَرَتِ الْفَاحِشَةُ فِيهِنَّ ، فَذَلِكَ
قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَلاَ تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ
الآُولَى}.
4014- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الإِسْفَرَايِينِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ ،
أَنْبَأَ عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ
مُنَبِّهٍ ، أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ إِدْرِيسَ مَنْ هُوَ وَفِي أَيِّ زَمَانٍ هُوَ ؟
قَالَ : هُوَ جَدُّ نُوحٍ الَّذِي يُقَالُ لَهُ خَنُوخُ ، وَهُوَ فِي الْجَنَّةِ
حَيٌّ وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ : كَانَ إِدْرِيسُ أَوَّلَ
بَنِي آدَمَ أُعْطِيَ النُّبُوَّةَ وَهُوَ أَخْنُوخُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ أَهْلاَلِيلَ
بْنِ قِينَانَ بْنِ نَاشِرِ بْنِ شِيثَ بْنِ آدَمَ.
4015- أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الأَحْمَسِيُّ بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ
بْنِ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرٍ السَّمُرِيُّ ، حَدَّثَنَا
حُمَيْدُ بْنُ مُعَاذٍ الْيَشْكُرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُدْرِكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
الْعَنَزِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ
الْبَصْرِيِّ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، قَالَ : ثُمَّ كَانَ نَبِيُّ اللهِ
إِدْرِيسَ رَجُلاً أَبْيَضَ طَوِيلاً ضَخْمَ الْبَطْنِ ، عَرِيضَ الصَّدْرِ ،
قَلِيلَ شَعْرِ الْجَسَدِ ، كَبِيرَ شَعْرِ الرَّأْسِ ، وَكَانَتْ إِحْدَى
عَيْنَيْهِ أَعْظَمَ مِنَ الآُخْرَى ، وَكَانَتْ فِي صَدْرِهِ ثَلاَثَةُ بَيَاضٍ
مِنْ غَيْرِ بَرَصٍ ، فَلَمَّا رَأَى اللَّهُ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ مَا رَأَى مِنْ
جَوْرِهِمْ وَاعْتِدَائِهِمْ فِي أَمْرِ اللهِ رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَى السَّمَاءِ السَّادِسَةِ
فَهُوَ حَيْثُ ، يَقُولُ {وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا}.
ذِكْرُ إِبْرَاهِيمَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ خَلِيلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ نُوحٍ هُودٌ وَصَالِحٌ
صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِمَا
4016- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ بَطَّةَ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ
التَّمِيمِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ ، حَدَّثَنِي شُرَيْحُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ بُسْرٍ ، قَالَ : وَضَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَدَهُ عَلَى رَأْسِي ، فَقَالَ : هَذَا الْغُلاَمُ يَعِيشُ قَرْنًا قَالَ :
فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ قَالَ الْوَاقِدِيُّ : يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
{وَقُرُونًا بَيْنَ ذَلِكَ كَثِيرًا} فَكَانَ بَيْنَ نُوحٍ وَآدَمَ عَشَرَةُ
قُرُونٍ وَبَيْنَهُ وَبَيْنَ إِبْرَاهِيمَ عَشَرَةُ قُرُونٍ فَوُلِدَ إِبْرَاهِيمُ
خَلِيلُ اللهِ عَلَى رَأْسِ أَلْفَيْ سَنَةٍ مِنْ خَلْقِ آدَمَ
4017- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ جَرِيرٌ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ
الْقَعْقَاعِ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَيَقُولُونَ :
يَا إِبْرَاهِيمُ ، أَنْتَ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ قَدْ سَمِعَ بِخَلَّتِكَ أَهْلُ
السَّمَاوَاتِ وَأَهْلُ الأَرْضِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4018- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ
بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ الْعَلاَءِ الرَّقِّيُّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ الْحَارِثِ ، قَالَ : حَدَّثَنَا جُنْدُبٌ ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَبْلَ أَنْ يُتَوَفَّىَ : إِنَّ اللَّهَ اتَّخَذَنِي خَلِيلاً
كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلاً.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4019- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بُسْرٍ الْمَرْثَدِي ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ أَيُّوبَ
، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا رَأَى الصُّوَرَ فِي
الْبَيْتِ لَمْ يَدْخُلْ ، حَتَّى أَمَرَ بِهَا فَمُحِيَتْ وَرَأَى إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْمَاعِيلَ بِأَيْدِيهِمَا الأَزْلاَمَ فَقَالَ : قَاتَلَهُمُ اللَّهُ ،
وَاللَّهِ إِنِ اسْتَقْسَمَا بِالأَزْلاَمِ قَطُّ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ.
4020- فَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : وَإِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ الرَّحْمَنِ
وَصَفِيُّهُ وَنَبِيُّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ابْنُ آزَرَ بْنِ
مَاجُورَ بْنِ سَارُوحَ بْنِ رَاعُو بْنِ مَالِحِ بْنِ عَابِرِ بْنِ سَالِخِ بْنِ
أَرْفَخْشَذَ بْنِ سَامَ بْنِ نُوحٍ صَلَوَاتُ اللَّهُ عَلَيْهِ.
4021- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايِينِيُّ
، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ ، حَدَّثَنَا الْمُعَافَى
بْنُ سُلَيْمَانَ الْحَرَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَلَمَةَ
الْحَرَّانِيُّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحِيمِ الْحَرَّانِيِّ ، عَنْ أَبِي
عَبْدِ الْمَلِكِ ، عَنِ الْقَاسِمِ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، قَالَ : طَلَعَتْ
كَفٌّ مِنَ السَّمَاءِ بَيْنَ أُصْبُعَيْنِ مِنْ أَصَابِعِهَا شَعْرَةٌ بَيْضَاءُ
فَجَعَلَتْ تَدْنُو مِنْ رَأْسِ إِبْرَاهِيمَ ، ثُمَّ تَدْنُو فَأَلْقَتْهَا فِي
رَأْسِهِ ، وَقَالَتِ : اشْتَعِلْ وَقَارًا ، ثُمَّ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ
تَطَهَّرْ وَكَانَ أَوَّلَ مَنِ شَابَ وَاخْتَتَنَ ، وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَى
إِبْرَاهِيمَ مِمَّا أَنْزَلَ عَلَى مُحَمَّدٍ فِي الْقُرْآنِ فَكَانَ فِيمَا
أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ {التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ
السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدُونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ
وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللهِ وَبَشِّرِ
الْمُؤْمِنِينَ} وَ {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} إِلَى قَوْلِهِ {الَّذِينَ
يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} وَالَّتِي فِي الأَحْزَابِ {إِنَّ
الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ ، وَالَّتِي فِي سَأَلَ
{الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلاَتِهِمْ دَائِمُونَ} إِلَى قَوْلِهِ {وَالَّذِينَ هُمْ
بِشَهَادَاتِهِمْ قَائِمُونَ} فَلَمْ يَفِ بِهَذِهِ السِّهَامِ إِلاَّ
إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللهِ وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمَا وَآلِهِ
وَسَلَّمَ.
4022- حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ
الْبَغَوِيُّ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ الْبَزَّازُ ،
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، أَنَّ
أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعْدَ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ بِالْقَدُومِ وَمَاتَ
وَهُوَ ابْنُ مِائَتَيْ سَنَةٍ.
4023- فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا تَمِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَأُخْرَى أَبُو
سَعِيدٍ الأَحْمَسِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ ،
قَالاَ : حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : اخْتَتَنَ إِبْرَاهِيمُ بَعْدَ عِشْرِينَ
وَمِائَةِ سَنَةٍ بِالْقَدُومِ ، ثُمَّ عَاشَ بَعْدَ ذَلِكَ ثَمَانِينَ سَنَةً.
4024- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَيَّاشٍ الرَّمْلِيُّ ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ حَارِثَةَ
بْنِ مُضَرِّبٍ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا أُمِرَ
إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ بِبِنَاءِ الْبَيْتِ خَرَجَ مَعَهُ إِسْمَاعِيلُ
وَهَاجَرُ فَلَمَّا قَدِمَ مَكَّةَ رَأَى عَلَى رَأْسِهِ فِي مَوْضِعِ الْبَيْتِ
مِثْلَ الْغَمَامَةِ فِيهِ مِثْلُ الرَّأْسِ فَكَلَّمَهُ ، فَقَالَ : يَا
إِبْرَاهِيمُ ابْنِ عَلَى ظِلِّي أَوْ عَلَى قَدْرِي وَلاَ تَزِدْ وَلاَ تَنْقُصْ
فَلَمَّا بَنَى خَرَجَ ، وَخَلَّفَ إِسْمَاعِيلَ وَهَاجَرَ وَذَلِكَ حَيْثُ
يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {وَإِذْ بَوَّأْنَا لِإِبْرَاهِيمَ مَكَانَ الْبَيْتِ
أَنْ لاَ تُشْرِكْ بِي شَيْئًا وَطَهِّرْ بَيْتِيَ لِلطَّائِفِينَ وَالْقَائِمِينَ
وَالرُّكَّعِ السُّجُودِ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4025- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْقَزَّازُ ، حَدَّثَنَا أَبُو
عَلِيٍّ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ قَالَ : سَمِعْتُ
كَثِيرَ بْنَ كَثِيرٍ ، يُحَدِّثُ عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : جَاءَ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ
وَالسَّلاَمُ ، فَوَجَدَ إِسْمَاعِيلَ يُصْلِحُ لَهُ بَيْتًا مِنْ وَرَاءِ
زَمْزَمَ ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ : يَا إِسْمَاعِيلُ إِنَّ رَبَّكَ قَدْ
أَمَرَنِي بِبِنَاءِ الْبَيْتِ . فَقَالَ لَهُ إِسْمَاعِيلُ : فَأَطِعْ رَبَّكَ
فِيمَا أَمَرَكَ . قَالَ : فَأَعِنِّي عَلَيْهِ . قَالَ : فَقَامَ مَعَهُ فَجَعَلَ
إِبْرَاهِيمُ يَبْنِيهِ وَإِسْمَاعِيلُ يُنَاوِلُهُ الْحِجَارَةَ وَيَقُولاَنِ :
{رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4026- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، أَنْبَأَ
جَرِيرٌ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : لَمَّا بَنَى إِبْرَاهِيمُ الْبَيْتَ
أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ أَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ . قَالَ : فَقَالَ
إِبْرَاهِيمُ : أَلاَ إِنَّ رَبَّكُمْ قَدِ اتَّخَذَ بَيْتًا وَأَمَرَكُمْ أَنْ
تَحُجُّوهُ فَاسْتَجَابَ لَهُ مَا سَمِعَهُ مِنْ حَجَرٍ أَوْ شَجَرٍ أَوْ أَكَمَةٍ
أَوْ تُرَابٍ : لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4027- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ
عَبْدِ الْمَجِيدِ ، أَنْبَأَ دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : الإِسْلاَمُ ثَلاَثُونَ
سَهْمًا وَمَا ابْتُلِيَ بِهَذَا الدِّينِ فَأَقَامَهُ إِلاَّ إِبْرَاهِيمُ
عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {وَإِبْرَاهِيمَ الَّذِي وَفَّى}
فَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ بَرَاءَةً مِنَ النَّارِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4028- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيُّ ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، قَالَ : فَحَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ ، عَنْ
أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْخَلِيلِ ، قَالَ : سَمِعْتُ
عَلِيًّا ، يَقُولُ : اسْتَغْفَرَ رَجُلٌ لأَبَوَيْهِ وَهُمَا مُشْرِكَانِ
فَقُلْتُ : أَتَسْتَغْفِرُ لَهُمَا وَهُمَا مُشْرِكَانِ ؟ فَقَالَ : اسْتَغْفَرَ
إِبْرَاهِيمُ لأَبِيهِ فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ : {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ
إِلاَّ عَنْ مَوْعِدَةَ وَعَدَهَا إِيَّاهُ}.
ذِكْرُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ
اللَّهُ عَلَيْهِمَا
4029- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ
أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى بْنُ أَبِي مَسَرَّةَ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ
عِمْرَانَ ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَبِي حَبِيبَةَ ،
عَنْ دَاوُدَ بْنِ الْحُصَيْنِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالَ : أَوَّلُ مَنْ نَطَقَ بِالْعَرَبِيَّةِ وَوُضِعَ الْكِتَابُ
عَلَى لَفْظِهِ وَمِنْطِقِهِ ، ثُمَّ جُعِلَ كِتَابًا وَاحِدًا مِثْلَ بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الْمَوْصُولُ حَتَّى فَرَّقَ بَيْنَهُ وَلَدُهُ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4030- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا أَبُو
نُعَيْمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي الضُّحَى ، أَظُنُّهُ عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : إِنَّ لِكُلِّ نَبِيٍّ وُلاَةً مِنَ النَّبِيِّينَ ، وَإِنَّ وَلِيِّي
وَخَلِيلِي أَبِي إِبْرَاهِيمُ ثُمَّ قَرَأَ {إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ
بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ}
4031- حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ بَطَّةَ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْجَهْمِ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنِي الثَّوْرِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ أَبِي الضُّحَى ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ لِكُلِّ
نَبِيٍّ وُلاَةً مِنَ النَّبِيِّينَ وَإِنَّ وَلِيِّي وَخَلِيلِي مِنْهُمْ أَبِي
إِبْرَاهِيمُ ، ثُمَّ قَرَأَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {إِنَّ
أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ.
حَدِيثُ أَبِي نُعَيْمٍ إِذَا جُمِعَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ
حَدِيثِ الْوَاقِدِيِّ صَحَّ فَإِنَّهُ لاَ بُدَّ مِنْ مَسْرُوقٍ.
4032- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
مُوسَى ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ يُوسُفَ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ،
عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا افْتَتَحْتُمْ مِصْرًا فَاسْتَوْصُوا بِالْقِبْطِ
خَيْرًا فَإِنَّ لَهُمْ ذِمَّةً وَرَحِمًا.
قَالَ الزُّهْرِيُّ : فَالرَّحِمُ أَنَّ أُمَّ
إِسْمَاعِيلَ مِنْهُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
4033- أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الأَحْمَسِيُّ بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرٍ السَّمُرِيُّ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ
مُعَاذٍ ، حَدَّثَنِي مُدْرِكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ
ذَكْوَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ سَمُرَةَ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : كَانَ
إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ نَبِيَّ اللهِ الَّذِي سَمَّاهُ صَادِقَ الْوَعْدِ
، وَكَانَ رَجُلاً فِيهِ حِدَّةٌ يُجَاهِدُ أَعْدَاءَ اللهِ وَيُعْطِيهِ اللَّهُ
النَّصْرَ عَلَيْهِمْ وَالظَّفَرَ ، وَكَانَ شَدِيدَ الْحَرْبِ عَلَى الْكُفَّارِ
لاَ يَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ ، صَغِيرَ الرَّأْسِ ، غَلِيظَ الْعُنُقِ
، طَوِيلَ الْيَدَيْنِ وَالرِّجْلَيْنِ ، يَضْرِبُ بِيَدَيْهِ رُكْبَتَيْهِ ،
وَهُوَ قَائِمٌ صَغِيرَ الْعَيْنَيْنِ ، طَوِيلَ الأَنْفِ ، عَرِيضَ الْكَتِفِ ،
طَوِيلَ الأَصَابِعِ ، بَارِزَ الْخَلْقِ ، قَوِيٌّ شَدِيدٌ عَنِيفٌ عَلَى الْكُفَّارِ
، وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ ، وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ
مَرْضِيًّا قَالَ : وَكَانَتْ زَكَاتُهُ الْقُرْبَانُ إِلَى اللهِ مِنْ
أَمْوَالِهِمْ وَكَانَ لاَ يَعِدُ أَحَدًا شَيْئًا إِلاَّ أَنْجَزَهُ فَسَمَّاهُ
اللَّهُ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولاً نَبِيًّا.
4034- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
مَعِينٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
بَيَانٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
قَالَ : الذَّبِيحُ إِسْمَاعِيلُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4035- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ
، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنْ
ثُوَيْرِ بْنِ أَبِي فَاخِتَةَ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، {وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ} قَالَ : إِسْمَاعِيلُ عِنْدَ ذَبْحِ
إِبْرَاهِيمَ الْكَبْشَ.
4036- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الشَّافِعِيُّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ حَاتِمٍ الْحَافِظُ الْعِجْلِيُّ
، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ بْنِ عُمَرَ بْنِ أَبِي كَرِيمَةَ
الْحَرَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحِيمِ الْخَطَّابِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعُتْبِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَعِيدٍ
الصُّنَابِحِيُّ ، قَالَ : حَضَرْنَا مَجْلِسَ مُعَاوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ
فَتَذَاكَرَ الْقَوْمُ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ
بَعْضُهُمُ : الذَّبِيحُ إِسْمَاعِيلُ ، وَقَالَ بَعْضُهُمْ : بَلْ إِسْحَاقُ
الذَّبِيحُ ، فَقَالَ مُعَاوِيَةُ
: سَقَطْتُمْ عَلَى الْخَبِيرِ كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ الأَعْرَابِيُّ ، فَقَالَ :
يَا رَسُولَ اللهِ ، خَلَّفْتُ الْبِلاَدَ يَابِسَةً وَالْمَاءَ يَابِسًا هَلَكَ الْمَالُ
وَضَاعَ الْعِيَالُ ، فَعُدْ عَلَيَّ بِمَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَيْكَ يَا ابْنَ
الذَّبِيحَيْنِ ، فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَلَمْ يُنْكِرْ عَلَيْهِ ، فَقُلْنَا : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَمَا
الذِّبِيحَانِ ؟ قَالَ : إِنَّ عَبْدَ الْمُطَّلِبِ لَمَّا أَمَرَ بِحَفْرِ
زَمْزَمَ نَذَرَ لِلَّهِ إِنْ سَهَّلَ اللَّهُ أَمْرَهَا أَنْ يَنْحَرَ بَعْضَ
وَلَدِهِ فَأَخْرَجَهُمْ ، فَأَسْهَمَ بَيْنَهُمْ فَخَرَجَ السَّهْمُ لِعَبْدِ
اللهِ فَأَرَادَ ذَبْحَهُ فَمَنَعَهُ أَخْوَالُهُ مِنْ بَنِي مَخْزُومٍ وَقَالُوا
: ارْضِ رَبَّكَ وَافِدِ ابْنَكَ . قَالَ : فَفَدَاهُ بِمِائَةِ نَاقَةٍ ، قَالَ : فَهُوَ
الذَّبِيحُ وَإِسْمَاعِيلُ الثَّانِي.
4037- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عُمَرُ بْنُ قَيْسٍ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي
رَبَاحٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّهُ
قَالَ : الْمُفَدِّي إِسْمَاعِيلُ وَزَعَمَتِ الْيَهُودُ أَنَّهُ إِسْحَاقُ
وَكَذَبَتِ الْيَهُودُ.
4038- حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي
، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي
إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْفَقِيهُ ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا جَعْفَرٌ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ بَيَانٍ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّهُ قَالَ فِي
الَّذِي فَدَاهُ اللَّهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ، قَالَ : هُوَ إِسْمَاعِيلُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4039- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُحَمَّدَ بْنَ
كَعْبٍ الْقُرَظِيَّ ، يَقُولُ : إِنَّ الَّذِي أَمَرَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ بِذَبْحِهِ
مِنِ ابْنَيْهِ إِسْمَاعِيلُ ، وَإِنَّا لَنَجِدُ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ فِي
قِصَّةِ الْخَبَرِ عَنْ إِبْرَاهِيمَ وَمَا أَمَرَ بِهِ مِنْ ذَبْحِ ابْنِهِ
أَنَّهُ إِسْمَاعِيلُ ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ يَقُولُ حِينَ فَرَغَ مِنْ قِصَّةِ
الْمَذْبُوحِ مِنِ ابْنَيْ إِبْرَاهِيمَ قَالَ : {وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ
نَبِيًّا مِنَ الصَّالِحِينَ} ، ثُمَّ يَقُولُ :
{فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَاقَ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبَ} يَقُولُ :
بِابْنٍ وَبِابْنِ ابْنٍ فَلَمْ يَكُنْ يَأْمُرُ بِذَبْحِ إِسْحَاقَ وَلَهُ فِيهِ
مِنَ اللهِ مَوْعُودٌ بِمَا وَعَدَهُ وَمَا الَّذِي أَمَرَ بِذَبْحِهِ إِلاَّ
إِسْمَاعِيلُ.
4040- فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ
، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْوَاقِدِيُّ ، قَالَ : قَدِ اخْتَلَفَ
عَلَيْنَا فِي إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَيُّهُمَا أَرَادَ إِبْرَاهِيمُ أَنْ
يَذْبَحَ ، وَأَيْنَ أَرَادَ ذَبْحَهُ بِمِنًى أَمْ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ
فَكَتَبْتُ كُلَّمَا سَمِعْتُ مِنَ ذَلِكَ مِنْ أَخْبَارِ الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِي
ابْنُ أَبِي سَبْرَةَ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ مِنْ وَلَدِ مَالِكِ الدَّارِ وَكَانَ
مَوْلًى لِعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ قَالَ : سَأَلْتُ
خَوَّاتَ بْنَ جُبَيْرٍ الأَنْصَارِيَّ ، عَنْ ذَبِيحِ اللهِ أَيُّهُمَا كَانَ ؟
فَقَالَ : إِسْمَاعِيلُ ، لَمَّا بَلَغَ إِسْمَاعِيلُ سَبْعَ سِنِينَ رَأَى إِبْرَاهِيمُ
فِي النَّوْمِ فِي مَنْزِلِهِ بِالشَّامِ أَنَّهُ يَذْبَحُ إِسْمَاعِيلَ فَرَكِبَ
إِلَيْهِ عَلَى الْبُرَاقِ حَتَّى جَاءَهُ فَوَجَدَهُ عِنْدَ أُمِّهِ ، فَأَخَذَ
بِيَدِهِ وَمَضَى بِهِ لِمَا أُمِرَ بِهِ وَجَاءَهُ الشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ
رَجُلٍ يَعْرِفُهُ ، فَقَالَ : يَا إِبْرَاهِيمُ ، أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ إِبْرَاهِيمُ : فِي
حَاجَتِي . قَالَ : تُرِيدُ أَنْ تَذْبَحَ إِسْمَاعِيلَ . قَالَ إِبْرَاهِيمُ : أَرَأَيْتَ
وَالِدًا يَذْبَحُ وَلَدَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَنْتَ ، قَالَ إِبْرَاهِيمُ :
وَلِمَ ؟ قَالَ : تَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَكَ بِذَلِكَ
قَالَ إِبْرَاهِيمُ : فَإِنْ كَانَ اللَّهُ أَمَرَنِي
أَطَعْنَا لِلَّهِ وَأَحْسَنْتُ ، فَانْصَرَفَ عَنْهُ وَجَاءَ إِبْلِيسُ إِلَى
هَاجَرَ فَقَالَ : أَيْنَ ذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ بِابْنِكِ ؟ قَالَتْ : ذَهَبَ فِي حَاجَتِهِ
، قَالَ : فَإِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَذْبَحَهُ ، قَالَتْ : وَهَلْ رَأَيْتَ
وَالِدًا يَذْبَحُ وَلَدَهُ ؟ قَالَ : هُوَ يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَهُ بِذَلِكَ
، قَالَتْ : فَقَدْ أَحْسَنَ حَيْثُ أَطَاعَ اللَّهَ ، ثُمَّ أَدْرَكَ
إِسْمَاعِيلَ فَقَالَ : يَا إِسْمَاعِيلُ أَيْنَ يَذْهَبُ بِكَ أَبُوكَ ؟ قَالَ :
لِحَاجَتِهِ ، قَالَ : فَإِنَّهُ يَذْهَبُ بِكَ لِيَذْبَحَكَ ، قَالَ : وَهَلْ
رَأَيْتَ وَالِدًا قَطُّ يَذْبَحُ وَلَدَهُ ؟ قَالَ : نَعَمْ هُوَ ، قَالَ :
وَلِمَ ؟ قَالَ : يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَهُ بِذَلِكَ ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ
: فَقَدْ أَحْسَنَ حَيْثُ أَطَاعَ رَبَّهُ ، قَالَ : فَخَرَجَ بِهِ حَتَّى
انْتَهَى بِهِ إِلَى مِنًى حَيْثُ أَمَرَ ، ثُمَّ انْتَهَى إِلَى مَنْحَرِ
الْبُدْنِ الْيَوْمَ ، فَقَالَ : أَبُنَيَّ ، إِنَّ اللَّهَ أَمَرَنِي أَنْ
أَذْبَحَكَ ، قَالَ إِسْمَاعِيلُ : فَأَطِعْ فَإِنَّ طَاعَةَ رَبِّكَ كُلُّ خَيْرٍ
، ثُمَّ قَالَ إِسْمَاعِيلُ : هَلْ أَعْلَمْتَ أُمِّي بِذَلِكَ ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ
: أَصَبْتَ ، إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَحْزَنَ وَلَكِنْ إِذَا قَرِّبْتَ السِّكِّينَ
مِنْ حَلْقِي فَأَعْرِضْ عَنِّي ، فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ تَصْبِرَ وَلاَ
تَرَانِي فَفَعَلَ إِبْرَاهِيمُ ، فَجَعَلَ يَحُزُّ فِي حَلْقِهِ ، فَإِذَا
الْحَزُّ فِي نُحَاسٍ مَا يَحْتَكُّ الشَّفْرَةُ فَشَحَذَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ
ثَلاَثَةً بِالْحَجَرِ كُلُّ ذَلِكَ لاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَحُزَّ ، قَالَ
إِبْرَاهِيمُ : إِنَّ هَذَا الأَمْرَ مِنَ اللهِ فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، فَإِذَا
بِوَعْلٍ وَاقِفٍ بَيْنَ يَدَيْهِ فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ : قُمْ يَا بُنَيَّ فَقَدْ
نَزَلَ فِدَاكَ فَذَبَحَهُ هُنَاكَ بِمِنًى.
قَالَ الْوَاقِدِيُّ : وَحَدَّثَنِي رَبِيعَةُ بْنُ عُثْمَانَ
، عَنْ هِلاَلِ بْنِ أُسَامَةَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ
بْنِ سَلاَمٍ أَنَّهُ قَالَ : الذَّبِيحُ هُوَ إِسْمَاعِيلُ.
ذِكْرُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ صَلَوَاتُ اللهِ
وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِمَا
4041- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْخَبَّابِ ،
عَنْ حَمَّادِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنِ
الأَحْنَفِ بْنِ قَيْسٍ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ نَبِيُّ
اللهِ دَاوُدُ : يَا رَبِّ ، أَسْمَعُ النَّاسَ يَقُولُونَ : رَبُّ إِسْحَاقَ قَالَ : إِنَّ
إِسْحَاقَ جَادَ لِي بِنَفْسِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ رَوَاهُ النَّاسُ عَنْ عَلِيِّ
بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ تَفَرَّدَ بِهِ.
4042- أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ الْعَدْلُ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ ،
عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : كَانَتْ سَارَةُ
بِنْتَ تِسْعِينَ سَنَةً ، وَإِبْرَاهِيمُ ابْنَ مِائَةٍ وَعِشْرِينَ سَنَةً ،
فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ الرَّوْعُ وَجَاءَتْهُ الْبُشْرَى بِإِسْحَاقَ
، وَأَمِنَ مِمَّنْ كَانَ يَخَافُهُ ، قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ
لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ
، فَجَاءَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ إِلَى سَارَةَ بِالْبُشْرَى ، فَقَالَ : أَبْشِرِي
بِوَلَدٍ يُقَالَ لَهُ إِسْحَاقُ وَمِنْ وَرَاءِ إِسْحَاقَ يَعْقُوبُ قَالَ :
فَضَرَبَتْ جَبْهَتَهَا عَجَبًا فَذَلِكَ قَوْلُهُ تَعَالَى {فَصَكَّتْ وَجْهَهَا}
وَقَالَتْ : أَأَلِدُ وَأَنَا عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا
لَشَيْءٌ عَجِيبٌ ، قَالُوا : أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللهِ رَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ
عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ.
قَدِ احْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِعِكْرِمَةَ وَاحْتَجَّ
مُسْلِمٌ بِالسُّدِيِّ وَالْحَدِيثُ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4043- أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الأَحْمَسِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ مُحَمَّدِ
بْنِ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرٍ السَّمُرِيُّ ، حَدَّثَنَا
حُمَيْدُ بْنُ مُعَاذٍ ، حَدَّثَنَا مُدْرِكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ سَمُرَةَ ، عَنْ
كَعْبِ الأَحْبَارِ ، قَالَ : ثُمَّ كَانَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الَّذِي جَعَلَهُ
اللَّهُ نُورًا وَضِيَاءً وَقُرَّةَ عَيْنٍ لِوَالِدَيْهِ ، فَكَانَ مِنْ أَحْسَنِ
النَّاسِ وَجْهًا وَأَكْثَرَهُ جَمَالاً وَأَحْسَنَهُ مِنْطَقًا ، فَكَانَ
أَبْيَضَ جَعْدَ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ مُشْبِهًا بِإِبْرَاهِيمَ خَلْقًا
وَخُلُقًا ، وَوُلِدَ لِإِسْحَاقَ يَعْقُوبُ وَعِيصُ فَكَانَ يَعْقُوبُ
أَحْسَنَهُمَا وَأَنْطَقَهُمَا وَأَكْثَرَهُمَا جَمَالاً وَظُرْفًا ، وَكَانَ
عِيصُ كَثِيرَ شَعْرِ الرَّأْسِ وَالْجَسَدِ وَالْوَجْهِ وَكَانَ يَسْكُنُ
الرُّومَ فِيمَا حَدَّثَ سَمُرَةُ بْنُ جُنْدُبٍ.
4044- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُؤَمَّلِ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
سُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ
أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ،
{وَبَشَّرْنَاهُ بِإِسْحَاقَ} قَالَ : بُشْرَى نُبُوَّةٍ بُشِّرَ بِهِ مَرَّتَيْنِ
حِينَ وُلِدَ وَحِينَ نُبِّئَ.
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
ذِكْرُ مَنْ قَالَ إِنَّ الذَّبِيحَ إِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ
4045- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ،
أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنَّ
عَمْرَو بْنَ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ أُسَيْدِ بْنِ جَارِيَةَ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ
كَعْبًا قَالَ لأَبِي هُرَيْرَةَ : أَلاَ أُخْبِرُكَ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
النَّبِيِّ ، ؟ قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : بَلَى قَالَ كَعْبٌ : لَمَّا رَأَى إِبْرَاهِيمُ أَنْ
يَذْبَحَ إِسْحَاقَ قَالَ الشَّيْطَانُ
: وَاللَّهِ لَئِنْ لَمْ أَفْتِنَ عِنْدَهَا آلَ
إِبْرَاهِيمَ لاَ أَفْتِنُ أَحَدًا مِنْهُمْ أَبَدًا فَتَمَثَّلَ الشَّيْطَانُ
لَهُمْ رَجُلاً يَعْرِفُونَهُ ،
قَالَ : فَأَقْبَلَ حَتَّى إِذَا خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بِإِسْحَاقَ
لِيَذْبَحَهُ دَخَلَ عَلَى سَارَةَ امْرَأَةِ إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ لَهَا : أَيْنَ
أَصْبَحَ إِبْرَاهِيمُ غَادِيًا بِإِسْحَاقَ ؟ قَالَتْ سَارَةُ : غَدَا لِبَعْضِ
حَاجَتِهِ ، قَالَ الشَّيْطَانُ : لاَ وَاللَّهِ مَا غَدَا لِذَلِكَ ، قَالَتْ
سَارَةُ : فَلِمَ غَدَا بِهِ ؟ قَالَ : غَدَا بِهِ لِيَذْبَحَهُ ، قَالَتْ سَارَةُ
: وَلَيْسَ فِي ذَلِكَ شَيْءٌ لَمْ يَكُنْ لَيَذْبَحَ ابْنَهُ ، قَالَ
الشَّيْطَانُ : بَلَى وَاللَّهِ ، قَالَتْ سَارَةُ : وَلِمَ يَذْبَحُهُ ؟ قَالَ :
زَعَمَ أَنَّ رَبَّهُ أَمَرَهُ بِذَلِكَ ، فَقَالَتْ سَارَةُ : فَقَدْ أَحْسَنَ
أَنْ يُطِيعَ رَبَّهُ إِنْ كَانَ أَمَرَهُ بِذَلِكَ فَخَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ عِنْدِ
سَارَةَ حَتَّى إِذَا أَدْرَكَ إِسْحَاقَ وَهُوَ يَمْشِي عَلَى أَثَرِ أَبِيهِ ،
فَقَالَ : أَيْنَ أَصْبَحَ أَبُوكَ غَادِيًا ؟ قَالَ : غَدَا بِي لِبَعْضِ حَاجَتِهِ ، قَالَ
الشَّيْطَانُ : لاَ وَاللَّهِ مَا غَدَا بِكَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ وَلَكِنَّهُ
غَدَا بِكَ لِيَذْبَحَكَ ، قَالَ إِسْحَاقُ : فَمَا كَانَ أَبِي لِيَذْبَحَنِي ،
قَالَ : بَلَى ، قَالَ : لِمَ ؟ قَالَ : زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ أَمَرَهُ بِذَلِكَ ،
قَالَ إِسْحَاقُ : فَوَاللَّهِ إِنْ أَمَرَهُ لَيُطِيعَنَّهُ فَتَرَكَهُ الشَّيْطَانُ
وَأَسْرَعَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ فَقَالَ : أَيْنَ أَصْبَحْتَ غَادِيًا بِابْنِكَ .
قَالَ : غَدَوْتُ لِبَعْضِ حَاجَتِي ، قَالَ : لاَ وَاللَّهِ مَا غَدَوْتَ بِهِ
إِلاَّ لِتَذْبَحَهُ ، قَالَ : وَلِمَ أَذْبَحُهُ ؟ قَالَ : زَعَمْتَ أَنَّ
اللَّهَ أَمَرَكَ بِذَلِكَ ، قَالَ
: فَوَاللَّهِ لَئِنْ كَانَ اللَّهُ أَمَرَنِي
لاََفْعَلَنَّ ، قَالَ : فَلَمَّا أَخَذَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ لِيَذْبَحَهُ
وَسَلَّمَ إِسْحَاقُ عَافَاهُ اللَّهُ وَفَدَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ ، قَالَ
إِبْرَاهِيمُ لِإِسْحَاقَ : قُمْ يَا بُنَيَّ فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ أَعْفَاكَ
وَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى إِسْحَاقَ : إِنِّي أَعْطَيْتُكَ دَعْوَةً أَسْتَجِيبُ
لَكَ فِيهَا ، قَالَ إِسْحَاقُ : فَإِنِّي أَدْعُوكَ أَنْ تَسْتَجِيبَ لِي أَيُّمَا
عَبْدٍ لَقِيَكَ مِنَ الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ لاَ يُشْرِكُ بِكَ شَيْئًا
فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ.
قَالَ الْحَاكِمُ : سِيَاقَةُ هَذَا الْحَدِيثِ مِنْ
كَلاَمِ كَعْبِ بْنِ مَاتِعِ الأَحْبَارِ وَلَوْ ظَهَرَ فِيهِ سَنَدٌ لَحَكَمْتُ
بِالصِّحَّةِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، فَإِنَّ هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ لاَ
غُبَارَ عَلَيْهِ.
4046- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ
الْخُطَبِيُّ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، وَحَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : هُوَ إِسْحَاقُ يَعْنِي
الذَّبِيحَ.
وَحَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ قَالَ : الَّذِي أَرَادَ إِبْرَاهِيمُ ذَبْحَهُ إِسْحَاقُ.
4047- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ
الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا جَدِّي ، حَدَّثَنَا سُنَيْدُ بْنُ دَاوُدَ ،
حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ،
عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : الذَّبِيحُ إِسْحَاقُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4048- حَدَّثَنَاهُ أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ بَطَّةَ ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الْوَاقِدِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو سُلَيْمَانَ دَاوُدُ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَطَّارُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ
خُثَيْمٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالَ : إِنَّ الصَّخْرَةَ الَّتِي فِي أَصْلِ ثَبِيرٍ الَّتِي ذَبَحَ
عَلَيْهَا إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ هَبَطَ عَلَيْهِ كَبْشٌ أَغْبَرُ لَهُ نُوَاحٌ
مِنْ ثَبِيرٍ قَدْ نَوَّحَهُ فَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلاً .
قَالَ الْوَاقِدِيُّ : وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَمْرٍو الآُوَيْسِيُّ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا رَأَى إِبْرَاهِيمُ فِي الْمَنَامِ أَنْ يَذْبَحَ
إِسْحَاقَ أَخَذَ بِيَدِهِ ، فَذَكَرَهُ بِطُولِهِ .
قَالَ الْحَاكِمُ : وَقَدْ ذَكَرَهُ الْوَاقِدِيُّ بِأَسَانِيدِهِ
وَهَذَا الْقَوْلُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، وَعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ
وَعُمَيْرِ بْنِ قَتَادَةَ اللَّيْثِيِّ وَعُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَأُبَيِّ بْنِ
كَعْبٍ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وَعَبْدِ اللهِ
بْنِ عَمْرٍو وَاللَّهُ أَعْلَمُ
.
وَقَدْ كُنْتُ أَرَى مَشَايِخَ الْحَدِيثِ قَبْلَنَا
وَفِي سَائِرِ الْمُدُنِ الَّتِي طَلَبْنَا الْحَدِيثَ فِيهِ وَهُمْ لاَ
يَخْتَلِفُونَ أَنَّ الذَّبِيحَ إِسْمَاعِيلُ وَقَاعِدَتُهُمْ فِيهِ قَوْلُ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا ابْنُ الذَّبِيحَيْنِ إِذْ
لاَ خِلاَفَ أَنَّهُ مِنْ وَلَدِ إِسْمَاعِيلَ وَأَنَّ الذَّبِيحَ الآخَرَ أَبُوهُ
الأَدْنَى عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ وَالآنَ فَإِنِّي أَجِدُ مُصَنِّفِي
هَذِهِ الأَدِلَّةِ يَخْتَارُونَ قَوْلَ مَنْ قَالَ : إِنَّهُ إِسْحَاقُ .
فَأَمَّا الرِّوَايَةُ عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ
وَهُوَ بَابُ هَذِهِ الْعُلُومِ
4049- فَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الإِسْفَرَايِينِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبَرَاءِ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ،
قَالَ : حَدِيثُ إِسْحَاقَ حِينَ أَمَرَ اللَّهُ إِبْرَاهِيمَ أَنْ يَذْبَحَهُ
وَهَبَ اللَّهُ لِإِبْرَاهِيمَ إِسْحَاقَ فِي اللَّيْلَةِ الَّتِي فَارَقَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ
، فَلَمَّا كَانَ ابْنَ سَبْعٍ أَوْحَى اللَّهُ إِلَى إِبْرَاهِيمَ أَنْ
يَذْبَحَهُ وَيَجْعَلَهُ قُرْبَانًا ، وَكَانَ الْقُرْبَانُ يَوْمَئِذٍ
يُتَقَبَّلُ وَيُرْفَعُ فَكَتَمَ إِبْرَاهِيمُ ذَلِكَ إِسْحَاقَ وَجَمِيعَ
النَّاسِ وَأَسَرَّهُ إِلَى خَلِيلٍ لَهُ ، فَقَالَ الْغَازِرُ الصِّدِّيقُ وَهُوَ
أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِإِبْرَاهِيمَ وَقَوْلُهُ
: فَقَالَ لَهُ الصِّدِّيقُ : إِنَّ اللَّهَ لاَ
يَبْتَلِي بِمِثْلِ هَذَا مِثْلَكَ وَلَكِنَّهُ يُرِيدُ أَنْ يُجَرِّبَكَ وَيَخْتَبِرَكَ
فَلاَ تَسُوءَنَّ بِاللَّهِ ظَنَّكَ ، فَإِنَّ اللَّهَ يَجْعَلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا
وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ لِإِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ إِلاَّ بِاللَّهِ
الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ ، فَذَكَرَ وَهْبٌ حَدِيثًا طَوِيلاً إِلَى أَنْ قَالَ
وَهْبٌ : وَبَلَغَنِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ : سَبَقَ إِسْحَاقُ النَّاسَ إِلَى دَعْوَةٍ مَا سَبَقَهَا إِلَيْهِ أَحَدٌ
وَيَقُومَنَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَيَشْفَعَنَّ لأَهْلِ هَذِهِ الدَّعْوَةِ وَأَقْبَلَ
اللَّهُ عَلَى إِبْرَاهِيمَ فِي ذَلِكَ الْمَقَامِ فَقَالَ : اسْمَعْ مِنِّي يَا إِبْرَاهِيمُ يَا
أَصْدَقَ الصَّادِقِينَ ، وَقَالَ لِإِسْحَاقَ : اسْمَعْ مِنِّي يَا أَصْبِرَ
الصَّابِرِينَ ، فَإِنِّي قَدِ ابْتَلَيْتُكُمَا الْيَوْمَ بِبَلاَءٍ عَظِيمٍ لَمِ
ابْتَلِ بِهِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِي ابْتَلَيْتُكَ يَا إِبْرَاهِيمُ بِالْحَرِيقِ ،
فَصَبَرْتَ صَبْرًا لَمْ يَصْبِرْ مِثْلَهُ أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِينَ ، وَابْتَلَيْتُكَ
بِالْجِهَادِ فِيَّ وَأَنْتَ وَحِيدٌ وَضَعِيفٌ ، فَصَدَّقَتْ وَصَبَرَتْ صَبْرًا
وَصِدْقًا لَمْ يُصَدِّقْ مِثْلَهُ أَحَدٌ مِنَ الْعَالَمِينَ ، وَابْتَلَيْتُكَ
يَا إِسْحَاقُ بِالذَّبْحِ ، فَلَمْ تَبْخَلْ بِنَفْسِكَ وَلَمْ تُعَظِّمْ ذَلِكَ
فِي طَاعَةِ أَبِيكَ ، وَرَأَيْتَ ذَلِكَ هَنِيئًا صَغِيرًا فِي اللهِ كَمَا
يَرْجُو مِنْ أَحْسَنِ ثَوَابِهِ وَيَسَّرَ بِهِ حُسْنَ لِقَائِهِ وَإِنِّي أُعَاهِدُكُمَا
الْيَوْمَ عَهْدًا لاَ أَحْبِسَنَّ بِهِ أَمَّا أَنْتَ يَا إِبْرَاهِيمُ ، فَقَدْ
وَجَبَتْ لَكَ الْجَنَّةُ عَلَيَّ ، فَأَنْتَ خَلِيلِي مِنْ بَيْنِ أَهْلِ
الأَرْضِ دُونَ رِجَالِ الْعَالَمِينَ ، وَهِيَ فَضِيلَةٌ لَمْ يَنَلْهَا أَحَدٌ
قَبْلَكَ ، وَلاَ أَحَدٌ بَعْدَكَ فَخَرَّ إِبْرَاهِيمُ سَاجِدًا تَعْظِيمًا لِمَا
سَمِعَ مِنَ قَوْلِ اللهِ مُتَشَكِّرًا لِلَّهِ ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِسْحَاقُ
فَتَمَنَّ عَلَيَّ بِمَا شِئْتَ وَسَلْنِي وَاحْتَكِمْ أُوتِكَ سُؤْلَكَ ، قَالَ :
أَسْأَلُكَ يَا إِلَهِي أَنْ تَصْطَفِيَنِي لِنَفْسِكَ وَأَنْ تُشَفِّعَنِي فِي عِبَادِكَ
الْمُوَحِّدِينَ فَلاَ يَلْقَاكَ عَبْدٌ لاَ يُشْرِكُ بِكَ شَيْئًا إِلاَّ
أَجَرْتُهُ مِنَ النَّارِ قَالَ لَهُ رَبُّهُ : أَوْجَبْتُ لَكَ مَا سَأَلْتَ
وَضَمِنْتُ لَكَ وَلاَيَتَكَ مَا وَعَدْتُكُمَا عَلَى نَفْسِي وَعْدًا لاَ
أُخَلِّفُهُ وَعَهْدًا لاَ أَحْبِسَنَّ بِهِ وَعَطَاءً هَنِيئًا لَيْسَ
بِمَرْدُودٍ.
4050- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ
، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ التَّمِيمِيِّ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَوْلُهُ : {وَإِذِ ابْتَلَى
إِبْرَاهِيمُ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ} قَالَ : مَنَاسِكُ الْحَجِّ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَشَوَاهِدُهَا
كَثِيرَةٌ قَدْ خَرَّجْتُهَا فِي كِتَابِ الْمَنَاسِكِ.
ذِكْرُ لُوطٍ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
قَدِ اتَّفَقَتِ الرِّوَايَاتُ فِي أَنَّهُ مِنْ بَيْتِ
إِبْرَاهِيمَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ اخْتَلَفُوا أَهُوَ مِنْ
وَلَدِهِ أَوْ مِنْ وَلَدِ أَخِيهِ
4051- فَأَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايِينِيُّ
، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبَرَاءِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : لَمَّا تُوُفِّيَتْ سَارَةُ
تَزَوَّجَ إِبْرَاهِيمُ امْرَأَةً يُقَالُ لَهَا : حَجُورَا فَوَلَدَتْ لَهُ سَبْعَةَ
نَفَرٍ بَافِسَ ، وَمَدْيَنَ ، وَكَيْسَانَ ، وَلُوطًا ، وَسَرْخَ ، وَأُمَيْمَ ، وَنَعْشَانَ
وَذَكَرَ أَيْضًا فِي هَذَا الْكِتَابِ وَهْبٌ : مَدْيَنُ دَرَجَاتٌ
لِإِبْرَاهِيمَ ، وَأَنَّ لُوطًا كَانَ مِنْهُمْ.
4052- وَأَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ
، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ
الْقَنَّادُ ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : وَلُوطٌ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ ابْنَ أَخِي إِبْرَاهِيمَ
الْخَلِيلِ عَلَيْهِ السَّلاَمُ.
هَذَا إِسْنَادٌ صَحِيحٌ.وَفِي كِتَابِ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ عَبْدِ الْكَرِيمِ ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مُغَفَّلٍ قَالَ : سَمِعْتُ
وَهْبَ بْنَ مُنَبِّهٍ يَقُولُ : خَرَجَ إِبْرَاهِيمُ بِامْرَأَتِهِ سَارَةَ
وَمَعَهَا أَخُوهَا لُوطٌ إِلَى أَرْضِ الشَّامِ وَهُوَ فِي قَوْلٍ ثَالِثٍ
4053- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ شَبُّوَيْهِ
الرَّئِيسُ ، حَدَّثَنَا . . . . . . . . . . . ابْنُ سَاسَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : وَلُوطٌ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
هُوَ لُوطُ بْنُ فَارَانَ بْنِ آزَرَ بْنِ بَاخُورَ بْنِ أَخِي إِبْرَاهِيمَ
الْخَلِيلِ وَالْمُؤْتَفِكَةُ هُمْ قَوْمُ لُوطٍ.
4054- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، وَعَبْدُ
اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الصَّيْدَلاَنِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، أَنْبَأَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :
{أَوْ آوِي} إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : رَحِمَ اللَّهُ لُوطًا كَانَ يَأْوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ
وَمَا بَعَثَ اللَّهُ بَعْدَهُ نَبِيًّا إِلاَّ فِي ثَرْوَةٍ مِنْ قَوْمِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ الزِّيَادَةِ ، إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ
الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدٍ وَأَبِي عُبَيْدٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مُخْتَصَرًا.
4055- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ
الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُبَارَكِ الصَّنْعَانِيُّ ،
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ ثَوْرٍ ، عَنِ
ابْنِ جُرَيْجٍ ، {أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ} قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّهُ
لَمْ يُبْعَثْ نَبِيٌّ قَطُّ بَعْدَ لُوطٍ إِلاَّ فِي ثَرْوَةٍ مِنْ قَوْمِهِ.
4056- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ
، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ
الْقَنَّادُ ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، قَالَ : انْطَلَقَ لُوطٌ
وَنَزَلَ عَلَى أَهْلِ سَدُومَ فَوَجَدَهُمْ يَنْكِحُونَ الرِّجَالَ فَنَزَلَ
فِيهِمْ فَبَعَثَهُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ فَدَعَاهُمْ وَوَعَظَهُمْ وَكَانَ مِنْ خَبَرِهِمْ
مَا قَصَّ اللَّهُ فِي كِتَابِهِ.
4057- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الأَحْمَسِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ
مُعَاذٍ ، حَدَّثَنِي مُدْرِكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا حَسَنُ بْنُ
ذَكْوَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ سَمُرَةَ ، عَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ ، قَالَ :
كَانَ لُوطٌ نَبِيَّ اللهِ ، وَكَانَ ابْنَ أَخِي إِبْرَاهِيمَ وَكَانَ رَجُلاً
أَبْيَضَ حَسَنَ الْوَجْهِ دَقِيقَ الأَنْفِ ، صَغِيرَ الآُذُنِ ، طَوِيلَ
الأَصَابِعِ ، جَيِّدَ الثَّنَايَا ، أَحْسَنَ النَّاسِ مَضْحَكًا ، إِذَا ضَحِكَ وَأَحْسَنَهُ
وَأَرْزَنَهُ وَأَحْكَمَهُ وَأَقَلَّهُ أَذًى لِقَوْمِهِ وَهُوَ حِينَ بَلَغَهُ
عَنْ قَوْمِهِ مَا بَلَغَهُ مِنَ الأَذَى الْعَظِيمِ الَّذِي أَرَادُوهُ عَلَيْهِ
حَيْثُ ، يَقُولُ : {لَوْ أَنَّ لِيَ بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ
شَدِيدٍ}.
4058- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ بْنُ بَطَّةَ ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَرَجِ ،
حَدَّثَنَا الْوَاقِدِيُّ ، قَالَ :
وَبَلَغَنَا أَنَّ إِبْرَاهِيمَ لَمَّا هَاجَرَ إِلَى
أَرْضِ الشَّامِ ، وَأَخْرَجُوهُ مِنْهَا طَرِيدًا فَانْطَلَقَ وَمَعَهُ سَارَةُ
وَقَالَتْ لَهُ : إِنِّي قَدْ وَهَبَتْ نَفْسِي فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنْ تَتَزَوَّجَهَا
، فَكَانَ أَوَّلَ وَحْيٍ أَنْزَلَهُ عَلَيْهِ وَآمَنَ بِهِ لُوطٌ فِي رَهْطٍ
مَعَهُ مِنْ قَوْمِهِ ، وَقَالَ : إِنِّي مُهَاجِرٌ إِلَى رَبِّي إِنَّهُ هُوَ
الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ، فَأَخْرَجُوهُ مِنْ أَرْضِ بَابِلَ إِلَى الأَرْضِ
الْمُقَدَّسَةِ حَتَّى وَرَدَ حَرَّانَ ، فَأَخْرَجُوهُ مِنْهَا حَتَّى دَفَعُوا
إِلَى الآُرْدُنِّ وَفِيهَا جَبَّارٌ مِنَ الْجَبَّارِينَ ، حَتَّى قَصَمَهُ
اللَّهُ ، ثُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ رَجَعَ إِلَى الشَّامِ وَمَعَهُ لُوطٌ
فَنَبَأَ اللَّهُ لُوطًا وَبَعْثَهُ إِلَى الْمُؤْتَفِكَاتِ رَسُولاً وَدَاعِيًا
إِلَى اللهِ وَهِيَ خَمْسَةُ مَدَائِنَ أَعْظَمُهَا سَدُومُ ، ثُمَّ عَمُودُ ،
ثُمَّ أَرُومُ ، ثُمَّ صَعُورُ ، ثُمَّ صَابُورُ ، وَكَانَ أَهْلُ هَذِهِ الْمَدَائِنِ
أَرْبَعَةَ آلاَفِ أَلْفَ إِنْسَانٍ فَنَزَلَ لُوطٌ سَدُومًا ، فَلَبِثَ فِيهِمْ
بِضْعًا وَعِشْرِينَ سَنَةً يَأْمُرُهُمْ وَيَنْهَاهُمْ وَيَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ
وَإِلَى عِبَادَتِهِ وَتَرَكَ مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنَ الْفَوَاحِشِ وَالْخَبَائِثِ
، وَكَانَتِ الضِّيَافَةُ مُفْتَرَضَةً عَلَى لُوطٍ كَمَا افْتُرِضَتْ عَلَى
إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ ، فَكَانَ قَوْمُهُ لاَ يُضِيفُونَ أَحَدًا وَكَانُوا
يَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَيَدْعُونَ النِّسَاءَ فَعَيَّرَهُمُ
اللَّهُ بِذَلِكَ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ فِي الْقُرْآنِ ، فَقَالَ : {أَتَأْتُونَ
الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ
أَزْوَاجِكُمْ} قَالَ وَهْبٌ : وَذَكَرَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ الَّذِي
حَمَلَهُمْ عَلَى إِتْيَانِ الرِّجَالِ دُونَ النِّسَاءِ أَنَّهُمْ كَانَتْ لَهُمْ
بَسَاتِينُ وَثِمَارٌ فِي مَنَازِلِهِمْ وَبَسَاتِينَ وَثِمَارٌ خَارِجَةً عَلَى
ظَهْرِ الطَّرِيقِ ، وَأَنَّهُمْ أَصَابَهُمْ قَحْطٌ شَدِيدٌ وَجُوعٌ ، فَقَالَ
بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : إِنْ مَنَعْتُمْ ثِمَارَكُمْ هَذِهِ الظَّاهِرَةَ مِنْ أَبْنَاءِ
السَّبِيلِ كَانَ لَكُمْ فِيهَا مَعَاشٌ ، فَقَالُوا : كَيْفَ نَمْنَعُهَا
فَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، فَقَالُوا : اجْعَلُوا سُنَّتُكُمْ فِيهَا
مَنْ وَجَدْتُمُوهُ فِي بِلاَدِكُمْ غَرِيبًا لاَ تَعْرِفُوهُ فَاسْلُبُوهُ
وَانْكِحُوهُ وَاسْحَبُوهُ ، فَإِنَّ النَّاسَ لاَ يَطَئُونَ بِلاَدَكُمْ إِذَا
فَعَلْتُمْ ذَلِكَ ، فَجَاءَهُمْ إِبْلِيسُ عَلَى تِلْكَ الْجِبَالِ فِي هَيْئَةِ
صَبِيٍّ وَضِيءٍ أَحْلَى صَبِيٍّ رَآهُ النَّاسُ وَأَوْسَمَهُ فَعَمَدُوهُ فَنَكَحُوهُ
وَسَلَبُوهُ وَسَحَبُوهُ ، ثُمَّ ذَهَبَ فَكَانَ لاَ يَأْتِيهِمْ مِنَ النَّاسِ
إِلاَّ فَعَلُوا بِهِ فَكَانَ تِلْكَ سُنَّتُهُمْ ، حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ
لُوطًا فَنَهَاهُمْ لُوطٌ عَنْ ذَلِكَ وَحَذَّرَهُمُ الْعَذَابَ وَاعْتَذَرَ
إِلَيْهِمْ ، فَقَالَ : يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا
سَبَقَكُمْ بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِنَ الْعَالَمِينَ ثُمَّ ذَكَرَ بَاقِي الْحَدِيثَ
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
4059- أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ
، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ ،
حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَعَنْ مُرَّةَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ ،
وَعَنْ أُنَاسٍ ، مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مَرْفُوعًا قَالَ :
لَمَّا خَرَجَتِ الْمَلاَئِكَةُ مِنْ عِنْدِ
إِبْرَاهِيمَ نَحْوَ قَرْيَةِ لُوطٍ وَأَتَوْهَا نِصْفَ النَّهَارِ ، فَلَمَّا
بَلَغُوا نَهَرَ سَدُومٍ لَقَوُا ابْنَةَ لُوطٍ تَسْتَقِي مِنَ الْمَاءِ
لأَهْلِهَا وَكَانَ لَهُ ابْنَتَانِ ، فَقَالُوا لَهَا : يَا جَارِيَةُ ، هَلْ
مِنْ مَنْزِلٍ ؟ قَالَتْ : نَعَمْ ، مَكَانَكُمْ لاَ تَدْخُلُوا حَتَّى آتِيَكُمْ
فَأَتَتْ أَبَاهَا ، فَقَالَتْ : يَا أَبَتَاهُ أَدْرِكْ فِتْيَانًا عَلَى بَابِ
الْمَدِينَةِ مَا رَأَيْتُ وُجُوهَ قَوْمٍ هِيَ أَحْسَنُ مِنْهُمْ لاَ
يَأْخُذُهُمْ قَوْمُكَ فَيَفْضَحُوهُمْ ، وَقَدْ كَانَ قَوْمُهُ نَهَوْهُ أَنْ
يُضِيفَ رَجُلاً حَتَّى قَالُوا : حَلَّ عَلَيْنَا فَلْيُضَيِّفِ الرِّجَالَ
فَجَاءَهُمْ وَلَمْ يُعْلِمْ أَحَدًا إِلاَّ بَيْتَ أَهْلِ لُوطٍ ، فَخَرَجَتِ
امْرَأَتُهُ فَأَخْبَرَتْ قَوْمَهُ ، قَالَتْ : إِنَّ فِي بَيْتِ لُوطٍ رِجَالاً
مَا رَأَيْتُ مِثْلَ وُجُوهِهِمْ قَطُّ ، فَجَاءَهُ قَوْمُهُ يُهْرَعُونَ إِلَيْهِ
، فَلَمَّا أَتَوْهُ قَالَ لَهُمْ لُوطٌ : يَا قَوْمِ اتَّقُوا اللَّهَ وَلاَ تُخْزُونِ
فِي ضَيْفِي أَلَيْسَ مِنْكُمْ رَجُلٌ رُشَيْدٌ هَؤُلاَءِ بَنَاتِي هُنَّ أَطْهُرُ
لَكُمْ مِمَّا تُرِيدُونَ ، قَالُوا لَهُ : أَوَ لَمْ نَنْهَكَ إِنْ تُضَيِّفَ
الرِّجَالَ قَدْ عَلِمْتَ أَنَّ مَا لَنَا فِي بَنَاتِكَ مِنْ حَقٍّ ، وَإِنَّكَ
لَتَعْلَمُ مَا نُرِيدُ ، فَلَمَّا لَمْ يَقْبَلُوا مِنْهُ مَا عَرَضَهُ
عَلَيْهِمْ ، قَالَ : لَوْ أَنَّ لِيَ بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ
شَدِيدٍ يَقُولُ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ : لَوْ أَنَّ لِي أَنْصَارًا
يَنْصُرُونِي عَلَيْكُمْ أَوْ عَشِيرَةً تَمْنَعُنِي مِنْكُمْ لَحَالَتْ
بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ مَا جِئْتُمْ تُرِيدُونَهُ مِنْ أَضْيَافِي وَلَمَّا قَالَ
لُوطٌ : لَوْ أَنَّ لِيَ بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ بَسَطَ
حِينَئِذٍ جِبْرِيلُ جَنَاحَيْهِ فَفَقَأَ أَعْيُنَهُمْ وَخَرَجُوا يَدُوسُ بَعْضُهُمْ
فِي آثَارِ بَعْضٍ عُمْيَانًا ، يَقُولُونَ : النَّجَا النَّجَا ، فَإِنَّ فِي
بَيْتِ لُوطٍ أَسْحَرَ قَوْمٍ فِي الأَرْضِ فَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
{وَلَقَدْ رَاوَدُوهُ عَنْ ضَيْفِهِ فَطَمَسْنَا أَعْيُنَهُمْ} وَقَالُوا : يَا
لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ ، فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ
بِقِطِعٍ مِنَ اللَّيْلِ وَلاَ يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلاَّ امْرَأَتُكَ
فَاتَّبِعْ آثَارَ أَهْلِكَ ، يَقُولُ
: وَامْضُوا حَيْثُ تُؤْمَرُونَ فَأَخْرَجَهُمُ اللَّهُ
إِلَى الشَّامِ وَقَالَ لُوطٌ : أَهْلِكُوهُمُ السَّاعَةَ فَقَالُوا : إِنَّا لَمْ
نُؤْمَرْ إِلاَّ بِالصُّبْحِ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ فَلَمَّا أَنْ كَانَ
السَّحَرُ خَرَجَ لُوطٌ وَأَهْلُهُ عَدَا امْرَأَتِهِ فَذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ
وَجَلَّ : {إِلاَّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بِسَحَرٍ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
ذِكْرُ هُودٍ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
4060- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْهَاشِمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ
، أَخْبَرَنِي أَبِي ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ
، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : كَانَ هُودٌ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ رَجُلاً جَلْدًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4061- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ بْنِ غِيَاثٍ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي خَيْثَمَةَ
، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ،
أَنْبَأَ عَطَاءُ بْنُ السَّائِبِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَابِطٍ ، قَالَ
: إِنَّهُ لَمْ تُهْلَكْ أُمَّةٌ إِلاَّ لَحِقَ نَبِيُّهَا بِمَكَّةَ ، فَيَعْبُدَ
فِيهَا حَتَّى يَمُوتَ ، وَإِنَّ قَبْرَ هُودٍ بَيْنَ الْحِجْرِ وَزَمْزَمَ.
4062- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ الرَّئِيسُ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ ، حَدَّثَنَا مِهْرَانُ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا
سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْخُزَاعِيِّ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ عَامِرِ
بْنِ وَاثِلَةَ قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، يَقُولُ لِرَجُلٍ مِنْ حَضْرَمَوْتَ : هَلْ رَأَيْتَ كَثِيبًا أَحْمَرَ يُخَالِطُهُ
مَدَرَةٌ حَمْرَاءُ ، وَسِدْرٌ كَثِيرٌ بِنَاحِيَةِ كَذَا وَكَذَا ؟ قَالَ :
وَاللَّهِ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِنَّكَ لَتَنْعَتُهُ نَعْتَ رَجُلٍ قَدْ
رَآهُ . قَالَ : لاَ ، وَلَكِنْ حُدِّثْتُ عَنْهُ . قَالَ الْحَضْرَمِيُّ : وَمَا
شَأْنُهُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ قَالَ : فِيهِ قَبْرُ هُودٍ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
4063- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الإِسْفَرَايِينِيُّ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : وَسُئِلَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ عَنْ
هُودٍ أَكَانَ أَبُو الْيَمَنِ الَّذِي وَلَدَ لَهُمْ ؟ فَقَالَ وَهْبٌ : لاَ
وَلَكِنَّهُ أَخُو الْيَمَنِ وَفِي التَّوْرَاةِ يُنْسَبُ إِلَى نُوحٍ ، فَلَمَّا
كَانَتِ الْعَصَبِيَّةُ بَيْنَ الْعَرَبِ وَفَخَرَتْ مُضَرُ بِأَبِيهَا إِسْمَاعِيلَ
ادَّعَتِ الْيَمَنُ هُودًا أَبًا لِتَكُونَ وَلَدًا مِنَ الأَنْبِيَاءِ
وَوِلاَدُهُ فِيهِمْ وَلَيْسَ بِأَبِيهِمْ وَلَكِنَّهُ أَخُوهُمْ ، وَإِنَّمَا
بُعِثَ إِلَى عَادٍ وَكَانَ وَهْبٌ لاَ يُسَمِّي عَادًا قَدْ حَالَهُمْ وَلاَ
يَنْسِبَ قَبَائِلَهُمْ وَلاَ يَأْمُرُ أَشْعَارَهُمْ وَلَمْ يَكُنْ فِي الأَرْضِ
أُمَّةٌ كَانُوا أَكْثَرَ مِنْهُمْ عَدَدًا وَلاَ أَعْظَمَ مِنْهُمْ أَجْسَامًا
وَلاَ أَشَدَّ مِنْهُمْ بَطْشًا ، فَلَمَّا رَأَوُا الرِّيحَ قَدْ أَقْبَلَتْ
عَلَيْهِمْ قَالُوا لِهُودٍ تُخَوِّفُنَا بِالرِّيحِ فَجَمَعُوا ذَرَارِيَّهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ
وَدَوَابَّهُمْ فِي شِعْبٍ ، ثُمَّ قَامُوا عَلَى بَابِ ذَلِكَ الشِّعْبِ
يَرُدُّونَ الرِّيحَ عَنْ أَمْوَالِهِمْ وَأَهْلِيهِمْ فَدَخَلَتِ الرِّيحُ مِنْ
تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الأَرْضِ حَتَّى قَلَعَتْهُمْ.
قَالَ وَهْبٌ : وَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ
هُودَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ عَادِ بْنِ عَوْصِ
بْنِ إِرَمِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ كَانَ كُلُّ رَمْلٍ وَضَعَهُ اللَّهُ بِشَيْءٍ مِنَ
الْبِلاَدِ كَانَ مَسَاكِنَ عَادٍ فِي رِمَالِهَا وَكَانَتْ بِلاَدُ عَادٍ
أَخْصَبَ بِلاَدِ الْعَرَبِ ، وَأَكْثَرَ رِيفًا وَأَنْهَارًا وَجِنَانًا ،
فَلَمَّا غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَعَتَوْا عَنِ اللهِ وَكَانُوا أَصْحَابَ
أَوْثَانَ يَعْبُدُونَهَا مِنْ دُونِ اللهِ أَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمُ الرِّيحَ الْعَقِيمَ
4064- أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَحْمَسِيُّ ، بِالْكُوفَةِ
، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنِي مَرْوَانُ
بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ مُعَاذٍ ، حَدَّثَنِي مُدْرِكٌ ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ سَمُرَةَ ، عَنْ
كَعْبٍ ، قَالَ : كَانَ نَبِيُّ اللهِ هُودٌ أَشْبَهَ النَّاسِ بِآدَمَ
عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ.
ذِكْرُ صَالِحٍ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
4065- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
خَالِدٍ ، عَنْ نَوْفٍ الشَّامِيِّ ، أَنَّ صَالِحَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْعَرَبِ لَمَّا أَهْلَكَ اللَّهُ عَادًا وَانْقَضَى أَمْرُهَا
عَمَّرَتْ ثَمُودُ بَعْدَهَا ، فَاسْتُخْلِفُوا فِي الأَرْضِ فَانْتَشَرُوا ،
ثُمَّ عَتَوْا عَلَى اللهِ فَلَمَّا ظَهَرَ فَسَادُهُمْ وَعَبَدُوا غَيْرَ اللهِ
بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ صَالِحًا وَكَانُوا قَوْمًا عَرَبًا وَهُوَ مِنْ
أَوْسَطِهِمْ نَسَبًا وَأَفْضَلِهِمْ مَوْضِعًا وَكَانَتْ مَنَازِلُهُمُ الْحِجْرَ
إِلَى قَرْعٍ وَهُوَ وَادِي الْقُرَى ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِيلاً فِيمَا بَيْنَ
الْحِجْرِ إِلَى الْحِجَازِ ، فَبَعَثَهُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ غُلاَمًا شَابًّا
فَدَعَاهُمْ إِلَى اللهِ حَتَّى شَمِطَ وَكَبِرَ وَلاَ يَتْبَعُهُ مِنْهُمْ إِلاَّ
قَلِيلٌ مُسْتَضْعَفُونَ فَهَلَكَتْ عَادٌ وَثَمُودُ وَمَنْ كَانَ مِنْهُمْ مِنْ
تِلْكَ الآُمَمِ وَكَانُوا مِنْ وَلَدِ لاَوِذِ بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ وَلَمْ
يَكُنْ بَيْنَ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ نَبِيٌّ قَبْلَهُ يَعْنِي قَبْلَ إِبْرَاهِيمَ
إِلاَّ هُودٌ وَصَالِحٌ.
4066- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الأَحْمَسِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا
مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ مُعَاذٍ ، حَدَّثَنِي
مُدْرِكٌ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ الْبَصْرِيِّ ،
عَنْ سَمُرَةَ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : ثُمَّ كَانَ صَالِحٌ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَكَانَ يُشْبِهُ بِعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ أَحْمَرَ إِلَى
الْبَيَاضِ مَا هُوَ سَبِطَ الرَّأْسِ.
4067- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الإِسْفَرَايِينِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ الْبَرَاءِ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ،
قَالَ : حَدِيثُ صَالِحِ بْنِ عُبَيْدِ بْنِ جَابِرِ بْنِ ثَمُودَ بْنِ جَابِرِ
بْنِ سَامِ بْنِ نُوحٍ قَالَ وَهْبٌ : إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ صَالِحًا إِلَى
قَوْمِهِ حِينَ رَاهَقَ الْحُلُمَ ، وَكَانَ رَجُلاً أَحْمَرَ إِلَى الْبَيَاضِ
سَبِطَ الشَّعْرِ ، وَكَانَ يَمْشِي حَافِيًا كَمَا كَانَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا
السَّلاَمُ لاَ يَتَّخِذُ حِذَاءً ، وَلاَ يَدَّهِنُ وَلاَ يَتَّخِذُ بَيْتًا
وَلاَ مَسْكَنًا وَلاَ يَزَالُ مَعَ نَاقَةِ رَبِّهِ حَيْثُمَا تَوَجَّهَتْ
تَوَجَّهَ مَعَهَا وَحَيْثُمَا نَزَلَتْ نَزَلَ مَعَهَا ، وَكَانَ قَدْ صَامَ
أَرْبَعِينَ يَوْمًا قَبْلَ أَنْ تُعْقَرَ النَّاقَةُ ، وَكَانَتْ عَلَى يَدِهِ
الْيُمْنَى شَامَةٌ عَلاَمَةٌ ، فَلَبِثَ فِيهِمْ أَرْبَعِينَ عَامًا يَدْعُوهُمْ
إِلَى اللهِ مِنْ لَدُنْ كَانَ غُلاَمًا إِلَى أَنْ شَمِطَ وَهُمْ لاَ
يَزْدَادُونَ إِلاَّ طُغْيَانًا.
4068- حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبُوشَنْجِيُّ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ كَعْبٍ
الْحَلَبِيُّ ، حَدَّثَنَا حَرْمَلَةُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الرَّبِيعِ
بْنِ سَبْرَةَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ :
نَزَلْنَا الْحِجْرَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ كَانَ عَمِلَ مِنْ هَذَا الْمَاءِ طَعَامًا فَلْيُلْقِهِ
قَالَ : فَمِنْهُمْ مَنْ عَجَنَ الْعَجِينَ وَمِنْهُمْ مَنْ حَاسَ الْحَيْسَ
فَأَلْقُوهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ جُوَيْرِيَةَ بْنِ أَسْمَاءَ ، عَنْ نَافِعٍ ،
عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ النَّاسَ نَزَلُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِجْرَ ثَمُودَ بِغَيْرِ هَذِهِ الأَلْفَاظِ
4069- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا جَدِّي ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ
مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ خَارِجَةَ ، قَالَ : قُلْنَا لَهُ : حَدِّثْنَا حَدِيثَ ثَمُودَ
. فَقَالَ : أُحَدِّثُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، عَنْ
ثَمُودَ ، وَكَانَتْ ثَمُودُ قَوْمَ صَالِحٍ أَعْمَرَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا
، فَطَالَ أَعْمَارَهُمْ حَتَّى جَعَلَ أَحَدُهُمْ يَبْنِي الْمَسْكَنَ مِنَ
الْمَدَرِ فَيَنْهَدِمُ وَالرَّجُلُ مِنْهُمْ حَيٌّ ، فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ
اتَّخَذُوا مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَرِهِينَ فَنَحَتُوهَا وَجَابُوهَا
وَجَوَّفُوهَا ، وَكَانُوا فِي سَعَةٍ مِنْ مَعَائِشِهِمْ ، فَقَالُوا : يَا
صَالِحُ ادْعُ لَنَا رَبَّكَ لِيَخْرُجَ لَنَا آيَةً نَعْلَمُ أَنَّكَ رَسُولُ
اللهِ ، فَدَعَا صَالِحٌ رَبَّهُ فَأَخْرَجَ لَهُمُ النَّاقَةَ ، وَكَانَ
شِرْبُهَا يَوْمًا وَشِرْبُهُمْ يَوْمًا مَعْلُومًا ، فَإِذَا كَانَ يَوْمُ
شِرْبِهَا خَلُّوا عَنْهَا ، وَعَنِ الْمَاءِ وَحَلَبُوا عَنْهَا الْمَاءَ ،
فَمَلَئُوا كُلَّ إِنَاءٍ وَوِعَاءٍ وَسِقَاءٍ فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى صَالِحٍ
أَنَّ قَوْمَكَ سَيَعْقِرُونَ نَاقَتَكَ ، فَقَالَ لَهُمْ فَقَالُوا : مَا كُنَّا لَنَفْعَلَ
. قَالَ : إِنْ لَمْ تَعْقِرُوهَا أَنْتُمْ يُوشِكُ أَنْ يُولَدَ فِيكُمْ
مَوْلُودٌ يَعْقِرُهَا قَالَ : مَا عَلاَمَةُ ذَلِكَ الْمَوْلُودِ فَوَاللَّهِ لاَ
نَجِدُهُ إِلاَّ قَتَلْنَاهُ ، قَالَ
: فَإِنَّهُ غُلاَمٌ أَشْقَرُ أَزْرَقُ أَصْهَبَ ، قَالَ
: وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ شَيْخَانِ عَزِيزَانِ مَنِيعَانِ لأَحَدِهِمَا ابْنٌ
يَرْغَبُ عَنِ الْمَنَاكِحِ وَلِلآخَرِ ابْنَةٌ لاَ يَجِدُ لَهَا كُفُوًا فَجَمَعَ
بَيْنَهُمَا مَجْلِسٌ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : مَا مَنَعَكَ أَنْ
تُزَوِّجَ ابْنَكَ ؟ قَالَ : لاَ أَجِدُ لَهُ كُفُوًا ، قَالَ : فَإِنَّ
ابْنَتِي كُفْءٌ لَهُ وَأَنَا أُزَوِّجُ ابْنَكَ فَزَوَّجَهُ فَوُلِدَ بَيْنَهُمَا
ذَلِكَ الْمَوْلُودُ وَكَانَ فِي الْمَدِينَةِ ثَمَانِيَةُ رَهْطٍ يُفْسِدُونَ فِي
الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ ، قَالَ لَهُمْ صَالِحٌ : إِنَّمَا يَعْقِرُهَا
مَوْلُودٌ فِيكُمْ فَاخْتَارُوا ثَمَانِيَةَ نِسْوَةٍ قَوَابِلَ مِنَ الْقَرْيَةِ
وَجَعَلُوا مَعَهُمْ شَرْطًا فَكَانُوا يَطُوفُونَ فِي الْقَرْيَةِ ، فَإِذَا
وَجَدُوا امْرَأَةً تُمْخَضُ نَظَرُوا مَا وَلَدُهَا ، فَإِنْ كَانَ غُلاَمًا فَلَبِثُوا
يَنْظُرُونَ مَا هُوَ ، وَإِنْ كَانَتْ جَارِيَةً اعْرَضُوا عَنْهَا ، فَلَمَّا
وَجَدُوا ذَلِكَ الْمَوْلُودَ صَرَخْنَ النِّسْوَةُ ، قُلْنَ هَذَا الَّذِي
يُرِيدُ رَسُولُ اللهِ صَالِحٌ ، فَأَرَادَ الشُّرَطُ أَنْ يَأْخُذُوهُ فَحَالَ
جَدَّاهُ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَهُ ، وَقَالُوا : إِنْ كَانَ صَالِحٌ أَرَادَ هَذَا
قَتَلْنَاهُ وَكَانَ شَرَّ مَوْلُودٍ وَكَانَ يَشُبُّ فِي الْيَوْمِ شَبَابَ
غَيْرِهِ فِي الْجُمُعَةِ ، وَيَشِبُّ فِي الْجُمُعَةِ شَبَابَ غَيْرِهِ فِي
الشَّهْرِ ، وَيَشِبُّ فِي الشَّهْرِ شَبَابَ غَيْرِهِ فِي السَّنَةِ فَاجْتَمَعَ
الثَّمَانِيَةُ الَّذِينَ يُفْسِدُونَ فِي الأَرْضِ وَلاَ يُصْلِحُونَ
وَالشَّيْخَانِ ، فَقَالُوا : نَسْتَعْمِلُ عَلَيْنَا هَذَا الْغُلاَمَ
لِمَنْزِلَتِهِ وَشَرَفِ جَدَّيْهِ فَكَانُوا تِسْعَةً وَكَانَ صَالِحٌ لاَ
يَنَامُ مَعَهُمْ فِي الْقَرْيَةِ بَلْ كَانَ فِي الْبَرِيَّةِ فِي مَسْجِدٍ ، يُقَالَ
لَهُ : مَسْجِدُ صَالِحٍ فِيهِ يَبِيتُ بِاللَّيْلِ ، فَإِذَا أَصْبَحَ أَتَاهُمْ
فَوَعَظَهُمْ وَذَكَّرَهُمْ ، وَإِذَا أَمْسَى خَرَجَ فِيهِ يَبِيتُ بِاللَّيْلِ
فَبَاتَ فِيهِ.
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: وَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَمْكُرُوا بِصَالِحٍ مَشَوْا حَتَّى أَتَوْا عَلَى
شِرْبٍ عَلَى طَرِيقِ صَالِحٍ ، فَاخْتَبَأَ فِيهِ ثَمَانِيَةٌ : وَقَالُوا إِذَا
خَرَجَ عَلَيْنَا قَتَلْنَاهُ وَأَتَيْنَا أَهْلَهُ فَبَيَّتْنَاهُمْ فَأَمَرَ
اللَّهُ الأَرْضَ فَاسْتَوَتْ عَلَيْهِمْ فَاجْتَمَعُوا وَمَشَوْا إِلَى
النَّاقَةِ وَهِيَ عَلَى حَوْضِهَا قَائِمَةٌ فَقَالَ الشَّقِيُّ لأَحَدِهِمْ : ائْتِهَا
فَاعْقِرْهَا فَأَتَاهَا فَتَعَاظَمَهُ ذَلِكَ فَأَضْرَبَ عَنْ ذَلِكَ ، فَبَعَثَ
آخَرَ فَأَعْظَمَ ذَلِكَ فَجَعَلَ لاَ يَبْعَثُ رَجُلاً إِلاَّ يُعَاظِمُهُ ذَلِكَ
مِنْ أَمْرِهَا حَتَّى مَشَى إِلَيْهَا وَتَطَاوَلَ فَضَرَبَ عُرْقُوبَهَا ،
فَوَقَعَتْ تَرْكُضُ فَأَتَى رَجُلٌ مِنْهُمْ صَالِحًا فَقَالَ : أَدْرِكِ النَّاقَةَ
فَقَدْ عُقِرَتْ فَأَقْبَلَ وَخَرَجُوا يَتَلَقَّوْنَهُ ، يَا نَبِيَّ اللهِ :
إِنَّمَا عَقَرَهَا فُلاَنٌ لاَ ذَنْبَ لَنَا قَالَ : انْظُرُوا هَلْ تُدْرِكُونَ فَصِيلَهَا
، فَإِنْ أَدْرَكْتُمُوهُ فَعَسَى اللَّهُ أَنْ يَرْفَعَ عَنْكُمُ الْعَذَابَ
فَخَرَجُوا يَطْلُبُونَهُ وَلَمَّا رَأَى الْفَصِيلُ أُمَّهُ تَضْطَرِبُ أَتَى
جَبَلاً يُقَالَ لَهُ الْغَارَةُ قَصِيرًا ، فَصَعِدَ وَذَهَبُوا يَأْخُذُوهُ ،
فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى الْجَبَلِ فَطَارَ فِي السَّمَاءِ حَتَّى مَا يَنَالُهُ
الطَّيْرُ ، قَالَ : وَدَخَلَ صَالِحٌ الْقَرْيَةَ ، فَلَمَّا رَآهُ الْفَصِيلُ
بَكَى حَتَّى سَالَتْ دُمُوعُهُ ، ثُمَّ اسْتَقْبَلَ صَالِحًا فَرَغَا رَغْوَةً ،
ثُمَّ رَغَا أُخْرَى ، ثُمَّ رَغَا أُخْرَى ، فَقَالَ صَالِحٌ لِكُلِّ رَغْوَةٍ
أَجَلُ يَوْمٍ تَمَتَّعُوا فِي دَارِكُمْ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ، ذَلِكَ وَعْدٌ غَيْرُ
مَكْذُوبٍ إِلاَّ أَنَّ آيَةَ الْعَذَابِ أَنَّ الْيَوْمَ الأَوَّلَ تُصْبِحُ
وُجُوهُهُمْ مُصْفَرَّةٌ ، وَالْيَوْمَ الثَّانِي مُحْمَرَّةٌ ، وَالْيَوْمَ
الثَّالِثَ مُسْوَدَّةً ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا إِذَا وُجُوهُهُمْ كَأَنَّمَا طُلِيَتْ
بِالْخَلُوقِ صَغِيرَهُمْ وَكَبِيرَهُمْ ذَكَرَهُمْ وَإِنَاثَهُمْ ، فَلَمَّا
أَمْسَوْا صَاحُوا بِأَجْمَعِهِمْ أَلاَ قَدْ مَضَى يَوْمٌ مِنَ الأَجَلِ
وَحَضَرَكُمُ الْعَذَابُ ، فَلَمَّا أَصْبَحُوا يَوْمَ الثَّانِي إِذَا
وُجُوهُهُمْ مُحْمَرَّةٌ كَأَنَّمَا خُضِبَتْ بِالدِّمَاءِ فَصَاحُوا وَضَجُّوا
وَبَكَوْا وَعَرَفُوا أَنَّهُ الْعَذَابُ ، فَلَمَّا أَمْسَوْا صَاحُوا
بِأَجْمَعِهِمْ أَلاَ قَدْ مَضَى يَوْمَانِ مِنَ الأَجَلِ وَحَضَرَكُمُ الْعَذَابُ
فَلَمَّا أَصْبَحُوا الْيَوْمَ الثَّالِثَ ، إِذَا وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ
كَأَنَّمَا طُلِيَتْ بِالْقَارِ فَصَاحُوا جَمِيعًا أَلاَ قَدْ حَضَرَكُمُ
الْعَذَابُ فَتَكَفَّنُوا وَتَحَنَّطُوا وَكَانَ حَنُوطَهُمُ الصَّبْرُ وَالْمُرُّ
، وَكَانَتْ أَكْفَانُهُمُ الأَنْطَاعَ ، ثُمَّ أَلْقَوْا أَنْفُسَهُمْ بِالأَرْضِ
فَجَعَلُوا يُقَلِّبُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ مَرَّةً وَإِلَى الأَرْضِ
مَرَّةً لاَ يَدْرُونَ مِنْ حَيْثُ يَأْتِيهُمُ الْعَذَابُ مِنْ فَوْقِهِمْ مِنَ
السَّمَاءِ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنَ الأَرْضِ خُشَّعًا وَفُرُقًا ،
فَلَمَّا أَصْبَحُوا الْيَوْمَ الرَّابِعَ أَتَتْهُمْ صَيْحَةٌ مِنَ السَّمَاءِ
فِيهَا صَوْتُ كُلِّ صَاعِقَةٍ وَصَوْتُ كُلِّ شَيْءٍ لَهُ صَوْتٌ فِي الأَرْضِ
فَتَقَطَّعَتْ قُلُوبُهُمْ فِي صُدُورِهِمْ ، فَأَصْبَحُوا فِي دِيَارِهِمْ
جَاثِمِينَ.
هَذَا حَدِيثٌ جَامِعٌ لِذِكْرِ هَلاَكِ آلِ ثَمُودَ
تَفَرَّدَ بِهِ شَهْرُ بْنُ حَوْشَبٍ وَلَيْسَ لَهُ إِسْنَادٌ غَيْرَهَا وَلَمْ
يَسْتَغْنِ عَنْ إِخْرَاجِهِ وَلَهُ شَاهِدٌ عَلَى سَبِيلِ الِاخْتِصَارِ
بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ دَلَّ عَلَى صِحَّةِ الْحَدِيثِ الطَّوِيلِ عَلَى شَرْطِ
مُسْلِمٍ.
4070- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الزَّعْفَرَانِيُّ بِالرِّيِّ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
الْفَرَجِ الأَزْرَقُ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، قَالَ : وَقَالَ
ابْنُ جُرَيْجٍ : حَدَّثَنَا أَبُو الزُّبَيْرِ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ
عَبْدِ اللهِ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا
أَتَى عَلَى الْحِجْرِ حَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : أَمَّا
بَعْدُ فَلاَ تَسْأَلُوا رَسُولَكُمُ الآيَاتِ هَذَا قَوْمُ صَالِحٍ سَأَلُوا
رَسُولَهُمُ الآيَةَ فَبَعَثَ اللَّهُ لَهُمْ نَاقَةً فَكَانَتْ تَرِدُ مِنْ هَذَا
الْفَجِّ وَتَصْدُرُ مِنْ هَذَا الْفَجِّ فَتَشْرَبُ مَاءَهُمْ يَوْمَ وِرْدِهَا.
ذِكْرُ شُعَيْبٍ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ
4071- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
النَّيْسَابُورِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ
بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : وَشُعَيْبُ بْنُ
مِيكَائِيلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَهُ اللَّهُ
نَبِيًّا فَكَانَ مِنْ خَبَرِهِ وَخَبَرِ قَوْمِهِ مَا ذَكَرَ اللَّهُ فِي الْقُرْآنِ
وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَهُ قَالَ :
ذَاكَ خَطِيبُ الأَنْبِيَاءِ لِمُرَاجَعَتِهِ قَوْمَهُ
4072- حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، وَسَالِمِ الأَفْطَسِ ، عَنْ سَعِيدِ
بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {وَإِنَّا لَنَرَاكَ
فِينَا ضَعِيفًا} قَالَ : كَانَ شُعَيْبٌ أَعْمَى.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
4073- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الإِسْفَرَايِينِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ
مُنَبِّهٍ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ بَعَثَ شُعَيْبًا إِلَى أَهْلِ مَدْيَنَ وَهُمْ
أَصْحَابُ الأَيْكَةِ فَكَانَتِ الأَيْكَةُ مِنَ الشَّجَرِ الْمُلْتَفِّ ،
وَكَانُوا أَهْلَ كُفْرٍ بِاللَّهِ وَبَخْسٍ لِلنَّاسِ فِي الْمَكَايِيلِ وَالْمَوَازِينَ
، وَإِفْسَادٍ لأَمْوَالِهِمْ ، وَكَانَ اللَّهُ تَعَالَى وَسَّعَ عَلَيْهِمْ فِي
الرِّزْقِ وَبَسَطَ لَهُمْ فِي الْعَيْشِ اسْتِدْرَاجًا مِنْهُ لَهُمْ مَعَ
كُفْرِهِمْ بِهِ فَقَالَ لَهُمْ شُعَيْبٌ : يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا
لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ وَلاَ تَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِنِّي
أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ ، وَإِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ عَذَابَ يَوْمٍ مُحِيطٌ فَكَانَ
مِنْ قَوْلِ شُعَيْبٍ لِقَوْمِهِ وَجَوَابِ قَوْمِهِ لَهُ مَا قَدْ ذَكَرَ اللَّهُ
فِي كِتَابِهِ.
4074- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ زَيْدٍ أَخُو حَمَّادِ بْنِ زَيْدٍ ، حَدَّثَنَا حَاتِمُ بْنُ أَبِي
صَغِيرَةَ ، حَدَّثَنِي بَرِيرٌ الْبَاهِلِيُّ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَبْدَ اللهِ
بْنَ عَبَّاسِ ، عَنْ هَلاَكٍ قَوْمِ شُعَيْبٍ وَقَوْلِ اللهِ لَهُمْ فَأَخَذَهُمْ
عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ، قَالَ عَبْدُ اللهِ
بْنُ عَبَّاسٍ : بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ حَرًّا شَدِيدًا فَأَخَذَ بِأَنْفَاسِهِمْ
فَدَخَلُوا أَجْوَافَ الْبُيُوتِ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ أَجْوَافَ الْبُيُوتِ
فَأَخَذَ بِأَنْفَاسِهِمْ ، فَخَرَجُوا مِنَ الْبُيُوتِ هِرَابًا إِلَى
الْبَرِيَّةِ ، فَبَعَثَ اللَّهُ سَحَابَةً فَأَظَلَّتْهُمْ مِنَ الشَّمْسِ
فَوَجَدُوا لَهَا بَرْدًا وَلَذَّةً فَنَادَى بَعْضُهُمْ بَعْضًا حَتَّى إِذَا
اجْتَمَعُوا تَحْتَهَا أَرْسَلَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ نَارًا قَالَ عَبْدُ اللهِ
بْنُ عَبَّاسٍ : فَذَاكَ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ
عَظِيمٍ.
4075- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنِي جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ قَتَادَةَ ،
يَقُولُ : بَعَثَ اللَّهُ شُعَيْبًا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى
أُمَّتَيْنِ إِلَى قَوْمِهِ أَهْلِ مَدْيَنَ وَإِلَى أَصْحَابِ الأَيْكَةِ
فَكَانَتِ الأَيْكَةُ مِنْ شَجَرٍ مُلْتَفٍّ ، فَلَمَّا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ
يُعَذِّبَهُمْ بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ حَرًّا شَدِيدًا ، وَرَفَعَ لَهُمُ
الْعَذَابَ كَأَنَّهُ سَحَابَةٌ ، فَلَمَّا دَنَتْ مِنْهُمْ خَرَجُوا إِلَيْهَا
رَجَاءَ بَرْدِهَا ، فَلَمَّا كَانُوا تَحْتَهَا مَطَرَتْ عَلَيْهِمْ ، وَقَالَ :
فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ {فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ}.
4076- أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ
الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ
أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا وَرْقَاءُ ، عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ
مُجَاهِدٍ ، فِي قَوْلِهِ : {عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ} قَالَ : ظِلاَلُ الْعَذَابِ.
4077- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ الْفَرَّاءُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ ، فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : {أَصَلاَتُكَ تَأْمُرُكَ أَنْ
نَتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَنْ نَفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءَ} قَالَ : كَانَ
مِمَّا يَنْهَاهُمْ عَنْ حَذْفِ الدَّرَاهِمِ أَوْ قَالَ قَطْعِ الدَّرَاهِمِ ،
فَأَخَذَهُمْ عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ إِنَّهُ كَانَ عَذَابَ يَوْمٍ عَظِيمٍ ،
قَالَ : بَعَثَ اللَّهُ إِلَيْهِمْ ظُلَّةً مِنْ سَحَابٍ وَبَعَثَ اللَّهُ إِلَى
الشَّمْسِ ، فَأُحْرِقَتْ عَلَى الأَرْضِ فَخَرَجُوا كُلُّهُمْ إِلَى تِلْكَ
الظُّلَّةِ حَتَّى إِذَا اجْتَمَعُوا كُلُّهُمْ كَشَفَ اللَّهُ عَنْهُمُ
الظُّلَّةَ وَأَحْمَى عَلَيْهِمُ الشَّمْسَ فَاحْتَرَقُوا كَمَا يَحْتَرِقُ
الْجَرَادُ فِي الْمَقْلَى.
4078- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ السُّنِّيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ ، أَنْبَأَ عَبْدَانُ
، أَنْبَأَ أَبُو حَمْزَةَ ، عَنْ جَابِرٍ ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ،
قَالَ : مَنْ حَدَّثَكَ مِنَ الْعُلَمَاءِ مَا عَذَابُ يَوْمِ الظُّلَّةِ
فَكَذِّبْهُ.
ذِكْرُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
الْخَلِيلِ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِمْ
4079- أَخْبَرَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ
بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ
الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ
عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : يَعْقُوبُ
بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ هُوَ إِسْرَائِيلُ عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ.
4080- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ
، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ ،
حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ مُرَّةَ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : وَأَمَّا الأَسْبَاطُ فَهُمْ بَنُو يَعْقُوبَ : يُوسُفُ وَبِنْيَامِينَ
وَرُوبِيلُ وَيَهُوذَا وَشَمْعُونُ وَلاَوِي وَدَانُ وَفَهَاتُ ، فَكَانُوا
اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً نَشَرَ اللَّهُ مِنْهُمُ اثْنَيْ عَشَرَ سِبْطًا لاَ
يَعْلَمُ أَنْسَابَهُمْ إِلاَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى
{وَقَطَّعْنَاهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْبَاطًا أُمَمًا}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4081- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْغَسِيلِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ
بْنُ عَمْرِو بْنِ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ
، عَنِ السُّدِّيِّ ، قَالَ : تَزَوَّجَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ
امْرَأَةً فَحَمَلَتْ بِغُلاَمَيْنِ فِي بَطْنٍ ، فَلَمَّا أَرَادَتْ أَنْ تَضَعَ
اقْتَتَلَ الْغُلاَمَانِ فِي بَطْنِهَا ، فَأَرَادَ يَعْقُوبُ أَنْ يَخْرُجَ
قَبْلَ عِيصَا ، فَقَالَ عِيصَا
: وَاللَّهِ إِنْ خَرَجْتَ قَبْلِي لاََعْتَرِضَنَّ فِي
بَطْنِ أُمِّي فَلاََقْتُلَنَّهَا ، فَتَأَخَّرَ يَعْقُوبُ وَخَرَجَ عِيصَا
قَبْلَهُ وَأَخَذَ يَعْقُوبُ بِعَقِبِ عِيصَا فَخَرَجَ ، فَسُمِّيَ عِيصَا
لأَنَّهُ عَصَا وَسُمِّيَ يَعْقُوبُ لأَنَّهُ خَرَجَ آخِذًا بِعَقِبِ عِيصَا
وَكَانَ أَكْبَرَهُمَا فِي الْبَطْنِ وَلَكِنَّهُ عَصَى وَخَرَجَ قَبْلَهُ فَكَبَّرَ
الْغُلاَمَانِ وَكَانَ عِيصَا أَحَبَّهُمَا إِلَى أَبِيهِ وَكَانَ يَعْقُوبُ
أَحَبَّهُمَا إِلَى أُمِّهِ ، وَكَانَ عِيصَا صَاحِبَ صَيْدٍ ، فَلَمَّا كَبِرَ
إِسْحَاقَ عَمِيَ وَذَكَرَ حَدِيثًا طَوِيلاً.
ذِكْرُ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ صَلَوَاتُ اللهِ
عَلَيْهِمَا
4082- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ وَحَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ
حَرْبٍ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا عَفَّانُ
بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَنْبَأَ ثَابِتٌ ، عَنْ
أَنَسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : أُعْطِيَ
يُوسُفُ وَأُمُّهُ شَطْرَ الْحُسْنِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4083- حَدَّثَنَا مُكْرَمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي
بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُلاَعِبِ بْنِ حَيَّانَ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ عَلْقَمَةَ ، عَنْ
أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الْكَرِيمَ ابْنَ الْكَرِيمِ ابْنِ الْكَرِيمِ
ابْنِ الْكَرِيمِ يُوسُفُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ نَبِيُّ
اللهِ ابْنُ نَبِيِّ اللهِ ابْنِ نَبِيِّ اللهِ ابْنِ خَلِيلِ اللَّهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4084- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ
مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، قَالَ : جَاءَ
أَسْمَاءُ بْنُ خَارِجَةَ بَابَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ فَقَالَ : أَنَا
ابْنُ الأَشْيَاخِ الْكِرَامِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ : ذَاكَ يُوسُفُ
بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4085- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ
بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ أَنَّ يُوسُفَ
عَلَيْهِ السَّلاَمُ أُلْقِيَ فِي الْجُبِّ وَهُوَ ابْنُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ
سَنَةً وَلَقِيَ أَبَاهُ بَعْدَ الثَّمَانِينَ.
4086- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا
سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ رَبِيعَةَ الْحَرَشِيِّ ،
قَالَ : قُسِمَ الْحُسْنُ فَجُعِلَ لِيُوسُفَ وَسَارَةَ النِّصْفُ وَلِسَائِرِ
النَّاسِ النِّصْفُ.
4087- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِمْرَانَ النَّسَوِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
زُهَيْرٍ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ غَانِمٍ ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ
الْفَضْلِ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ ،
عَنْ أَبِي هَارُونَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ وَهُوَ يَصِفُ يُوسُفَ حِينَ
رَآهُ فِي السَّمَاءِ الثَّالِثَةِ ، قَالَ : رَأَيْتُ رَجُلاً صُورَتُهُ
كَصُورَةِ الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ مَنْ هَذَا ؟ قَالَ :
هَذَا أَخُوكَ يُوسُفُ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : وَكَانَ اللَّهُ قَدْ أَعْطَى
يُوسُفَ مِنَ الْحُسْنِ وَالْهَيْبَةِ مَا لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا مِنَ
الْعَالَمِينَ قَبْلَهُ ، وَلاَ بَعْدَهُ حَتَّى كَانَ يُقَالَ : وَاللَّهُ
أَعْلَمُ إِنَّهُ أُعْطِيَ نِصْفَ الْحُسْنِ وَقُسِمَ النِّصْفُ الآخَرُ بَيْنَ
النَّاسِ
4088- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ
بِبُخَارَى ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِمْرَانَ الأَحْمَسِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
فُضَيْلٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ
أَبِي مُوسَى ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَزَلَ
بِأَعْرَابِيٍّ فَأَكْرَمَهُ ، فَقَالَ لَهُ : يَا أَعْرَابِيُّ سَلْ حَاجَتَكَ
قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، نَاقَةً بِرَحْلِهَا وَأَعْنُزَ يَحْلُبُهَا أَهْلِي
. قَالَهَا مَرَّتَيْنِ ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : أَعَجَزْتَ أَنْ تَكُونَ مِثْلَ عَجُوزِ بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟ فَقَالَ
أَصْحَابُهُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَمَا عَجُوزُ بَنِي إِسْرَائِيلَ ؟ قَالَ :
إِنَّ مُوسَى أَرَادَ أَنْ يَسِيرَ بِبَنِي إِسْرَائِيلَ فَأُضِلَّ عَنِ
الطَّرِيقِ ، فَقَالَ لَهُ عُلَمَاءُ بَنِي إِسْرَائِيلَ : نَحْنُ نُحَدِّثُكَ
أَنَّ يُوسُفَ أَخَذَ عَلَيْنَا مَوَاثِيقَ اللهِ أَنْ لاَ نَخْرُجَ مِنْ مِصْرَ حَتَّى
نَنْقُلَ عِظَامَهُ مَعَنَا ، قَالَ : وَأَيُّكُمْ يَدْرِي أَيْنَ قَبْرُ يُوسُفَ
؟ قَالُوا : مَا تَدْرِي أَيْنَ قَبْرُ يُوسُفَ إِلاَّ عَجُوزُ بَنِي إِسْرَائِيلَ
، فَأَرْسَلَ إِلَيْهَا فَقَالَ دُلِّينِي عَلَى قَبْرِ يُوسُفَ فَقَالَتْ : لاَ
وَاللَّهِ لاَ أَفْعَلُ حَتَّى أَكُونَ مَعَكَ فِي الْجَنَّةِ ، قَالَ : وَكَرِهَ
رَسُولُ اللهِ مَا قَالَتْ فَقِيلَ لَهُ : أَعْطِهَا حُكْمَهَا فَأَعْطَاهَا
حُكْمَهَا فَأَتَتْ بُحَيْرَةً ، فَقَالَتْ : أَنْضِبُوا هَذَا الْمَاءَ .
فَلَمَّا نَضَبُوهُ قَالَتِ : احْفِرُوا هَهُنَا فَلَمَّا حَفَرُوا إِذَا عِظَامُ يُوسُفَ
، فَلَمَّا أَقَلُّوهَا مِنَ الأَرْضِ فَإِذَا الطَّرِيقُ مِثْلُ ضَوْءِ
النَّهَارِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4089- أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الأَحْمَسِيُّ بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ
بْنِ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ
، قَالَ : كَانَ عِلْمُ اللهِ وَحِكْمَتُهُ فِي وَرَثَةِ إِبْرَاهِيمَ فَعِنْدَ
ذَلِكَ آتَى اللَّهُ يُوسُفَ بْنَ يَعْقُوبَ مُلْكَ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ
فَمَلَكَ اثْنَيْنِ وَسَبْعِينَ سَنَةً ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ فِيمَا أَنْزَلَ مِنْ
كِتَابِهِ {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ
الأَحَادِيثِ} الآيَةُ.
4090- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ ، حَدَّثَنَا الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ
، قَالَ : كَانَ بَيْنَ فِرَاقِ يُوسُفَ حِجْرَ يَعْقُوبَ إِلَى أَنِ الْتَقَيَا
ثَمَانُونَ سَنَةً.
4091- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
دِينَارٍ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو
نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : إِنَّمَا اشْتُرِيَ يُوسُفُ بِعِشْرِينَ دِرْهَمًا ،
وَكَانَ أَهْلُهُ حِينَ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ وَهُمْ بِمِصْرَ ثَلاَثَمِائَةٍ
وَتِسْعِينَ إِنْسَانًا رِجَالُهُمْ أَنْبِيَاءُ وَنِسَاؤُهُمْ صِدِّيقَاتٌ
وَاللَّهِ مَا خَرَجُوا مَعَ مُوسَى حَتَّى بَلَغُوا سِتَّمِائَةَ أَلْفٍ
وَسَبْعِينَ أَلْفًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4092- أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ الأَحْمَسِيُّ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرٍ
السَّمُرِيُّ ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ مُعَاذٍ ، حَدَّثَنِي مُدْرِكُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ ،
عَنْ سَمُرَةَ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : ثُمَّ وُلِدَ لِيَعْقُوبَ ، يُوسُفُ
الصِّدِّيقُ الَّذِي اصْطَفَاهُ اللَّهُ وَاخْتَارَهُ وَأَكْرَمَهُ وَقَسَمَ لَهُ
مِنَ الْجَمَالِ الثُّلُثَيْنِ وَقَسَمَ بَيْنَ عِبَادِهِ الثُّلُثَ ، وَكَانَ يُشْبِهُ
آدَمَ يَوْمَ خَلْقَهُ اللَّهُ وَصَوَّرَهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ قَبْلَ
أَنْ يُصِيبَ الْمَعْصِيَةَ ، فَلَمَّا عَصَى آدَمُ نُزِعَ مِنْهُ النُّورُ
وَالْبَهَاءُ ، وَالْحُسْنُ وَكَانَ اللَّهُ أَعْطَى آدَمَ الْحُسْنَ وَالْجَمَالَ
وَالنُّورَ وَالْبَهَاءَ يَوْمَ خَلْقَهُ ، فَلَمَّا فَعَلَ مَا فَعَلَ وَأَصَابَ
الذَّنْبَ نُزِعَ ذَلِكَ مِنْهُ ، ثُمَّ وَهَبَ اللَّهُ لِآدَمَ الثُّلُثَ مِنَ
الْجَمَالِ مَعَ التَّوْبَةِ الَّذِي تَابَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ
أَعْطَى يُوسُفَ الْحُسْنَ وَالْجَمَالَ وَالنُّورَ وَالْبَهَاءَ الَّذِي نَزَعَهُ
مِنْ آدَمَ حِينَ أَصَابَ الذَّنْبَ ، وَذَلِكَ أَنَّ اللَّهَ أَحَبَّ أَنْ يُرِيَ
الْعِبَادَ أَنَّهُ قَادِرٌ عَلَى مَا يَشَاءَ وَأَعْطَى يُوسُفَ مِنَ الْحُسْنِ
وَالْجَمَالِ مَا لَمْ يُعْطِهِ أَحَدًا مِنَ النَّاسِ ، ثُمَّ أَعْطَاهُ اللَّهُ
الْعِلْمَ بِتَأْوِيلِ الرُّؤْيَا ، وَكَانَ يُخْبِرُ بِالأَمْرِ الَّذِي رَآهُ
فِي مَنَامِهِ أَنَّهُ سَيَكُونُ وَقَبْلَ أَنْ يَكُونَ عَلَّمَهُ اللَّهُ كَمَا
عَلَّمَ آدَمَ الأَسْمَاءَ كُلَّهَا ، وَكَانَ إِذَا تَبَسَّمَ رَأَيْتَ النُّورَ
فِي ضَوَاحِكِهِ ، وَكَانَ إِذَا تَكَلَّمَ رَأَيْتَ شُعَاعَ النُّورِ فِي
كَلاَمِهِ وَيَلْتَهِبُ الْتِهَابًا بَيْنَ ثَنَايَاهُ.
قَدِ اخْتَصَرْتُ مِنْ أَخْبَارِ يُوسُفَ عَلَيْهِ
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ مَا صَحَّ إِلَيْهِ الطَّرِيقُ وَلَوْ أَخَذْتُ فِي
عَجَائِبِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ وَأَبِي عَبْدِ اللهِ الْوَاقِدِيِّ لَطَالَتِ
التَّرْجَمَةُ بِهَا.
ذِكْرُ النَّبِيِّ الْكَلِيمِ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ
وَأَخِيهِ هَارُونَ بْنِ عِمْرَانَ
4093- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ الرَّئِيسُ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ
بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : وُلِدَ مُوسَى
بْنُ مِيشَا بْنِ يُوسُفَ بْنِ يَعْقُوبَ ، فَتَنَبَّأَ فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ
قَبْلَ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ ، فِيمَا يَزْعُمُونَ وَيَزْعُمُ أَهْلُ
التَّيَقُّنِ بِهَا أَنَّهُ هُوَ الَّذِي طَلَبَ الْعَالِمَ لِيَتَعَلَّمَ مِنْهُ
حَتَّى أَدْرَكَ الْعَالِمَ الَّذِي خَرَقَ السَّفِينَةَ ، وَقَتَلَ الْغُلاَمَ ،
وَبَنَى الْجِدَارَ وَمُوسَى بْنُ مِيشَا مَعَهُ ، ثُمَّ انْصَرَفَ عَنْهُ حَتَّى
بَلَغَ مَا بَلَغَ.
قَالَ الْحَاكِمُ : هَكَذَا يَذْكُرُ مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ وَيَسْتَدِلُّ بِالْحَدِيثِ الثَّابِتِ الصَّحِيحِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
دِينَارٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : قُلْتُ لِابْنِ عَبَّاسٍ إِنَّ
نَوْفًا الْبِكَالِيَّ يَزْعُمُ أَنَّ مُوسَىَ صَاحِبَ الْخَضِرِ لَيْسَ مُوسَى بْنَ
عِمْرَانَ صَاحِبَ بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنَّمَا هُوَ مُوسَى آخَرُ ، فَقَالَ ابْنُ
عَبَّاسٍ : كَذَبَ عَدُوُّ اللَّهِ.
4094- حَدَّثَنَا أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : قَامَ مُوسَى بْنُ
عِمْرَانَ خَطِيبًا فِي بَنِي إِسْرَائِيلَ الْحَدِيثُ بِطُولِهِ .
هَذَا حَدِيثٌ مُخَرَّجٌ فِي الصَّحِيحَيْنِ وَإِنَّمَا
حَمَلَنِي عَلَى ذِكْرِهِ لأَنِّي تَرَكْتُ ذِكْرَهُ مِنَ الْوَسَطِ.
فَأَمَّا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ الْكَلِيمُ
4095- فَحَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ حَمْدَانَ الْجَلاَّبُ بِهَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ
بْنُ إِدْرِيسَ الْحَنْظَلِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ دَاهِرِ بْنِ يَحْيَى
الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَبَايَةَ الأَسَدِيِّ ،
قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، يَقُولُ
: إِنَّ اللَّهَ يَقُولُ فِي كِتَابِهِ لِمُوسَى بْنِ عِمْرَانَ {إِنِّي
اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي ، فَخُذْ مَا آتَيْتُكَ
وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} قَالَ : {وَكَتَبْنَا لَهُ فِي الأَلْوَاحِ مِنْ كُلِّ
شَيْءٍ مَوْعِظَةً وَتَفْصِيلاً لِكُلِّ شَيْءٍ} قَالَ : فَكَانَ مُوسَى يَرَى
أَنَّ جَمِيعَ الأَشْيَاءِ قَدْ أُثْبِتَتْ لَهُ كَمَا تَرَوْنَ أَنْتُمْ أَنَّ
عُلَمَاءَكُمْ قَدْ أَثْبَتُوا لَكُمْ كُلَّ شَيْءٍ كَمَا يُثْبِتُوهُ ، فَلَمَّا
انْتَهَى مُوسَى إِلَى سَاحِلِ الْبَحْرِ لَقِيَ الْعَالِمَ فَاسْتَنْطَقَهُ
فَأَقَرَّ لَهُ بِفَضْلِ عَلْمِهِ وَلَمْ يَحْسُدْهُ ، قَالَ لَهُ مُوسَى وَرَغِبَ
إِلَيْهِ : هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِيَ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا ،
فَعَلِمَ الْعَالِمُ أَنَّ مُوسَىَ لاَ يُطِيقُ صُحْبَتَهُ ، وَلاَ يَصْبِرُ عَلَى
عِلْمِهِ فَقَالَ لَهُ الْعَالِمُ : إِنَّكَ لاَ تَسْتَطِيعُ مَعِيَ صَبْرًا وَكَيْفَ
تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تَحِطْ بِهِ خُبْرًا . فَقَالَ لَهُ مُوسَى وَهُوَ
يَعْتَذِرُ : سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِرًا وَلاَ أَعْصِي لَكَ أَمْرًا
، فَعَلِمَ أَنَّ مُوسَىَ لاَ يُطِيقُ صُحْبَتَهُ وَلاَ يَصْبِرُ عَلَى عِلْمِهِ
فَقَالَ لَهُ فَإِنِ اتَّبَعْتَنِي فَلاَ تَسْأَلْنِي عَنْ شَيْءٍ حَتَّى أُحْدِثَ
لَكَ مِنْهُ ذِكْرًا فَرَكِبَا فِي السَّفِينَةِ فَخَرَقَهَا الْعَالِمُ وَكَانَ
خَرَقَهَا لِلَّهِ رِضًا وَلِمُوسَى سُخْطًا وَلَقِيَ الْغُلاَمَ فَقَتَلَهُ
لِلَّهِ رِضًا ثُمَّ ذَكَرَ بَعْضَ الْقِصَّةِ وَالْكَلاَمِ وَلَمْ يُجَاوِزِ
ابْنُ عَبَّاسٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4096- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا حَمْزَةُ
الزَّيَّاتُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : رَحْمَةُ اللَّهُ عَلَيْنَا وَعَلَى
مُوسَى فَبَدَأَ بِنَفْسِهِ لَوْ كَانَ صَبَرَ لَقُصَّ عَلَيْنَا مِنْ خَبَرِهِ
وَلَكِنْ قَالَ : إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْءٍ بَعْدَهَا فَلاَ تُصَاحِبْنِي قَدْ
بَلَغْتَ مِنْ لَدُنِّي عُذْرًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4097- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الإِسْفَرَايِينِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ بْنِ سِنَانٍ الْيَمَانِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : ذِكْرُ مَوْلِدِ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ بْنِ
قَاهَتَ بْنِ لاَوِي بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ وَحَدِيثِ
عَدُوِّ اللهِ فِرْعَوْنَ حِينَ كَانَ يَسْتَعْبِدُ بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي
أَعْمَالِهِ بِمِصْرَ وَأَمْرِ مُوسَى وَالْخَضِرِ ، قَالَ وَهْبٌ : وَلَمَّا
حَمَلَتْ أُمُّ مُوسَى بِمُوسَى كَتَمَتْ أَمْرَهَا جَمِيعَ النَّاسِ ، فَلَمْ
يَطَّلِعْ عَلَى حَمْلِهَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِ اللهِ وَذَلِكَ شَيْءٌ أَسَرَهَا
اللَّهُ بِهِ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَمُنَّ بِهِ عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ ،
فَلَمَّا كَانَتِ السَّنَةُ الَّتِي يُولَدُ فِيهَا مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ بَعَثَ
فِرْعَوْنُ الْقَوَابِلَ ، وَتَقَدَّمَ إِلَيْهِنَّ وَفَتَّشَ النِّسَاءَ تَفْتِيشًا
لَمْ يُفَتِّشْهُنَّ قَبْلَ ذَلِكَ وَحَمَلَتْ أُمُّ مُوسَى بِمُوسَى فَلَمْ
يَنْتُ بَطْنُهَا ، وَلَمْ يَتَغَيَّرْ لَوْنُهَا ، وَلَمْ يَفْسَدْ لَبَنُهَا ،
وَلَكِنَّ الْقَوَابِلَ لاَ تَعْرِضُ لَهَا ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ
الَّتِي وُلِدَ فِيهَا مُوسَى وَلَدَتْهُ أُمُّهُ وَلاَ رَقِيبَ عَلَيْهَا وَلاَ
قَابِلَ وَلَمْ يَطَّلِّعْ عَلَيْهَا أَحَدٌ إِلاَّ أُخْتُهَا مَرْيَمُ وَأَوْحَى
اللَّهُ إِلَيْهَا أَنْ أَرْضِعِيهِ ، فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ
وَلاَ تَخَافِي وَلاَ تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنَ
الْمُرْسَلِينَ . قَالَ : فَكَتَمَتْهُ أُمُّهُ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ تُرْضِعُهُ
فِي حِجْرِهَا لاَ يَبْكِي وَلاَ يَتَحَرَّكُ فَلَمَّا خَافَتْ عَلَيْهِ
وَعَلَيْهَا عَمِلَتْ لَهُ تَابُوتًا مُطْبَقًا وَمَهَّدَتْ لَهُ فِيهِ ، ثُمَّ أَلْقَتْهُ
فِي الْبَحْرِ لَيْلاً كَمَا أَمَرَهَا اللَّهُ وَعُمِلَ التَّابُوتُ عَلَى عَمَلِ
سُفُنِ الْبَحْرِ خَمْسَةَ أَشْبَارٍ فِي خَمْسَةِ أَشْبَارٍ وَلَمْ يُقَيَّرْ
فَأَقْبَلَ التَّابُوتُ يَطْفُو عَلَى الْمَاءِ ، فَأَلْقَى الْبَحْرُ التَّابُوتَ
بِالسَّاحِلِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ فِرْعَوْنُ جَلَسَ فِي
مَجْلِسِهِ عَلَى شَاطِئِ النِّيلِ فَبَصُرَ بِالتَّابُوتِ ، فَقَالَ لِمَنْ
حَوْلَهُ مِنْ خَدَمِهِ إِيتُونِي بِهَذَا التَّابُوتِ فَأَتَوْهُ بِهِ ، فَلَمَّا
وُضِعَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَتَحُوهُ فَوَجَدَ فِيهِ مُوسَى ،
==============================14...........
كتاب : المستدرك على الصحيحين
المؤلف : لأبي عبدالله الحاكم
قَالَ :
فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ فِرْعَوْنُ قَالَ : غَيْرَ
أَنِّي مِنَ الأَعْدَاءِ فَأَعْظَمَهُ ذَلِكَ وَغَاظَهُ ، وَقَالَ : كَيْفَ
أَخْطَأَ هَذَا الْغُلاَمَ الذَّبْحُ وَقَدْ أَمَرْتُ الْقَوَابِلَ أَنْ لاَ يَكْتُمْنَ
مَوْلُودًا يُولَدُ ، قَالَ : وَكَانَ فِرْعَوْنُ قَدِ اسْتَنْكَحَ امْرَأَةً مِنْ
بَنِي إِسْرَائِيلَ يُقَالَ لَهَا آسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ ، وَكَانَتْ مِنْ
خِيَارِ النِّسَاءِ الْمَعْدُودَاتِ وَمِنْ بَنَاتِ الأَنْبِيَاءِ ، وَكَانَتْ
أُمًّا لِلْمُسْلِمِينَ تَرْحَمُهُمْ وَتَتَصَدَّقُ عَلَيْهِمْ وَتُعْطِيهِمْ
وَيَدْخُلُونَ عَلَيْهَا ، فَقَالَتْ لِفِرْعَوْنَ وَهِيَ قَاعِدَةٌ إِلَى
جَنْبِهِ هَذَا الْوَلِيدُ أَكْبَرُ مِنِ ابْنِ سَنَةٍ وَإِنَّمَا أَمَرْتَ أَنْ
تَذْبَحَ الْوِلْدَانَ لِهَذِهِ السَّنَةِ فَدَعْهُ يَكُونُ قُرَّةَ عَيْنٍ لِي وَلَكَ
لاَ تَقْتُلُوهُ عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَدًا وَهُمْ لاَ
يَشْعُرُونَ أَنَّ هَلاَكَهُمْ عَلَى يَدَيْهِ ، وَكَانَ فِرْعَوْنُ لاَ يُولَدُ
لَهُ إِلاَّ الْبَنَاتُ فَاسْتَحْيَاهُ فِرْعَوْنُ وَرَفَعَهُ وَأَلْقَى اللَّهُ
إِلَيْهِ مَحَبَّتَهُ وَرَأْفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ ، وَقَالَ لِامْرَأَتِهِ : عَسَى
أَنْ يَنْفَعَكِ أَنْتِ فَأَمَّا أَنَا فَلاَ أُرِيدُ نَفْعَهُ.
قَالَ وَهْبٌ : قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ لَوْ أَنَّ عَدُوَّ
اللهِ قَالَ فِي مُوسَى كَمَا قَالَتِ امْرَأَتُهُ : عَسَى أَنْ يَنْفَعَنَا
لَنَفَعَهُ اللَّهُ بِهِ وَلَكِنَّهُ أَبَى لِلشَّقَاءِ الَّذِي كَتَبَ اللَّهُ
عَلَيْهِ وَحَرَّمَ اللَّهُ عَلَى مُوسَى الْمَرَاضِعَ ثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ
وَلَيَالِيهِنَّ ، كُلَّمَا أُتِيَ بِمُرْضِعَةٍ لَمْ يَقْبَلْ ثَدْيَهَا فَرَقَّ
لَهُ فِرْعَوْنُ وَرَحِمَهُ وَطُلِبَتْ لَهُ الْمَرَاضِعُ.
وَذَكَرَ وَهْبُ حُزْنَ أُمِّ مُوسَى وَبُكَاءَهَا
عَلَيْهِ حَتَّى كَادَتْ أَنْ تُبْدِيَ بِهِ ، ثُمَّ تَدَارَكَهَا اللَّهُ
بِرَحْمَتِهِ فَرَبَطَ عَلَى قَلْبِهَا إِلَى أَنْ بَلَغَهَا خَبَرَهُ ، فَقَالَتْ
لِأُخْتِهِ تَنَكَّرِي وَاذْهَبِي مَعَ النَّاسِ وَانْظُرِي مَاذَا يَفْعَلُونَ
بِهِ فَدَخَلَتْ أُخْتُهُ مَعَ الْقَوَابِلِ عَلَى آسِيَةَ بِنْتِ مُزَاحِمٍ ،
فَلَمَّا رَأَتْ وَجْدَهُمْ بِمُوسَى وَحُبَّهُمْ لَهُ وَرِقَّتَهُمْ عَلَيْهِ ، قَالَتْ
: هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى أَهْلِ بَيْتٍ يَكْفُلُونَهُ لَكُمْ وَهُمْ لَهُ
نَاصِحُونَ إِلَى أَنْ رُدَّ إِلَى أُمِّهِ فَمَكَثَ مُوسَى عِنْدَ أُمِّهِ حَتَّى
فَطَمَتْهُ ، ثُمَّ رَدَّتْهُ إِلَيْهِ فَنَشَأَ مُوسَى فِي حِجْرِ فِرْعَوْنَ
وَامْرَأَتِهِ يُرَبِّيَانِهِ بِأَيْدِيهِمَا وَاتَّخَذَاهُ وَلَدًا فَبَيْنَا
هُوَ يَلْعَبُ بَيْنَ يَدَيْ فِرْعَوْنَ وَبِيَدِهِ قَضِيبٌ لَهُ خَفِيفٌ صَغِيرٌ
يَلْعَبُ بِهِ ، إِذْ رَفَعَ الْقَضِيبَ فَضَرَبَ بِهِ رَأْسَ فِرْعَوْنَ وَنَظَرَ
مَنْ ضَرَبَهُ حَتَّى هَمَّ بِقَتْلِهِ ، فَقَالَتْ آسِيَةُ بِنْتُ مُزَاحِمٍ :
أَيُّهَا الْمَلِكُ لاَ تَغْضَبْ وَلاَ يَشُقَّنَّ عَلَيْكَ فَإِنَّهُ صَبِيٌّ صَغِيرٌ
لاَ يَعْقِلُ جَرِّبْهُ إِنْ شِئْتَ اجْعَلْ فِي هَذَا الطَّشْتِ جَمْرَةً
وَذَهَبًا فَانْظُرْ عَلَى أَيُّهُمَا يَقْبِضُ فَأَمَرَ فِرْعَوْنُ بِذَلِكَ ،
فَلَمَّا مَدَّ مُوسَى يَدَهُ لِيَقْبِضَ عَلَى الذَّهَبِ قَبَضَ الْمَلَكُ
الْمُوَكَّلُ بِهِ عَلَى يَدِهِ فَرَدَّهَا إِلَى الْجَمْرَةِ فَقَبَضَ عَلَيْهَا
مُوسَى فَأَلْقَاهَا فِي فِيهِ ثُمَّ قَذَفَهَا حِينَ وَجَدَ حَرَارَتَهَا ،
فَقَالَتْ آسِيَةُ لِفِرْعَوْنَ أَلَمْ أَقُلْ لَكَ إِنَّهُ لاَ يَعْقِلُ شَيْئًا
وَلاَ يَعْلَمُهُ وَكَفَّ عَنْهُ فِرْعَوْنُ وَصَدَّقَهَا وَكَانَ أَمَرَ
بِقَتْلِهِ وَيُقَالُ : إِنَّ الْعُقْدَةَ الَّتِي كَانَتْ فِي لِسَانِ مُوسَى أَثَرُ
تِلْكَ الْجَمْرَةِ الَّتِي الْتَقَمَهَا ، قَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ : وَلَمَّا بَلَغَ
مُوسَى أَشَدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً آتَاهُ اللَّهُ عِلْمًا وَحُكْمًا
وَفَهْمًا فَلَبِثَ بِذَلِكَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً دَاعِيًا إِلَى دِينِ
إِبْرَاهِيمَ وَشَرَائِعِهِ وَإِلَى دِينِ إِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فَآمَنَتْ
طَائِفَةٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ثُمَّ ذَكَرَ الْقِصَّةَ بِطُولِهَا
4098- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ
الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْحُلْوَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الصَّبَّاحِ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ زَكَرِيَّا ، عَنْ
عَاصِمٍ الأَحْوَلِ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى مُوسَى بِالْكَلاَمِ وَإِبْرَاهِيمَ بِالْخَلَّةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
4099- حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبُوشَنْجِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ مُسَرْهَدٍ ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ
سُلَيْمَانَ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الْحَارِثِ ، عَنْ كَعْبِ الأَحْبَارِ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ
قَسَمَ رُؤْيَتَهُ وَكَلاَمَهُ بَيْنَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَمُوسَى فَرَآهُ مُحَمَّدٌ مَرَّتَيْنِ وَكَلَّمَهُ مُوسَى مَرَّتَيْنِ
4100- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا أَبُو ظُفُرٍ عَبْدُ
السَّلاَمِ بْنِ مُطَهَّرٍ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ ثَابِتٍ
الْبُنَانِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ صَفِيُّ اللَّهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4101- حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
الْجَلاَّبُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ بِشْرٍ الْمَرْثَدِيُّ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : مَكَثَ مُوسَى بَعْدَ أَنْ
كَلَّمَهُ اللَّهُ أَرْبَعِينَ يَوْمًا لاَ يَرَاهُ أَحَدٌ إِلاَّ مَاتَ.
4102- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ الْقَنَّادُ
، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ مُوسَىَ بْنَ عِمْرَانَ ، لَمَّا
كَلَّمَهُ رَبُّهُ أَحَبَّ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهِ ، فَقَالَ : رَبِّي أَرِنِي
أَنْظُرْ إِلَيْكَ ، قَالَ : لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ ، فَإِنِ
اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَحَفَّ حَوْلَ الْجَبَلِ الْمَلاَئِكَةَ
، وَحَفَّ حَوْلَ الْمَلاَئِكَةِ بِنَارٍ ، وَحَفَّ حَوْلَ النَّارِ بِمَلاَئِكَةٍ
، وَحَفَّ حَوْلَ الْمَلاَئِكَةِ بِنَارٍ ، ثُمَّ تَجَلَّى رَبُّكَ لِلْجَبَلِ ،
ثُمَّ تَجَلَّى مِنْهُ مِثْلُ الْخِنْصَرِ فَجَعَلَ الْجَبَلَ دَكًّا وَخَرَّ
مُوسَى صَعِقًا مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ إِنَّهُ أَفَاقَ فَقَالَ : سُبْحَانَكَ
تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ ، يَعْنِي أَوَّلَ مَنْ آمَنَ
مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4103- حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ
الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ ،
حَدَّثَنَا خَلْفُ بْنُ الْوَلِيدِ الْجَوْهَرِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : ذُكِرَتْ لِيَ الشَّجَرَةُ الَّتِي آوَى
إِلَيْهَا مُوسَى نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسِرْتُ
إِلَيْهَا يَوْمَيْنِ وَلَيْلَتَيْنِ ، ثُمَّ صَبَّحْتُهَا ، فَإِذَا هِيَ
خَضْرَاءُ تَرِفُّ فَصَلَّيْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَسَلَّمْتُ فَأَهْوَى إِلَيْهَا بَعِيرِي وَهُوَ جَائِعٌ فَأَخَذَ
مِنْهَا مِلْءَ فِيهِ وَهُوَ جَائِعٌ فَلاَكَهُ ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ أَنْ
يُسِيغَهُ فَلَفَظَهُ ، فَصَلَّيْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَانْصَرَفْتُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4104- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَلِيٍّ
الْخَطْمِيُّ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخُزَاعِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ،
عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ : {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ
جَعَلَهُ دَكًّا} أَشَارَ حَمَّادٌ وَوَضَعَ إِبْهَامَهُ عَلَى مَفْصِلِ
الْخِنْصَرِ قَالَ : فَسَاخَ الْجَبَلُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4105- فَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ ،
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ،
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ - شَكَّ أَبُو سَلَمَةَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ
- {فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا} قَالَ : سَاخَ الْجَبَلُ.
فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، أَنْبَأَ
الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، وَعِمْرَانُ بْنُ مُوسَى الْجُرْجَانِيُّ ، وَأَحْمَدُ
بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُثَنَّى قَالُوا
: حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ نَحْوَ حَدِيثِ الْخُزَاعِيِّ وَلَمْ يَشُكَّ فِيهِ
هُدْبَةُ
4105أ-
أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الإِسْفَرَايِينِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ،
قَالَ : كَانَ هَارُونُ بْنُ عِمْرَانَ فَصِيحَ اللِّسَانِ بَيِّنَ الْمِنْطِقِ يَتَكَلَّمُ
فِي تُؤَدَةٍ وَيَقُولُ بِعِلْمٍ وَحِلْمٍ وَكَانَ أَطْوَلَ مِنْ مُوسَى طَوْلاً
وَأَكْبَرَهُمَا فِي السِّنِّ ، وَكَانَ أَكْثَرَهُمَا لَحْمًا وَأَبْيَضَهُمَا
جِسْمًا وَأَعْظَمَهُمَا أَلْوَاحًا ، وَكَانَ مُوسَى رَجُلاً جَعْدًا آدَمَ
طُوَالاً كَأَنَّهُ مِنْ رِجَالِ شَنُوءَةَ ، وَلَمْ يَبْعَثِ اللَّهُ نَبِيًّا
إِلاَّ وَقَدْ كَانَتْ عَلَيْهِ شَامَةُ النُّبُوَّةِ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى
إِلاَّ أَنْ يَكُونَ نَبِيُّنَا مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَإِنَّ شَامَةَ النُّبُوَّةِ كَانَتْ بَيْنَ كَتِفَيْهِ وَقَدْ سُئِلَ نَبِيُّنَا
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ : هَذِهِ الشَّامَةُ الَّتِي
بَيْنَ كَتِفَيَّ شَامَةُ الأَنْبِيَاءِ قَبْلِي لأَنَّهُ لاَ نَبِيَّ بَعْدِي
وَلاَ رَسُولَ.
4106- أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الأَحْمَسِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ ،
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : كَانَ عِلْمُ اللهِ
وَحِكْمَتُهُ فِي ذُرِّيَّةِ إِبْرَاهِيمَ فَعِنْدَ ذَلِكَ آتَى اللَّهُ يُوسُفَ
بْنَ يَعْقُوبَ مُلْكَ الأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ ، فَمَلَكَ اثْنَتَيْنِ
وَسَبْعِينَ سَنَةً ، وَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ : {رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي
مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ}
الآيَةُ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ بَعَثَ اللَّهُ مُوسَى وَهَارُونَ فَأَوْرَثَهُمَا
مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا وَمَلَّكْهُمَا مُلْكًا نَاعِمًا فَمَلَكَ
مُوسَى وَمَنْ مَعَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ثَمَانٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً ،
ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى أَرَادَ أَنْ يَرُدَّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ
فَمَلَّكَهُمْ مَشَارِقَ الأَرْضِ وَمَغَارِبَهَا وَآتَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا
حَتَّى سَأَلُوا أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ ، فَقَالُوا : أَرِنَا اللَّهَ
جَهْرَةً ، وَذَلِكَ حِينَ رَأَوْا مُوسَى كَلَّمَهُ رَبَّهُ وَسَمِعُوا
فَطَلَبُوا الرُّؤْيَةَ ، وَكَانَ مُوسَى انْتَقَى خِيَارَهُمْ لِيَشْهَدُوا لَهُ
عِنْدَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّ رَبَّهُ قَدْ كَلَّمَهُ ، فَقَالُوا : لَنْ
نَشْهَدَ لَكَ حَتَّى تُرِيَنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ وَهُمْ
يَنْظُرُونَ.
4107- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَنْبَأَ عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ ،
قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مَلَكَ الْمَوْتِ كَانَ يَأْتِي النَّاسَ
عِيَانًا ، فَأَتَى مُوسَى بْنَ عِمْرَانَ فَلَطَمَهُ مُوسَى فَفَقَأَ عَيْنَهُ
فَعَرَجَ مَلَكُ الْمَوْتِ فَقَالَ : يَا رَبِّ إِنَّ عَبْدَكَ مُوسَى فَعَلَ بِي
كَذَا وَكَذَا وَلَوْلاَ كَرَامَتُهُ عَلَيْكَ لَشَقَقْتُ عَلَيْهِ ، فَقَالَ
اللَّهُ إِيتِ عَبْدِي مُوسَى فَخَيِّرْهُ بَيْنَ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى مَتْنِ
ثَوْرٍ فَلَهُ بِكُلِّ شَعْرَةٍ وَارَتْهَا كَفُّهُ سَنَةٌ وَبَيْنَ أَنْ يَمُوتَ
الآنَ ، فَأَتَاهُ فَخَيَّرَهُ ، فَقَالَ مُوسَى : فَمَا بَعْدَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : الْمَوْتُ ،
قَالَ : فَالآنَ إِذًا ، فَشَمَّهُ شَمَّةً فَقَبَضَ رُوحَهُ وَرَدَّ اللَّهُ
عَلَيْهِ بَصَرَهُ ، فَكَانَ بَعْدَ ذَلِكَ يَأْتِي النَّاسَ فِي خِفْيَةٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
ذِكْرُ وَفَاةِ هَارُونَ بْنِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُ مَاتَ
قَبْلَ مُوسَى عَلَيْهِمَا السَّلاَمُ
4108- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الإِسْفَرَايِينِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ
مُنَبِّهِ ، قَالَ : وَنَعَى اللَّهُ هَارُونَ لِمُوسَى حِينَ أَرَادَ اللَّهُ أَنْ
يَقْبِضَهُ ، فَلَمَّا نَعَاهُ لَهُ حَزِنَ ، فَلَمَّا قُبِضَ جَزَعَ جَزَعًا
شَدِيدًا وَبَكَى بُكَاءً طَوِيلاً ، فَلَمَّا عَادَ فِي ذَلِكَ أَقْبَلَ اللَّهُ تَعَالَى
عَلَيْهِ يُعَزِّيهِ وَيَعِظُهً فَقَالَ لَهُ : يَا مُوسَى مَا كَانَ يَنْبَغِي
لَكَ أَنْ تَحِنَّ إِلَى فَقْدِ شَيْءٍ مَعِي وَلاَ أَنْ تَسْتَأْنِسَ بِغَيْرِي ،
وَلاَ أَنْ تُشَدَّ رُكَبَكَ إِلاَّ بِي ، وَلاَ أَنْ يَكُونَ جَزَعُكَ هَذَا
الآنَ عَلَى هَارُونَ إِلاَّ لِي ، وَكَيْفَ تَسْتَوْحِشُ إِلَى شَيْءٍ مِنَ
الأَشْيَاءِ ، وَأَنْتَ تَسْمَعُ كَلاَمِي أَمْ كَيْفَ تَحِنُّ إِلَى فَقْدِ
شَيْءٍ مِنَ الدُّنْيَا بَعْدَ إِذِ اصْطَفَيْتُكَ بِرِسَالاَتِي وَبِكَلاَمِي
وَذَكَرَ مُنَاجَاةً طَوِيلَةً قَالَ وَقُبِضَ هَارُونُ وَمُوسَى ابْنُ سَبْعَ
عَشْرَةَ وَمِائَةِ سَنَةٍ قَبْلَ أَنْ يَنْقَضِيَ التِّيهُ بِثَلاَثِ سِنِينَ ،
وَقُبِضَ هَارُونُ وَهُوَ ابْنُ عِشْرِينَ وَمِائَةِ سَنَةٍ بَقِيَ مُوسَى
بَعْدَهُ ثَلاَثَ سِنِينَ حَتَّى ، تَمَّ لَهُ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ سَنَةً وَبَنُو
إِسْرَائِيلَ مُتَفَرِّقُونَ عَلَيْهِ يَجْتَمِعُونَ عَلَيْهِ مَرَّةً وَيَفْتَرِقُونَ
أُخْرَى.
4109- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ
الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ طَلْحَةَ
الْقَنَّادُ ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، فِي خَبَرٍ
ذَكَرَهُ عَنْ أَبِي مَالِكٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ،
وَعَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَعَنْ
أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَى مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ
إِنِّي مُتَوَفِّي هَارُونَ ، فَأْتِ بِهِ جَبَلَ كَذَا وَكَذَا فَانْطَلَقَ
مُوسَى وَهَارُونُ نَحْوَ ذَلِكَ الْجَبَلِ ، فَإِذَا هُمْ بِشَجَرَةٍ مَثَّلَهَا
بِبَيْتٍ مَبْنِيٍّ ، وَإِذَا هُمْ فِيهِ بِسَرِيرٍ عَلَيْهِ فُرُشٌ ، وَإِذَا
فِيهِ رِيحٌ طَيِّبٌ ، فَلَمَّا نَظَرَ هَارُونُ إِلَى ذَلِكَ الْجَبَلِ
وَالْبَيْتِ وَمَا فِيهِ أَعْجَبَهُ ، وَقَالَ : يَا مُوسَى إِنِّي لاَُحِبُّ أَنْ
أَنَامَ عَلَى هَذَا السَّرِيرِ ، قَالَ لَهُ مُوسَى : فَنَمْ عَلَيْهِ ، قَالَ :
إِنِّي أَخَافُ أَنْ يَأْتِيَ رَبُّ هَذَا الْبَيْتِ فَيَغْضَبَ عَلَيَّ . قَالَ
لَهُ مُوسَى : لاَ تَرْهَبْ أَنَا أَكْفِيكَ رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ فَنَمْ ،
فَقَالَ : يَا مُوسَى بَلْ نَمْ مَعِي ، فَإِنْ جَاءَ رَبُّ هَذَا الْبَيْتِ
غَضِبَ عَلَيَّ وَعَلَيْكَ جَمِيعًا ، فَلَمَّا نَامَا أَخَذَ هَارُونَ الْمَوْتُ
، فَلَمَّا وَجَدَ حِسَّهُ ، قَالَ : يَا مُوسَى خَدَعَتْنِي ، فَلَمَّا قُبِضَ
رُفِعَ ذَلِكَ الْبَيْتُ وَذَهَبَتْ تِلْكَ الشَّجَرَةُ وَرُفِعَ السَّرِيرُ إِلَى
السَّمَاءِ ، فَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَيْسَ مَعَهُ
هَارُونُ قَالُوا : إِنَّ مُوسَى قَتَلَ هَارُونَ وَحَسَدَهُ حُبَّ بَنِي
إِسْرَائِيلَ لَهُ ، وَكَانَ هَارُونُ آلَفَ عِنْدَهُمْ وَأَلْيَنَ لَهُمْ مِنْ
مُوسَى ، وَكَانَ فِي مُوسَى بَعْضُ الْغِلَظِ عَلَيْهِمْ فَلَمَّا بَلَغَهُ
ذَلِكَ ، قَالَ لَهُمْ : وَيْحَكُمْ إِنَّهُ كَانَ أَخِي أَفَتَرُونِي أَقْتُلُهُ
؟ فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ ، ثُمَّ دَعَا اللَّهَ
فَنَزَلَ بِالسَّرِيرِ حَتَّى نَظَرُوا إِلَيْهِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ
فَصَدَّقُوهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4110- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، عَنْ سُفْيَانَ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنِ الْحَكَمِ
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ
عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {يَا أَيُّهَا
الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّهُ
مِمَّا قَالُوا} قَالَ : صَعِدَ مُوسَى وَهَارُونُ الْجَبَلَ فَمَاتَ هَارُونُ
فَقَالَتْ بَنُو إِسْرَائِيلَ لِمُوسَى : أَنْتَ قَتَلْتَهُ كَانَ أَشَدَّ حُبًّا
لَنَا مِنْكَ وَأَلْيَنَ لَنَا مِنْكَ فَآذَوْهُ فِي ذَلِكَ ، فَأَمَرَ اللَّهُ الْمَلاَئِكَةَ
فَحَمَلَتْهُ فَمَرُّوا بِهِ عَلَى مَجَالِسِ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَتَّى عَلِمُوا
بِمَوْتِهِ فَدَفَنُوهُ وَلَمْ يَعْرِفْ قَبْرَهُ إِلاَّ الرَّخَمُ وَإِنَّ
اللَّهَ جَعَلَهُ أَصَمَّ أَبْكَمَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
ذِكْرُ وَفَاةِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ
4111- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ شَبُّوَيْهِ ،
حَدَّثَنَا أَبُو الْفَضْلِ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ ، قَالَ : كَانَ صَفِيُّ اللهِ مُوسَى قَدْ كَرِهَ الْمَوْتَ
وَأَعْظَمَهُ فَلَمَّا كَرِهَهُ أَحَبَّ اللَّهُ أَنْ يُحَبِّبَ إِلَيْهِ
الْمَوْتَ وَيُكَرِّهَ إِلَيْهِ الْحَيَاةَ ، فَحُوِّلَتِ النُّبُوَّةُ إِلَى
يُوشَعَ بْنِ نُونٍ فَكَانَ يَغْدُو إِلَيْهِ وَيَرُوحُ فَيَقُولُ لَهُ مُوسَى :
يَا نَبِيَّ اللهِ مَا أَحْدَثَ اللَّهُ إِلَيْكَ فَيَقُولُ لَهُ يُوشَعُ بْنُ
نُونٍ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، أَلَمْ أَصْحَبْكَ كَذَا وَكَذَا سَنَةً فَهَلْ
كُنْتُ أَسْأَلُكَ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا أَحْدَثَ اللَّهُ إِلَيْكَ حَتَّى تَكُونَ
أَنْتَ الَّذِي تَبْتَدِئُ بِهِ وَتَذْكُرُهُ ، فَلَمَّا رَأَى ذَلِكَ مُوسَى
كَرِهَ الْحَيَاةَ وَأَحَبَّ الْمَوْتَ.
4112- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الإِسْفَرَايِينِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ
مُنَبِّهٍ ، قَالَ : ذُكِرَ لِي أَنَّهُ كَانَ مِنْ أَمْرِ وَفَاةِ صَفِيِّ اللهِ
مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ إِنَّمَا كَانَ يَسْتَظِلُّ فِي
عَرِيشٍ وَيَأْكُلُ وَيَشْرَبُ فِي نَقِيرٍ مِنْ حَجَرٍ ، كَمَا يَكْرَعُ
الدَّابَّةَ فِي ذَلِكَ النَّقِيرِ تَوَاضُعًا لِلَّهِ حَتَّى أَكْرَمَهُ اللَّهُ
بِمَا أَكْرَمَهُ بِهِ مِنْ كَلاَمِهِ ، فَكَانَ مِنْ أَمْرِ وَفَاتِهِ أَنَّهُ
خَرَجَ يَوْمًا مِنْ عَرِيشِهِ ذَلِكَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ وَلاَ يَعْلَمُ أَحَدٌ
مِنْ خَلْقِ اللهِ فَمَرَّ بِرَهْطٍ مِنَ الْمَلاَئِكَةَ يَحْفِرُونَ قَبْرًا فَعَرَفَهُمْ
فَأَقْبَلَ إِلَيْهِمْ حَتَّى وَقَفَ عَلَيْهِمْ ، فَإِذَا هُمْ يَحْفِرُونَ
قَبْرًا ، وَلَمْ يَرَ شَيْئًا قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهُ مِثْلَ مَا فِيهِ مِنَ الْخُضْرَةِ
وَالنَّضْرَةِ وَالْبَهْجَةِ ، فَقَالَ لَهُمْ : يَا مَلاَئِكَةَ اللهِ ، لِمَنْ
تَحْفِرُونَ هَذَا الْقَبْرَ ؟ قَالُوا : نَحْفِرُهُ وَاللَّهِ لِعَبْدٍ كَرِيمٍ
عَلَى رَبِّهِ ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَا الْعَبْدَ مِنَ اللهِ بِمَنْزِلٍ مَا رَأَيْتُ
كَالْيَوْمِ مَضْجَعًا وَلاَ مُدْخَلاً وَذَلِكَ حِينَ حَضَرَ مِنَ اللهِ مَا
حَضَرَ فِي قَبْضِهِ ، فَقَالَتْ لَهُ الْمَلاَئِكَةُ : يَا صَفِيَّ اللهِ ، أَتُحِبُّ
أَنْ تَكُونَ ذَلِكَ ؟ قَالَ : وَدِدْتُ ، قَالُوا : فَانْزِلْ فَاضْطَجِعْ فِيهِ
وَتَوَجَّهْ إِلَى رَبِّكَ ، ثُمَّ تَنَفَّسْ أَسْهَلَ تَنَفُّسٍ تَنَفَسَّهُ
قَطُّ ، فَنَزَلَ فَاضْطَجَعَ فِيهِ وَتَوَجَّهَ إِلَى رَبِّهِ ، ثُمَّ تَنَفَّسَ
فَقَبَضَ اللَّهُ رُوحَهُ ، ثُمَّ صَلَّتْ عَلَيْهِ الْمَلاَئِكَةُ وَكَانَ
صَفِيُّ اللهِ مُوسَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَاهِدًا فِي الدُّنْيَا
رَاغِبًا فِي الآخِرَةِ.
ذِكْرُ أَيُّوبَ بْنِ أَمُوصَ نَبِيِّ اللهِ
الْمُبْتَلَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
4113- أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الأَحْمَسِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ
بْنِ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنِي مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرٍ السَّمُرِيُّ ، حَدَّثَنِي
حُمَيْدُ بْنُ مُعَاذٍ ، حَدَّثَنَا مُدْرِكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي الْحَسَنِ ،
عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، عَنْ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ أَيُّوبُ
بْنُ أَمُوصَ نَبِيَّ اللهِ الصَّابِرَ الَّذِي جَلَبَ عَلَيْهِ إِبْلِيسُ عَدُوُّ
اللهِ بِجُنُودِهِ وَخَيْلِهِ وَرَجْلِهِ لِيَفْتِنُوهُ وَيُزِيلُوهُ عَنْ ذِكْرِ
اللهِ فَعَصَمَهُ اللَّهُ ، وَلَمْ يَجِدْ إِبْلِيسُ إِلَيْهِ سَبِيلاً فَأَلْقَى
اللَّهُ عَلَى أَيُّوبَ السَّكِينَةَ وَالصَّبْرَ عَلَى بَلاَئِهِ الَّذِي
ابْتَلاَهُ بِهِ فَسَمَّاهُ اللَّهُ {نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ} ،
وَكَانَ أَيُّوبُ رَجُلاً طَوِيلاً جَعْدَ الشَّعْرِ ، وَاسِعَ الْعَيْنَيْنِ ، حَسَنَ
الْخَلْقِ ، وَكَانَ عَلَى جَبِينِهِ مَكْتُوبٌ الْمُبْتَلَى الصَّابِرُ ، وَكَانَ
قَصِيرَ الْعُنُقِ عَرِيضَ الصَّدْرِ غَلِيظَ السَّاقَيْنِ وَالسَّاعِدَيْنِ ،
وَكَانَ يُعْطِي الأَرَامِلَ وَيَكْسُوهُمْ جَاهِدًا نَاصِحًا لِلَّهِ عَزَّ
وَجَلَّ.
قَالَ الْحَاكِمُ : قَدِ اخْتَلَفُوا فِي أَيُّوبَ
أَنَّهُ فِي أَيِّ وَقْتٍ أُرْسِلَ فَقَالَ وَهْبُ بْنُ مُنَبِّهٍ : إِنَّهُ مِنْ
وَلَدِ إِبْرَاهِيمَ بَعْدَ يُوسُفَ.
وَقَالَ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ :
حَدَّثَنِي مَنْ لاَ أَتَّهِمُ عَنْ وَهْبٍ أَنَّهُ أَيُّوبُ بْنُ أَمُوصَ بْنِ
رَزَاحِ بْنِ عِيصَا بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْخَلِيلِ ، وَذَكَرَ
مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ أَنَّهُ كَانَ قَبْلَ شُعَيْبٍ وَقَدْ رَجَّحَ أَبُو
بَكْرِ بْنُ خَيْثَمَةَ أَنَّهُ كَانَ بَعْدَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَاللَّهُ
أَعْلَمُ.
4114- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ،
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ
يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ امْرَأَةَ
أَيُّوبَ ، قَالَتْ لَهُ : وَاللَّهُ قَدْ نَزَلَ بِي مِنَ الْجَهْدِ وَالْفَاقَةِ
مَا أَنْ بَعَثَ قَوْمِي بِرَغِيفٍ فَأَطْعَمْتُكَ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ
يَشْفِيَكَ ، قَالَ : وَيْحَكِ كُنَّا فِي النَّعْمَاءِ سَبْعِينَ عَامًا ،
فَنَحْنُ فِي الْبَلاَءِ سَبْعَ سِنِينَ.
4115- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ إِمْلاَءً ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ،
حَدَّثَنَا شُعَيْبُ بْنُ الْحَكَمِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، حَدَّثَنَا نَافِعُ
بْنُ يَزِيدَ ، أَخْبَرَنِي عُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ أَيُّوبَ نَبِيَّ اللهِ لَبِثَ بِهِ بَلاَؤُهُ خَمْسَ
عَشْرَةَ سَنَةً فَرَفَضَهُ الْقَرِيبُ وَالْبَعِيدُ إِلاَّ رَجُلَيْنِ مِنْ
إِخْوَانِهِ كَانَا مِنْ أَخَصِّ إِخْوَانِهِ ، قَدْ كَانَا يَغْدُوَانِ إِلَيْهِ
وَيَرُوحَانَ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ ذَاتَ يَوْمٍ : نَعْلَمُ
وَاللَّهِ لَقَدْ أَذْنَبَ أَيُّوبُ ذَنْبًا مَا أَذْنَبَهُ أَحَدٌ مِنَ
الْعَالَمِينَ فَقَالَ لَهُ صَاحِبُهُ
: وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : مُنْذُ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ
سَنَةً لَمْ يَرْحَمْهُ اللَّهُ فَكَشَفَ عَنْهُ مَا بِهِ فَلَمَّا رَاحًا إِلَى
أَيُّوبَ لَمْ يَصْبِرِ الرَّجُلُ حَتَّى ذَكَرَ لَهُ ذَلِكَ ، فَقَالَ لَهُ
أَيُّوبُ : لاَ أَدْرِي مَا تَقُولُ غَيْرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ أَنِّي كُنْتُ أَمُرُّ
بِالرَّجُلَيْنِ يَتَنَازَعَانِ يَذْكُرَانِ اللَّهَ فَأَرْجِعُ إِلَى بَيْتِي ،
فَأُكَفِّرُ عَنْهُمَا كَرَاهِيَةَ أَنْ يُذْكَرَ اللَّهُ إِلاَّ فِي حَقٍّ ،
وَكَانَ يَخْرُجُ لِحَاجَتِهِ ، فَإِذَا قَضَى حَاجَتَهُ أَمْسَكَتِ امْرَأَتُهُ
بِيَدِهِ حَتَّى يَبْلُغَ ، فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَبْطَأَ عَلَيْهَا
فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَى أَيُّوبَ فِي مَكَانِهِ أَنِ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا
مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ، فَاسْتَبْطَأَتْهُ فَتَلَقَّتْهُ وَأَقْبَلَ
عَلَيْهَا قَدْ أَذْهَبَ اللَّهُ مَا بِهِ مِنَ الْبَلاَءِ وَهُوَ أَحْسَنُ مَا
كَانَ ، فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ : أَيْ بَارَكَ اللَّهُ فِيكَ هَلْ رَأَيْتَ
نَبِيَّ اللهِ هَذَا الْمُبْتَلَى ؟ وَاللَّهِ عَلَى ذَلِكَ مَا رَأَيْتُ رَجُلاً أَشْبَهَ
بِهِ مِنْكَ إِذْ كَانَ صَحِيحًا ، قَالَ : فَإِنِّي أَنَا هُوَ ، قَالَ : وَكَانَ
لَهُ أَنْدَرَانِ أَنْدَرٌ لِلْقَمْحِ وأَنْدَرٌ لِلشَّعِيرِ ، فَبَعَثَ اللَّهُ
سَحَابَتَيْنِ ، فَلَمَّا كَانَتْ أَحَدُهُمَا عَلَى أَنْدَرِ الْقَمْحِ
أَفْرَغَتْ فِيهِ الذَّهَبَ حَتَّى فَاضَ وَأَفْرَغَتِ الآُخْرَى فِي أَنْدَرِ
الشَّعِيرِ الْوَرِقَ حَتَّى فَاضَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4116- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ
الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ ، وَأَبُو مُسْلِمٍ وَأَحْمَدُ
بْنُ عَمْرِو بْنِ حَفْصٍ قَالُوا : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ ، حَدَّثَنَا
هَمَّامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ النَّضْرِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ بَشِيرِ بْنِ
نَهِيكٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَمَّا عَافَى اللَّهُ أَيُّوبَ أَمْطَرَ عَلَيْهِ جَرَادًا
مِنْ ذَهَبٍ ، فَجَعَلَ يَأْخُذُهُ بِيَدِهِ وَيَجْعَلُهُ فِي ثَوْبِهِ ، فَقِيلَ
لَهُ : يَا أَيُّوبُ أَمَا تَشْبَعُ ؟ قَالَ : وَمَنْ يَشْبَعُ مِنْ رَحْمَتِكَ ؟.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4117- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَدَوِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا أَبُو هِلاَلٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : ابْتُلِيَ
أَيُّوبُ سَبْعَ سِنِينَ مُلْقًى عَلَى كُنَاسَةِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ.
4118- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الإِسْفَرَايِينِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ
مُنَبِّهٍ ، قَالَ : كَانَ عُمْرُ أَيُّوبَ ثَلاَثًا وَتِسْعِينَ سَنَةً ،
وَأَوْصَى عِنْدَ مَوْتِهِ إِلَى ابْنِهِ حَوْمَلٍ ، وَقَدْ بَعَثَ اللَّهُ
بَعْدَهُ ابْنَهُ بِشْرَ بْنَ أَيُّوبَ نَبِيًّا وَسَمَّاهُ ذَا الْكِفْلِ ،
وَأَمَرَهُ بِالدُّعَاءِ إِلَى تَوْحِيدِهِ ، وَأَنَّهُ كَانَ مُقِيمًا بِالشَّامِ
، عُمْرَهُ حَتَّى مَاتَ وَكَانَ عُمْرُهُ خَمْسًا وَسَبْعِينَ سَنَةً وَإِنَّ
بِشْرًا أَوْصَى إِلَى ابْنِهِ عَبْدَانَ ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ بَعْدَهُمْ
شُعَيْبًا.
ذِكْرُ نَبِيِّ اللهِ إِلْيَاسَ وَصِفَتُهُ عَلَيْهِ
السَّلاَمُ
4119- أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ الأَحْمَسِيُّ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ
بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ مُعَاذٍ ، حَدَّثَنِي مُدْرِكُ بْنُ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ ذَكْوَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ
سَمُرَةَ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : ثُمَّ كَانَ إِلْيَاسُ نَبِيُّ اللهِ صَاحِبَ
جِبَالٍ وَبَرِيِّةٍ يَخْلُو فِيهَا يَعْبُدُ رَبَّهُ ، وَكَانَ ضَخْمَ الرَّأْسِ
خَمِيصَ الْبَطْنِ دَقِيقَ السَّاقَيْنِ وَكَانَ فِي رَأْسِهِ شَامَةٌ حَمْرَاءُ ،
وَإِنَّمَا رَفَعَهُ اللَّهُ إِلَى أَرْضِ الشَّامِ وَلَمْ يَصْعَدْ بِهِ إِلَى
السَّمَاءِ ، فَأَوْرَثَ الْيَسَعَ مِنْ بَعْدِهِ النُّبُوَّةَ.
ذِكْرُ نَبِيِّ اللهِ يُونُسَ بْنِ مَتَّى عَلَيْهِ
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ وَهُوَ الَّذِي سَمَّاهُ اللَّهُ ذَا النُّونِ
4120- أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ الأَحْمَسِيُّ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرٍ ،
حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ مُعَاذٍ ، حَدَّثَنِي مُدْرِكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ ذَكْوَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ سَمُرَةَ ، عَنْ كَعْبٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : وَكَانَ يُونُسُ بْنُ مَتَّى الَّذِي سَمَّاهُ اللَّهُ
ذَا النُّونِ فَقَالَ : {وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ
نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ
سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} فَاسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ فَنَجَّاهُ
مِنَ الْغَمِّ مِنْ ظُلُمَاتٍ ثَلاَثٍ : ظُلْمَةِ اللَّيْلِ ، وَظُلْمَةِ
الْبَحْرِ ، وَظُلْمَةِ بَطْنِ الْحُوتِ ، وَبَاتَ عَلَى قَوْمِهِ وَأَرْسَلَهُ
إِلَى مِائَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزِيدُونَ فَآمَنُوا فَمَتَّعَهُمُ اللَّهُ إِلَى
آجَالِهِمُ الَّتِي كَتَبَهَا لَهُمْ وَلَمْ يُهْلِكْهُمْ بِالْعَذَابِ.
4121- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ أَبِي دَاوُدَ
الْبُرْنُسِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ ،
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعِيُّ ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ ، حَدَّثَنِي وَالِدِي مُحَمَّدٌ
، عَنْ أَبِيهِ سَعْدٍ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: دَعْوَةُ ذِي النُّونِ الَّتِي دَعَا بِهَا فِي بَطْنِ الْحُوتِ : لاَ إِلَهَ
إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ ، لَمْ يَدْعُ بِهَا
مُسْلِمٌ فِي كُرْبَةٍ إِلاَّ اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4122- حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ مِنْ
أَصْلِ كِتَابِهِ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ الْحَمِيدِ ،
حَدَّثَنَا الْمُعَافَى بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ سُلَيْمَانَ
، عَنْ هِلاَلِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ : مَنْ قَالَ : إِنِّي خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى فَقَدْ كَذَبَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى حَدِيثِ أَبِي
الْعَالِيَةِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ لاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ أَنْ يَقُولَ : إِنِّي
خَيْرٌ مِنْ يُونُسَ بْنِ مَتَّى.
4123- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَأَبُو
سَلَمَةَ قَالاَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَنْبَأَ دَاوُدُ بْنُ
أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ عَلَى ثَنِيَّةٍ
فَقَالَ : مَا هَذِهِ ؟ قَالُوا : ثَنِيَّةُ كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ : كَأَنِّي
أَنْظُرُ إِلَى يُونُسَ بْنِ مَتَّى عَلَى نَاقَةٍ خِطَامُهَا لِيفٌ وَعَلَيْهِ
جُبَّةٌ مِنْ صُوفٍ وَهُوَ يَقُولُ
: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4124- أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
طَلْحَةَ ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ أَبِي
مَالِكٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : مَكَثَ يُونُسُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ أَرْبَعِينَ
يَوْمًا.
4125- أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو حَمْزَةَ الْعَطَّارُ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْحَسَنَ ، وَسُئِلَ عَنْ قَوْلِ
اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : {فَلَوْلاَ أَنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُسَبِّحِينَ} قَالَ :
كَانَ يُكْثِرُ الصَّلاَةَ فِي الدُّجَاءِ.
4126- أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ الأَحْمَسِيُّ ، حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا
مُعَاوِيَةُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ
مُجَالِدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ : أَنَّ يُونُسَ بْنَ مَتَّى الْتَقَمَهُ الْحُوتُ
ضُحًى وَلَفَظَهُ عَشِيَّةً.
4127- أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ بْنِ مُغَفَّلٍ الْمُزَنِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَجْدَةَ
الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ ، حَدَّثَنَا أَبُو
خَالِدٍ الأَحْمَرُ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ ، عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
بْنِ حَنْطَبٍ ، عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ دَعَا
بِدُعَاءِ يُونُسَ الَّذِي دَعَا بِهِ فِي بَطْنِ الْحُوتِ اسْتُجِيبَ لَهُ.
هَذَا شَاهِدٌ لَمَا تَقَدَّمَهُ.
4128- أَخْبَرَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الآسْفَرَايِينِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَهْبٍ : أَنَّ يُونُسَ بْنَ
مَتَّى ، كَانَ عَبْدًا صَالِحًا وَكَانَ فِي خُلُقِهِ ضِيقٌ فَلَمَّا حُمِلَتْ عَلَيْهِ
أَثْقَالُ النُّبُوَّةِ ، وَلَهَا أَثْقَالٌ لاَ يَحْمِلُهَا إِلاَّ قَلِيلٌ
فَتَفَسَّخَ تَحْتَهَا تَفَسُّخَ الرُّبُعِ تَحْتِ الْحِمْلِ فَقَذَفَهَا مِنْ
بَدَنِهِ ، وَخَرَجَ هَارِبًا مِنْهَا يَقُولُ عَزَّ وَجَلَّ لِنَبِيِّهِ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُو
الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ} {فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلاَ تَكُنْ كَصَاحِبِ
الْحُوتِ إِذْ نَادَى وَهُوَ مَكْظُومٌ} أَي لاَ تُلْقِ أُخْرَى كَمَا أَلْقَاهُ.
4129- أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا جَدِّي ، حَدَّثَنَا سُنَيْدُ بْنُ
دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَوْفٍ الأَعْرَابِيِّ ،
عَنِ الْحَسَنِ ، قَالَ : لَمَّا وَقَعَ يُونُسُ فِي بَطْنِ الْحُوتِ ظَنَّ أَنَّهُ
الْمَوْتُ فَحَرَّكَ رِجْلَيْهِ فَإِذَا هِيَ تَتَحَرَّكُ فَسَجَدَ وَقَالَ : يَا رَبِّ
اتَّخَذْتُ لَكَ مَسْجِدًا فِي مَوْضِعٍ لَمْ يَسْجُدْ فِيهِ أَحَدٌ قَطُّ.
ذِكْرُ نَبِيِّ اللهِ دَاوُدَ صَاحِبِ الزَّبُورِ
عَلَيْهِ السَّلاَمُ
4130- أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الآسْفَرَايِينِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ
مُنَبِّهٍ ، قَالَ : وَكَانَ نَبِيُّ اللهِ دَاوُدُ بْنُ إِيشَا بْنِ عَوْبَدِ بْنِ
بَاعِرِ بْنِ سَلْمُونَ بْنِ يَحْسُونَ بْنِ يَارِبَ بْنِ رَامِ بْنِ حَضْرَونَ بْنِ
فَارِصِ بْنِ يَهُودَا بْنِ يَعْقُوبَ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ
الْخَلِيلِ وَكَانَ رَجُلاً قَصِيرًا أَزْرَقَ قَلِيلَ الشَّعْرِ طَاهِرَ
الْقَلْبِ فَقِيهًا.
4131- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ
، عَنْ أَبِيهِ ، فِي قَوْلِ اللهِ تَعَالَى : {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ
خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَهُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ} إِلَى قَوْلِهِ :
{وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} قَالَ : أَوْحَى اللَّهُ تَعَالَى إِلَى
نَبِيِّهِمْ أَنَّ فِيَ وَلَدِ فُلاَنٍ رَجُلٌ يَقْتُلُ اللَّهُ بِهِ جَالُوتَ
وَمِنْ عَلاَمَتِهِ هَذَا الْقَرْنِ تَضَعُهُ عَلَى رَأْسِهِ فَيُقْبَضُ مَا فَاتَهُ
فَأَتَاهُ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ أَوْحَى إِلَيَّ أَنَّ فِيَ وَلَدِكَ رَجُلاً
يَقْتُلُ اللَّهُ بِهِ جَالُوتَ قَالَ : نَعَمْ يَا نَبِيَّ اللهِ ، قَالَ :
فَأَخْرَجَ لَهُ اثْنَيْ عَشَرَ رَجُلاً أَمْثَالَ السَّوَارِي وَفِيهِمْ رَجُلٌ
بَارِعٌ عَلَيْهِمْ فَجَعَلَ يَعْرِضُهُمْ عَلَى الْقَرْنِ فَلاَ يَرَى شَيْئًا
قَالَ : فَقَالَ : إِنَّ لَكَ غَيْرَ هَؤُلاَءِ الْوَلَدِ قَالَ : نَعَمْ يَا
نَبِيَّ اللهِ ، لِي وَلَدٌ قَصِيرٌ اسْتَحْيَيْتُ أَنْ يَرَاهُ النَّاسُ
فَجَعَلْتُهُ فِي الْغَنَمِ ، قَالَ : فَأَيْنَ هُوَ ؟ قَالَ : هُوَ فِي شِعْبِ
كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : فَخَرَجَ إِلَيْهِ فَقَالَ : هَذَا هُوَ لاَ شَكَّ فِيهِ ،
قَالَ : فَوَضَعَ الْقَرْنَ عَلَى رَأْسِهِ فَقَامَ.
4132- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ
أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمَّا خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ
مَسَحَ ظَهْرَهُ فَخَرَجَ مِنْ ظَهْرِهِ كُلُّ نَسَمَةٍ هُوَ خَالِقُهَا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَجَعَلَ بَيْنَ عَيْنَيْ كُلِّ إِنْسَانٍ مِنْهُمْ
وَبِيصًا مِنْ نُورِهِمْ ، ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى آدَمَ فَقَالَ : أَيْ رَبِّ
مَنْ هَؤُلاَءِ ؟ قَالَ : هَؤُلاَءِ ذُرِّيَّتُكَ قَالَ : فَرَأَى رَجُلاً
مِنْهُمْ أَعْجَبَهُ وَبِيصَ مَا بَيْنَ عَيْنَيْهِ قَالَ : يَا رَبِّ مَنْ هَذَا
؟ قَالَ : هَذَا رَجُلٌ مِنْ آخِرِ الآُمَمِ مِنْ ذُرِّيَّتِكَ يُقَالَ لَهُ
دَاوُدُ ، قَالَ : يَا رَبِّ : كَمْ جَعَلْتَ عُمْرَهُ ؟ قَالَ : سِتُّونَ سَنَةً
، قَالَ : أَيْ رَبِّ فَزِدْهُ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ : إِذَنْ
يُكْتَبُ وَيُخْتَمُ وَلاَ يُبَدَّلُ فَلَمَّا انْقَضَى عُمْرُ آدَمَ جَاءَهُ
مَلَكُ الْمَوْتِ قَالَ : أَوَلَمْ يَبْقَ مِنْ عُمْرِي أَرْبَعُونَ سَنَةً قَالَ : أَوَلَمْ
تُعْطِهَا ابْنَكَ دَاوُدَ قَالَ : فَجَحَدَ فَجَحَدَتْ ذُرِّيَّتُهُ وَنَسِيَ
فَنَسِيتْ ذُرِّيَّتُهُ ، وَخَطِئَ فَخَطِئَتْ ذُرِّيَّتُهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4133- أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَحْمَسِيُّ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا
يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، قَالَ : وَبَيْنَ
مُوسَى إِلَى دَاوُدَ خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ وَتِسْعَةٌ وَسِتُّونَ سَنَةً.
4134- أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ ،
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ الْقَنَّادُ ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ
، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ} قَالَ : كَانَ يَحْرُسُهُ كُلَّ
يَوْمٍ وَلَيْلَةٍ أَرْبَعَةُ أَلْفِ أَرْبَعَةُ أَلْفٍ قَالَ السُّدِّيُّ :
وَكَانَ دَاوُدُ قَدْ قَسَمَ الدَّهْرَ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ ؛ يَوْمًا يَقْضِي
فِيهِ بَيْنَ النَّاسِ ، وَيَوْمًا يَخْلُو فِيهِ لِعِبَادَتِهِ ، وَيَوْمًا
يَخْلُو فِيهِ لِنِسَائِهِ ، وَكَانَ لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ امْرَأَةً وَكَانَ
فِيمَا يَقْرَأُ مِنَ الْكُتُبِ أَنَّهُ كَانَ يَجِدُ فَضْلَ إِبْرَاهِيمَ
وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ فَلَمَّا وَجَدَ ذَلِكَ فِيمَا يَقْرَأُ مِنَ الْكُتُبِ
قَالَ : يَا رَبِّ أَرَى الْخَيْرَ كُلَّهُ قَدْ ذَهَبَ بِهِ آبَائِيَ الَّذِينَ
كَانُوا قَبْلِي فَاعْطِنِي مِثْلَ مَا أَعْطَيْتَهُمْ ، وَافْعَلْ بِي مِثْلَ مَا
فَعَلْتَ بِهِمْ ، قَالَ : فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ أَنَّ آبَاءَكَ ابْتُلُوا
بِبَلاَيَا لَمْ تُبْتَلَ بِهَا أَنْتَ ابْتُلِيَ إِبْرَاهِيمُ بِذَبْحِ ابْنِهِ ،
وَابْتُلِيَ إِسْحَاقُ بِذَهَابِ بَصَرِهِ ، وَابْتُلِيَ يَعْقُوبُ بِحُزْنِهِ
عَلَى يُوسُفَ ، وَإِنَّكَ لَمْ تُبْتَلَ مِنْ ذَلِكَ بِشَيْءٍ ، قَالَ : يَا
رَبِّ ابْتَلِنِي بِمِثْلِ مَا ابْتَلَيْتَهُمْ بِهِ وَأَعْطِنِي مِثْلَ مَا
أَعْطَيْتَهُمْ ، قَالَ : فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ إِنَّكَ مُبْتَلًى فَاحْتَرِسْ
قَالَ : فَمَكَثَ بَعْدَ ذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَمْكُثَ إِذْ جَاءَهُ الشَّيْطَانُ
قَدْ تَمَثَّلَ فِي صُورَةِ حَمَامَةٍ مِنْ ذَهَبٍ حَتَّى وَقَعَ بَيْنَ
رِجْلَيْهِ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي قَالَ : فَمَدَّ يَدَهُ إِلَيْهِ لِيَأْخُذَهُ
فَطَارَ مِنَ الْكُوَّةِ فَنَظَرَ أَيْنَ يَقَعُ فَبَعَثَ فِي أَثَرِهِ قَالَ :
فَأَبْصَرَ امْرَأَةً تَغْتَسِلُ عَلَى سَطْحٍ لَهَا فَرَأَى امْرَأَةً مِنْ
أَجْمَلِ النِّسَاءِ خَلْقًا فَحَانَتْ مِنْهَا الْتِفَاتَةٌ فَأَبْصَرَتْهُ
فَأَلْقَتْ شَعَرَهَا فَاسْتَتَرْتُ بِهِ فَزَادَهُ ذَلِكَ فِيهَا رَغْبَةً قَالَ
: فَسَأَلَ عَنْهَا فَأُخْبِرَ أَنَّ لَهَا زَوْجًا وَأَنَّ زَوْجَهَا غَائِبٌ بِمِسْلَحَةِ
كَذَا وَكَذَا قَالَ : فَبَعَثَ إِلَى صَاحِبِ الْمِسْلَحَةِ فَأَمَرَهُ أَنْ
يَبْعَثَهُ إِلَى عَدُوِّهِ كَذَا وَكَذَا قَالَ : فَبَعَثَهُ فَفَتَحَ لَهُ فَلَمْ
يَزَلْ يَبْعَثُهُ إِلَى أَنْ قُتِلَ فِي الْمَرَّةِ الثَّالِثَةِ فَتَزَوَّجَ
امْرَأَتَهُ فَلَمَّا دَخَلَ عَلَيْهَا لَمْ يَلْبَثْ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى
بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِ مَلَكَيْنِ فِي صُورَةِ إِنْسِيَّيْنِ فَطَلَبَا أَنْ
يَدْخُلاَ عَلَيْهِ فَوَجَدَاهُ فِي يَوْمِ عِبَادَتِهِ فَمَنَعَهُمَا الْحَرَسُ
أَنْ يَدْخُلاَ عَلَيْهِ فَتَسَوَّرَا عَلَيْهِ الْمِحْرَابِ قَالَ : فَمَا شَعَرَ
وَهُوَ يُصَلِّي إِذْ هُوَ بِهِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ جَالِسَيْنِ قَالَ : فَفَزِعَ
مِنْهُمَا فَقَالاَ : لاَ تَخَفْ إِنَّمَا نَحْنُ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى
بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ ، وَلاَ تُشْطِطْ . يَقُولُ : لاَ تَخَفْ
وَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ فِي إِقْرَارِهِ بِخَطِيئَتِهِ.
4135- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَحْمَسِيُّ
، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ،
حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ
مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : اخْتَارَ اللَّهُ لِنُبُوَّتِهِ وَانْتَخَبَ
لِرِسَالَتِهِ دَاوُدَ بْنَ إِيشَا فَجَمَعَ اللَّهُ لَهُ ذَلِكَ النُّورَ
وَالْحِكْمَةَ وَزَادَهُ الزَّبُورَ مِنْ عِنْدِهِ فَمَلَكَ دَاوُدُ بْنُ إِيشَا
سَبْعِينَ سَنَةً فَأَنْصَفَ النَّاسَ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ وَقَضَى بِالْفَصْلِ
بَيْنَهُمْ بِالَّذِي عَلَّمَهُ اللَّهُ وَأَعْطَاهُ مِنْ حِكْمَتِهِ وَأَمَرَ
رَبُّنَا الْجِبَالَ فَأَطَاعَتْهُ ، وَأَلاَنَ لَهُ الْحَدِيدَ بِإِذْنِ اللهِ وَأَمَرَ
رَبُّنَا الْمَلاَئِكَةَ تَحْمِلُ لَهُ التَّابُوتَ فَلَمْ يَزَلْ دَاوُدُ
يُدَبِّرُ بِعِلْمِ اللهِ ، وَنُورِهِ قَاضِيًا بِحَلاَلِهِ نَاهِيًا عَنْ
حَرَامِهِ ، حَتَّى إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْبِضَهُ إِلَيْهِ أَوْحَى إِلَيْهِ
أَنِ أَسْتَوْدِعْ نُورَ اللهِ وَحِكْمَتِهِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ
إِلَى ابْنِكَ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ فَفَعَلَ.
4136- أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ،
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا
وُهَيْبٌ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ : فِي قَوْلِهِ
عَزَّ وَجَلَّ : {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّكْرِ} قَالَ
: فِي زَبُورِ دَاوُدَ مِنْ بَعْدِ ذِكْرِ مُوسَى {أَنَّ الأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}
قَالَ : الْجَنَّةُ.
ذِكْرُ نَبِيِّ اللهِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ وَمَا
آتَاهُ اللَّهُ مِنَ الْمُلْكِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
4137- حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ
بْنِ هَانِي ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، إِمْلاَءً
بِإِمْضَاءِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدِ
بْنِ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنِي شِهَابُ بْنُ عَبْدِ رَبِّهِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ
عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : مَشَيْتُ مَعَ عَمِّي مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ
بْنِ الْحُسَيْنِ إِلَى جَعْفَرٍ فَقُلْتُ : زَعَمَ النَّاسُ أَنَّ سُلَيْمَانَ
بْنَ دَاوُدَ سَأَلَ رَبَّهُ أَنْ يَهَبَ لَهُ مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ
بَعْدِهِ وَأَنَّهَا الْعِشْرِينَ فَقَالَ : مَا أَدْرِي مَا أَحَادِيثُ النَّاسِ
وَلَكِنْ حَدَّثَنِي أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَلِيٍّ
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : لَمْ يُعَمِّرِ اللَّهُ
مَلِكًا فِي أُمَّةِ نَبِيٍّ مَضَى قَبْلَهُ مَا بَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيُّ مِنَ
الْعُمُرِ فِي أُمَّتِهِ.
4138- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَا بْنِ دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمُحَارِبِيُّ ، عَنْ أَشْعَثَ ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ مُرَّةَ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {وَدَاوُدَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ
فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ} قَالَ : كَرْمٌ قَدْ
أَنْبَتَتْ عَنَاقِيدُهُ فَأَفْسَدَتْهُ الْغَنَمُ ، قَالَ : فَقَضَى دَاوُدُ بِالْغَنَمِ
لِصَاحِبِ الْكَرْمِ فَقَالَ سُلَيْمَانُ : غَيْرَ هَذَا يَا نَبِيَّ اللهِ ،
قَالَ : وَمَا ذَاكَ ؟ قَالَ : تَدْفَعُ الْكَرْمَ إِلَى صَاحِبِ الْغَنَمِ
فَيَقُومُ عَلَيْهِ حَتَّى يَعُودَ كَمَا كَانَ وَتَدْفَعُ الْغَنَمَ إِلَى
صَاحِبِ الْكَرْمِ فَيُصِيبَ مِنْهَا حَتَّى إِذَا عَادَ الْكَرْمُ كَمَا كَانَ
دَفَعْتَ الْكَرْمَ إِلَى صَاحِبِهِ ، وَدَفَعْتَ الْغَنَمَ إِلَى صَاحِبِهَا
قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ :
{فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلًّا آتَيْنَا حُكْمًا
وَعِلْمًا}.
4139- أَخْبَرَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَحْمَسِيُّ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ
السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : أُعْطِيَ سُلَيْمَانُ بْنُ
دَاوُدَ مُلْكَ مَشَارِقِ الأَرْضِ وَمَغَارِبِهَا فَمَلَكَ سُلَيْمَانُ بْنُ
دَاوُدَ سَبْعمِائَةَ سَنَةٍ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ مَلَكَ أَهْلَ الدُّنْيَا كُلَّهُمْ
مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ وَالشَّيَاطِينِ وَالدَّوَابِّ وَالطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ
، وَأُعْطِي عِلْمَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَمَنْطِقَ كُلِّ شَيْءٍ ، وَفِي زَمَانِهِ
صُنِعَتِ الصَّنَائِعُ الْمُعْجِبَةُ الَّتِي مَا سَمِعَ بِهَا النَّاسُ ،
وَسُخِّرَتْ لَهُ فَلَمْ يَزَلْ مُدَبِّرًا بِأَمْرِ اللهِ وَنُورِهِ وَحِكْمَتِهِ
، حَتَّى إِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يَقْبِضَهُ أَوْحَى إِلَيْهِ أَنِ
اسْتَوْدِعْ عِلْمَ اللهِ وَحِكْمَتَهُ أَخَاهُ وَوَلَدَ دَاوُدَ وَكَانُوا
أَرْبَعَ مِائَةٍ وَثَمَانِينَ رَجُلاً بِلاَ رِسَالَةٍ.
4140- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ ، قَالَ : أَرَّخَ بَنُو إِسْحَاقَ مِنْ مَبْعَثِ مُوسَى إِلَى
مُلِكِ سُلَيْمَانَ بْنِ دَاوُدَ قَالَ : وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُدَ قَالَ :
أُخِذَتْ إِلَيْهِ النُّبُوَّةُ وَالرِّسَالَةُ أَنْ يَهَبَ لَهُ مُلْكًا لاَ
يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ فَسَخَّرَ لَهُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ وَالطَّيْرَ وَالرِّيحَ.
4141- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ
الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ الْبُوشَنْجِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي حَجَّاجٌ ، عَنْ أَبِي مَعْشَرٍ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ كَعْبٍ ، قَالَ : بَلَغَنَا أَنَّ سُلَيْمَانَ بْنَ دَاوُدَ ،
كَانَ عَسْكَرُهُ مِائَةَ فَرْسَخٍ خَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ مِنْهَا لِلإِنْسِ ،
وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ لِلْجِنِّ ، وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ لِلْوَحْشِ ،
وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ لِلطَّيْرِ ، وَكَانَ لَهُ أَلْفُ بَيْتٍ مِنْ قَوَارِيرَ
عَلَى الْخَشَبِ مِنْهَا ثَلاَثُ مِائَةِ صَرِيحَةٍ ، وَسَبْعُ مِائَةِ سَرِيَّةٍ
فَأَمَرَ الرِّيحَ الْعَاصِفَ فَرَفَعَتْهُ فَأَمَرَ الرِّيحَ فَسَارَتْ بِهِ
فَأَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ وَهُوَ يَسِيرُ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ إِنِّي
قَدْ زِدْتُ فِي مُلْكِكَ أَنْ لاَ يَتَكَلَّمَ أَحَدٌ مِنَ الْخَلاَئِقِ بِشَيْءٍ
إِلاَّ جَاءَتِ الرِّيحُ فَأَخْبَرَتْكَ.
4142- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَبَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا
سَلْمُ بْنُ جُنَادَةَ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : كَانَ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ
يُوضَعُ لَهُ سِتُّ مِائَةِ كُرْسِيٍّ ، ثُمَّ يَجِيءُ أَشْرَافُ الإِنْسِ
فَيَجْلِسُونَ مِمَّا يَلِيهِ ، ثُمَّ يَجِيءُ أَشْرَافُ الْجِنِّ فَيَجْلِسُونَ
مِمَّا يَلِي أَشْرَافَ الإِنْسِ ، ثُمَّ يَدْعُو الطَّيْرَ فَتُظِلُّهُمْ ، ثُمَّ
يَدْعُو الرِّيحَ فَتَحْمِلُهُمْ قَالَ : فَيَسِيرُ فِي الْغَدَاةِ الْوَاحِدَةِ
مَسِيرَةَ شَهْرٍ.
4143- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ أَبَانَ الأَزْدِيُّ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَا بْنِ أَبِي
زَائِدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ
اللهِ الْوَادِعِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُعَاوِيَةَ ، يَقُولُ : مَلَكَ الأَرْضَ
أَرْبَعَةٌ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ وَذُو الْقَرْنَيْنِ وَرَجُلٌ مِنْ أَهْلِ حُلْوَانَ
وَرَجُلٌ آخَرُ فَقِيلَ لَهُ : الْخَضِرُ ؟ فَقَالَ : لاَ.
ذِكْرُ زَكَرِيَا بْنِ أَدْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
4144- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ السُّلَمِيُّ
، أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادِ بْنِ
طَلْحَةَ الْقَنَّادُ ، حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ ،
عَنْ مُرَّةَ ، وَأَبِي مَالِكٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ،
وَعَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالُوا : كَانَ آخِرَ أَنْبِيَاءِ
بَنِي إِسْرَائِيلَ زَكَرِيَا بْنُ أَدْنَ بْنِ مُسْلِمٍ وَكَانَ مِنْ ذُرِّيَّةِ
يَعْقُوبَ قَالَ : يَرِثُنِي مُلْكِي ، وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ النُّبُوَّةَ.
4145- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
كَانَ زَكَرِيَّا نَجَّارًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
ذِكْرُ يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا نَبِيِّ اللَّهُ
عَلَيْهِمَا الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ
4146- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ
، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ طَلْحَةَ ،
حَدَّثَنَا أَسْبَاطُ بْنُ نَصْرٍ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ ،
وَأَبِي صَالِحٍ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَعَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ
، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ سِرًّا فَقَالَ : رَبِّ
إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي ، وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا ، وَلَمْ أَكُنْ
بِدُعَائِكَ رَبِّ شَقِيًّا وَإِنِّي خِفْتُ الْمَوَالِيَ مِنْ وَرَائِي ، وَهُمُ
الْعَصَبَةُ وَكَانَتِ امْرَأَتِي عَاقِرًا فَهَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيًّا
يَرِثُنِي ، ويَرِثُ نُبُوَّتِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ يَرِثُ نُبُوَّةَ آلِ
يَعْقُوبِ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا ، وَقَوْلُهُ : هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ
ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً ، يَقُولُ مَنَازِلُهُ : إِنَّكَ سُمَيْعُ الدُّعَاءِ
وَقَالَ : رَبِّ لاَ تَذَرْنِي فَرْدًا وَأَنْتَ خَيْرُ الْوَارِثِينَ ،
فَنَادَتْهُ الْمَلاَئِكَةُ وَهُوَ جِبْرِيلُ ، وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي
الْمِحْرَابِ أَنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِغُلاَمٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ
لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا لَمْ يُسَمَّ قَبْلَهُ أَحَدٌ يَحْيَى وَقَالَتِ
الْمَلاَئِكَةُ : إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ
اللهِ يُصَدِّقُ عِيسَى وَحَصُورًا ، وَالْحَصُورُ : الَّذِي لاَ يُرِيدُ
النِّسَاءَ فَلَمَّا سَمِعَ النِّدَاءَ جَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَقَالَ لَهُ : يَا
زَكَرِيَّا إِنَّ الصَّوْتَ الَّذِي سَمِعْتَ لَيْسَ مِنَ اللهِ إِنَّمَا هُوَ
مِنَ الشَّيْطَانِ سَخِرَ بِكَ وَلَوْ كَانَ مِنَ اللهِ أَوْحَاهُ إِلَيْكَ كَمَا
يُوحِي إِلَيْكَ غَيْرَهُ مِنَ الأَمْرِ فَشَكَّ مَكَانَهُ وَقَالَ : أَنَّى يَكُونُ
لِي غُلاَمٌ يَقُولُ مِنْ أَيْنَ يَكُونُ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبْرُ
وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ : كَذَلِكَ اللَّهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءَ وَقَدْ
خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4147- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الْقَاضِي بِبُخَارَى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ
، أَنْبَأَ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ
، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيُّ ، عَنْ نَوْفٍ الْبِكَالِيِّ ، قَالَ : دَعَا
زَكَرِيَّا رَبَّهُ فَقَالَ : {رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً
إِنَّكَ سُمَيْعُ الدُّعَاءِ} {إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ
شَيْبًا} الآيَاتُ ، ثُمَّ قَالَ : {أَنَّى يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَكَانَتِ
امْرَأَتِي عَاقِرًا وَقَدْ بَلَغْتُ مِنَ الْكِبَرِ عِتِيًّا} قَالَ كَذَلِكَ
قَالَ رَبُّكَ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ
شَيْئًا قَالَ رَبِّ اجْعَلْ لِي آيَةً قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَ
لَيَالٍ سَوِيًّا قَالَ : فَخُتِمَ عَلَى لِسَانِهِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ
وَلَيَالِيهِنَّ وَهُوَ صَحِيحٌ لاَ يَتَكَلَّمُ {فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ
الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُكْرَةً} وَعَشِيًّا يَا يَحْيَى خُذِ
الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا الآيَاتُ إِلَى {يُبْعَثُ
حَيًّا}.
4148- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ حَمْدُونَ الْوَرَّاقُ
، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْعَسْكَرِيُّ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ
غَانِمٍ ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ،
قَالَ : كَانَ زَكَرِيَّا وَعِمْرَانُ تَزَوَّجَا أُخْتَيْنِ فَكَانَتْ أُمُّ
يَحْيَى عِنْدَ زَكَرِيَّا وَكَانَتْ أُمُّ مَرْيَمَ عِنْدَ عِمْرَانَ فَهَلَكَ عِمْرَانُ
وَأُمُّ مَرْيَمَ حَامِلٌ بِمَرْيَمَ وَهِيَ جَنِينٌ فِي بَطْنِهَا وَكَانَتْ
فِيمَ يَزْعُمُونَ قَدْ أَمْسَكَ اللَّهُ عَنْهَا الْوَلَدَ حَتَّى أَيِسَتْ
وَكَانُوا أَهْلَ بَيْتٍ مِنَ اللهِ بِمَكَانٍ.
4149- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، وَأَبُو سَلَمَةَ قَالاَ
: حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ ، وَيُونُسَ
بْنِ عُبَيْدٍ ، وَحُمَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَا مِنْ
آدَمَيٍّ إِلاَّ وَقَدْ أَخْطَأَ أَوْ هَمَّ بِخَطِيئَةٍ أَوْ عَمِلَهَا إِلاَّ
أَنْ يَكُونَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا لَمْ يَهِمَّ بِخَطِيئَةٍ وَلَمْ
يَعْمَلْهَا.
4150- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الأَحْمَسِيُّ ، بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ ،
حَدَّثَنِي مَرْوَانُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ مُعَاذٍ ،
حَدَّثَنِي مُدْرِكُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
ذَكْوَانَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ سَمُرَةَ ، عَنْ كَعْبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، قَالَ : كَانَ يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا سَيِّدًا وَحَصُورًا وَكَانَ لاَ يَقْرَبُ
النِّسَاءَ وَلاَ يَشْتَهِيهِنَّ ، وَكَانَ شَابًّا حَسَنَ الْوَجْهِ وَالصُّورَةِ
لَيَّنَ الْجَنَاحِ ، قَلِيلَ الشَّعْرِ قَصِيرَ الأَصَابِعِ طَوِيلَ الأَنْفِ
أَقْرَنَ الْحَاجِبَيْنِ ، دَقِيقَ الصَّوْتِ كَثِيرَ الْعِبَادَةِ قَوِيًّا فِي طَاعَةِ
اللَّهِ.
4151- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ
جُنَادَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ
بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالَ : بُعِثَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَيَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا فِي
اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا مِنَ الْحَوَارِيِّينَ يُعَلِّمُونَ النَّاسَ قَالَ :
وَكَانَ فِيمَا يَنْهَوْنَهُمْ عَنْهُ نِكَاحُ ابْنَةِ الأَخِ قَالَ : وَكَانَتْ لِمَلِكِهِمُ
ابْنَةُ أَخٍ تُعْجِبُهُ يُرِيدُ أَنْ يَتَزَوَّجُهَا فَكَانَتْ لَهَا كُلَّ
يَوْمٍ حَاجَةٌ يَقْضِيهَا فَلَمَّا بَلَغَ ذَلِكَ أُمَّهَا قَالَتْ لَهَا : إِذَا
دَخَلْتِ عَلَى الْمَلِكِ فَسَأَلَكِ حَاجَتَكِ فَقُولِي حَاجَتِي أَنْ تَذْبَحَ لِي
يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا فَلَمَّا دَخَلَتْ عَلَيْهِ سَأَلَهَا حَاجَتَهَا
فَقَالَتْ : حَاجَتِي أَنْ تَذْبَحَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا فَقَالَ : سَلِينِي
غَيْرَ هَذَا ، فَقَالَتْ : مَا أَسْأَلُكَ إِلاَّ هَذَا ، فَقَالَ : فَلَمَّا
أَبَتْ عَلَيْهِ دَعَا يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا وَدَعِي بِطَشْتٍ فَذَبَحَهُ فَدَرَّتْ
قَطْرَةً مِنْ دَمِهِ عَلَى الأَرْضِ فَلَمْ تَزَلْ تَغْلِي حَتَّى بَعَثَ اللَّهُ
بُخْتَنَصَّرَ عَلَيْهِمْ فَجَاءَتْهُ عَجُوزٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
فَدَلَّتْهُ عَلَى ذَلِكَ الدَّمِ فَأَلْقَى اللَّهُ فِي قَلْبِهِ أَنْ يَقْتُلَ
عَلَى ذَلِكَ الدَّمِ مِنْهُمْ حَتَّى يَسْكُنَ فَقَتَلَ سَبْعِينَ أَلْفًا
مِنْهُمْ مِنْ سِنٍّ وَاحِدَةٍ حَتَّى سَكَنَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ إِسْنَادُهُ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4152- فَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الشَّافِعِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ شَدَّادٍ الْمِسْمَعِيُّ
، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ حَبِيبِ بْنِ أَبِي
ثَابِتٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ
: أَوْحَى اللَّهُ إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنِّي قَتَلْتُ بِيَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا سَبْعِينَ أَلْفًا
، وَإِنِّي قَاتِلٌ بِابْنِ ابْنَتِكَ سَبْعِينَ أَلْفًا وَسَبْعِينَ أَلْفًا.
وَقَدْ رَوَاهُ حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ الْخَزَّازُ
عَنْ أَبِي نُعَيْمٍ
ذِكْرُ نَبِيِّ اللهِ وَرُوحِهِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ
صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلاَمُهُ عَلَيْهِمَا
4153- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا
سُرَيْجُ بْنُ النُّعْمَانِ الْجَوْهَرِيُّ ، حَدَّثَنَا فُلَيْحُ بْنُ
سُلَيْمَانَ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي
عَمْرَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا أَوْلَى النَّاسِ بِعِيسَى ابْنِ
مَرْيَمَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ الأَنْبِيَاءُ إِخْوَةٌ لِعَلاَّتٍ
أُمَّهَاتُهُمْ شَتَّى وَدِينُهُمْ وَاحِدٌ وَلَيْسَ بَيْنِي وَبَيْنَ عِيسَى
ابْنِ مَرْيَمَ نَبِيٌّ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.
4154- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ حَبِيبٍ ، عَنْ شَهْرِ بْنِ
حَوْشَبٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : حَنَّةُ وَلَدَتْ
مَرْيَمَ ، وَمَرْيَمُ وَلَدَتْ عِيسَى.
4155- حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ
بْنُ عَمْرٍو الْعَنْقَزِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ
جَابِرٍ ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ ، قَالَ : وُلِدَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَوْمَ
عَاشُورَاءَ.
4156- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّفَّارُ
الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمَّادٍ
، حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَعَنْ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالاَ : خَرَجَتْ
مَرْيَمُ إِلَى جَانِبِ الْمِحْرَابِ بِحَيْضٍ أَصَابَهَا فَلَمَّا طَهُرَتْ إِذْ
هِيَ بِرَجُلٍ مَعَهَا وَهُوَ قَوْلُهُ
: {فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا
بَشَرًا سَوِيًّا} ، وَهُوَ جِبْرِيلُ
عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَفَزِعَتْ مِنْهُ فَقَالَتْ : {إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَنِ مِنْكَ
إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا} قَالَ :
{إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لأَهَبَ لَكِ غُلاَمًا
زَكِيًّا} الآيَةُ ، فَخَرَجَتْ وَعَلَيْهَا جِلْبَابُهَا فَأَخَذَ بِكُمِّهَا
فَنَفَخَ فِي جَيْبِ دِرْعِهَا وَكَانَ مَشْقُوقًا مِنْ قُدَّامِهَا فَدَخَلَتِ النَّفْخَةُ
صَدْرَهَا فَحَمَلَتْ فَأَتَتْهَا أُخْتُهَا امْرَأَةُ زَكَرِيَّا لَيْلَةً
تَزُورُهَا فَلَمَّا فَتَحَتْ لَهَا الْبَابَ الْتَزَمَتْهَا فَقَالَتِ امْرَأَةُ
زَكَرِيَّا : يَا مَرْيَمُ أَشَعَرْتِ أَنِّي حُبْلَى ؟ فَقَالَتْ مَرْيَمُ
أَيْضًا : أَشَعَرْتِ أَنِّي حُبْلَى ، فَقَالَتِ امْرَأَةُ زَكَرِيَّا : فَإِنِّي
وَجَدْتُ مَا فِي بَطْنِي يَسْجُدُ لِلَّذِي فِي بَطْنِكِ فَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ
وَجَلَّ : {مُصَدِّقًا بِكَلِمَةٍ مِنَ اللَّهِ} فَوَلَدَتِ امْرَأَةُ زَكَرِيَّا يَحْيَى
وَلَمَّا بَلَغَ أَنْ تَضَعَ مَرْيَمُ خَرَجَتْ إِلَى جَانِبِ الْمِحْرَابِ
فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتِ اسْتِحْيَاءً مِنَ
النَّاسِ : {يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسِيًّا مَنْسِيًّا}
فَنَادَاهَا جِبْرِيلُ {مِنْ تَحْتِهَا أَلاَّ تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ
تَحْتَكِ سَرِيًّا وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ
رُطَبًا جَنِيًّا} فَهَزَّتْهُ فَأَجْرَى لَهَا فِي الْمِحْرَابِ نَهْرًا
وَالسَّرِيُّ : النَّهَرُ فَتَسَاقَطَتِ النَّخْلَةُ رُطَبًا جَنِيًّا فَلَمَّا
وَلَدَتْهُ ذَهَبَ الشَّيْطَانُ فَأَخْبَرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّ مَرْيَمَ
وَلَدَتْ فَلَمَّا أَرَادُوهَا عَلَى الْكَلاَمِ أَشَارَتْ إِلَى عِيسَى
فَتَكَلَّمَ عِيسَى فَقَالَ : إِنِّي عَبْدُ اللهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ
وَجَعَلَنِي نَبِيًّا وَجَعَلَنِي مُبَارَكًا فَلَمَّا وُلِدَ عِيسَى لَمْ يَبْقَ
فِي الأَرْضِ صَنَمٌ يُعْبَدُ مِنْ دُونِ اللهِ إِلاَّ وَقَعَ سَاجِدًا لِوَجْهِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4157- حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْهَرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ ، عَنْ جَابِرٍ أَنَّ وَفْدَ نَجْرَانَ أَتَوُا النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : مَا تَقُولُ فِي عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ؟ فَقَالَ
: هُوَ رُوحُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ وَعَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ قَالُوا لَهُ : هَلْ
لَكَ أَنْ نُلاَعِنَكَ أَنَّهُ لَيْسَ كَذَلِكَ ؟ قَالَ : وَذَاكَ أَحَبُّ إِلَيْكُمْ
؟ قَالُوا : نَعَمْ . قَالَ : فَإِذَا شِئْتُمْ فَجَاءَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَجَمَعَ وَلَدَهُ وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ فَقَالَ
رَئِيسُهُمْ : لاَ تُلاَعِنُوا هَذَا الرَّجُلَ فَوَاللَّهِ لَئِنْ لاَعَنْتُمُوهُ
لَيُخْسَفَنَّ أَحَدُ الْفَرِيقَيْنِ . فَجَاؤُوا فَقَالُوا : يَا أَبَا
الْقَاسِمِ إِنَّمَا أَرَادَ أَنْ يُلاَعِنَكَ سُفَهَاؤُنَا وَإِنَّا نُحِبُّ أَنْ
تُعْفِيَنَا قَالَ : قَدْ أَعْفَيْتُكُمْ ثُمَّ قَالَ : إِنَّ الْعَذَابَ قَدْ
أَظَلَّ نَجْرَانَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4158- أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا جَدِّي ، حَدَّثَنَا أَبُو
ثَابِتٍ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْمَدَائِنِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُسَيْطٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كُلُّ وَلَدِ آدَمَ الشَّيْطَانُ نَائِلٌ مِنْهُ
تِلْكَ الطَّعْنَةَ وَلَهَا يَسْتَهِلُّ الْمَوْلُودُ صَارِخًا ، إِلاَّ مَا كَانَ
مِنْ مَرْيَمَ وَابْنِهَا ، فَإِنَّ أُمَّهَا حِينَ وَضَعَتْهَا يَعْنِي أُمَّهَا
قَالَتْ : إِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ
فَضَرَبَ دُونَهَا الْحِجَابَ فَطَعَنَ فِيهِ فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ
وَأَنْبَتَهَا نَبَاتًا حَسَنًا وَهَلَكَتْ أُمُّهَا فَضَمَّتْهَا إِلَى
خَالَتِهَا أُمِّ يَحْيَى.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4159- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
سَعِيدِ بْنِ الأَصْبَهَانِيِّ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ
زَائِدَةَ ، عَنْ مَيْسَرَةَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فَيَأْتُونَ
عِيسَى بِالشَّفَاعَةِ فَيَقُولُ : هَلْ تَعْلَمُونَ أَحَدًا هُوَ كَلِمَةُ اللهِ
وَرُوحُهُ وَيُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ وَيُحْيِي الْمَوْتَى غَيْرِي ؟
فَيَقُولُونَ : لاَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4160- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
أَنْبَأَ هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ،
حَدَّثَنَا دَاودُ بْنُ أَبِي الْفُرَاتِ ، حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ ،
عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَفْضَلُ نِسَاءِ الْعَالَمِينَ خَدِيجَةُ بِنْتُ
خُوَيْلِدٍ ، وَفَاطِمَةُ بِنْتُ مُحَمَّدٍ وَمَرْيَمُ بِنْتُ عِمْرَانَ وَآسِيَةُ
بِنْتُ مُزَاحِمٍ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
بِهَذَا اللَّفْظِ.
4161- حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الشَّعِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا
مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمْ يَتَكَلَّمْ فِي الْمَهْدِ إِلاَّ
ثَلاَثَةٌ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ ، وَشَاهِدُ يُوسُفَ ، وَصَاحِبُ جُرَيْجٍ ،
وَابْنُ مَاشِطَةَ بِنْتِ فِرْعَوْنَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4162- أَخْبَرَنِي أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْحِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ ،
حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ عَطَاءٍ ، مَوْلَى أُمِّ
حَبِيبَةَ قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيَهْبِطَنَّ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا
عَدْلاً ، وَإِمَامًا مُقْسِطًا وَلَيَسْلُكَنَّ فَجًّا حَاجًّا ، أَوْ مُعْتَمِرًا
أَوْ بِنِيِّتِهِمَا وَلَيَأْتِيَنَّ قَبْرِي حَتَّى يُسَلِّمَ وَلاََرُدَّنَ
عَلَيْهِ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ : أَيْ بَنِي أَخِي إِنْ رَأَيْتُمُوهُ
فَقُولُوا : أَبُو هُرَيْرَةَ يُقْرِئُكَ السَّلاَمَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
4163- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ،
وَالْحَسَنُ بْنُ الْفَضْلِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا
هَمَّامٌ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ : إِنَّ رُوحَ اللهِ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ نَازِلٌ فِيكُمْ
فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَاعْرِفُوهُ رَجُلٌ مَرْبُوعٌ إِلَى الْحُمْرَةِ
وَالْبَيَاضِ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ مُمَصَّرَانِ كَأَنَّ رَأْسَهُ يَقْطُرُ ، وَإِنْ
لَمْ يُصِبْهُ بَلَلٌ فَيَدُقُّ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعُ
الْجِزْيَةَ ، وَيَدْعُو النَّاسَ إِلَى الإِسْلاَمِ فَيُهْلِكُ اللَّهُ فِي
زَمَانِهِ الْمَسِيحَ الدَّجَّالَ وَتَقَعُ الأَمَنَةُ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ
حَتَّى تَرْعَى الأَسْوَدُ مَعَ الإِبِلِ ، وَالنُّمُورُ مَعَ الْبَقَرِ وَالذِّئَابُ
، مَعَ الْغَنَمِ وَيَلْعَبُ الصِّبْيَانُ مَعَ الْحَيَّاتِ ، لاَ تَضُرُّهُمْ
فَيَمْكُثُ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، ثُمَّ يُتَوَفَّى وَيُصَلِّي عَلَيْهِ
الْمُسْلِمُونَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4164- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الآسْفَرَايِينِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ
مُنَبِّهٍ ، قَالَ : تَوَفَّى اللَّهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ثَلاَثَ سَاعَاتٍ مِنْ
نَهَارٍ حِينَ رَفَعَهُ إِلَيْهِ وَالنَّصَارَى تَزْعُمُ أَنَّهُ تَوَفَّاهُ
سَبْعَ سَاعَاتٍ مِنَ النَّهَارِ ، ثُمَّ أَحْيَاهُ قَالَ وَهْبٌ : وَزَعَمَتِ النَّصَارَى
أَنَّ مَرْيَمَ وَلَدَتْ عِيسَى لِمُضِيِّ ثَلاَثِ مِائَةِ سَنَةٍ وَثَلاَثٍ
وَسِتِّينَ مِنْ وَقْتِ وِلاَدَةِ الإِسْكَنْدَرِ وَزَعَمُوا أَنَّ مَوْلِدَ
يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا كَانَ قَبْلَ مَوْلِدِ عِيسَى بِسِتَّةِ أَشْهُرٍ ،
وَزَعَمُوا أَنَّ مَرْيَمَ حَمَلَتْ بِعِيسَى وَلَهَا ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً ،
وَأَنَّ عِيسَى عَاشَ إِلَى أَنْ رُفِعَ ابْنَ اثْنَيْنِ وَثَلاَثِينَ سَنَةً ،
وَأَنَّ مَرْيَمَ بَقِيَتْ بَعْدَ رَفْعِهِ سِتَّ سِنِينَ فَكَانَ جَمِيعُ
عُمْرِهَا سِتًّا وَخَمْسِينَ سَنَةً ، وَكَانَ زَكَرِيَا بْنُ بَرْخِيَا أَبَا
يَحْيَى بْنِ زَكَرِيَّا زَعَمُوا ابْنَ مِائَتَيْنِ ، وَأُمُّ مَرْيَمَ حَامِلٌ
بِمَرْيَمَ فَلَمَّا وُلِدَتْ مَرْيَمَ كَفَلَهَا زَكَرِيَّا بَعْدَ مَوْتِ
أُمِّهَا لأَنَّ خَالَتَهَا أُخْتُ أُمِّهَا كَانَتْ عِنْدَهُ وَاسْمُ أُمِّ مَرْيَمَ
حَنَّةُ بِنْتُ فَاقُوذَ بْنِ قِيلَ.
قَالَ الْحَاكِمُ : قَدِ اخْتَلَفَتِ الرِّوَايَاتُ فِي
عَدَدِ الْمُرْسَلِينَ مِنَ الأَنْبِيَاءِ وَسَائِرِ الأَنْبِيَاءِ وَالَّذِي
أَدَّى إِلَيْهِ الِاجْتِهَادُ مِنْ لَدُنْ آدَمَ إِلَى أَنْ بُعِثَ نَبِيُّنَا
الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَدْ ذَكَرْتُهُمْ.
وَقَدْ ذَكَرَ الْمُرْسَلِينَ مِنْهُمْ وَهْبُ بْنُ
مُنَبِّهٍ فِي الْحَدِيثِ الَّذِي:
4165- حَدَّثَنَاهُ الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الآسْفَرَايِينِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَرَاءِ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمُنْعِمِ بْنُ إِدْرِيسَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ
مُنَبِّهٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّهُ
قَالَ لِرَجُلٍ جَالِسٍ عِنْدَهُ وَهُوَ يُحَدِّثُ أَصْحَابَهُ : ادْنُ مِنِّي
فَقَالَ لَهُ الرَّجُلُ : أَبْقَاكَ اللَّهُ ، وَاللَّهِ مَا أُحْسِنُ أَنْ أَسْأَلَكَ
كَمَا سَأَلَ هَؤُلاَءِ ، فَقَالَ : ادْنُ مِنِّي فَأُحَدِّثُكَ عَنِ
الأَنْبِيَاءِ الْمَذْكُورِينَ فِي كِتَابِ اللهِ أُحَدِّثُكَ عَنْ آدَمَ إِنَّهُ
كَانَ عَبْدًا حَرَّاثًا ، وَأُحَدِّثُكَ عَنْ نُوحٍ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا
نَجَّارًا ، وَأُحَدِّثُكَ عَنْ إِدْرِيسَ إِنَّهُ كَانَ عَبْدًا خَيَّاطًا ،
وَأُحَدِّثُكَ عَنْ دَاوُدَ أَنَّهُ كَانَ عَبْدًا زَرَّادًا ، وَأُحَدِّثُكَ عَنْ
مُوسَى أَنَّهُ كَانَ عَبْدًا رَاعِيًا ، وَأُحَدِّثُكَ عَنْ إِبْرَاهِيمَ أَنَّهُ
كَانَ عَبْدًا زَرَّاعًا ، وَأُحَدِّثُكَ عَنْ صَالِحٍ أَنَّهُ كَانَ عَبْدًا
تَاجِرًا ، وَأُحَدِّثُكَ عَنْ سُلَيْمَانَ أَنَّهُ كَانَ عَبْدًا آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ
وَكَانَ يَصُومُ فِي أَوَّلِ الشَّهْرِ سِتَّةَ أَيَّامٍ وَفِي وَسَطِهِ ثَلاَثَةَ
أَيَّامٍ وَفِي آخِرِهِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَكَانَتْ لَهُ تِسْعُ مِائَةِ
سَرِيَّةٍ ، وَثَلاَثُ مِائَةِ فِهْرِيَّةٍ وَأُحَدِّثُكَ عَنِ ابْنِ الْعَذْرَاءِ
الْبَتُولِ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ أَنَّهُ كَانَ لاَ يَخْبَأُ شَيْئًا لِغَدٍ
وَيَقُولُ : الَّذِي غَدَّانِي سَوْفَ يُعَشِّينِي وَالَّذِي عَشَّانِي سَوْفَ
يُغَدِّينِي ، يَعْبُدُ اللَّهَ لَيْلَةً كُلَّهَا يُصَلِّي حَتَّى تَطْلُعَ
الشَّمْسُ وَهُوَ بِالنَّهَارِ سَائِحٌ ، وَيَصُومُ الدَّهْرَ كُلَّهُ ، وَيَقُومُ
اللَّيْلَ كُلَّهُ ، وَأُحَدِّثُكَ عَنِ النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَرْعَى غَنْمَ أَهْلِ بَيْتِهِ بِأَجْيَادَ ، وَكَانَ
يَصُومُ فَنَقُولُ : لاَ يُفْطِرُ ، وَيُفْطِرُ فَنَقُولُ : لاَ يَصُومُ ،
وَكُلُّهَا مَا رَأَيْنَاهُ صَائِمًا وَيَصُومُ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ ثَلاَثَةَ
أَيَّامٍ ، وَكَانَ أَلْيَنَ النَّاسِ جَنَاحًا وَأَطْيَبَهُمْ خَبَرًا ،
وَأَطْوَلَهُمْ عِلْمًا ، وَأُخْبِرُكَ عَنْ حَوَّاءَ أَنَّهَا كَانَتْ تَغْزِلُ
الشَّعْرَ فَتُحَوِّلُهُ بِيَدِهَا فَتَكْسُو نَفْسَهَا وَوَلَدَهَا ، وَأَنَّ
مَرْيَمَ بِنْتَ عِمْرَانَ كَانَتْ تَصْنَعُ ذَلِكَ.
قَالَ الْحَاكِمُ : فَأَمَّا الْحَدِيثُ الْمُسْنَدُ
الْعَالِي الَّذِي يَدُلُّ عَلَى الْجُمْلَةِ مُفَسَّرًا فَهُوَ الَّذِي:
4166- حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ
الْفَضْلِ بْنِ إِدْرِيسَ السَّامِرِيُّ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
عَرَفَةَ بْنِ يَزِيدَ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
السَّعْدِيُّ الْبَصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ جُرَيْجٍ ، عَنْ
عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
: دَخَلْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي
الْمَسْجِدِ فَاغْتَنَمْتُ خَلْوَتَهُ فَقَالَ لِي : يَا أَبَا ذَرٍّ ، إِنَّ
لِلْمَسْجِدِ تَحِيَّةً قُلْتُ : وَمَا تَحِيَّتُهُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ :
رَكْعَتَانِ فَرَكَعْتُهُمَا ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَيَّ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللهِ ، إِنَّكَ أَمَرْتَنِي بِالصَّلاَةِ فَمَا الصَّلاَةُ ؟ قَالَ : خَيْرٌ
مَوْضُوعٌ فَمَنْ شَاءَ أَقَلَّ وَمَنْ شَاءَ أَكْثَرَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ
، أَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ ؟ قَالَ : الإِيمَانُ بِاللَّهِ ثُمَّ
ذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، كَمِ
النَّبِيُّونَ ؟ قَالَ : مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفَ نَبِيٍّ
قُلْتُ : كَمِ الْمُرْسَلُونَ مِنْهُمْ ؟ قَالَ : ثَلاَثُ مِائَةٍ وَثَلاَثَةَ
عَشَرَ وَذَكَرَ بَاقِيَ الْحَدِيثِ.
4167- حَدَّثَنَا أَبُو عَوْنٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ مَاهَانَ الْجَزَّارُ بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا عَلِيٌّ الصَّفَّارُ ،
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
الْمُهَاجِرِ بْنِ مِسْمَارٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، وَصَفْوَانَ
بْنِ سُلَيْمٍ ، عَنْ يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : بُعِثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بَعْدَ ثَمَانِيَةِ آلاَفٍ مِنَ الأَنْبِيَاءِ مِنْهُمْ أَرْبَعَةُ آلاَفٍ مِنْ بَنِي
إِسْرَائِيلَ.
4168- حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ مُجَالِدٍ ،
عَنْ أَبِي الْوَدَّاكِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي خَاتَمُ أَلْفِ نَبِيٍّ أَوْ أَكْثَرَ.
4169- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مُسْلِمٍ ،
عَنْ مِقْسَمٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّهُ قَالَ :
لَقَدْ سَلَكَ فَجَّ الرَّوْحَاءَ سَبْعُونَ نَبِيًّا حُجَّاجًا عَلَيْهِمْ
ثِيَابُ الصُّوفِ ، وَلَقَدْ صَلَّى فِي مَسْجِدِ الْخَيْفِ سَبْعُونَ نَبِيًّا.
4170- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الشَّهِيدُ ،
حَدَّثَنَا أَبُو الرَّبِيعِ سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ الزَّهْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ ثَابِتٍ ، حَدَّثَنَا مَعْبَدُ بْنُ خَالِدٍ الأَنْصَارِيُّ ، عَنْ
يَزِيدَ الرَّقَاشِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَانَ فِيمَا خَلاَ مِنْ إِخْوَانِي
مِنَ الأَنْبِيَاءِ ثَمَانِيَةُ آلاَفِ نَبِيٍّ ، ثُمَّ كَانَ عِيسَى ابْنُ
مَرْيَمَ ثُمَّ كُنْتُ أَنَا بَعْدَهُ.
4171- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
أَنْبَأَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
إِسْحَاقَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِكْرِمَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ
ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَالْيَهُودُ تَقُولُ : إِنَّمَا هَذِهِ
الدُّنْيَا سَبْعَةُ آلاَفِ سَنَةٍ.
4172- فَحَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ
الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ السَّامِيُّ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ
: كَانَ عُمْرُ آدَمَ أَلْفَ سَنَةٍ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : وَبَيْنَ آدَمَ
وَنُوحٍ أَلْفُ سَنَةٍ ، وَبَيْنَ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ أَلْفُ سَنَةٍ ، وَبَيْنَ
إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى سَبْعُ مِائَةِ سَنَةٍ ، وَبَيْنَ مُوسَى وَعِيسَى خَمْسُ
مِائَةِ سَنَةٍ ، وَبَيْنَ عِيسَى وَمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سِتُّ مِائَةِ سَنَةٍ.
قَالَ الْحَاكِمُ : وَقَدْ قَدَّمْتُ الرِّوَايَةَ الصَّحِيحَةَ
عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ لَيْسَ بَيْنَهُ
وَبَيْنَ عِيسَى نَبِيٌّ.
وَقَدْ رُوِّيتُ أَخْبَارًا فِي خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ
وَابْنَتِهِ الَّتِي دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَقَوْلِهِ : أَنْتِ بِنْتُ أَخِي نَبِيٍّ ضَيَّعَهُ قَوْمُهُ.
4173- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ
الْفَقِيهُ ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخَلَدِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا مُعَلَّى بْنُ مَهْدِيٍّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي يُونُسَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ رَجُلاً ، مِنْ بَنِي عَبْسٍ يُقَالَ
لَهُ خَالِدُ بْنُ سِنَانٍ قَالَ لِقَوْمِهِ : إِنِّي أُطْفِئُ عَنْكُمْ نَارَ
الْحَدَثَانِ ، قَالَ :
فَقَالَ لَهُ عُمَارَةُ بْنُ زِيَادٍ ، رَجُلٌ مِنْ
قَوْمِهِ : وَاللَّهِ مَا قُلْتَ لَنَا يَا خَالِدُ قَطُّ إِلاَّ حَقًّا فَمَا شَأْنُكَ
وَشَأَنُ نَارِ الْحَدَثَانِ تَزْعُمُ أَنَّكَ تُطْفِئُهَا قَالَ : فَانْطَلَقَ
وَانْطَلَقَ مَعَهُ عُمَارَةُ بْنُ زِيَادٍ فِي ثَلاَثِينَ مِنْ قَوْمِهِ حَتَّى
أَتَوْهَا وَهِيَ تَخْرُجُ مِنْ شَقِّ جَبَلٍ مِنْ حَرَّةٍ يُقَالَ لَهَا حَرَّةُ
أَشْجَعَ فَخَطَّ لَهُمْ خَالِدٌ خُطَّةً فَأَجْلَسَهُمْ فِيهَا فَقَالَ : إِنْ
أَبْطَأْتُ عَلَيْكُمْ فَلاَ تَدْعُونِي بِاسْمِي فَخَرَجَتْ كَأَنَّهَا خَيْلٌ
شُقُرٌ يَتْبَعُ بَعْضُهَا بَعْضًا قَالَ : فَاسْتَقْبَلَهَا خَالِدٌ فَضَرَبَهَا
بِعَصَاهُ وَهُوَ يَقُولُ : بَدَا بَدَا بَدَا كُلُّ هُدًى زَعَمَ ابْنُ رَاعِيَةِ
الْمِعْزى أَنِّي لاَ أَخْرَجُ مِنْهَا وَثَنَايَ بِيَدِي حَتَّى دَخَلَ مَعَهَا
الشِّقَّ قَالَ : فَأَبْطَأَ عَلَيْهِمْ قَالَ : فَقَالَ عُمَارَةُ بْنُ زِيَادٍ :
وَاللَّهِ لَوْ كَانَ صَاحِبُكُمْ حَيًّا لَقَدْ خَرَجَ إِلَيْكُمْ بَعْدُ ،
قَالُوا : ادْعُوهُ بِاسْمِهِ ، قَالَ : فَقَالُوا : إِنَّهُ قَدْ نَهَانَا أَنْ
نَدْعُوَهَ بِاسْمِهِ فَدَعَوْهُ بِاسْمِهِ قَالَ : فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ وَقَدْ
أَخَذَ بِرَأْسِهِ فَقَالَ : أَلَمْ أَنْهَكُمْ أَنْ تَدْعُونِيَ بِاسْمِي قَدْ
وَاللَّهِ قَتَلْتُمُونِي فَادْفِنُونِي فَإِذَا مَرَّتْ بِكُمُ الْحُمُرُ فِيهَا
حِمَارٌ أَبْتَرُ فَانْتَبِشُونِي فَإِنَّكُمْ سَتَجِدُونِي حَيًّا ، قَالَ :
فَدَفَنُوهُ فَمَرَّتْ بِهِمُ الْحُمُرُ فِيهَا حِمَارٌ أَبْتَرُ فَقُلْنَا : انْبُشُوهُ
فَإِنَّهُ أَمَرَنَا أَنْ نَنْبُشَهُ . قَالَ عُمَارَةُ بْنُ زِيَادٍ : لاَ
تُحَدِّثُ مُضَرُ أَنَّا نَنْبُشُ مَوْتَانَا وَاللَّهِ لاَ نَنْبُشُهُ أَبَدًا ،
قَالَ : وَقَدْ كَانَ أَخْبَرَهُمْ أَنَّ فِي عِكَمِ امْرَأَتِهِ لَوْحَيْنِ
فَإِذَا أَشْكَلَ عَلَيْكُمْ أَمْرٌ فَانْظُرُوا فِيهِمَا فَإِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ
مَا تَسْأَلُونَ عَنْهُ وَقَالَ : لاَ يَمَسَّهُمَا حَائِضٌ ، قَالَ : فَلَمَّا
رَجَعُوا إِلَى امْرَأَتِهِ سَأَلُوهَا عَنْهُمَا فَأَخْرَجَتْهُمَا وَهِيَ
حَائِضٌ قَالَ : فَذَهَبَ بِمَا كَانَ فِيهِمَا مِنْ عِلْمٍ.
قَالَ : فَقَالَ أَبُو يُونُسَ : قَالَ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ سُئِلَ
عَنْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ذَاكَ نَبِيٌّ
أَضَاعَهُ قَوْمُهُ وَقَالَ أَبُو يُونُسَ : قَالَ سِمَاكُ بْنُ حَرْبٍ : إِنَّ
ابْنَ خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَقَالَ : مَرْحَبًا بِابْنِ أَخِي.
قَالَ الْحَاكِمُ : هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ
الْبُخَارِيِّ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، فَإِنَّ أَبَا يُونُسَ هُوَ الَّذِي رَوَى
عَنْ عِكْرِمَةَ هُوَ حَاتِمُ بْنُ أَبِي صَغِيرَةَ وَقَدِ احْتَجَّا جَمِيعًا
بِهِ وَاحْتَجَّ الْبُخَارِيُّ بِجَمِيعِ مَا يَصِحُّ عَنْ عِكْرِمَةَ ، فَأَمَّا
مَوْتُ خَالِدِ بْنِ سِنَانٍ هَكَذَا فَمُخْتَلَفٌ فِيهِ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا
الأَصْبَغِ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنِ نَصْرٍ ، وَأَبَا عُثْمَانَ سَعِيدِ بْنِ نَصْرٍ
، وَأَبَا عَبْدِ اللهِ بْنَ صَالِحٍ الْمَعَافِرِيَّ ، الأَنْدَلُسِيِّينَ
وَجَمَاعَتُهُمْ عِنْدِي ثِقَاتٌ يَذْكُرُونَ : أَنَّ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ
الْقَيْرَوَانِ بَحْرٌ وَفِي وَسَطِهَا جَبَلٌ عَظِيمٌ ، لاَ يَصْعَدُهُ أَحَدٌ ،
وَإِنَّ طَرِيقَهَا فِي الْبَحْرِ عَلَى الْجَبَلِ ، وَأَنَّهُمْ رَأَوْا فِي أَعْلَى
الْجَبَلِ فِي غَارٍ هُنَاكَ رَجُلاً عَلَيْهِ صُوفٌ أَبْيَضُ مُحْتَبِيًا فِي
صُوفٍ أَبْيَضَ ، وَرَأْسُهُ عَلَى يَدَيْهِ ، كَأَنَّهُ نَائِمٌ لَمْ يَتَغَيَّرْ
مِنْهُ شَيْءٌ ، وَإِنَّ جَمَاعَةَ أَهْلِ النَّاحِيَةِ يَشْهَدُونَ أَنَّهُ
خَالِدُ بْنُ سِنَانٍ وَاللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ذِكْرُ أَخْبَارِ سَيِّدِ الْمُرْسَلِينَ وَخَاتَمِ
النَّبِيِّينَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ الْمُصْطَفَى
صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ الطَّاهِرِينَ مِنْ وَقْتِ وِلاَدَتِهِ
إِلَى وَقْتِ وَفَاتِهِ مَا يَصِحُّ مِنْهَا عَلَى مَا رَسَمْنَا فِي الْكِتَابِ
لاَ عَلَى مَا جَرَيْنَا عَلَيْهِ مِنْ أَخْبَارِ الأَنْبِيَاءِ قَبْلَهُ إِذْ لَمْ
نَجِدِ السَّبِيلَ إِلَيْهَا إِلاَّ عَلَى الشَّرْطِ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ.
4174- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ
بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ
خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ، عَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، أَنَّهُمْ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَخْبِرْنَا عَنْ نَفْسِكَ ،
فَقَالَ : دَعْوَةُ أَبِي إِبْرَاهِيمَ ، وَبُشْرَى عِيسَى ، وَرَأَتْ أُمِّي
حِينَ حَمَلَتْ بِي أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ بُصْرَى
وَبُصْرَى مِنْ أَرْضِ الشَّامِ.
قَالَ الْحَاكِمُ : خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ مِنْ خِيَارِ
التَّابِعِينَ ، صَحِبَ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ فَمَنْ بَعْدَهُ مِنَ الصَّحَابَةِ
فَإِذَا أَسْنَدَ حَدِيثًا إِلَى الصَّحَابَةِ فَإِنَّهُ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4175- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ،
قَالَ : قُلْتُ لأَبِي الْيَمَانِ
: حَدَّثَكَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ
الْغَسَّانِيُّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سُوَيْدٍ ، عَنِ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ
، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
إِنِّي عِنْدَ اللهِ فِي أَوَّلِ الْكِتَابِ لَخَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَأَنَّ
آدَمَ لَمُنْجَدِلٌ فِي طِينَتِهِ ، وَسَأُنَبِّئُكُمْ بِتَأْوِيلِ ذَلِكَ دَعْوَةُ
أَبِي إِبْرَاهِيمَ وَبِشَارَةُ عِيسَى قَوْمَهُ ، وَرُؤْيَا أُمِّي الَّتِي
رَأَتْ أَنَّهُ خَرَجَ مِنْهَا نُورٌ أَضَاءَتْ لَهُ قُصُورُ الشَّامِ قَالَ :
نَعَمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ شَاهِدٌ لِلْحَدِيثِ
الأَوَّلِ.
4176- أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَغْدَادِيُّ ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ مَرْثَدٍ
الطَّبَرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ مُحَمَّدٍ الزُّهْرِيُّ ، عَنْ
عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عِمْرَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ
أَبِي عَوْنٍ ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ
أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ : قَدِمْنَا الْيَمَنَ فِي رِحْلَةِ
الشِّتَاءِ فَنَزَلْنَا عَلَى حَبْرٍ مِنَ الْيَهُودِ فَقَالَ لِي رَجُلٌ مِنْ
أَهْلِ الزَّبُورِ : يَا عَبْدَ الْمُطَّلِبِ أَتَأْذَنُ لِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى
بَدَنِكَ مَا لَمْ يَكُنْ عَوْرَةً ؟ قَالَ : فَفَتَحَ إِحْدَى مَنْخَرَيَّ
فَنَظَرَ فِيهِ ، ثُمَّ نَظَرَ فِي الآُخْرَى فَقَالَ : أَشْهَدُ أَنَّ فِيَ
إِحْدَى يَدَيْكَ مُلْكًا وَفِي الآُخْرَى النُّبُوَّةَ ، وَأَرَى ذَلِكَ فِي
بَنِي زُهْرَةَ فَكَيْفَ ذَلِكَ ؟ فَقُلْتُ : لاَ أَدْرِي : قَالَ : هَلْ لَكَ
مِنْ شَاعَةٍ ؟ قَالَ : قُلْتُ :
وَمَا الشَّاعَةُ ؟ قَالَ : زَوْجَةٌ ، قُلْتُ : أَمَّا
الْيَوْمَ فَلاَ ، قَالَ : إِذَا قَدِمْتَ فَتَزَوَّجْ فِيهِمْ فَرَجَعَ عَبْدُ الْمُطَّلِبِ
إِلَى مَكَّةَ فَتَزَوَّجَ هَالَةَ بِنْتَ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ فَوَلَدَتْ
لَهُ حَمْزَةَ وَصَفِيَّةَ وَتَزَوَّجَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
آمِنَةَ بِنْتَ وَهْبٍ فَوَلَدَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَتْ قُرَيْشٌ حِينَ تَزَوَّجَ عَبْدُ اللهِ آمِنَةَ : فَلَحَ
عَبْدُ اللهِ عَلَى أَبِيهِ.
4177- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ
جَعْفَرٍ الْفَارِسِيُّ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
غَسَّانَ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الْكِنَانِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ
، قَالَ : كَانَ هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَتْ : كَانَ يَهُودِيٌّ قَدْ سَكَنَ مَكَّةَ
يَتَّجِرُ بِهَا فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فِي مَجْلِسٍ مِنْ قُرَيْشٍ : يَا
مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، هَلْ وُلِدَ فِيكُمُ اللَّيْلَةَ مَوْلُودٌ ؟ فَقَالُوا :
وَاللَّهِ مَا نَعْلَمُهُ ، قَالَ
: اللَّهُ أَكْبَرُ أَمَّا إِذَا أَخْطَأَكُمْ فَلاَ
بَأْسَ ، فَانْظُرُوا وَاحْفَظُوا مَا أَقُولُ لَكُمْ ، وُلِدَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ
نَبِيُّ هَذِهِ الآُمَّةِ الأَخِيرَةِ بَيْنَ كَتِفَيْهِ عَلاَمَةٌ فِيهَا شَعَرَاتٌ
مُتَوَاتِرَاتٌ كَأَنَّهُنَّ عُرْفُ فَرَسٍ ، لاَ يَرْضَعُ لَيْلَتَيْنِ ، وَذَلِكَ
أَنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ أَدْخَلَ أُصْبُعَيْهِ فِي فَمِهِ ، فَمَنَعَهُ
الرَّضَاعَ ، فَتَصَدَّعَ الْقَوْمُ مِنْ مَجْلِسِهِمْ وَهُمْ مُتَعَجِّبُونَ مِنْ
قَوْلِهِ وَحَدِيثِهِ ، فَلَمَّا صَارُوا إِلَى مَنَازِلِهِمْ أَخْبَرَ كُلُّ
إِنْسَانٍ مِنْهُمْ أَهْلَهُ فَقَالُوا : قَدْ وُلِدَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ غُلاَمٌ سَمَّوْهُ مُحَمَّدًا فَالْتَقَى الْقَوْمُ فَقَالُوا : هَلْ
سَمِعْتُمْ حَدِيثَ الْيَهُودِيِّ وَهَلْ بَلَغَكُمْ مَوْلِدُ هَذَا الْغُلاَمِ
فَانْطَلَقُوا حَتَّى جَاؤُوا الْيَهُودِيَّ فَأَخْبَرُوهُ الْخَبَرَ قَالَ :
فَاذْهَبُوا مَعِي حَتَّى أَنْظُرَ إِلَيْهِ فَخَرَجُوا حَتَّى أَدْخَلُوهُ عَلَى
آمِنَةَ فَقَالَ : أَخْرِجِي إِلَيْنَا ابْنَكِ فَأَخْرَجَتْهُ ، وَكَشَفُوا لَهُ
عَنْ ظَهْرِهِ فَرَأَى تِلْكَ الشَّامَةِ فَوَقَعَ الْيَهُودِيُّ مَغْشِيًّا
عَلَيْهِ فَلَمَّا أَفَاقَ قَالُوا
: وَيْلَكَ مَا لَكَ ؟ قَالَ : ذَهَبَتْ وَاللَّهِ
النُّبُوَّةُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ فَرُحْتُمْ بِهِ يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ،
أَمَا وَاللَّهِ لَيَسْطُوَنَّ بِكُمْ سَطْوَةً يَخْرُجُ خَبَرُهَا مِنَ
الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَكَانَ فِي النَّفَرِ يَوْمَئِذٍ الَّذِينَ قَالَ
لَهُمُ الْيَهُودِيُّ : مَا قَالَ هِشَامُ بْنُ الْوَلِيدِ بْنِ الْمُغِيرَةِ وَمُسَافِرُ
بْنُ أَبِي عَمْرٍو وَعُبَيْدَةُ بْنُ الْحَارِثِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ
وَعُتْبَةُ بْنُ رَبِيعَةَ شَابٌّ فَوْقَ الْمُحْتَلَمِ فِي نَفَرٍ مِنْ بَنِي
مَنَافٍ وَغَيْرِهِمْ مِنْ قُرَيْشٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَقَدْ تَوَاتَرَتِ الأَخْبَارُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وُلِدَ مَخْتُونًا مَسْرُورًا وَوُلِدَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الدَّارِ الَّتِي فِي الزِّقَاقِ الْمَعْرُوفِ
بِزِقَاقِ الْمَدْكَلِ بِمَكَّةَ ، وَقَدْ صَلَّيْتُ فِيهِ وَهِيَ الدَّارُ
الَّتِي كَانَتْ بَعْدَ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي يَدِ عَقِيلِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ فِي أَيْدِي وَلَدِهِ بَعْدَهُ.
4178- كَمَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ،
أَخْبَرَنِي عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ عُثْمَانَ ،
أَخْبَرَهُ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
أَتَنْزِلُ فِي دَارِكَ بِمَكَّةَ ؟ قَالَ : وَهَلْ تَرَكَ لَنَا عَقِيلٌ مِنْ
رِبَاعٍ أَوْ دُورٍ وَكَانَ عَقِيلٌ وَرِثَ أَبَا طَالِبٍ وَلَمْ يَرِثْهُ عَلِيٌّ
وَلاَ جَعْفَرٌ لأَنَّهُمَا كَانَا مُسْلِمَيْنِ.
قَدِ احْتَجَّ الشَّيْخَانِ بِهَذَا الْحَدِيثِ.
4179- أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ السَّمَّاكِ ،
بِبَغْدَادَ ، وَالْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ بِنَيْسَابُورَ قَالاَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ
عَطَاءٍ ، أَنْبَأَ سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ جَرِيرٍ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَعْبَدٍ الزِّمَّانِيِّ ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ
الأَنْصَارِيِّ ، أَنَّ أَعْرَابِيًّا ، سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ قَالَ : إِنَّ ذَلِكَ
الْيَوْمَ الَّذِي وُلِدْتُ فِيهِ وَأُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ.
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
إِنَّمَا احْتَجَّ مُسْلِمٌ بِحَدِيثِ شُعْبَةَ عَنْ قَتَادَةَ بِهَذَا
الإِسْنَادِ : صَوْمُ يَوْمِ عَرَفَةَ يُكَفِّرُ السُّنَّةَ وَمَا قَبْلَهَا.
4180- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالَ : وُلِدَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ
الْفِيلِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4181- حَدَّثَنَاهُ أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الأَحْمَسِيُّ بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدِ
بْنِ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ
يُونُسَ بْنِ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : وُلِدَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْفِيلِ.
تَفَرَّدَ حُمَيْدُ بْنُ الرَّبِيعِ بِهَذِهِ
اللَّفْظَةِ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَلَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهِ.
4182- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ شَبُّوَيْهِ الرَّئِيسُ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدٍ النَّيْسَابُورِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ
بْنُ الْفَضْلِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : وُلِدَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِاثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً مَضَتْ مِنْ
شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ.
4183- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ابْنِ
مَخْرَمَةَ ، قَالَ : وُلِدْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَامَ الْفِيلِ كَاللِّدَتَيْنِ قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : كَانَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ عُكَاظٍ ابْنَ عِشْرِينَ سَنَةً.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4184- حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْبَغْدَادِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ
الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي
هِنْدٍ ، عَنِ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ كِنْدِيرِ بْنِ سَعِيدٍ
، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : حَجَجْتُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ ،
يَطُوفُ بِالْبَيْتِ وَهُوَ يَرْتَجِزُ وَيَقُولُ:
رَبِّ رُدَّ إِلَيَّ رَاكِبِي مُحَمَّدًا ..... رُدَّهُ
إِلَيَّ وَاصْطَنِعْ عِنْدِي يَدَا.
فَقُلْتُ :
مَنْ هَذَا ؟ فَقَالُوا : عَبْدُ الْمُطَّلِبِ بْنُ
هَاشِمٍ بَعَثَ بِابْنِ ابْنِهِ مُحَمَّدٍ فِي طَلَبِ إِبِلٍ لَهُ وَلَمْ
يَبْعَثْهُ فِي حَاجَةٍ ، إِلاَّ أَنْجَحَ فِيهَا وَقَدْ أَبْطَأَ عَلَيْهِ فَلَمْ
يَلْبَثْ أَنْ جَاءَ مُحَمَّدٌ وَالإِبِلُ فَاعْتَنَقَهُ وَقَالَ : يَا بُنَيَّ
لَقَدْ جَزِعْتُ عَلَيْكَ جَزَعًا لَمْ أَجْزَعْهُ عَلَى شَيْءٍ قَطُّ وَاللَّهِ
لاَ أَبْعَثُكَ فِي حَاجَةٍ أَبَدًا ، وَلاَ تُفَارِقُنِي بَعْدَ هَذَا أَبَدًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
وَقَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ مِنْ أَسَامِي رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَحْمَدَ وَالْحَاشِرِ
وَالْعَاقِبِ وَالْمَاحِي.
4185- فَحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ حَاتِمٍ الْمُزَكِّي بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ حَاتِمٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : سَمَّى لَنَا
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَفْسَهُ أَسْمَاءَ فَمِنْهَا
مَا حَفِظْنَاهُ وَمِنْهَا مَا نَسِينَاهُ قَالَ : أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَنَا أَحْمَدُ
وَالْمُقَفَّى وَالْحَاشِرُ وَنَبِيُّ التَّوْبَةِ وَالْمَلْحَمَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4186- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو
الأَحْمَسِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي وَحْشِيَّةَ
، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : أَنَا مُحَمَّدٌ وَأَحْمَدُ
وَالْمُقَفَّى وَالْحَاشِرُ وَالْخَاتَمُ وَالْعَاقِبُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4187- حَدَّثَنَا الآُسْتَاذُ أَبُو الْوَلِيدِ ،
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ
، حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ
ابْنِ عَجْلاَنَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : أَنَا أَبُو الْقَاسِمِ
اللَّهُ يُعْطِي وَأَنَا أَقْسَمَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4188- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ شَرِيكٍ ، وَأَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ مِلْحَانَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، وَعُقَيْلٍ ، عَنِ ابْنِ
شِهَابٍ ، عَنْ أَنَسٍ ، قَالَ : لَمَّا وُلِدَ إِبْرَاهِيمُ ابْنُ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ : السَّلاَمُ
عَلَيْكَ يَا أَبَا إِبْرَاهِيمَ.
4189- حَدَّثَنِي بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ
، بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْعَطَّارُ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنِي
أَبِي ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ
قَالَ : مَنْ أَنَا ؟ قُلْنَا :
رَسُولُ اللهِ ، قَالَ : نَعَمْ ، وَلَكِنْ مَنْ أَنَا ؟
قُلْنَا : أَنْتَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ بْنِ
هَاشِمِ بْنِ عَبْدِ مَنَافٍ قَالَ : أَنَا سَيِّدُ وَلَدِ آدَمَ وَلاَ فَخْرَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4190- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْوَاحِدِ بْنُ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا عَاصِمُ بْنُ كُلَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
قَالَ : حَدَّثَتْنِي رَبِيبَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَيْنَبُ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَقُلْتُ لَهَا : أَخْبِرِينِي عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِمَّنْ كَانَ مِنْ مُضَرَ كَانَ ؟ قَالَتْ :
فَمِمَّنْ كَانَ إِلاَّ مِنْ مُضَرَ مِنْ وَلَدِ النَّضْرِ بْنِ كِنَانَةَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4191- أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْمُزَكِّي ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى ، حَدَّثَنَا
صَدَقَةُ بْنُ سَابِقٍ ، قَالَ : قَرَأْتُ عَلَى مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي
مُطَّلِبُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
جَدِّهِ ، أَنَّهُ ذَكَرَ وِلاَدَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَقَالَ : تُوُفِّيَ أَبُوهُ وَأُمُّهُ حُبْلَى بِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4192- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْخُوَارِزْمِيُّ ، بِبَيْتِ
الْمَقْدِسِ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ يَحْيَى بْنُ سُلَيْمَانَ الْجُعْفِيُّ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ يَمَانٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ ،
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَارَ قَبْرَ أُمِّهِ فِي أَلْفِ مُقَنَّعٍ فَمَا
رُئِيَ أَكْثَرُ بَاكِيًا مِنْ ذَلِكَ الْيَوْمِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ إِنَّمَا أَخْرَجَ مُسْلِمٌ وَحْدَهُ حَدِيثَ مُحَارِبِ بْنِ
دِثَارٍ عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ : اسْتَأْذَنْتُ رَبِّي فِي
الِاسْتِغْفَارِ لِأُمِّي فَلَمْ يَأْذَنْ لِي.
4193- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
أَنْبَأَ عُبَيْدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ،
حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ عَقِيلٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ كَعْبَ بْنَ مَالِكٍ ،
يَقُولُ : لَمَّا سَلَّمْتُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَالَ وَهُوَ يَبْرُقُ وَجْهُهُ ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا سُرَّ اسْتَنَارَ وَجْهُهُ كَأَنَّهُ قِطْعَةُ قَمَرٍ
وَكَانَ يُعْرَفُ ذَلِكَ مِنْهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وَقَدْ أَخْرَجَا وَلَمْ يُخَرِّجَا هَذِهِ اللَّفْظَةَ.
4194- أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرٍو الأَحْمَسِيُّ بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ
حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، حَدَّثَنَا الْمَسْعُودِيُّ
، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ ، عَنْ نَافِعِ بْنِ جُبَيْرٍ بْنِ
مُطْعِمٍ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : لَمْ يَكُنْ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالطَّوِيلِ ، وَلاَ بِالْقَصِيرِ
شَثْنُ الْكَفَّيْنِ ، وَالْقَدَمَيْنِ ضَخْمُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ ، مُشْرَبٌ
حُمْرَةً ضَخْمُ الْكَرَادِيسِ طَوِيلُ الْمَسْرُبَةِ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا
كَأَنَّمَا يَمْشِي يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ ، لَمْ أَرْ قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ مِثْلَهُ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
بِهَذِهِ الأَلْفَاظِ.
4195- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ قَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ
السَّيَّارِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُوَجِّهِ ، حَدَّثَنَا عَبْدَانُ
، أَخْبَرَنِي أَبِي ، عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ جَابِرِ
بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَشْكَلَ الْعَيْنَيْنِ ضَلِيعَ الْفَمِ قُلْتُ : مَا أَشْكَلُ الْعَيْنَيْنِ ؟
قَالَ : يَادَمُ حَثِيمٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ
مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4196- أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ الأَحْمَسِيُّ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنِيعٍ ،
حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ الْعَوَّامِ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجٌ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ
حَرْبٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لاَ يَضْحَكُ إِلاَّ تَبَسُّمًا وَكَانَ فِي سَاقَيْهِ
حُمُوشَةٌ ، وَكُنْتُ إِذَا نَظَرْتُ إِلَيْهِ قُلْتُ : أَكْحَلُ الْعَيْنَيْنِ
وَلَيْسَ بِأَكْحَلَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4197- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الصَّائِغُ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ
جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ : رَأَيْتُ خَاتَمَ النُّبُوَّةِ عَلَى ظَهْرِ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ بَيْضَةِ الْحَمَّامِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4198- أَخْبَرَنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
حَاتِمٍ الْكَشِّيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، أَنْبَأَ أَبُو عَاصِمٍ
، عَنْ عَزْرَةَ بْنِ ثَابِتٍ ، حَدَّثَنِي عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ
الْيَشْكُرِيُّ ، عَنْ أَبِي زَيْدٍ ، قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَبَا زَيْدٍ ، ادْنُ فَامْسَحْ ظَهْرِي قَالَ : فَدَنَوْتُ
مِنْهُ وَمَسَحْتُ ظَهْرَهُ وَوَضَعْتُ أَصَابِعِي عَلَى الْخَاتَمِ فَغَمَزْتُهَا
فَقِيلَ لَهُ : وَمَا الْخَاتَمُ ؟ قَالَ : شَعْرٌ مُجْتَمِعٌ عِنْدَ كَتِفَيْهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4199- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ، وَأَبُو
بَكْرٍ الْقَطِيعِي فِي آخَرِينَ قَالُوا : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ خَالِدِ ،
حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ أَنَسٍ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَدَلَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاصِيَتَهُ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ فَرَّقَ
بَعْدَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4200- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو
الدِّمَشْقِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَيَّاشٍ ، حَدَّثَنَا حَرِيزُ بْنُ
عُثْمَانَ ، قُلْتُ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ بُسْرٍ السُّلَمِيِّ : رَأَيْتَ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَكَانَ شَيْخًا ؟ قَالَ : كَانَ فِي عَنْفَقَتِهِ
شَعَرَاتٌ بِيضٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4201- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ
الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ الْعَلاَءِ الرَّقِّيُّ ،
حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ عَيَّاشٍ الرَّقِّيُّ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ
بُرْقَانَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، قَالَ :
قَدِمَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ الْمَدِينَةَ وَعُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ وَالِيهَا
فَبَعَثَ إِلَيْهِ عُمَرُ وَقَالَ لِلرَّسُولِ : سَلْهُ هَلْ خَضَبَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَإِنِّي رَأَيْتُ شَعْرًا مِنْ شَعْرِهِ
قَدْ لُوِّنَ ، فَقَالَ أَنَسٌ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَانَ قَدْ مُتِّعَ بِالسَّوَادِ وَلَوْ عَدَدْتُ مَا أَقْبَلَ عَلَيَّ
مِنْ شَيْبِهِ فِي رَأْسِهِ وَلِحْيَتِهِ ، مَا كُنْتُ أَزِيدُهُنَّ عَلَى إِحْدَى
عَشْرَةَ شَيْبَةً ، وَإِنَّمَا هَذَا الَّذِي لُوِّنَ مِنَ الطِّيبِ الَّذِي
كَانَ يُطَيِّبُ شَعْرَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4202- أَخْبَرَنِي أَبُو سَعِيدٍ الأَحْمَسِيُّ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ
، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ جَابِرِ
بْنِ سَمُرَةَ ، قَالَ : مَا كَانَ فِي رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلاَّ شَعَرَاتٌ بِيضٌ فِي مَفْرِقِ رَأْسِهِ إِذَا أَدْهَنَ
وَارَاهُنَّ الدُّهْنَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4203- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ السَّيَّارِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَاتِمٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ ، أَنْبَأَ أَبُو حَمْزَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ
عُمَيْرٍ ، عَنْ إِيَادِ بْنِ لَقِيطٍ ، عَنْ أَبِي رِمْثَةَ ، قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَلَيْهِ بُرْدَانِ أَخْضَرَانِ ، وَلَهُ
شَعْرٌ قَدْ عَلاَهُ الشَّيْبُ ، وَشَيْبُهُ أَحْمَرُ مَخْضُوبٌ بِالْحِنَّاءِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4204- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كُنَاسَةَ ،
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَأَلْتُ عَائِشَةَ
هَلْ شَابَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَتْ : مَا شَانَهُ
اللَّهُ بِبَيْضَاءَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ مَحْفُوظٌ عَنْ
هِشَامٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4205- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
أَنْبَأَ أَبُو مُسْلِمٍ ، أَنَّ حَجَّاجَ بْنَ مِنْهَالٍ ، حَدَّثَهُمْ قَالَ :
حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، قَالَ : قِيلَ لأَنَسٍ
: مَا كَانَ شِيبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ قَالَ : مَا
شَانَهُ اللَّهُ بِالشَّيْبِ مَا كَانَ فِي رَأْسِهِ إِلاَّ سَبْعَ عَشْرَةَ أَوْ ثَمَانِ
عَشْرَةَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
وَهَذِهِ اللَّفْظَةُ إِنَّمَا اشْتُهِرَتْ بِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ،
وَهِيَ مِنْ قَوْلِ أَنَسٍ غَرِيبَةٌ جِدًّا.
4206- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ
، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ
بْنُ هِلاَلٍ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، قَالَ : أَخْرَجَتْ إِلَيْنَا عَائِشَةُ
كِسَاءً مُبَلَّدًا وَإِزَارًا غَلِيظًا فَقَالَتْ : قُبِضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذَيْنِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4207- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ السُّكَّرِيُّ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ
دَاوُدَ الْمِنْقَرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِدْرِيسَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِيَ
يُحَدِّثُ ، عَنْ عَدِيِّ بْنِ ثَابِتٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : كَانَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَسٌ يُدْعَى الْمُرْتَجِزَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4208- حَدَّثَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ يَحْيَى الْمُقْرِئُ ،
بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ غَنَّامٍ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ إِسْحَاقَ الْجُعْفِيُّ ، حَدَّثَنَا حِبَّانُ بْنُ عَلِيٍّ ، عَنْ إِدْرِيسَ
الأَوْدِيِّ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ الْجَزَّارِ ، عَنْ عَلِيٍّ ،
قَالَ : كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَسٌ يُقَالَ
لَهُ الْمُرْتَجِزُ ، وَنَاقَتُهُ الْقَصْوَى ، وَبَغْلَتُهُ دَلْدَلٌ ،
وَحِمَارَهُ عُفَيْرٌ ، وَدِرْعُهُ الْفَصُولُ ، وَسَيْفُهُ ذُو الْفَقَارِ.
4209- حَدَّثَنَا أَبُو النَّضْرِ الْفَقِيهُ ،
وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا
عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْعَوَقِيُّ ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ مَيْسَرَةَ الْفَخْرِ ، قَالَ : قُلْتُ
لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَتَى كُنْتُ نَبِيًّا ؟
قَالَ : وَآدَمُ بَيْنَ الرُّوحِ وَالْجَسَدِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَشَاهِدُهُ حَدِيثُ الأَوْزَاعِيِّ الَّذِي.
4210- حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
أَنْبَأَ سُلَيْمَانُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
هَاشِمٍ الْبَعْلَبَكِّيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ
، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قِيلَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : مَتَى وَجَبَتْ لَكَ النُّبُوَّةُ ؟ قَالَ : بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ
وَنَفْخِ الرُّوحِ فِيهِ.
4211- أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو
مُعَاوِيَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ :
لاَ تَسُبُّوا وَرَقَةَ فَإِنِّي رَأَيْتُ لَهُ جَنَّةً أَوْ جَنَّتَيْنِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَالْغَرَضُ فِي إِخْرَاجِهِ.
4212- مَا حَدَّثَنِيهِ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا
يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ
الْمَلِكِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ بْنِ الْعَلاَءِ بْنِ جَارِيَةَ
الثَّقَفِيُّ ، وَكَانَ وَاعِيَةً قَالَ : قَالَ وَرَقَةُ بْنُ نَوْفَلِ بْنِ أَسَدِ
بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى ، فِيمَا كَانَتْ خَدِيجَةُ ذَكَرَتْ لَهُ مِنْ أُمُورِ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
شِعْر
يَا لِلرِّجَالِ وَصَرْفِ الدَّهْرِ وَالْقَدَرِ .....
وَمَا لِشَيْءٍ قَضَاهُ اللَّهُ مِنْ غِيَرِ
حَتَّى خَدِيجَةُ تَدْعُونِي لِأُخْبِرَهَا ..... وَمَا
لَهَا بِخَفِيِّ الْغَيْبِ مِنْ خَبَرِ
جَاءَتْ لَتَسْأَلَنِي عَنْهُ لِأُخْبِرَهَا .....
أَمْرًا أُرَاهُ سَيَأْتِي النَّاسَ مِنْ أُخَرِ
فَخَبَّرَتْنِي بِأَمْرٍ قَدْ سَمِعْتُ بِهِ .....
فِيمَا مَضَى مِنْ قَدِيمِ الدَّهْرِ وَالْعَصْرِ
بِأَنَّ أَحْمَدَ يَأْتِيهِ فَيُخْبِرُهُ .....
جِبْرِيلُ أَنَّكَ مَبْعُوثٌ إِلَى الْبَشَرِ
فَقُلْتُ عَلَّ الَّذِي تُرْجِينَ يُنْجِزُهُ ..... لَكِ
الإِلَهُ فَرَجِّي الْخَيْرَ وَانْتَظِرِي
وَأَرْسِلِيهِ إِلَيْنَا كَيْ نُسَائِلَهُ ..... عَنْ
أَمْرِهِ مَا يَرَى فِي النَّوْمِ وَالسَّهَرِ
فَقَالَ حِينَ أَتَانَا مَنْطِقًا عَجَبًا ..... تَقِفُ
مِنْهُ أَعَالِي الْجِلْدِ وَالشَّعْرِ
إِنِّي رَأَيْتُ أَمِينَ اللَّهَ وَاجَهَنِي ..... فِي
صُورَةٍ أُكْمِلَتْ مِنْ أَهْيَبِ الصُّوَرِ
ثُمَّ اسْتَمَرَّ وَكَانَ الْخَوْفُ يُذْعِرُنِي .....
مِمَّا يُسَلِّمُ مِنْ حَوْلِي مِنَ الشَّجَرِ
فَقُلْتُ ظَنِّي وَمَا أَدْرِي أَيَصْدُقُنِي ..... أَنْ
سَوْفَ تُبْعَثُ تَتْلُو مُنْزَلَ السُّوَرِ
وَسَوْفَ آتِيَكَ إِنْ أَعْلَنْتَ دَعْوَتَهُمْ .....
مِنَ الْجِهَادِ بِلاَ مَنٍّ وَلاَ كَدَرِ.
4213- أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا جَدِّي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي ثَابِتٍ الزُّهْرِيُّ
، حَدَّثَنَا الزُّبَيْرُ بْنُ مُوسَى ، عَنْ أَبِي الْحُوَيْرِثِ ، عَنْ قَبَاثِ
بْنِ أَشْيَمَ الْكِنَانِيِّ ثُمَّ اللَّيْثِيِّ قَالَ : تَنَبَّأَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى رَأْسِ أَرْبَعِينَ مِنَ الْفِيلِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
، إِنَّمَا أَخْرَجَ الْبُخَارِيُّ حَدِيثَ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ :
بُعِثَ وَهُوَ ابْنُ أَرْبَعِينَ
.
وَالدَّلِيلُ عَلَى صِحَّةِ حَدِيثِ قَبَاثِ بْنِ أَشْيَمَ
اخْتِيَارُ سَيِّدِ التَّابِعِينَ هَذَا الْقَوْلَ،كَمَا أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ
عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ قَالَ :
أُنْزِلَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ ابْنُ
ثَلاَثٍ وَأَرْبَعِينَ.
4214- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ
بُكَيْرٍ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ خَدِيجَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّهَا قَالَتْ : لَمَّا أَبْطَأَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْوَحْيُ جَزَعَ مِنْ ذَلِكَ جَزَعًا شَدِيدًا
فَقُلْتُ : مِمَّا رَأَيْتُ مِنَ جَزَعِهِ لَقَدْ قَلاَكَ رَبُّكَ لِمَا يَرَى
مِنْ جَزَعِكَ ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ
: {مَا وَدَّعَكَ رَبُّكَ وَمَا قَلَى}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
لِإِرْسَالٍ فِيهِ.
4215- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِجِبْرِيلَ : مَا يَمْنَعُكَ أَنْ تَزُورَنَا
أَكْثَرَ مِمَّا تَزُورُنَا ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ {وَمَا
نَتَنَزَّلُ إِلاَّ بِأَمْرِ رَبِّكَ} إِلَى قَوْلِهِ {وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيًّا}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4216- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ مَيْمُونٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو
حُذَيْفَةَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ حَسَّانَ ، عَنْ
سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
فُصِلَ الْقُرْآنُ مِنَ الذِّكْرِ فَوُضِعَ فِي بَيْتِ الْعِزَّةِ فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا
فَجَعَلَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ يُنَزِّلُهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً} قَالَ سُفْيَانُ : خَمْسُ آيَاتٍ
وَنَحْوُهَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4217- حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ زِيَادٍ النَّحْوِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ
بْنُ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، قَالَ : سَمِعْتُ يَحْيَىَ بْنَ أَيُّوبَ
، يُحَدِّثُ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
شِمَاسَةَ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كُنَّا
عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نُؤَلِّفُ الْقُرْآنَ
مِنَ الرِّقَاعِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ وَفِيهِ الدَّلِيلُ الْوَاضِحُ أَنَّ الْقُرْآنَ إِنَّمَا
جُمِعَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
4218- أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ
الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ الْغِفَارِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَكِيمٍ ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ
مُثَنَّى بْنِ الصَّبَّاحِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : إِنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا نَزَلَ جِبْرِيلُ
عَلَيْهِ السَّلاَمُ فَقَالَ : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ عَلِمَ
أَنَّهَا سُورَةٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4219- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ
جَامِعِ بْنِ شَدَّادٍ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمُحَارِبِيِّ ،
قَالَ
: رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مَرَّ بِسُوقِ ذِي الْمَجَازِ وَأَنَا فِي بِيَاعَةٍ لِي فَمَرَّ
وَعَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ،
قُولُوا لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ تُفْلِحُوا وَرَجُلٌ يَتْبَعُهُ يَرْمِيهِ بِالْحِجَارَةِ
قَدْ أَدْمَى كَعْبَهُ وَهُوَ يَقُولُ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، لاَ تُطِيعُوا
هَذَا فَإِنَّهُ كَذَّابٌ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ فَقِيلَ : غُلاَمٌ مِنْ بَنِي
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَلَمَّا أَظْهَرَ اللَّهُ الإِسْلاَمَ خَرَجْنَا مِنَ
الرَّبَذَةِ وَمَعَنَا ظَعِينَةٌ لَنَا حَتَّى نَزَلْنَا قَرِيبًا مِنَ
الْمَدِينَةِ فَبَيْنَا نَحْنُ قُعُودًا إِذْ أَتَانَا رَجُلٌ عَلَيْهِ ثَوْبَانِ
فَسَلَّمَ عَلَيْنَا فَقَالَ : مِنْ أَيْنَ الْقَوْمُ ؟ فَقُلْنَا : مِنَ
الرَّبَذَةِ ، وَمَعَنَا جَمَلٌ أَحْمَرُ فَقَالَ : تَبِيعُونِي هَذَا الْجَمَلَ ؟
فَقُلْنَا : نَعَمْ ، فَقَالَ : بِكَمْ ؟ فَقُلْنَا : بِكَذَا وَكَذَا صَاعًا مِنْ
تَمْرٍ ، قَالَ : أَخَذْتُهُ ، وَمَا اسْتَقْصَى فَأَخَذَ بِخِطَامِ الْجَمَلِ
فَذَهَبَ بِهِ حَتَّى تَوَارَى فِي حِيطَانِ الْمَدِينَةِ فَقَالَ بَعْضُنَا
لِبَعْضٍ : تَعْرِفُونَ الرَّجُلَ ؟ فَلَمْ يَكُنْ مِنْ أَحَدٍ يَعْرِفُهُ فَلاَمَ
الْقَوْمُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فَقَالُوا : تُعْطُونَ جَمَلَكُمْ مَنْ لاَ
تَعْرِفُونَ ؟ فَقَالَتِ الظَّعِينَةُ : فَلاَ تَلاَوَمُوا فَلَقَدْ رَأَيْنَا
رَجُلاً لاَ يَغْدِرُ بِكُمْ مَا رَأَيْتُ شَيْئًا أَشْبَهَ بِالْقَمَرِ لَيْلَةَ
الْبَدْرِ مِنْ وَجْهِهِ ، فَلَمَّا كَانَ الْعَشِيُّ أَتَانَا رَجُلٌ فَقَالَ : السَّلاَمُ
عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ أَأَنْتُمُ الَّذِينَ جِئْتُمْ مِنَ
الرَّبَذَةِ ؟ قُلْنَا : نَعَمْ ، قَالَ : أَنَا رَسُولُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْكُمْ وَهُوَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تَأْكُلُوا مِنْ
هَذَا التَّمْرِ حَتَّى تَشْبَعُوا وَتَكْتَالُوا حَتَّى تَسْتَوْفُوا فَأَكَلْنَا
مِنَ التَّمْرِ حَتَّى شَبِعْنَا ، وَاكْتَلْنَا حَتَّى اسْتَوْفَيْنَا ، ثُمَّ
قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ مِنَ الْغَدِ فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَائِمٌ يَخْطُبُ النَّاسَ عَلَى الْمِنْبَرِ فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ
: يَدُ الْمُعْطِي الْعُلْيَا وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ : أُمَّكَ ، وَأَبَاكَ ،
وَأُخْتَكَ ، وَأَخَاكَ ، وَ أَدْنَاكَ ، أَدْنَاكَ وَثَمَّ رَجُلٌ مِنَ
الأَنْصَارِ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، هَؤُلاَءِ بَنُو ثَعْلَبَةَ بْنِ
يَرْبُوعَ الَّذِينَ قَتَلُوا فُلاَنًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَخُذْ لَنَا
بِثَأْرِنَا ، فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدَيْهِ
حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ فَقَالَ : لاَ تَجْنِي أُمٌّ عَلَى وَلَدٍ ،
لاَ تَجْنِي أُمٌّ عَلَى وَلَدٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4220- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ
، حَدَّثَنَا مُصْعَبُ بْنُ الْمِقْدَامِ ، حَدَّثَنَا إِسْرَائِيلُ ، عَنْ
عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ : كَانَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْرِضُ نَفْسَهُ عَلَى
النَّاسِ بِالْمَوْقِفِ فَيَقُولُ : هَلْ مِنْ رَجُلٍ يَحْمِلُنِي إِلَى قَوْمِهِ فَإِنَّ
قُرَيْشًا قَدْ مَنَعُونِي أَنْ أُبَلِّغَ كَلاَمَ رَبِّي قَالَ : فَأَتَاهُ
رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَمْدَانَ فَقَالَ : أَنَا ، فَقَالَ : وَهَلْ عِنْدَ قَوْمِكَ
مَنَعَةٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ وَسَأَلَهُ مِنْ أَيْنَ هُوَ ؟ فَقَالَ : مِنْ
هَمْدَانَ ، ثُمَّ إِنَّ الرَّجُلَ الْهَمْدَانِيَّ خَشِيَ أَنْ يَخْفِرَهُ
قَوْمُهُ ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ :
آتِي قَوْمِي فَأُخْبِرَهُمْ ثُمَّ أَلْقَاكَ مِنْ عَامٍ قَابِلٍ ، قَالَ : نَعَمْ
فَانْطَلَقَ فَجَاءَ وَفْدُ الأَنْصَارِ فِي رَجَبٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
آخِرُ كِتَابِ الْبَعْثِ
حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ إِمْلاَءٌ فِي شَوَّالٍ سَنَةَ إِحْدَى وَأَرْبَعِ
مَائَةٍ كِتَابَ السُّرَى وَفِيهِ أَخْبَارٌ مِنْ كِتَابٍ صَحِيحَةِ الأَسَانِيدِ
فَلَمْ أُخْرِجْهَا ؛ إِذِ الأَصْلُ فِي الْمِعْرَاجِ قَدْ خَرَّجَاهُ لِمَسَانِيدَ
كَثِيرَةٍ.
وَمِنْ كِتَابِ آيَاتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّتِي هِيَ دَلاَئِلُ النُّبُوَّةِ
4221- أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا جَدِّي ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ
مُحَمَّدٍ ، عَنِ ابْنِ عَجْلاَنَ ، عَنِ الْقَعْقَاعِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الأَخْلاَقِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4222- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِي ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ
، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَوْفَى ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ هِشَامٍ ، أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ
حَكِيمِ بْنِ أَفْلَحَ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَسَأَلَهَا
فَقَالَ : يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ ، أَنْبِئِينِي عَنْ خُلُقِ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ . قَالَتْ : أَلَيْسَ تَقْرَأُ الْقُرْآنَ ؟ قَالَ
: بَلَى ، قَالَتْ : فَإِنَّ خُلُقَ نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الْقُرْآنُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4223- حَدَّثَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ السَّمَّاكِ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ سَهْلٍ الثَّغْرِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَارِمُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ
أَيُّوبَ ، وَمَعْمَرٍ ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ
، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : مَا لَعَنَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْلِمًا مِنْ لَعْنَةٍ تُذْكَرُ ، وَلاَ
ضَرَبَ بِيَدِهِ شَيْئًا قَطُّ إِلاَّ أَنْ يَضْرِبَ بِهَا فِي سَبِيلِ اللهِ ،
وَلاَ سُئِلَ عَنْ شَيْءٍ قَطُّ فَمَنَعَهُ ، إِلاَّ أَنْ يُسْأَلَ مَأْثَمًا
كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ ، وَلاَ انْتَقَمَ لِنَفْسِهِ مِنْ شَيْءٍ قَطُّ
يُؤْتَى إِلَيْهِ إِلاَّ أَنْ تُنْتَهَكَ حُرُمَاتُ اللهِ فَيَكُونَ لِلَّهِ
يَنْتَقِمُ ، وَلاَ خُيِّرَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ قَطُّ إِلاَّ اخْتَارَ
أَيْسَرَهُمَا ، وَكَانَ إِذَا أَحْدَثَ الْعَهْدَ بِجِبْرِيلَ يُدَارِسُهُ كَانَ
أَجْوَدَ النَّاسِ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ ، وَمِنْ حَدِيثِ أَيُّوبَ
السَّخْتِيَانِيِّ غَرِيبٌ جِدًّا فَقَدْ رَوَاهُ سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ
وَغَيْرُهُ عَنْ حَمَّادٍ وَلَمْ يَذْكُرُوا أَيُّوبَ ، وَغَارِمٌ ثِقَةٌ
مَأْمُونٌ.
4224- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ الْعَيْزَارِ بْنِ حُرَيْثٍ ،
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكْتُوبٌ فِي الإِنْجِيلِ : لاَ فَظٌّ وَلاَ غَلِيظٌ وَلاَ
سَخَّابٌ بِالأَسْوَاقِ ، وَلاَ يَجْزِي بِالسَّيِّئَةِ مِثْلَهَا بَلْ يَعْفُو وَيَصْفَحُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4225- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ
الأَدَمِيُّ الْقَارِئُ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ نَصْرِ بْنِ مَالِكٍ الْخُزَاعِيُّ
، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ وَاقِدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ عَقِيلٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي
أَوْفَى ، يَقُولُ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُكْثِرُ الذِّكْرَ ، وَيَقِلُّ اللَّغْوَ ، وَيُطِيلُ الصَّلاَةَ ، وَيُقَصِّرُ
الْخُطْبَةَ ، وَلاَ يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْعَبْدِ وَالأَرْمَلَةِ حَتَّى
يَفْرُغَ لَهُمْ مِنْ حَاجَتِهِمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4226- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ سُلَيْمَانَ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ
: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي عُتْبَةَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ
الْخُدْرِيَّ ، يَقُولُ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يُكْثِرُ الذِّكْرَ ، وَيَقِلُّ اللَّغْوَ ، وَيُطِيلُ الصَّلاَةَ ، وَيُقَصِّرُ
الْخُطْبَةَ ، وَلاَ يَسْتَنْكِفُ أَنْ يَمْشِيَ مَعَ الْعَبْدِ وَالأَرْمَلَةِ
حَتَّى يَفْرُغَ لَهُمْ مِنْ حَاجَتِهِمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
قَالَ الْحَاكِمُ : وَقَدْ قَدَّمْتُ هَذِهِ
الأَحَادِيثَ الصَّحِيحَةَ فِي دَلاَئِلِ النُّبُوَّةِ مِنْ أَخْلاَقِ سَيِّدَنَا
الْمُصْطَفَى لِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : {وَلَقَدِ اخْتَرْنَاهُمْ عَلَى
عِلْمٍ عَلَى الْعَالَمِينَ} وَقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : {اللَّهُ أَعْلَمُ
حَيْثُ يَجْعَلُ رِسَالَتَهُ} وَقَوْلِهِ تَعَالَى : {ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ
مَا أَنْتَ بِنِعْمَةِ رَبِّكِ بِمَجْنُونٍ وَإِنَّ لَكَ لاََجْرًا غَيْرَ
مَمْنُونٍ وَإِنَّكَ لِعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} فَاسْمَعِ الآيَاتِ الصَّحِيحَةَ
بَعْدَهَا.
4227- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
إِمْلاَءً ، حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ الْعَبَّاسِ الْهَاشِمِيُّ ، حَدَّثَنَا
جَنْدَلُ بْنُ وَالِقٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَوْسٍ الأَنْصَارِيُّ ،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : أَوْحَى
اللَّهُ إِلَى عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَمُ يَا عِيسَى آمِنْ بِمُحَمَّدٍ وَأْمُرْ
مَنْ أَدْرَكَهُ مِنْ أُمَّتِكَ أَنْ يُؤْمِنُوا بِهِ فَلَوْلاَ مُحَمَّدٌ مَا
خَلَقْتُ آدَمَ وَلَوْلاَ مُحَمَّدٌ مَا خَلَقْتُ الْجَنَّةَ وَلاَ النَّارَ
وَلَقَدْ خَلَقْتُ الْعَرْشَ عَلَى الْمَاءِ فَاضْطَرَبَ فَكَتَبْتُ عَلَيْهِ لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولٌ اللهِ فَسَكَنَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4228- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ مَنْصُورٍ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَارِثِ عَبْدُ اللهِ بْنُ
مُسْلِمٍ الْفِهْرِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مَسْلَمَةَ ، أَنْبَأَ
عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ،
عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمَّا اقْتَرَفَ آدَمُ الْخَطِيئَةَ
قَالَ : يَا رَبِّ أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ لَمَا غَفَرْتَ لِي ، فَقَالَ
اللَّهُ : يَا آدَمُ ، وَكَيْفَ عَرَفْتَ مُحَمَّدًا وَلَمْ أَخْلُقْهُ ؟ قَالَ :
يَا رَبِّ ، لأَنَّكَ لَمَّا خَلَقْتَنِي بِيَدِكَ وَنَفَخْتَ فِيَّ مِنْ رُوحِكَ
رَفَعْتُ رَأْسِي فَرَأَيْتُ عَلَىَ قَوَائِمِ الْعَرْشِ مَكْتُوبًا لاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ فَعَلِمْتُ أَنَّكَ لَمْ تُضِفْ إِلَى اسْمِكَ
إِلاَّ أَحَبَّ الْخَلْقِ إِلَيْكَ ، فَقَالَ اللَّهُ : صَدَقْتَ يَا آدَمُ ، إِنَّهُ
لاَُحِبُّ الْخَلْقِ إِلَيَّ ادْعُنِي بِحَقِّهِ فَقَدْ غَفَرْتُ لَكَ وَلَوْلاَ
مُحَمَّدٌ مَا خَلَقْتُكَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَهُوَ أَوَّلُ
حَدِيثٍ ذَكَرْتُهُ لِعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ فِي هَذَا
الْكِتَابِ.
4229- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا
قُرَادٌ أَبُو نُوحٍ ، أَنْبَأَ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ أَبِي بَكْرِ
بْنِ أَبِي مُوسَى ، عَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : خَرَجَ أَبُو طَالِبٍ إِلَى
الشَّامِ وَخَرَجَ مَعَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَشْيَاخٍ
مِنْ قُرَيْشٍ فَلَمَّا أَشْرَفُوا عَلَى الرَّاهِبِ هَبَطُوا فَحَوَّلُوا
رِحَالَهُمْ فَخَرَجَ إِلَيْهِمُ الرَّاهِبُ وَكَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ يَمُرُّونَ
بِهِ فَلاَ يَخْرُجُ إِلَيْهِمْ وَلاَ يَلْتَفِتُ قَالَ : وَهُمْ يَحِلُّونَ رِحَالَهُمْ
فَجَعَلَ يَتَخَلَّلُهُمْ حَتَّى جَاءَ فَأَخَذَ بِيَدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ
: هَذَا سَيِّدُ الْعَالَمِينَ ، هَذَا رَسُولُ رَبِّ
الْعَالَمِينَ ، هَذَا يَبْعَثُهُ اللَّهُ رَحْمَةً الْعَالَمِينَ ، فَقَالَ لَهُ
أَشْيَاخٌ مِنْ قُرَيْشٍ : وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ ؟
قَالَ : إِنَّكُمْ حِينَ شَرَفْتُمْ مِنَ الْعَقَبَةِ
لَمْ يَبْقَ شَجَرٌ ، وَلاَ حَجَرٌ ، إِلاَّ خَرَّ سَاجِدًا وَلاَ تَسْجُدُ إِلاَّ
لِنَبِيٍّ وَإِنِّي أَعْرِفُهُ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ ، أَسْفَلَ مِنْ غُضْرُوفِ
كَتِفِهِ مِثْلِ التُّفَّاحَةِ ثُمَّ رَجَعَ فَصَنَعَ لَهُمْ طَعَامًا ثُمَّ
أَتَاهُمْ وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَعِيَّةِ
الإِبِلِ قَالَ : أَرْسِلُوا إِلَيْهِ فَأَقْبَلَ وَعَلَيْهِ غَمَامَةٌ تُظِلُّهُ
قَالَ : انْظُرُوا إِلَيْهِ غَمَامَةٌ تُظِلُّهُ ، فَلَمَّا دَنَا مِنَ الْقَوْمِ
وَجَدَهُمْ قَدْ سَبَقُوهُ إِلَى فَيْءِ الشَّجَرَةِ فَلَمَّا جَلَسَ مَالَ فَيْءُ
الشَّجَرَةِ عَلَيْهِ قَالَ : انْظُرُوا إِلَى فَيْءِ الشَّجَرَةِ مَالَ عَلَيْهِ
، فَبَيْنَمَا هُوَ قَائِمٌ عَلَيْهِ وَهُوَ يُنَاشِدُهُمْ أَنْ لاَ تَذْهَبُوا
بِهِ إِلَى الرُّومِ فَإِنَّ الرُّومَ إِنْ رَأَوْهُ عَرَفُوهُ بِالصِّفَةِ
فَقَتَلُوهُ ، فَالْتَفَتَ فَإِذَا هُوَ بِسَبْعَةِ نَفَرٍ قَدْ أَقْبَلُوا مِنَ
الرُّومِ فَاسْتَقْبَلَهُمْ فَقَالَ : مَا جَاءَ بِكُمْ ؟ قَالُوا : جِئْنَا فَإِنَّ
هَذَا النَّبِيَّ خَارِجٌ فِي هَذَا الشَّهْرِ فَلَمْ يَبْقَ طَرِيقٌ إِلاَّ
بُعِثَ إِلَيْهِ نَاسٌ وَإِنَّا بُعِثْنَا إِلَى طَرِيقِهِ هَذَا ، فَقَالَ لَهُمُ
الرَّاهِبُ : هَلْ خَلَّفْتُمْ خَلْفَكُمْ أَحَدًا هُوَ خَيْرٌ مِنْكُمْ ؟ قَالُوا
: لاَ ، قَالُوا : إِنَّمَا أُخْبِرْنَا خَبَرَهُ فَبَعَثْنَا إِلَى طَرِيقِكَ
هَذَا ، قَالَ : أَفَرَأَيْتُمْ أَمْرًا أَرَادَهُ اللَّهُ أَنْ يَقْضِيَهُ هَلْ
يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ رَدَّهُ ؟ قَالُوا : لاَ ، قَالَ : فَبَايِعُوهُ
فَبَايَعُوهُ وَأَقَامُوا مَعَهُ قَالَ : فَأَتَاهُمُ الرَّاهِبُ فَقَالَ :
أَنْشُدُكُمُ اللَّهَ أَيُّكُمْ وَلِيُّهُ ؟ قَالَ أَبُو طَالِبٍ : فَلَمْ يَزَلْ يُنَاشِدُهُ
حَتَّى رَدَّهُ وَبَعَثَ مَعَهُ أَبُو بَكْرٍ ، بِلاَلاً وَزَوَّدَهُ الرَّاهِبُ
مِنَ الْكَعْكِ وَالزَّيْتِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4230- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ،
حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ
الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنِي بَحِيرُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ ،
عَنْ عُتْبَةَ بْنِ عَبْدٍ السُّلَمِيِّ ، أَنَّ رَجُلاً ، سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَيْفَ كَانَ أَوَّلُ شَأْنِكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟
قَالَ : كَانَتْ حَاضِنَتِي مِنْ بَنِي سَعْدِ بْنِ بَكْرٍ فَانْطَلَقْتُ أَنَا ،
وَابْنٌ لَهَا فِي بَهْمٍ لَنَا ، وَلَمْ نَأْخُذْ مَعَنَا زَادًا فَقُلْتُ : يَا
أَخِي اذْهَبْ فَأْتِنَا بِزَادٍ مِنْ عِنْدِ أَمِّنَا فَانْطَلَقَ أَخِي ،
وَكُنْتُ عِنْدَ الْبَهْمِ ، فَأَقْبَلَ طَيْرَانِ أَبْيَضَانِ كَأَنَّهُمَا
نَسْرَانِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : أَهُوَ هُوَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ،
فَأَقْبَلاَ يَبْتَدِرَانِي فَأَخَذَانِي فَبَطَحَانِي لِلْقَفَاءِ فَشَقَّا
بَطْنِي ، ثُمَّ اسْتَخْرَجَا قَلْبِي فَشَقَّاهُ فَأَخْرَجَا مِنْهُ عَلَقَتَيْنِ
سَوْدَاوَيْنِ فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : حِصْهُ يَعْنِي خُطَّهُ وَاخْتَتِمْ
عَلَيْهِ بِخَاتَمِ النُّبُوَّةِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ اجْعَلْهُ فِي
كِفَّةٍ وَاجْعَلْ أَلْفًا مِنْ أُمَّتِهِ فِي كِفَّةٍ فَإِذَا أَنَا أَنْظُرُ
إِلَى الأَلْفِ فَوْقِي أُشْفِقُ أَنْ يَخِرُّوا عَلَيَّ ، فَقَالاَ : لَوْ أَنَّ
أُمَّتَهُ وُزِنَتْ بِهِ لِمَالَ بِهِمْ ثُمَّ انْطَلَقَا وَتَرَكَانِي وَفَرِقْتُ
فَرَقًا شَدِيدًا ثُمَّ انْطَلَقْتُ إِلَى أُمِّي فَأَخْبَرْتُهَا بِالَّذِي
رَأَيْتُ فَأَشْفَقَتْ أَنْ يَكُونَ قَدِ الْتُبِسَ بِي فَقَالَتْ أُعِيذُكَ بِاللَّهِ
فَرَحَّلَتْ بَعِيرًا لَهَا فَجَعَلَتْنِي عَلَى الرَّحْلِ ، وَرَكَبَتْ خَلْفِي
حَتَّى بَلَغْنَا أُمِّي فَقَالَتْ أَدَّيْتُ أَمَانَتِي وَذِمَّتِي
وَحَدَّثَتْهَا بِالَّذِي لَقِيتُ فَلَمْ يَرُعْهَا ذَلِكَ فَقَالَتْ : إِنِّي
رَأَيْتُ خَرَجَ مِنِّي نُورٌ أَضَاءَتْ مِنْهُ قُصُورُ الشَّامِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4231- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ
سَعِيدٍ الْمَعْدَانِيُّ بِبُخَارَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَحْمُودٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ سَيَّارٍ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْبَرْقِيُّ
، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ يَزِيدَ الْبَلَوِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ
الْفَزَارِيُّ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَفَرٍ فَنَزَلْنَا مَنْزِلاً فَإِذَا رَجُلٌ فِي
الْوَادِي يَقُولُ : اللَّهُمَّ اجْعَلْنِي مِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ الْمَرْحُومَةِ
الْمَغْفُورَةِ ، الْمُثَابِ لَهَا قَالَ : فَأَشْرَفْتُ عَلَى الْوَادِي فَإِذَا
رَجُلٌ طُولُهُ أَكْثَرُ مِنْ ثَلاَثِ مِائَةِ ذِرَاعٍ ، فَقَالَ لِي : مَنْ
أَنْتَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ خَادِمُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : أَيْنَ هُوَ ؟ قُلْتُ : هُوَ ذَا يَسْمَعُ كَلاَمَكَ
، قَالَ : فَأْتِهِ وَأَقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ وَقُلْ لَهُ : أَخُوكَ
إِلْيَاسُ يُقْرِئُكَ السَّلاَمَ ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَأَخْبَرْتُهُ فَجَاءَ حَتَّى لَقِيَهُ فَعَانَقَهُ وَسَلَّمَ عَلَيْهِ
، ثُمَّ قَعَدَا يَتَحَدَّثَانِ فَقَالَ لَهُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي
إِنَّمَا آكُلُ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَوْمًا ، وَهَذَا يَوْمُ فِطْرِي ، فَآكُلُ
أَنَا وَأَنْتَ فَنَزَلَتْ عَلَيْهِمَا مَائِدَةٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَيْهَا
خُبْزٌ وَحُوتٌ وَكَرَفْسٌ ، فَأَكَلاَ وَأَطْعَمَانِي وَصَلَّيْنَا الْعَصْرَ
ثُمَّ وَدَّعَهُ ثُمَّ رَأَيْتُهُ مَرَّ عَلَى السَّحَابِ نَحْوَ السَّمَاءِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4232- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ يَعْلَى
بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : سَافَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْتُ مِنْهُ شَيْئًا عَجَبًا ، نَزَلْنَا مَنْزِلاً
فَقَالَ : انْطَلِقْ إِلَى هَاتَيْنِ الشَّجَرَتَيْنِ فَقُلْ : إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكُمَا أَنْ تَجْتَمِعَا فَانْطَلَقْتُ فَقُلْتُ
لَهُمَا ذَلِكَ : فَانْتُزِعَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ مِنْهُمَا مِنْ أَصْلِهَا
فَمَرَّتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ إِلَى صَاحِبَتِهَا فَالْتَقَيَا جَمِيعًا فَقَضَى
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَاجَتَهُ مِنْ وَرَائِهِمَا
ثُمَّ قَالَ : انْطَلِقْ فَقُلْ لَهُمَا لِتَعُودَ كُلُّ وَاحِدَةٍ إِلَى
مَكَانِهَا فَأَتَيْتُهُمَا فَقُلْتُ ذَلِكَ لَهُمَا فَعَادَتْ كُلُّ وَاحِدَةٍ
إِلَى مَكَانِهَا.
وَأَتَتْهُ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ : إِنَّ ابْنِي هَذَا
بِهِ لَمَمٌ مُنْذُ سَبْعِ سِنِينَ يَأْخُذُهُ كُلَّ يَوْمٍ مَرَّتَيْنِ ، فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَدْنِيهِ فَأَدْنَتْهُ مِنْهُ
فَتَفَلَ فِي فِيهِ وَقَالَ : اخْرُجْ عَدُوَّ اللهِ أَنَا رَسُولُ اللهِ ثُمَّ
قَالَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا رَجَعْنَا
فَأَعْلِمِينَا مَا صَنَعَ فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ اسْتَقْبَلَتْهُ وَمَعَهَا كَبْشَانِ وَأَقِطٌ وَسَمْنٌ ، فَقَالَ لِي
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خُذْ هَذَا الْكَبْشَ
فَاتَّخِذْ مِنْهُ مَا أَرَدْتَ فَقَالَتْ : وَالَّذِي أَكْرَمَكَ مَا رَأَيْنَا
بِهِ شَيْئًا مُنْذُ فَارَقْتَنَا.
ثُمَّ أَتَاهُ بَعِيرٌ فَقَامَ بَيْنَ يَدَيْهِ فَرَأَى
عَيْنَيْهِ تَدْمَعَانِ فَبَعَثَ إِلَى أَصْحَابِهِ فَقَالَ : مَا لِبَعِيرِكُمْ
هَذَا يَشْكُوكُمْ ؟ فَقَالُوا : كُنَّا نَعْمَلُ عَلَيْهِ فَلَمَّا كَبِرَ
وَذَهَبَ عَمَلُهُ تَوَاعَدْنَا عَلَيْهِ لِنَنْحَرَهُ غَدًا ، فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَنْحَرُوهُ وَاجْعَلُوهُ فِي
الإِبِلِ يَكُونُ مَعَهَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
4233- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ ،
حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِيَ يُحَدِّثُ ،
عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ ، عَنْ
سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ أَنَّ قَصْعَةً كَانَتْ عِنْدَ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَعَلَ النَّاسُ يَأْكُلُونَ مِنْهَا
، فَكُلَّمَا شَبِعَ قَوْمٌ جَلَسَ مَكَانَهُمْ قَوْمٌ آخَرُونَ قَالَ كَذَلِكَ
إِلَى صَلاَةِ الآُولَى فَقَالَ رَجُلٌ : إِنَّهَا تُمَدُّ بِشَيْءٍ ؟ فَقَالَ
سَمُرَةُ : مَا كَانَتْ تُمَدُّ إِلاَّ مِنَ السَّمَاءِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4234- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى اللَّخْمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو
بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْمُطَّلِبُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَنْطَبٍ الْمَخْزُومِيُّ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ أَبِي عَمْرَةَ الأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي قَالَ : كُنَّا مَعَ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ فَأَصَابَ النَّاسَ
مَخْمَصَةٌ فَاسْتَأْذَنَ النَّاسُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي نَحْرِ بَعْضِ ظُهُورِهِمْ وَقَالُوا : يُبَلِّغُنَا اللَّهُ بِهِمْ
فَلَمَّا رَأَى عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ قَدْ هَمَّ بِأَنْ يَأْذَنَ لَهُمْ فِي نَحْرِ بَعْضِ ظُهُورِهِمْ قَالَ
: يَا رَسُولَ اللهِ ، كَيْفَ بِنَا إِذَا نَحْنُ لَقِينَا الْعَدُوَّ غَدًا
جِيَاعًا رِجَالاً ، وَلَكِنْ إِنْ رَأَيْتَ يَا رَسُولَ اللهِ أَنْ تَدْعُوَ النَّاسَ
بِبَقَايَا أَزْوَادِهِمْ فَجَعَلَ النَّاسُ يَجِيئُونَ بِالْحَفْنَةِ مِنَ
الطَّعَامِ وَفَوْقَ ذَلِكَ فَكَانَ أَعْلاَهُمْ مَنْ جَاءَ بِصَاعٍ مِنْ تَمْرٍ
فَجَمَعَهَا ، ثُمَّ قَامَ فَدَعَا بِمَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَدْعُوَ ، ثُمَّ
دَعَا الْجَيْشَ بِأَوْعِيَتِهِمْ ثُمَّ أَمَرَهُمْ أَنْ يُجَيِّشُوا مَا بَقِيَ
مِنَ الْجَيْشِ فَمَا تَرَكُوا وِعَاءً إِلاَّ مَلاَُوهُ ، وَبَقِيَ مِثْلُهُ
فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ
نَوَاجِذُهُ. فَقَالَ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنِّي
رَسُولُ اللهِ لاَ يَلْقَى اللَّهَ عَبْدٌ مُؤْمِنٌ بِهَا إِلاَّ حُجِبَ عَنِ
النَّارِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4235- أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ
الْغِفَارِيُّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ أُسَامَةُ بْنُ
زَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ سَفِينَةَ ، قَالَ : رَكِبْتُ الْبَحْرَ
فِي سَفِينَةٍ فَانْكَسَرَتْ فَرَكِبْتُ لَوْحًا مِنْهَا فطَرَحَنِي فِي أَجَمَةٍ
فِيهَا أَسَدٌ فَلَمْ يَرُعْنِي إِلاَّ بِهِ فَقُلْتُ : يَا أَبَا الْحَارِثِ ،
أَنَا مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَطَأْطَأَ
رَأْسَهُ ، وَغَمَزَ بِمَنْكِبِهِ ، شَقِّي فَمَا زَالَ يَغْمِزُنِي ،
وَيَهْدِينِي إِلَى الطَّرِيقِ حَتَّى وَضَعَنِي عَلَى الطَّرِيقِ فَلَمَّا
وَضَعَنِي هَمْهَمَ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ يُوَدِّعُنِي.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4236- حَدَّثَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الأَسْلَمِيُّ الْفَارِسِيُّ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ ، حَدَّثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ دَرَسْتَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا الْيَمَانُ بْنُ سَعِيدٍ
الْمِصِّيصِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمِصْرِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عُمَرَ ، قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ جَهْوَرِيٌّ بَدَوِيٌّ يَمَانِيٌّ ،
عَلَى نَاقَةٍ حَمْرَاءَ فَأَنَاخَ بِبَابِ الْمَسْجِدِ ، فَدَخَلَ فَسَلَّمَ
ثُمَّ قَعَدَ فَلَمَّا قَضَى نَحْبَهُ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ
النَّاقَةَ الَّتِي تَحْتَ الأَعْرَابِيِّ سَرِقَةٌ ، قَالَ : أَثَمَّ بَيِّنَةٌ ؟
قَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : يَا عَلِيُّ خُذْ حَقَّ اللهِ مِنَ الأَعْرَابِيِّ
إِنْ قَامَتْ عَلَيْهِ الْبَيِّنَةُ وَإِنْ لَمْ تَقُمْ فَرُدَّهُ إِلَيَّ قَالَ :
فَأَطْرَقَ الأَعْرَابِيُّ سَاعَةً فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُمْ يَا أَعْرَابِيُّ لأَمْرِ اللهِ وَإِلاَّ فَادْلُ
بِحُجَّتِكَ فَقَالَتِ النَّاقَةُ مِنْ خَلْفِ الْبَابِ : وَالَّذِي بَعَثَكَ
بِالْكَرَامَةِ يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ هَذَا مَا سَرَقَنِي وَلاَ مَلَكَنِي
أَحَدٌ سِوَاهُ ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
يَا أَعْرَابِيُّ بِالَّذِي أَنْطَقَهَا بِعُذْرِكَ مَا الَّذِي قُلْتِ ؟ قَالَ :
قُلْتُ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ لَسْتَ بِرَبٍّ اسْتَحْدَثْنَاكَ وَلاَ مَعَكَ إِلَهٌ أَعَانَكَ
عَلَى خَلْقِنَا وَلاَ مَعَكَ رَبٌّ فَنَشُكُّ فِي رُبُوبِيَّتِكَ أَنْتَ رَبُّنَا
كَمَا نَقُولُ وَفَوْقَ مَا يَقُولُ الْقَائِلُونَ أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ
عَلَى مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُبَرِّئَنِي بِبَرَاءَتِي ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي بَعَثَنِي بِالْكَرَامَةِ يَا
أَعْرَابِيُّ لَقَدْ رَأَيْتُ الْمَلاَئِكَةَ يَبْتَدِرُونَ أَفْوَاهَ الأَزِقَّةِ
يَكْتُبُونَ مَقَالَتَكَ فَأَكْثِرِ الصَّلاَةَ عَلَيَّ.
رُوَاةُ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ
وَيَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمِصْرِيُّ هَذَا لَسْتُ أَعْرِفُهُ بِعَدَالَةٍ ،
وَلاَ جَرْحٍ.
4237- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ إِسْحَاقُ ، أَنْبَأَ
عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ
الأَصْبَهَانِيِّ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ سِمَاكٍ ، عَنْ أَبِي ظَبْيَانَ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : بِمَ أَعْرِفُ أَنَّكَ
رَسُولُ اللهِ فَقَالَ : أَرَأَيْتَ إِنْ دَعَوْتُ هَذَا الْعِذْقَ مِنْ هَذِهِ
النَّخْلَةِ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَدَعَا الْعِذْقَ
فَجَعَلَ الْعِذْقُ يَنْزِلُ مِنَ النَّخْلَةِ حَتَّى سَقَطَ فِي الأَرْضِ
فَجَعَلَ يَنْقُزُ حَتَّى أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : ثُمَّ قَالَ لَهُ : ارْجِعْ فَرَجَعَ حَتَّى عَادَ إِلَى مَكَانِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4238- حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْمُزَكِّي ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ مُوسَى الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَبَّادُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ أَبِي ثَوْرٍ ، عَنِ
السُّدِّيِّ ، عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ
، فَخَرَجَ فِي بَعْضِ نَوَاحِيهَا فَمَا اسْتَقْبَلَهُ شَجَرٌ ، وَلاَ جَبَلٌ
إِلاَّ قَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4239- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ
الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ كَامِلٍ الرَّقَاشِيُّ ، حَدَّثَنَا
وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : مَرِضْتُ
فَأَتَى عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا أَقُولُ
اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ أَجَلِي قَدْ حَضَرَ فَأَرِحْنِي وَإِنْ كَانَ مُتَأَخِّرًا
فَارْفَعْنِي ، وَإِنْ كَانَ الْبَلاَءُ فَصَبِّرْنِي . فَقَالَ : مَا قُلْتَ ؟
فَأَعَدْتُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ
اشْفِهِ اللَّهُمَّ عَافِهِ ثُمَّ قَالَ : قُمْ فَقُمْتُ ، فَمَا أَعَادَ لِي
ذَلِكَ الْوَجَعُ بَعْدَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4240- أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الدَّقَّاقُ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدٍ الرَّقَاشِيُّ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِسْحَاقَ
الْحَضْرَمِيُّ ، أَنْبَأَ عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو كَثِيرٍ الْعَنَزِيُّ
، قَالَ : قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : مَا عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مُؤْمِنٌ وَلاَ
مُؤْمِنَةٌ ، إِلاَّ وَهُوَ يُحِبُّنِي ، قَالَ : قُلْتُ : وَمَا عِلْمُكَ بِذَلِكَ يَا
أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ قَالَ : إِنِّي كُنْتُ أَدْعُو أُمِّي إِلَى الإِسْلاَمِ
فَتَأْبَى ، وَإِنِّي دَعَوْتُهَا ذَاتَ يَوْمٍ فَأَسْمَعَتْنِي فِي رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَكْرَهُ فَجِئْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي كُنْتُ
أَدْعُو أُمِّي إِلَى الإِسْلاَمِ فَتَأْبَى عَلَيَّ وَإِنِّي دَعَوْتُهَا يَوْمًا
فَأَسْمَعَتْنِي فِيكَ مَا أَكْرَهُ فَادْعُ اللَّهَ يَا رَسُولَ اللهِ ، أَنْ
يَهْدِيَ أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الإِسْلاَمِ ، فَدَعَا لَهَا رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَجَعْتُ إِلَى أُمِّي أُبَشِّرُهَا
بِدَعْوَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا كُنْتُ
عَلَى الْبَابِ إِذِ الْبَابُ مُغْلَقٌ فَدَقَقْتُ الْبَابَ فَسَمِعَتْ حِسِّي
فَلَبِسَتْ ثِيَابَهَا وَجَعَلَتْ عَلَى رَأْسِهَا خِمَارَهَا وَقَالَتْ :
أَرْفِقْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ فَفَتَحَتْ لِيَ الْبَابَ فَلَمَّا دَخَلْتُ
قَالَتْ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ
اللهِ فَرَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا
أَبْكِي مِنَ الْفَرَحِ ، كَمَا كُنْتُ أَبْكِي مِنَ الْحُزْنِ وَجَعَلْتُ أَقُولُ
أَبْشِرْ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدِ اسْتَجَابَ اللَّهُ دَعَوْتَكَ وَهَدَى اللَّهُ
أُمَّ أَبِي هُرَيْرَةَ إِلَى الإِسْلاَمِ فَقُلْتُ : ادْعُ اللَّهَ أَنْ
يُحَبِّبَنِيَ وَأُمِّي إِلَى عِبَادِهِ الْمُؤْمِنِينَ وَيُحَبِّبَهُمْ إِلَيْنَا
، قَالَ : فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ
حَبِّبْ عُبَيْدَكَ هَذَا ، وَأُمُّهُ إِلَى عِبَادِكَ الْمُؤْمِنِينَ ،
وَحَبِّبْهُمْ إِلَيْهِمَا فَمَا عَلَى الأَرْضِ مُؤْمِنٌ وَلاَ مُؤْمِنَةٌ إِلاَّ
وَهُوَ يُحِبُّنِي وَأَحَبُّهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4241- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْبُرُلُّسِيُّ ،
حَدَّثَنَا ضِرَارُ بْنُ صُرَدَ ، حَدَّثَنَا عَائِذُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : كَانَ فُلاَنٌ
يَجْلِسُ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا تَكَلَّمَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِشَيْءٍ اخْتَلَجَ وَجْهُهُ
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كُنْ كَذَلِكَ
فَلَمْ يَزَلْ يُخْتَلِجُ حَتَّى مَاتَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4242- حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دَاوُدَ
بْنِ سُلَيْمَانَ الزَّاهِدُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الأَشْعَثُ الْكُوفِيُّ بِمِصْرَ ، حَدَّثَنِي أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ
بْنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ أَبِيهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
جَدِّهِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ أَبِيهِ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، أَنْ يَهُودِيًّا ، كَانَ يُقَالَ لَهُ جُرَيْجِرَةُ كَانَ لَهُ عَلَى
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَنَانِيرُ فَتَقَاضَى
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَهُ : يَا يَهُودِيُّ ،
مَا عِنْدِي مَا أُعْطِيكَ قَالَ : فَإِنِّي لاَ أُفَارِقُكَ يَا مُحَمَّدُ حَتَّى
تُعْطِيَنِي ، فَقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذًا أَجْلِسُ مَعَكَ
فَجَلَسَ مَعَهُ فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
ذَلِكَ الْمَوْضِعِ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ وَالْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ الآخِرَةَ
وَالْغَدَاةَ وَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَتَهَدَّدُونَهُ ، وَيَتَوَعَّدُونَهُ فَفَطِنَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : مَا الَّذِي تَصْنَعُونَ بِهِ ؟ فَقَالُوا : يَا
رَسُولَ اللهِ ، يَهُودِيٌّ يَحْبِسُكَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنَعَنِي رَبِّي أَنْ أَظْلِمَ مُعَاهَدًا وَلاَ غَيْرَهُ
فَلَمَّا تَرَحَّلَ النَّهَارُ قَالَ الْيَهُودِيُّ : أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ
اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، وَقَالَ : شَطْرُ
مَالِي فِي سَبِيلِ اللهِ أَمَا وَاللَّهِ مَا فَعَلْتُ الَّذِي فَعَلْتُ بِكَ
إِلاَّ لأَنْظُرَ إِلَى نَعْتِكَ فِي التَّوْرَاةِ : مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
مَوْلِدُهُ بِمَكَّةَ ، وَمُهَاجَرُهُ بِطَيْبَةَ وَمُلْكُهُ بِالشَّامِ لَيْسَ
بِفَظٍّ وَلاَ غَلِيظٍ وَلاَ سَخَّابٍ فِي الأَسْوَاقِ وَلاَ مُتَزَيٍّ
بِالْفُحْشِ ، وَلاَ قَوْلِ الْخَنَا ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
وَأَنَّكَ رَسُولُ اللهِ ، هَذَا مَالِي فَاحْكُمْ فِيهِ بِمَا أَرَاكَ اللَّهُ ،
وَكَانَ الْيَهُودِيُّ كَثِيرَ الْمَالِ.
مِنْ كِتَابِ الْهِجْرَةِ الآُولَى إِلَى الْحَبَشَةِ
وَتَوَاتَرَتِ الأَخْبَارُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا مَاتَ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ لَقِيَ هُوَ
وَالْمُسْلِمُونَ أَذًى مِنَ الْمُشْرِكِينَ بَعْدَ مَوْتِهِ فَقَالَ لَهُمُ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ ابْتُلُوا وَشَطَّتْ بِهِمْ عَشَائِرُهُمْ
تَفَرَّقُوا ، وَأَشَارَ قِبَلَ أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَكَانَتْ أَرْضًا فِيهِ
تَرْحَلُ إِلَيْهَا قُرَيْشٌ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ ، فَكَانَتْ أُولَى الْهِجْرَةِ
فِي الإِسْلاَمِ وَإِنَّمَا أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَصْحَابَهُ بِالْخُرُوجِ إِلَى النَّجَاشِيِّ لِعَدْلِهِ.
4243- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، حَدَّثَنَا عُقْبَةُ الْمُجَدَّرُ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَا زَالَتْ قُرَيْشٌ
كَاعَّةً حَتَّى تُوُفِّيَ أَبُو طَالِبٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4244- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : كَانَ اسْمُ النَّجَاشِيِّ مَصْحَمَةَ
وَهُوَ بِالْعَرَبِيَّةِ عَطِيَّةُ وَإِنَّمَا النَّجَاشِيُّ اسْمُ الْمَلِكِ ،
كَقَوْلِكَ كِسْرَى وَهِرَقْلُ. قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : هَذَا كِتَابٌ مِنَ
النَّبِيِّ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّجَاشِيِّ :
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا كِتَابُ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ إِلَى
النَّجَاشِيِّ الأَصْحَمِ عَظِيمِ الْحَبَشِ سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى
، وَآمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ، وَشَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ
وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ ، لَمْ يَتَّخِذْ صَاحِبَةً وَلاَ وَلَدًا ، وَأَنَّ
مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ ، أَدْعُوكَ بِدُعَاءِ اللهِ ، فَإِنِّي أَنَا
رَسُولُ اللهِ ، فَأَسْلِمْ تَسْلَمْ {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى
كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكَ
بِهِ شَيْئًا وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ}
الآيَةُ ، فَإِنْ أَبَيْتَ فَعَلَيْكَ إِثْمُ النَّصَارَى.
لَمْ يُتَابَعْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقُرَشِيُّ
عَلَى اسْمِ النَّجَاشِيِّ أَنَّهُ مَصْحَمَةُ فَإِنَّ الأَخْبَارَ الصَّحِيحَةَ الْمُخَرَّجَةَ
فِي الْكِتَابَيْنِ الصَّحِيحَيْنِ بِالأَلْفِ وَالْكِتَابُ إِلَيْهِ فِي كِتَابِ
رَسُولِ اللَّهِ.
4245- حَدَّثَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْقَنْطَرِيُّ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ الْقُرَشِيُّ ،
حَدَّثَنَا خَدِيجُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، قَالَ : بَعَثَنَا
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّجَاشِيِّ وَنَحْنُ نَحْوٌ
مِنْ ثَمَانِينَ رَجُلاً ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِطُولِهِ كَمَا أَخْرَجْتُهُ فِي
التَّفْسِيرِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
وَلِيَعْلَمْ طَالِبُ الْعِلْمِ أَنَّ النَّجَاشِيَّ مَنْ نَشْرِهِ قَبْلَ وُرُودِ
أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكِتَابِهِ عَلَيْهِ
الدَّلِيلُ عَلَى ذَلِكَ إِخْرَاجُهُمَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ هِشَامِ بْنِ
عُرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ وَأُمَّ حَبِيبَةَ
ذَكَرَتَا كَنِيسَةً وَأَنَّهَا بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ فِيهَا تَصَاوِيرُ ، الْحَدِيثِ.
4246- أَخْبَرَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ
الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا جَدِّي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ
الْحِزَامِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ
، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ : أَنَّ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ ، وَامْرَأَتُهُ رُقْيَةُ
بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَا مُهَاجِرَيْنِ
مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْحَبَشَةِ الآُولَى ، ثُمَّ قَدِمَا عَلَى رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَكَّةَ ، ثُمَّ هَاجَرَا إِلَى الْمَدِينَةِ.
قَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى إِخْرَاجِ حَدِيثِ
ابْنِ أَبِي شَيْبَةَ وَغَيْرِهِ عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ
عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَدِيٍّ ، عَنِ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ ، فِي خُرُوجِ
عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ إِلَى أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَسَاقَا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ
فَلِذَلِكَ اخْتَصَرْتُ عَلَى رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنِ ابْنِ
إِسْحَاقَ ، وَذَكَرَ فِي الْمَغَازِي أَنَّ رُقْيَةَ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيمَا ذَكَرُوا لَمْ يُرَ فِي الْعَرَبِ وَلاَ فِي
الْحَبَشِ أَحْسَنَ مِنْهَا.
4247- فَحَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : قَالَ أَبُو طَالِبٍ أَبْيَاتًا
لِلنَّجَاشِيِّ يَحُضُّهُمْ عَلَى حُسْنِ جِوَارِهِمْ وَالدَّفْعِ عَنْهُمْ:.
لِيَعْلَمْ خِيَارُ النَّاسِ أَنَّ مُحَمَّدًا .....
وَزِيرٌ لِمُوسَى وَالْمَسِيحِ ابْنِ مَرْيَمْ
أَتَانَا بِهَدْيٍ مِثْلِ مَا أَتَيَا بِهِ .....
فَكُلٌّ بِأَمْرِ اللهِ يَهْدِي وَيَعْصِمْ
وَأَنَّكُمْ تَتْلُونَهُ فِي كِتَابِكُمْ ..... بِصِدْقِ
حَدِيثٍ لاَ حَدِيثَ الْمُبَرْجِمْ
وَإِنَّكَ مَا تَأْتِيكَ مِنْهَا عِصَابَةٌ .....
بِفَضْلِكَ إِلاَّ أُرْجِعُوا بِالتَّكَرُّمِ.
4248- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ سَعِيدٍ الآُمَوِيُّ السَّعِيدِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ أُمِّ خَالِدِ بِنْتِ خَالِدٍ ، قَالَتْ : قَدِمْتُ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ وَأَنَا
جُوَيْرِيَةٌ ، فَكَسَانِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
خَمِيصَةً لَهَا أَعْلاَمٌ فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَمْسَحُ الأَعْلاَمَ بِيَدِهِ وَيَقُولُ : سَنَاهْ سَنَاهْ يَعْنِي : حَسَنٌ
حَسَنٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4249- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنَا الْهَيْثَمُ بْنُ خَالِدٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو غَسَّانَ النَّهْدِيُّ ، حَدَّثَنَا الأَجْلَحُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : لَمَّا
قَدِمَ جَعْفَرُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ مِنْ أَرْضِ الْحَبَشَةِ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا أَدْرِي بِأَيِّهِمَا أَنَا أَفْرَحُ بِفَتْحِ
خَيْبَرَ أَمْ بِقُدُومِ جَعْفَرٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4250- حَدَّثَنِي أَبُو الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ،
حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الآُمَوِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبِي ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي حَبِيبٍ ،
عَنْ مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ غَسِيلَةَ
الصُّنَابِحِيّ ، عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ ، قَالَ : كُنَّا أَحَدَ عَشَرَ فِي الْعَقَبَةِ
الآُولَى ، مِنَ الْعَامِ الْمُقْبِلِ فَبَايَعْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْعَةَ النِّسَاءِ قَبْلَ أَنْ يَفْرِضَ عَلَيْنَا الْحَرْبَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4251- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو الْعَدَنِيُّ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ سُلَيْمٍ ، عَنِ ابْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ
جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لَبِثَ عَشْرَ سِنِينَ يَتْبَعُ النَّاسَ فِي مَنَازِلِهِمْ فِي
الْمَوْسِمِ وَمَجَنَّةِ وَعُكَاظٍ وَمَنَازِلِهِمْ مِنْ مِنَىً مَنْ يُؤْوِينِي ،
مَنْ يَنْصُرُنِي ، حَتَّى أُبَلِّغَ رِسَالاَتِ رَبِّي فَلَهُ الْجَنَّةُ ؟ فَلاَ
يَجِدُ أَحَدًا يَنْصُرُهُ وَلاَ يُؤْوِيَهُ حَتَّى إِنَّ الرَّجُلَ لَيَرْحَلُ
مِنْ مِصْرَ ، أَوْ مِنَ الْيَمَنِ إِلَى ذِي رَحِمِهِ فَيَأْتِيهِ قَوْمُهُ
فَيَقُولُونَ لَهُ : احْذَرْ غُلاَمَ قُرَيْشٍ لاَ يَفْتِنَّنَكَ وَيَمْشِي بَيْنَ
رِحَالِهِمْ يَدْعُوهُمْ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ يُشِيرُونَ إِلَيْهِ
بِالأَصَابِعِ حَتَّى بَعَثَنَا اللَّهُ مِنْ يَثْرِبَ فَيَأْتِيهِ الرَّجُلُ مِنَّا
فَيُؤْمِنُ بِهِ ،
وَيُقْرِئُهُ الْقُرْآنَ فَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ
فَيُسْلِمُونَ بِإِسْلاَمِهِ ، حَتَّى لَمْ يَبْقَ دَارٌ مِنْ دُورِ الأَنْصَارِ
إِلاَّ وَفِيهَا رَهْطٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، يُظْهِرُونَ الإِسْلاَمَ ،
وَبَعَثَنَا اللَّهُ إِلَيْهِ فَائْتَمَرْنَا وَاجْتَمَعْنَا وَقُلْنَا : حَتَّى
مَتَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُطْرَدُ فِي جِبَالِ
مَكَّةَ وَيَخَافُ ، فَرَحَلْنَا حَتَّى قَدِمْنَا عَلَيْهِ فِي الْمَوْسِمِ فَوَاعَدَنَا
بَيْعَةَ الْعَقَبَةِ فَقَالَ لَهُ عَمُّهُ الْعَبَّاسُ : يَا ابْنَ أَخِي لاَ أَدْرِي
مَا هَؤُلاَءِ الْقَوْمُ الَّذِينَ جَاؤُوكَ إِنِّي ذُو مَعْرِفَةٍ بِأَهْلِ
يَثْرِبَ فَاجْتَمَعْنَا عِنْدَهُ مِنْ رَجُلٍ وَرَجُلَيْنِ فَلَمَّا نَظَرَ
الْعَبَّاسُ فِي وُجُوهِنَا قَالَ : هَؤُلاَءِ قَوْمٌ لاَ نَعْرِفُهُمْ ،
هَؤُلاَءِ أَحْدَاثٌ ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ، عَلَى مَا نُبَايِعُكَ ؟
قَالَ : تُبَايعُونِي عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ فِي النَّشَاطِ ، وَالْكَسَلِ
، وَعَلَى النَّفَقَةِ فِي الْعُسْرِ ، وَالْيُسْرِ وَعَلَى الأَمْرِ
بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَعَلَى أَنْ تَقُولُوا فِي اللهِ
لاَ تَأْخُذْكُمْ لَوْمَةُ لاَئِمٍ ، وَعَلَى أَنْ تَنْصُرُونِيَ إِذَا قَدِمْتُ
عَلَيْكُمْ ، وَتَمْنَعُونِي مِمَّا تَمْنَعُونَ عَنْهُ أَنْفُسَكُمْ وَأَزْوَاجَكُمْ
وَأَبْنَاءَكُمْ وَلَكُمُ الْجَنَّةُ فَقُمْنَا نُبَايِعُهُ وَأَخَذَ بِيَدِهِ
أَسْعَدُ بْنُ زُرَارَةَ وَهُوَ أَصْغَرُ السَّبْعِينَ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ :
رُوَيْدًا يَا أَهْلَ يَثْرِبَ ، إِنَّا لَمْ نَضْرِبْ إِلَيْهِ أَكْبَادَ
الْمَطِيِّ إِلاَّ وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّهُ رَسُولُ اللهِ وَأَنَّ إِخْرَاجَهُ
الْيَوْمَ مُفَارَقَةُ الْعَرَبِ كَافَّةً وَقَتْلُ خِيَارِكُمْ وَأَنَّ
يَعَضَّكُمُ السَّيْفُ فَإِمَّا أَنْتُمْ قَوْمٌ تَصْبِرُونَ عَلَيْهَا إِذَا
مَسَّتْكُمْ وَعَلَى قَتْلِ خِيَارِكُمْ وَمُفَارَقَةِ الْعَرَبِ كَافَّةً ،
فَخُذُوهُ وَأَجْرُكُمْ عَلَى اللهِ وَإِمَّا أَنْتُمْ تَخَافُونَ مِنْ
أَنْفُسِكُمْ خِيفَةً فَذَرُوهُ فَهُوَ عُذْرٌ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ،
فَقَالُوا : يَا أَسْعَدُ أَمِطْ عَنَّا يَدَكَ فَوَاللَّهِ لاَ نَذَرُ هَذِهِ
الْبَيْعَةَ وَلاَ نَسْتَقِيلُهَا ، قَالَ : فَقُمْنَا إِلَيْهِ رَجُلاً رَجُلاً فَأَخَذَ
عَلَيْنَا لِيُعْطِيَنَا بِذَلِكَ الْجَنَّةَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ جَامِعٌ لِبَيْعَةِ
الْعَقَبَةِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4252- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
أَنْبَأَ عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنِي
اللَّيْثُ ، عَنْ عَقِيلٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : كَانَ بَيْنَ لَيْلَةِ
الْعَقَبَةِ وَبَيْنَ مُهَاجَرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَلاَثَةُ
أَشْهُرٍ ، أَوْ قَرِيبًا مِنْهَا وَكَانَتْ بَيْعَةُ الأَنْصَارِ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الْعَقَبَةِ فِي ذِي الْحِجَّةِ ،
وَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فِي
شَهْرِ رَبِيعٍ الأَوَّلِ.
4253- حَدَّثَنَا حَمْزَةُ بْنُ الْعَبَّاسِ
الْعَقَبِيُّ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا
قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ
، وَغَيْرِهِ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لِلنُّقَبَاءِ مِنَ الأَنْصَارِ : تُؤْوُونِي وَتَمْنَعُونِي ؟ قَالُوا : نَعَمْ ،
فَمَا لَنَا ؟ قَالَ : الْجَنَّةُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4254- حَدَّثَنَا أَبُو الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الشَّعِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عِصَامٍ ، حَدَّثَنَا حَفْصُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنْ شُعْبَةَ بْنِ
الْحَجَّاجِ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ ، أَنَّهُ
قَالَ : أَوَّلُ مَنْ قَدِمَ عَلَيْنَا الْمَدِينَةَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ مُصْعَبُ
بْنُ عُمَيْرٍ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ فَكَانُوا يُقْرِؤُونَنَا فَقَدِمَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ قَرَأْتُ سِبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ
الأَعْلَى وَسُوَرًا مِنَ الْمُفَصَّلِ ، ثُمَّ قَدِمَ سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ
وَعَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ثُمَّ قَدِمَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ فِي عِشْرِينَ
ثُمَّ قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا فَرِحْنَا
بِشَيْءٍ فَرَحَنَا بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ
النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ يَسْعَوْنَ يَقُولُونَ : هَذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
4255- أَخْبَرَنَا أَبُو النَّصْرِ أَحْمَدُ بْنُ
الْفَضْلِ الْكَاتِبُ بِهَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ
بْنِ دِيزِيلَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْخُزَامِيُّ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، قَالَ :
قُلْتُ لِعُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ : كَمْ لَبِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ؟ قَالَ : عَشْرُ سِنِينَ ، قُلْتُ : فَإِنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ
يَقُولُ : لَبِثَ بِضْعَ عَشْرَةَ حَجَّةً قَالَ : إِنَّمَا أَخَذَهُ مِنْ قَوْلِ
الشَّاعِرِ .
قَالَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ سَعِيدٍ قَالَ : سَمِعْتُ عَجُوزًا مِنَ الأَنْصَارِ تَقُولُ : رَأَيْتُ
ابْنَ عَبَّاسٍ يَخْتَلِفُ إِلَى صِرْمَةِ بْنِ قَيْسٍ يَتَعَلَّمُ مِنْهُ هَذِهِ
الأَبْيَاتَ :
ثَوَى فِي قُرَيْشٍ بِضْعَ عَشْرَةَ حَجَّةً .....
يُذَكِّرُ لَوْ أَلْفَى صَدِيقًا مُوَاتِيَا
وَيَعْرِضُ فِي أَهْلِ الْمَوَاسِمِ نَفْسَهُ .....
فَلَمْ يَرَ مَنْ يُؤْوِي وَلَمْ يَرَ دَاعِيَا
فَلَمَّا أَتَانَا وَاسْتَقَرَّتْ بِهِ النَّوَى .....
وَأَصْبَحَ مَسْرُورًا بِطَيْبَةَ رَاضِيَا
وَأَصْبَحَ مَا يَخْشَى ظُلاَمَةَ ظَالِمٍ ..... بَعِيدٍ
وَمَا يَخْشَى مِنَ النَّاسِ بَاغِيَا
بَذَلْنَا لَهُ الأَمْوَالَ مِنْ جُلِّ مَالِنَا .....
وَأَنْفُسَنَا عِنْدَ الْوَغَى وَالتَّأَسِّيَا
نُعَادِي الَّذِي عَادَى مِنَ النَّاسِ كُلِّهِمْ .....
بِحَقٍّ وَإِنْ كَانَ الْحَبِيبُ الْمُوَاتِيَا
وَنَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ لاَ شَيْءَ غَيْرُهُ .....
وَأَنَّ كِتَابَ اللهِ أَصْبَحَ هَادِيَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ ، وَهُوَ أَوْلَى مَا تَقُومُ بِهِ الْحُجَّةُ عَلَى مَقَامِ
سَيِّدَنَا الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ بِضْعَ
عَشْرَةَ سَنَةً.
وَلَهُ شَاهِدٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
4256- حَدَّثَنَاهُ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ
، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا
حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَمَّارِ
بْنِ أَبِي عَمَّارٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : أَقَامَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً بِمَكَّةَ ،
سَبْعًا وَثَمَانِيًا يَرَى الضَّوْءَ ، وَيَسْمَعُ الصَّوْتَ ، وَأَقَامَ
بِالْمَدِينَةِ عَشْرًا.
المجلد الثالث29- كِتَابُ الْهِجْرَةِ
وَقَدْ صَحَّ أَكْثَرُ أَخْبَارِهَا عِنْدَ
الشَّيْخَيْنِ وَأَخْرَجَا جَمِيعًا اخْتِلاَفَ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمْ فِي مُقَامِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ.
4257- حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ
مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا جَدِّي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ شِهَابِ بْنِ
عَبْدِ رَبِّهِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ قَالَ : مَشَيْتُ مَعَ مُحَمَّدِ بْنِ
عَلِيٍّ ، فَقَالَ : أَشْهَدُ أَنَّ أَبِي ، حَدَّثَنِي ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَلِيٍّ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عَمَّرَ نَبِيَّهُ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ سَنَةً.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
وَقَدِ اتَّفَقَتِ الرِّوَايَاتُ عَلَى هَذِهِ مَعَ
الرِّوَايَاتِ الَّتِي أَخْرَجَاهَا ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَأَمَّا خَبَرُ أَنَسٍ ، وَمُعَاوِيَةَ وَإِنْ صَحَّتْ
أَسَانِيدُهُمَا فِي عَشْرِ سِنِينَ فَلَيْسَ عَلَيْهِمَا الْقَوْلُ وَالْعَمَلُ.
4258- أَخْبَرَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ
بِمَرْوَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ هِلاَلٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
الْحَسَنِ بْنِ شَقِيقٍ ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عُبَيْدٍ الْكِنْدِيُّ ، عَنْ غَيْلاَنَ
بْنِ عَبْدِ اللهِ الْعَامِرِيِّ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ
جَرِيرٍ ، أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَوْحَى إِلَيَّ
أَيُّ هَؤُلاَءِ الْبِلاَدِ الثَّلاَثِ نَزَلْتَ فَهِيَ دَارُ هِجْرَتِكَ :
الْمَدِينَةُ أَوِ الْبَحْرَيْنِ أَوْ قِنَّسْرِينُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4259- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
مُوسَى ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ
أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ قَابُوسِ بْنِ أَبِي ظَبْيَانَ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِمَكَّةَ : فَأُمِرَ بِالْهِجْرَةِ وَأُنْزِلَ
عَلَيْهِ : {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ
صِدْقٍ وَاجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطَانًا نَصِيرًا}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4260- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الشَّافِعِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ،
عَنْ قَتَادَةَ قَوْلُهُ تَعَالَى : {وَقُلْ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي
مُخْرَجَ صِدْقٍ} فَأَخْرَجَهُ اللَّهُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ مُخْرَجَ
صِدْقٍ ، وَأَدْخَلَهُ الْمَدِينَةَ مُدْخَلَ صِدْقٍ ، قَالَ : وَنَبِيُّ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ عَلِمَ أَنَّهُ لاَ طَاقَةَ لَهُ بِهَذَا
الأَمْرِ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ ، فَسَأَلَ سُلْطَانًا نَصِيرًا لِكِتَابِ اللهِ
وَحُدُودِ اللهِ ، وَلِفَرَائِضِ اللهِ ، وَلإِقَامَةِ كِتَابِ اللهِ ، وَأَنَّ
السُّلْطَانَ عِزَّةٌ مِنَ اللهِ جَعَلَهُ بَيْنَ أَظْهُرِ عِبَادِهِ ، وَلَوْلاَ
ذَلِكَ لاَغَارَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، وَأَكَلَ شَدِيدُهُمْ ضَعِيفَهُمْ.
4261- أَخْبَرَنَا الأُسْتَاذُ أَبُو الْوَلِيدِ ،
وَأَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، قَالاَ : أَخْبَرَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ
، حَدَّثَنَا مُوسَى الأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ سَعِيدٍ
الْمَقْبُرِيُّ ، حَدَّثَنِي أَخِي ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّكَ
أَخْرَجْتَنِي مِنْ أَحَبِّ الْبِلاَدِ إِلَيَّ ، فَأَسْكِنِّي أَحَبَّ الْبِلاَدِ
إِلَيْكَ ، فَأَسْكَنَهُ اللَّهُ الْمَدِينَةَ.
هَذَا حَدِيثٌ رُوَاتُهُ مَدَنِيُّونَ مِنْ بَيْتِ أَبِي
سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ.
4262- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ
مُوسَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :
قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِلْمُسْلِمِينَ : قَدْ أُرِيتُ
دَارَ هِجْرَتِكُمْ ، أُرِيتُ سَبِخَةً ذَاتَ نَخْلٍ بَيْنَ لاَبَتَيْنِ وَهُمَا
الْحَرَّتَانِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4263- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ
، حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ الْخَلِيلِ التُّسْتَرِيُّ ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ
يَحْيَى ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ أَبِي بَلْجٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : شَرَى عَلِيٌّ نَفْسَهُ ،
وَلَبِسَ ثَوْبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ نَامَ
مَكَانَهُ ، وَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَرْمُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَلْبَسَهُ بُرْدَةً ، وَكَانَتْ قُرَيْشٌ تُرِيدُ أَنْ تَقْتُلَ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَجَعَلُوا يَرْمُونَ عَلِيًّا ،
وَيَرَوْنَهُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدْ لَبِسَ
بُرْدَةً ، وَجَعَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَتَضَوَّرُ ، فَإِذَا هُوَ عَلِيٌّ
فَقَالُوا : إِنَّكَ لَلَئِيمٌ إِنَّكَ لَتَتَضَوَّرُ ، وَكَانَ صَاحِبُكَ لاَ
يَتَضَوَّرُ وَلَقَدِ اسْتَنْكَرْنَاهُ مِنْكَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
، وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ وَغَيْرُهُ ، عَنْ أَبِي عَوَانَةَ
بِزِيَادَةِ أَلْفَاظٍ.
4264- وَقَدْ حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ قُنْفُذٍ الْبَزَّارُ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ الْحَمِيدِ الْحِمَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا قَيْسُ
بْنُ الرَّبِيعِ ، حَدَّثَنَا حَكِيمُ بْنُ جُبَيْرٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ
الْحُسَيْنِ قَالَ : إِنَّ أَوَّلَ مَنْ شَرَى نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ رِضْوَانِ اللهِ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ وَقَالَ عَلِيٌّ عِنْدَ مَبِيتِهِ عَلَى فِرَاشِ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
شِعْرًا
وَقِيتُ بِنَفْسِي خَيْرَ مَنْ وَطِئَ الْحَصَا .....
وَمَنْ طَافَ بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ وَبِالْحَجَرِ
رَسُولَ إِلَهٍ خَافَ أَنْ يَمْكُرُوا بِهِ .....
فَنَجَّاهُ ذُو الطَّوْلِ الإِلَهُ مِنَ الْمَكْرِ
وَبَاتَ رَسُولُ اللهِ فِي الْغَارِ آمِنًا ..... مُوقًى
وَفِي حِفْظِ الإِلَهِ وَفِي سِتْرٍ
وَبِتُّ أُرَاعِيهُمْ وَلَمْ يَتَّهِمُونَنِي .....
وَقَدْ وَطَّنْتُ نَفْسِي عَلَى الْقَتْلِ وَالأَسْرِ.
4265- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو مَرْيَمَ
الأَسَدِيُّ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ
اللَّيْلَةَ الَّتِي أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَنْ أَبِيتَ عَلَى فِرَاشِهِ ، وَخَرَجَ مِنْ مَكَّةَ مُهَاجِرًا ، انْطَلَقَ بِي
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى الأَصْنَامِ ، فَقَالَ :
اجْلِسْ فَجَلَسْتُ إِلَى جَنْبِ الْكَعْبَةِ ، ثُمَّ صَعِدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى مَنْكِبِي ثُمَّ قَالَ : انْهَضْ فَنَهَضْتُ
بِهِ ، فَلَمَّا رَأَى ضَعْفِي تَحْتَهُ ، قَالَ : اجْلِسْ ، فَجَلَسْتُ ،
فَأَنْزَلْتُهُ عَنِّي ، وَجَلَسَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَالَ لِي : يَا عَلِيُّ ، اصْعَدْ عَلَى مَنْكِبِي فَصَعِدْتُ
عَلَى مَنْكِبَيْهِ ، ثُمَّ نَهَضَ بِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، وَخُيِّلَ إِلَيَّ أَنِّي لَوْ شِئْتُ نِلْتُ السَّمَاءَ ، وَصَعِدْتُ
إِلَى الْكَعْبَةِ ، وَتَنَحَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَأَلْقَيْتُ صَنَمَهُمُ الأَكْبَرَ ، وَكَانَ مِنْ نُحَاسٍ مَوَتَّدًا بِأَوْتَادٍ
مِنْ حَدِيدٍ إِلَى الأَرْضِ ، فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : عَالِجْهُ فَعَالَجْتُهُ فَمَا زِلْتُ أُعَالِجُهُ ، وَيَقُولُ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِيهْ إِيهْ فَلَمْ أَزَلْ أُعَالِجُهُ
حَتَّى اسْتَمْكَنْتُ مِنْهُ ، فَقَالَ : دُقَّهُ فَدَقَقْتُهُ فَكَسَرْتُهُ
وَنَزَلْتُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4266- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَمَّادِيُّ
بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَعْقُوبَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
السَّرْخَسِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلْقَمَةَ الْمَرْوَزِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، عَنْ شُعْبَةَ ، وَمِسْعَرٍ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِجِبْرِيلَ عَلَيْهِ
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ : مَنْ يُهَاجِرُ مَعِي ؟ قَالَ : أَبُو بَكْرٍ
الصِّدِّيقُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَالْمَتْنِ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4267- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
، قَالَتْ : لَمَّا تَوَجَّهَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ ، حَمَلَ أَبُو بَكْرٍ
مَعَهُ جَمِيعَ مَالِهِ خَمْسَةَ أَلْفٍ أَوْ سِتَّةَ أَلْفِ دِرْهَمٍ ،
فَأَتَانِي جَدِّي أَبُو قُحَافَةَ وَقَدْ ذَهَبَ بَصَرُهُ ، فَقَالَ : إِنَّ
هَذَا وَاللَّهِ قَدْ فَجَعَكُمْ بِمَالِهِ مَعَ نَفْسِهِ ، فَقُلْتُ : كَلاَ يَا
أَبَتِ ، قَدْ تَرَكَ لَنَا خَيْرًا كَثِيرًا ، فَعَمَدْتُ إِلَى أَحْجَارٍ
فَجَعَلْتُهُنَّ فِي كَوَّةِ الْبَيْتِ ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ يَجْعَلُ
أَمْوَالَهُ فِيهَا ، وَغُطِّيَتْ عَلَى الأَحْجَارِ بِثَوْبٍ ، ثُمَّ جِئْتُ
فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَوَضَعْتُهَا عَلَى الثَّوْبِ ، فَقَالَ : أَمَّا إِذَا
تَرَكَ هَذَا فَنِعْمَ ، قَالَتْ : وَوَاللَّهِ مَا تَرَكَ قَلِيلاً وَلاَ كَثِيرًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4268- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
أُنَبَّأْ مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ
مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
سِيرِينَ ، قَالَ : ذَكَرَ رِجَالٌ عَلَى عَهْدِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
فَكَأَنَّهُمْ فَضَلُّوا عُمَرَ عَلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ،
قَالَ : فَبَلَغَ ذَلِكَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لَلَيْلَةٌ
مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ مِنْ آلِ عُمَرَ ، وَلَيَوْمٌ مِنْ أَبِي بَكْرٍ خَيْرٌ
مِنْ آلِ عُمَرَ ، لَقَدْ خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لِيَنْطَلِقَ إِلَى الْغَارِ وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ ، فَجَعَلَ يَمْشِي سَاعَةً
بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَسَاعَةً خَلْفَهُ حَتَّى فَطِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، مَا لَكَ تَمْشِي
سَاعَةً بَيْنَ يَدَيْ وَسَاعَةً خَلْفِي ؟ فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَذَكُرُ
الطَّلَبَ فَأَمْشِي خَلْفَكَ ، ثُمَّ أَذَكَرُ الرَّصْدَ ، فَأَمْشِي بَيْنَ يَدَيْكَ
، فَقَالَ : يَا أَبَا بَكْرٍ ، لَوْ كَانَ شَيْءٌ أَحْبَبْتَ أَنْ يَكُونَ بِكَ
دُونِي ؟ قَالَ : نَعَمْ ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، مَا كَانَتْ لِتَكُونَ
مِنْ مُلِمَّةٍ إِلاَّ أَنْ تَكُونَ بِي دُونَكَ ، فَلَمَّا انْتَهَيَا إِلَى
الْغَارِ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ
: مَكَانَكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، حَتَّى أَسْتَبْرِئَ
لَكَ الْغَارَ ، فَدَخَلَ وَاسْتَبْرَأَهُ حَتَّى إِذَا كَانَ فِي أَعْلاَهُ
ذَكَرَ أَنَّهُ لَمْ يَسْتَبْرِئِ الْحُجْرَةَ ، فَقَالَ : مَكَانَكَ يَا رَسُولَ
اللهِ ، حَتَّى أَسْتَبْرِئَ الْحُجْرَةَ ، فَدَخَلَ وَاسْتَبْرَأَ ، ثُمَّ قَالَ : انْزِلْ يَا
رَسُولَ اللهِ ، فَنَزَلَ ، فَقَالَ عُمَرُ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لِتِلْكَ
اللَّيْلَةُ خَيْرٌ مِنْ آلِ عُمَرَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ ، لَوْلاَ إِرْسَالٌ فِيهِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4269- أَخْبَرَنِي أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ إِسْحَاقَ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ
بْنِ جَبَلَةَ التَّيْمِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْمُشَاوِرِ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الصَّنْعَانِيُّ ، عَنْ مَعْمَرِ بْنِ رَاشِدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
، قَالَ : أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَالِكٍ الْمُدْلِجِيُّ ، وَهُوَ
ابْنُ أَخِي سُرَاقَةَ بْنِ جُعْشُمٍ ، أَنَّ أَبَاهُ ، أَخْبَرَهُ أَنَّهُ ،
سَمِعَ سُرَاقَةَ بْنَ جُعْشُمٍ يَقُولُ : جَاءَتْنَا رُسُلُ كُفَّارِ قُرَيْشٍ
، يَجْعَلُونَ فِي رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي
بَكْرٍ دِيَةً ، لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا لِمَنْ قَتَلَهُمَا أَوْ أَسَرَهُمَا ،
فَبَيْنَا أَنَا جَالِسٌ فِي مَجْلِسٍ مِنْ مَجَالِسِ قَوْمِي مِنْ بَنِي مُدْلِجٍ
أَقْبَلَ مِنْهُمْ رَجُلٌ حَتَّى قَامَ عَلَيْنَا ،
فَقَالَ : يَا سُرَاقَةُ ، إِنِّي رَأَيْتُ آنِفًا أَسْوِدَةً بِالسَّاحِلِ ،
أُرَاهَا مُحَمَّدًا وَأَصْحَابَهُ ، قَالَ سُرَاقَةُ : فَعَرَفْتُ أَنَّهُمْ هُمْ
، فَقُلْتُ لَهُمْ : إِنَّهُمْ لَيْسُوا بِهِمْ ، وَلَكِنِّي رَأَيْتُ فُلاَنًا وَفُلاَنًا
انْطَلِقُوا بُغَاةً ، قَالَ : ثُمَّ مَا لَبِثْتُ فِي الْمَجْلِسِ إِلاَّ سَاعَةً
حَتَّى قُمْتُ فَدَخَلْتُ بَيْتِي ، فَأَمَرْتُ جَارِيَتِي أَنْ تُخْرِجَ إِلَيَّ
فَرَسِي وَهِيَ مِنْ وَرَاءِ أَكَمَةٍ فَتَحْبِسَهَا عَلَيَّ ، وَأَخَذْتُ رُمْحِي
فَخَرَجْتُ مِنْ ظَهْرِ الْبَيْتِ فَخَطَطْتُ بِزُجِّهِ إِلَى الأَرْضِ ،
وَحَفَفْتُ عَالِيَةَ الرُّمْحِ حَتَّى أَتَيْتُ فَرَسِي ، فَرَكِبْتُهَا
فَرَفَعْتُهَا تُقَرِّبُ بِي حَتَّى رَأَيْتُ أَسْوَدَتَهُمَا ، فَلَمَّا دَنَوْتُ
مِنْهُمْ حَيْثُ أَسْمَعَهُمُ الصَّوْتُ عَثَرَتْ بِي فَرَسِي ، فَخَرَرْتُ عَنْهَا
، فَقُمْتُ فَأَهْوَيْتُ بِيَدِي إِلَى كِنَانَتِي ، فَاسْتَخْرَجْتُ الأَزْلاَمَ
، فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا ، فَخَرَجَ الَّذِي أَكْرَهُ أَنْ لاَ أَضُرَّهُمْ
فَعَصَيْتُ الأَزْلاَمَ ، فَرَكِبْتُ فَرَسِي فَرَفَعْتُهَا تُقَرِّبُ بِي حَتَّى
إِذَا دَنَوْتُ مِنْهُمْ سَمِعْتُ قِرَاءَةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَهُوَ لاَ يَلْتَفِتُ وَأَبُو بَكْرٍ يُكْثِرُ الِالْتِفَاتَ ،
فَسَاخَتْ يَدَا فَرَسِي فِي الأَرْضِ حَتَّى بَلَغَتَا الرُّكْبَتَيْنِ ،
فَخَرَرْتُ عَنْهَا ، ثُمَّ زَجَرَتْهَا ، فَنَهَضْتُ فَلَمْ تَكَدْ تُخْرِجُ يَدَيْهَا
، فَلَمَّا اسْتَوَتْ قَائِمَةً إِذَا لأَثَرِ يَدَيْهَا عَنَانٌ سَاطِعٌ فِي
السَّمَاءِ ، - قَالَ عَبْدُ اللهِ : يَعْنِي الدُّخَانَ الَّذِي يَكُونُ مِنْ
غَيْرِ نَارٍ - ثُمَّ أَخْرَجْتُ الأَزْلاَمَ ، فَاسْتَقْسَمْتُ بِهَا ، فَخَرَجَ
الَّذِي أَكْرَهُ أَنْ لاَ أَضُرَّهُمَا ، فَنَادَيْتُهُمَا بِالأَمَانِ فَوَقَفَا
، فَرَكِبْتُ فَرَسِي حَتَّى جِئْتُهُمَا فَوَقَعَ فِي نَفْسِي حِينَ لَقِيتُ مِنَ
الْحَبْسِ عَلَيْهِمْ أَنْ سَيَظْهَرَ أَمْرُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّ قَوْمَكَ قَدْ جَعَلُوا فِيكَ
الدِّيَةَ ، وَأَخْبَرْتُهُمْ مِنْ أَخْبَارِ سَفَرِهِمْ ، وَمَا يُرِيدُ النَّاسُ
بِهِمْ ، وَعَرَضْتُ عَلَيْهُمُ الزَّادَ وَالْمَتَاعَ فَلَمْ يَرْزَءُونِي شَيْئًا
، وَلَمْ يَسْأَلُونِي إِلاَّ أَنْ قَالُوا : أَخْفِ عَنَّا ، فَسَأَلْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَكْتُبَ لِي كِتَابَ مُوَادَعَةٍ
آمَنُ بِهِ ، فَأَمَرَ عَامِرَ بْنَ فُهَيْرَةَ مَوْلَى أَبِي بَكْرٍ فَكَتَبَ لِي
فِي رُقْعَةٍ مِنْ أُدُمٍ ثُمَّ مَضِيَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4270- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مِلْحَانَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ ، عَنْ عَقِيلٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي
سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَدِيِّ بْنِ الْحَمْرَاءَ الزُّهْرِيِّ ،
قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ عَلَى
رَاحِلَتِهِ بِالْحَزْوَرَةِ ، يَقُولُ : وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللهِ
، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللهِ إِلَى اللهِ ، وَلَوْلاَ أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا
خَرَجْتُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4271- أَخْبَرَنِي أَبُو أَحْمَدَ الْحُسَيْنُ بْنُ
عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ حَبِيبٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ
مُسْلِمٍ الْبَطِينِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا قَالَ : لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مِنْ مَكَّةَ ، قَالَ أَبُو بَكْرٍ : {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ
رَاجِعُونَ} أُخْرِجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
لَيَهْلِكَنَّ ، قَالَ : فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ : {أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ
بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ الَّذِينَ
أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ} ، عَرَفَ أَبُو بَكْرٍ أَنَّهُ
سَيَكُونُ قِتَالٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4272- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلِ
بْنِ خَلَفٍ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا
مَسْرُوقُ بْنُ الْمَرْزُبَانِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي
زَائِدَةَ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ
الزُّبَيْرِ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
حُسَيْنٍ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا قَالَتْ : لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
مِنَ الْغَارِ مُهَاجِرًا وَمَعَهُ أَبُو بَكْرٍ ، وَعَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ ،
مُرْدِفُهُ أَبُو بَكْرٍ وَخَلْفَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُرَيْقِطٍ اللَّيْثِيُّ
فَسَلَكَ بِهِمَا أَسْفَلَ مِنْ مَكَّةَ ، ثُمَّ مَضَى بِهِمَا حَتَّى هَبَطَ
بِهِمَا عَلَى السَّاحِلِ أَسْفَلَ مِنْ عُسْفَانَ ، ثُمَّ اسْتَجَازَ بِهِمَا
عَلَى أَسْفَلَ أَمَجَ ، ثُمَّ عَارَضَ الطَّرِيقَ بَعْدَ أَنْ أَجَازَ قُدَيْدًا
، ثُمَّ سَلَكَ بِهِمَا الْحِجَازَ ، ثُمَّ أَجَازَ بِهِمَا ثَنِيَّةَ الْمِرَارِ
، ثُمَّ سَلَكَ بِهِمَا الْحَفْيَاءَ ، ثُمَّ أَجَازَ بِهِمَا مُدْلِجَةَ لِقْفٍ ،
ثُمَّ اسْتَبْطَنَ بِهِمَا مُدْلِجَةَ مَجَاحٍ ، ثُمَّ سَلَكَ بِهِمَا مَذْحِجَ ،
ثُمَّ بِبَطْنِ مَذْحِجَ مِنْ ذِي الْغُصْنِ ، ثُمَّ بِبَطْنِ ذِي كَشْدٍ ، ثُمَّ
أَخَذَ الْجُبَاجِبَ ، ثُمَّ سَلَكَ ذِي سَلْمٍ مِنْ بَطْنٍ أَعْلَى مُدْلِجَةَ ،
ثُمَّ أَخَذَ الْقَاحَةِ ثُمَّ هَبَطَ الْعَرْجِ ، ثُمَّ سَلَكَ ثَنِيَّةَ
الْغَائِرِ ، عَنْ يَمِينِ رُكُوبِهِ ، ثُمَّ هَبَطَ بَطْنَ رِيمٍ فَقَدِمَ
قُبَاءَ عَلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4273- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ إِيَادِ بْنِ
لَقِيطٍ ، حَدَّثَنَا إِيَادُ بْنُ لَقِيطٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ النُّعْمَانِ قَالَ
: لَمَّا انْطَلَقَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ مُسْتَخْفِينَ
مَرَّا بِعَبْدٍ يَرْعَى غَنَمًا ، فَاسْتَسْقَيَاهُ مِنَ اللَّبَنِ ، فَقَالَ :
مَا عِنْدِي شَاةٌ تُحْلَبُ غَيْرَ أَنَّ هَا هُنَا عَنَاقًا حَمَلَتْ أَوَّلَ
الشِّتَاءِ ، وَقَدِ أَخْدَجَتْ وَمَا بَقِيَ لَهَا لَبَنٌ ، فَقَالَ : ادْعُ
بِهَا فَدَعَا بِهَا ، فَاعْتَقَلَهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَمَسَحَ ضَرْعَهَا ، وَدَعَا حَتَّى أَنْزَلَتْ ، قَالَ : وَجَاءَ
أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِمِجَنٍّ فَحَلَبَ أَبَا بَكْرٍ ، ثُمَّ
حَلَبَ فَسَقَى الرَّاعِيَ ، ثُمَّ حَلَبَ فَشَرِبَ ، فَقَالَ الرَّاعِي :
بِاللَّهِ مَنْ أَنْتَ فَوَاللَّهِ مَا رَأَيْتُ مِثْلَكَ قَطُّ ، قَالَ : أَوَ
تُرَاكَ تَكْتُمُ عَلَيَّ حَتَّى أُخْبِرَكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَإِنِّي
مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ فَقَالَ : أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ قُرَيْشٌ أَنَّهُ
صَابِئٌ ، قَالَ : إِنَّهُمْ لَيَقُولُونَ ذَلِكَ قَالَ : فَأَشْهَدُ أَنَّكَ نَبِيٌّ
، وَأَشْهَدُ أَنَّ مَا جِئْتَ بِهِ حَقٌّ ، وَأَنَّهُ لاَ يَفْعَلُ مَا فَعَلْتَ
إِلاَّ نَبِيٌّ ، وَأَنَا مُتَّبِعُكَ ، قَالَ : إِنَّكَ لاَ تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ
يَوْمَكَ ، فَإِذَا بَلَغَكَ أَنِّي قَدْ ظَهَرْتُ فَأْتِنَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4274- حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ عَمْرٍو الأَحْمَسِيُّ ، بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ
حُمَيْدِ بْنِ الرَّبِيعِ الْخَزَّازُ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ الْحَكَمِ
بْنِ أَيُّوبَ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ ثَابِتِ بْنِ بَشَّارٍ الْخُزَاعِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَخِي أَيُّوبُ بْنُ الْحَكَمِ ، وَسَالِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْخُزَاعِيُّ جَمِيعًا
، عَنْ حِزَامِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنْ أَبِيهِ هِشَامِ بْنِ حُبَيْشِ بْنِ
خُوَيْلِدٍ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ مُهَاجِرًا
إِلَى الْمَدِينَةِ ، وَأَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَمَوْلَى أَبِي
بَكْرٍ عَامِرُ بْنُ فُهَيْرَةَ ، وَدَلِيلُهُمَا اللَّيْثِيُّ عَبْدُ اللهِ بْنُ
أُرَيْقِطٍ مَرُّوا عَلَى خَيْمَتِيْ أُمِّ مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيَّةِ ، وَكَانَتِ امْرَأَةً
بَرْزَةً جَلْدَةً تَحْتَبِي بِفِنَاءِ الْخَيْمَةِ ، ثُمَّ تَسْقِي وَتُطْعِمُ ،
فَسَأَلُوهَا لَحْمًا وَتَمْرًا لِيَشْتَرُوا مِنْهَا ، فَلَمْ يُصِيبُوا
عِنْدَهَا شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ ، وَكَانَ الْقَوْمُ مُرْمِلِينَ مُسْنِتِينَ ،
فَنَظَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى شَاةٍ فِي كَسْرِ
الْخَيْمَةِ ، فَقَالَ : مَا هَذِهِ الشَّاةُ يَا أُمَّ مَعْبَدٍ ؟ قَالَتْ :
شَاةٌ خَلَّفَهَا الْجَهْدُ عَنِ الْغَنَمِ ، قَالَ : هَلْ بِهَا مِنْ لَبَنٍ ؟
قَالَتْ : هِيَ أَجْهَدُ مِنْ ذَلِكَ ، قَالَ : أَتَأْذَنِينَ لِي أَنْ أَحْلُبَهَا
؟ قَالَتْ : بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ، إِنْ رَأَيْتَ بِهَا حَلْبًا فَاحْلُبْهَا ، فَدَعَا
بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَمَسَحَ بِيَدِهِ
ضَرْعَهَا ، وَسَمَّى اللَّهُ تَعَالَى ، وَدَعَا لَهَا فِي شَاتِهَا ،
فَتَفَاجَّتْ عَلَيْهِ وَدَرَّتْ ، فَاجْتَرَّتْ فَدَعَا بِإِنَاءٍ يَرْبِضُ
الرَّهْطُ فَحَلَبَ فِيهِ ثَجًّا حَتَّى عَلاَهُ الْبَهَاءُ ، ثُمَّ سَقَاهَا
حَتَّى رَوِيَتْ وَسَقَى أَصْحَابَهُ حَتَّى رَوَوْا وَشَرِبَ آخِرَهُمْ حَتَّى
أَرَاضُوا ، ثُمَّ حَلَبَ فِيهِ الثَّانِيَةَ عَلَى هَدَّةٍ حَتَّى مَلاَ
الإِنَاءَ ، ثُمَّ غَادَرَهُ عِنْدَهَا ، ثُمَّ بَايَعَهَا وَارْتَحَلُوا عَنْهَا
، فَقَلَّ مَا لَبِثَتْ حَتَّى جَاءَهَا زَوْجُهَا أَبُو مَعْبَدٍ لِيَسُوقَ
أَعْنُزًا عِجَافًا يَتَسَاوَكْنَ هُزَالاً مُخُّهُنَّ قَلِيلٌ ، فَلَمَّا رَأَى أَبُو
مَعْبَدٍ اللَّبَنَ أَعْجَبَهُ ، قَالَ : مِنْ أَيْنَ لَكِ هَذَا يَا أُمَّ
مَعْبَدٍ وَالشَّاءُ عَازِبٌ حَائِلٌ ، وَلاَ حلوبَ فِي الْبَيْتِ ؟ قَالَتْ : لاَ
وَاللَّهِ إِلاَّ أَنَّهُ مَرَّ بِنَا رَجُلٌ مُبَارَكٌ مِنْ حَالِهِ كَذَا
وَكَذَا ، قَالَ : صِفِيهِ لِي يَا أُمَّ مَعْبَدٍ ، قَالَتْ : رَأَيْتُ رَجُلاً
ظَاهِرَ الْوَضَاءَةِ ، أَبْلَجَ الْوَجْهِ ، حَسَنَ الْخَلْقِ ، لَمْ تَعِبْهُ
ثَجْلَةٌ ، وَلَمْ تُزْرِيهِ صَعْلَةٌ ، وَسِيمٌ قَسِيمٌ ، فِي عَيْنَيْهِ دَعِجٌ
، وَفِي أَشْفَارِهِ وَطَفٌ ، وَفِي صَوْتِهِ صَهَلٌ ، وَفِي عُنُقِهِ سَطَعٌ ،
وَفِي لِحْيَتِهِ كَثَاثَةٌ ، أَزَجُّ أَقْرَنُ ، إِنْ صَمَتَ فَعَلَيْهِ
الْوَقَارُ ، وَإِنْ تَكَلَّمَ سَمَاهُ وَعَلاَهُ الْبَهَاءُ ، أَجْمَلُ النَّاسِ وَأَبْهَاهُ
مِنْ بَعِيدٍ ، وَأَحْسَنُهُ وَأَجْمَلُهُ مِنْ قَرِيبٍ ، حُلْوُ الْمَنْطِقِ
فَصْلاً ، لاَ نَزْرٌ وَلاَ هَذْرٌ ، كَأَنَّ مَنْطِقَهُ خَرَزَاتُ نَظْمٍ ،
يَتَحَدَّرْنَ رَبْعَةٌ لاَ تَشْنَأَهُ مِنْ طُولٍ ، وَلاَ تَقْتَحِمُهُ عَيْنٌ
مِنْ قِصَرٍ ، غُصْنٌ بَيْنَ غُصْنَيْنِ ، فَهُوَ أَنْضَرُ الثَّلاَثَةِ مَنْظَرًا
وَأَحْسَنُهُمْ ، قَدْرًا لَهُ رُفَقَاءُ يَحُفُّونَ بِهِ ، إِنْ قَالَ : سَمِعُوا
لِقَوْلِهِ ، وَإِنْ أَمَرَ تَبَادَرُوا إِلَى أَمْرِهِ ، مَحْفُودٌ مَحْشُودٌ لاَ
عَابِسٌ وَلاَ مُفَنَّدٌ ، قَالَ أَبُو مَعْبَدٍ : هَذَا وَاللَّهِ صَاحِبُ
قُرَيْشٍ الَّذِي ذُكِرَ لَنَا مِنْ أَمْرِهِ مَا ذُكِرَ
وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَصْحَبَهُ ، وَلاَفْعَلَنَّ
إِنْ وَجَدْتُ إِلَى ذَلِكَ سَبِيلاً ، وَأَصْبَحَ صَوْتٌ بِمَكَّةَ عَالِيًا
يَسْمَعُونَ الصَّوْتَ ، وَلاَ يَدْرُونَ مَنْ صَاحِبُهُ وَهُوَ يَقُولُ:
جَزَى اللَّهُ رَبُّ النَّاسِ خَيْرَ جَزَائِهِ .....
رَفِيقَيْنِ حَلاَ خَيْمَتَيْ أُمِّ مَعْبَدِ
هُمَا نَزَلاَهَا بِالْهُدَى وَاهْتَدَتْ بِهِ .....
فَقَدْ فَازَ مَنْ أَمْسَى رَفِيقَ مُحَمَّدِ
فَيَا لَقُصَيٍّ مَا زَوَى اللَّهُ عَنْكُمُ ..... بِهِ
مِنْ فَعَالٍ لاَ تُجَازَى وَسُؤْدُدِ
لِيَهْنِ أَبَا بَكْرٍ سَعَادَةُ جَدِّهِ .....
بِصُحْبَتِهِ مَنْ يُسْعِدُ اللَّهُ يَسْعَدِ
لِيَهْنِ بَنِي كَعْبٍ مَقَامُ فَتَاتِهِمْ .....
وَمَقْعَدُهَا لِلْمُؤْمِنِينَ بِمَرْصَدِ
سَلُوا أُخْتَكُمْ عَنْ شَاتِهَا وَإِنَائِهَا .....
فَإِنَّكُمُ إِنْ تَسْأَلُوا الشَّاةَ تَشْهَدِ
دَعَاهَا بِشَاةٍ حَائِلٍ فَتَحَلَّبَتْ ..... عَلَيْهِ
صَرِيحًا ضَرَّةَ الشَّاةِ مَزْبَدِ
فَغَادَرَهُ رَهْنًا لَدَيْهَا لِحَالِبٍ .....
يُرَدِّدُهَا فِي مَصْدَرٍ بَعْدَ مَوْرِدِ .
فَلَمَّا سَمِعَ حَسَّانٌ الْهَاتِفَ بِذَلِكَ ، شَبَّبَ
يُجَاوِبُ الْهَاتِفَ ، فَقَالَ:
لَقَدْ خَابَ قَوْمٌ زَالَ عَنْهُمْ نَبِيُّهُمْ .....
وَقُدِّسَ مَنْ يَسْرِي إِلَيْهِمْ وَيَغْتَدِي
تَرَحَّلَ عَنْ قَوْمٍ فَضَلَّتْ عُقُولُهُمْ .....
وَحَلَّ عَلَى قَوْمٍ بِنُورٍ مُجَدَّدِ
هَدَاهُمْ بِهِ بَعْدَ الضَّلاَلَةِ رَبُّهُمْ .....
فَأَرْشَدَهُمْ مَنْ يَتْبَعِ الْحَقَّ يَرْشُدِ
وَهَلْ يَسْتَوِي ضُلاَلُ قَوْمٍ تَسَفَّهُوا .....
عَمًى وَهُدَاةٌ يَهْتَدُونَ بِمُهْتَدِ
وَقَدْ نَزَلَتْ مِنْهُ عَلَى أَهْلِ يَثْرِبٍ .....
رِكَابُ هُدًى حَلَّتْ عَلَيْهِمْ بِأَسْعَدِ
نَبِيٌّ يَرَى مَا لاَ يَرَى النَّاسُ حَوْلَهُ .....
وَيَتْلُو كِتَابَ اللهِ فِي كُلِّ مَشْهَدِ
وَإِنْ قَالَ فِي يَوْمٍ مَقَالَةَ غَائِبٍ .....
فَتَصْدِيقُهَا فِي الْيَوْمِ أَوْ فِي ضُحَى الْغَدِ
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
وَيُسْتَدَلُّ عَلَى صِحَّتِهِ وَصِدْقِ رُوَاتِهِ بِدَلاَئِلَ
فَمِنْهَا نُزُولُ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِالْخَيْمَتَيْنِ مُتَوَاتِرًا فِي أَخْبَارٍ صَحِيحَةٍ ذَوَاتِ عَدَدٍ.
وَمِنْهَا أَنَّ الَّذِينَ سَاقُوا الْحَدِيثَ عَلَى
وَجْهِهِ أَهْلُ الْخَيْمَتَيْنِ مِنِ الأَعَارِيبِ الَّذِينَ لاَ يُتَّهَمُونَ
بِوَضْعِ الْحَدِيثِ وَالزِّيَادَةِ وَالنُّقْصَانِ ، وَقَدْ أَخَذُوهُ لَفْظًا بَعْدَ
لَفْظٍ عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ ، وَأُمِّ مَعْبَدٍ.
وَمِنْهَا أَنَّ لَهُ أَسَانِيدَ كَالأَخْذِ بِالْيَدِ
أَخْذِ الْوَلَدِ عَنْ أَبِيهِ ، وَالأَبِ عَنْ جَدِّهِ لاَ إِرْسَالٌ وَلاَ
وَهَنٌ فِي الرُّوَاةِ.
وَمِنْهَا أَنَّ الْحُرَّ بْنَ الصَّبَّاحِ النَّخَعِيَّ
أَخَذَهُ عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ كَمَا أَخَذَهُ وَلَدُهُ عَنْهُ ، فَأَمَّا الإِسْنَادُ
الَّذِي رَوَيْنَاهُ بِسِيَاقِةِ الْحَدِيثِ عَنِ الْكَعْبِيِّينَ فَإِنَّهُ إِسْنَادٌ
صَحِيحٌ عَالٍ لِلْعَرَبِ الأَعَارِبَةِ وَقَدْ عَلَوْنَا فِي حَدِيثِ الْحُرِّ
بْنِ الصَّبَّاحِ.
4275- حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ عَوْدًا عَلَى بَدْءٍ حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُكْرَمٍ الْبَزَّارُ
، حَدَّثَنِي أَبُو أَحْمَدَ بِشْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ السُّكَّرِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ وَهْبٍ الْمَذْحِجِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُرُّ بْنُ
الصَّيَّاحِ النَّخَعِيُّ ، عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ الْخُزَاعِيِّ ، قَالَ : خَرَجَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةً مُهَاجِرًا فَذَكَرَ
الْحَدِيثَ بِطُولِهِ مِثْلَ حَدِيثِ سُلَيْمَانَ بْنِ الْحَكَمِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ الْخَيْمَتَيْنِ الْمَعْرُوفُ
بِرُوَاتِهِ فَقَدْ .
4276- حَدَّثَنَاهُ أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ،
وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَوَّارٍ وَأَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ
مُحَمَّدٍ الدَّوْرَقِيُّ ، فِي آخَرِينَ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الإِمَامُ ، وَأَخْبَرَنِي مَخْلَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْبَاقَرْحِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ ، قَالُوا
: حَدَّثَنَا مُكْرَمُ بْنُ مُحْرِزٍ ، ثُمَّ سَمِعْتُ
الشَّيْخَ الصَّالِحَ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ جَعْفَرِ بْنَ حَمْدَانَ الْبَزَّارَ
الْقَطِيعِيَّ ، يَقُولُ : حَدَّثَنَا مُكْرَمُ بْنُ مُحْرِزٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
فَذَكَرُوا الْحَدِيثَ بِطُولِهِ بِنَحْوٍ مِنْ حَدِيثِ أَبِي مَعْبَدٍ فَقُلْتُ
لِشَيْخِنَا أَبِي بَكْرٍ الْقَطِيعِيِّ : سَمِعَهُ الشَّيْخُ مِنْ مُكْرَمٍ ؟
قَالَ : إِي وَاللَّهِ حَجَّ بِي أَبِي وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ ،
فَأَدْخَلَنِي عَلَى مُكْرَمِ بْنِ مُحْرِزٍ.
4277- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ بَطَّةَ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ ،
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْمُشَاوِرِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُعَاذٍ الصَّنْعَانِيُّ
، حَدَّثَنَا مَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، قَالَ : أَخْبَرَنِي
عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ ، أَنَّهُ سَمِعَ الزُّبَيْرَ يَذْكُرُ ، أَنَّهُ
لَقِيَ الرَّكْبَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا تِجَارًا بِالشَّامِ قَافِلِينَ
مِنْ مَكَّةَ عَارَضُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبَا
بَكْرٍ بِثِيَابٍ بِيضٍ حِينَ سَمِعُوا بِخُرُوجِهِمْ ، فَلَمَّا سَمِعَ
الْمُسْلِمُونَ بِالْمَدِينَةِ بِمَخْرَجِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَانُوا يَغْدُونَ كُلَّ غَدَاةٍ إِلَى الْحَرَّةِ ، فَيَنْتَظِرُونَهُ حَتَّى
يُؤْذِيَهُمْ حَرُّ الظَّهِيرَةِ ، فَانْقَلَبُوا يَوْمًا بَعْدَمَا أَطَالُوا
انْتِظَارَهُ ، فَلَمَّا آوَوْا إِلَى بُيُوتِهِمْ أَوْفَى رَجُلٌ مِنْ يَهُودَ
أَطْمًا مِنْ آطَامِهِمْ لَيَنْظُرُ إِلَيْهِ ، فَبَصُرَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابِهِ مُبَيَّضِينَ يَزُولُ بِهِمُ السَّرَابُ
، فَلَمْ يَمْلِكِ الْيَهُودِيُّ أَنْ قَالَ بِأَعْلَى صَوْتِهِ : يَا مَعْشَرَ الْعَرَبِ
، هَذَا صَاحِبُكُمُ الَّذِي تَنْتَظِرُونَ ، فَثَارَ الْمُسْلِمُونَ إِلَى
السِّلاَحِ ، فَتَلَقَّوْا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِظَهْرِ الْحَرَّةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4278- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
بْنُ عُيَيْنَةَ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَسْجِدَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ وَهُوَ مَسْجِدُ قُبَاءَ يُصَلِّي
فِيهِ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِ رِجَالٌ مِنَ الأَنْصَارِ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ ،
قَالَ ابْنُ عُمَرَ : وَدَخَلَ مَعَهُمْ صُهَيْبٌ ، فَسَأَلْتُهُ كَيْفَ كَانَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصْنَعُ إِذَا سُلِّمَ عَلَيْهِ
وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ ؟ قَالَ
: كَانَ يُشِيرُ بِيَدِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4279- أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْقَنْطَرِيُّ بِبَغْدَادَ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي
بِمَرْوَ قَالاَ : حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى بْنِ الطَّبَّاعِ ، حَدَّثَنَا مُجَمِّعُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْحِزَامِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ
بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ خَرَجَ حَتَّى يَأْتِيَ هَذَا الْمَسْجِدَ - يَعْنِي
مَسْجِدَ قُبَاءَ - فَيُصَلِّيَ فِيهِ كَانَ كَعَدْلِ عَمْرَةٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4280- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ السَّدُوسِيُّ ، أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمَدِيِنِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
أُسَامَةَ ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ هَاشِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَامِرَ بْنَ
سَعْدٍ ، وَعَائِشَةَ بِنْتَ سَعْدٍ ، يَقُولاَنِ : سَمِعْنَا سَعْدًا يَقُولُ : لأَنْ أُصَلِّيَ
فِي مَسْجِدِ قُبَاءَ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أُصَلِّيَ فِي مَسْجِدِ بَيْتِ
الْمَقْدِسِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4281- حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ،
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ السَّدُوسِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ
رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ قَالَ : شَهِدْتُ يَوْمَ دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ فَلَمْ أَرَ يَوْمًا أَحْسَنَ وَلاَ أَضْوَءَ
مِنْهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4282- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ،
عَنِ الْبَرَاءِ ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
وَمَضَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى قَدِمَ الْمَدِينَةَ
، وَخَرَجَ النَّاسُ حَتَّى دَخَلْنَا فِي الطَّرِيقِ ، وَصَاحَ النِّسَاءُ
وَالْخُدَّامُ وَالْغِلْمَانُ ، جَاءَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ اللَّهُ أَكْبَرُ ،
جَاءَ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ ، فَلَمَّا أَصْبَحَ انْطَلَقَ فَنَزَلَ حَيْثُ
أُمِرَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4283- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ ،
حَدَّثَنَا عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنْ زُرَارَةَ بْنِ أَبِي أَوْفَى ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا وَرَدَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ انْجَفَلَ النَّاسُ
إِلَيْهِ ، وَقِيلَ قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ : فَجِئْتُ فِي النَّاسِ لأَنْظُرُ ، فَلَمَّا تَبَيَّنْتُ وَجْهَهُ
عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهٍ كَذَّابٍ ، وَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ
سَمِعْتُهُ يَتَكَلَّمُ أَنْ قَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَفْشُوا السَّلاَمَ
، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ ، وَصِلُوا الأَرْحَامَ ، وَصَلُّوا وَالنَّاسُ نِيَامٌ
تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4284- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ الْمُبَارَكِ ، حَدَّثَنَا حَشْرَجُ بْنُ نُبَاتَةَ
، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُمْهَانَ ، عَنْ سَفِينَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَمَّا بَنَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الْمَسْجِدَ جَاءُ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِحَجَرٍ
فَوَضَعَهُ ، ثُمَّ جَاءَ عُمَرُ بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ ، ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ
بِحَجَرٍ فَوَضَعَهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
هَؤُلاَءِ وُلاَةُ الأَمْرِ مِنْ بَعْدِي.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4285- حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْخَيَّاطُ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ الْبَزَّازُ
، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْمَرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَبِي حَازِمٍ ،
عَنْ أَبِيهِ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَخْطَأَ النَّاسُ
فِي الْعَدَدِ مَا عَدُّوا مِنْ مَبْعَثِهِ ، وَلاَ مِنْ وَفَاتِهِ ، إِنَّمَا
عَدُّوا مِنْ مَقْدَمِهِ الْمَدِينَةَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4286- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
سَهْلِ بْنِ عَسْكَرٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا قَالَ : كَانَ التَّارِيخُ فِي السَّنَةِ الَّتِي قَدِمَ فِيهَا رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَفِيهَا وُلِدَ عَبْدُ
اللهِ بْنُ الزُّبَيْرِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4287- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ
، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ
حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُبَيْدِ
اللهِ أَبِي رَافِعٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ :
جَمَعَ عُمَرُ النَّاسَ فَسَأَلَهُمْ مِنْ أَيِّ يَوْمٍ يُكْتَبُ التَّارِيخُ ؟
فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ : مِنْ يَوْمِ هَاجَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَتَرَكَ أَرْضَ الشِّرْكِ فَفَعَلَهُ عُمَرُ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4288- أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ
إِبْرَاهِيمَ ، الْعَدْلُ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ مَنْصُورٍ الْحَارِثِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ ،
حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ صَالِحِ بْنِ حَيٍّ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ جُمَيْعِ
بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : لَمَّا
وَرَدَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ آخَى بَيْنَ
أَصْحَابِهِ ، فَجَاءَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَدْمَعُ عَيْنَاهُ ،
فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ ، آخَيْتَ بَيْنَ أَصْحَابِكَ وَلَمْ تُؤَاخِ بَيْنِي
وَبَيْنَ أَحَدٍ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا
عَلِيُّ ، أَنْتَ أَخِي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ.
تَابَعَهُ سَالِمُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ ، عَنْ جُمَيْعٍ
بِزِيَادَةٍ فِي السِّيَاقِ.
4289- حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ زِيَادٍ النَّحْوِيُّ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ عِيسَى الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ بِشْرٍ الْكَاهِلِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلِ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي حَفْصَةَ ، عَنْ جُمَيْعِ بْنِ
عُمَيْرٍ التَّيْمِيِّ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :
إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ آخَى بَيْنَ أَصْحَابِهِ ،
فَآخَى بَيْنَ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ ، وَبَيْنَ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ ،
وَبَيْنَ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ، فَقَالَ
عَلِيٌّ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّكَ قَدْ آخَيْتَ بَيْنَ أَصْحَابِكَ فَمَنْ
أَخِي ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَا تَرْضَى
يَا عَلِيُّ أَنْ أَكُونَ أَخَاكَ ؟ قَالَ ابْنُ عُمَرَ : وَكَانَ عَلِيٌّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ جَلْدًا شُجَاعًا ، فَقَالَ عَلِيٌّ : بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنْتَ أَخِي فِي الدُّنْيَا
وَالآخِرَةِ.
4290- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ ، الْعَدْلُ
، وَأَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْقَطَّانُ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، عَنْ دَاوُدَ
بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ أَبِي حَرْبٍ وَحَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ عِيسَى ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو الْجُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
يَحْيَى ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ،
عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي الأَسْوَدِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي طَلْحَةُ
الْبَصْرِيُّ قَالَ :
كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا إِذَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ
فَكَانَ لَهُ بِهَا عَرِيفٌ نَزَلَ عَلَى عَرِيفِهِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ
بِهَا عَرِيفُ نَزَلَ الصُّفَّةَ ، فَقَدِمْتُ فَنَزَلَتِ الصُّفَّةَ ، فَكَانَ
يَجْرِي عَلَيْنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ يَوْمٍ
مُدٌّ مِنْ تَمْرٍ بَيْنَ اثْنَيْنِ ، وَيَكْسُونَا الْخُنُفَ ، فَصَلَّى بِنَا
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْضَ صَلاَةِ النَّهَارِ ،
فَلَمَّا سَلَّمَ نَادَاهُ أَهْلُ الصُّفَّةِ يَمِينًا وَشِمَالاً : يَا رَسُولَ
اللهِ ، أَحْرَقَ بُطُونَنَا التَّمْرُ ، وَتَخَرَّقَتْ عَنَّا الْخُنُفُ ،
فَمَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مِنْبَرِهِ
فَصَعِدَهُ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ ذَكَرَ الشِّدَّةَ مَا
لَقِيَ مِنْ قَوْمِهِ حَتَّى ، قَالَ : وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ وَعَلَى صَاحِبِي
بِضْعَ عَشْرَةَ وَمَا لِي وَلَهُ طَعَامٌ إِلاَّ الْبَرِيرَ قَالَ : قُلْتُ
لأَبِي حَرْبٍ : وَأَيُّ شَيْءٍ الْبَرِيرُ ؟ قَالَ : طَعَامُ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَمْرُ الأَرَاكِ فَقَدِمْنَا عَلَى إِخْوَانِنَا
هَؤُلاَءِ مِنَ الأَنْصَارِ وَعِظَمُ طَعَامِهِمُ التَّمْرُ فَوَاسَوْنَا فِيهِ ،
وَاللَّهِ لَوْ أَجِدُ لَكُمُ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ لاَشْبَعْتُكُمْ مِنْهُ ،
وَلَكِنْ عَسَى أَنْ تُدْرِكُوا زَمَانًا حَتَّى يُغْدَى عَلَى أَحَدِكُمْ
بِجَفْنَةٍ وَيُرَاحُ عَلَيْهِ بِأُخْرَى قَالَ : فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ ،
أَنَحْنُ الْيَوْمَ خَيْرٌ أَمْ ذَاكَ الْيَوْمَ ؟ قَالَ : بَلْ أَنْتُمُ
الْيَوْمَ خَيْرٌ ، أَنْتُمُ الْيَوْمَ مُتَحَابُّونَ ، وَأَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ
يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ أُرَاهُ ، قَالَ : مُتَبَاغِضُونَ.
هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي سَهْلٍ الْقَطَّانِ ،
وَحَدِيثُ يَحْيَى بْنِ يَحْيَى عَلَى الِاخْتِصَارِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4291- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ ذَرٍّ ، حَدَّثَنَا مُجَاهِدٌ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كَانَ أَهْلُ الصُّفَّةِ أَضْيَافَ الإِسْلاَمِ
لاَ يَأْوُونَ إِلَى أَهْلٍ وَلاَ مَالٍ ، وَوَاللَّهِ الَّذِي لاَ إِلَهَ إِلاَّ
هُوَ إِنْ كُنْتُ لاَعْتَمِدُ بِكَبِدِي إِلَى الأَرْضِ مِنَ الْجُوعِ ، وَأَشَدُّ
الْحَجَرَ عَلَى بَطْنِي مِنَ الْجُوعِ ، وَلَقَدْ قَعَدْتُ يَوْمًا عَلَى ظَهْرِ
طَرِيقِهِمُ الَّذِي يَخْرُجُونَ فِيهِ ، فَمَرَّ بِي أَبُو بَكْرٍ فَسَأَلْتُهُ
عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ مَا أَسْأَلُهُ إِلاَّ لِيَسْتَتْبِعْنِي ، فَمَرَّ
وَلَمْ يَفْعَلْ ، ثُمَّ مَرَّ عُمَرُ فَسَأَلْتُهُ عَنْ آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ
تَعَالَى مَا أَسْأَلُهُ إِلاَّ لِيَسْتَتْبِعْنِي ، فَمَرَّ وَلَمْ يَفْعَلْ ، ثُمَّ
مَرَّ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَبَسَّمَ حِينَ
رَآنِي
وَقَالَ : أَبَا هُرَيْرَةَ قُلْتُ : لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ ،
فَقَالَ : الْحَقْ وَمَضَى ، فَاتَّبَعْتُهُ ، وَدَخَلَ مَنْزِلَهُ ،
فَاسْتَأْذَنْتُهُ ، فَأَذِنَ لِي ، فَوَجَدَ لَبَنًا فِي قَدَحٍ ، فَقَالَ : مِنْ
أَيْنَ لَكُمْ هَذَا اللَّبَنُ ؟ قِيلَ : أَهْدَاهُ لَنَا فُلاَنٌ ، فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَبَا هُرَيْرَةَ فَقُلْتُ :
لَبَّيْكَ ، قَالَ : الْحَقْ أَهْلَ الصُّفَّةِ فَادْعُهُمْ فَهُمْ أَضْيَافُ
الإِسْلاَمِ ، لاَ يَأْوُونَ عَلَى أَهْلٍ ، وَلاَ عَلَى مَالٍ إِذَا أَتَتْهُ
صَدَقَةٌ بَعَثَ بِهَا إِلَيْهِمْ ، وَلَمْ يَتَنَاوَلْ مِنْهَا شَيْئًا ، وَإِذَا
أَتَتْهُ هَدِيَّةٌ أَرْسَلَ إِلَيْهِمْ فَأَصَابَ مِنْهَا ، وَأَشْرَكَهُمْ
فِيهَا ، فَسَاءَنِي ذَلِكَ ، وَقُلْتُ : مَا هَذَا الْقَدَحُ بَيْنَ أَهْلِ
الصُّفَّةِ وَأَنَا رَسُولُهُ إِلَيْهِمْ ، فَيَأْمُرُنِي أَنْ أُدَوِّرُهُ
عَلَيْهِمْ ، فَمَا عَسَى أَنْ يُصِيبَنِي مِنْهُ وَقَدْ كُنْتُ أَرْجُو أَنْ
يُصِيبَنِي مِنْهُ مَا يُغْنِينِي ؟ وَلَمْ يَكُنْ بُدٌّ مِنْ طَاعَةِ اللهِ ،
وَطَاعَةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَأَتَيْتُهُمْ
فَدَعَوْتُهُمْ ، فَلَمَّا دَخَلُوا عَلَيْهِ وَأَخَذُوا مَجَالِسَهُمْ ، قَالَ :
أَبَا هِرٍّ خُذِ الْقَدَحَ فَأَعْطِهِمْ فَأَخَذْتُ الْقَدَحَ فَجَعَلْتُ
أُنَاوِلُهُ الرَّجُلَ فَيَشْرَبُ حَتَّى يُرْوَى ، ثُمَّ يَرُدَّهُ وَأُنَاوِلُهُ
الآخَرَ فَيَشْرَبُ حَتَّى انْتَهَيْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَدْ رُوِيَ الْقَوْمُ كُلُّهُمْ ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْقَدَحَ فَوَضَعَهُ عَلَى يَدَيْهِ ، ثُمَّ
رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَيَّ فَتَبَسَّمَ ، وَقَالَ : يَا أَبَا هِرٍّ ، فَقُلْتُ :
لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَقَالَ
: اقْعُدْ فَاشْرَبْ فَشَرِبْتُ ، ثُمَّ قَالَ : اشْرَبْ
فَشَرِبْتُ ، ثُمَّ قَالَ : اشْرَبْ فَشَرِبْتُ ، فَلَمْ أَزَلْ أَشْرَبُ
وَيَقُولُ : اشْرَبْ حَتَّى قُلْتُ : وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أَجِدُ
لَهُ مَسْلَكًا فَأَخَذَ الْقَدَحَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَسَمَّى ، ثُمَّ شَرِبَ.
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ
بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
4292- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عَتَّابٍ الْعَبْدِيُّ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَابِقٍ ، حَدَّثَنَا مَالِكُ
بْنُ مِغْوَلٍ ، عَنْ فُضَيْلِ بْنِ غَزْوَانَ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : لَقَدْ كَانَ أَصْحَابُ الصُّفَّةِ
سَبْعِينَ رَجُلاً مَا لِهُمْ أَرْدِيَةٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
قَالَ الْحَاكِمُ : تَأَمَّلْتُ هَذِهِ الأَخْبَارَ
الْوَارِدَةَ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ فَوَجَدْتُهُمْ مِنْ أَكَابِرِ الصَّحَابَةِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَعًا وَتَوَكُّلاً عَلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
وَمُلاَزَمَةً لِخِدْمَةِ اللهِ وَرَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، اخْتَارَهُ
اللَّهُ تَعَالَى لَهُمْ مَا اخْتَارَهُ لِنَبِيِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مِنَ الْمَسْكَنَةِ ، وَالْفَقْرِ ، وَالتَّضَرُّعِ لِعِبَادَةِ اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ ، وَتَرْكِ الدُّنْيَا لأَهْلِهَا ، وَهُمُ الطَّائِفَةُ
الْمُنْتَمِيَةُ إِلَيْهُمُ الصُّوفِيَّةُ قَرْنًا بَعْدَ قَرْنٍ ، فَمَنْ جَرَى
عَلَى سُنَّتِهِمْ وَصَبْرِهِمْ عَلَى تَرْكِ الدُّنْيَا وَالآنْسِ بِالْفَقْرِ ،
وَتَرْكِ التَّعَرُّضِ لِلسُّؤَالِ فَهُمْ فِي كُلِّ عَصْرٍ بِأَهْلِ الصُّفَّةِ مُقْتَدُونَ
وَعَلَى خَالِقِهِمْ مُتَوَكِّلُونَ.
4293- وَقَدْ حَدَّثَنَا شَيْخُ التَّصَوُّفِ فِي
عَصْرِهِ أَبُو مُحَمَّدٍ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ نُصَيْرٍ الْخُلْدِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الْجُرَيْرِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ عَبْدِ
اللهِ التُّسْتَرِيَّ يَقُولُ : لَمَّا بَعَثَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ النَّبِيَّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ فِي الدُّنْيَا سَبْعَةُ أَصْنَافٍ مِنَ
النَّاسِ : الْمُلُوكُ ، وَالْمُزَارِعُونَ ، وَأَصْحَابُ الْمَوَاشِي ،
وَالتُّجَّارُ ، وَالصُّنَّاعُ ، وَالآجَرَاءُ ، وَالضُّعَفَاءُ ، وَالْفُقَرَاءُ
لَمْ يَأْمُرْ أَحَدًا مِنْهُمْ أَنْ يَنْتَقِلَ مِمَّا هُوَ فِيهِ ، وَلَكِنْ
أَمَرَهُمْ بِالْعِلْمِ وَالْيَقِينِ وَالتَّقْوَى وَالتَّوَكُّلِ فِي جَمِيعِ مَا
كَانُوا فِيهِ ، قَالَ سَهْلٌ رَحْمَةُ اللهِ عَلَيْهِ : وَيَنْبَغِي لِلْعَاقِلِ
أَنْ يَقُولَ : مَا يَنْبَغِي لِي بَعْدَ عِلْمِي بِأَنِّي عَبْدُكَ أَنْ أَرْجُوَ
وأُؤَمِّلَ غَيْرَكَ ، وَلاَ أَتَوَهُّمْ عَلَيْكَ إِذْ خَلَقْتَنِي
وَصَوَّرْتَنِي عَبْدًا لَكَ أَنْ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي أَوْ تُوَلِّي أُمُورِي
غَيْرَكَ.
قَالَ الْحَاكِمُ : وَقَدْ وَصَفَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الطَّائِفَةَ بِمَا خَصَّهُمُ اللَّهُ تَعَالَى
بِهِ مِنْ بَيْنِ الطَّوَائِفِ بِصِفَاتٍ فَمَنْ وُجِدَتْ فِيهِ تِلْكَ الصِّفَاتُ
اسْتَحَقَّ بِهَا اسْمَ التَّصَوُّفِ.
4294- أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الزَّاهِدُ بْنُ السَّمَّاكِ حَقًّا بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
جَعْفَرٍ الزِّبْرِقَانُ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّافِعِيُّ
، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ ، عَنْ
حَمَّادِ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ سُلَيْمَانَ ،
وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خِيَارُ أُمَّتِي فِيمَا أَنْبَأَنِي
الْمَلاَ الأَعْلَى ، قَوْمٌ يَضْحَكُونَ جَهْرًا فِي سَعَةِ رَحْمَةِ رَبِّهِمْ عَزَّ
وَجَلَّ ، وَيَبْكُونَ سِرًّا مِنْ خَوْفِ شِدَّةِ عَذَابِ رَبِّهِمْ عَزَّ
وَجَلَّ ، يَذْكُرُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ فِي الْبُيُوتِ
الطَّيِّبَةِ - الْمَسَاجِدِ - وَيَدْعُونَهُ بِأَلْسِنَتِهِمْ رَغَبًا وَرَهَبًا
، وَيَسْأَلُونَهُ بِأَيْدِيهِمْ خَفْضًا وَرَفْعًا ، وَيُقْبِلُونَ بِقُلُوبِهِمْ
عَوْدًا وَبَدْءًا ، فَمُئونَتُهُمْ عَلَى النَّاسِ خَفِيفَةً ، وَعَلَى
أَنْفُسِهِمْ ثَقِيلَةً يَدِبُّونَ فِي الأَرْضِ حُفَاةً عَلَى أَقْدَامِهِمْ
كَدَبِيبِ النَّمْلِ ، بِلاَ مَرَحٍ وَلاَ بَذَخٍ ، يَمْشُونَ بِالسَّكِينَةِ ،
وَيَتَقَرَّبُونَ بِالْوَسِيلَةِ ، وَيَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ ، وَيُقَرِّبُونَ
الْقُرْبَانِ ، وَيَلْبَسُونَ الْخُلْقَانِ ، عَلَيْهِمْ مِنَ اللهِ تَعَالَى
شُهُودٌ حَاضِرَةٌ ، وَعَيْنٌ حَافِظَةٌ يَتَوَسَّمُونَ الْعِبَادَ ، وَيَتَفَكَّرُونَ
فِي الْبِلاَدِ أَرْوَاحُهُمْ فِي الدُّنْيَا ، وَقُلُوبُهُمْ فِي الآخِرَةِ ،
لَيْسَ لَهُمْ هَمٌّ إِلاَّ إِمَامُهُمْ أَعَدُّوا الْجِهَازَ لِقُبُورِهِمْ ،
وَالْجَوَازَ لِسَبِيلِهِمْ وَالِاسْتِعْدَادَ لِمُقَامِهِمْ ، ثُمَّ تَلاَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {ذَلِكَ لِمَنْ خَافَ مَقَامِي
وَخَافَ وَعِيدِ}.
قَالَ الْحَاكِمُ : فَمَنْ وُفِّقَ لِاسْتِعْمَالِ هَذَا
الْوَصْفِ مِنْ مُتَصَوِّفَةِ زَمَانِنَا فَطُوبَاهُ ، فَهُوَ الْمُقَفِّي لِهَدْيِ
مَنْ تَقَدَّمَهُ ، وَالصُّوفِيَّةُ : طَائِفَةٌ مِنْ طَوَائِفِ الْمُسْلِمِينَ ،
فَمِنْهُمْ أَخْيَارٌ ، وَمِنْهُمْ أَشْرَارٌ لاَ كَمَا يَتَوَهَّمُهُ رَعَاعُ
النَّاسِ وَعَوَامُّهُمْ ، وَلَوْ عَلِمُوا مَحَلَّ الطَّبَقَةِ الآولَى مِنْهُمْ
مِنَ الإِسْلاَمِ ، وَقُرْبِهِمْ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لاَمْسَكُوا عَنْ كَثِيرٍ مِنَ الْوَقِيعَةِ فِيهِمْ ، فَأَمَّا أَهْلُ
الصُّفَّةِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَإِنَّ أَسَامِيَهُمْ فِي الأَخْبَارِ الْمَنْقُولَةِ إِلَيْنَا مُتَفَرِّقَةٌ
وَلَوْ ذَكَرْتُ كُلَّ حَدِيثٍ مِنْهَا بِحَدِيثِهِ
وَسِيَاقَةَ مَتْنِهِ لَطَالَ بِهِ الْكِتَابُ ، وَلَمْ يَجِئْ بَعْضُ
أَسَانِيدِهَا عَلَى شَرْطِي فِي هَذَا الْكِتَابِ ، فَذَكَرْتُ الأَسَامِيَ مِنْ
تِلْكَ الأَخْبَارِ عَلَى سَبِيلِ الِاخْتِصَارِ ، وَهُمْ أَبُو عَبْدِ اللهِ
الْفَارِسِيُّ ، وَأَبُو عُبَيْدَةَ عَامِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْجَرَّاحِ ،
وَأَبُو الْيَقْظَانِ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ الْهُذَلِيُّ
، وَالْمِقْدَادُ بْنُ عَمْرِو بْنِ ثَعْلَبَةَ ، وَقَدْ كَانَ الأَسْوَدُ بْنُ
عَبْدِ يَغُوثَ تَبَنَّاهُ ، فَقِيلَ الْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ الْكِنْدِيُّ ،
وَخَبَّابُ بْنُ الأَرَتِّ ، وَبِلاَلُ بْنُ رَبَاحٍ ، وَصُهَيْبُ بْنُ سِنَانِ
بْنِ عُتْبَةَ بْنِ غَزْوَانَ ، وَزَيْدُ بْنُ الْخَطَّابِ أَخُو عُمَرَ ، وَأَبُو
كَبْشَةَ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَبُو
مَرْثَدٍ كَنَّازُ بْنُ حُصَيْنٍ الْعَدَوِيُّ ، وَصَفْوَانُ بْنُ بَيْضَاءَ ، وَأَبُو
عَبْسِ بْنُ جَبْرٍ ، وَسَالِمُ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ
رَبِيعَةَ ، وَمِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ،
وَعُكَاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ الأَسَدِيُّ ، وَمَسْعُودُ بْنُ الرَّبِيعِ الْقَارِيُّ
وَعُمَيْرُ بْنُ عَوْفٍ مَوْلَى سُهَيْلِ بْنِ عَمْرٍو ، وَعُوَيْمُ بْنُ
سَاعِدَةَ ، وَأَبُو لُبَابَةَ بْنُ عَبْدِ الْمُنْذِرِ ، وَسَالِمُ بْنُ عُمَيْرِ
بْنِ ثَابِتٍ ، وَكَانَ أَحَدُ الْبَكَّائِينَ مِنَ الصَّحَابَةِ ، وَفِيهِ
نَزَلَتْ : {وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا} ، وَأَبُو الْبِشْرِ كَعْبُ
بْنُ عَمْرٍو ، وَخُبَيْبُ بْنُ يَسَافٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ أُنَيْسٍ ، وَأَبُو
ذَرٍّ جُنْدُبُ بْنُ جُنَادَةَ الْغِفَارِيُّ ، وَعُتْبَةُ بْنُ مَسْعُودٍ
الْهُذَلِيُّ ، وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا مِمَّنْ يَأْوِي إِلَيْهِمْ ، وَيَبِيتُ مَعَهُمْ فِي الْمَسْجِدِ ،
وَكَانَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ أَيْضًا مِمَّنْ يَأْوِي إِلَيْهِمْ وَيَبِيتُ
مَعَهُمْ وَأَبُو الدَّرْدَاءِ عُوَيْمِرُ بْنُ عَامِرٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ
الْجُهَنِيُّ ، وَالْحَجَّاجُ بْنُ عَمْرٍو الأَسْلَمِيُّ ، وَأَبُو هُرَيْرَةَ
الدَّوْسِيُّ ، وَثَوْبَانُ مَوْلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، وَمُعَاذُ بْنُ الْحَارِثِ الْقَارِيُّ ، وَالسَّائِبُ بْنُ خَلاَدٍ ،
وَثَابِتُ بْنُ وَدِيعَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَجْمَعِينَ.
قَالَ الْحَاكِمُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : عَلَّقْتُ
هَذِهِ الأَسَامِيَ مِنْ أَخْبَارٍ كَثِيرَةٍ مُتَفَرِّقَةٍ فِيهَا ذِكْرُ أَهْلِ
الصُّفَّةِ وَالنَّازِلِينَ مَعَهُمُ الْمَسْجِدَ ، فَمِنْهُمْ مَنْ تَقَدَّمَتْ
هِجْرَتُهُ مِثْلُ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ ، وَسَلْمَانُ ، وَبِلاَلٌ ، وَصُهَيْبٌ
، وَالْمِقْدَادُ ، وَغَيْرُهُمْ ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأَخَّرَتُ هِجْرَتُهُ
فَسَكَنَ الْمَسْجِدَ فِي جُمْلَةِ أَهْلِ الصُّفَّةِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَسْلَمَ
عَامَ الْفَتْحِ ، ثُمَّ وَرَدَ مَعَهُ وَقَعَدَ فِي أَهْلِ الصُّفَّةِ إِذْ لَمْ
يأوِ بِالْمَدِينَةِ إِلَى أَهْلٍ وَلاَ مَالٍ وَلاَ يُعَدُّ فِي الْمُهَاجِرِينَ
لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ هِجْرَةَ بَعْدَ الْفَتْحِ ،
وَلَكِنْ جِهَادٌ وَنِيَّةٌ وَإِنَّ مِمَّا أَرْجُو مِنْ فَضْلِ اللهِ عَزَّ
وَجَلَّ أَنَّ كُلَّ مَنْ جَرَى عَلَى سُنَّتِهِمْ فِي التَّوَكُّلِ وَالْفَقْرِ
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَنَّهُ مِنْهُمْ ، وَمِمَّنْ يُحْشَرُ مَعَهُمْ ،
وَإِنَّ كُلَّ مَنْ أَحَبَّهُمْ ، وَإِنْ كَانَ يَرْجِعُ إِلَى دُنْيَا وَثَرْوَةٍ
فَمَرْجُوٌّ لَهُ ذَلِكَ أَيْضًا لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
مَنْ أَحَبَّ قَوْمًا حُشِرَ مَعَهُمْ
.
4295- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : مَا كَانَ :
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أُنْزِلَ بِالْمَدِينَةِ
، وَمَا كَانَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ فَبِمَكَّةَ.
4296- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ وَكِيعٌ ، أَنْبَأَ
إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ،
عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَرَأْنَا الْمُفَصَّلَ
حِينًا ، وَحَجَجْنَا بِمَكَّةَ لَيْسَ فِيهَا يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
30- كِتَابُ الْمَغَازِي وَالسَّرَايَا
حَدَّثَنَا الْحَاكِمُ أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ إِمْلاَءً فِي ذِي الْحِجَّةِ سَنَةَ إِحْدَى
وَأَرْبَعِ مِائَةٍ:
كِتَابُ الْمَغَازِي وَالسَّرَايَا
وَسَائِرِ الْوَقَائعِ مِنَ الْهِجْرَةِ وَوَفَاةِ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَقَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ
عَلَى كُنْهِ مَا يَصِحُّ فِي هَذَا الْكِتَابِ ، وَفِيهِ أَخْبَارٌ كَثِيرَةٌ
مَدَارُهَا عَلَى أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
وَقَدْ تَفَرَّدَ بِإِخْرَاجِهَا مُسْلِمٌ رَحْمَةُ اللهِ ، وَقَدْ بَقِيَ عَلَيْهِمَا
أَخْبَارٌ يَسِيرَةٌ ، رُوَاتُهَا ثِقَاتٌ مِمَّنْ لَمْ يُخَرِّجُوا عَنْهُمْ
فَمِنْهَا.
4297- مَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ
بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا
يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : وَحَدَّثَنِي يَزِيدُ
بْنُ رُومَانَ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالاَ : رَأَتْ عَاتِكَةُ بِنْتُ
عَبْدِ الْمُطَّلِبِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فِيمَا يَرَى النَّائِمُ قَبْلَ مَقْدَمِ
ضَمْضَمَ بْنِ عَمْرٍو الْغِفَارِيِّ عَلَى قُرَيْشٍ بِمَكَّةَ بِثَلاَثِ لَيَالٍ
رُؤْيَا ، فَأَصْبَحَتْ عَاتِكَةُ فَأَعْظَمَتْهَا ، فَبَعَثَتْ إِلَى أَخِيهَا
الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ فَقَالَتْ لَهُ : يَا أَخِي ، لَقَدْ
رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا أَفْزَعَتْنِي لَيَدْخُلَنَّ عَلَى قَوْمِكَ مِنْهَا
شَرٌّ وَبَلاَءٌ ، فَقَالَ : وَمَا هِيَ ؟ فَقَالَتْ : رَأَيْتُ فِيمَا يَرَى
النَّائِمُ أَنَّ رَجُلاً أَقْبَلَ عَلَى بَعِيرٍ لَهُ فَوَقَفَ بِالأَبْطَحِ ،
فَقَالَ : انْفِرُوا يَا آلَ غَدْرٍ لِمَصَارِعِكُمْ فِي ثَلاَثٍ ، فَأَرَى
النَّاسَ اجْتَمَعُوا إِلَيْهِ ، ثُمَّ أُرَى بَعِيرَهُ دَخَلَ بِهِ الْمَسْجِدَ ،
وَاجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ ، ثُمَّ مَثَلَ بِهِ بَعِيرُهُ ، فَإِذَا هُوَ
عَلَى رَأْسِ الْكَعْبَةِ ، فَقَالَ : انْفِرُوا يَا آلَ غَدْرٍ لِمَصَارِعِكُمْ
فِي ثَلاَثٍ ، ثُمَّ إِنَّ بَعِيرَهُ مَثُلَ بِهِ عَلَى رَأْسِ أَبِي قُبَيْسٍ ،
فَقَالَ : انْفِرُوا يَا آلَ غَدْرٍ لِمَصَارِعِكُمْ فِي ثَلاَثٍ ، ثُمَّ أَخَذَ
صَخْرَةً ، فَأَرْسَلَهَا مِنْ رَأْسِ الْجَبَلِ ، فَأَقْبَلَتْ تَهْوِي حَتَّى
إِذَا كَانَتْ فِي أَسْفَلِ الْجَبَلِ ، أَرْفَضَتْ فَمَا بَقِيَتْ دَارٌ مِنْ
دُورِ قَوْمِكَ ، وَلاَ بَيْتٍ إِلاَّ دَخَلَ فِيهِ بَعْضُهَا ، فَقَالَ
الْعَبَّاسُ : وَاللَّهِ ، إِنَّ هَذِهِ لَرُؤْيَا فَاكْتُمِيهَا ، قَالَتْ :
وَأَنْتَ فَاكْتُمْهَا لَئِنْ بَلَغَتْ هَذِهِ قُرَيْشًا لَيُؤْذُونَنَا ،
فَخَرَجَ الْعَبَّاسُ مِنْ عِنْدِهَا وَلَقِيَ الْوَلِيدَ بْنَ عُتْبَةَ ، وَكَانَ
لَهُ صَدِيقًا فَذَكَرَهَا لَهُ وَاسْتَكْتَمَهُ إِيَّاهَا ، فَذَكَرَهَا الْوَلِيدُ
لأَبِيهِ ، فَتَحَدَّثَ بِهَا فَفَشَا الْحَدِيثُ ، قَالَ الْعَبَّاسُ : وَاللَّهِ
، إِنِّي لَغَادٍ إِلَى الْكَعْبَةِ لأَطُوفَ بِهَا إِذْ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ،
فَإِذَا أَبُو جَهْلٍ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ يَتَحَدَّثُونَ ، عَنْ رُؤْيَا
عَاتِكَةَ ، فَقَالَ أَبُو جَهْلٍ
: يَا أَبَا الْفَضْلِ ، مَتَى حَدَّثَتْ هَذِهِ
النَّبِيَّةُ فِيكُمْ ؟ قُلْتُ : وَمَا ذَاكَ ، قَالَ : رُؤْيَا رَأَتْهَا
عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، أَمَا رَضِيتُمْ يَا بَنِي عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ ، أَنْ يَتَنَبَّأَ رِجَالُكُمْ حَتَّى تَنَّبَّأَ نِسَاؤُكُمْ
فَسَنَتَرَبَّصُ بِكُمْ هَذِهِ الثَّلاَثَ الَّتِي ذَكَرَتْ عَاتِكَةُ ، فَإِنْ
كَانَ حَقًّا فَسَيَكُونُ ، وَإِلاَ كَتَبْنَا عَلَيْكُمْ كِتَابًا إِنَّكُمْ أَكْذَبُ
أَهْلِ بَيْتٍ فِي الْعَرَبِ ، فَوَاللَّهِ مَا كَانَ إِلَيْهِ مِنِّي مِنْ
كَبِيرٍ إِلاَّ أَنِّي أَنْكَرْتُ مَا قَالَتْ ، فَقُلْتُ : مَا رَأَتْ شَيْئًا وَلاَ سَمِعْتُ
بِهَذَا ، فَلَمَّا أَمْسَيْتُ لَمْ تَبْقَ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ إِلاَّ أَتَتْنِي ، فَقُلْنَ : أَصَبَرْتُمْ لِهَذَا الْفَاسِقِ
الْخَبِيثِ أَنْ يَقَعَ فِي رِجَالِكُمْ ، ثُمَّ تَنَاوَلَ النِّسَاءَ وَأَنْتَ
تَسْمَعُ فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَكَ فِي ذَلِكَ غَيْرَةٌ ؟
فَقُلْتُ : قَدْ وَاللَّهِ صَدَقْتُنَّ ، وَمَا كَانَ
عِنْدِي فِي ذَلِكَ مِنْ غَيْرَةٍ إِلاَّ أَنِّي قَدْ أَنْكَرْتُ مَا قَالَ ،
فَإِنْ عَادَ لاَكْفِيَنَّهُ ، فَقَعَدْتُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ أَتَعَرَّضُهُ
لَيَقُولَ شَيْئًا فَأُشَاتِمُهُ ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لَمُقْبِلٌ نَحْوَهُ ،
وَكَانَ رَجُلاً حَدِيدَ الْوَجْهِ ، حَدِيدَ الْمَنْظَرِ ، حَدِيدَ اللِّسَانِ
إِذْ وَلَّى نَحْوَ بَابِ الْمَسْجِدِ يَشْتَدُّ ، فَقُلْتُ فِي نَفْسِي :
اللَّهُمُ الْعَنْهُ كُلَّ هَذَا فَرَقًا مِنْ أَنْ أُشَاتِمَهُ ، وَإِذَا هُوَ
قَدْ سَمِعَ مَا لَمْ أَسْمَعْ صَوْتَ ضَمْضَمَ بْنَ عَمْرٍو وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى
بَعِيرِهِ بِالأَبْطَحِ قَدْ حَوَّلَ رَحْلَهُ ، وَشَقَّ قَمِيصَهُ ، وَجَدَعَ
بَعِيرَهُ ، يَقُولُ : يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، اللَّطِيمَةُ اللَّطِيمَةُ
أَمْوَالُكُمْ مَعَ أَبِي سُفْيَانَ ، وَتِجَارَتُكُمْ قَدْ عَرَضَ لَهَا
مُحَمَّدٌ وَأَصْحَابُهُ ، فَالْغَوْثُ ، فَشَغَلَهُ ذَلِكَ عَنِّي ، فَلَمْ
يَكُنْ إِلاَّ الْجِهَازُ حَتَّى خَرَجْنَا ، فَأَصَابَ قُرَيْشًا مَا أَصَابَهَا
يَوْمَ بَدْرٍ ، مِنْ قَتْلِ أَشْرَافِهِمْ ، وَأَسَرِّ خِيَارِهِمْ ، فَقَالَتْ
عَاتِكَةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ:
أَلَمْ تَكُنِ الرُّؤْيَا بِحَقٍّ وَعَابَكُمْ .....
بِتَصْدِيقِهَا قَلَّ مِنَ الْقَوْمِ هَارِبُ
فَقُلْتُمْ وَلَمْ أَكْذِبْ كَذَبْتِ وَإِنَّمَا .....
يُكَذِّبْنَ بِالصِّدْقِ مَنْ هُوَ كَاذِبُ
وَذَكَرَ قِصَّةً طَوِيلَةً
4298- أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ
إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا أَبُو ثَابِتٍ ، حَدَّثَنِي ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي أَبُو صَخْرٍ ،
عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
، أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ لَهُ : مَا
كَانَ مَعَنَا إِلاَّ فَرَسَانِ فَرَسٌ لِلزُّبَيْرِ ، وَفَرَسٌ لِلْمِقْدَادِ
بْنِ الأَسْوَدِ - يَعْنِي يَوْمَ بَدْرٍ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
فَإِنَّ أَبَا ثَابِتٍ هُوَ مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْمَدِينِيُّ ،
وَأَبُو صَخْرٍ حُمَيْدُ بْنُ زِيَادٍ ، وَأَبُو مُعَاوِيَةَ الْبَجَلِيُّ
عَمَّارُ الدُّهْنِيُّ ، وَكُلُّهُمْ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4299- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُثَنَّى مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا أَبُو
الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ،
عَنْ زِرٍّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ قَالَ : كُنَّا يَوْمَ بَدْرٍ كُلَّ ثَلاَثَةٍ
عَلَى بَعِيرٍ ، قَالَ : وَكَانَ عَلِيٌّ وَأَبُو لُبَابَةَ زَمِيلَيْ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : وَكَانَ إِذَا كَانَتْ عَقَبَتُهُ
قُلْنَا : ارْكَبْ حَتَّى نَمْشِيَ ، فَيَقُولُ : مَا أَنْتُمَا بِأَقْوَى مِنِّي
، وَمَا أَنَا بِأَغْنَى ، عَنِ الأَجْرِ مِنْكُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4300- حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ،
قَالاَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ
إِبْرَاهِيمَ ، عَنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي لَيْلَةِ
الْقَدْرِ ، قَالَ : تَحَرَّوْهَا لإِحْدَى عَشْرَةَ يَبْقَيْنَ ، صَبِيحَتُهَا
يَوْمُ بَدْرٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4301- حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، وَأَبُو الْحُسَيْنِ
، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ،
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : الْتَمِسُوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ لِتِسْعَ عَشْرَةَ صَبِيحَةَ يَوْمِ
بَدْرٍ ، يَوْمَ الْفُرْقَانِ ، يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ.
هَذَا حَدِيثٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4302- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَبِي عِيسَى ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْجُدِّيُّ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ الْهَمْدَانِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ
يَقُولُ : كَانَ الْمُهَاجِرُونَ يَوْمَ بَدْرٍ نَيِّفًا وَثَمَانِينَ ، وَكَانَتِ
الأَنْصَارُ نَيِّفًا وَأَرْبَعِينَ وَمِائَتَيْنِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4303- أَخْبَرَنِي أَبُو الْوَلِيدِ الْفَقِيهُ ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي
شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
الْغَسِيلِ ، عَنْ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي أُسَيْدٍ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ بَدْرٍ حِينَ صُفِفْنَا لِلْقِتَالِ
لِقُرَيْشٍ وَصُفُّوا لَنَا : إِذَا أَكْثَبُوكُمْ فَارْمُوهُمْ بِالنَّبْلِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4304- أَخْبَرَنَا أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ
أَبِيهِ قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ بَدْرٍ ، قَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا تَقُولُونَ فِي هَؤُلاَءِ الآسَارَى
فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ : ايْتِ فِي وَادٍ كَثِيرِ الْحَطَبِ فَأَضْرِمْ
نَارًا ، ثُمَّ أَلْقِهِمْ فِيهَا ، فَقَالَ الْعَبَّاسُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
قَطَعَ اللَّهُ رَحِمَكَ ، فَقَالَ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : قَادَتُهُمْ
وَرُءُسَاؤُهُمْ قَاتَلُوكَ وَكَذَّبُوكَ فَاضْرِبْ أَعْنَاقَهُمْ بَعْدُ ،
فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : عَشِيرَتُكَ وَقَوْمُكَ ، ثُمَّ
دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَعْضِ حَاجَتِهِ ،
فَقَالَتْ طَائِفَةٌ : الْقَوْلُ مَا قَالَ عُمَرُ ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : مَا تَقُولُونَ فِي هَؤُلاَءِ ؟ إِنَّ مَثَلَ
هَؤُلاَءِ كَمَثَلِ إِخْوَةٍ لَهُمْ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ ، {قَالَ نُوحٌ رَبِّ
لاَ تَذَرْ عَلَى الأَرْضِ مِنَ الْكَافِرِينَ دَيَّارًا} وَقَالَ مُوسَى :
{رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ} الآيَةَ
وَقَالَ إِبْرَاهِيمُ : {فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي
فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} وَقَالَ عِيسَى : {إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ
وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} وَأَنْتُمْ قَوْمٌ
فِيكُمْ غِيلَةٌ فَلاَ يَنْقَلِبَنَّ أَحَدٌ مِنْكُمْ إِلاَّ بِفِدَاءٍ أَوْ
بِضَرْبِ عُنُقٍ قَالَ عَبْدُ اللهِ : فَقُلْتُ : إِلاَّ سُهَيْلَ بْنَ بَيْضَاءَ
فَإِنَّهُ لاَ يُقْتَلُ ، وَقَدْ سَمِعْتُهُ يَتَكَلَّمُ بِالإِسْلاَمِ فَسَكَتَ ،
فَمَا كَانَ يَوْمٌ أَخْوَفُ عِنْدِي أَنْ يُلْقَى عَلَيَّ حِجَارَةٌ مِنَ
السَّمَاءِ مِنْ يَوْمِي ذَلِكَ حَتَّى قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِلاَّ سُهَيْلَ بْنَ بَيْضَاءَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4305- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ
أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : قَدِمَ بِالأَسَارَى حِينَ قَدِمَ
بِهِمُ الْمَدِينَةَ ، وَسَوْدَةُ بِنْتُ زَمْعَةَ زَوْجُ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ آلِ عَفْرَاءَ فِي مَنَاحَتِهِمْ عَلَى عَوْفٍ
وَمُعَوِّذٍ ابْنَيْ عَفْرَاءَ - وَذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُضْرَبَ عَلَيْهِنَّ
الْحِجَابُ - قَالَتْ سَوْدَةُ : فَوَاللَّهِ إِنِّي لَعِنْدَهُمْ إِذْ أُتِينَا
فَقِيلَ : هَؤُلاَءِ الآسَارَى قَدْ أُتِيَ بِهِمْ ، فَرَجَعْتُ إِلَى بَيْتِي ،
وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ ، فَإِذَا أَبُو يَزِيدَ
سُهَيْلُ بْنُ عَمْرٍو فِي نَاحِيَةِ الْحُجْرَةِ ، وَيَدَاهُ مَجْمُوعَتَانِ
إِلَى عُنُقِهِ بِحَبْلٍ ، فَوَاللَّهِ مَا مَلَكْتُ حِينَ رَأَيْتُ أَبَا يَزِيدَ
كَذَلِكَ أَنْ قُلْتُ : أَبَا يَزِيدَ ، أَعْطَيْتُمْ بِأَيْدِيكُمْ أَلاَ مُتُّمْ
كِرَامًا ؟ فَمَا انْتَبَهْتُ إِلاَّ بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ الْبَيْتِ : يَا سَوْدَةُ ، عَلَى اللهِ وَعَلَى
رَسُولِهِ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، مَا
مَلَكْتُ حِينَ رَأَيْتُ أَبَا يَزِيدَ مَجْمُوعَةً يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ
بِالْحَبْلِ أَنْ قُلْتُ مَا قُلْتُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
وَقَدِ اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ عَلَى إِخْرَاجِ حَدِيثِ
مُحَمَّدِ بْنِ فُلَيْحٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ
: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رِجَالاً مِنَ الأَنْصَارِ
اسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالُوا : يَا
رَسُولَ اللهِ ، ايْذَنْ لَنَا فَلْنَتْرُكْ لِابْنِ أُخْتِنَا الْعَبَّاسَ
فِدَاءَهُ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لاَ تَذَرُنَّ دِرْهَمًا.
4306- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ
بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ عَبَّادِ بْنِ
عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا قَالَتْ : لَمَّا بَعَثَ أَهْلُ مَكَّةَ فِي فِدَاءِ أَسَارَاهُمْ ،
بَعَثَتْ زَيْنَبُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
فِدَاءِ أَبِي الْعَاصِ بِمَالٍ فِيهِ قِلاَدَةٌ كَانَتْ خَدِيجَةُ أَدْخَلَتْهَا
بِهَا عَلَى أَبِي الْعَاصِ حِينَ بَنَى عَلَيْهَا ، فَلَمَّا رَآهَا رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَقَّ لَهَا رِقَّةً شَدِيدَةً وَقَالَ : إِنْ رَأَيْتُمْ
أَنْ تُطْلِقُوا لَهَا أَسِيرَهَا وَتَرُدُّوا عَلَيْهَا الَّذِي لَهَا وَكَانَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أَخَذَ عَلَيْهِ ، وَوَعَدَ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُخَلِّيَ زَيْنَبَ
إِلَيْهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخَرِّجْهُ.
4307- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ صَالِحٍ ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ أَبِي طَلْحَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي قَوْلِهِ
عَزَّ وَجَلَّ : {إِنْ كُنْتُمْ آمَنْتُمْ بِاللَّهِ وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَى
عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ} يَعْنِي بِالْفُرْقَانِ : يَوْمَ بَدْرٍ ، يَوْمَ فَرَّقَ
اللَّهُ بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4308- أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ بْنُ يَعْقُوبَ
الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو هَاشِمٍ زِيَادُ بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ
الْفَزَارِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ أَيْمَنَ الْمَكِّيُّ ، عَنْ
عُبَيْدِ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ
انْكَفَأَ الْمُشْرِكُونَ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : اسْتَوُوا حَتَّى أُثْنِيَ عَلَى رَبِّي عَزَّ وَجَلَّ فَصَارُوا
خَلْفَهُ صُفُوفًا ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ كُلُّهُ ، اللَّهُمَّ
لاَ قَابِضَ لِمَا بَسَطْتَ ، وَلاَ بَاسِطَ لِمَا قَبَضْتَ ، وَلاَ هَادِيَ
لِمَنْ أَضْلَلْتَ ، وَلاَ مُضِلَّ لِمَنْ هَدَيْتَ ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا
مَنَعْتَ ، وَلاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ ، وَلاَ مُقَرِّبَ لِمَا بَعَّدْتَ ،
وَلاَ مُبَاعِدَ لِمَا قَرَّبْتَ ، اللَّهُمُ ابْسُطْ عَلَيْنَا مِنْ بَرَكَاتِكَ
وَرَحْمَتِكَ وَفَضْلِكَ وَرِزْقِكَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكُ النَّعِيمَ الْمُقِيمَ
الَّذِي لاَ يَحُولُ وَلاَ يَزُولُ ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الأَمْنَ
يَوْمَ الْخَوْفِ ، اللَّهُمَّ عَائِذٌ مِنْ شَرِّ مَا أَعْطَيْتَنَا ، وَشَرِّ
مَا مَنَعْتَنَا ، اللَّهُمَّ حَبِّبْ إِلَيْنَا الإِيمَانَ وَزَيِّنْهُ فِي
قُلُوبِنَا ، وَكَرِّهْ إِلَيْنَا الْكُفْرَ وَالْفُسُوقَ وَالْعِصْيَانَ
وَاجْعَلْنَا مِنَ الرَّاشِدِينَ ، اللَّهُمَّ تَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ ،
وَأَحْيِنَا مُسْلِمِينَ ، وَأَلْحِقْنَا بِالصَّالِحِينَ غَيْرَ خَزَايَا وَلاَ
مَفْتُونِينَ ، اللَّهُمَّ قَاتِلِ الْكَفَرَةَ الَّذِينَ يُكَذِّبُونَ رُسُلَكَ ،
وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِكَ ، وَاجْعَلْ عَلَيْهِمْ رِجْزَكَ وَعَذَابَكَ إِلَهَ
الْحَقِّ آمِينَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4309- حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ
الثَّقَفِيُّ بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ التَّمِيمِيُّ
قَالَ : وَزَعَمَ سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : جَاءَ عَلِيٌّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ بِسَيْفِهِ يَوْمَ أُحُدٍ قَدِ انْحَنَى ، فَقَالَ لِفَاطِمَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا : هَاكِي السَّيْفَ حُمَيْدًا ، فَإِنَّهَا قَدْ شَفَتْنِي
، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَئِنْ كُنْتَ
أَجَدْتَ الضَّرْبَ بِسَيْفِكَ لَقَدْ أَجَادَهُ سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ ، وَأَبُو
دُجَانَةَ ، وَعَاصِمُ بْنُ ثَابِتٍ الأَفْلَحُ ، وَالْحَارِثُ بْنُ الصِّمَّةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ ،
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ .
وَلَهُ شَاهِدٌ صَحِيحٌ فِي الْمَغَازِي.
4310- حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي حُسَيْنُ بْنُ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : لَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَعْطَى فَاطِمَةَ ابْنَتَهُ سَيْفَهُ ، فَقَالَ : يَا
بُنَيَّةُ اغْسِلِي عَنْ هَذَا الدَّمِ فَأَعْطَاهَا عَلِيٌّ سَيْفَهُ ، فَقَالَ :
وَهَذَا فَاغْسِلِي عَنْهُ دَمَهُ ، فَوَاللَّهِ لَقَدْ صَدَقَنِي الْيَوْمَ
الْقِتَالَ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَئِنْ
كُنْتَ صَدَقْتَ الْقِتَالَ الْيَوْمَ لَقَدْ صَدَقَ مَعَكَ الْقِتَالُ الْيَوْمَ
سَهْلُ بْنُ حُنَيْفٍ وَسِمَاكُ بْنُ خَرَشَةَ أَبُو دُجَانَةَ.
قَالَ ابْنُ إِسْحَاقَ : وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي
طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حِينَ نَاوَلَ فَاطِمَةَ عَلَيْهَا السَّلاَمُ
السَّيْفَ.
أَفَاطِمُ هَاكِي السَّيْفَ غَيْرَ ذَمِيمٍ .....
فَلَسْتُ بِرِعْدِيدٍ ، وَلاَ بِلَئِيمِ،
لَعَمْرِي لَقَدْ أَعْذَرْتُ فِي نَصْرِ أَحْمَدٍ .....
وَمَرْضَاتِ رَبٍّ بِالْعِبَادِ رَحِيمِ.
4311- أَخْبَرَنِي أَبُو الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْقَنْطَرِيُّ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ أَيُّوبَ بْنِ
سُلَيْمَانَ بْنِ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ الطَّلْحِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ
جَدِّي ، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِيهِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ أُحُدٍ ارْتَجَزَتْ بِهَذَا
الشِّعْرِ:
نَحْنُ حُمَاةُ غَالِبٍ وَمَالِكِ ..... نَذُبُّ عَنْ
رَسُولِنَا الْمُبَارَكِ،
نَضْرِبُ عَنْهُ الْيَوْمَ فِي الْمَعَارِكِ .....
ضَرْبَ صِفَاحِ الْكَوْمِ فِي الْمَبَارِكِ .
فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ ، قَالَ لِحَسَّانَ : قُلْ فِي طَلْحَةَ ، فَأَنْشَأَ
حَسَّانُ وَقَالَ:
طَلْحَةُ يَوْمَ الشِّعْبِ آسَى مُحَمَّدًا ..... عَلَى
سَالِكٍ ضَاقَتْ عَلَيْهِ وَشَقَّتِ
يَقِيهِ بِكَفَّيْهِ الرَّمَّاحَ وَأَسْلَمَتْ .....
أَشْاجَعُهُ تَحْتَ السُّيُوفِ فَشُلَّتِ
وَكَانَ إِمَامَ النَّاسِ إِلاَّ مُحَمَّدًا .....
أَقَامَ رَحَى الإِسْلاَمِ حَتَّى اسْتَقَلَّتِ
4312- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : فَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ
عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ
الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِينَ ذَهَبَ لِيَنْهَضَ إِلَى الصَّخْرَةِ ، وَكَانَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ ظَاهَرَ بَيْنَ دِرْعَيْنِ ، فَلَمْ
يَسْتَطِعْ أَنْ يَنْهَضَ إِلَيْهَا ، فَجَلَسَ طَلْحَةُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ
تَحْتَهُ ، فَنَهَضَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى
اسْتَوَى عَلَيْهَا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
أَوْجَبَ طَلْحَةُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4313- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عِيسَى ،
حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ ، أَنْبَأَ إِسْحَاقُ بْنُ يَحْيَى ، أَخْبَرَنِي
مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ ، أَنَّ طَلْحَةَ رَجَعَ بِسَبْعٍ وَثَلاَثِينَ أَوْ خَمْسٍ وَثَلاَثِينَ
بَيْنَ ضَرْبَةٍ وَطَعْنَةٍ وَرَمْيَةٍ ، تَرَصَّعَ جَبِينُهُ ، وَقُطِعَتْ
سَبَّابَتُهُ ، وَشُلَّتِ الإِصْبَعُ الَّتِي تَلِيهَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4314- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ إِسْحَاقَ ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ
عَائِشَةَ بِنْتِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِيهَا سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا جَالَ النَّاسُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تِلْكَ الْجَوْلَةَ يَوْمَ أُحُدٍ ، تَنَحَّيْتُ فَقُلْتُ :
أَذُودُ عَنْ نَفْسِي ، فإِمَّا أَنْ أسْتَشْهِدَ ، وَإِمَّا أَنْ أَنْجُوَ حَتَّى
أَلْقَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَيْنَا أَنَا
كَذَلِكَ إِذَا بِرَجُلٍ مُخَمِّرٍ وَجْهُهُ مَا أَدْرِي مَنْ هُوَ فَأَقْبَلَ
الْمُشْرِكُونَ حَتَّى قُلْتُ :
قَدْ رَكِبُوهُ ، مَلاَ يَدَهُ مِنَ الْحَصَى ، ثُمَّ رَمَى
بِهِ فِي وُجُوهِهِمْ فَنَكَبُوا عَلَى أَعْقَابِهِمُ الْقَهْقَرَى ، حَتَّى يَأْتُوا
الْجَبَلَ فَفَعَلَ ذَلِكَ مِرَارًا ، وَلاَ أَدْرِي مَنْ هُوَ وَبَيْنِي
وَبَيْنَهُ الْمِقْدَادُ بْنُ الأَسْوَدِ ، فَبَيْنَا أَنَا أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَ
الْمِقْدَادَ عَنْهُ إِذْ قَالَ الْمِقْدَادُ : يَا سَعْدُ ، هَذَا رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَدْعُوكَ ، فَقُلْتُ : وَأَيْنَ هُوَ ؟
فَأَشَارَ لِي الْمِقْدَادُ إِلَيْهِ ، فَقُمْتُ ، وَلَكَأَنَّهُ لَمْ يُصِبْنِي
شَيْءٌ مِنَ الأَذَى ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
أَيْنَ كُنْتَ لِيَوْمٍ يَا سَعْدُ ؟ فَقُلْتُ : حَيْثُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ
فَأَجْلَسَنِي أَمَامَهُ ، فَجَعَلْتُ أَرْمِي ، وَأَقُولُ : اللَّهُمَّ سَهْمَكَ
فَارْمِ بِهِ عَدُوَّكَ وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ
: اللَّهُمَّ اسْتَجِبْ لِسَعْدٍ ، اللَّهُمَّ سَدِّدْ لِسَعْدٍ رَمَيْتَهُ ،
إِيهًا سَعْدُ ، فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي فَمَا مِنْ سَهْمٍ أَرْمِي بِهِ إِلاَّ ،
وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ سَدِّدْ
رَمَيْتَهُ ، وَأَجِبْ دَعْوَتَهُ ، إِيهًا سَعْدُ حَتَّى إِذَا فَرَغْتُ مِنْ
كِنَانَتِي ، نَثَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا فِي
كِنَانَتِهِ ، فَنَبَلَنِي سَهْمًا نَضِيًّا ، قَالَ : وَهُوَ الَّذِي قَدْ
رَيَّشَ ، وَكَانَ أَشَدَّ مِنْ غَيْرِهِ.
قَالَ الزُّهْرِيُّ : إِنَّ السِّهَامَ الَّتِي رَمَى
بِهَا سَعْدٌ يَوْمَئِذٍ كَانَتْ أَلْفَ سَهْمٍ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4315- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي دَارِمٍ
الْحَافِظُ ، بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي
شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا مِنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي
بَكْرٍ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ
، عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ :
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ :
لَمَّا جَالَ النَّاسُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ أُحُدٍ : كُنْتُ أَوَّلَ مَنْ فَاءَ إِلَى
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَبَصُرْتُ بِهِ مِنْ بَعْدُ ،
فَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ قَدِ اعْتَنَقَنِي مِنْ خَلْفِي مِثْلِ الطَّيْرِ ،
يُرِيدُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِذَا هُوَ أَبُو عُبَيْدَةَ
بْنُ الْجَرَّاحِ ، وَإِذَا أَنَا بِرَجُلٍ يَرْفَعُهُ مَرَّةً وَيَضَعُهُ أُخْرَى
، فَقُلْتُ : أَمَّا إِذَا أَخْطَأَنِي لاَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ مَعَ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَيَجِيءُ طَلْحَةُ فَذَاكَ أَنَا
وَأَمُرُّ فَانْتَهَيْنَا إِلَيْهِ ، فَإِذَا طَلْحَةُ يَرْفَعُهُ مَرَّةً
وَيَضَعُهُ أُخْرَى ، وَإِذَا بِطَلْحَةَ سِتٌّ وَسِتُّونَ جِرَاحَةً ، وَقَدْ
قَطَعَتْ إِحْدَاهُنَّ أَكْحَلَهُ ، فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ ضُرِبَ عَلَى وَجْنَتَيْهِ ، فَلَزِقَتْ حَلَقَتَانِ مِنْ
حِلَقِ الْمِغْفَرِ فِي وَجْنَتَيْهِ ، فَلَمَّا رَأَى أَبُو عُبَيْدَةَ مَا بِرَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَاشَدَنِي اللَّهَ لَمَا أَنْ خَلَّيْتَ
بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَانْتَزَعَ
إِحْدَاهُمَا بِثَنَيِّتِهِ فَمَدَّهَا فَنَدَرَتْ وَنَدَرَتْ ثَنِيَّتُهُ ، ثُمَّ
نَظَرَ إِلَى الآخْرَى فَنَاشَدَنِي اللَّهَ لَمَا أَنْ خَلَّيْتَ بَيْنِي
وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَانْتَهَزَهَا
بِالثَّنِيَّةِ الآخْرَى ، فَمَدَّهَا ، فَنَدَرَتْ وَنَدَرَتْ ثَنِيَّتُهُ ،
فَكَانَ أَبُو عُبَيْدَةَ أَثْرَمَ الثَّنَايَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4316- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : فَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ
عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ،
أَنَّ الزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : وَاللَّهِ لَقَدْ
رَأَيْتُنِي أَنْظُرُ إِلَى هِنْدِ بِنْتِ عُتْبَةَ وَصَوَاحِبَهَا مُشَمِّرَاتٍ
هَوَارِبَ مَا دُونَ أَخْذِهِنَّ قَلِيلٌ وَلاَ كَثِيرٌ ، إِذْ مَالَتِ الرُّمَاةُ
إِلَى الْعَسْكَرِ ، حَتَّى كَشَفَنَا الْقَوْمُ عَنْهُ يُرِيدُونَ النَّهْبَ ،
وَخَلَّوْا ظَهْرَنَا لِلْخَيْلِ ، فَأُتِيِنَا مِنْ أَدْبَارِنَا ، وَصَرَخَ
صَارِخٌ إِلاَّ أَنَّ مُحَمَّدًا قُتِلَ فَانْكَفَأْنَا ، وَانْكَفَأَ الْقَوْمُ
بَعْدَ أَنْ أَصَبْنَا اللِّوَاءَ حَتَّى مَا يَدْنُو مِنْهُ أَحَدٌ مِنَ
الْقَوْمِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4317- حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ
عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ
قَيْسٍ كَانَ لَهُ رَبًّا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَكَانَ يَمْنَعُهُ ذَلِكَ
الرَّبُّ مِنَ الإِسْلاَمِ حَتَّى يَأْخُذَهُ ، فَجَاءَ ذَاتَ يَوْمٍ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابَهُ بِأُحُدٍ فَقَالَ : أَيْنَ سَعْدُ
بْنُ مُعَاذٍ ؟ فَقِيلَ بِأُحُدٍ فَقَالَ : أَيْنَ بَنُو أَخِيهِ ؟ قِيلَ :
بِأُحُدٍ ، فَسَأَلَ عَنْ قَوْمِهِ ، قَالُوا : بِأُحُدٍ فَأَخَذَ سَيْفَهُ
وَرُمْحَهُ ، وَلَبِسَ لاَمَّتَهُ ، ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أُحُدٍ فَلَمَّا رَآهُ
الْمُسْلِمُونَ ، قَالُوا : إِلَيْكَ عَنَّا يَا عَمْرُو ، قَالَ : إِنِّي قَدْ
آمَنْتُ ، فَحَمَلَ فَقَاتَلَ ، فَحُمِلَ إِلَى أَهْلِهِ جَرِيحًا ، فَدَخَلَ
عَلَيْهِ سَعْدُ بْنُ مُعَاذٍ ، فَقَالَ لَهُ : جِئْتَ غَضَبًا لِلَّهِ
وَلِرَسُولِهِ أَمْ حَمِيَّةً لِقَوْمِكَ ؟ قَالَ : بَلْ جِئْتُ غَضَبًا لِلَّهِ
وَلِرَسُولِهِ ، فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَدَخَلَ الْجَنَّةَ وَمَا صَلَّى
لِلَّهِ صَلاَةً.
عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ.
4318- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ
بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ
أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ أَصْحَابَ أُحُدٍ يَقُولُ : أَمَا وَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي
غُودِرْتُ مَعَ أَصْحَابِي بِحِضْنِ الْجَبَلِ يَقُولُ : قُتِلْتُ مَعَهُمْ.
4319- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الدُّنْيَا
الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ شُعَيْبٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي
فُدَيْكٍ ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ دَاوُدَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَعْفَرِ
بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ أَبَاهُ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ ،
حَدَّثَهُ عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَتْ تَزُورُ قَبْرَ عَمِّهَا حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ
الْمُطَّلِبِ فِي الأَيَّامِ فَتُصَلِّي وَتَبْكِي عِنْدَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4320- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْفَقِيهُ بِالرِّيِّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
الْمُغِيرَةِ السُّكَّرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَلْقَمَةَ الْمَرْوَزِيُّ
، حَدَّثَنَا الْعَطَّافُ بْنُ خَالِدٍ الْمَخْزُومِيُّ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ
الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي فَرْوَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَارَ قُبُورَ الشُّهَدَاءِ
بِأُحُدٍ فَقَالَ : اللَّهُمَّ إِنَّ عَبْدَكَ وَنَبِيَّكَ يَشْهَدُ أَنَّ
هَؤُلاَءِ شُهَدَاءُ ، وَأَنَّهُ مَنْ زَارَهُمْ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ رَدُّوا عَلَيْهِ.
قَالَ الْعَطَّافُ : وَحَدَّثَتْنِي خَالَتِي ، أَنَّهَا
زَارَتْ قُبُورَ الشُّهَدَاءِ ، قَالَتْ : وَلَيْسَ مَعِي إِلاَّ غُلاَمَانِ
يَحْفَظَانِ عَلَيَّ الدَّابَّةَ ، قَالَتْ : فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِمْ فَسَمِعْتُ
رَدَّ السَّلاَمِ ، قَالُوا : وَاللَّهِ إِنَّا نَعْرِفُكُمْ كَمَا يَعْرِفُ
بَعْضُنَا بَعْضًا ، قَالَتْ : فَاقْشَعْرَرْتُ ، فَقُلْتُ : يَا غُلاَمُ ادْنُ بَغْلَتِي
فَرَكِبْتُ.
هَذَا إِسْنَادٌ مَدَنِيٌّ صَحِيحٌ ، وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4321- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا عَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو
النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الْمُؤَدِّبُ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ
، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّهَا قَالَتْ لِعَبْدِ
اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : يَا ابْنَ أُخْتِي أَمَا
وَاللَّهِ إِنَّ أَبَاكَ وَجَدَّكَ تَعْنِي أَبَا بَكْرٍ وَالزُّبَيْرَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا لَمِنَ الَّذِينَ ، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {الَّذِينَ
اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَالرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ}.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4322- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُعَاذٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو
النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ عَارِمٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ،
عَنْ أَبِي بِشْرٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَاتَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مُحَارِبَ خَصَفَةَ بِنَخْلٍ ، فَرَأَوْا مِنَ الْمُسْلِمِينَ غُرَّةً ،
فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْهُمْ يُقَالُ لَهُ غَوْرَثُ بْنُ الْحَارِثِ حَتَّى قَامَ
عَلَى رَأْسِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسَّيْفِ ،
فَقَالَ : مَنْ يَمْنَعُكَ مِنِّي ؟ قَالَ : اللَّهُ قَالَ : فَسَقَطَ السَّيْفُ
مِنْ يَدِهِ ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
وَقَالَ : مَنْ يَمْنَعُكَ ؟ قَالَ : كُنْ خَيْرَ آخِذٍ ، قَالَ : تَشْهَدُ أَنَّ
لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنِّي رَسُولُ اللهِ ؟ قَالَ : أُعَاهِدُكَ عَلَى أَنْ
لاَ أُقَاتِلَكَ ، وَلاَ أَكُونُ مَعَ قَوْمٍ يُقَاتِلُونَكَ ، قَالَ : فَخَلَّى رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سَبِيلَهُ فَجَاءَ إِلَى قَوْمِهِ ،
فَقَالَ : جِئْتُكُمْ مِنْ عِنْدِ خَيْرِ النَّاسِ ، فَلَمَّا حَضَرَتِ ال
صَّلاَةُ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةَ
الْخَوْفِ ، وَكَانَ النَّاسُ طَائِفَتَيْنِ ، طَائِفَةٌ بِإِزَاءِ الْعَدُوِّ ،
وَطَائِفَةٌ تُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَصَلَّى بِالَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَتَيْنِ ، فَانْصَرَفُوا فَكَانُوا مَوْضِعَ أُولَئِكَ
الَّذِينَ بِإِزَاءِ عَدُوِّهِمْ ، وَجَاءَ أُولَئِكَ فَصَلَّى بِهِمْ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَكْعَتَيْنِ فَكَانَتْ لِلنَّاسِ رَكْعَتَيْنِ
رَكْعَتَيْنِ ، وَلِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعُ
رَكَعَاتٍ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4323- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ النَّضْرِ أَبِي عُمَرَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي غَزَاةٍ فَلَقِيَ الْمُشْرِكِينَ بِعُسْفَانَ ، فَلَمَّا صَلَّى
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الظُّهْرَ فَرَأَوْهُ يَرْكَعُ
وَيَسْجُدُ هُوَ وَأَصْحَابُهُ ، فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ : كَانَ هَذِهِ
فِرْصَةً لَكُمْ لَوْ أَغَرْتُمْ عَلَيْهِمْ ، مَا عَلِمُوا بِكُمْ حَتَّى
تُوَاقِعُوهُمْ ، فَقَالَ قَائِلٌ مِنْهُمْ : فَإِنَّ لَهُمْ صَلاَةً أُخْرَى هِيَ
أَحَبُّ إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِيهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ فَاسْتَعِدِّوا حَتَّى
تُغِيرُوا عَلَيْهِمْ فِيهَا ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَى نَبِيِّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلاَةَ}
إِلَى آخِرِ الآيَةَ ، وَأَعْلَمَهُ مَا ائْتَمَرَ بِهِ الْمُشْرِكُونَ ، فَلَمَّا
صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْعَصْرَ ، وَكَانُوا
قِبَالَتَهُ فِي الْقِبْلَةِ جَعَلَ الْمُسْلِمِينَ خَلْفَهُ صَفَّيْنِ ،
فَكَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَبِّرُوا مَعَهُ ،
- فَذَكَرَ صَلاَةَ الْخَوْفِ - وَقَالَ فِي آخِرِهِ ، فَلَمَّا نَظَرَ إِلَيْهِ الْمُشْرِكُونَ
يَسْجُدُ بَعْضُهُمْ وَيَقُومُ بَعْضُهُمْ يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ فَقَالُوا : لَقَدْ
أُخْبِرُوا بِمَا أَرَدْنَاهُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ ،
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4324- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُوعَاصِمٍ ، وَأَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو بْنُ أَبِي جَعْفَرٍ الْمُقْرِيُّ
وَاللَّفْظُ لَهُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ،
حَدَّثَنَا حَنْظَلَةُ بْنُ أَبِي سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مِينَاءَ قَالَ
: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا يَقُولُ :
لَمَّا حُفِرَ الْخَنْدَقُ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَمَصًا شَدِيدًا ، قَالَ : فَانْكَفَأْتُ إِلَى
امْرَأَتِي فَقُلْتُ : أَنِّي رَأَيْتُ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ خَمَصًا شَدِيدًا ، فَأَخْرَجَتْ إِلَيَّ جِرَابًا فِيهِ صَاعٌ مِنْ
شَعِيرٍ ، وَلَنَا بَهِيمَةٌ دَاجِنٌ ، قَالَ : فَذَبَحَتْهَا وَطَحَنَتْ صَاعًا
فَجِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَشَاوَرْتُهُ فَقُلْتُ
: يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ ذَبَحْنَا بَهِيمَةً لَنَا وَطَحَنْتُ صَاعًا مِنْ
شَعِيرٍ كَانَ عِنْدَنَا فَتَعَالَ أَنْتَ وَنَفَرٌ مَعَكَ ، قَالَ : فَصَاحَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا أَهْلَ الْخَنْدَقِ ،
إِنَّ جَابِرًا قَدْ صَنَعَ سُورًا فَحَيَّ هَلاَ بِكُمْ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تُنْزِلُنَّ بُرْمَتَكُمْ وَلاَ تَخْبِزُنَّ
عَجِينَتَكُمْ حَتَّى أَجِيءَ ، قَالَ : فَجِئْتُ وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَدَمَ النَّاسَ حَتَّى جِئْتُ امْرَأَتِي ،
فَأَخْرَجَتْ لَهُ عَجِينًا فَبَصَقَ فِيهِ وَبَارِكْ ، ثُمَّ قَالَ : ادْعُو لِي
خَابِزَةً فَلْتَخْبِزْ مَعَكِ ، وَأَفْرِغُوا مِنْ بُرْمَتِكُمْ ، وَلاَ
تُنْزِلُوهَا وَهُمْ أَلْفٌ ، فَأَقْسَمَ جَابِرٌ بِاللَّهِ تَعَالَى لاَكَلُوا
حَتَّى تَرَكُوا وَانْصَرَفُوا ، وَإِنَّ بُرْمَتِنَا لَتَغِطُّ كَمَا هِيَ ،
وَإِنَّ عَجِينَتَنَا لَتُخْبَزُ كَمَا هِيَ.
هَذَا لَفْظُ حَدِيثِ أَبِي عَمْرٍو فِي لَفْظِ أَبِي
الْعَبَّاسِ اخْتِصَارٌ هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ،
وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4325- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ
الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ عَبْدِ اللهِ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
بْنِ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ مُوسَى بْنِ الْمُخْتَارِ ، عَنْ بِلاَلٍ الْعَبْسِيِّ
، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ النَّاسَ تَفَرَّقُوا
عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيْلَةَ الأَحْزَابِ ،
فَلَمْ يَبْقَ مَعَهُ إِلاَّ اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً ، فَأَتَانِي رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا جَاثِي مِنَ الْبَرْدِ ، وَقَالَ : يَا
ابْنَ الْيَمَانِ ، قُمْ فَانْطَلِقْ إِلَى عَسْكَرِ الأَحْزَابِ فَانْظُرْ إِلَى
حَالِهِمْ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ، مَا
قُمْتُ إِلَيْكَ إِلاَّ حَيَاءً مِنْكَ مِنَ الْبَرْدِ ، قَالَ : فَابْرُزْ
الْحَرَّةَ وَبَرْدَ الصُّبْحِ ، انْطَلِقْ يَا ابْنَ الْيَمَانِ ، وَلاَ بَأْسَ عَلَيْكَ
مِنْ حَرٍّ وَلاَ بَرْدٍ حَتَّى تَرْجِعَ إِلَيَّ قَالَ : فَانْطَلَقْتُ إِلَى عَسْكَرِهِمْ
فَوَجَدْتُ أَبَا سُفْيَانَ يُوقِدُ النَّارَ فِي عُصْبَةٍ حَوْلَهُ قَدْ
تَفَرَّقَ الأَحْزَابُ عَنْهُ ، قَالَ :
حَتَّى إِذَا جَلَسْتُ فِيهِمْ ، قَالَ : فَحَسِبَ أَبُو
سُفْيَانُ أَنَّهُ دَخَلَ فِيهِمْ مِنْ غَيْرِهِمْ ، قَالَ : لِيَأْخُذْ كُلُّ
رَجُلٍ مِنْكُمْ بِيَدِ جَلِيسِهِ ، قَالَ : فَضَرَبْتُ بِيَدِي عَلَى الَّذِي ، عَنْ
يَمِينِي وَأَخَذْتُ بِيَدِهِ ، ثُمَّ ضَرَبْتُ بِيَدِي عَلَى الَّذِي ، عَنْ
يَسَارِي فَأَخَذْتُ بِيَدِهِ فَلَبِثْتُ فِيهِمْ هُنَيَّةً ، ثُمَّ قُمْتُ
فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ قَائِمٌ
يُصَلِّي ، فَأَوْمَأَ إِلَيَّ بِيَدِهِ أَنِ ادْنُ فَدَنَوْتُ ، ثُمَّ أَوْمَأَ
إِلَيَّ أَيْضًا أَنِ ادْنُ فَدَنَوْتُ حَتَّى أَسْبَلَ عَلَيَّ مِنَ الثَّوْبِ
الَّذِي كَانَ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي ، فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ ، قَالَ
: ابْنَ الْيَمَانِ اقْعُدْ ، مَا الْخَبَرُ ؟ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ،
تَفَرَّقَ النَّاسُ عَنْ أَبِي سُفْيَانَ ، فَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ عُصْبَةٌ تُوقِدُ
النَّارَ قَدْ صَبَّ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنَ الْبَرْدِ مِثْلَ الَّذِي صَبَّ
عَلَيْنَا ، وَلَكِنَّا نَرْجُو مِنَ اللهِ مَا لاَ يَرْجُو.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4326- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ
مِقْسَمٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قُتِلَ رَجُلٌ
مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ فَطَلَبُوا أَنْ يُوَارُوهُ ، فَأَبَى رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَعْطَوْهُ الدِّيَةَ ، وَقُتِلَ
مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ عَمْرِو بْنِ عَبْدٍ وُدٍّ قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ
أَبِي طَالِبٍ مُبَارَزَةً.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ ، وَلَهُ شَاهِدٌ عَجِيبٌ.
4327- حَدَّثَنَا لُؤْلُؤُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الْمُقْتَدِرِيُّ ، فِي قَصْرِ الْخَلِيفَةِ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
الطَّيِّبِ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبْدِ الْوَهَّابِ الْمِصْرِيُّ ،
بِدِمَشْقَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى الْخَشَّابُ ، بِتِنِّيسَ ،
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ،
عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَمُبَارَزَةُ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ
لِعَمْرِو بْنِ عَبْدِ وُدٍّ يَوْمَ الْخَنْدَقِ أَفْضَلُ مِنْ أَعْمَالِ أُمَّتِي
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
4328- فَحَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا جَدِّي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُلَيْحٍ ، عَنْ مُوسَى
بْنِ عُقْبَةَ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ : قُتِلَ مِنَ الْمُشْرِكِينَ يَوْمَ
الْخَنْدَقِ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
إِسْنَادُ هَذَا الْمَغَازِي صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ.
4329- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : كَانَ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ
ثَالِثَ قُرَيْشٍ ، وَكَانَ قَدْ قَاتَلَ يَوْمَ بَدْرٍ حَتَّى أَثْبَتَتْهُ الْجِرَاحَةُ
، وَلَمْ يَشْهَدْ أُحُدًا ، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْخَنْدَقِ خَرَجَ مُعْلِمًا
لَيَرَى مَشْهَدَهُ ، فَلَمَّا وَقَفَ هُوَ وَخَيْلُهُ قَالَ لَهُ عَلِيُّ : يَا
عَمْرُو قَدْ كُنْتَ تُعَاهِدُ اللَّهَ لِقُرَيْشٍ أَنْ لاَ يَدْعُوَ رَجُلٌ إِلَى
خَلَّتَيْنِ إِلاَّ قَبِلْتَ مِنْهُ أَحَدَهُمَا ، فَقَالَ عَمْرٌو : أَجَلْ ،
فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : فَإِنِّي أَدْعُوكَ إِلَى اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ وَإِلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالإِسْلاَمِ
، فَقَالَ : لاَ حَاجَةَ لِي فِي ذَلِكَ ، قَالَ : فَإِنِّي أَدْعُوكَ إِلَى
الْبَرَازِ ، قَالَ : يَا ابْنَ أَخِي ، لِمَ ؟ فَوَاللَّهِ مَا أُحِبُّ أَنْ
أَقَتُلَكَ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : لَكِنِّي أُحِبُّ أَنْ أَقَتُلَكَ ، فَحَمِيَ
عَمْرٌو فَاقْتَحَمَ عَنْ فَرَسِهِ فَعَقَرَهُ ، ثُمَّ أَقْبَلَ فَجَاءَ إِلَى
عَلِيٍّ ، وَقَالَ : مَنْ يُبَارِزُ ؟ فَقَامَ عَلِيٌّ وَهُوَ مُقَنَّعٌ فِي
الْحَدِيدِ ، فَقَالَ
: أَنَا لَهُ يَا نَبِيَّ اللهِ ، فَقَالَ :
إِنَّهُ عَمْرُو بْنُ عَبْدِ وُدٍّ اجْلِسْ ، فَنَادَى عَمْرٌو : أَلاَ رَجُلٌ ؟
فَأَذِنَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَشَى إِلَيْهِ
عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ يَقُولُ:
لاَ تَعْجَلَنَّ فَقَدْ أَتَا ..... كَ مُجِيبٌ صَوْتَكَ
غَيْرُ عَاجِزْ
ذُو نُبْهَةٍ وَبَصِيرَةٍ ..... وَالصِّدْقُ مَنْجَى
كُلِّ فَائِزْ
إِنِّي لاَرْجُو أَنْ أُقِيمَ ..... عَلَيْكَ نَائِحَةَ
الْجَنَائِزْ
مِنْ ضَرْبَةٍ نَجْلاَءَ ..... يَبْقَى ذِكْرُهَا عِنْدَ
الْهَزَاهِزْ.
فَقَالَ لَهُ عَمْرٌو : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا
عَلِيٌّ قَالَ : ابْنُ مَنْ ؟ قَالَ : ابْنُ عَبْدِ مَنَافٍ أَنَا عَلِيُّ بْنُ
أَبِي طَالِبٍ ، فَقَالَ : عِنْدَكَ يَا ابْنَ أَخِي مِنْ أَعْمَامِكَ مَنْ هُوَ أَسَنُّ
مِنْكَ فَانْصَرِفْ فَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ أُهَرِيقَ دَمَكَ ، فَقَالَ عَلِيٌّ : لَكِنِّي
وَاللَّهِ مَا أَكْرَهُ أَنْ أُهَرِيقَ دَمَكَ ، فَغَضِبَ ، فَنَزَلَ فَسَلَّ
سَيْفَهُ كَأَنَّهُ شُعْلَةُ نَارٍ ، ثُمَّ أَقْبَلَ نَحْو عَلِيٍّ مُغْضَبًا
وَاسْتَقْبَلَهُ عَلِيٌّ بِدَرَقَتِهِ فَضَرَبَهُ عَمْرُو فِي الدَّرَقَةِ
فَقَدَّهَا ، وَأَثْبَتَ فِيهَا السَّيْفَ وَأَصَابَ رَأْسَهُ فَشَجَّهُ ،
وَضَرَبَهُ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَلَى حَبَلِ الْعَاتِقِ ، فَسَقَطَ
وَثَارَ الْعَجَاجُ ، فَسَمِعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
التَّكْبِيرَ ، فَعَرَفَ أَنَّ عَلِيًّا قَتَلَهُ ، فَثَمَّ يَقُولُ عَلِيٌّ
رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ:
أَعَلَيَّ يَقْتَحِمُ الْفَوَارِسُ هَكَذَا ..... عَنِّي
وَعَنْهُمْ أَخِّرُوا أَصْحَابِي
الْيَوْمَ يَمْنَعُنِي الْفِرَارُ حَفِيظَتِي .....
وَمُصَمِّمٌ فِي الرَّأْسِ لَيْسَ بِنَابِي
إِلاَّ ابْنَ عَبْدٍ حِينَ شَدَّ إِلَيْهِ .....
وَحَلَفْتُ فَاسْتَمِعُوا مِنَ الْكِتَابِ
إِنِّي لاَصُدِّقُ مَنْ يُهَلِّلُ بِالتُّقَى .....
رَجُلاَنِ يَضْرِبَانِ كُلَّ ضَرَّابِ
فَصَدَرْتُ حِينَ تَرَكْتُهُ مُتَجِدَّلاً .....
كَالْجَذَعِ بَيْنَ دَكَادِكِ وَرَوَابِي
وَعَفَفْتُ عَنْ أَثْوَابِهِ وَلَوْ أَنَّنِي .....
كُنْتُ الْمُقْطِرَ يَزِنُ أَثْوَابِي
عَبَدَ الْحِجَارَةَ مِنْ سَفَاهَةِ عَقْلِهِ .....
وَعَبَدْتُ رَبَّ مُحَمَّدٍ بِصَوَابِ.
ثُمَّ أَقْبَلَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ نَحْوَ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوَجْهُهُ يَتَهَلَّلُ ،
فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : هَلاَ أَسْلَبْتَهُ
دِرْعَهُ فَلَيْسَ لِلْعَرَبِ دِرْعًا خَيْرًا مِنْهَا ، فَقَالَ : ضَرَبْتُهُ
فَاتَّقَانِي بِسَوْءَتِهِ وَاسْتَحْيَيْتُ ابْنَ عَمِّي أَنِ اسْتَلَبَهُ
وَخَرَجْتُ خَيْلُهُ مُنْهَزِمَةً حَتَّى أُقْحِمَتْ مِنَ الْخَنْدَقِ.
4330- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ دَارِمٍ الْحَافِظُ
، حَدَّثَنَا الْمُنْذِرُ بْنُ مُحَمَّدٍ اللَّخْمِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبِي ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبَّادِ بْنِ هَانِئٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ
قَالَ : لَمَّا قَتَلَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَمْرَو
بْنَ عَبْدِ وَدٍّ أَنْشَأَتْ أُخْتُهُ عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ وَدٍّ تَرْثِيهِ
فَقَالَتْ:
لَوْ كَانَ قَاتِلُ عَمْرٍو غَيْرَ قَاتِلِهِ .....
بَكَيْتُهُ مَا أَقَامَ الرُّوحُ فِي جَسَدِي
لَكِنَّ قَاتِلَهُ مَنْ لاَ يُعَابُ بِهِ ..... وَكَانَ
يُدْعَى قَدِيمًا بَيْضَةَ الْبَلَدِ.
4330- وَسَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ
يَعْقُوبَ ، سَمِعْتُ أَحْمَدَ بْنَ عَبْدِ الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيَّ ،
سَمِعْتُ يَحْيَى بْنَ آدَمَ يَقُولُ : مَا شَبَّهْتُ قَتْلَ عَلِيٍّ عَمْرًا
إِلاَّ بِقَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : {فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللهِ وَقَتَلَ
دَاوُدُ جَالُوتَ}.
4331- أَخْبَرَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْبَغْدَادِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُلاَثَةَ
مُحَمَّدُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، قَالَ : قَالَ عُرْوَةُ
بْنُ الزُّبَيْرِ : وَقُتِلَ مِنْ كُفَّارِ قُرَيْشٍ يَوْمَ الْخَنْدَقِ مِنْ
بَنِي عَامِرِ بْنِ لُؤَيٍّ ، ثُمَّ مِنْ بَنِي مَالِكِ بْنِ حَسَلٍ عَمْرُو بْنُ
عَبْدِ وَدِّ بْنِ نَصْرِ بْنِ مَالِكِ بْنِ حَسَلٍ قَتَلَهُ عَلِيُّ بْنُ أَبِي
طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَدْ ذَكَرْتُ فِي مَقْتَلِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ
وُدٍّ مِنَ الأَحَادِيثِ الْمُسْنَدَةِ وَمَعًا ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ
، وَمُوسَى بْنِ عُقْبَةَ ، وَمُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ يَسَارٍ مَا بَلَغَنِي
لِيَتَقَرَّرَ عِنْدَ الْمُنْصِفِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ ، أَنَّ عَمْرَو بْنَ
عَبْدِ وَدٍّ لَمْ يَقْتُلْهُ ، وَلَمْ نَشْتَرِكْ فِي قَتْلِهِ غَيْرُ أَمِيرِ
الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَإِنَّمَا
حَمَلَنِي عَلَى هَذَا الِاسْتِقْصَاءِ فِيهِ قَوْلُ مَنْ قَالَ مِنَ الْخَوَارِجِ
: إِنَّ مُحَمَّدَ بْنَ مَسْلَمَةَ أَيْضًا ضَرَبَهُ ضَرْبَةً ، وَأَخَذَ بَعْضَ
السَّلْبِ ، وَوَاللَّهِ مَا بَلَغَنَا هَذَا عَنْ أَحَدٍ مِنَ الصَّحَابَةِ
وَالتَّابِعِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، وَكَيْفَ يَجُوزُ هَذَا وَعَلِيٌّ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ : مَا بَلَغَنَا أَنِّي تَرَفَّعْتُ عَنْ سَلْبِ
ابْنِ عَمِّي فَتَرَكْتُهُ وَهَذَا جَوَابُهُ لأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ
الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ بِحَضْرَةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
4332- أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ
الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ حَمَّادٍ الْبَرْبَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ أَبُو عَبْدِ اللهِ الْمُسَيَّبِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نَافِعٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ ،
عَنْ أَخِيهِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ ، عَنْ
عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ
عِنْدَهَا فَسَلَّمَ عَلَيْنَا رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْبَيْتِ ، وَنَحْنُ فِي
الْبَيْتِ ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعًا
فَقُمْتُ فِي أَثَرِهِ ، فَإِذَا دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ ، فَقَالَ : هَذَا جِبْرِيلُ
يَأْمُرُنِي أَنْ أَذْهَبَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ ، فَقَالَ : قَدْ وَضَعْتُمُ السِّلاَحَ لَكِنَّا
لَمْ نَضَعْ قَدْ طَلَبْنَا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى بَلَغَنَا حَمْرَاءُ الأَسَدُ ،
وَذَلِكَ حِينَ رَجَعَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنَ
الْخَنْدَقِ فَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعًا ،
فَقَالَ لأَصْحَابِهِ : عَزَمْتُ عَلَيْكُمْ أَنْ لاَ تُصَلُّوا صَلاَةَ الْعَصْرِ
حَتَّى تَأْتُوا بَنِي قُرَيْظَةَ فَغَرَبَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَأْتُوهُمْ ،
فَقَالَتْ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ : إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُرِدْ أَنْ يَدَعُوا الصَّلاَةَ فَصَلُّوا ، وَقَالَتْ
طَائِفَةٌ : إِنَّا لَفِي عَزِيمَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَمَا عَلَيْنَا مِنْ إِثْمٍ ، فَصَلَّتْ طَائِفَةٌ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا ،
وَتَرَكَتْ طَائِفَةٌ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا وَلَمْ يَعِبِ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَدًا مِنَ الْفَرِيقَيْنِ ، وَخَرَجَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَرَّ بِمَجَالِسَ بَيْنَهُ وَبَيْنَ قُرَيْظَةَ
، فَقَالَ : هَلْ مَرَّ بِكُمْ مِنْ أَحَدٍ ؟ قَالُوا : مَرَّ عَلَيْنَا دِحْيَةُ
الْكَلْبِيُّ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ تَحْتَهُ قَطِيفَةُ دِيبَاجٍ ، قَالَ :
لَيْسَ ذَلِكَ بِدِحْيَةَ وَلَكِنَّهُ جِبْرِيلُ أُرْسِلَ إِلَى بَنِي قُرَيْظَةَ
لَيُزَلْزِلَهُمْ وَيَقْذِفَ فِي قُلُوبِهِمُ الرُّعْبَ ، فَحَاصَرَهُمُ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ
يَسْتَتِرُوا بِالْحَجَفِ حَتَّى يُسْمِعَهُمْ كَلاَمَهُ ، فَنَادَاهُمْ : يَا
إِخْوَةَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ قَالُوا : يَا أَبَا الْقَاسِمِ ، لَمْ تَكُ
فَحَّاشًا ، فَحَاصَرَهُمْ حَتَّى نَزَلُوا عَلَى حُكْمِ سَعْدِ بْنِ مُعَاذٍ ، وَكَانُوا
حُلَفَاءَهُ فَحَكَمَ فِيهِمْ أَنْ يُقْتَلَ مُقَاتِلَتُهُمْ ، وَتُسْبَى ذَرَارِيَّهُمْ
وَنِسَاؤُهُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ .
فَإِنَّهُمَا قَدِ احْتَجَّا بِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ الْعُمَرِيِّ فِي
الشَّوَاهِدِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4333- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ،
أَنْبَأَ أَبُو مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ قَالَ : حَدَّثَنِي
عَطِيَّةُ الْقُرَظِيُّ قَالَ : عُرِضْنَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ زَمَنَ قُرَيْظَةَ ، فَمَنْ كَانَ مِنَّا مُحْتَلِمًا أَوْ نَبَتَتْ
عَانَتُهُ قُتِلَ ، فَنَظَرُوا إِلَيَّ فَلَمْ تَكُنْ نَبَتَتْ عَانَتِي
فَتُرِكْتُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ . وَلَهُ طُرُقٌ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ مِنْهُمُ
الثَّوْرِيُّ ، وَشُعْبَةُ ، وَزُهَيْرٌ.
4334- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ
بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ
جَعْفَرِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ : مَا قَتَلَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ امْرَأَةُ قَطُّ مِنْ بَنِي قُرَيْظَةَ إِلاَّ امْرَأَةً
وَاحِدَةً ، وَاللَّهِ إِنَّهَا لَعِنْدِي تَضْحَكُ ظَهْرَ الْبَطْنِ ، وَإِنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَيَقْتُلُ رِجَالَهُمْ
بِالسُّيُوفِ إِذْ يَقُولُ هَاتِفٌ بِاسْمِهَا : أَيْنَ فُلاَنَةُ ؟ فَقَالَتْ : أَنَا
وَاللَّهِ ، قُلْتُ : فَوَيْلَكِ مَا لَكَ ؟ فَقَالَتْ : أُقْتَلُ وَاللَّهِ ،
قُلْتُ : وَلِمَ ، قَالَتْ : لِحَدَثٍ أَحْدَثْتُهُ ، فَانْطَلَقَ بِهَا ، فَضَرَبَ
عُنُقَهَا ، فَمَا أَنْسَى عَجَبًا مِنْهَا طِيبَةَ نَفْسِهَا ، وَكَثْرَةَ
ضَحِكِهَا ، وَقَدْ عَرَفَتْ أَنَّهَا تُقْتَلُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4335- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ،
وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْفَضْلِ الْهَاشِمِيُّ ،
وَاللَّفْظُ لَهُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ أَبُو عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ
عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ :
أَمَّرَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَغَزَوْنَا نَاسًا مِنْ بَنِي فَزَارَةَ ، فَلَمَّا
دَنَوْنَا مِنْ إِنَاءٍ ، أَمَرَنَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
فَعَرَّسْنَا ، فَلَمَّا صَلَّيْنَا الصُّبْحَ أَمَرَنَا أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ فَشَنَنَّا الْغَارَةَ ، قَالَ : فَوَرَدْنَا الْمَاءَ فَقَتَلْنَا
بِهِ مَنْ قَتَلْنَا ، قَالَ : فَانْصَرَفَ عُنُقٌ مِنَ النَّاسِ وَفِيهِمُ الذَّرَارِيُّ
وَالنِّسَاءُ قَدْ كَادُوا يَسْبِقُونَ إِلَى الْجَبَلِ ، فَطَرَحْنَا سَهْمًا
بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْجَبَلِ ، فَلَمَّا رَأَوُا السَّهْمَ وَقَفُوا ، فَجِئْتُ
بِهِمْ أَسُوقُهُمْ إِلَى أَبِي بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَفِيهِمُ
امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي فَزَارَةَ عَلَيْهَا قَشْعٌ مِنْ أَدَمٍ ، مَعَهَا ابْنَةٌ
لَهَا مِنْ أَحْسَنِ الْعَرَبِ ، قَالَ : فَنَفَّلَنِي أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ابْنَتَهَا ، قَالَ : فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ ، فَلَقِيَنِي
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالسُّوقِ ، فَقَالَ : يَا
سَلَمَةُ ، لِلَّهِ أَبُوكَ هَبْ لِي الْمَرْأَةَ فَقُلْتُ : وَاللَّهِ يَا
رَسُولَ اللهِ ، مَا كَشَفْتُ لَهَا ثَوْبًا ، وَهِيَ لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، فَبَعَثَ
بِهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى مَكَّةَ ، فَفَادَى
بِهَا أُسَارَى مِنَ الْمُسْلِمِينَ كَانُوا فِي أَيْدِي الْمُشْرِكِينَ.
قَدْ أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ بِغَيْرِ هَذِهِ السِّيَاقَةِ.
4336- أَخْبَرَنَا أَبُو عَمْرِو عُثْمَانُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْحَارِثِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الْقَطَّانُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي يَحْيَى الأَسْلَمِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ،
أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَخْبَرَهُ ، أَنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ بِالْحُدَيْبِيَةِ فَقَالَ : لاَ تُوقِدُوا
نَارًا بِلَيْلٍ فَلَمَّا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ ، قَالَ : أَوْقِدُوا وَاصْطَنِعُوا ، أَمَا
أَنَّهُ لاَ يُدْرِكُ قَوْمٌ بَعْدَكُمْ صَاعَكُمْ وَلاَ مُدِّكُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4337- خُثَيْمُ بْنُ عِرَاكٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ : لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ اسْتَعْمَلَ سِبَاعَ بْنَ عُرْفُطَةَ الْغِفَارِيَّ بِالْمَدِينَةِ
صَحِيحٌ
4338- حَدَّثَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ
، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ
بُكَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ ، قَالَ : حَدَّثَنِي بُرَيْدَةُ بْنُ سُفْيَانَ
بْنِ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيُّ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ الأَكْوَعِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِلَى بَعْضِ حُصُونِ خَيْبَرَ فَقَاتَلَ
وَجُهِدَ وَلَمْ يَكُنْ فَتْحٌ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4338- أَخْبَرَنَا أَبُو قُتَيْبَةَ سَالِمُ بْنُ
الْفَصْلِ الآدَمِيُّ ، بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ
أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ هَاشِمٍ ، عَنِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى ،
عَنِ الْحَكَمِ ، وَعِيسَى ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِي لَيْلَى ، عَنْ
عَلِيٍّ أَنَّهُ قَالَ : يَا أَبَا لَيْلَى أَمَا كُنْتَ مَعَنَا بِخَيْبَرَ ؟
قَالَ : بَلَى وَاللَّهِ كُنْتُ مَعَكُمْ ، قَالَ : فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ أَبَا بَكْرٍ إِلَى خَيْبَرَ فَسَارَ
بِالنَّاسِ وَانْهَزَمَ حَتَّى رَجَعَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
4339- حَدَّثَنَا مَيْمُونُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ
الْحَسَنِ الْهَاشِمِيُّ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ
الْجَبَّارِ الْعُطَارِدِيُّ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ
بْنُ مُسْلِمٍ الأَزْدِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ ، عَنْ
أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رُبَّمَا أَخَذَتْهُ الشَّقِيقَةُ ، فَيَلْبَثُ الْيَوْمَ
وَالْيَوْمَيْنِ لاَ يَخْرُجُ ، فَلَمَّا نَزَلَ بِخَيْبَرَ أَخَذَتْهُ
الشَّقِيقَةُ ، فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَى النَّاسِ ، وَأَنَّ أَبَا بَكْرٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ أَخَذَ رَايَةَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
ثُمَّ نَهَضَ فَقَاتَلَ قِتَالاً شَدِيدًا ثُمَّ رَجَعَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
4340- أَخْبَرَنَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ، بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ
أَبِي مُوسَى الْحَنَفِيِّ ، عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَارَ النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى خَيْبَرَ ، فَلَمَّا أَتَاهَا بَعَثَ
عُمَرُ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ ، وَبَعَثَ مَعَهُ النَّاسَ إِلَى
مَدِينَتِهِمْ أَوْ قَصْرِهِمْ ، فَقَاتَلُوهُمْ فَلَمْ يَلْبَثُوا أَنْ هَزَمُوا
عُمَرَ وَأَصْحَابَهُ ، فَجَاءُوا يُجَبِّنُونَهُ وَيُجَبِّنُهُمْ فَسَارَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْحَدِيثُ .
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ
يُخَرِّجَاهُ.
=
الأحد، 19 يونيو 2022
الحاكم 13و14. كتاب:المستدرك على الصحيحين لأبي عبدالله الحاكم
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
روابط أجود المواقع
القرآن مكتوب القراء القرآن mp3 القرآن pdf الباحث القرآني التفاسير الترجمات تحميل القرآن الكريم مكتوب بالرسم العثماني وورد word doc يس...
-
المجاز لابي عبيدة الجزء الاول كتاب : مجاز القرآن أبو عبيدة مجاز القرآن بِسمِ اللهِ الرَّحَمنِ الرَّحِيمِ حدثنا أبو الحسين محمد ب...
-
كتاب : المختصر في أصول الحديث الشريف الجرجاني بسم اللَّه الرحمن الرحيم الحمد للَّه رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله أ...
-
القرآن مكتوب القراء القرآن mp3 القرآن pdf الباحث القرآني التفاسير الترجمات تحميل القرآن الكريم مكتوب بالرسم العثماني وورد word doc يس...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق