مستدرك الحاكم مجلد 27 و28.من حديث رقم {8368- الي8803}
مجلد 27.
كتاب : المستدرك على
الصحيحين
المؤلف : لأبي
عبدالله الحاكم
أَمَّا حَدِيثُ
عَاصِمِ بْنِ عَدِيٍّ:
8368- فَحَدَّثَنَا
الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ
الأَسْفَاطِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي أُوَيْسٍ ، حَدَّثَنَا
عَبَايَةُ بْنُ بَكْرِ بْنِ أَبِي لَيْلَى الْمُزَنِيُّ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ مُجَمِّعٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبُو الْبَدَّاحِ
بْنِ عَاصِمٍ الأَنْصَارِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّهُ قَالَ : سَأَلَنَا رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حِدْثَانَ مَا قَدِمَ ، فَقَالَ
: أَيْنَ حَبْسُ سَيْلٍ
؟ قُلْنَا : لاَ نَدْرِي ، فَمَرَّ بِي رَجُلٌ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ ، فَقُلْتُ :
مِنْ أَيْنَ جِئْتَ ؟ فَقَالَ : مِنْ حَبْسِ سَيْلٍ ، فَدَعَوْتُ بِنَعْلَيَّ ،
فَانْحَدَرْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ
: يَا رَسُولَ اللهِ سَأَلْتَنَا عَنْ حَبْسِ سَيْلٍ ، وَإِنَّهُ لَمْ يَكُنْ
لَنَا بِهِ عَلْمٌ ، وَإِنَّهُ مَرَّ بِي هَذَا الرَّجُلُ فَسَأَلْتُهُ ، فَزَعَمَ
أَنَّ بِهِ أَهْلُهُ ، فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، فَقَالَ : أَيْنَ أَهْلُكَ ؟ قَالَ : بِحَبْسِ سَيْلٍ ، فَقَالَ : أَخِّرْ
أَهْلَكَ فَإِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ تَخْرُجَ مِنْهُ نَارٌ تُضِيءُ أَعْنَاقَ
الإِبِلِ بِبُصْرَى.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
وَأَمَّا حَدِيثُ
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
8369- فَأَخْبَرْنَاهُ
أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ رِشْدِينَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ عَقِيلٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، أَنَّ سَعِيدَ بْنَ
الْمُسَيَّبِ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
أَخْبَرَهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لاَ
تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَخْرُجَ نَارٌ بِأَرْضِ الْحِجَازِ تُضِيءُ مِنْهَا
أَعْنَاقُ الإِبِلِ بِبُصْرَى.
8370- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، قَالَ :
قِيلَ لِسَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ : أَلاَ تُقَاتِلُ فَإِنَّكَ مِنْ أَهْلِ
الشُّورَى ، وَأَنْتَ أَحَقُّ بِهَذَا الأَمْرِ مِنْ غَيْرِكَ ، قَالَ : لاَ
أُقَاتِلُ حَتَّى يَأْتُونِي بِسَيْفٍ لَهُ عَيْنَانِ وَلِسَانٌ وَشَفَتَانِ
يَعْرِفُ الْكَافِرَ مِنَ الْمُؤْمِنِ ، قَدْ جَاهَدْتُ وَأَنَا أَعْرِفُ الْجِهَادَ
، وَلاَ أَنْجَعُ بِنَفْسِي إِنْ كَانَ رَجُلاً خَيْرًا مِنِّي.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8371- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ
، عَنْ زَبَّانَ بْنِ فَائِدٍ ، عَنْ سَهْلِ بْنِ مُعَاذِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ
أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : لاَ تَزَالُ الآمَّةُ عَلَى شَرِيعَةٍ مَا لَمْ تَظْهَرْ فِيهِمْ
ثَلاَثٌ : مَا لَمْ يُقْبَضْ مِنْهُمُ الْعِلْمُ ، وَيَكْثُرُ فِيهِمْ وَلَدُ الْخَبَثِ
، وَيَظْهَرُ فِيهِمُ السَّقَّارُونَ قَالُوا : وَمَا السَّقَّارُونَ يَا رَسُولَ
اللهِ ؟ قَالَ : بَشَرٌ يَكُونُونَ فِي آخِرِ الزَّمَانِ تَكُونُ تَحِيَّتُهُمْ
بَيْنَهُمْ إِذَا تَلاَقَوِا التَّلاَعُنُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8372- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ ،
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ
اللهِ الْمَسْعُودِيُّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
أَبِي مُوسَى رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أُمَّتِي أُمَّةٌ مَرْحُومَةٌ لاَ عَذَابَ عَلَيْهَا فِي الآخِرَةِ
، جَعَلَ اللَّهُ عَذَابَهَا فِي الدُّنْيَا الْقَتْلَ وَالزَّلاَزِلَ وَالْفِتَنَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8373- حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، قَالاَ
: حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
مُصْعَبٍ الْقُرْقُسَائِيُّ ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ الْمِعْوَلِيُّ ، عَنْ أَبِي
نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَكْثُرُ الصَّوَاعِقُ عِنْدَ اقْتِرَابِ
السَّاعَةِ ، فَيُصْبِحُ الْقَوْمُ فَيَقُولُونَ مِنْ صُعِقَ الْبَارِحَةَ ،
فَيَقُولُونَ صُعِقَ فُلاَنٌ وَفُلاَنٌ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8374- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
أَرُومَةَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
مَنْصُورٍ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، قَالَ : قِيلَ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، مَا تَأْمُرُنَا إِذَا اقْتَتَلَ
الْمُصَلُّونَ ؟ قَالَ : آمُرُكَ أَنْ تَنْظُرَ أَقْصَى بَيْتٍ مِنْ دَارِكَ
فَتَلِجُ فِيهِ ، فَإِنْ دَخَلَ عَلَيْكَ فَتَقُولُ : هَا بُؤْ بِإِثْمِي
وَإِثْمِكَ ، فَتَكُونُ كَابْنِ آدَمَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8375- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
مَسْعُودٍ ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ إِيَاسٍ
الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ أَبِي الْعَلاَءِ بْنِ الشِّخِّيرِ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ صُحَارٍ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى
يُخْسَفَ بِقَبَائِلَ مِنَ الْعَرَبِ ، فَيُقَالُ : مَنْ بَقِيَ مِنْ بَنِي
فُلاَنٍ قَالَ : فَعَرَفْتُ حِينَ قَالَ قَبَائِلَ أَنَّهَا الْعَرَبُ ، لِأَنَّ
الْعَجَمَ تُنْسَبُ إِلَى قُرَاهَا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8376- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ نُمَيْرٍ ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ عَمْرٍو الْفُقَيْمِيُّ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فِي أُمَّتِي خَسْفٌ وَمَسْخٌ وَقَذْفٌ.
إِنْ كَانَ أَبُو الزُّبَيْرِ
سَمِعَ مِنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، فَإِنَّهُ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ
، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8377- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَرُومَةَ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ،
وَأَبْجَرَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كَأَنِّي بِرَاكِبٍ قَدْ نَزَلَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ ، حَالَ بَيْنَ الْيَتَامَى
وَالأَرَامِلِ ، وَبَيْنَ مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَى آبَائِهِمْ ، فَقَالَ :
الْمَالُ لَنَا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8378- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ التَّاجِرُ ، حَدَّثَنَا
السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ
بْنُ سَلْمَانَ ، عَنْ سَيَّارٍ أَبِي الْحَكَمِ ، عَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ ،
قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
جُلُوسًا ، فَجَاءَ آذِنُهُ ، فَقَالَ : قَدْ قَامَتِ الصَّلاَةُ ، فَقَامَ
وَقُمْنَا مَعَهُ ، فَدَخَلْنَا الْمَسْجِدَ فَرَأَى النَّاسَ رُكُوعًا فِي
مُقَدَّمِ الْمَسْجِدِ ، فَكَبَّرَ وَرَكَعَ وَمَشَى ، وَفَعَلْنَا مِثْلَ مَا
فَعَلَ ، قَالَ : فَمَرَّ رَجُلٌ مُسْرِعٌ ، فَقَالَ : السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ يَا أَبَا
عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، فَقَالَ : صَدَقَ اللَّهُ وَبَلَّغَ رَسُولُهُ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَلَمَّا صَلَّيْنَا رَجَعَ فَوَلَجَ أَهْلَهُ ،
وَجَلَسْنَا فِي مَكَانِهِ نَنْتَظِرُهُ حَتَّى يَخْرُجَ ، فَقَالَ بَعْضُنَا
لِبَعْضٍ : أَيُّكُمْ يَسْأَلُهُ ؟ قَالَ طَارِقٌ : أَنَا أَسْأَلُهُ ، فَسَأَلَهُ طَارِقٌ ، فَقَالَ : سَلَّمَ عَلَيْكَ الرَّجُلُ
فَرَدَدْتَ عَلَيْهِ صَدَقَ اللَّهُ وَبَلَّغَ رَسُولُهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّ بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ تَسْلِيمَ
الْخَاصَّةِ ، وَفُشُوَّ التِّجَارَةِ حَتَّى تُعِينَ الْمَرْأَةُ زَوْجَهَا عَلَى
التِّجَارَةِ ، وَحَتَّى يَخْرُجَ الرَّجُلُ بِمَالِهِ إِلَى أَطْرَافِ الأَرْضِ
فَيَرْجِعُ فَيَقُولُ : لَمْ أَرْبَحْ شَيْئًا.
8379- حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ ، أَنْبَأَ شُعْبَةُ ، عَنْ حُصَيْنٍ ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى
بْنِ الْحَكَمِ ، رَجُلٍ مِنْ بَنِي عَامِرٍ ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الصَّلْتِ
الْبُرْجُمِيِّ ، قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ يَوْمًا الْمَسْجِدَ ،
فَإِذَا الْقَوْمُ رُكُوعٌ ، فَمَرَّ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ :
صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، فَسَأَلْتُهُ عَنْ
ذَلِكَ ، فَقَالَ : إِنَّهُ لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُتَّخَذَ الْمَسَاجِدُ
طُرُقًا ، وَحَتَّى يُسَلِّمَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ بِالْمَعْرِفَةِ ،
وَحَتَّى تَتْجَرَ الْمَرْأَةُ وَزَوْجُهَا ، وَحَتَّى تَغْلُو الْخَيْلُ
وَالنِّسَاءُ ، ثُمَّ تَرْخُصَ فَلاَ تَغْلُو إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ
الإِسْنَادِ وَقَدْ أَسْنَدَ هَذِهِ الْكَلِمَاتِ بَشِيرُ بْنُ سَلْمَانَ فِي
رِوَايَتِهِ ، ثُمَّ صَارَ الْحَدِيثُ بِرِوَايَةِ شُعْبَةَ هَذِهِ صَحِيحًا
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8380- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ ، بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ
مَعْمَرٌ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : خَيْرُ النَّاسِ فِي الْفِتَنِ رَجُلٌ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ أَوْ
قَالَ : بِرَسَنِ فَرَسِهِ خَلْفَ أَعْدَاءِ اللهِ يُخِيفُهُمْ وَيُخِيفُونَهُ ،
أَوْ رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي بَادِيَتِهِ يُؤَدِّي حَقَّ اللهِ تَعَالَى الَّذِي
عَلَيْهِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8381- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَنْطَرِيُّ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ
، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنِ
الأَسْوَدِ بْنِ الْعَلاَءِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ
: لاَ يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ حَتَّى تُعْبَدَ اللاَتُ وَالْعُزَّى.
فَقَالَتْ عَائِشَةُ
: فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنِّي كُنْتُ أَظُنُّ حِينَ أَنْزَلَ اللَّهُ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ
الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}
أَنَّ ذَلِكَ يَكُونُ تَامًّا ، فَقَالَ : إِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْ ذَلِكَ مَا
شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا طَيِّبًا ، فَيُتَوَفَّى مَنْ
كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ خَيْرٍ ، فَيَبْقَى مَنْ
لاَ خَيْرَ فِيهِ فَيَرْجِعُونَ إِلَى دَيْنِ آبَائِهِمْ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8382- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الأَصْفَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ
يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
الصَّامِتِ ، قَالَ : وَدِدْتُ أَنَّ أَهْلِي حِينَ تَعَشَّوْا عَشَاءَهُمْ ،
وَاغْتَبَقُوا غَبُوقَهُمْ أَصْبَحُوا مَوْتَى عَلَى فُرُشِهِمْ . قِيلَ : يَا
أَبَا فُلاَنٍ ، أَلَسْتَ عَلَى غِنًى ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنِّي سَمِعْتُ
أَبَا ذَرٍّ ، يَقُولُ : يُوشِكُ يَا ابْنَ أَخِي إِنْ عِشْتَ إِلَى قَرِيبٍ أَنْ تَرَى
الرَّجُلَ يُغْبَطَ بِخِفَّةِ الْحَالِ كَمَا يُغْبَطُ الْيَوْمَ أَبُو
الْعَشَرَةِ الرِّجَالِ ، وَيُوشِكُ إِنْ عِشْتَ إِلَى قَرِيبٍ أَنْ تَرَى
الرَّجُلَ الَّذِي لاَ يَعْرِفُهُ السُّلْطَانُ ، وَلاَ يُدْنِيهُ ، وَلاَ
يُكْرِمُهُ يُغْبَطُ كَمَا يُغْبَطُ الْيَوْمَ الَّذِي يَعْرِفُهُ السُّلْطَانُ وَيُدْنِيهِ
وَيُكْرِمُهُ ، وَيُوشِكُ يَا ابْنَ أَخِي إِنْ عِشْتَ إِلَى قَرِيبٍ أَنْ يَمُرَّ
بِالْجَنَازَةِ فِي السُّوقِ فَيَرْفَعُ الرَّجُلُ رَأْسَهُ فَيَقُولُ : يَا
لَيْتَنِي عَلَى أَعْوَادِهَا . قَالَ : قُلْتُ : تَدْرِي مَا بِهِمْ ؟ قَالَ : عَلَى مَا كَانَ ، قُلْتُ : إِنَّ
ذَلِكَ بَيْنَ يَدَيْ أَمْرٍ عَظِيمٍ ، قَالَ : أَجَلْ عَظِيمٌ عَظِيمٌ عَظِيمٌ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8383- حَدَّثَنَا أَبُو
مُحَمَّدِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ الدِّمَشْقِيُّ
، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى الْحِمْصِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُبَشِّرُ
بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْحَلَبِيُّ ، حَدَّثَنَا أَرْطَأَةُ بْنُ الْمُنْذِرِ ، قَالَ
: سَمِعْتُ ضَمْرَةَ بْنَ حَبِيبٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ نُفَيْلٍ السَّكُونِيَّ
، يَقُولُ وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
بَيْنَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَجَاءَ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ ، هَلْ أُتِيتَ بِطَعَامٍ مِنَ
السَّمَاءِ ؟ فَقَالَ : أُتِيتُ بِطَعَامٍ مُسْخِنَةٍ ، قَالَ : فَهَلْ كَانَ
فِيهِ فَضْلٌ عَنْكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَمَا فُعِلَ بِهِ ؟ قَالَ :
رُفِعَ حَتَّى إِلَى السَّمَاءِ وَهُوَ يُوحِي إِلَيَّ أَنَّنِي غَيْرُ لاَبِثٍ
فِيكُمْ إِلاَّ قَلِيلاً ، وَلَسْتُمْ لاَبِثِينَ بَعْدِي إِلاَّ قَلِيلاً ، بَلْ
تَلْبَثُونَ حَتَّى تَقُولُوا حَتَّى مَتَى ، ثُمَّ تَأْتُونَ أَفْنَادًا ،
وَيُفْنِي بَعْضُكُمْ بَعْضًا ، وَبَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ مَوْتَانٌ شَدِيدٌ وَبَعْدَهُ
سَنَوَاتُ الزَّلاَزِلِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8384- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا
رَيْحَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ مَنْصُورٍ ، عَنْ أَيُّوبَ ،
عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، حَدَّثَنِي أَبُو أَسْمَاءَ ، عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، يَقُولُ : لَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ عَلَى أُمَّتِي حَتَّى تَلْحَقَ قَبَائِلُ مِنْهَا
بِالْمُشْرِكِينَ ، وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْهَا الأَوْثَانَ.
8385- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ ، بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ
مَعْمَرٌ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عَبْدٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ
، قَالَ : إِيَّاكَ وَالْفِتَنَ لاَ يَشْخَصْ لَهَا أَحَدٌ ، فَوَاللَّهِ مَا
شَخَصَ مِنْهَا أَحَدٌ إِلاَّ نَسَفَتْهُ كَمَا يَنْسِفُ السَّيْلُ الدِّمَنَ ، إِنَّهَا
مُشْبِهَةٌ مُقْبِلَةً ، حَتَّى يَقُولَ الْجَاهِلُ هَذِهِ تُشْبِهُ مُقْبِلَةً ،
وَتَتَبَيَّنَ مُدْبِرَةً ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهَا ، فَاجْتَمِعُوا فِي
بُيُوتِكُمْ وَاكْسِرُوا سُيُوفَكُمْ ، وَقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ ، وَغَطُّوا
وُجُوهَكُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8386- أَخْبَرَنِي أَبُو
عَبْدِ اللهِ الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ ، أَنْبَأَ عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ ، قَالَ : ثَارَتِ الْفِتْنَةُ الأُولَى فَلَمْ يَبْقَ مِمَّنْ
شَهِدَ بَدْرًا أَحَدٌ ، ثُمَّ كَانَتِ الْفِتْنَةُ الثَّانِيَةُ فَلَمْ يَبْقَ
مِمَّنْ شَهِدَ الْحُدَيْبِيَةَ أَحَدٌ ، وَأَظُنُّ لَوْ كَانَتْ فِتْنَةٌ
ثَالِثَةٌ لَمْ تُرْفَعْ وَفِي النَّاسِ طَبَاخٌ.
8387- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو شُرَيْحٍ ، عَنْ عُمَيْرِ
بْنِ عَبْدِ اللهِ الْمَعَافِرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَمِقِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ
قَالَ : سَتَكُونُ فِتْنَةٌ أَسْلَمُ النَّاسِ فِيهَا أَوْ قَالَ
: لَخَيْرُ النَّاسِ
فِيهَا الْجُنْدُ الْغَرْبِيُّ فَلِذَلِكَ قَدِمْتُ مِصْرَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8388- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ ،
وَالْحَسَنُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ
سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يَزَالُ
هَذَا الدِّينُ قَائِمًا يُقَاتِلُ عَلَيْهِ الْمُسْلِمُونَ حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8389- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ،
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ ابْنِ
بُرَيْدَةَ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ الرَّبِيعِ ، عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ
حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ وَقَدْ رَوَاهُ ثَوْبَانُ ، وَعِمْرَانُ
بْنُ حُصَيْنٍ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَمَّا حَدِيثُ
ثَوْبَانَ:
8390- فَحَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ
الْقَزَّازُ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِدْرِيسَ ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ
يَزِيدَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ
عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ الْجَرْمِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبُو أَسْمَاءَ الرَّحَبِيُّ
، أَنَّ ثَوْبَانَ حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّ رَبِّي زَوَى لِيَ الأَرْضَ حَتَّى رَأَيْتُ
مَشَارِقَهَا وَمَغَارِبَهَا ، وَأَعْطَانِي الْكَنْزَيْنِ الأَحْمَرَ وَالأَبْيَضَ
، وَإِنَّ أُمَّتِي سَيَبْلُغُ مُلْكُهَا مَا زَوَى لِي مِنْهَا ، وَإِنِّي
سَأَلْتُ رَبِّي لِأُمَّتِي أَنْ لاَ يُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ عَامَّةٍ
فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ
غَيْرِهِمْ فَأَعْطَانِيهَا ، وَسَأَلْتُهُ أَنْ لاَ يُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ
بَعْضٍ فَمَنَعَنِيهَا ، وَقَالَ : يَا مُحَمَّدُ إِنِّي إِذَا قَضَيْتُ قَضَاءً
لَمْ يُرَدَّ إِنِّي أَعْطَيْتُكَ لِأُمَّتِكَ أَنْ لاَ أُهْلِكَهَا بِسَنَةٍ
عَامَّةٍ ، وَلاَ أُظْهِرُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَيَسْتَبِيحَهُمْ
بِعَامَّةٍ ، وَلَوِ اجْتَمَعَ مَنْ بِأَقْطَارِهَا حَتَّى يَكُونَ بَعْضُهُمْ
هُوَ يُهْلِكُ بَعْضًا هُوَ يَسْبِي بَعْضًا ، وَإِنِّي لاَ أَخَافُ عَلَى أُمَّتِي
إِلاَّ الأَئِمَّةَ الْمُضِلِّينَ ، وَلَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ حَتَّى تَلْحَقَ
قَبَائِلُ مِنْ أُمَّتِي بِالْمُشْرِكِينَ ، وَحَتَّى تَعْبُدَ قَبَائِلُ مِنْ
أُمَّتِي الأَوْثَانَ ، وَإِذَا وُضِعَ السَّيْفُ فِي أُمَّتِي لَمْ يُرْفَعْ
عَنْهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ، وَأَنَّهُ قَالَ : كُلَّ مَا يُوجَدُ فِي
مِائَةِ سَنَةٍ
وَسَيَخْرُجُ فِي أُمَّتِي
كَذَّابُونَ ثَلاَثُونَ كُلُّهُمْ يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ ، وَأَنَا خَاتَمُ
الأَنْبِيَاءِ ، لاَ نَبِيَّ بَعْدِي ، وَلَكِنْ لاَ تَزَالُ فِي أُمَّتِي
طَائِفَةٌ يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ
خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ ، قَالَ : وَزَعَمَ أَنَّهُ لاَ يَنْزِعُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ مِنْ ثَمَرِهَا
شَيْئًا إِلاَّ أَخْلَفَ اللَّهُ مَكَانَهَا مِثْلَهَا ، وَأَنَّهُ قَالَ : لَيْسَ
دِينَارٌ يُنْفِقُهُ رَجُلٌ بِأَعْظَمَ أَجْرًا مِنْ دِينَارٍ يُنْفِقُهُ عَلَى
عِيَالِهِ ، ثُمَّ دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ ، ثُمَّ
دِينَارٌ يُنْفِقُهُ عَلَى أَصْحَابِهِ فِي سَبِيلِ اللهِ ، قَالَ : وَزَعَمَ
أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَظَّمَ شَأْنَ
الْمَسْأَلَةِ ، وَأَنَّهُ إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ جَاءَ أَهْلُ
الْجَاهِلِيَّةِ يَحْمِلُونَ أَوْثَانَهُمْ عَلَى ظُهُورِهِمْ ، فَيَسْأَلُهُمْ
رَبُّهُمْ عَزَّ وَجَلَّ : مَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا
لَمْ تُرْسِلْ إِلَيْنَا رَسُولاً ، وَلَمْ يَأْتِنَا أَمْرٌ وَلَوْ أَرْسَلْتَ إِلَيْنَا
رَسُولاً لَكِنَّا أَطْوَعُ عِبَادِكَ لَكَ ، فَيَقُولُ لَهُمْ رَبُّهُمْ :
أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ أَتُطِيعُونِي ؟ قَالَ : فَيَقُولُونَ :
نَعَمْ . قَالَ : فَيَأْخُذُ مَوَاثِيقَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ، فَيَأْمُرُهُمْ أَنْ
يَعْمَدُوا لِجَهَنَّمَ فَيَدْخُلُونَهَا ، قَالَ : فَيَنْطَلِقُونَ حَتَّى إِذَا
جَاءُوهَا رَأَوْا لَهَا تَغَيُّظًا وَزَفِيرًا ، فَهَابُوا فَرَجَعُوا إِلَى
رَبِّهِمْ ، فَقَالُوا : رَبَّنَا فَرِقْنَا مِنْهَا ، فَيَقُولُ : أَلَمْ
تُعْطُونِي مَوَاثِيقَكُمْ لَتُطِيعُونِي ، اعْمِدُوا لَهَا فَادْخُلُوا ،
فَيَنْطَلِقُونَ حَتَّى إِذَا رَأَوْهَا فَرَقُوا فَرَجَعُوا ، فَقَالُوا :
رَبَّنَا لاَ نَسْتَطِيعُ أَنْ نَدْخُلَهَا ، قَالَ : فَيَقُولُ : ادْخُلُوهَا دَاخِرِينَ
قَالَ : فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَوْ
دَخَلُوهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ كَانَتْ عَلَيْهِمْ بَرْدًا وَسَلاَمًا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ ،
وَإِنَّمَا أَخْرَجَ مُسْلِمٌ حَدِيثَ مُعَاذِ بْنِ هِشَامٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ،
عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ الرَّحَبِيِّ ، عَنْ ثَوْبَانَ
مُخْتَصَرًا.
وَأَمَّا حَدِيثُ
عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ:
8391- فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا
السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، وَحَجَّاجُ
بْنُ مِنْهَالٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ مُطَرِّفٍ
، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي
يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ ، حَتَّى
يُقَاتِلَ آخِرُهُمُ الدَّجَّالَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8392- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ ، بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ ، أَنْبَأَ عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ أَبَانَ بْنِ سُلَيْمِ بْنِ قَيْسٍ
الْحَنْظَلِيِّ ، قَالَ : خَطَبَنَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، فَقَالَ : إِنَّ أَخْوَفَ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي أَنْ يُؤْخَذَ
الرَّجُلُ مِنْكُمُ الْبَرِيءُ فَيُؤْشَرُ كَمَا تُؤْشَرُ الْجَزُورُ ، وَيُشَاطُ
لَحْمُهُ كَمَا يُشَاطُ لَحْمُهَا ، وَيُقَالُ عَاصٍ وَلَيْسَ بِعَاصٍ قَالَ
: فَقَالَ عَلِيُّ بْنُ
أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ تَحْتَ الْمِنْبَرِ : وَمَتَى ذَلِكَ
يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ؟ وَبِمَا تَشْتَدُّ الْبَلِيَّةُ وَتَظْهَرُ
الْحَمِيَّةُ وَتُسْبَى الذُّرِّيَّةُ وَتَدُقُّهُمُ الْفِتَنُ كَمَا تَدُقُّ
الرَّحَا ثَفَلَهَا ، وَكَمَا تَدُقُّ النَّارُ الْحَطَبَ ؟ قَالَ : وَمَتَى
ذَلِكَ يَا عَلِيُّ ؟ قَالَ : إِذَا تَفَقَّهَ الْمُتَفَقِّهُ لِغَيْرِ الدِّينِ ، وَتَعَلَّمَ الْمُتَعَلِّمُ
لِغَيْرِ الْعَمَلِ ، وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ.
قَالَ أَبَانُ :
وَحَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، عَنْ أَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَخَافُ
عَلَيْكُمُ الْهَرْجَ قَالُوا : وَمَا الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : الْقَتْلُ قَالُوا
: وَأَكْثَرُ مِمَّا
يُقْتَلُ الْيَوْمَ إِنَّا لَنَقْتُلُ فِي الْيَوْمِ مِنَ الْمُشْرِكِينَ كَذَا
وَكَذَا ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيْسَ قَتْلَ
الْمُشْرِكِينَ ، وَلَكِنْ قَتْلَ بَعْضِكُمْ بَعْضًا قَالُوا : وَفِينَا كِتَابُ
اللهِ ؟ قَالَ : وَفِيكُمْ كِتَابُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالُوا : وَمَعَنَا
عُقُولُنَا ؟ قَالَ : إِنَّهُ يُنْتَزَعُ عُقُولُ عَامَّةِ ذَلِكَ الزَّمَانِ ، وَيُخَلَّفُ
هَبَاءٌ مِنَ النَّاسِ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسُوا عَلَى
شَيْءٍ.
8393- أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلِ بْنِ خَلَفٍ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيُّ ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ
بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي زُرْعَةَ
بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ جَرِيرٍ ، عَنْ حَيَّةَ بِنْتِ أَبِي حَيَّةَ ، قَالَتْ :
دَخَلَ عَلَيَّ رَجُلٌ بِالظَّهِيرَةِ قُلْتُ : يَا عَبْدَ اللهِ ، مَا حَاجَتُكَ
؟ قَالَ : أَقْبَلْتُ وَصَاحِبٌ لِي فِي بُغَاءِ إِبِلٍ لَنَا ، فَدَخَلْتُ
أَسْتَظِلُّ بِالظِّلِّ ، وَاشْرَبُ مِنَ الشَّرَابِ . فَقُمْتُ إِلَى ضَيْحَةٍ
حَامِضَةٍ وَلَبِينَةٍ حَامِضَةٍ فَسَقَيْتُهُ ، وَقُلْتُ : يَا عَبْدَ اللهِ ،
مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا أَبُو بَكْرٍ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي سَمِعْتِ بِهِ ، قَالَ : فَذَكَرْتُ خَثْعَمًا ،
وَغَزْوَ بَعْضِنَا بَعْضًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، وَمَا جَاءَ اللَّهُ مِنَ الإِلْفَةِ
وَأَطْنَابِ الْفَسَاطِيطِ هَكَذَا وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ قَالَتْ :
فَقُلْتُ : يَا عَبْدَ اللهِ ، حَتَّى مَتَى أَمْرُ النَّاسِ هَكَذَا ؟ قَالَ :
مَا اسْتَقَامَتِ الأَئِمَّةُ ، قَالَتْ : قُلْتُ : وَمَا الأَئِمَّةُ ؟ قَالَ : أَلَمْ تَرَيْ إِلَى الْحُوَى يَكُونُ
فِيهِ السَّيِّدُ يَتَّبِعُونَهُ وَيُطِيعُونَهُ مَا اسْتَقَامَ أُولَئِكَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8394- أَخْبَرَنَا
الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَلِيمِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مَيْمُونٍ
الصَّائِغُ ، أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الشَّذُورِيُّ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ هُبَيْرَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سَعِيدٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جُحَادَةَ ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ
أَبِي حَازِمٍ ، عَنِ الْحُسَيْنِ بْنِ خَارِجَةَ ، قَالَ : لَمَّا كَانَتِ
الْفِتْنَةُ الأُولَى أَشْكَلَتْ عَلَيَّ ، فَقُلْتُ : اللَّهُمَّ أَرِنِي أَمْرًا
مِنْ أَمْرِ الْحَقِّ أَتَمَسَّكُ بِهِ ، قَالَ : فَأُرِيتُ الدُّنْيَا
وَالآخِرَةَ وَبَيْنَهُمَا حَائِطٌ غَيْرُ طَوِيلٍ ، وَإِذَا أَنَا بِجَائِزٍ ، فَقُلْتُ
: لَوْ تَشَبَّثْتُ بِهَذَا الْجَائِزِ لَعَلِّي أَهْبِطُ إِلَى قَتْلَى أَشْجَعَ
لِيُخْبِرُونِي ، قَالَ : فَهَبَطْتُ بِأَرْضٍ ذَاتِ شَجَرٍ ، وَإِذَا أَنَا
بِنَفَرٍ جُلُوسٌ ، فَقُلْتُ : أَنْتُمُ الشُّهَدَاءُ ؟ قَالُوا : لاَ ، نَحْنُ
الْمَلاَئِكَةُ ، قُلْتُ : فَأَيْنَ الشُّهَدَاءُ ؟ قَالُوا : تَقَدَّمْ إِلَى
الدَّرَجَاتِ الْعُلَى إِلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَتَقَدَّمْتُ فَإِذَا أَنَا بِدَرَجَةٍ اللَّهُ أَعْلَمُ مَا هِيَ فِي السَّعَةِ
وَالْحَسَنِ ، فَإِذَا أَنَا بِمُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِبْرَاهِيمَ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَهُوَ يَقُولُ لإِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ
الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ : اسْتَغْفِرْ لِأُمَّتِي ، فَقَالَ لَهُ إِبْرَاهِيمُ :
إِنَّكَ لاَ تَدْرِي مَا أَحْدَثُوا بَعْدَكَ ، أَرَاقُوا دِمَاءَهُمْ ،
وَقَتَلُوا إِمَامَهُمْ ، أَلاَ فَعَلُوا كَمَا فَعَلَ خَلِيلِي سَعْدٌ ، قُلْتُ :
أُرَانِي قَدْ أُرِيتُ أَذْهَبُ إِلَى سَعْدٍ فَأَنْظُرُ مَعَ مَنْ هُوَ فَأَكُونُ
مَعَهُ ، فَأَتَيْتُهُ فَقَصَصْتُ عَلَيْهِ الرُّؤْيَا فَمَا أَكْثَرَ بِهَا
فَرَحًا ، وَقَالَ : قَدْ شَقِيَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلاً ، قُلْتُ :
فِي أَيِّ الطَّائِفَتَيْنِ أَنْتَ ؟ قَالَ : لَسْتُ مَعَ وَاحِدٍ مِنْهُمَا ، قُلْتُ
: فَكَيْفَ تَأْمُرُنِي ؟ قَالَ : أَلَكَ مَاشِيَةٌ ؟ قُلْتُ : لاَ ، قَالَ :
فَاشْتَرِ مَاشِيَةً وَاعْتَزِلْ فِيهَا حَتَّى تَنْجَلِيَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8395- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ ، وَحَدَّثَنَا
أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ وَاللَّفْظُ لَهُ ،
حَدَّثَنَا حَامِدُ بْنُ أَبِي حَامِدٍ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ أَبِي ذِئْبٍ يُحَدِّثُ عَنْ
سَعِيدِ بْنِ سَمْعَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ يُحَدِّثُ أَبَا قَتَادَةَ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، قَالَ : يُبَايَعُ رَجُلٌ بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ، وَلَنْ يَسْتَحِلَّ
هَذَا الْبَيْتَ إِلاَّ أَهْلُهُ ، فَإِذَا اسْتَحَلُّوهُ فَلاَ تَسْأَلْ عَنْ
هَلَكَةِ الْعَرَبِ ، ثُمَّ تَجِيءُ الْحَبَشَةُ فَتُخَرِّبُهُ خَرَابًا لاَ
يَعْمُرُ بَعْدَهُ أَبَدًا ، وَهُمُ الَّذِينَ يَسْتَخْرِجُونَ كَنْزَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8396- أَخْبَرَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ الْخُرَاسَانِيِّ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ مُلاَعِبِ بْنِ حَيَّانَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ،
حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِي
أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ
: اتْرُكُوا
الْحَبَشَةَ مَا تَرَكُوكُمْ ، فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَخْرِجُ كَنْزَ الْكَعْبَةِ
إِلاَّ ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
وَقَدِ اتَّفَقَا
جَمِيعًا عَلَى إِخْرَاجِ حَدِيثِ سُفْيَانَ ، عَنْ وَثَّابِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يُخَرِّبُ الْكَعْبَةَ
ذُو السُّوَيْقَتَيْنِ مِنَ الْحَبَشَةِ.
8397- حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ
، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ وَأَخْبَرَنِي
أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ
بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ ، عَنْ
شُعْبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي عُتْبَةَ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لاَ يُحَجَّ الْبَيْتُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ، وَقَدْ أَوْقَفَهُ
أَبُو دَاوُدَ ، عَنْ شُعْبَةَ.
8398- أَخْبَرْنَاهُ أَبُو
زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، عَنْ
شُعْبَةَ ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
قَدْ صَحَّ وَثَبَتَ
، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّ الْبَيْتَ
يُحَجُّ وَيُعْتَمَرُ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ.
8399- حَدَّثَنَا أَبُو
زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعَطَّارُ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي عُتْبَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَيُحَجَّنَّ الْبَيْتُ وَلَيُعْتَمَرَنَّ بَعْدَ خُرُوجِ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ.
فَإِنَّهُ يُمَكِنُ
أَنْ يُحَجَّ وَيُعْتَمَرَ بَعْدَ ذَلِكَ ، ثُمَّ يَنْقَطِعُ الْحَجُّ بِمَرَّةٍ.
8400- أَخْبَرَنَا
الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي
طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ ، عَنْ عَطَاءٍ ، أَنْبَأَ سَعِيدُ بْنُ
إِيَاسٍ الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : يُوشِكُ أَهْلُ الْعِرَاقِ أَنْ لاَ يَجِيءَ
إِلَيْهِمْ دِرْهَمٌ وَلاَ قَفِيزٌ ، قَالُوا : مِمَّ ذَاكَ يَا أَبَا عَبْدِ
اللهِ ؟ قَالَ : مِنْ قِبَلِ الْعَجَمِ يَمْنَعُونَ ذَاكَ ، ثُمَّ سَكَتَ هُنَيْهَةً
ثُمَّ قَالَ : يُوشِكُ أَهْلُ الشَّامِ أَنْ لاَ يَجِيءَ إِلَيْهِمْ دِينَارٌ ، وَلاَ
مُدٌّ ، قَالُوا : مِمَّ ذَاكَ ؟ قَالَ : مِنْ قِبَلِ الرُّومِ يَمْنَعُونَ ذَلِكَ
، ثُمَّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَكُونُ
فِي أُمَّتِي خَلِيفَةٌ يَحْثِي الْمَالَ حَثْيًا لاَ يَعُدُّهُ عَدًّا. ثُمَّ
قَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَيَعُودَنَّ الأَمْرُ كَمَا بَدَأَ
لَيَعُودَنَّ كُلُّ إِيمَانٍ إِلَى الْمَدِينَةِ كَمَا بَدَأَ مِنْهَا حَتَّى
يَكُونَ كُلُّ إِيمَانٍ بِالْمَدِينَةِ. ثُمَّ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يَخْرُجُ رَجُلٌ مِنَ الْمَدِينَةِ رَغْبَةً عَنْهَا
إِلاَّ أَبْدَلَهَا اللَّهُ خَيْرًا مِنْهُ ، وَلَيَسْمَعَنَّ نَاسٌ بِرِخَصٍ مِنْ
أَسْعَارٍ وَرِيفٍ فَيَتَّبِعُونَهُ ، وَالْمَدِينَةُ خَيْرٌ لَهُمْ لَوْ كَانُوا
يَعْلَمُونَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
إِنَّمَا أَخْرَجَ مُسْلِمٌ حَدِيثَ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
يَكُونُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ خَلِيفَةٌ يُعْطِي الْمَالَ لاَ يَعُدُّهُ عَدًّا
وَهَذَا لَهُ عِلَّةٌ فَقَدْ:
8401- حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ
بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو مُوسَى ، وَمُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَبْدِ المَجِيدِ ، حَدَّثَنَا
دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ جَابِرٍ ، أَوْ أَبِي سَعِيدٍ
أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ
: يَكُونُ فِي آخِرِ
هَذِهِ الأُمَّةِ خَلِيفَةٌ يَقْسِمُ الْمَالَ لاَ يَعُدُّهُ عَدًّا.
8402- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
أَرُومَةَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، وَسَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِي
الزَّعْرَاءِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : يَأْتِي
عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يَأْتِي الرَّجُلُ الْقَبْرَ فَيَضْطَجِعُ عَلَيْهِ ،
فَيَقُولُ : يَا لَيْتَنِي مَكَانَ صَاحِبِهِ ، مَا بِهِ حُبُّ لِقَاءِ اللهِ
إِلاَّ لِمَا يَرَى مِنْ شِدَّةِ الْبَلاَءِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8403- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ ، بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ
كُرْزِ بْنِ عَلْقَمَةَ الْخُزَاعِيِّ ، قَالَ : قَالَ أَعْرَابِيٌّ : يَا رَسُولَ
اللهِ ، هَلْ لِلإِسْلاَمِ مِنْ مُنْتَهَى ؟ قَالَ : نَعَمْ ، أَيُّمَا أَهْلِ
بَيْتٍ مِنَ الْعَرَبِ وَالْعَجَمِ أَرَادَ اللَّهُ بِهِمْ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ
الإِسْلاَمَ قَالُوا : ثُمَّ مَاذَا يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ
: ثُمَّ يَقَعُ فِتَنٌ
كَأَنَّهَا الظُّلَلُ قَالَ : فَقَالَ أَعْرَابِيٌّ : كَلاَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لَتَعُودُنَّ فِيهَا أَسَاوِدَ
صُبًّا ، يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
8404- حَدَّثَنَا أَبُو
أُوَيْسٍ الْمَدِينِيُّ ، حَدَّثَنِي ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ ، وَمُوسَى بْنُ
مَيْسَرَةَ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَتَرْكَبُنَّ سُنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ ، وَذِرَاعًا
بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ دَخَلَ حُجْرَ ضَبٍّ لَدَخَلْتُمْ ،
وَحَتَّى لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ جَامِعَ امْرَأَتَهُ بِالطَّرِيقِ لَفَعَلْتُمُوهُ
صَحِيحٌ.
8405- حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ
، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ
: يَجِيءُ رِيحٌ بَيْنَ
يَدَيِ السَّاعَةِ يُقْبَضُ فِيهَا رُوحُ كُلِّ مُؤْمِنٍ صَحِيحٌ.
8406- أَخْبَرَنِي
إِسْمَاعِيلُ بْنُ الْفَضْلِ بْنِ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا جَدِّي
، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْمُنْذِرِ الْحِزَامِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ مُحَمَّدٍ ، وَأَبُو عَلْقَمَةَ الْفَرْوِيُّ قَالاَ : حَدَّثَنَا
صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلْمَانَ الأَغَرِّ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ اللَّهَ يَبْعَثُ رِيحًا مِنَ
الْيَمَنِ أَلْيَنَ مِنَ الْحَرِيرِ ، فَلاَ تَدَعُ أَحَدًا فِي قَلْبِهِ
مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ إِلاَّ قَبَضَتْهُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ وَلَهُ شَاهِدٌ مَوْقُوفٌ عَلَى عَبْدِ
اللهِ بْنِ عَمْرٍو.
8407- حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ ، عَنْ قَتَادَةَ ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَبْعَثَ اللَّهُ
رِيحًا لاَ تَدَعُ أَحَدًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ تُقًى أَوْ نُهًى
إِلاَّ قَبَضَتْهُ ، وَيَلْحَقُ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ فِي
الْجَاهِلِيَّةِ وَيَبْقَى عَجَاجٌ مِنَ النَّاسِ لاَ يَأْمُرُونَ بِمَعْرُوفٍ
وَلاَ يَنْهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ ، يَتَنَاكَحُونَ فِي الطُّرُقِ كَمَا تَتَنَاكَحُ
الْبَهَائِمُ ، فَإِذَا كَانَ ذَلِكَ اشْتَدَّ غَضِبُ اللهِ عَلَى أَهْلِ الأَرْضِ
فَأَقَامَ السَّاعَةَ.
8408- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْبَيْهَقِيُّ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، أَنْبَأَ عَبْدُ
اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عِيسَى بْنِ
عَاصِمٍ ، عَنْ زِرِّ بْنِ حُبَيْشٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ :
بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي ذَاتَ لَيْلَةٍ
صَلاَةً إِذْ مَدَّ يَدَهُ ، ثُمَّ أَخَّرَهَا ، فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ رَأَيْنَاكَ
صَنَعْتَ فِي هَذِهِ الصَّلاَةِ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ فِيمَا قَبْلَهُ ،
قَالَ : أَجَلْ إِنَّهُ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةَ فَرَأَيْتُ فِيهَا دَالَيَةً
قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَنَاوَلَ مِنْهَا شَيْئًا ، فَأُوحِيَ
إِلَيَّ أَنِ اسْتَأْخِرْ فَاسْتَأْخَرْتُ ، وَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ فِيمَا
بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ حَتَّى رَأَيْتُ ظِلِّي وَظِلَّكُمْ فِيهَا فَأَوْمَأْتُ إِلَيْكُمْ
أَنِ اسْتَأْخِرُوا ، فَأُوحِيَ إِلَيَّ أَنْ أَقْرِهِمْ فَإِنَّكَ أَسْلَمْتَ
وَأَسْلَمُوا ، وَهَاجَرْتَ وَهَاجَرُوا ، وَجَاهَدْتَ وَجَاهَدُوا ، فَلَمْ أَرَ
لَكَ فَضْلاً عَلَيْهِمْ إِلاَّ بِالنُّبُوَّةِ ، فَأَوَّلْتُ ذَلِكَ مَا يَلْقَى
أُمَّتِي بَعْدِي مِنَ الْفِتَنِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8409- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ
الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو
بْنُ الْحَارِثِ ، أَنَّ يَزِيدَ بْنَ أَبِي حَبِيبٍ ، حَدَّثَهُ أَنَّ عَبْدَ
الرَّحْمَنِ بْنَ شِمَاسَةَ ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ مَسْلَمَةَ بْنِ
مَخْلَدٍ ، وَعِنْدَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ ، فَقَالَ عَبْدُ
اللهِ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ عَلَى شِرَارِ الْخَلْقِ هُمْ شَرٌّ مِنْ
أَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ لاَ يَدْعُونَ اللَّهَ بِشَيْءٍ إِلاَّ رَدَّهُ عَلَيْهِمْ
فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذَا أَقْبَلَ عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ ، فَقَالَ
مَسْلَمَةُ : يَا عُقْبَةُ اسْمَعْ مَا يَقُولُ عَبْدُ اللهِ ، فَقَالَ عُقْبَةُ :
هُوَ أَعْلَمُ أَمَّا أَنَا فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : لاَ تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى
أَمْرِ اللهِ قَاهِرِينَ عَلَى الْعَدُوِّ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى
تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : أَجَلْ ،
ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا رِيحُهَا رِيحُ الْمِسْكِ وَمَسُّهَا مَسُّ
الْحَرِيرِ فَلاَ تَتْرُكُ نَفْسًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنَ
الإِيمَانِ إِلاَّ قَبَضَتْهُ ، ثُمَّ يَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ عَلَيْهِمْ
تَقُومُ السَّاعَةُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8410- حَدَّثَنَا أَبُو
زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ
هِشَامٍ وَحَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ ، عَنْ قَيْسِ
بْنِ عَبَّادٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : إِنَّ مِنْ آخِرِ
أَمْرِ الْكَعْبَةِ أَنَّ الْحَبَشَ يَغْزُونَ الْبَيْتَ فَيَتَوَجَّهُ
الْمُسْلِمُونَ نَحْوَهُمْ ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ رِيحًا أَثَرُهَا
شَرْقِيَّةٌ ، فَلاَ يَدَعُ اللَّهُ عَبْدًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ
تُقًى إِلاَّ قَبَضَتْهُ ، حَتَّى إِذَا فَرَغُوا مِنْ خِيَارِهِمْ بَقِيَ عَجَاجٌ
مِنَ النَّاسِ ، لاَ يَأْمُرُونَ بِمَعْرُوفٍ وَلاَ يَنْهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ ،
وَعَمَدَ كُلُّ حَيٍّ إِلَى مَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ مِنَ الأَوْثَانِ
فَيَعْبُدُهُ ، حَتَّى يَتَسَافَدُوا فِي الطُّرُقِ كَمَا تَتَسَافَدُ
الْبَهَائِمُ ، فَتَقُومُ عَلَيْهِمُ السَّاعَةُ ، فَمَنْ أَنْبَأَكَ عَنْ شَيْءٍ
بَعْدَ هَذَا فَلاَ عِلْمَ لَهُ.
صَحِيحُ الإِسْنَادِ
عَلَى شَرْطِهِمَا مَوْقُوفٌ
8411- أَخْبَرَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ
، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ بَشِيرُ بْنُ الْمُهَاجِرِ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ لِلَّهِ رِيحًا
يَبْعَثُهَا عَلَى رَأْسِ مِائَةِ سَنَةٍ تَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8412- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ،
عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
سَيَأْتِي عَلَى أُمَّتِي زَمَانٌ تَكْثُرُ فِيهِ الْقُرَّاءُ ، وَتَقِلُّ
الْفُقَهَاءُ وَيُقْبَضُ الْعِلْمُ ، وَيَكْثُرُ الْهَرْجُ قَالُوا : وَمَا
الْهَرْجُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : الْقَتْلُ بَيْنَكُمْ ، ثُمَّ يَأْتِي
بَعْدَ ذَلِكَ زَمَانٌ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ رِجَالٌ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ،
ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ زَمَانٌ يُجَادِلُ الْمُنَافِقُ الْكَافِرُ
الْمُشْرِكُ بِاللَّهِ الْمُؤْمِنَ بِمِثْلِ مَا يَقُولُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8413- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ خَيْثَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ : يَأْتِي
عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ لاَ يَبْقَى فِيهِ مُؤْمِنٌ إِلاَّ لَحِقَ بِالشَّامِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8414- حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَلِيٍّ السِّيرَافِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ الْعِرَاقِيُّ ، حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : تُبْعَثُ نَارٌ تَسُوقُ النَّاسَ مِنْ
مَشَارِقِ الأَرْضِ إِلَى مَغَارِبِهَا كَمَا يُسَاقُ الْجَمَلُ الْكَسِيرُ لَهَا
، مَا تَتَخَلَّفَ مِنْهُمْ ، إِذَا قَالُوا قَالَتْ ، وَإِذَا بَاتُوا بَاتَتْ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8415- أَخْبَرَنَا
غَيْلاَنُ بْنُ يَزِيدَ الدَّقَّاقُ ، بِهَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي
ذِئْبٍ ، عَنْ قَارِظِ بْنِ شَيْبَةَ ، عَنْ أَبِي غَطَفَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ
عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، يَقُولُ : تَخْرُجُ
مَعَادِنُ مُخْتَلِفَةٌ مَعْدِنٌ مِنْهَا قَرِيبٌ مِنَ الْحِجَازِ يَأْتِيهِ مِنْ
شِرَارِ النَّاسِ ، يُقَالُ لَهُ فِرْعَوْنُ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَعْمَلُونَ فِيهِ
إِذْ حَسَرَ عَنِ الذَّهَبِ فَأَعْجَبَهُمْ مُعْتَمَلُهُ إِذْ خُسِفَ بِهِ
وَبِهِمْ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8416- أَخْبَرَنِي
الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الشَّذُورِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ هُبَيْرَةَ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، أَنْبَأَ أَبُو التَّيَّاحِ ، قَالَ : صَلَّيْنَا
الْجُمُعَةَ فَانْضَمَّ النَّاسُ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ حَتَّى كَانُوا
كَالرَّحَاءِ حَوْلَ أَبِي رَجَاءٍ الْعُطَارِدِيِّ ، فَسَأَلُوهُ عَنِ
الْفِتْنَةِ ، فَقَالَ : جَاءَ رَجُلاَنِ إِلَى مَجْلِسِ عُبَادَةَ بْنِ
الصَّامِتِ فَقَالاَ : يَا ابْنَ الصَّامِتِ تُعِيدُ الْحَدِيثَ الَّذِي
حَدَّثْتَنَاهُ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرُ الْمَالِ شَاتَيْنِ مَكِّيَّةٌ
وَمَدَنِيِّةٌ تَرْعَى فَوْقَ رُءُوسِ الضِّرَابِ ، تَأْكُلُ مِنْ وَرِقِ
الْقَتَادِ وَالبَشَامِ ، وَيَأْكُلُ أَهْلُهُ مِنْ لُحْمَانِهِ ، وَيَشْرَبُونَ
مِنْ أَلْبَانِهِ ، وَجَرَاثِيمُ الْعَرَبِ تَرْتَهِشُ فِيهَا الْفِتَنُ يَقُولُهَا
ثَلاَثًا ثُمَّ قَالَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَنَّ يَكُونَ لِأَحَدِكُمْ
ثَلاَثُ مِائَةِ شَاةٍ يَأْكُلُ مِنْ لُحْمَانِهَا ، وَيَشْرُبُ مِنْ أَلْبَانِهَا
أَحَبُّ إِلَيْهِ مِنْ سَوَارِيكُمْ هَذِهِ ذَهَبًا وَفِضَّةً.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8417- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
أَرُومَةَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ جَبَلَةَ
بْنِ سُحَيْمٍ ، عَنْ عَامِرِ بْنِ مَطَرٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا انْفَرَجْتُمْ عَنْ دِينِكُمُ
انْفِرَاجَ الْمَرْأَةِ عَنْ قُبُلِهَا.
8418- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الصَّلْتِ بْنِ بَهْرَامَ
، عَنْ مُنْذِرِ بْنِ هَوْذَةَ ، عَنْ خَرَشَةَ بْنِ الْحُرِّ ، قَالَ : قَالَ حُذَيْفَةُ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا انْفَرَجْتُمْ عَنْ دِينِكُمُ انْفِرَاجَ
الْمَرْأَةِ عَنْ قُبُلِهَا لاَ تَمْنَعُ مَنْ يَأْتِيهَا ؟ قَالَ : فَقَالَ
رَجُلَ : قَبَّحَ اللَّهُ الْعَاجِزَ ، قَالَ : بَلْ قُبِّحْتَ أَنْتَ.
هَذَانِ
الْحَدِيثَانِ صَحِيحَا الإِسْنَادَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8419- أَخْبَرَنَا حَمْزَةُ
بْنُ الْعَبَّاسِ الْعَقَبِيُّ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ عَمْرٍو ، أَنْبَأَ ابْنُ جُرَيْجٍ ،
عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ ، قَالَ : غَدَوْتُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ذَاتَ يَوْمٍ
، فَقَالَ : مَا نِمْتُ الْبَارِحَةَ حَتَّى أَصْبَحْتُ ، قُلْتُ : لِمَ ؟ قَالَ :
قَالُوا : طَلَعَ الْكَوْكَبُ ذُو الذَّنَبِ ، فَخَشِيتُ أَنْ يَكُونَ الدَّجَّالُ
قَدْ طَرَقَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ . غَيْرَ أَنَّهُ عَلَى
خِلاَفِ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ، وَأَنَّ آيَةَ الدَّجَّالِ قَدْ مَضَى.
8420- أَخْبَرَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ
بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : لِلدَّجَّالِ آيَاتٌ مَعْلُومَاتٌ : إِذَا غَارَتِ الْعُيُونُ ،
وَنَزَفَتِ الأَنْهَارُ ، وَاصْفَرَّ الرَّيْحَانُ ، وَانْتَقَلَتْ مَذْحِجُ وَهَمْدَانُ
مِنَ الْعِرَاقِ ، فَنَزَلَتْ قِنَّسْرِينَ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ غَادِيًا
أَوْ رَائِحًا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8421- أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ عُبَيْدُ بْنِ شَرِيكٍ الْبَزَّارُ ، حَدَّثَنَا
أَبُو الْجُمَاهِرِ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ بَشِيرٍ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
عُقْبَةَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ السَّدُوسِيِّ ، قَالَ : أَتَيْنَا عَبْدَ
اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، وَعَلَيْهِ
بُرْدَانِ قَطَرِيَّانِ ، وَعَلَيْهِ عِمَامَةٌ ، وَلَيْسَ عَلَيْهِ سِرْبَالٌ -
يَعْنِي الْقَمِيصَ - فَقُلْنَا لَهُ : إِنَّكَ قَدْ رَوَيْتَ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَرَوَيْتَ الْكُتُبَ ، فَقَالَ : مِمَّنْ أَنْتُمْ ؟ قَالَ :
فَقُلْنَا مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، فَقَالَ : إِنَّكُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ تَكْذِبُونَ وَتُكَذِّبُونَ ، وَتَسْخَرُونَ
، قَالَ : فَقُلْتُ : لاَ وَاللَّهِ ، لاَ نُكَذِّبُكَ ، وَلاَ نَكْذِبُ عَلَيْكَ
، وَلاَ نَسْخَرُ مِنْكَ ، قَالَ : فَإِنَّ بَنِي قَنْطُورَاءَ وَكُرْكِيٍّ لاَ
يَخْرُجُونَ حَتَّى يَرْبِطُوا خُيُولَهُمْ بِنَخْلِ الاَيْلَةِ ، كَمْ بَيْنَهَا
وَبَيْنَ الْبَصْرَةِ ؟ قَالَ : فَقُلْنَا : أَرْبَعُ فَرَاسِخَ ، قَالَ : فَيَبْعَثُونَ أَنْ خَلُّوا
بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا ، قَالَ : فَيَلْحَقُ ثُلُثٌ بِهِمْ ، وَثُلُثٌ بِالْكُوفَةِ
، وَثُلُثٌ بِالأَعْرَابِ ، ثُمَّ يَبْعَثُونَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ أَنْ
خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَهَا ، فَيَلْحَقُ ثُلُثٌ بِهِمْ وَثُلُثٌ بِالأَعْرَابِ
وَثُلُثٌ بِالشَّامِ ، قَالَ : فَقُلْنَا : مَا أَمَارَةُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : إِذَا
طَبَّقَتِ الأَرْضَ إِمَارَةُ الصِّبْيَانِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8422- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ ، بِمَكَّةَ
حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
عَبَّادٍ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
، عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ ، قَالَ : أَدْرَكْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَوَعَيْتُ عَنْهُ ، وَأَدْرَكْتُ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَوَعَيْتُ عَنْهُ ، وَفَاتَنِي مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، فَأَخْبَرَنِي يَزِيدُ بْنُ عُمَيْرَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ
فِي كُلِّ مَجْلِسٍ يُجْلِسُهُ : اللَّهُ حَكَمُ قِسْطٍ تَبَارَكَ اسْمُهُ ،
هَلَكَ الْمُرْتَابُونَ ، إِنَّ مِنْ وَرَائِكُمْ فِتَنًا يَكْثُرُ فِيهَا
الْمَالُ ، وَيُفْتَحُ فِيهَا الْقُرْآنُ حَتَّى يَأْخُذَهُ الرَّجُلُ
وَالْمَرْأَةُ وَالْحُرُّ وَالْعَبْدُ وَالصَّغِيرُ وَالْكَبِيرُ ، فَيُوشِكُ
الرَّجُلُ أَنْ يَقْرَأَ الْقُرْآنُ فَيَقُولُ : قَرَأْتُ الْقُرْآنَ فَمَا لِلنَّاسِ لاَ يَتَّبِعُونِي وَقَدْ
قَرَأْتُ الْقُرْآنَ ؟ ثُمَّ يَقُولُ : مَا هُمْ مُتَّبِعِيَّ حَتَّى أَبْتَدِعَ لَهُمْ
غَيْرَهُ فَإِيَّاكُمْ ، وَمَا ابْتَدَعَ فَإِنَّ مَا ابْتَدَعَ ضَلاَلَةٌ ،
اتَّقُوا زَلَّةَ الْحَكِيمِ فَإِنَّ الشَّيْطَانَ يُلْقِي عَلَى فِي الْحَكِيمِ
الضَّلاَلَةَ ، وَيُلْقِي لِلْمُنَافِقِ كَلِمَةَ الْحَقِّ ، قَالَ : قُلْنَا :
وَمَا يُدْرِيكَ يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَنَّ الْمُنَافِقَ يُلَقَّى كَلِمَةَ
الْحَقِّ وَأَنَّ الشَّيْطَانَ يُلْقِي عَلَى فِي الْحَكِيمِ كَلِمَةَ الضَّلاَلَةِ
؟ قَالَ : اجْتَنِبُوا مِنْ كَلاَمِ الْحَكِيمِ كُلَّ مُتَشَابِهٍ ، الَّذِي إِذَا
سَمِعْتَهُ قُلْتَ : مَا هَذَا ؟ وَلاَ يُنَبِّئُكَ ذَلِكَ عَنْهُ فَإِنَّهُ لَعَلَّهُ
أَنْ يُرَاجِعَ وَيُلْقِي الْحَقَّ فَاسْمَعْهُ فَإِنَّ عَلَى الْحَقِّ نُورًا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8423- أَخْبَرَنَا أَبُو
مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْعَتَكِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو سَهْلٍ بُسْرُ بْنُ سَهْلٍ اللَّبَّادُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو
قَبِيلٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
أَنَّ رَجُلاً مِنْ
أَعْدَاءِ الْمُسْلِمِينَ بِالأَنْدَلُسِ يُقَالُ لَهُ : ذُو الْعُرْفِ يَجْمَعُ
مِنْ قَبَائِلِ الشِّرْكِ جَمْعًا عَظِيمًا ، يَعْرِفُ مَنْ بِالأَنْدَلُسِ أَنْ
لاَ طَاقَةَ لَهُمْ ، فَيَهْرُبُ أَهْلُ الْقُوَّةِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فِي
السُّفُنِ ، فَيُجِيزُونَ إِلَى طَنْجَةَ وَيَبْقَى ضَعَفَةُ النَّاسِ
وَجَمَاعَتُهُمْ ، لَيْسَ لَهُمْ سُفُنٌ يُجِيزُونَ عَلَيْهَا ، فَيَبْعَثُ
اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَعْلاً وَيَعْبُرُ لَهُمْ فِي الْبَحْرِ ، فَيُجِزِ
الْوَعْلُ لاَ يُغَطِّي الْمَاءُ أَظْلاَفَهُ ، فَيَرَاهُ النَّاسُ فَيَقُولُونَ :
الْوَعْلُ الْوَعْلُ اتَّبِعُوهُ ، فَيُجِيزُ النَّاسُ عَلَى أَثَرِهِ كُلُّهُمْ ،
ثُمَّ يَصِيرُ الْبَحْرُ عَلَى مَا كَانَ عَلَيْهِ وَيُجِيزُ الْعَدُوُّ فِي
الْمَرَاكِبِ ، فَإِذَا حَسَّ بِهِمْ أَهْلُ الإِفْرِيقِيَّةِ هَرَبُوا كُلُّهُمْ
مِنْ إِفْرِيقِيَّةَ وَمَعَهُمْ مَنْ كَانَ بِالأَنْدَلُسِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ،
حَتَّى يَدْخُلُوا الْفُسْطَاطَ ، وَيُقْبِلُ ذَلِكَ الْعَدُوُّ حَتَّى يَنْزِلُوا
فِيمَا بَيْنَ مَرْيُوطَ إِلَى الأَهْرَامِ مَسِيرَةَ خَمْسَةِ بُرُدٍ ،
فَيَمْلاَونَ مَا هُنَالِكَ شَرًّا ، فَتَخْرُجُ إِلَيْهِمْ رَايَةُ
الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْجِسْرِ ، فَيَنْصُرُهُمُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
فَيَهْزِمُونَهُمْ وَيَقْتُلُونَهُمْ إِلَى أَلُولَبَةَ مَسِيرَةَ عَشْرِ لَيَالٍ
، وَيَسْتَوْقِدُ أَهْلُ الْفُسْطَاطِ بِعَجَلِهِمْ وَأَدَاتِهِمْ سَبْعَ سِنِينَ
، وَيَنْفَلِتُ ذُو الْعُرْفِ مِنَ الْقَتْلِ وَمَعَهُ كِتَابٌ لاَ يَنْظُرُ فِيهِ
إِلاَّ وَهُوَ مُنْهَزِمٌ ، فَيَجِدُ فِيهِ ذِكْرَ الإِسْلاَمِ ، وَأَنَّهُ يُؤْمَرُ
فِيهِ بِالدُّخُولِ فِي السَّلَمِ ، فَيَسْأَلُ الأَمَانَ عَلَى نَفْسِهِ وَعَلَى
مَنْ أَجَابَهُ إِلَى الإِسْلاَمِ مِنْ أَصْحَابِهِ الَّذِينَ أَقْبَلُوا مَعَهُ ،
فَيُسْلِمُ فَيَصِيرُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، ثُمَّ يَأْتِي الْعَامُ الثَّانِي
رَجُلٌ مِنَ الْحَبَشَةِ يُقَالُ لَهُ أَسِيسُ ، وَقَدْ جَمَعَ جَمْعًا عَظِيمًا
فَيَهْرُبُ الْمُسْلِمُونَ مِنْهُمْ مِنْ أَسْوَانَ ، حَتَّى لاَ يَبْقَى بِهَا
وَلاَ فِيهَا دُونَهَا أَحَدٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ إِلاَّ دَخَلَ الْفُسْطَاطَ ،
فَيَنْزِلُ أَسِيسُ بِجَيْشِهِ مَنْفَ ، وَهُوَ عَلَى رَأْسِ بَرَيْدٍ مِنَ الْفُسْطَاطِ
، فَتَخْرُجُ إِلَيْهِمْ رَايَةُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى الْجِسْرِ فَيَنْصُرُهُمُ
اللَّهُ عَلَيْهِمْ فَيَقْتُلُونَهُمْ وَيَأْسِرُونَهُمْ ، حَتَّى يُبَاعَ
الأَسْوَدُ بِعَبَاءَةٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ مَوْقُوفُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَهُوَ أَصْلٌ فِي
مَعْرِفَةِ وُقُوعِ الْفِتَنِ بِمِصْرَ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ وَمَنْفُ : هُوَ
الَّذِي يَقُولُ مَنْصُورٌ الْفَقِيهُ رَحِمَهُ اللَّهُ فِيهِ:
سَأَلْتُ أَمْسِ
قُصُورًا بِعَيْنِ شَمْسٍ وَمَنْفِ ..... عَنْ أَهْلِهَا أَيْنَ حَلُّوا فَلَمْ
يُجِبْنِي بِحَرْفِ.
8424- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ
أَبِي حُصَيْنٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ بَشِيرٍ الأَنْصَارِيِّ ، قَالَ :
أَتَى رَجُلٌ فَنَادَى ابْنَ مَسْعُودٍ فَأَكَبَّ عَلَيْهِ ، فَقَالَ : يَا أَبَا
عَبْدِ الرَّحْمَنِ مَتَى أَضَلَّ ، وَأَنَا أَعْلَمُ ؟ قَالَ : إِذَا كَانَتْ
عَلَيْكَ أُمَرَاءُ إِذَا أَطَعْتَهُمْ أَدْخَلُوكَ النَّارَ ، وَإِذَا
عَصَيْتَهُمْ قَتَلُوكَ.
وَهَذَا مَوْقُوفٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ . قَالَ الْحَاكِمُ رَحِمَهُ اللَّهُ : هَذِهِ أَحَادِيثُ ذَكَرَهَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ فِي الْمَلاَحِمِ ، وَعَلَوْتُ فِيهَا فَأَخْرَجْتُهَا ،
وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ مَسَانِيدَ.
8425- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيِّ
، قَالَ : إِذَا رَأَيْتَ الشَّامَ مَائِدَةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ ، وَأَهْلِ بَيْتِهِ
، فَعِنْدَ ذَلِكَ فَتْحُ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ.
8426- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ
، حَدَّثَنَا بَحْرٌ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ ، عَنِ
الْحَسَنِ بْنِ جَابِرٍ ، وَأَبِي الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ : إِنَّ
الْمَعَاقِلَ ثَلاَثَةٌ : فَمَعْقِلُ النَّاسِ يَوْمَ الْمَلاَحِمِ بِدِمَشْقَ ، وَمَعْقِلُ
النَّاسِ يَوْمَ الدَّجَّالِ نَهْرُ أَبِي قَطْرَسٍ ، يَمْرُقُ مِنَ النَّاسِ مَنْ
يَقُولُ : بَيْتُ الْمَقْدِسِ ، وَمَعْقِلُهُمْ يَوْمَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ
بِطُورِ سَيْنَاءَ.
8427- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ
، حَدَّثَنَا بَحْرٌ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ
صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ أَبِي
الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِذَا خُيِّرْتُمْ بَيْنَ
الأَرَضِينَ ، فَلاَ تَخْتَارُوا أَرْمِينِيَةَ ، فَإِنَّ فِيهَا قِطْعَةٌ مِنْ
عَذَابِ اللهِ تَعَالَى.
8428- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ
، حَدَّثَنَا بَحْرٌ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، قَالَ : وَأَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ
: الْجَزِيرَةُ آمِنَةٌ
مِنَ الْخَرَابِ حَتَّى تَخْرَبَ أَرْمِينِيَةُ ، وَمِصْرُ آمِنَةٌ مِنَ
الْخَرَابِ حَتَّى تَخْرَبَ الْجَزِيرَةُ ، وَالْكُوفَةُ آمِنَةٌ مِنَ الْخَرَابِ
حَتَّى تَخْرَبَ مِصْرُ ، وَلاَ تَكُونُ الْمَلْحَمَةُ حَتَّى تَخْرَبَ الْكُوفَةُ
، وَلاَ تُفْتَحُ مَدِينَةُ الْكُفْرِ حَتَّى تَكُونَ الْمَلْحَمَةُ ، وَلاَ
يَخْرُجُ الدَّجَّالُ حَتَّى تُفْتَحَ مَدِينَةُ الْكُفْرِ.
8429- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ ، حَدَّثَنَا بَحْرٌ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنَا
مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ ، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : وَلَدَ نُوحٌ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ
وَالسَّلاَمُ ثَلاَثَةً سَامَ ، وَحَامَ ، وَيَافِثَ ، فَوَلَدَ سَامُ الْعَرَبَ
وَفَارِسَ وَالرُّومَ وَفِي كُلِّ هَؤُلاَءِ خَيْرٌ ، وَوَلَدَ حَامُ السُّودَانَ وَالْبَرْبَرَ
وَالْقِبْطَ ، وَوَلَدَ يَافِثُ التُّرْكَ وَالصَّقَالِبَةَ وَيَأْجُوجَ
وَمَأْجُوجَ.
8430- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ
، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنَا
مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ كَعْبٍ ، قَالَ :
لاَ تَكُونُ الْمَلاَحِمُ إِلاَّ عَلَى يَدَيْ رَجُلٍ مِنْ آلِ هِرَقْلَ
الرَّابِعِ أَوِ الْخَامِسِ يُقَالُ لَهُ طَيَّارَةُ.
8431- حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ
، حَدَّثَنَا بَحْرٌ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ
صَالِحٍ ، عَنْ صَفْوَانَ بْنِ عَمْرٍو ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا مَرْيَمَ ، مَوْلَى
أَبِي هُرَيْرَةَ ، يَقُولُ : مَرَّ أَبُو هُرَيْرَةَ بِمَرْوَانَ وَهُوَ يَبْنِي دَارَهُ
الَّتِي وَسَطَ الْمَدِينَةِ ، قَالَ : فَجَلَسْتُ إِلَيْهِ وَالْعُمَّالُ
يَعْمَلُونَ ، قَالَ : ابْنُوا شَدِيدًا ، وَآمِلُوا بَعِيدًا ، وَمُوتُوا
قَرِيبًا ، فَقَالَ مَرْوَانُ : إِنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ يُحَدِّثُ الْعُمَّالَ ،
فَمَاذَا تَقُولُ لَهُمْ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ قَالَ : قُلْتُ : ابْنُوا
شَدِيدًا وَآمِلُوا بَعِيدًا وَمُوتُوا قَرِيبًا يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ - ثَلاَثَ
مَرَّاتٍ - اذْكُرُوا كَيْفَ كُنْتُمْ أَمْسِ وَكَيْفَ أَصْبَحْتُمُ الْيَوْمَ
تُخْدِمُونَ أَرِقَّاءَكُمْ فَارِسَ وَالرُّومَ ، كُلُوا خُبْزَ السَّمِيذِ ، وَاللَّحْمَ
السَّمِينَ لاَ يَأْكُلُ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ، وَلاَ تَكَادَمُوا تَكَادُمَ الْبَرَاذِينِ
، وَكُونُوا الْيَوْمَ صِغَارًا تَكُونُوا غَدًا كِبَارًا ، وَاللَّهِ لاَ
يَرْتَفِعُ مِنْكُمْ رَجُلٌ دَرَجَةً إِلاَّ وَضَعَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
8432- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
أَرُومَةَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ ، عَنْ
ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَقْتَتِلُ عِنْدَ
كَنْزِكُمْ ثَلاَثَةٌ كُلُّهُمُ ابْنُ خَلِيفَةَ ، ثُمَّ لاَ يَصِيرُ إِلَى
وَاحِدٍ مِنْهُمْ ، ثُمَّ تَطْلُعُ الرَّايَاتُ السُّودُ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ
فَيُقَاتِلُونَكُمْ قِتَالاً لَمْ يُقَاتِلْهُ قَوْمٌ - ثُمَّ ذَكَرَ شَيْئًا
فَقَالَ - إِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ ،
فَإِنَّهُ خَلِيفَةُ اللهِ الْمَهْدِيُّ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ.
8433- أَخْبَرَنَا أَبُو
حَفْصٍ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى ، أَنْبَأَ أَبُو هَارُونَ
سَهْلُ بْنُ شَاذَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ طَاوُسٍ ، عَنْ أَبِيهِ
، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : خَيْرُ النَّاسِ فِي الْفِتَنِ رَجُلٌ آخِذٌ
بِعِنَانِ فَرَسِهِ - أَوْ قَالَ : بِرَسَنِ فَرَسِهِ - خَلْفَ أَعْدَاءِ اللهِ يُخِيفُهُمْ
وَيُخِيفُونَهُ ، أَوْ رَجُلٌ مُعْتَزِلٌ فِي بَادِيَتِهِ يُؤَدِّي حَقَّ اللهِ
الَّذِي عَلَيْهِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8434- أَخْبَرَنِي أَبُو
بَكْرِ بْنُ دَارِمٍ الْحَافِظُ ، بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عُثْمَانَ بْنِ سَعِيدٍ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا حَنَانُ بْنُ سُدَيْرٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ
الْمُلاَئِيِّ ، عَنِ الْحَكَمِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ
قَيْسٍ ، وَعَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَخَرَجَ إِلَيْنَا مُسْتَبْشِرًا يُعْرَفُ السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ ، فَمَا
سَأَلْنَاهُ عَنْ شَيْءٍ إِلاَّ أَخْبَرَنَا بِهِ ، وَلاَ سَكَتْنَا إِلاَّ
ابْتَدَأَنَا ، حَتَّى مَرَّتْ فِتْيَةٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ فِيهِمُ الْحَسَنُ
وَالْحُسَيْنُ ، فَلَمَّا رَآهُمُ الْتَزَمَهُمْ وَانْهَمَلَتْ عَيْنَاهُ ،
فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ مَا نَزَالُ نَرَى فِي وَجْهِكَ شَيْئًا نَكْرَهُهُ
، فَقَالَ : إِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ اخْتَارَ اللَّهُ لَنَا الآخِرَةَ عَلَى
الدُّنْيَا ، وَإِنَّهُ سَيَلْقَى أَهْلُ بَيْتِي مِنْ بَعْدِي تَطْرِيدًا
وَتَشْرِيدًا فِي الْبِلاَدِ ، حَتَّى تَرْتَفِعَ رَايَاتٌ سُودٌ مِنَ الْمَشْرِقِ
، فَيَسْأَلُونَ الْحَقَّ فَلاَ يُعْطَوْنَهُ ، ثُمَّ يَسْأَلُونَهُ فَلاَ
يُعْطَوْنَهُ ، ثُمَّ يَسْأَلُونَهُ فَلاَ يُعْطَوْنَهُ ، فَيُقَاتِلُونَ
فَيُنْصَرُونَ ، فَمَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ أَوْ مِنْ أَعْقَابِكُمْ فَلْيَأْتِ
إِمَامَ أَهْلَ بَيْتِي وَلَوْ حَبْوًا عَلَى الثَّلْجِ ، فَإِنَّهَا رَايَاتُ
هُدًى يَدْفَعُونَهَا إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي يُوَاطِئُ اسْمُهُ اسْمِي ،
وَاسْمُ أَبِيهِ اسْمَ أَبِي ، فَيَمْلِكُ الأَرْضَ فَيَمْلاَهَا قِسْطًا
وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا وَظُلْمًا.
8435- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
أَرُومَةَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ : أَتَتْكُمُ الْفِتْنَةُ تَرْمِي بِالرَّضَفِ ، أَتَتْكُمُ الْفِتْنَةُ
السَّوْدَاءُ الْمُظْلِمَةُ ، إِنَّ لِلْفِتْنَةِ وَقَفَاتٌ وَنَقَفَاتٌ ، فَمَنِ
اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَمُوتَ فِي وَقَفَاتِهَا فَلْيَفْعَلْ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8436- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ الْعَلاَءِ الرَّقِّيُّ ،
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ الْكِلاَبِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : تَكُونُ فِتْنَةٌ يَقْتَتِلُونَ عَلَيْهَا عَلَى دَعْوَى
جَاهِلِيَّةٍ ، قَتْلاَهَا فِي النَّارِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8437- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ ، بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ أَبِي
خُثَيْمٍ ، عَنْ نَافِعٍ بْنِ سَرْجِسَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، أَظَلَّتْكُمْ فِتْنَةٌ كَقِطَعِ اللَّيْلِ
الْمُظْلِمِ ، إِنَّمَا خَيْرُ النَّاسِ فِيهَا أَوْ قَالَ : مِنْهَا صَاحِبُ
شَاءٍ يَأْكُلُ مِنْ رَسَلِ غَنَمِهِ ، أَوْ رَجُلٌ وَرَاءَ الدَّرْبِ آخِذٌ
بِعِنَانِ فَرَسِهِ يَأْكُلُ مِنْ سَيْفِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8438- أَخْبَرَنِي
الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى التَّمِيمِيُّ ، أَنْبَأَ
أَبُو مُحَمَّدٍ الْحَسَنُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ حَيْدَرَ الْحِمْيَرِيُّ ،
بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ خَلِيفَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو يَحْيَى
عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحِمَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ
بْنُ عُبَيْدِ اللهِ الْعَدَوِيُّ ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ قُرَّةَ ، عَنْ أَبِي
الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، قَالَ : قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَنْزِلُ بِأُمَّتِي
فِي آخِرِ الزَّمَانِ بَلاَءٌ شَدِيدٌ مِنْ سُلْطَانِهِمْ لَمْ يُسْمَعْ بَلاَءٌ
أَشَدُّ مِنْهُ ، حَتَّى تَضِيقَ عَنْهُمُ الأَرْضُ الرَّحْبَةُ ، وَحَتَّى
يُمْلاَ الأَرْضُ جَوْرًا وَظُلْمًا ، لاَ يَجِدُ الْمُؤْمِنُ مَلْجَأً يَلْتَجِئُ
إِلَيْهِ مِنَ الظُّلْمِ ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ رَجُلاً مِنْ
عِتْرَتِي ، فَيَمْلاَ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلاً ، كَمَا مُلِئَتْ ظُلْمًا
وَجَوْرًا ، يَرْضَى عَنْهُ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الأَرْضِ ، لاَ
تَدَّخِرُ الأَرْضُ مِنْ بَذْرِهَا شَيْئًا إِلاَّ أَخْرَجَتْهُ ، وَلاَ
السَّمَاءُ مِنْ قَطْرِهَا شَيْئًا إِلاَّ صَبَّهُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِدْرَارًا
، يَعِيشُ فِيهَا سَبْعَ سِنِينَ أَوْ ثَمَانِ أَوْ تِسْعَ ، تَتَمَنَّى الأَحْيَاءُ
الأَمْوَاتَ مِمَّا صَنَعَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَهْلِ الأَرْضِ مِنْ خَيْرِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8439- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، أَنْبَأَ يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ عَبْدُ
الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ بَكْرِ بْنِ
الْفُرَاتِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : تَأْتِي عَلَى النَّاسِ سَنَوَاتٌ جَدِعَاتٌ يُصَدَّقُ فِيهَا
الْكَاذِبُ ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ ، وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ ، وَيُخَوَّنُ
فِيهَا الأَمِينُ ، وَيَنْطِقُ فِيهِمُ الرُّوَيْبِضَةُ قِيلَ
: يَا رَسُولَ اللهِ
وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : الرَّجُلُ التَّافِهُ يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ
الْعَامَّةِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8440- أَخْبَرَنَا
الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ الشَّذُورِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ هُبَيْرَةَ ، حَدَّثَنَا
حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَنْبَأَ أَيُّوبُ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ
يَزِيدَ بْنِ عُمَيْرَةَ ، عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ : تَكُونُ فِتْنَةٌ يَكْثُرُ فِيهَا الْمَالُ ، وَيُفْتَحُ فِيهَا
الْقُرْآنُ حَتَّى يَقْرَأَهُ الْمُؤْمِنُ وَالْمُنَافِقُ وَالصَّغِيرُ
وَالْكَبِيرُ وَالرَّجُلُ وَالْمَرْأَةُ ، يَقْرَأُهُ الرَّجُلُ سِرًّا فَلاَ
يُتَّبَعُ عَلَيْهَا ، فَيَقُولُ : وَاللَّهِ لاَقْرَأَنَّهُ عَلاَنِيَةً ، ثُمَّ يَقْرَأُهُ عَلاَنِيَةً
فَلاَ يُتَّبَعُ عَلَيْهَا ، فَيَتَّخِذُ مَسْجِدًا وَيَبْتَدِعُ كَلاَمًا لَيْسَ
فِي كِتَابِ اللهِ وَلاَ مِنْ سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَإِيَّاكُمْ وَإِيَّاهُ فَإِنَّ كُلَّ مَا ابْتَدَعَ ضَلاَلَةٌ قَالَ
: وَلَمَّا مَرِضَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ مَرَضَهُ الَّذِي قُبِضَ فِيهِ كَانَ
يُغْشَى عَلَيْهِ أَحْيَانًا ، وَيُفِيقُ أَحْيَانًا ، حَتَّى غُشِيَ عَلَيْهِ
غَشْيَةً ظَنَنَّا أَنَّهُ قَدْ قُبِضَ ، ثُمَّ أَفَاقَ وَأَنَا مُقَابِلَهُ
أَبْكِي ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكَ ؟ قُلْتُ : وَاللَّهِ لاَ أَبْكِي عَلَى
دُنْيَا كُنْتُ أَنَالُهَا مِنْكَ ، وَلاَ عَلَى نَسَبٍ بَيْنِي وَبَيْنَكَ ،
وَلَكِنْ أَبْكِي عَلَى الْعِلْمِ وَالْحُكْمِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْكَ يَذْهَبُ ،
قَالَ : فَلاَ تَبْكِ فَإِنَّ الْعِلْمَ وَالإِيمَانَ مَكَانَهُمَا ، مَنِ ابْتَغَاهُمَا
وَجَدَهُمَا فَابْتَغِهِ حَيْثُ ابْتَغَاهُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ
وَالسَّلاَمُ ، فَإِنَّهُ سَأَلَ اللَّهَ تَعَالَى وَهُوَ لاَ يَعْلَمُ وَتَلاَ :
{إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ} وَابْتَغِهِ بَعْدِي عِنْدَ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ ، وَإِنْ لَمْ تَجِدْهُ
عِنْدَ وَاحِدٍ مِنْهُمْ فَسَلْ عَنِ النَّاسِ أَعْيَانَهُ : عَبْدُ اللهِ بْنُ
مَسْعُودٍ ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ سَلاَمٍ ، وَسَلْمَانُ ، وَعُوَيْمِرٌ أَبُو
الدَّرْدَاءِ ، وَإِيَّاكَ وَزَيْغَةَ الْحَكِيمِ وَحُكْمَ الْمُنَافِقِ قَالَ :
قُلْتُ : وَكَيْفَ لِي أَنْ أَعْلَمَ زَيْغَةَ الْحَكِيمِ ؟ قَالَ : كَلِمَةُ
ضَلاَلَةٍ يُلْقِيهَا الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِ الرَّجُلِ فَلاَ يَحْمِلُهَا
وَلاَ يَتَأَمَّلُ مِنْهُ ، فَإِنَّ الْمُنَافِقَ قَدْ يَقُولُ الْحَقَّ ، فَخُذِ
الْعِلْمَ أَنَّى جَاءَكَ فَإِنَّ عَلَى الْحَقِّ نُورًا ، وَإِيَّاكَ
وَمُعْضِلاَتِ الآمُورِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8441- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ
عَوْنِ بْنِ سُفْيَانَ الطَّائِيُّ بِحِمْصَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ
عَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سَالِمٍ
الْحِمْصِيُّ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عُتْبَةَ الْيَحْصِبِيِّ ، عَنْ عُمَيْرِ
بْنِ هَانِئٍ الْعَبْسِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، يَقُولُ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْفِتَنَ وَأَكْثَرَ فِي ذِكْرِهَا حَتَّى ذَكَرَ
فِتْنَةَ الأَحْلاَسِ ، فَقَالَ قَائِلٌ : وَمَا فِتْنَةُ الأَحْلاَسِ ؟ قَالَ
: هِيَ فِتْنَةَ هَرَبٍ
وَحَرْبٍ ، ثُمَّ فِتْنَةُ السَّرَّى أَوِ السَّرَّاءِ ثُمَّ يَصْطَلِحُ النَّاسُ
عَلَى رَجُلٍ كَوَرِكٍ عَلَى ضِلَعٍ ، ثُمَّ فِتْنَةُ الدَّهْمَاءِ لاَ تَدَعُ
مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ إِلاَّ لَطَمَتْهُ لَطْمَةً ، فَإِذَا قِيلَ انْقَطَعَتْ
تَمَادَتْ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا ، حَتَّى
يَصِيرَ النَّاسُ إِلَى فُسْطَاطَيْنِ : فُسْطَاطِ إِيمَانٍ لاَ نِفَاقَ فِيهِ ،
وَفُسْطَاطِ نِفَاقٍ لاَ إِيمَانَ فِيهِ ، فَإِذَا كَانَ ذَاكُمْ فَانْتَظِرُوا الدَّجَّالَ
مِنَ الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8442- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ
الْفَضْلِ الْحَرَّانِيُّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ الْعَبْدِيِّ ، عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ
حَتَّى تُكَلِّمَ السِّبَاعُ الإِنْسَانَ ، وَحَتَّى تُكَلِّمَ الرَّجُلَ عَذْبَةُ
سَوْطِهِ ، وَشِرَاكِ نَعْلِهِ ، وَتُخْبِرُهُ بِمَا أَحْدَثَ أَهْلُهُ مِنْ
بَعْدِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8443- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
أَرُومَةَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ ، عَنْ
حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِذَا أَحَبَّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَعْلَمَ أَصَابَتْهُ الْفِتْنَةُ أَمْ
لاَ ، فَلْيَنْظُرْ فَإِنْ كَانَ رَأَى حَلاَلاً كَانَ يَرَاهُ حَرَامًا فَقَدْ أَصَابَتْهُ
الْفِتْنَةُ ، وَإِنْ كَانَ يَرَى حَرَامًا كَانَ يَرَاهُ حَلاَلاً فَقَدْ
أَصَابَتْهُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8444- حَدَّثَنَا أَبُو
زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ السَّلاَمِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، أَنْبَأَ وَكِيعٌ ، حَدَّثَنَا
الْقَاسِمُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : بَيْنَا رَاعٍ يَرْعَى بِالْحَرَّةِ
إِذْ عَدَا الذِّئْبُ عَلَى شَاةٍ مِنَ الشِّيَاهِ ، فَحَالَ الرَّاعِي بَيْنَ الذِّئْبِ
وَبَيْنَ الشَّاةِ ، فَأَقْعَى الذِّئْبُ عَلَى ذَنَبِهِ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ
اللهِ ، تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ رِزْقٍ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيَّ ؟ فَقَالَ
الرَّجُلُ : يَا عَجَبَاهْ ذِئْبٌ يُكَلِّمُنِي بِكَلاَمِ الإِنْسَانِ فَقَالَ
الذِّئْبُ : أَلاَ أُخْبِرُكَ بِأَعْجَبَ مِنِّي ، رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ الْحَرَّتَيْنِ يُخْبِرُ النَّاسَ بِأَنْبَاءِ مَا قَدْ
سَبَقَ ، فَزَوَى الرَّاعِي شِيَاهَهُ إِلَى زَاوِيَةٍ مِنْ زَوَايَا الْمَدِينَةِ
، ثُمَّ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَخْبَرَهُ
فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى النَّاسِ ، فَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : صَدَقَ وَالَّذِي نَفْسِي
بِيَدِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8445- أَخْبَرَنِي أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ
بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ عَبَّادٍ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ أَيُّوبَ
، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ أَوْسٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : تَقْتَتِلَ فِئَتَانِ
عَلَى دَعْوَى جَاهِلِيَّةٍ عِنْدَ خُرُوجِ أَمِيرٍ أَوْ قَبِيلَةٍ ، فَتَظْهَرُ الطَّائِفَةُ
الَّتِي تَظْهَرُ وَهِيَ ذَلِيلَةٌ ، فَيَرْغَبُ فِيهَا مَنْ يَلِيهَا مِنْ
عَدُوِّهَا ، فَيَتَقَحَّمُ فِي النَّارِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8446- أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْمُذَكِّرُ ، بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ ، وَأَبُو
حُذَيْفَةَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ
أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ نُبَيْطِ بْنِ شَرِيطٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : تُعْرَضُ فِتْنَةٌ عَلَى الْقُلُوبِ ، فَأَيُّ قَلْبٍ
أَنْكَرَهَا نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ ، وَأَيُّ قَلْبٍ لَمْ
يُنْكِرْهَا نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، ثُمَّ تُعْرَضُ فِتْنَةٌ
أُخْرَى عَلَى الْقُلُوبِ ، فَإِنْ أَنْكَرَهَا الْقَلْبُ الَّذِي أَنْكَرَهَا فِي
الْمَرَّةِ الأُولَى نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ ، وَإِنْ لَمْ
يُنْكِرْهَا نُكِتَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ ، ثُمَّ تُعْرَضُ فِتْنَةٌ أُخْرَى عَلَى
الْقُلُوبِ ، فَإِنْ أَنْكَرَهَا الَّذِي أَنْكَرَهَا فِي الْمَرَّتَيْنِ
الآولَيَيْنِ اشْتَدَّ وَابْيَضَّ وَصَفَا وَلَمْ تَضُرَّهُ فِتْنَةٌ أَبَدًا ،
وَإِنْ لَمْ يُنْكِرْهَا فِي الْمَرَّتَيْنِ الآولَيَيْنِ اسْوَدَّ وَارْتَدَّ
وَنَكَسَ فَلاَ يَعْرِفُ حَقًّا وَلاَ يُنْكِرُ مُنْكَرًا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8447- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ عَيَّاشٍ ، أَخُو أَبِي بَكْرِ
بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ ، قَالَ : قَالَ ابْنُ
مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : قَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أُحَذِّرُكُمْ سَبْعَ فِتَنٍ تَكُونُ بَعْدِي : فِتْنَةً
تُقْبِلُ مِنَ الْمَدِينَةِ ، وَفِتْنَةً بِمَكَّةَ ، وَفِتْنَةً تُقْبِلُ مِنَ
الْيَمَنِ ، وَفِتْنَةً تُقْبِلُ مِنَ الشَّامِ ، وَفِتْنَةً تُقْبِلُ مِنَ
الْمَشْرِقِ ، وَفِتْنَةً تُقْبِلُ مِنَ الْمَغْرِبِ ، وَفِتْنَةً مِنْ بَطْنِ
الشَّامِ وَهِيَ السُّفْيَانِيُّ.
قَالَ : فَقَالَ
ابْنُ مَسْعُودٍ : مِنْكُمْ مَنْ يُدْرِكُ أَوَّلَهَا ، وَمِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ
مَنْ يُدْرِكُ آخِرَهَا ، قَالَ الْوَلِيدُ بْنُ عَيَّاشٍ : فَكَانَتْ فِتْنَةُ الْمَدِينَةِ
مِنْ قِبَلِ طَلْحَةَ وَالزُّبَيْرِ ، وَفِتْنَةُ مَكَّةَ فِتْنَةُ عَبْدِ اللهِ
بْنِ الزُّبَيْرِ ، وَفِتْنَةُ الشَّامِ مِنْ قِبَلِ بَنِي أُمَيَّةَ ، وَفِتْنَةُ
الْمَشْرِقِ مِنْ قِبَلِ هَؤُلاَءِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8448- حَدَّثَنِي أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ الْفِلَسْطِينِيُّ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الْعَزِيزِ ابْنُ أَخِي حُذَيْفَةَ ،
عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : أَوَّلُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ
دِينِكُمُ الْخُشُوعُ ، وَآخِرُ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الصَّلاَةُ ، وَلَتُنْقَضَنَّ
عُرَى الإِسْلاَمِ عُرْوَةً عُرْوَةً ، وَلَيُصَلِّيَنَّ النِّسَاءُ وَهُنَّ
حُيَّضٌ ، وَلَتَسْلُكُنَّ طَرِيقَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ حَذْوَ الْقُذَّةِ
بِالْقُذَّةِ ، وَحَذْوَ النَّعْلِ بِالنَّعْلِ ، لاَ تُخْطِئُونَ طَرِيقَهُمْ ،
وَلاَ يُخْطِأَنَّكُمْ حَتَّى تَبْقَى فِرْقَتَانِ مِنْ فِرَقٍ كَثِيرَةٍ
فَتَقُولُ إِحْدَاهُمَا : مَا بَالُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ ، لَقَدْ ضَلَّ مَنْ
كَانَ قَبْلَنَا إِنَّمَا قَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {أَقِمِ
الصَّلاَةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ} لاَ تُصَلُّوا إِلاَّ ثَلاَثًا
، وَتَقُولُ الآخْرَى : إِيمَانُ الْمُؤْمِنِينَ بِاللَّهِ كَإِيمَانِ
الْمَلاَئِكَةِ مَا فِينَا كَافِرٌ وَلاَ مُنَافِقٌ ، حَقٌّ عَلَى اللهِ أَنْ
يَحْشُرَهُمَا مَعَ الدَّجَّالِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8449- حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ، حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : انْطَلَقْتُ أَنَا وَعُمَرُ ، وَابْنُ ضَلِيعٍ إِلَى حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ
، وَعِنْدَهُ سِمَاطَانِ مِنَ النَّاسِ ، فَقُلْنَا : يَا حُذَيْفَةُ ، أَدْرَكْتَ
مَا لَمْ نُدْرِكْ ، وَعَلِمْتَ مَا لَمْ نَعْلَمْ ، وَسَمِعْتَ مَا لَمْ نَسْمَعْ
، فَحَدِّثْنَا بِشَيْءٍ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ ، فَقَالَ : لَوْ
حَدَّثْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُ مَا انْتَظَرْتُمْ بِيَ اللَّيْلَ الْقَرِيبَ
، قَالَ : قُلْنَا لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ ، وَلَكِنْ حَدِّثْنَا بِأَمْرٍ
لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ ، قَالَ : لَوْ حَدَّثْتُكُمْ أَنَّ أُمَّ أَحَدِكُمْ
تَغْزُو فِي كَتِيبَةٍ حَتَّى تَضْرِبَ بِالسَّيْفِ مَا صَدَّقْتُمُونِي ، قُلْنَا
: لَيْسَ عَنْ هَذَا نَسْأَلُكَ وَلَكِنْ حَدِّثْنَا بِشَيْءٍ لَعَلَّ اللَّهَ
أَنْ يَنْفَعَنَا بِهِ ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّ هَذَا
الْحَيَّ مِنْ مُضَرَ لاَ يَزَالُ بِكُلِّ عَبْدٍ صَالِحٍ يَقْتُلُهُ ،
وَيُهْلِكُهُ وَيُفْنِيهِ حَتَّى يُدْرِكَهُمُ اللَّهُ بِجُنُودٍ مِنْ عِنْدِهِ
فَتَقْتُلَهُمْ حَتَّى لاَ يَمْنَعَ ذَنَبَ تَلْعَةٍ قَالَ عَمْرُو بْنُ ضَلِيعٍ
: وَاثُكْلَ أُمِّهِ
أَلَهَوْتَ النَّاسَ إِلاَّ عَنْ مُضَرَ ، قَالَ : أَلَسْتَ مِنْ مُحَارِبِ خَصَفَةَ ؟ قَالَ : بَلَى ، قَالَ : فَإِذَا رَأَيْتَ
قَيْسًا قَدْ تَوَالَتِ الشَّامَ فَخُذْ حِذْرَكَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ
عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8450- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
أَرُومَةَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، عَنْ مَالِكِ بْنِ ظَالِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ لِمَرْوَانَ بْنِ الْحَكَمِ :
أَخْبَرَنِي حِبِّي أَبُو الْقَاسِمِ الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ ، صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ فَسَادَ أُمَّتِي عَلَى يَدِي غِلْمَةٍ سُفَهَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
وَقَدْ شَهِدَ
حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ بِصِحَّةِ هَذَا الْحَدِيثِ.
8451- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيُّ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَرْوَانَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حَنْظَلَةَ ، قَالَ :
لَمَّا قُتِلَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، دَخَلْنَا عَلَى حُذَيْفَةَ
فَإِذَا الْقَوْمُ عِنْدَهُ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لاَ تَدَعُ ظَلَمَةُ مُضَرَ
عَبْدًا لِلَّهِ مُؤْمِنًا إِلاَّ قَتَلُوهُ أَوْ فَتَنُوهُ حَتَّى يَضُرَّ بِهُمُ
اللَّهُ ، وَالْمُؤْمِنُونَ حَتَّى لاَ يَمْنَعُوا ذَنَبَ تَلْعَةٍ فَقَالَ رَجُلٌ
: أَتَقُولُ هَذَا
وَأَنْتَ رَجُلٌ مِنْ مُضَرَ ، قَالَ : لاَ أَقُولُ إِلاَّ مَا قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَلَّمَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8452- أَخْبَرَنِي
الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُوَجَّهِ ،
أَنْبَأَ عَبْدَانُ ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللهِ ، أَنْبَأَ عَوْفٌ ، عَنْ أَبِي
الْمِنْهَالِ ، عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
: إِنَّ ذَلِكَ الَّذِي بِالشَّامِ يَعْنِي مَرْوَانَ وَاللَّهِ إِنْ يُقَاتِلُ
إِلاَّ عَلَى الدُّنْيَا ، وَأَنَّ ذَلِكَ الَّذِي بِمَكَّةَ يَعْنِي ابْنَ
الزُّبَيْرِ إِنْ يُقَاتِلُ إِلاَّ عَلَى الدُّنْيَا ، وَأَنَّ الَّذِينَ
تَدْعُونَهُمْ قُرَّاءَكُمْ وَاللَّهِ إِنْ يُقَاتِلُونَ إِلاَّ عَلَى الدُّنْيَا
فَقَالَ لَهُ أَبِي : فَمَا تَأْمُرُنَا إِذًا ؟ قَالَ : لاَ أَرَى خَيْرَ النَّاسِ إِلاَّ عِصَابَةً
مُلَبِّدَةً وَقَالَ بِيَدِهِ خِمَاصَ الْبُطُونِ مِنْ أَمْوَالِ النَّاسِ ،
خِفَافَ الظُّهُورِ مِنْ دِمَائِهِمْ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ
: وَأَخْبَرَنِي
مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، أَنَّهُ قَالَ لِرَجُلٍ يَسْأَلُهُ عَنِ الْقِتَالِ مَعَ الْحَجَّاجِ
، أَوْ مَعَ ابْنِ الزُّبَيْرِ ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : مَعَ أَيِّ
الْفَرِيقَيْنِ قَاتَلْتَ فَقُتِلَتْ فَفِي لَظًى.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8453- أَخْبَرَنِي عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلاَبُ ، بِهَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ
الْعَلاَءِ الرَّقِّيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي أُنَيْسَةَ ، عَنْ عَمْرِو
بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ
حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : بَعْضُنَا : حَدِّثْنَا يَا أَبَا عَبْدِ
اللهِ مَا سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ
: لَوْ فَعَلْتُ لَرَجَمْتُمُونِي ، قَالَ : قُلْنَا سُبْحَانَ اللهِ أَنَحْنُ
نَفْعَلُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : أَرَأَيْتَكُمْ لَوْ حَدَّثْتُكُمْ أَنَّ بَعْضَ
أُمَّهَاتِكُمْ تَأْتِيكُمْ فِي كَتِيبَةٍ كَثِيرٍ عَدَدُهَا ، شَدِيدٍ بَأْسُهَا
صَدَقْتُمْ بِهِ ؟ قَالُوا : سُبْحَانَ اللهِ وَمَنْ يُصَدِّقُ بِهَذَا ؟ ثُمَّ قَالَ حُذَيْفَةُ
: أَتَتْكُمُ
الْحُمَيْرَاءُ فِي كَتِيبَةٍ يَسُوقُهَا أَعْلاَجُهَا حَيْثُ تَسُوءُ وُجُوهَكُمْ
ثُمَّ قَامَ فَدَخَلَ مَخْدَعًا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8454- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، حَدَّثَنَا
أَبِي ، عَنْ صَالِحٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، قَالَ : قَالَ أَبُو إِدْرِيسَ
عَائِذُ اللهِ الْخَوْلاَنِيُّ : سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : وَاللَّهِ
إِنِّي لاَعْلَمُ النَّاسِ بِكُلِّ فِتْنَةٍ هِيَ كَائِنَةٌ بَيْنِي وَبَيْنَ السَّاعَةِ
، وَمَا ذَاكَ أَنْ يَكُونَ حَدَّثَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِهَا مِنْ شَيْءٍ لَمْ يُحَدِّثْ بِهَا غَيْرِي ، وَلَكِنْ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : وَهُوَ يُحَدِّثُ مَجْلِسًا أَنَا فِيهِ عَنِ الْفِتَنِ ، وَهُوَ يَعُدُّ
الْفِتَنَ فِيهِنَّ ثَلاَثٌ لاَ تَذَرُنَّ شَيْئًا مِنْهُنَّ كَرِيَاحِ الصَّيْفِ
مِنْهَا صِغَارٌ وَمِنْهَا كِبَارٌ ، فَذَهَبَ أُولَئِكَ الرَّهْطُ كُلُّهُمْ
غَيْرِي.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8455- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ
بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
بْنِ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ
يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِنِّي لاَعْلَمُ فِتْنَةً يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ الَّذِي
قَبْلَهَا مَعَهَا كَنَفْحَةِ أَرْنَبٍ ، وَإِنِّي لاَعْلَمُ الْمَخْرَجَ مِنْهَا
قُلْنَا : وَمَا
الْمَخْرَجُ مِنْهَا ؟ قَالَ : أُمْسِكُ يَدِي حَتَّى يَجِيءَ مَنْ يَقْتُلُنِي.
قَالَ مَعْمَرٌ :
وَحَدَّثَنِي شَيْخٌ لَنَا أَنَّ امْرَأَةً جَاءَتْ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَتْ لَهَا : ادْعِي اللَّهَ
أَنْ يُطْلِقَ لِي يَدِي ، قَالَتْ : وَمَا شَأْنُ يَدِكِ ؟ قَالَتْ : كَانَ لِي أَبَوَانِ فَكَانَ أَبِي كَثِيرَ
الْمَالِ كَثِيرَ الْمَعْرُوفِ كَثِيرَ الْفَضْلِ كَثِيرَ الصَّدَقَةِ ، وَلَمْ
يَكُنْ عِنْدَ أُمِّي مِنْ ذَلِكَ شَيْءٌ ، لَمْ أَرَهَا تَصَدَّقَتْ بِشَيْءٍ
قَطُّ غَيْرَ أَنَّا نَحَرْنَا بَقَرَةً فَأَعْطَتْ مِسْكِينًا شَحْمَةً فِي
يَدِهِ ، وَأَلْبَسَتْهُ خِرْقَةً ، فَمَاتَتْ أُمِّي وَمَاتَ أَبِي فَرَأَيْتُ
أَبِي عَلَى نَهْرٍ يَسْقِي النَّاسَ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَتَاهُ هَلْ رَأَيْتَ
أُمِّي ؟ قَالَ : لاَ أَوَمَاتَتْ ؟ قُلْتُ : بَلَى ، قَالَ : فَذَهَبْتُ أَلْتَمِسُهَا
فَوَجَدْتُهَا قَائِمَةً عُرْيَانَةً لَيْسَ عَلَيْهَا إِلاَّ تِلْكَ الْخِرْقَةِ
وَتِلْكَ الشَّحْمَةِ فِي يَدِهَا ، وَهِيَ تَضْرِبُ بِهَا فِي يَدِهَا الآخْرَى ،
ثُمَّ تَعَضُّ أَثَرَهَا ، وَتَقُولُ : وَاعَطَشَاهُ ، فَقُلْتُ : يَا أُمَّهْ
أَلاَ أَسْقِيكِ ؟ قَالَتْ : بَلَى ، فَذَهَبْتُ إِلَى أَبِي فَذَكَرْتُ ذَلِكَ
لَهُ وَأَخَذْتُ مِنْ عِنْدِهِ إِنَاءً فَسَقَيْتُهَا فَنَبِهَ بِي بَعْضُ مَنْ
كَانَ عِنْدَهَا قَائِمًا ، فَقَالَ : مَنْ سَقَاهَا أَشَلَّ اللَّهُ يَدَهُ ،
فَاسْتَيْقَظْتُ وَقَدْ شُلَّتْ يَدِي.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8456- أَخْبَرَنَا
الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ وَحَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ
بَالَوَيْهِ ، قَالاَ : أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ
الأَزْدِيُّ ، حَدَّثَنَا جَدِّي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ
، عَنْ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا ،
أَخْبَرَنَا بِمَا يَكُونُ فِيهِ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ عَقِلَهُ فِينَا مِنْ
عَقِلَهُ ، وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ . وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو عَوَانَةَ ، وَأَبَانُ بْنُ يَزِيدَ الْعْطَّارُ
، عَنْ عَاصِمٍ ، وَعَاصِمُ بْنُ أَبِي النَّجُودِ إِمَامٌ مُتَّفَقٌ عَلَى إِمَامَتِهِ
فِي الْقُرْآنِ وَسَائِرِ الْعُلُومِ إِذَا انْفَرَدَ بِالْحَدِيثِ لَزِمَنَا
قَبُولَهُ.
أَمَّا حَدِيثُ أَبِي
عَوَانَةَ:
8457- فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ،
قَالاَ : حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الشَّهِيدُ ، حَدَّثَنَا
أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ عَاصِمٍ ،
عَنْ زِرٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَامَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَقَامًا ، فَلَمْ يَدَعْ شَيْئًا إِلاَّ
ذَكَرَهُ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ عَقِلَهُ مَنْ عَقِلَهُ ، وَنَسِيَهُ مَنْ
نَسِيَهُ.
8458- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى
، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ
عَوْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَرَعَةِ
، قَالَ جُنْدُبٌ : وَاللَّهِ لَيُهْرَاقَنَّ دِمَاءٌ ، فَقَالَ رَجُلٌ : كَلاَ
وَاللَّهِ . قَالَ : قُلْتُ : أَرَاكَ الْيَوْمَ جَلِيسَ سُوءٍ ، تَسْمَعُنِي
أُحَدِّثُ وَقَدْ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فَلاَ يَنْهَانِي ، فَقَالَ : مَا لَكَ وَمَا لِلْغَضَبِ ؟ قَالَ :
فَأَقْبَلْتُ أَسْأَلُهُ فَإِذَا هُوَ حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8459- أَخْبَرَنِي
الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الشَّذُورِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ هُبَيْرَةَ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ عَيَّاشٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَمْزَةَ
بْنِ صُهَيْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَالِمَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ
يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
كَانَ يَقُولُ : إِنَّ اللَّهَ بَدَأَ هَذَا الأَمْرَ حِينَ بَدَأَ بِنُبُوَّةٍ
وَرَحْمَةٍ ، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى خِلاَفَةٍ ، ثُمَّ يَعُودُ إِلَى سُلْطَانٍ
وَرَحْمَةٍ ، ثُمَّ يَعُودُ مُلْكًا وَرَحْمَةً ، ثُمَّ يَعُودُ جَبْرِيَّةً تَكَادَمُونَ
تَكَادُمَ الْحَمِيرِ ، أَيُّهَا النَّاسُ ، عَلَيْكُمْ بِالْغَزْوِ وَالْجِهَادِ
مَا كَانَ حُلْوًا خَضِرًا قَبْلَ أَنْ يَكُونَ مُرًّا عَسِرًا ، وَيَكُونُ
تَمَامًا قَبْلَ أَنْ يَكُونَ رِمَامًا أَوْ يَكُونَ حُطَامًا ، فَإِذَا أَشَاطَتِ
الْمَغَازِي وَأُكِلَتِ الْغَنَائِمُ وَاسْتُحِلَّ الْحَرَامُ ، فَعَلَيْكُمْ
بِالرِّبَاطِ فَإِنَّهُ خَيْرُ جِهَادِكُمْ.
8460- أَخْبَرَنِي أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَفِيدُ ، حَدَّثَنَا جَدِّي
، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ ، أَنْبَأَ أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ
الأَشْجَعِيِّ ، عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَدْرُسُ الإِسْلاَمُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ
الثَّوْبِ ، حَتَّى لاَ يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلاَ صَدَقَةٌ وَلاَ نُسُكٌ ،
وَيُسَرَّى عَلَى كِتَابِ اللهِ فِي لَيْلَةٍ فَلاَ يَبْقَى فِي الأَرْضِ مِنْهُ
آيَةٌ ، وَيَبْقَى طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ
الْكَبِيرَةُ ، يَقُولُونَ : أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ :
لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَنَحْنُ نَقُولُهَا قَالَ صِلَةُ بْنُ زُفَرَ لِحُذَيْفَةَ
: فَمَا تُغْنِي عَنْهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ مَا
صِيَامٌ وَلاَ صَدَقَةٌ وَلاَ نُسُكٌ ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ،
فَرَدَّدَهَا عَلَيْهِ ثَلاَثًا كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ حُذَيْفَةُ ، ثُمَّ
أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ ، فَقَالَ : يَا صِلَةُ تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8461- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ ابْنُ عَوْنٍ ، عَنْ
خَالِدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
الآيَاتُ خَرَزَاتٌ مَنْظُومَاتٌ فِي سِلْكٍ ، يُقْطَعُ السِّلْكُ فَيَتْبَعُ
بَعْضُهَا بَعْضًا.
قَالَ خَالِدُ بْنُ
الْحُوَيْرِثِ : كُنَّا نَادِينَ بِالصَّبَاحِ ، وَهُنَاكَ عَبْدُ اللهِ بْنُ
عَمْرٍو ، وَكَانَ هُنَاكَ امْرَأَةٌ مِنْ بَنِي الْمُغِيرَةِ يُقَالُ لَهَا :
فَاطِمَةُ ، فَسَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو يَقُولُ : ذَاكَ يَزِيدُ بْنُ
مُعَاوِيَةَ ، فَقَالَتْ : أَكَذَاكَ يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو تَجِدُهُ
مَكْتُوبًا فِي الْكِتَابِ ؟ قَالَ : لاَ أَجِدُهُ بِاسْمِهِ وَلَكِنْ أَجِدُ
رَجُلاً مِنْ شَجَرَةِ مُعَاوِيَةَ يَسْفِكُ الدِّمَاءَ ، وَيُسْتَحَلُّ
الأَمْوَالَ ، وَيَنْقُضُ هَذَا الْبَيْتَ حَجَرًا حَجَرًا ، فَإِنْ كَانَ ذَلِكَ
وَأَنَا حَيٌّ وَإِلاَّ فَاذْكُرِينِي ، قَالَ : وَكَانَ مَنْزِلُهَا عَلَى أَبِي قُبَيْسٍ
، فَلَمَّا كَانَ زَمَنُ الْحَجَّاجِ ، وَابْنِ الزُّبَيْرِ وَرَأَتِ الْبَيْتَ
يُنْقَضُ ، قَالَتْ : رَحِمَ اللَّهُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو قَدْ كَانَ
حَدَّثَنَا بِهَذَا.
8462- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الأَصْفَهَانِيُّ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ،
عَنْ زَيْدِ بْنِ يُثَيْعٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
كَيْفَ بِكُمْ إِذَا سُئِلْتُمُ الْحَقَّ فَأَعْطَيْتُمُوهُ ، وَإِذَا سَأَلْتُمْ
حَقَّكُمْ فَمُنِعْتُمُوهُ قَالُوا : نَصْبِرُ ، قَالَ : دَخَلْتُمُوهَا وَرَبِّ الْكَعْبَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8463- أَخْبَرَنَا أَبُو
النَّضْرِ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ ، وَأَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الْعَنَزِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ نَجْدَةَ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا بَشِيرُ
بْنُ الْمُهَاجِرِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يَجِيءُ
قَوْمٌ صِغَارُ الْعُيُونِ ، عِرَاضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْحَجَفُ ،
فَيُلْحِقُونَ أَهْلَ الإِسْلاَمِ بِمَنَابِتِ الشِّيحِ ، كَأَنِّي أَنْظُرُ
إِلَيْهِمْ وَقَدْ رَبَطُوا خُيُولَهُمْ بِسَوَارِي الْمَسْجِدِ فَقِيلَ لِرَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ ؟ قَالَ :
التُّرْكُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
وَقَدِ اتَّفَقَ
الشَّيْخَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَى حَدِيثِ أَبِي الزِّنَادِ ، عَنِ
الأَعْرَجِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى
تُقَاتِلُوا التُّرْكَ عِرَاضَ الْوُجُوهِ صِغَارَ الْعُيُونِ ، ذُلْفَ الآنُوفِ ،
كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ.
8464- سَمِعْتُ الْفَقِيهَ
الأَدِيبُ الأَوْحَدُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الْقَفَّالُ غَيْرَ
مَرَّةٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الصُّولِيُّ
النَّحْوِيُّ ، يَقُولُ : أَوَّلُ مَنْ مَدَحَ التُّرْكَ مِنْ شُعَرَاءِ الْعَرَبِ
عَلِيُّ بْنُ الْعَبَّاسِ الرُّومِيُّ حَيْثُ يَقُولُ:
إِذَا ثَبَتُوا
فَسَدٌّ مِنْ حَدِيدٍ ..... تَخَالُ عُيُونَنَا فِيهِ تَحَارُ
وَإِنْ بَرَزُوا
فَنِيرَانٌ تَلَظَّى ..... عَلَى الأَعْدَاءِ يَصْرِفُهَا اسْتَعَارُ
مُلُوكُ الأَرْضِ
أَعْيُنُهُمْ صِغَارُ ..... إِذَا بَرَزُوا وَأَنْفُسُهُمْ كِبَارُ.
8465- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ ، بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ،
أَخْبَرَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كَأَنِّي بِالتُّرْكِ قَدْ أَتَتْكُمْ عَلَى بَرَاذِينَ مُجَذَّمَةِ الأَذَانِ
حَتَّى تَرْبِطُهَا بِشَطِّ الْفُرَاتِ.
8465أ- أَخْبَرَنَا هِشَامٌ
، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ الدُّئِلِيُّ ، سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ
بْنَ عَمْرٍو ، يَقُولُ : يُوشِكُ أَنْ لاَ يَبْقَى فِي أَرْضِ الْعَجَمِ مِنَ
الْعَرَبِ إِلاَّ قَتِيلٌ ، أَوْ أَسِيرٌ يَحْكُمُ فِي دَمِهِ . فَقَالَ زُرْعَةُ
بْنُ ضَمْرَةَ : أَتَظْهَرُ الْمُشْرِكُونَ عَلَى الإِسْلاَمِ ؟ قَالَ : مِمَّنْ
أَنْتَ ؟ قَالَ : مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ ، قَالَ : لاَ تَقُومُ
السَّاعَةُ حَتَّى تَدَافَعَ مَنَاكِبُ نِسَاءِ بَنِي عَامِرٍ عَلَى ذِي
الْخَلَصَةِ ، قَالَ : فَذَكَرَ قَوْلَهُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ ، فَقَالَ :
عَبْدُ اللهِ أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ.
عَلَى شَرْطِ
الْبُخَارِيِّ وَمُسْلِمٍ.
8466- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّمَّاكِ الزَّاهِدُ بِبَغْدَادَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَنْصُورٍ الْحَارِثِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : يُوشِكُ بَنُو
قَنْطُورَاءَ بْنِ كَرْكَرَ أَنْ يُخْرِجُوا أَهْلَ الْعِرَاقِ مِنْ أَرْضِهِمْ
قُلْتُ : ثُمَّ يَعُودُونَ ؟ قَالَ : إِنَّكَ لَتَشْتَهِي ذَلِكَ ؟ قَالَ
: وَيَكُونُ لَهُمْ
سَلْوَةٌ مِنْ عَيْشٍ.
8467- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنِ ابْنِ سِيرِينَ ،
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي بَكْرَةَ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ : أَوْشَكَ بَنُو قَنْطُورَاءَ
أَنْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ أَرْضِ الْعِرَاقِ قَالَ : قُلْتُ : ثُمَّ يَعُودُونَ ؟ قَالَ : وَذَاكَ أَحَبُّ إِلَيْكَ ، ثُمَّ
يَعُودُونَ وَيَكُونُ لَهُمْ بِهَا سَلْوَةٌ مِنْ عَيْشٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ، وَبَنُو قَنْطُورَاءَ
هُمُ التُّرْكُ.
8468- حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ غِيَاثٍ الْعَبْدِيُّ بِبَغْدَادَ ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْبَكْرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
عَيَّاشٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ ثَابِتِ بْنِ ثَوْبَانَ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ الْفَضْلِ ، عَنِ الأَعْرَجِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى
تُقَاتِلُوا التُّرْكَ صِغَارَ الأَعْيُنِ حُمْرَ الْوُجُوهِ ، ذُلْفَ الآنُوفِ ،
كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَا فِيهِ : حُمْرَ الْوُجُوهِ.
8469- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي سُلَيْمَانُ بْنُ بِلاَلٍ ،
عَنْ ثَوْرِ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي الْغَيْثِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ
: هَلْ سَمِعْتُمْ بِمَدِينَةٍ جَانِبٌ مِنْهَا فِي الْبِرِّ وَجَانِبٌ مِنْهَا فِي
الْبَحْرِ ؟ فَقَالُوا : نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : لاَ تَقُومُ
السَّاعَةُ حَتَّى يَغْزُوهَا سَبْعُونَ أَلْفًا مِنْ بَنِي إِسْحَاقَ ، حَتَّى
إِذَا جَاءُوهَا نَزَلُوا ، فَلَمْ يُقَاتِلُوا بِسِلاَحٍ وَلَمْ يَرْمُوا
بِسَهْمٍ قَالَ : فَيَقُولُونَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ
فَيَسْقُطُ أَحَدُ جَانِبَيْهَا قَالَ ثَوْرٌ : وَلاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ قَالَ :
جَانِبُهَا الَّذِي يَلِي الْبَرَّ ، ثُمَّ يَقُولُونَ الثَّانِيَةَ : لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ ، فَيَسْقُطُ جَانِبُهَا الآخَرُ ، ثُمَّ
يَقُولُونَ الثَّالِثَةَ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ
فَيُفْرَجُ لَهُمْ فَيَدْخُلُونَهَا فَيَغْنَمُونَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ
يَقْتَسِمُونَ الْغَنَائِمَ إِذَا جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ : أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ
خَرَجَ ، فَيَتْرُكُونَ كُلَّ شَيْءٍ وَيَرْجِعُونَ يُقَالُ إِنَّ هَذِهِ الْمَدِينَةُ
هِيَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ قَدْ صَحَّتِ الرِّوَايَةُ أَنَّ فَتْحَهَا مَعَ
قِيَامِ السَّاعَةِ.
8470- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ ، بِمَكَّةَ
حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ عَبْدُ
الرَّزَّاقِ وَأَخْبَرَنِي أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ
أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تُقَاتِلُوا خُوزًا
وَكَرْمَانَ ، قَوْمٌ مِنَ الأَعَاجِمِ ، حُمْرُ الْوُجُوهِ ، فُطْسُ الآنُوفِ ،
صِغَارُ الأَعْيُنِ ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ ،
نِعَالُهُمُ الشَّعْرُ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ
عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8471- حَدَّثَنَا أَبُو
إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا إِمَامُ
الْمُسْلِمِينَ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ،
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّوْرَقِيُّ ، حَدَّثَنَا ابْنُ
عُلَيَّةَ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ أَبِي
قَتَادَةَ ، عَنْ أَسِيرِ بْنِ جَابِرٍ ، قَالَ : هَاجَتْ رِيحٌ حَمْرَاءُ بِالْكُوفَةِ
فَجَاءَ رَجُلٌ إِلَى
عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَلَيْسَ لَهُ هِجِّيرٌ
: أَلاَ يَا عَبْدَ
اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ جَاءَتِ السَّاعَةُ ، قَالَ : وَكَانَ عَبْدُ اللهِ مُتَّكِئًا فَقَعَدَ ، فَقَالَ : إِنَّ
السَّاعَةَ لاَ تَقُومُ حَتَّى لاَ يُقَسَّمَ مِيرَاثٌ ، وَلاَ يَفْرَحُ
بِغَنِيمَةٍ عَدُوٍّ ، يَجْمَعُونَ لِأَهْلِ الإِسْلاَمِ وَيَجْمَعُ لَهُمْ أَهْلُ
الإِسْلاَمِ وَنَحَا بِيَدِهِ نَحْوَ الشَّامِ قُلْتُ : الرُّومَ تَعْنِي ؟ قَالَ
: نَعَمْ ، وَيَكُونُ عِنْدَ ذَاكُمُ الْقِتَالُ رِدَّةً شَدِيدَةً ، فَيَتَشَرَّطُ
الْمُسْلِمُونَ شَرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَةٌ ،
فَيُقَاتِلُونَ حَتَّى يَحْجِزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ فَيَفِيءُ هَؤُلاَءِ
وَيَفِيءُ هَؤُلاَءِ ، كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ، ثُمَّ
يَشْتَرِطُ الْمُسْلِمُونَ شَرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَةً ،
فَيُقَاتِلُونَ حَتَّى يَحْجِزَ بَيْنَهُمُ اللَّيْلُ فَيَفِيءُ هَؤُلاَءِ
وَهَؤُلاَءِ كُلٌّ غَيْرُ غَالِبٍ ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ثُمَّ يَشْتَرِطُ
الْمُسْلِمُونَ شَرْطَةً لِلْمَوْتِ لاَ تَرْجِعُ إِلاَّ غَالِبَةً ،
فَيُقَاتِلُونَ حَتَّى يُمْسُوا فَيَفِيءُ هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ كُلٌّ غَيْرُ
غَالِبٍ ، وَتَفْنَى الشُّرْطَةُ ، فَإِذَا كَانَ الرَّابِعُ نَهَدَ إِلَيْهِمْ بَقِيَّةُ
أَهْلِ الإِسْلاَمِ فَجَعَلَ اللَّهُ الدَّائِرَةَ عَلَيْهِمْ ، فَيَقْتَتِلُونَ
مَقْتَلَةً عَظِيمَةً إِمَّا قَالَ : لَمْ يُرَ مِثْلُهَا ، وَإِمَّا قَالَ : لَنْ
نَرَ مِثْلَهَا حَتَّى إِنَّ الطَّائِرَ لَيَمُرُّ بِجَنَبَاتِهِمْ فَلاَ
يُخَلِّفُهُمْ حَتَّى يَخِرَّ مَيِّتًا ، فَيَتَعَادُّ بَنُو الأَبِ وَكَانُوا
مِائَةً ، فَلاَ يَجِدُونَ بَقِيَ مِنْهُمْ إِلاَّ الرَّجُلُ الْوَاحِدُ ،
فَبِأَيِّ غَنِيمَةٍ يَفْرَحُ أَوْ مِيرَاثٍ يُقَسَّمُ ، قَالَ : فَبَيْنَمَا هُمْ
كَذَلِكَ إِذْ سَمِعُوا بِنَاسٍ هُمْ أَكْثَرُ مِنْ ذَاكَ جَاءَهُمُ الصَّرِيخُ
أَنَّ الدَّجَّالَ قَدْ خَلَّفَ فِي ذَرَارِيِّهِمْ ، فَيَرْفُضُونَ مَا فِي
أَيْدِيهِمْ وَيُقْبِلُونَ فَيَبْعَثُونَ عَشْرَةَ فَوَارِسَ طَلِيعَةً ، قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي لاَعْرِفُ أَسْمَاءَهُمْ
وَأَسْمَاءَ آبَائِهِمْ ، وَأَلْوَانَ خُيُولِهِمْ ، هُمْ خَيْرُ فَوَارِسَ عَلَى
ظَهْرِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ وَقَالَ : هُمْ خَيْرٌ مَنْ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8472- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
أَرُومَةَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ سُفْيَانُ : لاَ أَعْلَمُ إِلاَّ قَدْ رَفَعَهُ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ
حَتَّى تَعُودَ أَرْضُ الْعَرَبِ مُرُوجًا وَأَنْهَارًا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8473- أَخْبَرَنِي
الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الشَّذُورِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ هُبَيْرَةَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ
زَيْدٍ ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ ، وَعَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ
، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، قَالَ : أَتَيْنَا عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ
لِنُعَارِضَ مُصْحَفَنَا بِمُصْحَفِهِ ، فَلَمَّا حَضَرَتِ الْجُمُعَةُ أَمَرَنَا فَاغْتَسَلْنَا
وَتَطَيَّبْنَا ، وَرُحْنَا إِلَى الْمَسْجِدِ ، فَجَلَسْنَا إِلَى رَجُلٍ
يُحَدِّثُ ثُمَّ جَاءَ عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ فَتَحَوَّلْنَا إِلَيْهِ ،
فَقَالَ عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : يَكُونُ لِلْمُسْلِمِينَ ثَلاَثَةُ أَمْصَارٍ :
مِصْرٌ بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ ، وَمِصْرٌ بِالْجَزِيرَةِ ، وَمِصْرٌ بِالشَّامِ
، فَيَفْزَعُ النَّاسُ ثَلاَثَ فَزَعَاتٍ فَيَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي عِرَاضِ
جَيْشٍ فَيَهْزِمُ مَنْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ ، فَأَوَّلُ مِصْرٍ يَرُدُّهُ
الْمِصْرُ الَّذِي بِمُلْتَقَى الْبَحْرَيْنِ ، فَتَصِيرُ أَهْلُهَا ثَلاَثَ
فِرَقٍ : فِرْقَةٌ تُقِيمُ وَتَقُولُ نُشَامُّهُ وَنَنْظُرُ مَا هُوَ ، وَفِرْقَةٌ
تَلْحَقُ بِالأَعْرَابِ ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيهِمْ ،
ثُمَّ يَأْتِي الْمِصْرَ الَّذِي يَلِيهِمْ فَيَصِيرُ أَهْلُهُ ثَلاَثَ فِرَقٍ :
فِرْقَةٌ تَقُولُ نُشَامُّهُ وَنَنْظُرُ مَا هُوَ ، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالأَعْرَابِ
، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِالْمِصْرِ الَّذِي يَلِيهِمْ ، ثُمَّ يَأْتِي الشَّامَ
فَيَنْحَازُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى عَقَبَةِ أَفِيقَ فَيَبْعَثُونَ بِسَرْحٍ لَهُمْ
، فَيُصَابُ سَرْحُهُمْ فَيَشْتَدُّ ذَلِكَ عَلَيْهِمْ ، وَتُصِيبُهُمْ مَجَاعَةٌ
شَدِيدَةٌ وَجَهْدٌ ، حَتَّى إِنَّ أَحَدَهُمْ لَيُحْرِقُ وِتْرَ قَوْسِهِ
فَيَأْكُلُهُ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّحَرِ
: يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، أَتَاكُمُ الْغَوْثُ ، فَيَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ :
إِنَّ هَذَا لَصَوْتُ رَجُلٍ شَبْعَانَ ، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عِنْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ ، فَيَقُولُ لَهُ إِمَامُ
النَّاسِ : تَقَدَّمْ يَا رُوحَ اللهِ فَصَلِّ بِنَا ، فَيَقُولُ
: إِنَّكُمْ مَعْشَرَ
هَذِهِ الأُمَّةِ أُمَرَاءُ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ ، تَقَدَّمْ أَنْتَ فَصَلِّ
بِنَا ، فَيَتَقَدَّمُ فَيُصَلِّي بِهِمْ فَإِذَا انْصَرَفَ أَخَذَ عِيسَى
صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ حَرْبَتَهُ نَحْوَ الدَّجَّالِ فَإِذَا رَآهُ ذَابَ
كَمَا يَذُوبُ الرَّصَاصُ ، فَتَقَعُ حَرْبَتُهُ بَيْنَ ثَنْدُوَتِهِ فَيَقْتُلُهُ
، ثُمَّ يَنْهَزِمُ أَصْحَابُهُ فَلَيْسَ شَيْءٌ يَوْمَئِذٍ يُحْبَسُ مِنْهُمْ
أَحَدًا ، حَتَّى إِنَّ الْحَجَرَ يَقُولُ : يَا مُؤْمِنُ هَذَا كَافِرٌ
فَاقْتُلْهُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ بِذِكْرِ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8474- وَقَدْ حَدَّثَنَا
مُكْرَمُ بْنُ أَحْمَدَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
شَاكِرٍ وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ إِسْحَاقَ ، وَإِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ ، قَالُوا :
أَخْبَرَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، قَالَ : أَمَّنَا
عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ . ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ مِثْلَهُ سَوَاءً ،
وَلَمْ يَذْكُرْ أَيُّوبَ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
8475- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ أَحْمَدُ بْنُ الْفَرَجِ
الْحِجَازِيُّ بِحِمْصَ ، حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ أَبِي
بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِذَا بَلَغَتْ بَنُو أُمَيَّةَ أَرْبَعِينَ ، اتَّخَذُوا
عِبَادَ اللهِ خَوَلاً ، وَمَالَ اللهِ نِحَلاً ، وَكِتَابَ اللهِ دَغَلاً.
8476- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عِيسَى ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا
بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، وَعَبْدُ الْقُدُّوسِ بْنُ الْحَجَّاجِ ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، عَنْ رَاشِدِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ
أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِذَا بَلَغَتْ بَنُو أُمَيَّةَ
أَرْبَعِينَ اتَّخَذُوا عِبَادَ اللهِ خَوَلاً ، وَمَالَ اللهِ نِحَلاً ،
وَكِتَابَ اللهِ دَغَلاً.
قَالَ أَبُو بَكْرِ
بْنُ أَبِي مَرْيَمَ : وَحَدَّثَنِي عَمَّارُ بْنُ أَبِي عَمَّارٍ ، أَنَّهُ
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : هَلاَكُ هَذِهِ الأُمَّةِ
عَلَى يَدَيْ أُغَيْلِمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ وَلِهَذَا الْحَدِيثِ
تَوَابِعُ وَشَوَاهِدُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
وَصَحَابَتِهِ الطَّاهِرِينَ ، وَالأَئِمَّةِ مِنَ التَّابِعِينَ ، لَمْ يَسَعُنِي
إِلاَّ ذِكْرُهَا فَذَكَرْتُ بَعْضَ مَا حَضَرَنِي مِنْهَا.
8477- فَمِنْهَا مَا حَدَّثَنَاهُ
أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ
الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ وَحَدَّثَنَا
أَبُو زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْحَنْظَلِيُّ
، وَمُحَمَّدُ بْنُ رَافِعٍ الْقُشَيْرِيُّ ، وَسَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ
الْمُسْتَمْلِي ، قَالُوا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ
الإِمَامُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ مِينَاءَ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ
عَوْفٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
: كَانَ لاَ يُولَدُ
لِأَحَدٍ مَوْلُودٌ إِلاَّ أُتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَدَعَا لَهُ فَأُدْخِلَ عَلَيْهِ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ ، فَقَالَ
: هُوَ الْوَزَغُ بْنُ الْوَزَغِ الْمَلْعُونُ ابْنُ الْمَلْعُونِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8478- وَمِنْهَا مَا
حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ
الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ
الزُّهْرِيُّ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ يُوسُفَ الأَزْرَقِ ، حَدَّثَنِي إِسْحَاقُ بْنُ يُوسُفَ ،
حَدَّثَنَا شَرِيكُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شَقِيقِ بْنِ
سَلَمَةَ ، عَنْ حَلاَمِ بْنِ جِذْلٍ الْغِفَارِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا
ذَرٍّ جُنْدُبَ بْنَ جُنَادَةَ الْغِفَارِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي الْعَاصِ
ثَلاَثِينَ رَجُلاً اتَّخَذُوا مَالَ اللهِ دُوَلاً ، وَعِبَادَ اللهِ خَوَلاً ، وَدِينَ
اللهِ دَغَلاً قَالَ حَلاَمٌ : فَأُنْكِرَ ذَلِكَ عَلَى أَبِي ذَرٍّ ، فَشَهِدَ
عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَا أَظَلَّتِ الْخَضْرَاءُ ، وَلاَ أَقَلَّتِ الْغَبْرَاءُ عَلَى ذِي
لَهْجَةٍ أَصْدَقَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ وَأَشْهَدُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
وَشَاهِدُهُ حَدِيثُ
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ.
8479- حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
هَارُونَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الإِمَامُ ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ يَحْيَى
حَمُّويَهْ ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ عُمَرَ ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ طَرِيفٍ
، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا بَلَغَ
بَنُو أَبِي الْعَاصِ ثَلاَثِينَ رَجُلاً اتَّخَذُوا دَيْنَ اللهِ دَغَلاً ، وَعِبَادَ
اللهِ خَوَلاً ، وَمَالَ اللهِ دُوَلاً.
هَكَذَا رَوَاهُ
الأَعْمَشُ ، عَنْ عَطِيَّةَ.
8480- حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ حُمَيْدٍ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عَطِيَّةَ
، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِذَا بَلَغَ بَنُو أَبِي الْعَاصِ ثَلاَثِينَ رَجُلاً اتَّخَذُوا
مَالَ اللهِ دُوَلاً ، وَدِينَ اللهِ دَغَلاً ، وَعِبَادَ اللهِ خَوَلاً.
8481- وَمِنْهَا مَا
حَدَّثَنَاهُ أَبُو أَحْمَدَ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الأَزْرَقِيُّ بِمَرْوَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ سَالِمٍ الصَّائِغُ
بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْوَلِيدِ الأَزْرَقِيُّ ،
مُؤَذِّنُ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ خَالِدٍ
الزَّنْجِيُّ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنِّي أُرِيتُ فِي مَنَامِي كَأَنَّ بَنِي الْحَكَمِ بْنِ
أَبِي الْعَاصِ يَنْزُونَ عَلَى مِنْبَرِي كَمَا تَنْزُو الْقِرَدَةُ.
قَالَ : فَمَا رُئِيَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مُسْتَجْمِعًا ضَاحِكًا حَتَّى
تُوُفِّيَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8482- وَمِنْهَا مَا
حَدَّثَنَاهُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا
حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي حَمْزَةَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ حُمَيْدَ بْنَ هِلاَلٍ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُطَرِّفٍ ،
عَنْ أَبِي بَرْزَةَ الأَسْلَمِيِّ ، قَالَ : كَانَ أَبْغَضَ الأَحْيَاءِ إِلَى
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَنُو أُمَيَّةَ ، وَبَنُو
حَنِيفَةَ ، وَثَقِيفٌ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8483- حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْمَرْوَزِيُّ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
الْحُسَيْنِ الدِّرْهَمِيُّ ، حَدَّثَنَا أُمَيَّةُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنْ شُعْبَةَ
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ ، قَالَ : لَمَّا بَايَعَ مُعَاوِيَةُ لِابْنِهِ
يَزِيدَ ، قَالَ مَرْوَانُ : سُنَّةُ أَبِي بَكْرٍ ، وَعُمَرَ ، فَقَالَ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ : سُنَّةُ هِرَقْلَ ، وَقَيْصَرَ ، فَقَالَ :
أَنْزَلَ اللَّهُ فِيكَ : {وَالَّذِي قَالَ لِوَالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُمَا} الآيَةَ
، قَالَ : فَبَلَغَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، فَقَالَتْ : كَذَبَ وَاللَّهِ
مَا هُوَ بِهِ ، وَلَكِنْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ
أَبَا مَرْوَانَ وَمَرْوَانُ فِي صُلْبِهِ فَمَرْوَانُ قَصَصٌ مِنْ لَعْنَةِ اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8484- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا
مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ
، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ الْبُنَانِيُّ ، عَنْ أَبِي الْحَسَنِ
الْجَزَرِيِّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ
، أَنَّ الْحَكَمَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ اسْتَأْذَنَ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
صَوْتَهُ وَكَلاَمَهُ ، فَقَالَ : ائْذَنُوا لَهُ عَلَيْهِ لَعْنَةُ اللهِ ،
وَعَلَى مَنْ يَخْرُجُ مِنْ صُلْبِهِ ، إِلاَّ الْمُؤْمِنُ مِنْهُمْ وَقَلِيلٌ مَا
هُمْ ، يُشْرِفُونَ فِي الدُّنْيَا وَيَضَعُونَ فِي الآخِرَةِ ، ذَوُو مَكْرٍ
وَخَدِيعَةٍ ، يُعْطَونَ فِي الدُّنْيَا وَمَا لَهُمْ فِي الآخِرَةِ مِنْ خَلاَقٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
وَشَاهِدُهُ حَدِيثُ
عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ الَّذِي:
8485- حَدَّثَنَاهُ ابْنُ
نُصَيْرٍ الْخَلَدِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ الْحَجَّاجِ بْنِ رِشْدِينَ الْمِصْرِيُّ بِمِصْرَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ مَنْصُورٍ الْخُرَاسَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْمُحَارِبِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سَوْقَةَ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَعَنَ الْحَكَمَ وَوَلَدَهُ.
هَذَا الْحَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
قَالَ الْحَاكِمُ
رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : لِيَعْلَمَ طَالِبُ الْعِلْمِ أَنَّ هَذَا بَابٌ لَمْ
أَذْكُرْ فِيهِ ثُلُثَ مَا رُوِيَ ، وَأَنَّ أَوَّلَ الْفِتَنِ فِي هَذِهِ
الأُمَّةِ فِتْنَتُهُمْ ، وَلَمْ يَسَعْنِي فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللهِ أَنْ
أُخَلِّيَ الْكِتَابَ مِنْ ذِكْرِهِمْ.
8486- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ
أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
أَنْبَأَ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
أَبِي أُوَيْسٍ ، حَدَّثَنِي أَخِي ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بِلاَلٍ ، عَنْ
سُهَيْلِ بْنِ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَنْزِلَ الرُّومُ بِالأَعْمَاقِ ، فَيَخْرُجُ
إِلَيْهِمْ جَلَبٌ مِنَ الْمَدِينَةِ مِنْ خِيَارِ أَهْلِ الأَرْضِ يَوْمَئِذٍ ،
فَإِذَا تَصَافُّوا قَالَتِ الرُّومُ : خَلُّوا بَيْنَنَا وَبَيْنَ الَّذِينَ سَبَوْا
مِنَّا نُقَاتِلْهُمْ ، فَيَقُولُ الْمُسْلِمُونَ : لاَ وَاللَّهِ لاَ نُخَلِّي
بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ إِخْوَانِنَا ، فَيُقَاتِلُونَهُمْ فَيَنْهَزِمُ ثُلُثٌ لاَ
يَتُوبُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ أَبَدًا ، وَيُقْتَلُ ثُلُثٌ هُمْ أَفْضَلُ
الشُّهَدَاءِ عِنْدَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، وَيُصْبِحُ ثُلُثٌ لاَ يُفْتَنُونَ
أَبَدًا ، فَيَبْلُغُونَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ فَيَفْتَحُونَ فَبَيْنَمَا هُمْ
يَقْسِمُونَ غَنَائِمَهُمْ ، وَقَدْ عَلَّقُوا سِلاَحَهُمْ بِالزَّيْتُونِ إِذْ
صَاحَ الشَّيْطَانُ : إِنَّ الْمَسِيحَ قَدْ خَلَّفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ ، وَذَلِكَ
بَاطِلٌ فَإِذَا جَاءُوا الشَّامَ خَرَجَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ يَعْدُونَ
لِلْقِتَالِ وَيُسَوُّونَ الصُّفُوفَ إِذْ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ صَلاَةُ الصُّبْحِ
، فَيَنْزِلُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ فَأَمَّهُمْ ،
فَإِذَا رَآهُ عَدُوُّ اللهِ ذَابَ كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ ، فَلَوْ تَرَكَهُ
لاَنْذَابَ حَتَّى يَهْلِكَ ، وَلَكِنْ يَقْتُلُهُ اللَّهُ بِيَدِهِ فَيُرِيهِمْ
دَمَهُ فِي حَرْبَتِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8487- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ الأَصْبَهَانِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ أَرُومَةَ
الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ
الثَّوْرِيُّ ، عَنْ أَبِي قَيْسٍ الأَوْدِيِّ ، عَنْ هُزَيْلِ بْنِ شُرَحْبِيلَ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ قَالَ :
إِنَّكُمْ فِي زَمَانٍ كَثِيرٍ عُلَمَاؤُهُ قَلِيلٍ خُطَبَاؤُهُ ، كَثِيرٍ
مُعْطُوهُ ، الصَّلاَةُ فِيهَا قَصِيرَةٌ ، وَالْخُطْبَةُ فِيهَا طَوِيلَةٌ ،
فَأَقْصِرُوا الْخُطْبَةَ وَأَطِيلُوا الصَّلاَةَ ، وَإِنَّ مِنَ الْبَيَانِ
لَسِحْرًا ، وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ أَضَرَّ بِالدُّنْيَا ، وَمَنْ أَرَادَ الدُّنْيَا
أَضَرَّ بِالآخِرَةِ ، يَا قَوْمُ فَأَضِرُّوا بِالْفَانِيَةِ لِلْبَاقِيَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8488- أَخْبَرَنِي أَبُو
بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْمُزَكِّي ، بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ ،
حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ الْمُزَنِيُّ
وَحَدَّثَنَا الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَلَهُ اللَّفْظُ ،
أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ
أَبِي أُوَيْسٍ ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
جَدِّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقُولُ : لاَ تَذْهَبُ الدُّنْيَا يَا عَلِيُّ بْنَ أَبِي
طَالِبٍ.
قَالَ عَلِيٌّ :
لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : اعْلَمْ أَنَّكُمْ سَتُقَاتِلُونَ بَنِي الأَصْفَرِ أَوْ
يُقَاتِلُهُمْ مَنْ بَعْدَكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ، وَتَخْرُجُ إِلَيْهِمْ
رُوقَةُ الْمُؤْمِنِينَ أَهْلِ الْحِجَازِ الَّذِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ
، لاَ تَأْخُذُهُمْ فِي اللهِ لَوْمَةُ لاَئِمٍ حَتَّى يَفْتَحَ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ عَلَيْهِمْ قُسْطَنْطِينِيَّةَ ، وَرُومِيِّةَ بِالتَّسْبِيحِ
وَالتَّكْبِيرِ فَيَنْهَدِمُ حِصْنُهَا فَيُصِيبُونَ نَبْلاً عَظِيمًا لَمْ
يُصِيبُوا مِثْلَهُ قَطُّ ، حَتَّى إِنَّهُمْ يَقْتَسِمُونَ بِالتُّرْسِ ، ثُمَّ
يَصْرُخُ صَارِخٌ : يَا أَهْلَ الإِسْلاَمِ قَدْ خَرَجَ الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ
فِي بِلاَدِكُمْ وَذَرَارِيِّكُمْ ، فَيَنْفَضُّ النَّاسُ عَنِ الْمَالِ ،
فَمِنْهُمُ الآخِذُ ، وَمِنْهُمُ التَّارِكُ ، فَالآخِذُ نَادِمٌ ، وَالتَّارِكُ نَادِمٌ
، يَقُولُونَ : مَنْ هَذَا الصَّائِحُ ؟ فَلاَ يَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ ،
فَيَقُولُونَ : ابْعَثُوا طَلِيعَةً إِلَى لُدٍّ ، فَإِنْ يَكُنِ الْمَسِيحُ قَدْ
خَرَجَ فَيَأْتُونَكُمْ بِعِلْمِهِ ، فَيَأْتُونَ فَيَنْظُرُونَ فَلاَ يَرَوْنَ
شَيْئًا ، وَيَرَوْنَ النَّاسَ شَاكِّينَ ، فَيَقُولُونَ : مَا صَرَخَ الصَّارِخُ
إِلاَّ لِنَبَأٍ فَاعْتَزِمُوا ، ثُمَّ ارْشُدُوا فَيَعْتَزِمُونَ أَنْ نُخْرِجَ
بِأَجْمَعِنَا إِلَى لُدٍّ ، فَإِنْ يَكُنْ بِهَا الْمَسِيحُ الدَّجَّالُ
نُقَاتِلْهُ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ وَهُوَ خَيْرُ
الْحَاكِمِينَ ، وَإِنْ يَكُنِ الآخْرَى فَإِنَّهَا بِلاَدُكُمْ وَعَشَائِرُكُمْ
وَعَسَاكِرُكُمْ رَجَعْتُمْ إِلَيْهَا.
8489- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ ، بِمَكَّةَ
حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أُمَيَّةَ ،
عَنْ سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَرْوِيهِ ، قَالَ :
وَيْلٌ لِلْعَرَبِ مِنْ شَرٍّ قَدِ اقْتَرَبَ عَلَى رَأْسِ السِّتِّينَ تَصِيرُ الأَمَانَةُ
غَنِيمَةً ، وَالصَّدَقَةُ غَرَامَةً ، وَالشَّهَادَةُ بِالْمَعْرِفَةِ
وَالْحُكْمُ بِالْهَوَى.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ الزِّيَادَاتِ.
8490- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ ،
حَدَّثَنَا طَلْحَةُ بْنُ عَمْرٍو الْحَضْرَمِيُّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ اللَّيْثِيِّ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، عَنْ أَبِي
سَرِيحَةَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يَكُونُ للدَّابَّةِ ثَلاَثُ خَرْجَاتٍ مِنَ الدَّهْرِ
، تَخْرُجُ أَوَّلَ خَرْجَةٍ بِأَقْصَى الْيَمَنِ فَيَفْشُو ذِكْرُهَا
بِالْبَادِيَةِ وَلاَ يَدْخُلُ ذِكْرُهَا الْقَرْيَةَ - يَعْنِي مَكَّةَ - ثُمَّ
يَمْكُثُ زَمَانًا طَوِيلاً بَعْدَ ذَلِكَ ، ثُمَّ تَخْرُجُ خَرْجَةً أُخْرَى
قَرِيبًا مِنْ مَكَّةَ فَيُنْشَرُ ذِكْرُهَا فِي أَهْلِ الْبَادِيَةِ ، وَيُنْشَرُ
ذِكْرُهَا بِمَكَّةَ ، ثُمَّ تَكْمُنُ زَمَانًا طَوِيلاً ، ثُمَّ بَيْنَمَا
النَّاسُ فِي أَعْظَمِ الْمَسَاجِدِ حُرْمَةً وَأَحَبُّهَا إِلَى اللهِ وَأَكْرَمُهَا
عَلَى اللهِ تَعَالَى الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ لَمْ يَرُعْهُمْ إِلاَّ وَهِيَ فِي
نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ ، تَدْنُو وَتَرْبُو بَيْنَ الرُّكْنِ الأَسْوَدِ ،
وَبَيْنَ بَابِ بَنِي مَخْزُومٍ عَنْ يَمِينِ الْخَارِجِ فِي وَسَطٍ مِنْ ذَلِكَ ،
فَيَرْفَضُّ النَّاسُ عَنْهَا شَتَّى وَمَعًا ، وَيَثْبُتُ لَهَا عِصَابَةٌ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ عَرَفُوا أَنَّهُمْ لَنْ يُعْجِزُوا اللَّهَ ، فَخَرَجَتْ
عَلَيْهِمْ تَنْفُضُ عَنْ رَأْسِهَا التُّرَابَ ، فَبَدَتْ بِهِمْ فَجَلَتْ عَنْ
وُجُوهِهِمْ حَتَّى تَرَكَتْهَا كَأَنَّهَا الْكَوَاكِبُ الدُّرِّيَّةُ ، ثُمَّ
وَلَّتْ فِي الأَرْضِ لاَ يُدْرِكُهَا طَالِبٌ وَلاَ يُعْجِزُهَا هَارِبٌ حَتَّى
إِنَّ الرَّجُلَ لِيَتَعَوَّذُ مِنْهَا بِالصَّلاَةِ فَتَأْتِيهِ مِنْ خَلْفِهِ
فَتَقُولُ : أَيْ فُلاَنُ الآنَ تُصَلِّي ؟ فَيَلْتَفِتُ إِلَيْهَا فَتَسِمُهُ فِي
وَجْهِهِ ، ثُمَّ تَذْهَبُ ، فَيُجَاوِرُ النَّاسُ فِي دِيَارِهِمْ
وَيَصْطَحِبُونَ فِي أَسْفَارِهِمْ وَيَشْتَرِكُونَ فِي الأَمْوَالِ ، يَعْرِفُ
الْمُؤْمِنُ الْكَافِرَ حَتَّى إِنَّ الْكَافِرَ يَقُولُ : يَا مُؤْمِنُ اقْضِنِي حَقِّي
، وَيَقُولُ الْمُؤْمِنُ : يَا كَافِرُ اقْضِنِي حَقِّي.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَهُوَ أَبْيَنُ حَدِيثٍ فِي ذِكْرِ دَابَّةِ الأَرْضِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8491- حَدَّثَنَا أَبُو
زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ السَّلاَمِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، أَنْبَأَ عَبْدُ الأَعْلَى
، عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ
، قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ حُذَيْفَةَ فَذُكِرَتِ الدَّابَّةُ ، فَقَالَ
حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : إِنَّهَا تَخْرُجُ ثَلاَثَ خَرْجَاتٍ فِي
بَعْضِ الْبَوَادِي ، ثُمَّ تَكْمُنُ ، ثُمَّ تَخْرُجُ فِي بَعْضِ الْقُرَى حَتَّى
يُذْعَرُوا وَحَتَّى تُهَرِيقَ فِيهَا الآمَرَاءُ الدِّمَاءَ ، ثُمَّ تَكْمُنُ ،
قَالَ : فَبَيْنَمَا النَّاسُ عِنْدَ أَعْظَمِ الْمَسَاجِدِ وَأَفْضَلِهَا
وَأَشْرَفِهَا حَتَّى قُلْنَا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ وَمَا سَمَّاهُ إِذِ
ارْتَفَعَتِ الأَرْضُ وَيَهْرُبُ النَّاسُ ، وَيَبْقَى عَامَّةٌ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ يَقُولُونَ : إِنَّهُ لَنْ يُنْجِيَنَا مِنْ أَمْرِ اللهِ شَيْءٌ ،
فَتَخْرُجُ فَتَجْلُو وُجُوهَهُمْ حَتَّى تَجْعَلَهَا كَالْكَوَاكِبِ
الدُّرِّيَّةِ ، وَتَتْبَعُ النَّاسَ ، جِيرَانٌ فِي الرِّبَاعِ شُرَكَاءُ فِي
الأَمْوَالِ وَأَصْحَابٌ فِي الإِسْلاَمِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8492- حَدَّثَنَا أَبُو
زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ السَّلاَمِ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ جُمَيْعٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْبَيْلَمَانِيِّ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالَ : يَبِيتُ النَّاسُ يَسِيرُونَ إِلَى جَمْعٍ ، وَتَبِيتُ دَابَّةُ
الأَرْضِ تَسْرِي إِلَيْهِمْ ، فَيُصْبِحُونَ وَقَدْ جَعَلَتْهُمْ بَيْنَ
رَأْسِهَا وَذَنَبِهَا فَمَا مُؤْمِنٌ إِلاَّ تَمْسَحُهُ ، وَلاَ مُنَافِقٌ وَلاَ كَافِرٌ
إِلاَّ تَخْطِمُهُ ، وَإِنَّ التَّوْبَةَ لَمَفْتُوحَةٌ حَتَّى يَخْرُجَ
الدَّجَّالُ ، فَيَأْخُذَ الْمُؤْمِنَ مِنْهُ كَهَيْئَةِ الزَّكْمَةِ ، وَتَدْخُلَ
فِي مَسَامِعِ الْكَافِرِ وَالْمُنَافِقِ حَتَّى يَكُونَ كَالشَّيءِ الْحَنِيذِ ،
وَإِنَّ التَّوْبَةَ لَمَفْتُوحَةٌ ، ثُمَّ تَطْلُعُ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8493- حَدَّثَنَا أَبُو
إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي حَاتِمٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، عَنْ إِدْرِيسَ بْنِ يَزِيدَ الأَوْدِيِّ ، عَنْ
عَطِيَّةَ ، عَنِ ابْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ
وَجَلَّ : {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً مِنَ
الأَرْضِ} قَالَ : إِذَا لَمْ يَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَلَمْ يَنْهَوْا عَنِ
الْمُنْكَرِ.
8494- أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرٍ الشَّافِعِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ ،
حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَوْسِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
تَخْرُجُ الدَّابَّةُ وَمَعَهَا عَصَى مُوسَى ، وَخَاتَمُ سُلَيْمَانَ ، فَتَجْلُو
وَجْهَ الْمُؤْمِنِ بِالْعَصَى ، وَتَخْطِمُ أَنْفَ الْكَافِرِ بِالْخَاتَمِ ، حَتَّى
إِنَّ أَهْلَ الْخِوَانِ يَجْتَمِعُونَ فَيَقُولُونَ لِهَذَا : يَا مُؤْمِنُ ، وَيَقُولُونَ
لِهَذَا : يَا كَافِرُ.
8495- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
أَرُومَةُ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْوَلِيدِ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ
أَبِي الزَّعْرَاءِ ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ يُغْبَطَ فِيهِ الرَّجُلُ بِخِفَّةِ حَالِهِ كَمَا
يُغْبَطَ الرَّجُلُ الْيَوْمَ بِالْمَالِ وَالْوَلَدِ قَالَ : فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ
: أَيُّ الْمَالِ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ ؟ قَالَ : سِلاَحُ صَالِحٌ ، وَفَرَسٌ صَالِحٌ
يَزُولُ مَعَهُ أَيْنَمَا زَالَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8496- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ
الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَهْبٍ الدِّمَشْقِيُّ ، حَدَّثَنَا
صَدَقَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنِي خَالِدُ بْنُ دِهْقَانَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ زَيْدَ بْنَ أَرْطَأَةَ الْفَزَارِيَّ ، يَقُولُ : إِنَّهُ سَمِعَ
جُبَيْرَ بْنَ نُفَيْرٍ الْحَضْرَمِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : يَوْمَ الْمَلْحَمَةِ الْكُبْرَى فُسْطَاطُ الْمُسْلِمِينَ
، بِأَرْضٍ يُقَالُ لَهَا الْغُوطَةُ ، فِيهَا مَدِينَةٌ يُقَالُ لَهَا دِمَشْقُ ،
خَيْرُ مَنَازِلِ الْمُسْلِمِينَ يَوْمَئِذٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8497- أَخْبَرَنِي أَبُو
عَبْدِ اللهِ الصَّنْعَانِيُّ ، بِمَكَّةَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ
، عَنْ شَهْرِ بْنِ حَوْشَبٍ ، قَالَ : لَمَّا جَاءَتْ بَيْعَةُ يَزِيدَ بْنِ
مُعَاوِيَةَ قُلْتُ : لَوْ خَرَجْتُ إِلَى الشَّامِ فَتَنَحَّيْتُ مِنْ شَرِّ
هَذِهِ الْبَيْعَةِ ، فَخَرَجْتُ حَتَّى قَدِمْتُ الشَّامَ ، فَأَخْبَرْتُ
بِمَقَامٍ يَقُومُهُ نَوْفٌ ، فَجِئْتُهُ فَإِذَا رَجُلٌ فَاسِدُ الْعَيْنَيْنِ ،
عَلَيْهِ خَمِيصَةٌ وَإِذَا هُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، فَلَمَّا رَآهُ نَوْفٌ أَمْسَكَ عَنِ الْحَدِيثِ ، فَقَالَ لَهُ
عَبْدُ اللهِ : حَدِّثْ بِمَا كُنْتَ تُحَدِّثُ بِهِ ، قَالَ : أَنْتَ أَحَقُّ
بِالْحَدِيثِ مِنِّي أَنْتَ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ هَؤُلاَءِ قَدْ مَنَعُونَا عَنِ الْحَدِيثِ - يَعْنِي
الآمَرَاءَ - قَالَ : أَعْزِمُ عَلَيْكَ إِلاَّ مَا حَدَّثْتَنَا حَدِيثًا
سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
سَمِعْتُهُ يَقُولُ : إِنَّهَا سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ يَجْتَازُ
النَّاسُ إِلَى مُهَاجَرِ إِبْرَاهِيمَ ، لاَ يَبْقَى فِي الأَرْضِ إِلاَّ شِرَارُ
أَهْلِهَا ، تَلْفِظُهُمْ أَرْضُهُمْ ، وَتَقْذَرُهُمْ أَنْفُسُهُمْ ، وَاللَّهُ
يَحْشُرُهُمْ إِلَى النَّارِ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ ، تَبِيتُ مَعَهُمْ
إِذَا بَاتُوا ، وَتَقِيلُ مَعَهُمْ إِذَا قَالُوا ، وَتَأْكُلُ مَنْ تَخَلَّفَ.
قَالَ : وَسَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : سَيَخْرُجُ أُنَاسٌ
مِنْ أُمَّتِي مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ ، يَقْرَأُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ
تَرَاقِيَهُمْ ، كُلَّمَا خَرَجَ مِنْهُمْ قَرْنٌ قُطِعَ حَتَّى يَخْرُجَ
الدَّجَّالُ فِي بَقِيَّتِهِمْ.
8498- حَدَّثَنَا أَبُو
جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ خُزَيْمَةَ الْكَشِّيُّ بِنَيْسَابُورَ مِنْ كِتَابِهِ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ الْكَشِّيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ
النَّبِيلُ ، حَدَّثَنَا عَزْرَةُ بْنُ ثَابِتٍ ، حَدَّثَنَا عِلْبَاءُ بْنُ أَحْمَرَ
، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : صَلَّى
بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّبْحَ ، فَخَطَبَنَا إِلَى
الظُّهْرِ ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى الظُّهْرَ ، ثُمَّ خَطَبَنَا إِلَى الْعَصْرِ ،
فَنَزَلَ فَصَلَّى الْعَصْرَ ، ثُمَّ صَعِدَ فَخَطَبَنَا إِلَى الْمَغْرِبِ ،
وَحَدَّثَنَا بِمَا هُوَ كَائِنٌ فَأَعْلَمُنَا أَحْفَظُنَا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8499- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ
شَيْبَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَمَا تَرَكَ شَيْئًا يَكُونُ فِي مَقَامِهِ ذَلِكَ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ
إِلاَّ حَدَّثَنَا بِهِ حَفِظَهُ مَنْ حَفِظَهُ وَنَسِيَهُ مَنْ نَسِيَهُ ، قَدْ
عَلِمَهُ أَصْحَابِي هَؤُلاَءِ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ مِنْهُ الشَّيْءُ قَدْ
نَسِيتُهُ فَأَرَاهُ فَأَذْكُرُهُ كَمَا يَعْرِفُ الرَّجُلُ وَجْهَ الرَّجُلِ
غَابَ عَنْهُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
8500- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ
مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ
مُسْلِمٍ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ إِسْمَاعِيلَ بْنِ رَافِعٍ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ،
قَالَ : قَالَ أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَهْلَ بَيْتِي سَيَلْقَوْنَ
مِنْ بَعْدِي مِنْ أُمَّتِي قَتْلاً وَتَشْرِيدًا ، وَإِنَّ أَشَدَّ قَوْمِنَا
لَنَا بُغْضًا بَنُو أُمَيَّةَ ، وَبَنُو الْمُغِيرَةِ ، وَبَنُو مَخْزُومٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8501- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الذُّهْلِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو الْوَلِيدِ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي رَافِعٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي السَّدِّ ، قَالَ
: يَحْفِرُونَهُ كُلَّ
يَوْمٍ حَتَّى إِذَا كَادُوا يَخْرِقُونَهُ ، قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمُ :
ارْجِعُوا فَسَتَخْرِقُونَهُ غَدًا ، قَالَ : فَيُعِيدُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ كَأَشَدِّ مَا كَانَ ، حَتَّى
إِذَا بَلَغُوا مُدَّتَهُمْ وَأَرَادَ اللَّهُ تَعَالَى قَالَ الَّذِي عَلَيْهِمُ :
ارْجِعُوا
فَسَتَخْرِقُونَهُ غَدًا إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى وَاسْتَثْنَى ، قَالَ :
فَيَرْجِعُونَ وَهُوَ كَهَيْئَتِهِ حِينَ تَرَكُوهُ ، فَيَخْرِقُونَهُ وَيَخْرُجُونَ
عَلَى النَّاسِ ، فَيَسْتَقُونَ الْمِيَاهَ وَيَفِرُّ النَّاسُ مِنْهُمْ ،
فَيَرْمُونَ سِهَامَهُمْ فِي السَّمَاءِ فَتَرْجِعُ مُخَضَّبَةً بِالدِّمَاءِ ،
فَيَقُولُونَ : قَهَرْنَا أَهْلَ الأَرْضِ ، وَغَلَبْنَا مَنْ فِي السَّمَاءِ قُوَّةً
وَعُلُوًّا ، قَالَ : فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَلَيْهِمْ نَغَفًا فِي
أَقْفَائِهِمْ ، قَالَ : فَيُهْلِكُهُمْ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ
بِيَدِهِ ، إِنَّ دَوَابَّ الأَرْضِ لَتَسْمُنُ وَتَبْطُرُ ، وَتَشْكُرُ شُكْرًا ،
وَتَسْكَرُ سُكْرًا مِنْ لُحُومِهِمْ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8502- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ الْعَوَّامُ بْنُ
حَوْشَبٍ ، حَدَّثَنِي جَبَلَةُ بْنُ سُحَيْمٍ ، عَنْ مُؤْثِرِ بْنِ عَفَازَةَ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ
لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لَقِيَ
إِبْرَاهِيمَ ، وَمُوسَى ، وَعِيسَى عَلَيْهِمُ السَّلاَمُ ، فَتَذَاكَرُوا
السَّاعَةَ مَتَى هِيَ ، فَبَدَأُوا بِإِبْرَاهِيمَ فَسَأَلُوهُ عَنْهَا ، فَلَمْ
يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا عَلْمٌ ، فَسَأَلُوا مُوسَى فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ
مِنْهَا عَلْمٌ ، فَرَدُّوا الْحَدِيثَ إِلَى عِيسَى ، فَقَالَ : عَهْدُ اللهِ
إِلَيَّ فِيهَا دُونَ وَجْبَتِهَا ، فَلاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ
، فَذَكَرَ خُرُوجَ الدَّجَّالِ وَقَالَ : فَأَهْبِطُ فَأَقْتُلُهُ ، ثُمَّ
يَرْجِعُ النَّاسُ إِلَى بِلاَدِهِمْ ، فَيَسْتَقْبِلُهُمْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ
وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ، لاَ يَمُرُّونَ بِمَاءٍ إِلاَّ شَرِبُوهُ
وَلاَ بِشَيْءٍ إِلاَّ أَفْسَدُوهُ فَيَجْأَرُونَ إِلَيَّ فَأَدْعُو اللَّهَ
فَيُمِيتُهُمْ فَتَخْوَى الأَرْضُ مِنْ رِيحِهِمْ ، فَيَجْأَرُونَ إِلَيَّ
فَأَدْعُوا اللَّهَ فَيُرْسِلُ السَّمَاءَ بِالْمَاءِ فَيَحْمِلُهُمْ ، فَيَقْذِفُ
بِأَجْسَامِهِمْ فِي الْبَحْرِ ، ثُمَّ تُنْسَفُ الْجِبَالُ وَتُمَدُّ الأَرْضُ
مَدَّ الأَدِيمِ ، فَعَهْدُ اللهِ إِلَيَّ أَنَّهُ إِذَا كَانَ ذَلِكَ أَنَّ
السَّاعَةَ مِنَ النَّاسِ كَالْحَامِلِ الْمُتِمِّ ، لاَ يَدْرِي أَهْلُهَا مَتَى تَفْجَأُهُمْ
بِوِلاَدَتِهَا لَيْلاً أَوْ نَهَارًا قَالَ الْعَوَّامُ : فَوَجَدْتُ تَصْدِيقَ ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، ثُمَّ
قَرَأَ : {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ
يَنْسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ}.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8503- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ ، بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ،
أَنْبَأَ إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ
، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ نَافِعٍ ، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنْ عَيَّاشِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ
: تَجِيءُ الرِّيحُ
بَيْنَ يَدَيِ السَّاعَةِ ، فَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُؤْمِنٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8504- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ
الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ بُكَيْرٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ
، حَدَّثَنِي عَاصِمُ بْنُ عُمَرَ بْنِ قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ ثُمَّ
الظَّفَرِيُّ ، عَنْ مَحْمُودِ بْنِ لَبِيدٍ ، أَخُو بَنِي عَبْدِ الأَشْهَلِ ،
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : تُفْتَحُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ
، يَخْرُجُونَ عَلَى النَّاسِ كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى : {مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ} ، فَيَعِيثُونَ فِي الأَرْضِ ، وَيَنْحَازُ
الْمُسْلِمُونَ إِلَى مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ ، وَيَضُمُّونَ إِلَيْهِمْ
مَوَاشِيَهِمْ ، وَيَشْرَبُونَ مِيَاهَ الأَرْضِ حَتَّى إِنَّ بَعْضَهُمْ
لَيَمُرُّ بِالنَّهَرِ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهِ حَتَّى يَتْرُكُوهُ يَابِسًا ،
حَتَّى إِنَّ مَنْ بَعْدَهُمْ لَيَمُرُّ بِذَلِكَ النَّهَرِ فَيَقُولُ : لَقَدْ
كَانَ هَاهُنَا مَاءٌ مَرَّةً ، حَتَّى إِذَا لَمْ يَبْقَ مِنَ النَّاسِ أَحَدٌ
إِلاَّ أَخَذَ فِي حِصْنٍ أَوْ مَدِينَةٍ ، قَالَ قَائِلُهُمْ : هَؤُلاَءِ أَهْلُ
الأَرْضِ قَدْ فَرَغْنَا مِنْهُمْ بَقِيَ أَهْلُ السَّمَاءِ ، قَالَ : ثُمَّ
يَهُزُّ أَحَدُهُمْ حَرْبَتَهُ ، ثُمَّ يَرْمِي بِهَا إِلَى السَّمَاءِ ، فَتَرْجِعُ
مُخَضَّبَةً دَمًا لِلْبَلاَءِ وَالْفِتْنَةِ ، فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ
بَعَثَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ دُودًا فِي أَعْنَاقِهِمْ كَالنَّغَفِ ، فَيَخْرُجُ فِي
أَعْنَاقِهِمْ فَيُصْبِحُونَ مَوْتَى ، لاَ يُسْمَعُ لَهُمْ حِسٌّ ، فَيَقُولُ
الْمُسْلِمُونَ : أَلاَ رَجُلٌ يَشْرِي لَنَا بِنَفْسِهِ فَيَنْظُرُ مَا فَعَلَ
هَذَا الْعَدُوُّ ، قَالَ : ثُمَّ يَتَجَرَّدُ رَجُلٌ مِنْهُمْ لِذَلِكَ
مُحْتَسِبًا بِنَفْسِهِ قَدْ وَطَّنَهَا بِنَفْسِهِ عَلَى أَنَّهُ مَقْتُولٌ ،
فَيَنْزِلُ فَيَجِدُهُمْ مَوْتَى بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ ، فَيُنَادِي : يَا
مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ أَبْشِرُوا ، فَإِنَّ اللَّهَ قَدْ كَفَاكُمْ عَدُوَّكُمْ
، فَيَخْرُجُونَ مِنْ مَدَائِنِهِمْ وَحُصُونِهِمْ ، وَيُسَرِّحُونَ مَوَاشِيَهُمْ
فَمَا يَكُونُ لَهَا رَعْيٌ إِلاَّ لُحُومُهُمْ ، فَتَشْكُرُ عَنْهُ كَأَحْسَنِ
مَا شَكَرَتْ عَنْ شَيْءٍ مِنْ نَبَاتٍ أَصَابَتْهُ قَطُّ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8505- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ زُهَيْرٍ ، حَدَّثَنَا
عَاصِمُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ وَهْبَ بْنَ جَابِرٍ يُحَدِّثُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ يَمُرُّ أَوَّلُهُمْ بِنَهَرٍ مِثْلِ
دِجْلَةَ ، وَيَمُرُّ آخِرُهُمْ فَيَقُولُ : قَدْ كَانَ فِي هَذَا النَّهَرِ
مَرَّةً مَاءٌ ، وَلاَ يَمُوتُ رَجُلٌ إِلاَّ تَرَكَ أَلْفًا مِنْ ذُرِّيَّتِهِ
فَصَاعِدًا ، وَمَنْ بَعْدَهُمْ ثَلاَثَةُ أُمَمٍ : تَاوِيسَ وَتَاوِيلَ وَنَاسِكٌ وَمَنْسَكٌ شَكَّ شُعْبَةُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8506- حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ الْمُثَنَّى الْعَنْبَرِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ مَعْدَانَ بْنِ طَلْحَةَ ،
عَنْ عَمْرِو الْبِكَالِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ جَزَّأَ الْخَلْقَ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ
، فَجَعَلَ تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ الْمَلاَئِكَةَ ، وَجُزْءًا سَائِرَ الْخَلْقِ ،
وَجَزَّأَ الْمَلاَئِكَةَ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ ، فَجَعَلَ تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ
يُسَبِّحُونَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لاَ يَفْتُرُونَ وَجُزْءًا لِرِسَالَتِهِ ،
وَجَزَّأَ الْخَلْقَ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ فَجَعَلَ تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ الْجِنَّ ،
وَجُزْءًا بَنِي آدَمَ ، وَجَزَّأَ بَنِي آدَمَ عَشَرَةَ أَجْزَاءٍ ، فَجَعَلَ
تِسْعَةَ أَجْزَاءٍ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، وَجُزْءًا سَائِرَ النَّاسِ
وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ ، قَالَ : السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَالْحَرَمِ
بِحِيَالِهِ الْعَرْشُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8507- حَدَّثَنِي أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
شَاذَانَ الْجَوْهَرِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ الْوَاسِطِيُّ ،
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ خَلِيفَةَ الأَشْجَعِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ
الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ الأَشْجَعِيِّ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ
، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
:
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَا أَعْلَمُ بِمَا مَعَ الدَّجَّالِ مِنْهُ ،
نَهْرَانِ : أَحَدُهُمَا نَارٌ تَأَجَّجُ فِي عَيْنِ مَنْ رَآهُ ، وَالآخَرُ مَاءٌ
أَبْيَضُ فَإِنْ أَدْرَكْهُ مِنْكُمْ أَحَدٌ فَلْيُغْمِضْ ، وَلْيَشْرَبْ مِنَ
الَّذِي يَرَاهُ نَارًا ، فَإِنَّهُ مَاءٌ بَارِدٌ ، وَإِيَّاكُمْ وَالآخَرُ
فَإِنَّهُ الْفِتْنَةُ ، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ
، يَقْرَأُهُ مَنْ يَكْتُبُ وَمَنْ لاَ يَكْتُبُ ، وَأَنَّ إِحْدَى عَيْنَيْهِ مَمْسُوحَةٌ
عَلَيْهَا ظَفَرَةٌ ، أَنَّهُ يَطْلُعُ مِنْ آخِرِ أَمْرِهِ عَلَى بَطْنِ
الآرْدُنِّ ، عَلَى بَيْتِهِ أَفْيَقُ ، وَكُلُّ وَاحِدٍ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ
وَالْيَوْمِ الآخِرِ بِبَطْنِ الآرْدُنِّ ، وَأَنَّهُ يَقْتُلُ مِنَ
الْمُسْلِمِينَ ثُلُثًا ، وَيَهْزِمُ ثُلُثًا ، وَيُبْقِي ثُلُثًا ، وَيَجِنُّ
عَلَيْهِمُ اللَّيْلُ ، فَيَقُولُ بَعْضُ الْمُؤْمِنِينَ لِبَعْضٍ : مَا
تَنْتَظِرُونَ أَنْ تَلْحَقُوا بِإِخْوَانِكُمْ فِي مَرْضَاةِ رَبِّكُمْ ، مَنْ
كَانَ عِنْدَهُ فَضْلُ طَعَامٍ فَلْيَغْدُ بِهِ عَلَى أَخِيهِ ، وَصَلُّوا حِينَ
يَنْفَجِرُ الْفَجْرُ ، وَعَجِّلُوا الصَّلاَةَ ، ثُمَّ أَقْبِلُوا عَلَى
عَدُوِّكُمْ ، فَلَمَّا قَامُوا يُصَلُّونَ نَزَلَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ
صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ إِمَامُهُمْ ، فَصَلَّى بِهِمْ ، فَلَمَّا انْصَرَفَ
قَالَ : هَكَذَا افْرِجُوا بَيْنِي وَبَيْنَ عَدُوِّ اللَّهِ.
قَالَ أَبُو حَازِمٍ
: قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : فَيَذُوبُ كَمَا تَذُوبُ الإِهَالَةُ فِي الشَّمْسِ
.
وَقَالَ عَبْدُ اللهِ
بْنُ عَمْرٍو : كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ ، وَسَلَّطَ اللَّهُ
عَلَيْهِمُ الْمُسْلِمِينَ فَيَقْتُلُونَهُمْ حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَ وَالْحَجَرَ
لَيُنَادِي : يَا عَبْدَ اللهِ ، يَا عَبْدَ الرَّحْمَنِ ، يَا مُسْلِمُ هَذَا
يَهُودِيٌّ فَاقْتُلْهُ ، فَيَنْفِيهِمُ اللَّهُ وَيَظْهَرُ الْمُسْلِمُونَ ،
فَيَكْسِرُونَ الصَّلِيبَ ، وَيَقْتُلُونَ الْخِنْزِيرَ ، وَيَضَعُونَ الْجِزْيَةَ
فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ ، أَخْرَجَ اللَّهُ أَهْلَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ
فَيَشْرَبُ أَوَّلُهُمُ الْبُحَيْرَةَ ، وَيَجِئُ آخِرُهُمْ وَقَدِ اسْتَقَوْهُ ، فَمَا
يَدَعُونَ فِيهِ قَطْرَةً ، فَيَقُولُونَ : ظَهَرْنَا عَلَى أَعْدَائِنَا قَدْ
كَانَ هَاهُنَا أَثَرُ مَاءٍ ، فَيَجِئُ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ وَرَاءَهُ ، حَتَّى يَدْخُلُوا مَدِينَةً مِنْ مَدَائِنِ
فِلَسْطِينَ ، يُقَالُ لَهَا : لُدٌّ ، فَيَقُولُونَ : ظَهَرْنَا عَلَى مَنْ فِي
الأَرْضِ ، فَتَعَالَوْا نُقَاتِلُ مَنْ فِي السَّمَاءِ ، فَيَدْعُو اللَّهَ
نَبِيَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ ، فَيَبْعَثُ اللَّهُ
عَلَيْهِمْ قُرْحَةً فِي حُلُوقِهِمْ ، فَلاَ يَبْقَى مِنْهُمْ بِشْرٌ ،
فَتُؤْذِيَ رِيحُهُمُ الْمُسْلِمِينَ ، فَيَدْعُو عِيسَى صَلَوَاتُ اللهِ عَلَيْهِ
عَلَيْهِمْ ، فَيُرْسِلُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ رِيحًا فَتَقْذِفُهُمْ فِي الْبَحْرِ
أَجْمَعِينَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8508- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ إِمْلاَءً فِي الْجَامِعِ قَبْلَ بِنَاءِ
الدَّارِ لِلشَّيْخِ الإِمَامِ فِي شَعْبَانَ سَنَةَ ثَلاَثِينَ وَثَلاَثَ مِائَةٍ
حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ كَامِلٍ
الرَّمَادِيُّ سَنَةَ سِتٍّ وَسِتِّينَ حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ التِّنِّيسِيُّ
، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى
بْنُ جَابِرٍ الْحِمْصِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ
الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّوَّاسَ بْنَ سَمْعَانَ
الْكِلاَبِيَّ ، يَقُولُ : ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الدَّجَّالَ ذَاتَ غَدَاةٍ ، فَخَفَضَ فِيهِ وَرَفَعَ ، حَتَّى
ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةِ النَّخْلِ فَلَمَّا رُحْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفَ ذَلِكَ فِينَا ، وَقَالَ : مَا شَأْنُكُمْ ؟
فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ ذَكَرْتَ الدَّجَّالَ الْغَدَاةَ فَخَفَضْتَ
وَرَفَعْتَ ، حَتَّى ظَنَنَّاهُ فِي طَائِفَةٍ مِنَ النَّخْلِ ، قَالَ : إِنْ
يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا حَجِيجُهُ دُونَكُمْ ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ
فِيكُمْ فَكُلُّ امْرِئٍ حَجِيجُ نَفْسِهِ ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ
إِنَّهُ شَابٌّ قَطَطٌ لِحْيَتُهُ ، قَائِمَةٌ كَأَنَّهُ شَبِيهُ الْعُزَّى بْنِ
قَطَنٍ ، فَمَنْ رَآهُ مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ فَوَاتِحَ سُورَةِ الْكَهْفِ ثُمَّ
قَالَ : أُرَاهُ يَخْرُجُ مَا بَيْنَ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ ، فَعَاثَ يَمِينًا
وَعَاثَ شِمَالاً ، يَا عِبَادَ اللهِ اثْبُتُوا قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ
وَمَا لُبْثُهُ فِي الأَرْضِ ؟ قَالَ : أَرْبَعِينَ يَوْمًا يَوْمٌ كَسَنَةٍ ،
وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ ، وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ
قَالَ : قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ فَذَلِكَ الَّذِي كَسَنَةٍ يَكْفِينَا
فِيهِ صَلاَةُ يَوْمٍ ؟ قَالَ : لاَ اقْدُرُوا لَهُ قَدْرَهُ قُلْنَا : يَا رَسُولَ
اللهِ فَمَا إِسْرَاعُهُ فِي الأَرْضِ ؟ قَالَ : كَالْغَيْثِ اسْتَدْبَرَتْهُ
الرِّيحُ قَالَ : فَيَأْتِي عَلَى الْقَوْمِ فَيَدْعُوهُمْ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ
وَيَسْتَجِيبُونَ لَهُ فَيَأْمُرُ السَّمَاءَ فَتُمْطِرُ ، وَيَأْمُرُ الأَرْضَ
فَتُنْبِتُ ، وَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ سَارِحَتُهُمْ أَطْوَلَ مَا كَانَتْ دَرًّا ،
وَأَسْبَغَهُ ضُرُوعًا ، وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ ، ثُمَّ يَأْتِي الْقَوْمَ
فَيَدْعُوهُمْ فَيَرُدُّونَ عَلَيْهِ قَوْلَهُ فَيَنْصَرِفُ عَنْهُمْ ،
فَتَتْبَعُهُ أَمْوَالُهُمْ وَيُصْبِحُونَ مُمْحِلِينَ مَا بِأَيْدِيهِمْ شَيْءٌ ،
ثُمَّ يَمُرُّ بِالْخَرِبَةِ فَيَقُولُ لَهَا : أَخْرِجِي كُنُوزَكِ ، فَيَنْطَلِقُ
وَتَتْبَعُهُ كُنُوزُهَا كَيَعَاسِيبِ النَّحْلِ ، ثُمَّ يَدْعُو رَجُلاً
مُسْلِمًا شَابًّا
فَيَضْرِبُهُ
بِالسَّيْفِ فَيَقْطَعُهُ جِزْلَتَيْنِ ، قَطْعَ رَمْيَةِ الْغَرَضِ ، ثُمَّ
يَدْعُوهُ فَيُقْبِلُ يَتَهَلَّلُ وَجْهُهُ وَيَضْحَكُ ، قَالَ : فَبَيْنَمَا هُوَ
كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ ، فَيَنْزِلُ عِنْدَ
الْمَنَارَةِ الْبَيْضَاءِ شَرْقِيَّ دِمَشْقَ فِي مَهْرُودَتَيْنِ ، وَاضِعًا
كَفَّيْهِ عَلَى أَجْنِحَةِ مَلَكَيْنِ ، إِذْا طَأْطَأَ رَأْسَهُ قَطَرَ ،
وَإِذَا رَفَعَهُ تَحَدَّرَ مِنْهُ جُمَانٌ كَاللُّؤْلُؤِ ، وَلاَ يَحِلُّ
لِكَافِرٍ يَجِدُ رِيحَ نَفْسِهِ إِلاَّ مَاتَ ، يَنْتَهِي حَيْثُ يَنْتَهِي
طَرْفُهُ ، فَيَطْلُبُهُ حَتَّى يُدْرِكَهُ عِنْدَ بَابِ لُدٍّ فَيَقْتُلُهُ
اللَّهُ ، ثُمَّ يَأْتِي عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ نَبِيُّ اللهِ
قَوْمًا قَدْ عَصَمَهُمُ اللَّهُ مِنْهُ ، فَيَمْسَحُ عَنْ وَجْهِهِ
وَيُحَدِّثُهُمْ عَنْ دَرَجَاتِهِمْ فِي الْجَنَّةِ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ
إِذْ أَوْحَى اللَّهُ إِلَيْهِ : يَا عِيسَى إِنِّي قَدْ أَخْرَجْتُ عِبَادًا لِي
لاَ يُدَانُ لِأَحَدٍ بِقِتَالِهِمْ ، حَرِّزْ عِبَادِي إِلَى الطُّورِ ،
وَيَبْعَثُ اللَّهُ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ
وَيَمُرُّ أَوَّلُهُمْ عَلَى بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ فَيَشْرَبُونَ مَا فِيهَا
، ثُمَّ يَمُرُّ آخِرُهُمْ ، فَيَقُولُونَ : لَقَدْ كَانَ فِي هَذَا مَاءٌ مَرَّةً فَيَحْصُرُ نَبِيُّ اللهِ
عِيسَى وَأَصْحَابُهُ ، حَتَّى يَكُونَ رَأْسُ الثَّوْرِ لِأَحَدِهِمْ يَوْمَئِذٍ خَيْرٌ
مِنْ مِائَةِ دِينَارٍ لِأَحَدِكُمُ الْيَوْمَ ، فَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَيُرْسِلُ
اللَّهُ عَلَيْهِمُ النَّغَفَ فِي رِقَابِهِمْ ، فَيُصْبِحُونَ فَرْسَى كَمَوْتِ
نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ، فَيَهْبِطُ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَأَصْحَابُهُ لاَ يَجِدُونَ مَوْضِعَ شِبْرٍ إِلاَّ وَقَدْ مَلاَهُ اللَّهُ
بِزَهَمِهِمْ وَنَتْنِهِمْ وَدِمَائِهِمْ ، وَيَرْغَبُ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَصْحَابُهُ إِلَى اللهِ ، فَيُرْسِلُ طَيْرًا
كَأَعْنَاقِ الْبُخْتِ فَتَحْمِلُهُمْ ، وَتَطْرَحُهُمْ حَيْثُ شَاءَ ، ثُمَّ
يُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا لاَ يَكُنْ مِنْهُ بَيْتُ مَدَرٍ وَلاَ وَبَرٍ ، فَيَغْسِلُ
الأَرْضَ حَتَّى يَتْرُكَهَا كَالزَّلَفَةِ ، ثُمَّ قَالَ لِلأَرْضِ : أَنْبِتِي
ثَمَرَكِ وَرُدِّي بَرَكَتَكِ ، فَيَوْمَئِذٍ تَأْكُلُ الْعِصَابَةُ مِنَ
الرُّمَّانَةِ ، وَيَسْتَظِلُّونَ بِقَحْفِهَا ، وَيُبَارَكُ فِي الرُّسُلِ حَتَّى
إِنَّ اللِّقْحَةَ مِنَ الإِبِلِ لَتَكْفِي الْفِئَامَ مِنَ النَّاسِ ،
وَاللِّقْحَةَ مِنَ الْبَقَرِ تَكْفِي الْقَبِيلَةَ ، وَاللِّقْحَةَ مِنَ
الْغَنَمِ تَكْفِي الْفَخِذَ ، فَبَيْنَمَا هُمْ كَذَلِكَ إِذْ بَعَثَ اللَّهُ
رِيحًا طَيْبَةً تَأْخُذُ تَحْتَ آبَاطِهِمْ وَتَقْبِضُ رُوحَ كُلِّ مُسْلِمٍ ،
وَيَبْقَى سَائِرُ النَّاسِ يَتَهَارَجُونَ كَمَا تَهَارَجُ الْحُمُرُ ،
فَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8509- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا
الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، عَنِ الأَوْزَاعِيِّ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : وُلِدَ
لِأَخِي أُمِّ سَلَمَةَ غُلاَمٌ فَسَمَّوْهُ الْوَلِيدُ ، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : سَمَّيْتُمُوهُ بَأَسَامِي
فَرَاعِنَتِكُمْ ، لَيَكُونَنَّ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ
الْوَلِيدُ ، هُوَ شَرٌّ عَلَى هَذِهِ الأُمَّةِ مِنْ فِرْعَوْنَ عَلَى قَوْمِهِ
قَالَ الزُّهْرِيُّ : إِنِ اسْتُخْلِفَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ فَهُوَ هُوَ ، وَإِلاَّ
فَالْوَلِيدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
قَالَ الْحَاكِمُ :
هُوَ الْوَلِيدُ بْنُ يَزِيدَ بِلاَ شَكٍّ وَلاَ مِرْيَةٍ.
8510- فَقَدْ حَدَّثَنَاهُ
أَبُو الْعَبَّاسِ الأَصَمُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا
بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ ، أَخْبَرَنَا الأَوْزَاعِيُّ ، حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ
عُبَيْدِ اللهِ ، قَالَ : قَدِمَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ عَلَى الْوَلِيدِ بْنِ
يَزِيدَ ، فَقَالَ لَهُ الْوَلِيدُ : مَاذَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
يَذْكُرُ السَّاعَةَ ؟ فَقَالَ : سَمِعْتُهُ يَقُولُ : أَنْتُمْ وَالسَّاعَةُ كَهَاتَيْنِ.
قَدِ اتَّفَقَ
الشَّيْخَانِ عَلَى إِخْرَاجِهِ مِنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ ، وَأَبِي
التَّيَّاحِ ، عَنْ أَنَسٍ.
8511- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصِّرَامِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ
مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي صَفْوَانَ الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا
بَهْزُ بْنُ أَسَدٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ الأَقْمَرِ ،
قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا الأَحْوَصِ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، يَقُولُ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لاَ يُقَالَ فِي الأَرْضِ اللَّهَ
اللَّهَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ إِنَّمَا تَفَرَّدَ
مُسْلِمٌ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِخْرَاجِ حَدِيثِ شُعْبَةَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ،
عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ عَلَى شِرَارِ النَّاسِ.
8512- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْفَضْلِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْمُزَكِّي ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى بْنِ فَيَّاضٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى
بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا حُمَيْدٌ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَقُومُ
السَّاعَةُ حَتَّى لاَ يُقَالَ فِي الأَرْضِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8513- حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ
دِيزِيلَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ اللاَحِقِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ
بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَقُومُ
السَّاعَةُ حَتَّى لاَ يُقَالَ فِي الأَرْضِ اللَّهَ اللَّهَ ، وَحَتَّى تَمُرَّ
الْمَرْأَةُ بِقِطْعَةِ النَّعْلِ ، فَتَقُولُ : قَدْ كَانَ لِهَذِهِ رَجُلٌ
مَرَّةً ، وَحَتَّى يَكُونَ الرَّجُلُ قَيِّمُ خَمْسِينَ امْرَأَةً ، وَحَتَّى
تُمْطِرَ السَّمَاءُ وَلاَ تُنْبِتُ الأَرْضُ.
هَذَا حَدِيثٌ عَلَى
شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8514- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ،
وَمُحَمَّدُ بْنُ رَجَاءٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ وَهْبٍ ، حَدَّثَنِي عَمِّي ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، وَابْنُ
لَهِيعَةَ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، لاَ تَقُومُ
السَّاعَةُ عَلَى رَجُلٍ يَقُولُ : لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَيَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ
وَيَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8515- حَدَّثَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ بِبُخَارَى ، أَنْبَأَ عَبْدُ
اللهِ بْنُ نَاجِيَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ
عَبْدِ الْوَارِثِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
ثَابِتٍ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى لاَ يُقَالَ
فِي الأَرْضِ اللَّهَ اللَّهَ ، وَحَتَّى إِنَّ الْمَرْأَةَ لَتَمُرُّ بِالنَّعْلِ
فَتَرْفَعُهَا وَتَقُولُ : قَدْ كَانَتْ هَذِهِ لِرَجُلٍ ، وَحَتَّى يَكُونَ فِي
خَمْسِينَ امْرَأَةً الْقَيِّمُ الْوَاحِدُ ، وَحَتَّى تُمْطِرَ السَّمَاءُ وَلاَ
تُنْبِتُ الأَرْضُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8516- حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُغِيرَةِ
الْهَمْدَانِيُّ ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ الْحَكَمِ الْعُرَنِيُّ ، حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ أَبِي سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ ،
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : لاَ تَقُومُ
السَّاعَةُ حَتَّى لاَ يَبْقَى عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ أَحَدٌ لِلَّهِ فِيهِ
حَاجَةٌ ، وَحَتَّى تُوجَدَ الْمَرْأَةُ نَهَارًا جِهَارًا تُنْكَحُ وَسَطَ
الطَّرِيقِ ، لاَ يُنْكِرُ ذَلِكَ أَحَدٌ وَلاَ يُغَيِّرَهُ ، فَيَكُونُ
أَمْثَلَهُمْ يَوْمَئِذٍ الَّذِي يَقُولُ : لَوْ نَحَّيْتَهَا عَنِ الطَّرِيقِ
قَلِيلاً ، فَذَاكَ فِيهِمْ مِثْلُ أَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ فِيكُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8517- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ
بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ ثَابِتٍ ، حَدَّثَنِي
عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ عِلْبَاءَ السُّلَمِيِّ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلاَّ عَلَى حُثَالَةِ النَّاسِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8518- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو شُرَيْحٍ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ ، عَنْ أَبِي فَرْوَةَ ،
مَوْلَى أَبِي جَهْلٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
تَلاَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {إِذَا جَاءَ نَصْرُ
اللهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دَيْنِ اللهِ أَفْوَاجًا}
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَيُخْرِجَنَّ مِنْهُ أَفْوَاجًا
كَمَا دَخَلُوا فِيهِ أَفْوَاجًا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8519- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ الأَصْبَهَانِيُّ ،
حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ
كُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ
مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَذُكِرَ عِنْدَهُ الدَّجَّالُ ، فَقَالَ عَبْدُ
اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ : تَفْتَرِقُونَ أَيُّهَا النَّاسُ لِخُرُوجِهِ عَلَى ثَلاَثِ فِرَقٍ
: فِرْقَةٌ تَتْبَعُهُ
، وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِأَرْضِ آبَائِهَا بِمَنَابِتِ الشِّيحِ ، وَفِرْقَةٌ
تَأْخُذُ شَطَّ الْفُرَاتِ يُقَاتِلُهُمْ وَيُقَاتِلُونَهُ حَتَّى يَجْتَمِعَ
الْمُؤْمِنُونَ بِقُرَى الشَّامِ ، فَيَبْعَثُونَ إِلَيْهِمْ طَلِيعَةً فِيهِمْ
فَارِسٌ عَلَى فَرَسٍ أَشْقَرَ وَأَبْلَقَ ، قَالَ : فَيَقْتَتِلُونَ فَلاَ
يَرْجِعُ مِنْهُمْ بِشْرٌ قَالَ سَلَمَةُ : فَحَدَّثَنِي أَبُو صَادِقٍ ، عَنْ
رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِذٍ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ قَالَ : فَرَسٌ
أَشْقَرٌ ، قَالَ عَبْدُ اللهِ : وَيَزْعُمُ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنَّ الْمَسِيحَ يَنْزِلُ
إِلَيْهِ قَالَ : سَمِعْتُهُ يَذْكُرُ عَنْ أَهْلِ الْكِتَابِ حَدِيثًا غَيْرَ
هَذَا ثُمَّ يَخْرُجُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ فَيَمْرَحُونَ فِي الأَرْضِ
فَيُفْسِدُونَ فِيهَا ، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ : {وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ
يَنْسِلُونَ} قَالَ : ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ دَابَّةً مِثْلَ هَذَا
النَّغَفِ فَتَلِجُ فِي أَسْمَاعِهِمْ وَمَنَاخِرِهِمْ فَيَمُوتُونَ مِنْهَا
فَتَنْتُنُ الأَرْضُ مِنْهُمْ ، فَيُجْأَرُ إِلَى اللهِ ، فَيُرْسِلُ مَاءً
يُطَهِّرُ الأَرْضَ مِنْهُمْ ، قَالَ : ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا فِيهَا زَمْهَرِيرٌ
بَارِدَةٌ فَلَمْ تَدَعْ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ مُؤْمِنًا إِلاَّ كَفَتْهُ تِلْكَ الرِّيحُ
، قَالَ : ثُمَّ تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى شِرَارِ النَّاسِ ، ثُمَّ يَقُومُ
الْمَلَكُ بِالصُّورِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَيَنْفُخُ فِيهِ وَالصُّورُ
قَرْنٌ فَلاَ يَبْقَى خَلْقٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ مَاتَ
إِلاَّ مَنْ شَاءَ
رَبُّكَ ، ثُمَّ يَكُونُ بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ ،
فَلَيْسَ مِنْ بَنِي آدَمَ خَلْقٌ إِلاَّ مِنْهُ شَيْءٌ ، قَالَ
: فَيُرْسِلُ اللَّهُ
مَاءً مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ كَمَنِيِّ الرِّجَالِ ، فَتَنْبُتُ لُحْمَانُهُمْ
وَجُثْمَانُهُمْ مِنْ ذَلِكَ الْمَاءِ ، كَمَا يُنْبِتُ الأَرْضُ مِنَ الثَّرَى ،
ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ : {وَاللَّهُ الَّذِي أَرْسَلَ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ
سَحَابًا فَسُقْنَاهُ إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ فَأَحْيَيْنَا بِهِ الأَرْضَ بَعْدَ
مَوْتِهَا كَذَلِكَ النُّشُورُ} قَالَ : ثُمَّ يَقُومُ مَلَكٌ بِالصُّورِ بَيْنَ
السَّمَاءِ وَالأَرْضِ ، فَيَنْفُخُ فِيهِ فَيَنْطَلِقُ كُلُّ نَفْسٍ إِلَى
جَسَدِهَا حَتَّى يَدْخُلَ فِيهِ ، ثُمَّ يَقُومُونَ فَيَحْيَوْنَ حَيَاةَ رَجُلٍ وَاحِدٍ
قِيَامًا لِرَبِّ الْعَالَمِينَ قَالَ : ثُمَّ يَتَمَثَّلُ اللَّهُ تَعَالَى إِلَى
الْخَلْقِ ، فَيَلْقَاهُمْ فَلَيْسَ أَحَدٌ يَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللهِ شَيْئًا
إِلاَّ وَهُوَ مَرْفُوعٌ لَهُ يَتْبَعُهُ ، قَالَ : فَيَلْقَى الْيَهُودُ فَيَقُولُ : مَنْ تَعْبُدُونَ ؟ قَالَ :
فَيَقُولُونَ : نَعْبُدُ عُزَيْرًا ، قَالَ : هَلْ يَسُرُّكُمُ الْمَاءُ ؟
فَيَقُولُونَ : نَعَمْ إِذْ يُرِيهِمْ جَهَنَّمَ كَهَيْئَةِ السَّرَابِ ، قَالَ :
ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ : {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا}
قَالَ : ثُمَّ يَلْقَى النَّصَارَى فَيَقُولُ : مَنْ تَعْبُدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ :
الْمَسِيحَ ، قَالَ : فَيَقُولُ : هَلْ يَسُرُّكُمُ الْمَاءُ ؟ قَالَ :
فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، قَالَ : فَيُرِيهِمْ جَهَنَّمَ كَهَيْئَةِ السَّرَابِ ،
ثُمَّ كَذَلِكَ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ مِنْ دُونَ اللهِ شَيْئًا ، قَالَ : ثُمَّ
قَرَأَ عَبْدُ اللهِ : {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} قَالَ : ثُمَّ
يَتَمَثَّلُ اللَّهُ تَعَالَى لِلْخَلْقِ حَتَّى يَمُرَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ،
قَالَ : فَيَقُولُ مَنْ تَعْبُدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ
نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، فَيَنْتَهِرُهُمْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ، فَيَقُولُ
: مَنْ تَعْبُدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعْبُدُ اللَّهَ وَلاَ نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا
، قَالَ : فَيَقُولُ : هَلْ تَعْرِفُونَ رَبَّكُمْ ؟ قَالَ : فَيَقُولُونَ : سُبْحَانَهُ إِذَا اعْتَرَفَ لَنَا عَرَفْنَاهُ قَالَ
: فَعِنْدَ ذَلِكَ
يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ فَلاَ يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلاَّ خَرَّ لِلَّهِ سَاجِدًا ،
وَيَبْقَى الْمُنَافِقُونَ ظُهُورُهُمْ طَبَقًا وَاحِدًا كَأَنَّمَا فِيهَا
السَّفَافِيدُ ، قَالَ : فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا ، فَيَقُولُ : قَدْ كُنْتُمْ تُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَأَنْتُمْ
سَالِمُونَ . قَالَ : ثُمَّ يَأْمُرُ بِالصِّرَاطِ فَيُضْرَبُ عَلَى جَهَنَّمَ
فَيَمُرُّ النَّاسُ كَقَدْرِ أَعْمَالِهِمْ زُمَرًا كَلَمْحِ الْبَرْقِ ، ثُمَّ
كَمَرِّ الرِّيحِ ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ ، ثُمَّ كَأَسْرَعِ الْبَهَائِمِ ،
ثُمَّ كَذَلِكَ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ سَعْيًا ثُمَّ مَشْيًا ، ثُمَّ يَكُونُ
آخِرُهُمْ رَجُلاً يَتَلَبَّطُ عَلَى بَطْنِهِ ، قَالَ : فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ
لِمَاذَا أَبْطَأْتَ بِي ؟ فَيَقُولُ : لَمْ أُبْطِئْ بِكَ إِنَّمَا أَبْطَأَ بِكَ
عَمَلُكَ . قَالَ : ثُمَّ يَأْذَنُ اللَّهُ تَعَالَى فِي الشَّفَاعَةِ
فَيَكُونُ أَوَّلُ شَافِعٍ
رُوحُ الْقُدُسِ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ، ثُمَّ إِبْرَاهِيمُ
خَلِيلُ اللهِ ثُمَّ مُوسَى ، ثُمَّ عِيسَى عَلَيْهِمَا الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ،
قَالَ : ثُمَّ يَقُومُ نَبِيُّكُمْ رَابِعًا لاَ يَشْفَعُ أَحَدٌ بَعْدَهُ فِيمَا
يَشْفَعُ فِيهِ ، وَهُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا}
قَالَ : فَلَيْسَ مِنْ نَفْسٍ إِلاَّ وَهِيَ تَنْظُرُ إِلَى بَيْتٍ فِي الْجَنَّةِ
أَوْ بَيْتٍ فِي النَّارِ ، قَالَ : وَهُوَ يَوْمُ الْحَسْرَةِ . قَالَ : فَيَرَى
أَهْلُ النَّارِ الْبَيْتَ الَّذِي فِي الْجَنَّةِ ثُمَّ يُقَالُ : لَوْ عَمِلْتُمْ
، قَالَ : فَتَأْخُذُهُمُ الْحَسْرَةُ ، قَالَ : وَيَرَى أَهْلُ الْجَنَّةِ
الْبَيْتَ فِي النَّارِ ، فَيُقَالُ : لَوْلاَ أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْكُمْ ،
قَالَ : ثُمَّ يَشْفَعُ الْمَلاَئِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ
وَالصَّالِحُونَ وَالْمُؤْمِنُونَ فَيُشَفِّعُهُمُ اللَّهُ قَالَ ثُمَّ يَقُولُ
اللَّهُ : أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ فَيُخْرِجُ مِنَ النَّارِ أَكْثَرَ مِمَّا
أَخْرَجَ مِنْ جَمِيعِ الْخَلْقِ بِرَحْمَتِهِ ، قَالَ : ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا
أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ قَالَ : ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ : {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ}
قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا
نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ ، قَالَ :
فَعَقَدَ عَبْدُ اللهِ بِيَدِهِ أَرْبَعًا ثُمَّ قَالَ : هَلْ تَرَوْنَ فِي
هَؤُلاَءِ مِنْ خَيْرٍ ، مَا يَنْزِلُ فِيهَا أَحَدٌ فِيهِ خَيْرٌ ، فَإِذَا
أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ لاَ يَخْرُجَ مِنْهَا أَحَدٌ غَيَّرَ
وُجُوهَهُمْ وَأَلْوَانَهُمْ ، قَالَ : فَيَجِيءُ الرَّجُلُ فَيَنْظُرُ وَلاَ يَعْرِفُ أَحَدًا فَيُنَادِيهِ الرَّجُلُ
فَيَقُولُ : يَا فُلاَنُ أَنَا فُلاَنٌ ، فَيَقُولُ : مَا أَعْرِفُكَ فَعِنْدَ
ذَلِكَ يَقُولُ : {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا
ظَالِمُونَ} فَيَقُولُ عِنْدَ ذَلِكَ : اخْسَأُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونَ ،
فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ أُطْبِقَتْ عَلَيْهِمْ ، فَلاَ يَخْرُجُ مِنْهُمْ بَشَرٌ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8520- حَدَّثَنَا أَبُو
زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ
اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الْعَبْدِيُّ ، وَأَبُو مُسْلِمٍ الْمُسَيَّبُ
بْنُ زُهَيْرٍ الضَّبِّيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ
النُّفَيْلِيُّ ، حَدَّثَنَا زُهَيْرُ بْنُ مُعَاوِيَةَ ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ
بْنُ طَرِيفٍ ، عَنِ الْمِنْهَالِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ نُعَيْمِ بْنِ دَجَاجَةَ ،
قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَجَاءَهُ عُقْبَةُ
أَبُو مَسْعُودٍ ، فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ : يَا فَرُّوخُ أَنْتَ الْقَائِلُ أَوْ
مَا أَنَّكَ الْمُفْتِي تُفْتِي النَّاسَ . قَالَ : أَمَا إِنِّي لاَخْبِرُهُمُ
الآخِرُ وَالآخِرُ شَرٌّ ، قَالَ : فَحَدِّثْنَا مَا سَمِعْتَ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ فِي الْمِائَةِ ، فَقَالَ : سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : لاَ تَكُونُ مِائَةُ
سَنَةٍ وَعَلَى الأَرْضِ عَيْنٌ تَطْرِفُ فَقَالَ : إِنَّكَ قَدْ أَخْطَأْتَ
وَأَخْطَأْتَ فِي أَوَّلِ فَتْوَاكَ إِنَّمَا ذَلِكَ لِمَنْ هُوَ يَوْمَئِذٍ حَيٌّ
، وَهَلِ الرَّخَاءُ وَالْفَرَجُ إِلاَّ بَعْدَ الْمِائَةِ ؟.
8521- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو شُرَيْحٍ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ أَبِي شَمِرٍ
الشَّيْبَانِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ وَهْبٍ الْخَوْلاَنِيَّ ،
يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ :
لاَ تَأْتِي الْمِائَةُ وَعَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ أَحَدٌ بَاقٍ.
قَالَ : فَحَدَّثْتُ
بِهَا ابْنَ حُجَيْرَةَ ، قَالَ : فَدَخَلَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حُجَيْرَةَ
عَلَى عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ فَحَمَلَ سُفْيَانَ وَهُوَ شَيْخٌ كَبِيرٌ
، فَسَأَلَهُ عَبْدُ الْعَزِيزِ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ ، فَحَدَّثَهُ فَقَالَ عَبْدُ
الْعَزِيزِ : فَلَعَلَّهُ يَعْنِي لاَ يَبْقَى أَحَدٌ مِمَّنْ كَانَ مَعَهُ إِلَى
رَأْسِ الْمِائَةِ ، فَقَالَ سُفْيَانُ : هَكَذَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ وَالدَّلِيلُ الْوَاضِحُ عَلَى صِحَّةِ
قَوْلِ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
لِأَبِي مَسْعُودٍ عُقْبَةَ بْنِ عَمْرٍو الأَنْصَارِيِّ ، وَقَوْلِ عَبْدِ
الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ لِسُفْيَانَ بْنِ وَهْبٍ الْخَوْلاَنِيِّ.
8522- مَا حَدَّثَنَاهُ
أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عِيسَى
بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ الْجُرَشِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْلَمَةَ بْنِ قَعْنَبٍ ، قَالَ : حَدَّثَنَا
الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ أَبِيهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو نَضْرَةَ ،
عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ ، أَوْ نَحْوٍ مِنْ ذَلِكَ :
مَا مِنْ نَفْسٍ مَنْفُوسَةٍ الْيَوْمَ يَأْتِي عَلَيْهَا مِائَةُ عَامٍ وَهِيَ
حَيَّةٌ يَوْمَئِذٍ.
قَدْ أَخْرَجَ
مُسْلِمٌ هَذَا الْحَدِيثَ بِهَذَا الإِسْنَادِ فِي الصَّحِيحِ
8523- وَحَدَّثَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا
قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الْكَرِيمِ
الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَقِيلِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ
مُنَبِّهٍ ، عَنْ أَبِيهِ عَقِيلٍ ، عَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ ، قَالَ : هَذَا
مَا سَأَلْتُ عَنْهُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ،
فَأَخْبَرَنِي أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
يَقُولُ قَبْلَ مَوْتِهِ بِشَهْرٍ : يَسْأَلُونَ عَنِ السَّاعَةِ ، وَإِنَّمَا
عِلْمُهَا عِنْدَ اللهِ وَأُقْسِمُ بِاللَّهِ مَا عَلَى الأَرْضِ نَفْسٌ
مَنْفُوسَةٌ الْيَوْمَ يَأْتِي عَلَيْهَا مِائَةُ سَنَةٍ.
وَهَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذَا اللَّفْظِ الْمَفْهُومِ الْمَعْقُولِ
، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا أَرَادَ مَا
عَلَى الأَرْضِ ذَلِكَ الْيَوْمَ مَوْلُودٌ قَدْ وُلِدَ ، يَأْتِي عَلَيْهِ
مِائَةُ عَامٍ مِنْ ذَلِكَ الْوَقْتِ الَّذِي خَاطَبَهُمُ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِهَذَا الْخَطَّابِ ، لاَ أَنَّ مَنْ يُولَدُ بَعْدَ
ذَلِكَ الْعَامَ لاَ يَعِيشُ مِائَةَ سَنَةٍ ، أَلاَ تَرَى أَنَّ أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَغْلَظَ فِيهِ الْقَوْلَ لِأَبِي مَسْعُودٍ
الأَنْصَارِيِّ صَاحِبِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، لاَ
بَلْ مِنْ كِبَارِ الصَّحَابَةِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ.
8524- وَأَخْبَرَنَا بِصِحَّةِ
مَا ذَكَرْنَا أَيْضًا الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا جُنَادَةُ بْنُ مَرْوَانَ الرَّقِّيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ الْقَاسِمِيُّ الْحِمْصِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ
بْنَ بُسْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : زَارَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْزِلَنَا مَعَ أَبِي بَكْرٍ ، قَالَ : وَكُنْتُ
أَخْتَلِفُ بَيْنَ أَبِي وَأُمِّي فَهَيَّأْنَا لَهُ طَعَامًا ، فَأَكَلَ وَدَعَا
لَنَا بِدُعَاءٍ لاَ أَحْفَظُهُ ، ثُمَّ مَسَحَ يَدَهُ عَلَى رَأْسِي ، فَقَالَ :
يَعِيشُ هَذَا الْغُلاَمُ قَرْنًا ، قَالَ : فَعَاشَ مِائَةَ سَنَةٍ.
8525- وَأَخْبَرَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ
رُشَيْدٍ ، حَدَّثَنَا شُرَيْحُ بْنُ النُّعْمَانِ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الأَلْهَانِيِّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
بُسْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ لَهُ : يَعِيشُ هَذَا الْغُلاَمُ قَرْنًا ، قَالَ : فَعَاشَ
مِائَةَ سَنَةٍ وَكَانَ فِي وَجْهِهِ ثُؤْلُولٌ ، فَقَالَ : لاَ يَمُوتُ هَذَا
حَتَّى يَذْهَبَ الثُّؤْلُولُ مِنْ وَجْهِهِ فَلَمْ يَمُتْ حَتَّى ذَهَبَ.
8526- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ
تَعَالَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ ، أَنْبَأَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ
جَابِرٍ الْخَيْوَانِيِّ ، قَالَ : كُنْتُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو فَقَدِمَ
عَلَيْهِ قَهْرَمَانٌ مِنَ الشَّامِ ، وَقَدْ بَقِيَتْ لَيْلَتَانِ مِنْ رَمَضَانَ
، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ : هَلْ تَرَكْتَ عِنْدَ أَهْلِي مَا يَكْفِيهِمْ ؟
قَالَ : قَدْ تَرَكْتُ عِنْدَهُمْ نَفَقَةً ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : عَزَمْتُ
عَلَيْكَ لَمَا رَجَعْتَ فَتَرَكْتَ لَهُمْ مَا يَكْفِيهِمْ ، فَإِنِّي سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : كَفَى بِالْمَرْءِ
إِثْمًا أَنْ يُضَيِّعَ مَنْ يَعُولُ. قَالَ : ثُمَّ أَنْشَأَ يُحَدِّثُنَا ،
فَقَالَ : إِنَّ الشَّمْسَ إِذَا غَرَبَتْ سَلَّمَتْ وَسَجَدَتْ وَاسْتَأْذَنَتْ
قَالَ : فَيُؤْذَنُ لَهَا حَتَّى إِذَا كَانَ يَوْمًا غَرَبَتْ فَسَلَّمَتْ
وَسَجَدَتْ وَاسْتَأْذَنْتُ فَلاَ يُؤَذِّنُ لَهَا ، فَتَقُولُ : يَا رَبِّ إِنَّ الْمَشْرِقَ
بَعِيدٌ وَإِنِّي إِنْ لاَ يُؤْذَنَ لِي لاَ أَبْلُغُ قَالَ : فَتُحْبَسُ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يُقَالُ لَهَا اطْلُعِي مِنْ
حَيْثُ غَرَبْتِ قَالَ : فَمِنْ يَوْمِئِذٍ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ لاَ يَنْفَعُ
نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ قَالَ : وَذَكَرَ يَأْجُوجَ وَمَأْجُوجَ ، قَالَ : وَمَا يَمُوتُ الرَّجُلُ مِنْهُمْ
حَتَّى يُولَدَ لَهُ مِنْ صُلْبِهِ أَلْفٌ ، وَإِنَّ مِنْ وَرَائِهِمْ لَثَلاَثُ
أُمَمٍ مَا يَعْلَمُ عِدَّتَهُمْ إِلاَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : مَنْسَكُ ،
وَتَاوِيلُ ، وَتَارِيسُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8527- أَخْبَرَنَا أَبُو
زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : إِنَّ
لِلْفِتْنَةِ تَعَبَاتٌ وَوَقَفَاتٌ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَمُوتَ فِي
وَقَفَاتِهَا فَافْعَلْ.
قَالَ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ : وَحَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ الْحَارِثِ بْنِ حَصِيرَةَ ، عَنْ
زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : سُئِلَ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَا
وَقَفَاتُهَا ؟ قَالَ : إِذَا غُمِدَ السَّيْفُ ، قَالَ : مَا تَعِبَاتُهَا ؟
قَالَ : إِذَا سُلَّ السَّيْفُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8528- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ زُهَيْرِ
بْنِ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ التَّبُوذَكِيُّ ، حَدَّثَنَا
الصَّعْقُ بْنُ حَزْنٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ الْحَكَمِ الْبُنَانِيُّ ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الآمَرَاءُ مِنْ قُرَيْشٍ مَا عَمِلُوا فِيكُمْ بِثَلاَثٍ :
مَا رَحِمُوا إِذَا اسْتُرْحِمُوا ، وَأَقْسَطُوا إِذَا قَسَمُوا ، وَعَدَلُوا
إِذَا حَكَمُوا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8529- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا
عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ مُجَالِدِ بْنِ سَعِيدٍ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا لَيْلَةً عِنْدَ عَبْدِ
اللهِ يُقْرِئُنَا الْقُرْآنَ ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ ، فَقَالَ : يَا أَبَا عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، هَلْ سَأَلْتُمْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
كَمْ يَمْلِكُ هَذِهِ الآمَّةَ مِنْ خَلِيفَةٍ ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : مَا سَأَلَنِي
عَنْ هَذَا أَحَدٌ مُنْذُ قَدِمْتُ الْعِرَاقَ قَبْلَكَ ، قَالَ
: سَأَلْنَاهُ ،
فَقَالَ : اثْنَا عَشَرَ عِدَّةَ نُقَبَاءِ بَنِي إِسْرَائِيلَ.
لاَ يَسَعُنِي
التَّسَامُحُ فِي هَذَا الْكِتَابِ عَنِ الرِّوَايَةِ عَنْ مُجَالِدٍ
وَأَقْرَانِهِ رَحِمَهُمُ اللَّهُ.
8530- وَأَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ،
وَرِشْدِينُ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ ، عَنْ
أَبِي رُومَانَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
: يَظْهَرُ السُّفْيَانِيُّ عَلَى الشَّامِ ، ثُمَّ يَكُونُ بَيْنَهُمْ وَقْعَةٌ
بِقَرْقِيسَا حَتَّى تَشْبَعُ طَيْرُ السَّمَاءِ وَسِبَاعُ الأَرْضِ مِنْ
جِيَفِهِمْ ، ثُمَّ يَنْفَتِقُ عَلَيْهِمْ فَتْقٌ مِنْ خَلْفِهِمْ ، فَتُقْبِلُ
طَائِفَةٌ مِنْهُمْ حَتَّى يَدْخُلُوا أَرْضَ خُرَاسَانَ ، وَتُقْبِلُ خَيْلَ السُّفْيَانِيُّ
فِي طَلَبِ أَهْلِ خُرَاسَانَ ، وَيَقْتُلُونَ شِيعَةَ آلِ مُحَمَّدٍ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْكُوفَةِ ، ثُمَّ يَخْرُجُ أَهْلُ خُرَاسَانَ فِي
طَلَبِ الْمَهْدِيِّ.
8531- أَخْبَرَنَا الْحُسَيْنُ
بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، أَنْبَأَ خَالِدٌ الْحَذَّاءُ ،
عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ أَبِي أَسْمَاءَ ، عَنْ ثَوْبَانَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ خَرَجَتْ مِنْ قِبَلِ
خُرَاسَانَ فَأْتُوهَا وَلَوْ حَبْوًا ، فَإِنَّ فِيهَا خَلِيفَةَ اللهِ
الْمَهْدِيَّ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8532- أَخْبَرَنَا أَبُو
زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ
هِشَامٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ
، عَنْ سَلْمَانَ بْنِ رَبِيعَةَ ، قَالَ : انْطَلَقْتُ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِي
حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ ، قَالَ : فَطَلَبْنَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو فَلَمْ
نُوَافِقْهُ ، فَإِذَا قَرِيبٌ مِنْ ثَلاَثِ مِائَةِ رَاحِلٍ فَرَجَعْنَاهُ فِي
الْمَسْجِدِ ، فَإِذَا شَيْخٌ عَلَيْهِ بُرْدَانِ قَطَرِيَّانِ وَعِمَامَةٌ لَيْسَ
عَلَيْهِ قَمِيصٌ ، قَالَ : فَمَنْ أَنْتُمْ ؟ قُلْنَا : مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ،
قَالَ : أَنْتُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ تَكْذِبُونَ وَتُكَذِّبُونَ وَتَسْخَرُونَ
، قُلْنَا : لاَ نَكْذِبُ وَلاَ نُكَذِّبُ وَلاَ نَسْخَرُ ، قَالَ : كَمْ
بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ الاَيْلَةِ ؟ قُلْنَا : أَرْبَعُ فَرَاسِخَ ، قَالَ : يُوشِكُ
أَنَّ بَنِي قَنْطُورَاءَ بْنِ كَرْكَرَ أَنْ يَسُوقَكُمْ مِنْ خُرَاسَانَ وَسِجِسْتَانَ
سَوْقًا عَنِيفًا ، ثُمَّ يَخْرُجُونَ حَتَّى يَرْبِطُوا خُيُولَهُمْ بِنَهْرِ
دِجْلَةَ قَوْمٌ صِغَارُ الأَعْيُنِ ، خُنْسُ الآنُوفِ ، كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ
الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ
8533- حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا سُوَيْدٌ أَبُو حَاتِمٍ
الْيَمَامِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ سَلاَمٍ ،
عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ لَمَّا احْتُضِرَ
أَتَاهُ نَاسٌ مِنَ الأَعْرَابِ ، قَالُوا لَهُ : يَا حُذَيْفَةُ ، مَا نَرَاكَ
إِلاَّ مَقْبُوضًا ، فَقَالَ لَهُمْ : عَبٌّ مَسْرُورٌ ، وَحَبِيبٌ جَاءَ عَلَى فَاقَةٍ
لاَ أَفْلَحَ مَنْ نَدِمَ ، اللَّهُمَّ إِنِّي لَمْ أُشَارِكْ غَادِرًا فِي
غَدْرَتِهِ ، فَأَعُوذُ بِكَ الْيَوْمَ مِنْ صَاحِبِ السُّوءِ .
كَانَ النَّاسُ
يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنِ الْخَيْرِ ،
وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّا كُنَّا فِي شَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِالْخَيْرِ
فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ شَرٌّ ؟ قَالَ : فَقَالَ : نَعَمْ قُلْتُ : وَهَلْ وَرَاءَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ ؟ قَالَ
: نَعَمْ قُلْتُ :
كَيْفَ ؟ قَالَ : سَيَكُونُ بَعْدِي أَئِمَّةٌ لاَ يَهْتَدُونَ بِهَدْيِ وَلاَ
يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي ، وَسَيَقُومُ رِجَالٌ قُلُوبُهُمْ قُلُوبُ رِجَالٍ فِي
جُثْمَانِ إِنْسَانٍ فَقُلْتُ : كَيْفَ أَصْنَعُ إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ ؟ قَالَ
: تَسْمَعُ لِلأَمِيرِ الأَعْظَمِ وَإِنْ ضَرَبَ ظَهْرَكَ وَأَخَذَ مَالَكَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8534- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَصْبَهَانِيُّ الزَّاهِدُ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَرُومَةَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ
بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ أَبِي ثَابِتٍ ، عَنِ
الْقَاسِمِ بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ ، عَنْ أَبِي
مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يَزَالُ هَذَا الأَمْرُ فِيكُمْ وَأَنْتُمْ
وُلاَتُهُ مَا لَمْ تُحْدِثُوا أَعْمَالاً تَنْزِعُهُ مِنْكُمْ ، فَإِذَا
فَعَلْتُمْ ذَلِكَ سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ شِرَارَ خَلْقِهِ فَالْتَحَوْكُمْ
كَمَا يُلْتَحَى الْقَضِيبُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8535- أَخْبَرَنِي أَبُو
زَكَرِيَّا الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مَهْدِيٍّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي يَعْلَى
الثَّوْرِيِّ ، عَنْ سَعْدِ بْنِ حُذَيْفَةَ ، قَالَ : رُفِعَ إِلَى حُذَيْفَةَ عُيُوبُ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ : مَا
أَدْرِي أَيَّ الأَمْرَيْنِ أَرَدْتُمْ تَنَاوُلَ سُلْطَانِ قَوْمٍ لَيْسَ لَكُمْ
، أَوْ أَرَدْتُمْ رَدَّ هَذِهِ الْفِتْنَةِ ، فَإِنَّهَا مُرْسَلَةٌ مِنَ اللهِ
تَرْتَعِي فِي الأَرْضِ حَتَّى تَطَأَ خِطَامَهَا ، لَيْسَ أَحَدٌ رَادَّهَا وَلاَ
أَحَدٌ مَانِعَهَا ، وَلَيْسَ أَحَدٌ مَتْرُوكٌ يَقُولُ : اللَّهَ اللَّهَ إِلاَّ
قُتِلَ ، ثُمَّ يَبْعَثُ اللَّهُ قَوْمًا قُزُعًا كَقَزَعِ الْخَرِيفِ قَالَ :
الْقَزَعُ الْقِطْعَةُ مِنَ السَّحَابِ الرَّقِيقِ كَأَنَّهَا ظِلٌّ إِذَا مَرَّتْ
تَحْتَ السَّحَابِ الْكَبِيرِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8536- حَدَّثَنِي عَلِيُّ
بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ
أَبِي عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ جَامِعٍ ، عَنْ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ
: قَالَ عَبْدُ اللهِ : إِذَا بُخِسَ الْمِيزَانُ حُبِسَ الْقَطْرُ ، وَإِذَا
كَثُرَ الزِّنَا كَثُرَ الْقَتْلُ وَوَقَعَ الطَّاعُونُ ، وَإِذَا كَثُرَ
الْكَذِبُ كَثُرَ الْهَرْجُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8537- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا
نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ الْمَقْدِسِيُّ ، عَنْ عَبْدِ
الْمَلِكِ بْنِ أَبِي سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
فِي ذِي الْقَعْدَةِ تُجَاذِبُ الْقَبَائِلُ وَتُغَادِرُ ، فَيُنْهَبُ الْحَاجُّ ،
فَتَكُونُ مَلْحَمَةٌ بِمِنًى ، يَكْثُرُ فِيهَا الْقَتْلَى ، وَيَسِيلُ فِيهَا الدِّمَاءُ
، حَتَّى تَسِيلَ دِمَاؤُهُمْ عَلَى عَقَبَةِ الْجَمْرَةِ ، وَحَتَّى يَهْرُبَ
صَاحِبُهُمْ فَيَأْتِي بَيْنَ الرُّكْنِ وَالْمَقَامِ ، فَيُبَايَعُ وَهُوَ
كَارِهٌ ، يُقَالُ لَهُ : إِنْ أَبِيتَ ضَرَبْنَا عُنُقَكَ ، يُبَايِعُهُ مِثْلُ
عِدَّةِ أَهْلِ بَدْرٍ يَرْضَى عَنْهُمْ سَاكِنُ السَّمَاءِ وَسَاكِنُ الأَرْضِ.
قَالَ أَبُو يُوسُفَ
: فَحَدَّثَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : يَحُجُّ النَّاسُ
مَعًا وَيُعَرِّفُونَ مَعًا عَلَى غَيْرِ إِمَامٍ ، فَبَيْنَمَا هُمْ نُزُولٌ
بِمِنًى إِذْ أَخَذَهُمْ كَالْكَلَبِ ، فَثَارَتِ الْقَبَائِلُ بَعْضُهَا إِلَى
بَعْضٍ ، وَاقْتَتَلُوا حَتَّى تَسِيلَ الْعَقَبَةُ دَمًا ، فَيَفْزَعُونَ إِلَى
خَيْرِهِمْ ، فَيَأْتُونَهُ وَهُوَ مُلْصِقٌ وَجْهَهُ إِلَى الْكَعْبَةِ يَبْكِي كَأَنِّي
أَنْظُرُ إِلَى دُمُوعِهِ ، فَيَقُولُونَ : هَلُمَّ فَلْنُبَايِعَكَ ، فَيَقُولُ :
وَيْحَكُمْ كَمْ عَهْدٍ قَدْ نَقَضْتُمُوهُ وَكَمْ دَمٍ قَدْ سَفَكْتَمُوهُ ،
فَيُبَايَعُ كَرْهًا فَإِذَا أَدْرَكْتُمُوهُ فَبَايِعُوهُ فَإِنَّهُ الْمَهْدِيُّ
فِي الأَرْضِ ، وَالْمَهْدِيُّ فِي السَّمَاءِ.
8538- حَدَّثَنِي أَبُو
بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ
مُوسَى ، حَدَّثَنَا الْحُمَيْدِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ
بْنِ رُفَيْعٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ شَدَّادَ بْنَ مَعْقِلٍ ، صَاحِبَ هَذِهِ
الدَّارِ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، يَقُولُ : إِنَّ أَوَّلَ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ دِينِكُمُ الأَمَانَةُ ، وَآخَرَ
مَا يَبْقَى الصَّلاَةُ ، وَأَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ الَّذِي بَيْنَ أَظْهُرِكُمْ
يُوشِكُ أَنْ يُرْفَعَ ، قَالُوا : وَكَيْفَ يُرْفَعُ وَقَدْ أَثْبَتَهُ اللَّهُ فِي قُلُوبِنَا وَأَثْبَتْنَاهُ
فِي مَصَاحِفِنَا ؟ قَالَ : يُسْرَى عَلَيْهِ لَيْلَةً فَيَذْهَبُ مَا فِي
قُلُوبِكُمْ وَمَا فِي مَصَاحِفِكُمْ ، ثُمَّ قَرَأَ : {وَلَئِنْ شِئْنَا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ}.
قَالَ سُفْيَانُ :
وَحَدَّثَنِي الْمَسْعُودِيُّ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ
أَبِيهِ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : يُوشِكُ أَنْ تَطْلُبُوا فِي قُرَاكُمْ
هَذِهِ طَسْتًا مِنْ مَاءٍ ، فَلاَ تَجِدُونَهُ يَنْزَوِي كُلُّ مَاءٍ إِلَى
عُنْصُرِهِ ، فَيَكُونُ فِي الشَّامِ بَقِيَّةُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَاءُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8539- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا حُمَيْدُ بْنُ عَيَّاشٍ
الرَّمْلِيُّ ، حَدَّثَنَا مُؤَمَّلُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ،
عَنِ الأَعْمَشِ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ أَبِي عَمَّارٍ ، عَنْ
حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : يَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ
يُعَذِّبُونَكُمْ وَيُعَذِّبُهُمُ اللَّهُ.
صَحِيحُ الإِسْنَادِ
، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8540- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ
أَرُومَةَ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ مُنْذِرٍ الثَّوْرِيِّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ،
عَنْ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : تَكُونُ فِي هَذِهِ الأُمَّةِ
خَمْسُ فِتَنٍ : فِتْنَةٌ عَامَّةٌ ، وَفِتْنَةٌ خَاصَّةٌ ، ثُمَّ فِتْنَةٌ
عَامَّةٌ وَفِتْنَةٌ خَاصَّةٌ ، ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ سَوْدَاءُ مُظْلِمَةٌ ،
يَكُونُ النَّاسُ فِيهَا كَالْبَهَائِمِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8541- حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحُسَيْنِ الْحَرْبِيُّ ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُوسَى الأَشْيَبُ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ ، عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : تَعْلَمُنَّ
أَنَّكُمْ بِحَيْثُ تَخْتَلِفُ الإِنْسُ مِنْ بَيْنِ بَابِلَ وَالْحِيرَةِ ،
تَعْلَمُنَّ أَنَّ تِسْعَةَ أَعْشَارٍ مِنَ الْخَيْرِ وَعُشْرًا مِنَ الشَّرِّ بِالشَّامِ
، تَعْلَمُنَّ أَنَّ تِسْعَةَ أَعْشَارٍ مِنَ الشَّرِّ وَعُشْرًا مِنَ الْخَيْرِ
بِسِوَاهَا ، وَالَّذِي نَفْسُ ابْنِ مَسْعُودٍ بِيَدِهِ ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ
يَكُونَ أَحَبُّ شَيْءٍ عَلَى ظَهْرِ الأَرْضِ إِلَى أَحَدِكُمْ أَنْ تَكُونَ لَهُ
أَحْمِرَةٌ تَنْقُلُ أَهْلَهُ إِلَى الشَّامِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8542- حَدَّثَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ ، حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ ،
عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
يَنْدَرِسُ الإِسْلاَمُ كَمَا يَنْدَرِسُ الثَّوْبُ الْخَلْقُ حَتَّى يَصِيرَ مَا
يَدْرُونَ مَا صَلاَةٌ وَلاَ صِيَامٌ وَلاَ نُسُكٌ غَيْرَ أَنَّ الرَّجُلَ
وَالْعَجُوزَ يَقُولُونَ : قَدْ أَدْرَكْنَا النَّاسَ وَهُمْ يَقُولُونَ لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَقَالَ لَهُ صِلَةُ بْنُ زُفَرَ : وَمَا يُغْنِي عَنْهُمْ لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ يَا حُذَيْفَةُ وَهُمْ لاَ يَدْرُونَ صَلاَةً وَلاَ
صِيَامًا وَلاَ نُسُكًا ؟ قَالَ حُذَيْفَةُ : يَا صِلَةُ يَنْجُونَ بِلاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ مِنَ النَّارِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8543- أَخْبَرَنِي عَبْدُ
اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَيُّوبَ
، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عُثْمَانَ اللاَحِقِيُّ ، وَمُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ،
قَالاَ : حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ ،
عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : صَلَّى
بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلاَةَ الْعَصْرِ ، ثُمَّ
قَامَ خَطِيبًا بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَى مَغْرِبَانِ الشَّمْسِ حَفِظَهَا مَنْ حَفِظَهَا
، وَنَسِيَهَا مَنْ نَسِيَهَا ، وَأَخْبَرَ فِيهَا بِمَا هُوَ كَائِنٌ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ فَحَمِدَ اللَّهَ تَعَالَى وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ :
أَمَا بَعْدُ فَإِنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى
مُسْتَخْلِفُكُمْ فِيهَا ، فَنَاظِرٌ كَيْفَ تَعْمَلُونَ ، أَلاَ فَاتَّقُوا
الدُّنْيَا ، وَاتَّقُوا النِّسَاءَ ، أَلاَ إِنَّ بَنِي آدَمَ خُلِقُوا عَلَى
طَبَقَاتٍ شَتَّى فَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ مُؤْمِنًا ، وَيَحْيَى مُؤْمِنًا ،
وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ كَافِرًا وَيَحْيَى كَافِرًا
وَيَمُوتُ كَافِرًا ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُولَدُ مُؤْمِنًا وَيَحْيَى مُؤْمِنًا
وَيَمُوتُ كَافِرًا
وَمِنْهُمْ مَنْ
يُولَدُ كَافِرًا وَيَحْيَى كَافِرًا وَيَمُوتُ مُؤْمِنًا ، أَلاَ إِنَّ الْغَضَبَ
جَمْرَةٌ تُوقَدُ فِي جَوْفِ ابْنِ آدَمَ ، أَلَمْ تَرَوْا إِلَى حُمْرَةِ
عَيْنَيْهِ وَانْتِفَاخِ أَوْدَاجِهِ فَإِذَا وَجَدَ أَحَدُكُمْ مِنْ ذَلِكَ
شَيْئًا فَلْيَلْزِقْ بِالأَرْضِ ، أَلاَ إِنَّ خَيْرَ الرِّجَالِ مَنْ كَانَ
بَطِيءَ الْغَضَبِ سَرِيعَ الْفَيْءِ ، وَشَرَّ الرِّجَالِ مَنْ كَانَ سَرِيعَ
الْغَضَبِ بَطِيءَ الْفَيْءِ ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ سَرِيعَ الْغَضَبِ سَرِيعَ
الْفَيْءِ فَإِنَّهَا بِهَا وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ بَطِيءَ الْغَضَبِ بَطِيءَ
الْفَيْءِ فَإِنَّهَا بِهَا ، أَلاَ إِنَّ خَيْرَ التُّجَّارِ مَنْ كَانَ حَسَنَ
الْقَضَاءِ حَسَنَ الطَّلَبِ ، وَشَرَّ التُّجَّارِ مَنْ كَانَ سَيِّءَ الْقَضَاءِ
سَيِّءَ الطَّلَبِ ، فَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ حَسَنَ الْقَضَاءِ سَيِّءَ الطَّلَبِ
فَإِنَّهَا بِهَا ، وَإِذَا كَانَ الرَّجُلُ سَيِّءَ الْقَضَاءِ حَسَنَ الطَّلَبِ
فَإِنَّهَا بِهَا ، أَلاَ لاَ يَمْنَعَنَّ رَجُلاً مَهَابَةُ النَّاسِ أَنْ
يَقُولَ بِالْحَقِّ إِذَا عَلِمَهُ ، أَلاَ إِنَّ لِكُلِّ غَادِرٍ لِوَاءٌ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ بِقَدْرِ غَدْرَتِهِ ، أَلاَ وَإِنَّ أَكْبَرَ الْغَدْرِ غَدَرُ
إِمَامِ عَامَّةٍ ، أَلاَ وَإِنَّ الْغَادِرَ لِوَاؤُهُ عِنْدَ اسْتِهِ ، أَلاَ وَإِنَّ
أَفْضَلَ الْجِهَادِ كَلِمَةُ حَقٍّ عِنْدَ سُلْطَانٍ جَائِرٍ فَلَمَّا كَانَ
عِنْدَ مَغْرِبَانِ الشَّمْسِ ، قَالَ : إِنَّ مَثَلَ مَا بَقِيَ مِنَ الدُّنْيَا
فِيمَا مَضَى مِنْهَا كَمَثَلِ مَا بَقِيَ مِنْ يَوْمِكُمْ هَذَا فِيمَا مَضَى.
هَذَا حَدِيثٌ
تَفَرَّدَ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ عَلِيُّ بْنُ زَيْدِ بْنِ جُدْعَانَ الْقُرَشِيُّ
، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ . وَالشَّيْخَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا لَمْ يَحْتَجَّا
بِعَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ.
8544- حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدُ بْنُ قَطَنٍ ، حَدَّثَنَا
عُثْمَانُ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ ، حَدَّثَنَا
أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ أَبِي حَازِمٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : يُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللهِ فَيُرْفَعُ إِلَى
السَّمَاءِ ، فَلاَ يُصْبِحُ فِي الأَرْضِ آيَةٌ مِنَ الْقُرْآنِ وَلاَ مِنَ
التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ وَلاَ الزَّبُورِ ، وَيُنْتَزَعُ مِنْ قُلُوبِ
الرِّجَالِ فَيُصْبِحُونَ وَلاَ يَدْرُونَ مَا هُوَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8545- حَدَّثَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ الْمُزَنِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَضْرَمِيُّ
، حَدَّثَنَا وَاصِلُ بْنُ عَبْدِ الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ فُضَيْلٍ
، حَدَّثَنَا أَبُو مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ ، قَالَ :
خَرَجْنَا مَعَ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقُلْنَا
لَهُ : اعْهَدْ إِلَيْنَا . فَقَالَ : عَلَيْكُمْ بِتَقْوَى اللهِ ، وَلُزُومِ
جَمَاعَةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَإِنَّ اللَّهَ
تَعَالَى لَنْ يَجْمَعَ جَمَاعَةَ مُحَمَّدٍ عَلَى ضَلاَلَةٍ ، وَإِنَّ دَيْنَ
اللهِ وَاحِدٌ ، وَإِيَّاكُمْ وَالتَّلَوُّنَ فِي دَيْنِ اللهِ ، وَعَلَيْكُمْ بِتَقْوَى
اللهِ وَاصْبِرُوا حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ وَيُسْتَرَاحُ مِنْ فَاجِرٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ، وَقَدْ كَتَبْنَاهُ
مُسْنَدًا مِنْ وَجْهٍ لاَ يَصِحُّ عَلَى هَذَا الْكِتَابِ.
8546- حَدَّثَنَا أَبُو
جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الْمُذَكِّرُ ، حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مُعَاذٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَمَّارٍ الْكِلاَبِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : عَلَيْكُمْ بِاتِّقَاءِ اللهِ
وَالْجَمَاعَةُ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لاَ يَجْمَعُ هَذِهِ الآمَّةَ عَلَى
الضَّلاَلَةِ ، وَعَلَيْكُمْ بِالصَّبِرِ حَتَّى يَسْتَرِيحُ بَرٌّ ،
وَيُسْتَرَاحُ مِنْ فَاجِرٍ.
هَذَا حَدِيثٌ لَمْ
نَكْتُبْ بِهَذَا الإِسْنَادِ إِلاَّ حَدِيثًا وَاحِدًا.
8547- حَدَّثَنَا أَبُو
أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ الْبَلْخِيُّ ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عَمَّارٍ الْكِلاَبِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : رَأَيْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرْمِي الْجَمْرَةَ يَوْمَ
النَّحْرِ ، لاَ ضَرْبَ ، وَلاَ طَرْدَ ، وَلاَ إِلَيْكَ إِلَيْكَ.
هَذَا حَدِيثٌ لَهُ
طُرُقٌ ، عَنْ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ ، وَقَدِ احْتَجَّ الإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ
الْبُخَارِيُّ بِأَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ فِي الْجَامِعِ الصَّحِيحِ.
8548- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ،
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَهْدِيِّ سَعِيدُ بْنُ
سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ أَبِي شَجَرَةَ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : لَنْ تَنْفَكُّوا بِخَيْرٍ
مَا اسْتَغْنَى أَهْلُ بَدْوِكُمْ عَنْ أَهْلِ حَضَرِكُمْ قَالَ :
وَلَتَسُوقَنَّهُمُ السِّنِينُ وَالسِّنَاتُ حَتَّى يَكُونُوا مَعَكُمْ فِي
الدِّيَارِ ، وَلاَ تَمْنَعُوا مِنْهُمْ لِكَثْرَةِ مَنْ يُسْتَرُ عَلَيْكُمْ
مِنْهُمْ قَالَ : يَقُولُونَ طَالَمَا جُعْنَا وَشَبِعْتُمْ ، وَطَالَمَا شَقِينَا
وَنَعِمْتُمْ فَوَاسُونَا الْيَوْمَ وَلَنَسْتَصْعِبَنَّ بِكُمُ الأَرْضَ حَتَّى
يَغْبِطَ أَهْلُ حَضَرِكُمْ أَهْلَ بَدْوِكُمْ مِنِ اسْتِصْعَابِ الأَرْضِ . قَالَ
: وَلَتَمِيلَنَّ بِكُمُ الأَرْضُ مَيْلَةً يَهْلِكُ مِنْهَا مَنْ هَلَكَ
وَيَبْقَى مَنْ بَقِيَ حَتَّى تُعْتَقَ الرِّقَابُ ، ثُمَّ تَهْدَأُ بِكُمُ
الأَرْضُ بَعْدَ ذَلِكَ حَتَّى يَنْدَمَ الْمُعْتِقُونَ ، قَالَ : ثُمَّ تَمِيلُ بِكُمُ
الأَرْضُ مِنْ بَعْدَ ذَلِكَ مَيْلَةً أُخْرَى فَيَهْلِكُ فِيهَا مَنْ هَلَكَ
وَيَبْقَى مَنْ بَقِيَ حَتَّى تُعْتَقَ الرِّقَابُ ثُمَّ تَهْدَأُ بِكُمُ الأَرْضُ
فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا نُعْتِقُ رَبَّنَا نُعْتِقُ فَيُكَذِّبُهُمُ اللَّهُ :
كَذَبْتُمْ كَذَبْتُمْ أَنَا أُعْتِقُ ، قَالَ : وَلَيَبْتَلِيَنَّ أُخْرَيَاتُ
هَذِهِ الأُمَّةِ بِالرَّجْفِ فَإِنْ تَابُوا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ ، قَالَ :
وَإِنْ عَادُوا أَعَادَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ بِالرَّجْفِ وَالْقَذْفِ وَالْخَذْفِ
وَالْخَسْفِ وَالْمَسْخِ وَالصَّوَاعِقِ ، فَإِذَا قِيلَ : هَلَكَ النَّاسُ هَلَكَ
النَّاسُ ، فَقَدْ هَلَكُوا ، وَلَنْ يُعَذِّبَ اللَّهُ تَعَالَى أُمَّةً حَتَّى
تَغْدِرَ ، قَالُوا : وَمَا غَدْرُهَا ؟ قَالَ : يَعْتَرِفُونَ بِالذُّنُوبِ وَلاَ
يَتُوبُونَ ، وَلِتَطْمَئِنَّ بِالْقُلُوبِ بِمَا فِيهَا مِنْ بِرَّهَا
وَفُجُورِهَا كَمَا تَطْمَئِنُّ الشَّجَرَةُ بِمَا فِيهَا ، حَتَّى لاَ
يَسْتَطِيعَ مُحْسِنٌ أَنْ يَزْدَادَ إِحْسَانًا ، وَلاَ يَسْتَطِيعَ مُسِيءٌ
اسْتِعْتَابًا ، وَذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : {كَلاَ بَلْ
رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8549- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ ، بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ،
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ ، أَنْبَأَ عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ ، عَنْ
أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : أَشْرَفَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى أُطُمٍ مِنْ آطَامِ الْمَدِينَةِ ،
فَقَالَ : هَلْ تَرَوْنَ مَا أَرَى ؟ قَالُوا : لاَ ، قَالَ : فَإِنِّي لاَرَى
الْفِتَنَ تَقَعُ خِلاَلَ بُيُوتِكُمْ كَمَوَاقِعِ الْقَطْرِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8550- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ
بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ ، سَمِعَ
عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو ، يَقُولُ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
فَسُئِلَ أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً ؟ - يَعْنِي الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ
أَوِ الرُّومِيَّةَ - فَقَالَ : مَدِينَةُ هِرَقْلَ أَوَّلاً يَعْنِي
الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8551- أَخْبَرَنِي أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ
تَعَالَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ
، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ هِشَامِ بْنِ
عَامِرٍ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ رَأْسَ الدَّجَّالِ مِنْ وَرَائِهِ حُبُكٌ
حُبُكٌ ، وَإِنَّهُ سَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ ، فَمَنْ قَالَ : أَنْتَ رَبِّي
افْتُتِنَ ، وَمَنْ قَالَ : كَذَبْتَ رَبِّيَ اللَّهُ وَعَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ ،
وَإِلَيْهِ أُنِيبُ فَلاَ يَضُرَّهُ - أَوْ قَالَ : فَلاَ فِتْنَةَ عَلَيْهِز
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8552- حَدَّثَنِي عَلِيُّ
بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
الْحُمَيْدِيُّ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ ، وَيَحْيَى
بْنِ سَعِيدٍ ، وَمَعْمَرٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ هِنْدِ بِنْتِ الْحَارِثِ
، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : مَاذَا نَزَلَ اللَّيْلَةَ مِنَ الْفِتَنِ ؟
وَمَاذَا فُتِحَ مِنَ الْخَزَائِنِ ؟ أَيْقِظُوا صَوَاحِبَ الْحُجُرَاتِ -
نِسَاءَهُ - فَرُبَّ كَاسِيَةٍ فِي الدُّنْيَا عَارِيَةٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8553- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ الشَّعِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ مُعَاذٍ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ، حَدَّثَنِي
إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي الْخَلِيلِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ ، عَنْ
أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : تَذَاكَرْنَا وَنَحْنُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
أَيُّهُمَا أَفْضَلُ : مَسْجِدُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، أَوْ مَسْجِدُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَرْبَعِ صَلَوَاتٍ فِيهِ
، وَلَنِعْمَ الْمُصَلَّى ، وَلَيُوشِكَنَّ أَنْ لاَ يَكُونَ لِلرَّجُلِ مِثْلُ
شَطَنِ فَرَسِهِ مِنَ الأَرْضِ حَيْثُ يَرَى مِنْهُ بَيْتَ الْمَقْدِسِ خَيْرٌ
لَهُ مِنَ الدُّنْيَا جَمِيعًا - أَوْ قَالَ : خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا
فِيهَا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8554- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عِيسَى
اللَّخْمِيُّ ، بِتِنِّيسَ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ مَيْسَرَةَ بْنِ حَلْبَسَ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي رَأَيْتُ كَأَنَّ
عَمُودَ الْكِتَابِ انْتُزِعَ مِنْ تَحْتِ وِسَادَتِي ، فَأَتْبَعْتُهُ بَصَرِي فَإِذَا
هُوَ نُورٌ سَاطِعٌ عُمِدَ بِهِ إِلَى الشَّامِ ، أَلاَ وَإِنَّ الإِيمَانَ إِذَا
وَقَعَتِ الْفِتَنُ بِالشَّامِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8555- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ قُرَيْشٍ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ سُفْيَانَ
، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ،
أَخْبَرَنِي أَبُو عَائِذٍ عُفَيْرُ بْنُ مَعْدَانَ ، أَنَّهُ سَمِعَ سُلَيْمَ
بْنَ عَامِرٍ الْكَلاَعِيَّ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : الشَّامُ صَفْوَةُ اللهِ مِنْ بِلاَدِهِ ، يَسُوقُ إِلَيْهَا صَفْوَةَ
عِبَادِهِ ، مَنْ خَرَجَ مِنَ الشَّامِ إِلَى غَيْرِهَا فَبِسُخْطِهِ ، وَمَنْ
دَخَلَ مِنْ غَيْرِهَا فَبِرَحْمَتِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8556- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ
الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ
عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ مَكْحُولٍ ، أَنَّهُ حَدَّثَهُ عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ
الْخَوْلاَنِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَوَالَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَتُجَنَّدُونَ
أَجْنَادًا : جُنْدًا بِالشَّامِ ، وَجُنْدًا بِالْعِرَاقِ ، وَجُنْدًا
بِالْيَمَنِ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ اخْتَرْ لِي ، قَالَ : عَلَيْكُمْ بِالشَّامِ
، فَمَنْ أَبَى فَلْيَلْحَقْ بِيَمَنِهِ ، وَلْيَسْقِ مِنْ غُدُرِهِ ، فَإِنَّ اللَّهَ
عَزَّ وَجَلَّ تَكَفَّلَ لِي بِالشَّامِ وَأَهْلِهِ .
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8556- أَخْبَرَنَا عُفَيْرٌ
، عَنْ سُلَيْمِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ، مَرْفُوعًا : أُنْزِلَتْ
عَلَيَّ النُّبُوَّةُ فِي ثَلاَثَةِ أَمْكِنَةٍ : بِمَكَّةَ ، وَالْمَدِينَةِ ،
وَالشَّامِ صَحِيحٌ.
8557- أَخْبَرَنِي أَبُو
جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
عُثْمَانَ بْنِ صَالِحٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ مُضَرٍ ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ الْحَارِثِ ، عَنْ جَمِيلِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَذَّاءِ
، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : اللَّهُمَّ لاَ يُدْرِكُنِي زَمَانٌ - أَوْ
لاَ أُدْرِكُ زَمَانَ - قَوْمٍ لاَ يَتَّبِعُونَ الْعِلْمَ وَلاَ يَسْتَحْيُونَ مِنَ
الْحَلِيمِ ، قُلُوبِهُمُ الأَعَاجِمُ ، وَأَلْسِنَتُهُمْ أَلْسِنَةُ الْعَرَبِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8558- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ
الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي ، يَقُولُ : خَرَجْتُ حَاجًّا ، فَقَالَ لِي
سُلَيْمَانُ بْنُ عَنَزٍ قَاضِي أَهْلِ مِصْرَ : أَبْلِغْ أَبَا هُرَيْرَةَ مِنِّي
السَّلاَمَ ، وَأَعْلِمْهُ أَنِّي قَدِ اسْتَغْفَرْتُ الْغَدَاةَ لَهُ وَلِأُمِّهِ
، فَلَقِيتُهُ فَأَبْلَغْتُهُ ، قَالَ : وَأَنَا قَدِ اسْتَغْفَرْتُ لَهُ ، ثُمَّ
قَالَ : كَيْفَ تَرَكْتُمْ أُمَّ حَنْوٍ - يَعْنِي مِصْرَ - ؟ قَالَ : فَذَكَرْتُ لَهُ مِنْ رَفَاهِيَتِهَا وَعَيْشِهَا
، قَالَ : أَمَا إِنَّهَا أَوَّلُ الأَرْضِ خَرَابًا ، ثُمَّ أَرْمِينِيَةُ ،
قُلْتُ : سَمِعْتَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟
قَالَ : لاَ ، وَلَكِنْ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ
: إِنَّهَا تَكُونُ
هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ ، فَخِيَارُ أَهْلِ الأَرْضِ أَلْزَمُهُمْ إِلَى
مُهَاجَرِ إِبْرَاهِيمَ ، وَيَبْقَى فِي الأَرْضِ شِرَارُ أَهْلِهَا تَلْفِظُهُمْ
أَرْضُوهُمْ ، وَتُقَذِّرُهُمْ نَفْسُ اللهِ فَتَحْشُرُهُمُ النَّارُ مَعَ
الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ.
وَسَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : يَخْرُجُ نَاسٌ مِنْ قِبَلِ
الْمَشْرِقِ يَقْرَأُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ ، كُلَّمَا
قُطِعَ قَرْنٌ نَشَأَ قَرْنٌ ، حَتَّى يَخْرُجَ فِي بَقِيَّتِهِمُ الدَّجَّالُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ فَقَدِ اتَّفَقَا
جَمِيعًا عَلَى أَحَادِيثِ مُوسَى بْنِ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ اللَّخْمِيِّ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8559- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَالِمٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، يَقُولُ : يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ أَقْصَى مَسَالِحُ الْمُسْلِمِينَ
سِلاَحٌ ، وَسِلاَحٌ قَرِيبٌ مِنْ خَيْبَرَ.
8560- حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الإِمَامُ ، وَجَعْفَرُ
بْنُ أَحْمَدَ السَّامَانِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ أَحْمَدُ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ ، حَدَّثَنَا عَمِّي ، قَالَ : حَدَّثَنِي
جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ ، عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ ، عَنْ نَافِعٍ ، عَنِ
ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يُوشِكُ الْمُسْلِمُونَ أَنْ يُحْصَرُوا
بِالْمَدِينَةِ حَتَّى يَكُونَ أَبْعَدُ مَسَالِحِهِمْ سِلاَحٌ.
حَدِيثُ ابْنِ وَهْبٍ
، عَنْ جَرِيرٍ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، فَقَدِ احْتَجَّ فِي كِتَابِهِ
رَحِمَهُ اللَّهُ بِأَبِي عَبْدِ اللهِ رَحِمَهُ اللَّهُ.
8561- أَخْبَرَنَا بَكْرُ
بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ ، بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ
بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ
، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ ، عَنْ كَثِيرِ
بْنِ مُرَّةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ طَعَامِ الْمُؤْمِنِينَ فِي زَمَنِ
الدَّجَّالِ ، قَالَ : طَعَامُ الْمَلاَئِكَةِ قَالُوا : وَمَا طَعَامُ
الْمَلاَئِكَةِ ؟ قَالَ : طَعَامُهُمْ مَنْطِقُهُمْ بِالتَّسْبِيحِ وَالتَّقْدِيسِ
، فَمَنْ كَانَ مَنْطِقُهُ يَوْمَئِذٍ التَّسْبِيحَ وَالتَّقْدِيسَ أَذْهَبَ
اللَّهُ عَنْهُ الْجُوعَ ، فَلَمْ يَخْشَ جُوعًا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8562- وَأَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الأَحْوَصِ الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ أَبِي هَاشِمٍ ، عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ ، عَنْ
قَيْسِ بْنِ عُبَادَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ : مَنْ قَرَأَ سُورَةُ الْكَهْفَ كَمَا أُنْزِلَتْ ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى
الدَّجَّالِ لَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ - أَوْ : لَمْ يَكُنْ لَهُ عَلَيْهِ سَبِيلٌ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8563- أَخْبَرَنِي
عَبْدَانُ بْنُ يَزِيدَ الدَّقَّاقُ ، بِهَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ
يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
تُوشِكُونَ أَنْ يَمْلاَ اللَّهُ أَيْدِيَكُمْ مِنَ الْعَجَمِ ، فَيَكُونُونَ
أَشْبَالاً لاَ يَقْرِونَ ، وَيَقْتُلُونَ مُقَاتِلَتَكُمْ وَيَأْكُلُونَ
فَيْئَكُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ
الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8564- حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ الْفَقِيهُ بِالرِّيِّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ الْفَرَجِ الأَزْرَقُ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ
مُحَمَّدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ قُدَامَةَ الْجُمَحِيُّ ، عَنْ
إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي بَكْرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ سِنُونَ يُصَدَّقُ فِيهَا
الْكَاذِبُ ، وَيُكَذَّبُ فِيهَا الصَّادِقُ ، وَيُخَوَّنُ فِيهَا الأَمِينُ ،
وَيُؤْتَمَنُ فِيهَا الْخَائِنُ ، وَيَنْطِقُ فِيهَا الرُّوَيْبِضَةُ قَالَ :
قِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا الرُّوَيْبِضَةُ ؟ قَالَ : السَّفِيهُ
يَتَكَلَّمُ فِي أَمْرِ الْعَامَّةِ.
قَالَ ابْنُ
قُدَامَةَ : وَحَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيُّ ، عَنِ
الْمَقْبُرِيِّ ، قَالَ : وَتَشِيعُ فِيهَا الْفَاحِشَةُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ . وَهُوَ مِنْ حَدِيثِ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيِّ ، عَنِ الْمَقْبُرِيِّ
غَرِيبٌ جِدًّا.
8565- أَخْبَرَنِي عَبْدُ
اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ الإِمَامُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَرْزُوقٍ ، حَدَّثَنَا
صَالِحُ بْنُ عُمَرَ بْنِ شُعَيْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَدِّي شُعَيْبَ بْنَ
عُمَرَ الأَزْرَقَ ، قَالَ : حَجَجْنَا فَمَرَرْنَا بِطَرِيقِ الْمُنْكَدِرِ ،
وَكَانَ النَّاسُ إِذْ ذَاكَ يَأْخُذُونَ فِيهِ فَضَلَلْنَا الطَّرِيقَ ، قَالَ :
فَبَيْنَا نَحْنُ كَذَلِكَ إِذْ نَحْنُ بِأَعْرَابِيٍّ كَأَنَّمَا نَبَعَ
عَلَيْنَا مِنَ الأَرْضِ ، فَقَالَ : يَا شَيْخُ تَدْرِي أَيْنَ أَنْتَ ؟ قُلْتُ :
لاَ ، قَالَ : أَنْتَ بِالرَّبَائِبِ ، وَهَذَا التَّلُّ الأَبْيَضُ الَّذِي
تَرَاهُ عِظَامُ بَكْرُ بْنُ وَائِلٍ ، وَتْغَلِبَ ، وَهَذَا قَبْرُ كُلَيْبٍ
وَأَخِيهِ مُهَلْهَلٍ ، قَالَ : فَدُلَّنَا عَلَى الطَّرِيقِ ، ثُمَّ قَالَ : هَا هُنَا
رَجُلٌ لَهُ مِنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صُحْبَةٌ هَلْ
لَكُمْ فِيهِ ؟ قَالَ : فَقُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَذَهَبَ بِنَا إِلَى شَيْخٍ مَعْصُوبِ الْحَاجِبَيْنِ بِعِصَابَةٍ
فِي قُبَّةِ أَدَمٍ ، فَقُلْنَا لَهُ : مَنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : أَنَا الْعَدَّاءُ
بْنُ خَالِدٍ فَارِسُ الصُّحْبَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ ، قَالَ
: فَقُلْنَا لَهُ :
حَدِّثْنَا رَحِمَكَ اللَّهُ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بِحَدِيثٍ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
إِذْ قَامَ قَوْمَةً لَهُ كَأَنَّهُ مُفَزَّعٌ ، ثُمَّ رَجَعَ ، فَقَالَ :
أُحَذِّرُكُمُ الدَّجَّالِينَ الثَّلاَثَ فَقَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ : بِأَبِي
أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللهِ قَدْ أَخْبَرْتَنَا ، عَنِ الدَّجَّالِ
الأَعْوَرِ ، وَعَنْ أَكْذَبِ الْكَذَّابِينَ ، فَمَنِ الثَّالِثُ ، فَقَالَ :
رَجُلٌ يَخْرُجُ فِي قَوْمٍ أَوَّلُهُمْ مَثْبُورٌ ، وَآخِرِهِمْ مَثْبُورٌ ،
عَلَيْهِمُ اللَّعْنَةُ دَائِبَةً فِي فِتْنَةِ الْجَارِفَةِ ، وَهُوَ الدَّجَّالُ
الأَلْيَسُ يَأْكُلُ عِبَادَ اللَّهِ.
قَالَ مُحَمَّدٌ :
وَهُوَ أَبْعَدُ النَّاسِ مِنْ شَيْبَةٍ مِنْ شَرْطِ الإِمَامِ أَبِي بَكْرِ مُحَمَّدِ
بْنِ إِسْحَاقَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ إِذَا رَوَى حَدِيثًا لاَ يُصَحِّحُهُ أَنْ
يَقُولَ فِي رِوَايَتِهِ : قَدْ رُوِيَ عَنْ فُلاَنٍ وَفُلاَنٍ ، وَأَنَا لاَ
أَعْرِفُهُ بِعَدَالَةٍ كَذِي وَكَذِي.
وَقَدْ أَخْرَجَ
هَذَا الْحَدِيثَ ابْنُ خُزَيْمَةَ عَلَى شَرْطِ الصَّحِيحِ ، وَهُوَ الْقُدْوَةُ
فِي هَذَا الْعِلْمِ.
8566- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْمُقْرِئُ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَجَاءٍ ،
حَدَّثَنَا هَمَّامٌ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ
، عَنْ أَبِي سَبْرَةَ الْهُذَلِيِّ ، قَالَ : لَقِيتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو
فَحَدَّثَنِي حَدِيثًا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَفَهِمْتُهُ
وَكَتَبْتُهُ بِيَدِي : بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ هَذَا مَا حَدَّثَ
عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لاَ يُحِبُّ الْفَاحِشَ وَلاَ
الْمُتَفَحِّشَ. ثُمَّ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لاَ تَقُومُ
السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالتَّفَحُّشُ ، وَسُوءُ الْجِوَارِ ،
وَقَطِيعَةُ الأَرْحَامِ ، وَحَتَّى يُخَوَّنَ الأَمِينُ وَيُؤْتَمَنَ الْخَائِنُ.
ثُمَّ قَالَ : إِنَّمَا مَثَلُ الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ النَّخْلَةِ وَقَعَتْ
فَأَكَلْتَ طَيِّبًا ، ثُمَّ سَقَطَتْ وَلَمْ تَفْسُدْ وَلَمْ تُكْسَرْ ، وَمَثَلُ
الْمُؤْمِنِ كَمَثَلِ قِطْعَةِ الذَّهَبِ الأَحْمَرِ أُدْخِلَتِ النَّارَ فَنُفِخَ
عَلَيْهَا فَلَمْ تَتَغَيَّرْ وَوُزِنَتْ فَلَمْ تَنْقُصْ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8567- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ ، قَالَ يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ :
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ وَاقِدٍ ، قَالَ :
مُعَاذُ بْنُ حَرْمَلَةَ الأَزْدِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ تُمْطِرُ السَّمَاءُ مَطَرًا وَلاَ تُنْبِتُ
الأَرْضُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8568- أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ إِمْلاَءً بِبَغْدَادَ ، قَالَ :
قُرِئَ عَلَى يَحْيَى بْنِ حَفْصِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ ، وَأَنَا أَسْمَعُ ،
حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ تَمِيمٍ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْكُوفِيُّ ،
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْمُهَاجِرِ ، عَنْ أَبِيهِ ،
عَنْ مُجَاهِدٍ ، قَالَ : قَالَ لِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ : لَوْ لَمْ أَسْمَعْ أَنَّكَ مِثْلُ
أَهْلِ الْبَيْتِ مَا حَدَّثْتُكَ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، قَالَ
: فَقَالَ مُجَاهِدٌ :
فَإِنَّهُ فِي سِتْرٍ لاَ أَذْكُرُهُ لِمَنْ تَكْرَهُ ، قَالَ : فَقَالَ ابْنُ
عَبَّاسٍ : مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ أَرْبَعَةٌ : مِنَّا السَّفَّاحُ ، وَمِنَّا الْمُنْذِرُ ، وَمِنَّا الْمَنْصُورُ ،
وَمِنَّا الْمَهْدِيُّ ، قَالَ : فَقَالَ لَهُ مُجَاهِدٌ : فَبَيِّنْ لِي هَؤُلاَءِ
الأَرْبَعَةَ ، فَقَالَ : أَمَّا السَّفَّاحُ فَرُبَّمَا قَتَلَ أَنْصَارَهُ
وَعَفَا عَنْ عَدُوِّهِ ، وَأَمَّا الْمُنْذِرُ قَالَ : فَإِنَّهُ يُعْطِي الْمَالَ الْكَثِيرَ لاَ يَتَعَاظَمُ فِي نَفْسِهِ وَيُمْسِكُ
الْقَلِيلَ مِنْ حَقِّهِ ، وَأَمَّا الْمَنْصُورُ : فَإِنَّهُ يُعْطَى النَّصْرَ
عَلَى عَدُوِّهِ الشَّطْرَ مِمَّا كَانَ يُعْطَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرْعَبُ مِنْهُ عَدُوُّهُ عَلَى مَسِيرَةِ شَهْرَيْنِ ،
وَالْمَنْصُورُ يُرْعَبُ عَدُوُّهُ مِنْهُ عَلَى مَسِيرَةِ شَهْرٍ ، وَأَمَّا
الْمَهْدِيُّ الَّذِي يَمْلاَ الأَرْضَ عَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا ،
وَتَأْمَنَ الْبَهَائِمُ وَالسِّبَاعُ وَتُلْقِي الأَرْضُ أَفْلاَذَ كَبِدِهَا ،
قَالَ : قُلْتُ : وَمَا أَفْلاَذُ كَبِدِهَا ؟ قَالَ : أَمْثَالُ الآسْطُوَانَةُ
مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8569- حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا
زَائِدَةُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُثْمَانَ بْنِ خُثَيْمٍ ، عَنْ نَافِعِ بْنِ
سَرْجِسَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : غَشِيَتْكُمُ الْفِتَنُ كَقِطَعِ
اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، أَنْجَى النَّاسِ فِيهِ رَجُلٌ صَاحِبُ شَاهِقَةٍ
يَأْكُلُ مِنْ رَسَلِ غَنَمِهِ ، أَوْ رَجُلٌ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ مِنْ
وَرَاءِ الدَّرْبِ يَأْكُلُ مِنْ سَيْفِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8570- حَدَّثَنَا أَبُو
الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ،
عَنْ شَقِيقٍ أَبِي وَائِلٍ ، قَالَ : قَالَ عَبْدُ اللهِ : كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا لَبِسَتْكُمْ فِتْنَةٌ يَهْرَمُ
فِيهَا الْكَبِيرُ ، وَيَرْبُو فِيهَا الصَّغِيرُ ، وَيَتَّخِذُهَا النَّاسُ
سُنَّةً فَإِذَا غُيِّرَتْ ، قَالُوا : غُيِّرَتِ السُّنَّةُ ؟ قِيلٌ : مَتَى
ذَلِكَ يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ ؟ قَالَ : إِذَا كَثُرَتْ قُرَّاؤُكُمْ ، وَقَلَّتْ فُقَهَاؤُكُمْ ، وَكَثُرَتْ أَمْوَالُكُمْ
، وَقَلَّتْ أُمَنَاؤُكُمْ ، وَالْتُمِسَتِ الدُّنْيَا بِعَمَلِ الآخِرَةِ.
8571- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ حَاتِمٍ الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَامِرٍ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ
عُمَرَ الْعَقَدِيُّ ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي صَالِحٍ
، قَالَ : أَقْبَلَ مَرْوَانُ يَوْمًا فَوَجَدَ رَجُلاً وَاضِعًا وَجْهَهُ عَلَى
الْقَبْرِ ، فَأَخَذَ بِرَقَبَتِهِ وَقَالَ : أَتَدْرِي مَا تَصْنَعُ ؟ قَالَ :
نَعَمْ ، فَأَقْبَلَ عَلَيْهِ فَإِذَا هُوَ أَبُو أَيُّوبَ الأَنْصَارِيُّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ : جِئْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ وَلَمْ آتِ الْحَجَرَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : لاَ تَبْكُوا عَلَى الدِّينِ إِذَا وَلِيَهُ أَهْلُهُ ،
وَلَكِنِ ابْكُوا عَلَيْهِ إِذَا وَلِيَهُ غَيْرُ أَهْلِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8572- حَدَّثَنَا أَبُو
نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى ، حَدَّثَنَا أَبُو عِصْمَةَ
سَهْلُ بْنُ الْمُتَوَكِّلِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
الرَّقَاشِيُّ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا فَرْقَدٌ
السَّبَخِيُّ ، عَنْ عَاصِمِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يَبِيتُ
قَوْمٌ مِنْ هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى طَعَامٍ وَشَرَابٍ وَلَهْوٍ ، فَيُصْبِحُونَ
قَدْ مُسِخُوا خَنَازَيرَ ، وَلَيُخْسَفَنَّ بِقَبَائِلَ فِيهَا وَفِي دُورٍ
فِيهَا ، حَتَّى يُصْبِحُوا فَيَقُولُوا خُسِفَ اللَّيْلَةَ بِبَنِي فُلاَنٍ
خُسِفَ اللَّيْلَةَ بِدَارِ بَنِي فُلاَنٍ ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمْ حَصْبَاءُ حِجَارَةٌ
كَمَا أُرْسِلَتْ عَلَى قَوْمِ لُوطٍ ، وَأُرْسِلَتْ عَلَيْهِمُ الرِّيحُ
الْعَقِيمُ فَتَنْسِفُهُمْ كَمَا نَسَفَتْ مَنْ كَانَ قَبْلَهُمْ بِشُرْبِهِمُ
الْخَمْرَ ، وَأَكْلِهِمُ الرِّبَا ، وَلُبْسِهِمُ الْحَرِيرَ ، وَاتِّخَاذِهِمُ
الْقَيْنَاتِ ، وَقَطِيعَتِهِمُ الرَّحِمَ قَالَ : وَذَكَرَ خَصْلَةً أُخْرَى فَنَسِيتُهَا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ لِجَعْفَرٍ ، فَأَمَّا فَرْقَدٌ فَإِنَّهُمَا لَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8573- أَخْبَرَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي ، بِهَمْدَانَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ،
عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ سَمُرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ
: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : لَتَفْتَحَنَّ لَكُمْ كُنُوزَ كِسْرَى الأَبْيَضَ أَوِ الَّذِي فِي الأَبْيَضِ
عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8574- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ
الْقَاضِي ، بِمِصْرَ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا
عِمْرَانُ الْقَطَّانُ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : بَادِرُوا بِالأَعْمَالِ ، سِتًّا قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا
، وَالدُّخَانَ ، وَالدَّجَّالِ ، وَدَابَّةَ الأَرْضِ ، وَخُوَيْصَّةَ أَحَدِكُمْ
، وَأَمْرَ الْعَامَّةِ.
قَدِ احْتَجَّ
مُسْلِمٌ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ ، هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ،
وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8575- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا
بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الْجَهْمِيِّ ، عَنْ
أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَرَجُلٌ مَعَهَا ، فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا أُمَّ
الْمُؤْمِنِينَ حَدِّثِينَا حَدِيثًا عَنِ الزَّلْزَلَةِ ، فَأَعْرَضَتْ عَنْهُ بِوَجْهِهَا
، قَالَ أَنَسٌ : فَقُلْتُ لَهَا : حَدِّثِينَا يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ عَنِ
الزَّلْزَلَةِ ، فَقَالَتْ : يَا أَنَسُ إِنْ حَدَّثْتُكَ عَنْهَا عِشْتَ حَزِينًا
، وَبُعِثْتَ حِينَ تُبْعَثُ وَذَلِكَ الْحُزْنُ فِي قَلْبِكَ فَقُلْتُ : يَا
أُمَّاهُ حَدِّثِينَا ، فَقَالَتْ : إِنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا خَلَعْتَ ثِيَابَهَا فِي غَيْرِ بَيْتِ
زَوْجِهَا هَتَكَتْ مَا بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ مِنْ حِجَابٍ ، وَإِنْ
تَطَيَّبَتْ لِغَيْرِ زَوْجِهَا كَانَ عَلَيْهَا نَارًا وَشَنَارًا ، فَإِذَا
اسْتَحَلُّوا الزِّنَا وَشَرِبُوا الْخُمُورَ بَعْدَ هَذَا وَضَرَبُوا
الْمَعَازِفَ غَارَ اللَّهُ فِي سَمَائِهِ ، فَقَالَ لِلأَرْضِ
: تَزَلْزَلِي بِهِمْ ،
فَإِنْ تَابُوا وَنَزَعُوا وَإِلاَّ هَدَمَهَا عَلَيْهِمْ فَقَالَ أَنَسٌ :
عُقُوبَةٌ لَهُمْ ؟ قَالَتْ : رَحْمَةٌ وَبَرَكَةٌ وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ،
وَنَكَالاً وَسَخْطَةً وَعَذَابًا لِلْكَافِرِينَ قَالَ أَنَسٌ : فَمَا سَمِعْتُ
بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثًا أَنَا أَشَدُّ
بِهِ فَرَحًا مِنِّي بِهَذَا الْحَدِيثِ ، بَلْ أَعِيشُ فَرِحًا وَأُبْعَثَ حِينَ
أُبْعَثُ وَذَلِكَ الْفَرَحُ فِي قَلْبِي - أَوْ قَالَ : فِي نَفْسِي.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8576- حَدَّثَنَا أَبُو
الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ
زَيْدٍ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ بْنُ رَبَاحٍ ، مَوْلَى ابْنِ أَبِي
ذُبَابٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَأَلْتُ رَبِّي
ثَلاَثًا فَأَعْطَانِي اثْنَتَيْنِ ، وَمَنَعَنِي وَاحِدَةً ، سَأَلْتُهُ : أَنْ
لاَ يُهْلِكَ أُمَّتِي بِالسِّنِينَ فَأَعْطَانِي ، وَسَأَلْتُهُ : أَنْ لاَ يُسَلِّطَ
عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ فَأَعْطَانِي ، وَسَأَلْتُهُ : أَنْ لاَ
يَلْبِسَهُمْ شِيَعًا ، وَيُذِيقَ بَعْضَهُمْ بَأْسَ بَعْضٍ فَمَنَعَنِي.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8577- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ بَالَوَيْهِ الْعَقَبِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ عَبْدِ الصَّمَدِ الْعَمِّيُّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
الْمِقْدَامِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَدْ رَأَيْنَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ قَالَهُ لَنَا رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَيْرَ أَنَّهُ قَالَ : يُقَالُ لِرِجَالٍ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ اطْرَحُوا سِيَاطَكُمْ وَادْخُلُوا جَهَنَّمَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8578- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ
بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ عُرْفُطَةَ ، قَالَ :
قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا خَالِدُ ،
إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أَحْدَاثٌ وَفِتَنٌ وَاخْتِلاَفٌ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ
أَنْ تَكُونَ عَبْدَ اللهِ الْمَقْتُولَ لاَ الْقَاتِلَ فَافْعَلْ.
تَفَرَّدَ بِهِ
عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْقُرَشِيُّ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، وَلَمْ
يَحْتَجَّا بِعَلِيٍّ.
8579- أَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْحَافِظُ الْجَلاَبُ ، بِهَمْدَانَ
، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ
سُلَيْمَانَ الرَّازِيُّ ، قَالَ : سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ أَنَسٍ يُحَدِّثُ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَابِرِ بْنِ عَتِيكٍ ، أَنَّهُ قَالَ :
جَاءَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو فِي بَنِي مُعَاوِيَةَ - وَهِيَ قَرْيَةٌ مِنْ
قُرَى الأَنْصَارِ - فَقَالَ : هَلْ تَدْرِي أَيْنَ صَلَّى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسْجِدِكُمْ هَذَا ؟ قَالَ : قُلْتُ : نَعَمْ ، وَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنْهُ ، فَقَالَ : هَلْ
تَدْرِي مَا الثَّلاَثُ الَّتِي دَعَا بِهِنَّ فِيهِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، فَقَالَ
: أَخْبِرْنِي بِهِنَّ
، فَقُلْتُ : دَعَا بِأَنْ لاَ يُظْهِرَ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ ،
وَلاَ يُهْلِكَهُمْ بِالسِّنِينَ فَأُعْطِيَهُمَا ، وَدَعَا بِأَنْ لاَ يَجْعَلَ
بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ فَمَنَعَهَا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8580- أَخْبَرَنِي أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ
مُحَمَّدٍ الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا
ابْنُ وَهْبٍ ، عَنْ مَسْلَمَةَ بْنِ عُلَيٍّ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ ابْنِ
الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : تَكُونُ هَدَّةٌ فِي شَهْرِ
رَمَضَانَ تُوقِظُ النَّائِمَ وَتُفْزِعُ الْيَقْظَانَ ، ثُمَّ تَظْهَرُ عِصَابَةٌ
فِي شَوَّالٍ ، ثُمَّ مَعْمَعَةٌ فِي ذِي الْحِجَّةِ ، ثُمَّ تُنْتَهَكُ الْمَحَارِمُ
فِي الْمُحَرَّمِ ، ثُمَّ يَكُونُ مَوْتٌ فِي صَفَرٍ ، ثُمَّ تَتَنَازَعُ
الْقَبَائِلُ فِي الرَّبِيعِ ، ثُمَّ الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ بَيْنَ جُمَادَى
وَرَجَبٍ ، ثُمَّ نَاقَةٌ مُقَتَّبَةٌ خَيْرٌ مِنْ دَسْكَرَةٍ تُقِلُّ مِائَةَ
أَلْفٍ.
قَدِ احْتَجَّ
الشَّيْخَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا بِرُوَاةِ هَذَا الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ
غَيْرَ مَسْلَمَةَ بْنِ عُلَيٍّ الْخُشَنِيِّ ، وَهُوَ حَدِيثٌ غَرِيبُ الْمَتْنِ
، وَمَسْلَمَةُ أَيْضًا مِمَّنْ لاَ تَقُومُ الْحُجَّةُ بِهِ.
8581- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ،
حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ ، حَدَّثَنِي الأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
أَبِي كَثِيرٍ ، حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، قَالَ :
عُدْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ فَسَنَدْتُهُ إِلَى صَدْرِي ، ثُمَّ قُلْتُ : اللَّهُمَّ
اشْفِ أَبَا هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ : اللَّهُمَّ لاَ تُرْجِعْهَا ، ثُمَّ قَالَ :
إِنِ اسْتَطَعْتَ يَا أَبَا سَلَمَةَ أَنْ تَمُوتَ فَمُتْ ، فَقُلْتُ : يَا أَبَا
هُرَيْرَةَ إِنَّا لَنُحِبُّ الْحَيَاةَ ، فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي
هُرَيْرَةَ بِيَدِهِ لَيَأْتِيَنَّ عَلَى الْعُلَمَاءِ زَمَانٌ الْمَوْتُ أَحَبُّ
إِلَى أَحَدِهِمْ مِنَ الذَّهَبِ الأَحْمَرِ ، لَيَأْتِيَنَّ أَحَدُكُمْ قَبْرَ
أَخِيهِ فَيَقُولُ : لَيْتَنِي مَكَانَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8582- حَدَّثَنِي أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
الْحَسَنِ بْنِ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ بَكْرٍ الْبَيْهَقِيُّ ،
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي
عُبَيْدَةَ ، قَالَ : كُنْتُ أَسْأَلُ النَّاسَ عَنْ حَدِيثِ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ
وَهُوَ إِلَى جَنْبِي بِالْكُوفَةِ ، فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ : حَدِيثٌ حَدَّثَتْهُ
عَنْكَ فَحَدِّثْنِي بِهِ ، قَالَ : لَمَّا بُعِثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ كَرِهْتُهُ أَشَدَّ مَا كَرِهْتُ شَيْئًا قَطُّ ، فَأَتَيْتُ أَقْصَى
أَرْضِ الْعَرَبِ فَكَرِهْتُهُ ، ثُمَّ أَتَيْتُ أَرْضَ الرُّومِ وَكُنْتُ
أَكْرَهُهُ مِنْ كَرَاهَتِي لِمَا قَبْلُ أَوْ أَشَدَّ ، فَقُلْتُ : لاَتِيَنَّ
هَذَا الرَّجُلَ فَإِنْ كَانَ صَادِقًا فَلاَسْمَعَنَّ مِنْهُ ، وَإِنْ كَانَ
كَاذِبًا فَمَا هُوَ بِضَارِّيِّ ، فَأَتَيْتُهُ فَسَأَلْتُهُ ، فَقَالَ : إِنَّكَ
لَتَسْأَلُ عَنْ شَيْءٍ لاَ يَحِلُّ لَكَ فِي دِينِكَ فَكَأَنِّي رَأَيْتُ لَهُ
عَلَى غَضَاضَةٍ ، فَقَالَ : يَا عَدِيُّ بْنَ حَاتِمٍ أَسْلِمْ تَسْلَمْ
مَرَّتَيْنِ ، فَقَالَ : قَدْ أُرَانِي - أَوْ قَدْ أَظُنُّ أَوْ كَمَا قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَلَعَلَّكَ إِنَّمَا يَمْنَعُكَ عَنِ الإِسْلاَمِ أَنَّكَ
تَرَى مِنْ حَوْلِي خَصَاصَةً ، إِنَّكَ تَرَى النَّاسَ عَلَيْنَا أَلَبًا ثُمَّ
قَالَ : هَلْ رَأَيْتَ الْحِيرَةَ ؟ قُلْتُ : لَمْ أَرَهَا وَقَدْ عَرَفْتُ
مَكَانَهَا ، قَالَ : فَلَيُوشِكَنَّ أَنَّ الظَّعِينَةَ تَرْحَلُ مِنَ الْحِيرَةِ بِغَيْرِ
جِوَارٍ حَتَّى تَطُوفَ بِالْبَيْتِ ، وَلَيُفْتَحَنَّ عَلَيْنَا كُنُوزُ كِسْرَى
قُلْتُ : كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ ، قَالَ : كِسْرَى بْنِ هُرْمُزَ ، وَيُوشِكُ أَنْ
لاَ يَجِدَ الرَّجُلُ مَالَهُ صَدَقَةً وَقَالَ : فَرَأَيْتُ الظَّعِينَةَ تَرْحَلُ وَأَحْلِفُ لَيُفْتَحَنَّ
الثَّانِيَةَ بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ الْحَقُّ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8583- أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرٍ إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْفَقِيهُ بِالرِّيِّ ، حَدَّثَنَا أَبُو
حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ بْنِ
سِنَانٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ الأَعْمَشُ ، عَنْ شَقِيقٍ ،
عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُوشِكُ اللَّهُ أَنْ يَمْلاَ أَيْدِيَكُمْ
مِنَ الْعَجَمِ وَيَجْعَلَهُمْ أُسْدًا لاَ يَفِرُّونَ ، فَيَضْرِبُونَ رِقَابَكُمْ
وَيَأْكُلُونَ فَيْئَكُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8584- حَدَّثَنَا أَبُو
حَفْصٍ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى ، حَدَّثَنَا صَالِحُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ
، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ سُفْيَانَ بْنَ سَعِيدٍ ، يَقُولُ : أَنْبَأَ الأَعْمَشُ ، أَنْبَأَ
أَبُو عُمَارَةَ ، عَنْ صِلَةَ بْنِ زُفَرَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : يَكُونُ عَلَيْكُمْ أُمَرَاءُ يَتْرُكُونَ مِنَ
السُّنَّةِ مِثْلَ هَذَا - وَأَشَارَ إِلَى أَصْلِ إِصْبَعِهِ - وَإِنْ
تَرَكْتُمُوهُمْ جَاءُوا بِالطَّامَّةِ الْكُبْرَى ، وَإِنَّهَا لَمْ تَكُنْ أُمَّةٌ
إِلاَّ كَانَ أَوَّلُ مَا يَتْرُكُونَ مِنْ دِينِهِمُ السُّنَّةُ ، وَآخِرُ مَا
يَدَعُونَ الصَّلاَةُ ، وَلَوْلاَ أَنَّهُمْ يَسْتَحْيُونَ مَا صَلُّوا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8585- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ ، بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عُبَيْدٍ الطَّنَافِسِيُّ ، حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ صُهَيْبٍ ،
حَدَّثَنِي مُوسَى بْنُ أَبِي الْمُخْتَارِ ، عَنْ بِلاَلِ بْنِ يَحْيَى
الْعَبْسِيِّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : بَعَثَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعْثًا إِلَى دُومَةِ الْجَنْدَلِ ،
فَقَالَ : انْطَلِقُوا فَإِنَّكُمْ تَجِدُونَ أُكَيْدِرَ دُومَةَ خَارِجًا
يَقْتَنِصُ الصَّيْدَ فَخُذُوهُ أَخْذًا فَانْطَلَقُوا فَوَجَدُوهُ كَمَا قَالَ لَهُمْ
، فَأَخَذُوهُ وَتَحَصَّنَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ وَأَشْرَفُوا عَلَى الْمُسْلِمِينَ
يُكَلِّمُونَهُمْ ، قَالَ : يَقُولُ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ لِبَعْضِ مَنْ
أَشْرَفَ : أُذَكِّرُكَ اللَّهَ هَلْ تَجِدُونَ مُحَمَّدًا فِي كِتَابِكُمْ ؟
قَالَ : لاَ ، قَالَ آخَرُ إِلَى جَنْبِهِ : نَجِدُهُ فِي كِتَابِنَا يُشْبِهُ
قُرَشِيَّانِ يَخْطُرُهُ قَلَمٌ مِنَ الشَّيْطَانِ ، فَقَالَ الرَّجُلُ : يَا
أَبَا بَكْرٍ أَلَيْسَ قَدْ كَفَرَ هَؤُلاَءِ ، قَالَ : بَلَى ، وَأَنْتُمْ
سَتَكْفُرُونَ ، فَلَمَّا رَجَعَ الْجَيْشُ وَخَرَجَ مُسَيْلِمَةُ فَتَنَبَّأَ ،
قَالَ الرَّجُلُ لِأَبِي بَكْرٍ : أَمَا تَذْكُرُ قَوْلَكَ وَنَحْنُ بِدَوْمَةِ الْجَنْدَلِ
وَأَنْتُمْ سَوْفَ تَكْفُرُونَ ذَاكَ أَمْرُ مُسَيْلِمَةَ ؟ قَالَ : لاَ ، ذَاكَ
فِي آخِرِ الزَّمَانِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8586- حَدَّثَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْمُزَنِيُّ ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا بْنُ
يَحْيَى السَّاجِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي
سَمِينَةَ ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ،
عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : يَخْرُجُ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ : السُّفْيَانِيُّ فِي عُمْقِ دِمَشْقَ
، وَعَامَّةُ مَنْ يَتْبَعُهُ مِنْ كَلْبِ ، فَيَقْتُلُ حَتَّى يَبْقَرَ بُطُونَ النِّسَاءِ
، وَيَقْتُلُ الصِّبْيَانَ ، فَتَجْمَعُ لَهُمْ قَيْسٌ فَيَقْتُلُهَا حَتَّى لاَ
يُمْنَعُ ذَنَبُ تَلْعَةٍ ، وَيَخْرُجُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فِي الْحَرَّةِ
فَيَبْلُغُ السُّفْيَانِيَّ ، فَيَبْعَثُ إِلَيْهِ جُنْدًا مِنْ جُنْدِهِ
فَيَهْزِمُهُمْ ، فَيَسِيرُ إِلَيْهِ السُّفْيَانِيُّ بِمَنْ مَعَهُ حَتَّى إِذَا
صَارَ بِبَيْدَاءَ مِنَ الأَرْضِ خُسِفَ بِهِمْ ، فَلاَ يَنْجُو مِنْهُمْ إِلاَّ
الْمُخْبِرُ عَنْهُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8587- حَدَّثَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
قَالَ : سَمِعْتُ حُمَيْدًا ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، حَدَّثَنِي حِطَّانُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الرَّقَاشِيُّ ، أَنَّهُمْ أَقْبَلُوا مَعَ أَبِي مُوسَى غُزَاةً
فَلَمَّا نَزَلُوا مَنْزِلاً ، قَالَ : كُنَّا نَتَحَدَّثُ أَنَّ بَيْنَ يَدَيِ
السَّاعَةِ هَرْجًا ، قَالُوا : وَمَا الْهَرْجُ أَيُّهَا الأَمِيرُ ؟ قَالَ
: الْقَتْلُ ، قُلْنَا
أَكْثَرُ مَا نَقْتُلُ إِنَّا نَقْتُلُ فِي السَّنَةِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ أَكْثَرَ
مِنْ مِائَةِ أَلْفٍ ، قَالَ : لَيْسَ قَتْلُكُمُ الْمُشْرِكِينَ وَلَكِنْ قَتْلُ
بَعْضِكُمْ بَعْضًا ، قَالَ : قُلْنَا وَمَعَنَا عُقُولُنَا يَوْمَئِذٍ ، قَالَ أَبُو مُوسَى :
تُنْزَعُ عُقُولُ أَكْثَرِ ذَلِكَ الزَّمَانِ ، وَيُخَلَّفُ هَبَاءً مِنَ النَّاسِ
يَحْسَبُ أَكْثَرُهُمْ أَنَّهُمْ عَلَى شَيْءٍ وَلَيْسُوا عَلَى شَيْءٍ ، وَاللَّهِ
مَا أَجِدُ لِي وَلَكُمْ إِنْ هِيَ أَدْرَكَتْنِي وَإِيَّاكُمْ فِيمَا نَقْرَأُ
مِنْ كِتَابِ رَبِّنَا وَفِيمَا عَهِدَ إِلَيْنَا نَبِيُّنَا أَنْ لاَ نَخْرُجَ
مِنْهَا كَمَا دَخَلْنَا فِيهَا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8588- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ
أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ بِشْرُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا
الْحُمَيْدِيُّ ، عَنِ الْعَلاَءِ بْنِ أَبِي الْعَبَّاسِ وَكَانَ شِيعِيًّا ،
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ قَرَاوِشٍ ، سَمِعَ سَعْدَ بْنَ أَبِي
وَقَّاصٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : شَيْطَانُ الرَّدْهَةِ يَحْتَدِرُهُ رَجُلٌ مِنْ بَجِيلَةَ ، يُقَالُ
لَهُ : الأَشْهَبِ
- أَوِ ابْنُ الأَشْهَبِ - رَاعِي الْخَيْلِ وَرَاعِي الْخَيْلِ عَلاَمَةٌ فِي
الْقَوْمِ الظَّلَمَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8589- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ
الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا شَيْبَانُ
بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنِ
الْبَرَاءِ بْنِ نَاجِيَةَ الْكَاهِلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ : تَدُورُ رَحَا الإِسْلاَمِ لِخَمْسٍ وَثَلاَثِينَ ، أَوْ سِتٍّ
وَثَلاَثِينَ ، فَإِنْ يَهْلِكُوا فَسَبِيلُ مَنْ هَلَكَ ، وَإِنْ يُقَمْ لَهُمْ
دِينُهُمْ يُقَمْ لَهُمْ سَبْعِينَ عَامًا فَقَالَ عُمَرُ : يَا رَسُولَ اللهِ
بِمَا مَضَى أَوْ بِمَا بَقِيَ ؟ قَالَ : بِمَا بَقِيَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ
الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ، حَدِيثٌ إِسْنَادُهُ خَارِجٌ عَنِ الْكُتُبِ
الثَّلاَثِ ، أَخْرَجْتُهُ تَعَجُّبًا إِذْ هُوَ قَرِيبٌ مِمَّا نَحْنُ فِيهِ.
8590- أَخْبَرَنِي أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ ،
عَنْ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ حُسَيْنٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ
، عَنْ أَبِيهِ ، عَنِ الْحَارِثِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
خُرُوجُ الدَّابَّةِ بَعْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، فَإِذَا
خَرَجَتْ لَطَمَتْ إِبْلِيسَ وَهُوَ سَاجِدٌ ، وَيَتَمَتَّعُ الْمُؤْمِنُونَ فِي
الأَرْضِ بَعْدَ ذَلِكَ أَرْبَعِينَ سَنَةً ، لاَ يَتَمَنَّوْنَ شَيْئًا إِلاَّ
أُعْطُوهُ وَوَجَدُوهُ ، وَلاَ جَوْرَ وَلاَ ظُلْمَ ، وَقَدْ أَسْلَمَ الأَشْيَاءُ
لِرَبِّ الْعَالَمِينَ طَوْعًا وَكَرْهًا ، حَتَّى إِنَّ السَّبْعَ لاَ يُؤْذِي
دَابَّةً وَلاَ طَيْرًا ، وَيَلِدُ الْمُؤْمِنُ فَلاَ يَمُوتُ حَتَّى يُتِمَّ
أَرْبَعِينَ سَنَةً بَعْدَ خُرُوجِ دَابَّةِ الأَرْضِ ، ثُمَّ يَعُودُ فِيهِمُ
الْمَوْتُ فَيَمْكُثُونَ كَذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يُسْرِعُ الْمَوْتُ
فِي الْمُؤْمِنِينَ فَلاَ يَبْقَى مُؤْمِنٌ فَيَقُولُ الْكَافِرُ قَدْ كُنَّا
مَرْعُوبِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَلَمْ يَبْقَ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، وَلَيْسَ
تُقْبَلُ مِنَّا تَوْبَةٌ فَيَتَهَارَجُونَ فِي الطُّرُقِ تَهَارُجَ الْبَهَائِمِ
، ثُمَّ يَقُومُ أَحَدُهُمْ بِأُمِّهِ وَأُخْتِهِ وَابْنَتِهِ فَيَنْكِحُهَا
وَسَطَ الطَّرِيقِ ، يَقُومُ عَنْهَا وَاحِدٌ وَيَنْزُو عَلَيْهَا آخَرُ لاَ يُنْكِرُ
وَلاَ يُغَيِّرُ ، فَأَفْضَلُهُمْ يَوْمَئِذٍ مَنْ يَقُولُ : لَوْ تَنَحَّيْتُمْ
عَنِ الطَّرِيقِ كَانَ أَحْسَنَ ، فَيَكُونُونَ كَذَلِكَ حَتَّى لاَ يَبْقَى
أَحَدٌ مِنْ أَوْلاَدِ النِّكَاحِ وَيَكُونُ أَهْلُ الأَرْضِ أَوْلاَدَ
السَّفَّاحِ ، فَيَمْكُثُونَ كَذَلِكَ مَا شَاءَ اللَّهُ ، ثُمَّ يُعْقِرُ اللَّهُ
أَرْحَامَ النِّسَاءَ ثَلاَثِينَ سَنَةً ، لاَ تَلِدُ امْرَأَةٌ وَلاَ يَكُونُ فِي
الأَرْضِ طِفْلٌ ، وَيَكُونُ كُلُّهُمْ أَوْلاَدُ الزِّنَا شِرَارُ النَّاسِ ،
وَعَلَيْهِمْ تَقُومُ السَّاعَةُ.
مُحَمَّدُ بْنُ
ثَابِتِ بْنِ أَسْلَمَ الْبُنَانِيُّ مِنْ أَعَزِّ الْبَصْرِيِّينَ وَأَوْلاَدِ
التَّابِعِينَ ، إِلاَّ أَنَّ عَبْدَ الْوَهَّابِ بْنَ الْحُسَيْنِ مَجْهُولٌ.
8591- أَخْبَرَنِي الْحُسَيْنُ
بْنُ حَلِيمٍ الْمَرْوَزِيُّ ، أَنْبَأَ أَبُو الْمُوَجَّهِ ، أَنْبَأَ عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللهِ ، أَنْبَأَ سُفْيَانُ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ
بْنِ النُّعْمَانِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يَزِيدَ الْبَاهِلِيُّ ،
حَدَّثَنَا الأَحْنَفُ بْنُ قَيْسٍ ، قَالَ : كُنْتُ بِالْمَدِينَةِ فَإِذَا أَنَا
بِرَجُلٍ يَفِرُّ النَّاسُ مِنْهُ حِينَ يَرَوْنَهُ ، فَقُلْتُ : مَنْ أَنْتَ ؟
قَالَ : أَنَا أَبُو ذَرٍّ صَاحِبُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قُلْتُ : لِمَا يَفِرُّ النَّاسُ مِنْكَ ؟ قَالَ : أَنْهَاهُمْ عَنِ
الْكُنُوزِ بِالَّذِي كَانَ يَنْهَاهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : قُلْتُ : فَإِنَّ أُعْطِيَاتِنَا قَدِ ارْتَفَعَتِ الْيَوْمَ
وَبَلَغَتْ هَلْ تَخَافُ عَلَيْنَا شَيْئًا ؟ قَالَ : أَمَّا الْيَوْمَ فَلاَ ، وَلَكِنَّهَا
يُوشِكُ أَنْ تَكُونَ أَثْمَانُ دِينِكُمْ ، فَإِذَا كَانَتْ أَثْمَانَ دِينِكُمْ
فَدَعُوهَا وَإِيَّاكُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8592- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ
بْنِ كَامِلٍ الْمُرَادِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي
سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ شُرَحْبِيلَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي
عَلْقَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَلاَ أَعْلَمُهُ
إِلاَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ
اللَّهَ يَبْعَثُ إِلَى هَذِهِ الأُمَّةِ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ
يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا.
8593- فَسَمِعْتُ
الآسْتَاذَ أَبَا الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : كُنْتُ فِي
مَجْلِسِ أَبِي الْعَبَّاسِ بْنِ شُرَيْحٍ إِذْ قَامَ إِلَيْهِ شَيْخٌ يَمْدَحُهُ
، فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : حَدَّثَنَا أَبُو الطَّاهِرِ الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي سَعِيدُ بْنُ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ شَرَاحِيلَ بْنِ
يَزِيدَ ، عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ
يَبْعَثُ عَلَى رَأْسِ كُلِّ مِائَةِ سَنَةٍ مَنْ يُجَدِّدُ لَهَا دِينَهَا
فَأَبْشِرْ أَيُّهَا الْقَاضِي
فَإِنَّ اللَّهَ
بَعَثَ عَلَى رَأْسِ الْمِائَةِ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَبَعَثَ عَلَى
رَأْسِ الْمِأَتَيْنِ مُحَمَّدَ بْنَ إِدْرِيسَ الشَّافِعِيَّ ، وَأَنْتَ عَلَى
رَأْسِ الثَّلاَثِ مِائَةٍ أَنْشَأَ يَقُولُ:
اثْنَانِ قَدْ
مَضَيَا وَبُورِكَ فِيهِمَا ..... عُمَرُ الْخَلِيفَةُ ثُمَّ خَلْفَ السُّؤْدَدِ
الشَّافِعِيُّ
الأَبْطَحِيُّ مُحَمَّدٌ ..... إِرْثُ النُّبُوَّةِ وَابْنُ عَمِّ مُحَمَّدِ
أَبْشِرْ أَبَا
الْعَبَّاسِ إِنَّكَ ثَالِثٌ ..... مِنْ بَعْدِهِمْ سَقْيًا لِتُرْبَةِ أَحْمَدِ
قَالَ :
فَصَاحَ الْقَاضِي
أَبُو الْعَبَّاسِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى بِالْبُكَاءِ وَقَالَ : قَدْ نَعَى
إِلَيَّ نَفْسِي هَذَا الشَّيْخُ ، فَحَدَّثَنِي جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِي
أَنَّهُمْ حَضَرُوا مَجْلِسَ الشَّيْخِ الإِمَامِ أَبِي الطِّيبِ سَهْلِ بْنِ
مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ وَجَرَى ذِكْرُ هَذِهِ الْحِكَايَةِ فَحَكَوْهَا
عَنِّي بِحَضْرَتِهِ ، وَفِي الْمَجْلِسِ أَبُو عَمْرٍو الْبِسْطَامِيُّ الْفَقِيهُ
الأَرْجَائِيُّ ، فَأَنْشَأَ أَبُو عَمْرٍو فِي الْوَقْتِ:
وَالرَّابِعُ
الْمَشْهُورُ سَهْلٌ مُحَمَّدٌ .....أَضْحَى إِمَامًا عِنْدَ كُلِّ مُوَحِّدِ
يَأْوِي إِلَيْهِ
الْمُسْلِمُونَ بِأَسْرِهِمْ ..... فِي الْعِلْمِ إِنْ خَرَجُوا فَنِعْمَ
مُؤَيَّدِ
لاَ زَالَ فِيمَا
بَيْنَنَا شَيْخُ الْوَرَى ..... لِلْمَذْهَبِ الْمُخْتَارِ خَيْرَ مُجَدِّدِ
فَسَأَلْتُ
الْفَقِيهَ أَبَا عَمْرٍو فِي مَجْلِسِي فَأَنْشَدَنَيهَا.
8594- أَخْبَرَنِي
الْحَسَنُ بْنُ حَلِيمٍ الْمَرْوَزِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمُوَجَّهِ ،
أَنْبَأَ عَبْدَانُ ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللهِ ، أَنْبَأَ سُفْيَانُ ، عَنْ جَامِعِ
بْنِ أَبِي رَاشِدٍ ، عَنْ أَبِي يَعْلَى مُنْذِرٌ الثَّوْرِيُّ ، عَنِ الْحَسَنِ
بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ ، عَنْ مَوْلاَةٍ لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَتْ : دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَلَى عَائِشَةَ أَوْ عَلَى بَعْضِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا عِنْدَهُ ، فَقَالَ : إِذَا ظَهَرَ السُّوءُ فَلَمْ يَنْهَوْا
عَنْهُ أَنْزَلَ اللَّهُ بِهِمْ بَأْسَهُ فَقَالَ إِنْسَانٌ : يَا نَبِيَّ اللهِ وَإِنْ كَانَ فِيهِمُ الصَّالِحُونَ ؟ قَالَ :
نَعَمْ يُصِيبُهُمْ مَا أَصَابَهُمْ ، ثُمَّ يَصِيرُونَ إِلَى مَغْفِرَةِ اللهِ وَرَحْمَتِهِ
- أَوْ إِلَى رَحْمَةِ اللهِ وَمَغْفِرَتِهِ.
8595- حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ
الْهَمْدَانِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ غَالِبِ بْنِ مِهْرَانَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا
أَبُو هَمَّامٍ مُحَمَّدُ بْنُ حَبِيبٍ ، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ
الثَّوْرِيُّ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَابِرِ
بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَكَرَ السَّاعَةَ احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ ،
وَاشْتَدَّ غَضَبُهُ ، وَعَلاَ صَوْتُهُ كَأَنَّهُ مُنْذِرُ جَيْشٍ ، يَقُولُ
: صَبَّحَكُمْ
مَسَّاكُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8596- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ
الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا الأَوْزَاعِيُّ ،
حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ غَنْمٍ الأَشْعَرِيُّ ، قَالَ : قَالَ لِي أَبُو الدَّرْدَاءِ : كَيْفَ تَرَى
النَّاسَ ؟ قُلْتُ : بِخَيْرٍ إِنَّ دَعْوَتَهُمْ وَاحِدَةٌ وَإِمَامَهُمْ وَاحِدٌ
، وَعَدُوَّهُمْ مَنْفِيٌّ ، وَأُعْطِيَاتِهُمْ وَأَرْزَاقَهُمْ دَارَّةٌ ، قَالَ
: فَكَيْفَ إِذَا
تَبَاغَضَتْ قُلُوبُهُمْ ، وَتَلاَعَنَتْ أَلْسِنَتُهُمْ ، وَظَهَرَتْ
عَدَاوَتُهُمْ ، وَفَسَدَتْ ذَاتُ بَيْنِهِمْ ، وَضَرَبَ بَعْضُهُمْ رِقَابَ
بَعْضٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8597- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ
كَثِيرِ بْنِ دِينَارٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبِي الزَّاهِرِيَّةِ
، عَنْ أَبِي شَجَرَةَ كَثِيرِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَنْ
تُفْتَنَ أُمَّتِي حَتَّى يَظْهَرَ فِيهِمُ التَّمَايُزُ ، وَالتَّمَايُلُ ، وَالْمَقَامِعُ
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ مَا التَّمَايُزُ ؟ قَالَ : التَّمَايُزُ : عَصَبِيَّةٌ يُحْدِثُهَا النَّاسُ بَعْدِي فِي
الإِسْلاَمِ قُلْتُ : فَمَا التَّمَايُلُ ؟ قَالَ : تَمِيلُ الْقَبِيلَةُ عَلَى الْقَبِيلَةِ
فَتَسْتَحِلُّ حُرْمَتَهَا قُلْتُ : فَمَا الْمَقَامِعُ ؟ قَالَ : سَيْرُ
الأَمْصَارِ بَعْضُهَا إِلَى بَعْضٍ تَخْتَلِفُ أَعْنَاقُهُمْ فِي الْحَرْبِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8598- حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ
الْجَمَّالُ ، حَدَّثَنَا وَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ
حُصَيْنٍ ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، رَجُلٍ مِنْ بَنِي
عَامِرٍ ، عَنْ خَارِجَةَ بْنِ الصَّلْتِ الْبُرْجُمِيِّ ، قَالَ : دَخَلْتُ مَعَ
عَبْدِ اللهِ الْمَسْجِدَ ، فَإِذَا الْقَوْمُ رُكُوعٌ فَرَكَعَ ، فَمَرَّ رَجُلٌ
فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : صَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، ثُمَّ
وَصَلَ إِلَى الصَّفِّ ، فَلَمَّا فَرَغَ سَأَلْتُهُ عَنْ قَوْلِهِ : صَدَقَ
اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، فَقَالَ : إِنَّهُ كَانَ يَقُولُ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى
تُتَّخَذَ الْمَسَاجِدُ طُرُقًا ، وَحَتَّى يُسَلِّمَ الرَّجُلُ عَلَى الرَّجُلِ
بِالْمَعْرِفَةِ ، وَحَتَّى تَتَّجِرَ الْمَرْأَةُ وَزَوْجُهَا ، وَحَتَّى تَغْلُو
الْخَيْلُ وَالنِّسَاءُ ، ثُمَّ تَرْخُصَ فَلاَ تَغْلُو إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8599- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ
الْقَاضِي ، بِمِصْرَ ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا
عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجَمَلِ أَرَدْتُ أَنْ آتِيَهُمْ
أُقَاتِلُ مَعَهُمْ ، حَتَّى ذَكَرْتُ حَدِيثًا سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ بَلَغَهُ أَنَّ كِسْرَى أَوْ بَعْضَ
مُلُوكِ الأَعَاجِمِ مَاتَ فَوَلَّوْا أَمَرَهُمُ امْرَأَةً ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ يُفْلِحُ قَوْمٌ تَمْلِكُهُمُ امْرَأَةٌ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8600- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ الأَصْبَهَانِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ بْنِ خَالِدٍ الأَصْبَهَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ
هِلاَلِ بْنِ خَبَّابٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَ الْفِتْنَةَ - أَوْ ذُكِرَتْ لَهُ - فَقَالَ : إِذَا النَّاسُ
قَدْ مَرِجَتْ عُهُودُهُمْ وَخَفَّتْ أَمَانَاتُهُمْ ، وَصَارُوا هَكَذَا
وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ، فَقُمْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ : كَيْفَ أَصْنَعُ عِنْدَ ذَلِكَ يَا رَسُولَ اللهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ
؟ قَالَ : أَمْلِكْ عَلَيْكَ لِسَانَكَ ، وَاجْلِسْ فِي بَيْتِكَ ، وَخُذْ مَا
تَعْرِفُ وَدَعْ مَا تُنْكِرُ ، وَعَلَيْكَ بِخَاصَّةِ نَفْسِكَ ، وَدَعْ عَنْكَ
أَمْرَ الْعَامَّةِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8601- أَخْبَرَنِي أَبُو
جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْبَغْدَادِيُّ ، حَدَّثَنَا هَاشِمُ بْنُ
يُونُسَ الْعَصَّارُ بِمِصْرَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ،
أَنْبَأَ يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنِي عُمَارَةُ بْنُ غَزِيَّةَ ، عَنْ
مُسْلِمِ بْنِ أَبِي حُرَّةَ ، قَالَ : لَمَّا حُصِرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ ،
وَتَحَصَّنَتْ أَبْوَابُ الْمَسْجِدِ مِنْ أَهْلِ الشَّامِ ، سَمِعَ مَوْلَيَيْنِ
لَهُ مِنْ خَلْفِهِ ، وَتَكَلَّمَا بِكَلاَمٍ فَالْتَفَتَ إِلَيْهِمَا وَقَالَ :
مَا تَتَبَّعَ أَحَدٌ مِنَ الْكُتُبِ مَا تَتَبَّعْتُهَا ، لَقَدْ قَرَأْتُ الْكُتُبَ
وَسَمِعْتُ الأَحَادِيثَ فَوَجَدْتُ كُلَّ شَيْءٍ بَاطِلاً إِلاَّ مَا فِي كِتَابِ
اللهِ تَعَالَى ، قَالَ : فَخَرَجَ فَاسْتَلَمَ الرُّكْنَ ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى
أُمِّهِ أَسْمَاءَ فَقَبَّلَهَا وَقَبَّلَ مَا بَيْنَ الْخِمَارِ إِلَى الْوَجْهِ
فَوْقَ الْجَبْهَةِ ، فَقَالَتْ : مَا حِسٌّ أَسْمَعُهُ ؟ فَقِيلَ لَهَا : أَهْلُ الشَّامِ ، قَالَتْ
: كُلُّهُمْ
مُسْلِمُونَ ؟ قِيلَ لَهَا : نَعَمْ كَذَلِكَ يَزْعُمُونَ ، قَالَتْ : لَقَدْ
رَأَيْتُ الإِسْلاَمَ وَلَوِ اجْتَمَعُوا عَلَى شَاةٍ مَا أَكَلُوهَا ، ثُمَّ
قَالَتْ : يَا بُنَيَّ ، مُتْ كَرِيمًا وَلاَ تَسْتَسْلِمْ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ
: أَيْنَ أَهْلُ مِصْرَ ؟ قَالُوا لَهُ : عَلَى الْبَابِ ، بَابِ بَنِي جُمَعَ
وَكَانَ أَكْثَرَ الأَبْوَابِ نَاسًا ، فَحَمَلَ عَلَيْهِمْ فَانْكَشَفُوا حَتَّى
السُّوقِ ، قَالَ : وَإِنَّ خُبَيْبًا يَضْرِبُهُمْ بِالسَّيْفِ مِنْ وَرَائِهِمْ ،
وَيَقُولُ : احْمِلُوا وَمَا أَحَدٌ يَدْخُلُ عَلَيْهِ ، قَالَ : ثُمَّ يَحْمِلُ فَيَنْكَشِفُونَ
، قَالَ : فَلَمَّا رَأَوْا ذَلِكَ أَدْخَلُوا أَسْوَدَ ، فَلَمَّا رَأَوْهُ
حَوَّلُوا لِيَخْتِلَ لَهُ ، قَالَ : فَدَخَلَ الأَسْوَدُ حَتَّى كَانَ بَيْنَ
أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ ، فَلَمَّا جَاءَهُ خَرَجَ إِلَيْهِ فَضَرَبَهُ ابْنُ
الزُّبَيْرِ فَأَطَنَّ رِجْلَيْهِ كِلْتَيْهِمَا ، قَالَ : فَطَفِقَ يَتَحَامَلُ ،
قَالَ : ثُمَّ خَرَّ فَمَا الْتَفَتَ إِلَيْهِ حَتَّى جَاءَهُ حَجَرٌ فَأَصَابَهُ
عِنْدَ الآذُنِ فَخَرَّ فَقَتَلُوهُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8602- فَحَدَّثَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا
عَوْفٌ ، حَدَّثَنَا أَبُو الصِّدِّيقِ ، قَالَ : لَمَّا ظَفَرَ الْحَجَّاجُ عَلَى
ابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَتَلَهُ وَمَثَّلَ بِهِ ، ثُمَّ دَخَلَ عَلَى أُمِّ عَبْدِ اللهِ
وَهِيَ أَسْمَاءُ بِنْتُ أَبِي بَكْرٍ ، فَقَالَتْ : كَيْفَ تَسْتَأْذِنُ عَلَيَّ
وَقَدْ قَتَلْتَ ابْنِي ؟ فَقَالَ : إِنَّ ابْنَكِ أَلْحَدَ فِي حَرَمِ اللهِ ،
فَقَتَلْتُهُ مُلْحِدًا عَاصِيًا حَتَّى أَذَاقَهُ اللَّهُ عَذَابًا أَلِيمًا ،
وَفَعَلَ بِهِ وَفَعَلَ ، فَقَالَتْ : كَذَبْتَ يَا عَدُوَّ اللهِ وَعَدُوَّ الْمُسْلِمِينَ ، وَاللَّهِ لَقَدْ
قَتَلْتَهُ صَوَّامًا قَوَّامًا بَرًّا بِوَالِدَيْهِ ، حَافِظًا لِهَذَا الدِّينِ
، وَلَئِنْ أَفْسَدَتْ عَلَيْهِ دُنْيَاهُ لَقَدْ أَفْسَدَ عَلَيْكَ آخِرَتَكَ ،
وَلَقَدْ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّهُ
يَخْرُجُ مِنْ ثَقِيفٍ كَذَّابَانِ الآخِرُ مِنْهُمَا أَشَرُّ مِنَ الأَوَّلِ ،
وَهُوَ الْمُبِيرُ ، وَمَا هُوَ إِلاَّ أَنْتَ يَا حَجَّاجُ.
8603- أَخْبَرْنَاهُ
الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ غَالِبٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو عُمَرَ الْحَوْضِيُّ ، وَعَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ ، قَالاَ
: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ
، عَنْ حُصَيْنٍ ، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ ، وَزَادَ فِيهِ ، فَقَالَ
الْحَجَّاجُ : صَدَقَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصَدَقْتِ
أَنَا الْمُبِيرُ أُبِيرُ الْمُنَافِقِينَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8604- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَى بْنِ عِمْرَانَ الْمُؤَذِّنُ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا حَمْزَةَ
يُحَدِّثُ ، عَنْ إِيَاسِ بْنِ قَتَادَةَ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ عَبَّادٍ ، قَالَ :
كُنْتُ أَقْدَمُ الْمَدِينَةَ أَلْقَى أُنَاسًا مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ
فَكَانَ أَحَبَّهُمْ إِلَيَّ لِقَاءً أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ ، قَالَ : فَقَدِمْتُ
زَمَنَ عُمَرَ إِلَى الْمَدِينَةِ فَأَقَامُوا صَلاَةَ الصُّبْحِ فَخَرَجَ عُمَرُ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، وَخَرَجَ مَعَهُ رِجَالٌ فَإِذَا رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ يَنْظُرُ
فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ فَعَرَفَهُمْ وَأَنْكَرَنِي ، فَدَفَعَنِي فَقَامَ مَقَامِي
فَصَلَّيْتُ وَمَا أَعْقِلُ صَلاَتِي ، فَلَمَّا صَلَّى ، قَالَ : يَا بُنَيَّ لاَ
يَسُوءُكَ اللَّهُ ، إِنِّي لَمْ أَفْعَلِ الَّذِي فَعَلْتُ لِجَهَالَةٍ ؛ إِنَّ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ لَنَا : كُونُوا فِي
الصَّفِّ الَّذِي يَلِينِي وَإِنِّي نَظَرْتُ فِي وُجُوهِ الْقَوْمِ
فَعَرَفْتُهُمْ غَيْرَكَ ، قَالَ : وَجَلَسَ فَمَا رَأَيْتُ الرِّجَالَ مَتَحَتْ أَعْنَاقَهَا إِلَى
شَيْءٍ مُتَوَجِّهًا إِلَيْهِ ، فَإِذَا هُوَ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَكَانَ فِيمَا قَالَ
: هَلَكَ أَهْلُ الْعَقْدِ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ هَلَكَ أَهْلُ الْعَقْدِ وَرَبِّ
الْكَعْبَةِ ، وَاللَّهِ مَا آسَى عَلَيْهِمْ إِنَّمَا آسَى عَلَى مَنْ أَهْلَكُوا
مِنَ الْمُسْلِمِينَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8605- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الدُّورِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ الطَّيَالِسِيُّ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ،
عَنْ سِمَاكِ بْنِ حَرْبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ مَالِكَ بْنَ ظَالِمٍ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
هَلاَكُ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ أُغَيْلِمَةٍ مِنْ قُرَيْشٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ لِخِلاَفٍ بَيْنَ شُعْبَةَ ،
وَسُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ فِيهِ.
8606- أَخْبَرْنَاهُ أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ وَأَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ، عَنْ سُفْيَانَ ، عَنْ سِمَاكٍ ،
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ ظَالِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ ،
يَقُولُ : سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
يَقُولُ : إِنَّ فَسَادَ أُمَّتِي عَلَى يَدَيْ أُغَيْلِمَةٍ سُفَهَاءَ مِنْ قُرَيْشٍ.
فَسَمِعْتُ أَبَا
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ يَعْقُوبَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ الْحُسَيْنَ بْنَ
مُحَمَّدٍ الْقَبَّانِيَّ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ عَلِيٍّ ، يَقُولُ : الصَّحِيحُ مَالِكُ بْنُ ظَالِمٍ.
8607- حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَالِكٍ
الْنُّكْرِيُّ ، عَنْ أَبِي الْجَوْزَاءِ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، قَالَ : يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ شِبْرٌ وَشِبْرَيْنِ ، وَثَلاَثَةٌ ،
وَهُمْ مِنْ وَلَدِ آدَمَ.
8608- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَمَّالُ ،
حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ،
عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سُبَيْعٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ
، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
: حَدَّثَنَا رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ مِنْ
أَرْضٍ بِالْمَشْرِقِ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانُ ، يَتْبَعُهُ أَقْوَامٌ كَأَنَّ
وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ. وَقَدْ رَوَاهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ
شَوْذَبٍ ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سُبَيْعٍ ، عَنْ
عَمْرِو بْنِ حُرَيْثٍ ، قَالَ : مَرِضَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، ثُمَّ كُشِفَ عَنْهُ فَصَلَّى بِالنَّاسِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى
عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : أَنَا لَكُمْ نَاصِحٌ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ قِبَلِ
الْمَشْرِقِ مِنْ أَرْضٍ يُقَالُ لَهَا خُرَاسَانُ ، مَعَهُ قَوْمٌ وُجُوهُهُمْ
كَالْمَجَانِّ.
8609- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْعَزِيزِ بْنُ حَاتِمٍ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سَعِيدِ بْنِ
سَابِقٍ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ أَبِي قَيْسِ , مُطَرِّفٍ ، عَنِ الشَّعْبِيِّ
، عَنِ ابْنِ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يَخْرُجُ
الدَّجَّالُ مِنْ هَا هُنَا ، أَوْ هَاهُنَا ، أَوْ مِنْ هَاهُنَا بَلْ يَخْرُجُ
هَاهُنَا يَعْنِي الْمَشْرِقَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8610- أَخْبَرَنِي أَبُو
عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، أَنْبَأَ الْحُسَيْنُ بْنُ سُفْيَانَ ، وَعِمْرَانُ بْنُ
مُوسَى ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ
حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، قَالَ : كَانَ النَّاسُ يَمُرُّونَ عَلَى هِشَامِ بْنِ عَامِرٍ وَيَأْتُونَ عِمْرَانَ
بْنَ حُصَيْنٍ ، فَقَالَ هِشَامٌ : إِنَّ هَؤُلاَءِ يِجْتَازُونَ إِلَى رَجُلٍ
قَدْ كُنَّا أَكْثَرَ مُشَاهَدَةً لِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ مِنْهُ وَأَحْفَظَ عَنْهُ ، لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : مَا بَيْنَ خَلْقِ آدَمَ إِلَى قِيَامِ
السَّاعَةِ فِتْنَةٌ أَكْبَرُ عِنْدَ اللهِ مِنَ الدَّجَّالِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8611- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ
الْقَزَّازُ ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ بْنِ الْقَاسِمِ الْيَمَامِيُّ ،
حَدَّثَنَا جَهْضَمُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْقَيْسِيُّ ، عَنْ عَبْدِ الأَعْلَى بْنِ
عَامِرٍ ، عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : كُنْتُ فِي الْحَطِيمِ مَعَ حُذَيْفَةَ
فَذَكَرَ حَدِيثًا ، ثُمَّ قَالَ : لَتُنْقَضَنَّ عُرَى الإِسْلاَمِ عُرْوَةً عُرْوَةً
، وَلَيَكُونُنَّ أَئِمَّةٌ مُضِلُّونَ ، وَلْيَخْرُجَنَّ عَلَى أَثَرِ ذَلِكَ
الدَّجَّالُونَ الثَّلاَثَةُ ، قُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ ، قَدْ سَمِعْتَ
هَذَا الَّذِي تَقُولُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟
قَالَ : نَعَمْ سَمِعْتُهُ وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : يَخْرُجُ الدَّجَّالُ مِنْ
يَهُودِيَّةٍ أَصْبَهَانَ ، عَيْنُهُ الْيُمْنَى مَمْسُوحَةٌ وَالآخْرَى
كَأَنَّهَا زَهْرَةٌ تَشُقُّ الشَّمْسَ شَقًّا ، وَيَتَنَاوَلُ الطَّيْرَ مِنَ
الْجَوْلَةِ ثَلاَثَ صَيْحَاتٍ ، يَسْمَعُهُنَّ أَهْلُ الْمَشْرِقِ وَأَهْلُ
الْمَغْرِبِ ، وَمَعَهُ جَبَلاَنِ جَبَلٌ مِنْ دُخَانٍ وَنَارٍ ، وَجَبَلٌ مِنْ
شَجَرٍ وَأَنْهَارٍ
وَيَقُولُ هَذِهِ
الْجَنَّةُ وَهَذِهِ النَّارُ. وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ : يَخْرُجُ مِنْ قَبْلِهِ
كَذَّابٌ قَالَ : قُلْتُ : فَمَا الثَّالِثُ ؟ قَالَ : إِنَّهُ أَكْذَبُ الْكَذَّابِينَ إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ قِبَلِ
الْمَشْرِقِ يَتْبَعُهُ حُشَارَةُ الْعَرَبِ وَسِفْلَةُ الْمَوَالِي ، أَوَّلُهُمْ
مَثْبُورٌ ، وَآخِرُهُمْ مَثْبُورٌ هَلاَكُهُمْ عَلَى قَدْرِ سُلْطَانِهِمْ عَلَيْهِمُ
اللَّعْنَةُ مِنَ اللهِ دَائِمَةً قَالَ : فَقُلْتُ : الْعَجَبُ كُلُّ الْعَجَبِ ، قَالَ : وَأَعْجَبُ مِنْ ذَلِكَ
سَيَكُونُ ، فَإِذَا سَمِعْتَ بِهِ فَالْهَرَبَ الْهَرَبَ ، قَالَ : قُلْتُ :
كَيْفَ أَصْنَعُ بِمَنْ خَلَّفْتُ ؟ قَالَ : مُرْهُمْ فَلْيَلْحَقُوا بِرُءُوسِ الْجِبَالِ
، قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ يُتْرَكُوا وَذَاكَ ، قَالَ : مُرْهُمْ أَنْ يَكُونُوا أَحْلاَسًا مِنْ أَحْلاَسِ بُيُوتِهِمْ ،
قَالَ : قُلْتُ : فَإِنْ لَمْ يُتْرَكُوا وَذَاكَ ، قَالَ : يَا ابْنَ عُمَرَ زَمَانُ
خَوْفٍ وَهَرْجٍ وَسَلْبٍ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا أَبَا عَبْدِ اللهِ مَا لِهَذَا
الْهَرْجُ مِنْ فَرَجٍ ؟ قَالَ : بَلَى إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ هَرْجٍ إِلاَّ وَلَهُ
فَرَجٌ ، وَلَكِنْ أَيْنَ مَا يَبْقَى لَهَا ، إِنَّهَا فِتْنَةٌ يُقَالُ لَهَا
الْجَارِفَةُ ، تَأْتِي عَلَى صَرِيحِ الْعَرَبِ ، وَصَرِيحِ الْمَوَالِي ،
وَذَوِي الْكُنُوزِ ، وَبَقِيَّةِ النَّاسِ ، ثُمَّ تَنْجَلِيَ عَنْ أَقَلِّ مِنَ
الْقَلِيلِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8612- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ،
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ
أَبِي الطُّفَيْلِ ، قَالَ : كُنْتُ بِالْكُوفَةِ ، فَقِيلَ : خَرَجَ الدَّجَّالُ ، قَالَ :
فَأَتَيْنَا عَلَى حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ وَهُوَ يُحَدِّثُ ، فَقُلْتُ : هَذَا الدَّجَّالُ
قَدْ خَرَجَ ، فَقَالَ : اجْلِسْ ، فَجَلَسْتُ فَأَتَى عَلَيَّ الْعَرِّيفُ ،
فَقَالَ : هَذَا الدَّجَّالُ قَدْ خَرَجَ وَأَهْلُ الْكُوفَةِ يُطَاعِنُونَهُ ،
قَالَ : اجْلِسْ ، فَجَلَسْتُ فَنُودِيَ إِنَّهَا كَذِبَةٌ صَبَاغٌ ، قَالَ :
فَقُلْنَا يَا أَبَا سَرِيحَةَ مَا أَجْلَسْتَنَا إِلاَّ لِأَمْرٍ فَحَدِّثْنَا ،
قَالَ : إِنَّ الدَّجَّالَ لَوْ خَرَجَ فِي زَمَانِكُمْ لَرَمَتْهُ الصِّبْيَانُ
بِالْخَذْفِ ، وَلَكِنَّ الدَّجَّالَ يَخْرُجُ فِي بُغْضٍ مِنَ النَّاسِ ،
وَخِفَّةٍ مِنَ الدِّينِ ، وَسُوءِ ذَاتِ بَيْنٍ ، فَيَرِدُ كُلَّ مَنْهَلٍ ،
فَتُطْوَى لَهُ الأَرْضُ طَيَّ فَرْوَةِ الْكَبْشِ حَتَّى يَأْتِيَ الْمَدِينَةَ ،
فَيَغْلِبُ عَلَى خَارِجِهَا وَيَمْنَعُ دَاخَلَهَا ، ثُمَّ جَبَلَ إِيلِيَاءَ
فَيُحَاصِرُ عِصَابَةً مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَيَقُولُ لَهُمُ الَّذِينَ
عَلَيْهِمْ مَا تَنْتَظِرُونَ بِهَذَا الطَّاغِيَةِ أَنْ تُقَاتِلُوهُ حَتَّى
تَلْحَقُوا بِاللَّهِ أَوْ يُفْتَحَ لَكُمْ ، فَيَأْتَمِرُونَ أَنْ يُقَاتِلُوهُ
إِذَا أَصْبَحُوا ، فَيُصْبِحُونَ وَمَعَهُمْ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ فَيَقْتُلُ
الدَّجَّالَ وَيَهْزِمُ أَصْحَابَهُ ، حَتَّى إِنَّ الشَّجَرَ وَالْحَجَرَ
وَالْمَدَرَ ، يَقُولُ : يَا مُؤْمِنُ هَذَا يَهُودِيٌّ عِنْدِي فَاقْتُلْهُ ، قَالَ : وَفِيهِ
ثَلاَثُ عَلاَمَاتٍ : هُوَ أَعْوَرُ وَرَبُّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، وَمَكْتُوبٌ
بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَأُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ أُمِّيٌّ وَكَاتِبٌ ، وَلاَ
يُسَخَّرُ لَهُ مِنَ الْمَطَايَا إِلاَّ الْحِمَارُ ، فَهُوَ رِجْسٌ عَلَى رِجْسٍ
، ثُمَّ قَالَ : أَنَا لِغَيْرِ الدَّجَّالِ أَخْوَفُ عَلَيَّ وَعَلَيْكُمْ ،
قَالَ : فَقُلْنَا : مَا هُوَ يَا أَبَا سَرِيحَةَ ؟ قَالَ : فِتَنٌ كَأَنَّهَا
قِطَعُ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ ، قَالَ : فَقُلْنَا : أَيُّ النَّاسِ فِيهَا شَرٌّ
؟ قَالَ : كُلُّ خَطِيبٍ مُصْقِعٍ ، وَكُلُّ رَاكِبٍ مُوضِعٍ ، قَالَ : فَقُلْنَا
: أَيُّ النَّاسِ فِيهَا خَيْرٌ ؟ قَالَ : كُلُّ غَنِيٍّ خَفِيٍّ ، قَالَ :
فَقُلْتُ : مَا أَنَا بِالْغَنِيِّ وَلاَ بِالْخَفِيِّ ، قَالَ : فَكُنْ كَابْنِ اللَّبُونِ
لاَ ظَهْرَ فَيُرْكَبَ ، وَلاَ ضَرْعَ فَيُحْلَبَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخَرِّجَاهُ.
8613- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الزَّمْجَارِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
مُعَاذٍ السُّلَمِيُّ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ عِصَامٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا حَفْصُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ السُّلَمِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنْ
أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فِي خِفَّةٍ مِنَ
الدِّينِ ، وَإِدْبَارٍ مِنَ الْعِلْمِ ، وَلَهُ أَرْبَعُونَ يَوْمًا يَسِيحُهَا ،
الْيَوْمُ مِنْهَا كَالسَّنَةِ ، وَالْيَوْمُ كَالشَّهْرِ ، وَالْيَوْمُ كَالْجُمُعَةِ
، ثُمَّ سَائِرُ أَيَّامِهِ مِثْلُ أَيَّامِكُمْ ، وَلَهُ حِمَارٌ يَرْكَبُهُ
عَرْضُ مَا بَيْنَ أُذُنَيْهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا ، يَأْتِي النَّاسَ فَيَقُولُ
: أَنَا رَبُّكُمْ وَإِنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ ، مَكْتُوبٌ بَيْنَ
عَيْنَيْهِ ك ف ر يَقْرَأُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ كَاتِبٌ وَغَيْرُ كَاتِبٍ ، يَمُرُّ
بِكُلِّ مَاءٍ وَمَنْهَلٍ إِلاَّ الْمَدِينَةَ وَمَكَّةَ حَرَّمَهُمَا اللَّهُ
عَلَيْهِ ، وَقَامَتِ الْمَلاَئِكَةُ بِأَبْوَابِهِمَا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8614- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرِ بْنِ
سَابِقٍ الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي
مُعَاوِيَةُ بْنُ صَالِحٍ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ
، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ذَكَرَ الدَّجَّالَ ، فَقَالَ : إِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا فِيكُمْ فَأَنَا
حَجِيجُهُ ، وَإِنْ يَخْرُجْ وَلَسْتُ فِيكُمْ فَكُلُّ امْرِئٍ حَجِيجُ نَفْسِهِ ،
وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ، أَلاَ وَإِنَّهُ مَطْمُوسُ الْعَيْنِ
كَأَنَّهَا عَيْنُ عَبْدِ الْعُزَّى بْنِ قَطَنٍ الْخُزَاعِيِّ ، أَلاَ فَإِنَّهُ
مَكْتُوبٌ بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَأُ كُلُّ مُسْلِمٍ ، فَمَنْ لَقِيَهُ
مِنْكُمْ فَلْيَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكَهْفِ ، يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الشَّامِ
وَالْعِرَاقِ ، فَعَاثَ يَمِينًا وَعَاثَ شِمَالاً ، يَا عِبَادَ اللهِ اثْبُتُوا
ثَلاَثًا ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ فَمَا مُكْثُهُ فِي الأَرْضِ ؟ قَالَ :
أَرْبَعُونَ يَوْمًا : يَوْمٌ كَالسَّنَةِ ، وَيَوْمٌ كَالشَّهْرِ ، وَيَوْمٌ
كَالْجُمُعَةِ ، وَسَائِرُ أَيَّامِهِ كَأَيَّامِكُمْ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ
فَكَيْفَ نَصْنَعُ بِالصَّلاَةِ يَوْمَئِذٍ صَلاَةُ يَوْمٍ أَوْ نَقْدُرُ ؟ قَالَ
: بَلْ تَقْدُرُوا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8615- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ جَعْفَرٍ الْقَطِيعِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا
هِشَامُ بْنُ حَسَّانَ ، حَدَّثَنِي حُمَيْدُ بْنُ هِلاَلٍ ، عَنْ أَبِي
الدَّهْمَاءِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ الْخُزَاعِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ سَمِعَ
مِنْكُمْ بِخُرُوجِ الدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ ، فَإِنَّ الرَّجُلَ يَأْتِيهُ
فَيَحْسَبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ ، فَمَا يَزَالُ يَتْبَعُهُ مِمَّا يَرَى مِنَ الشُّبُهَاتِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ، وَلاَ أَعْلَمُ
أَحَدًا ذُكِرَ عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ فِي إِسْنَادِهِ غَيْرَ يَحْيَى بْنِ
سَعِيدٍ.
8616- فَقَدْ أَخْبَرَنَاهُ
أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ
بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ هِشَامُ بْنُ
حَسَّانَ ، عَنْ حُمَيْدِ بْنِ هِلاَلٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ سَمِعَ
بِالدَّجَّالِ فَيَنْأْ عَنْهُ - فَقَالَهَا ثَلاَثًا - فَإِنَّ الرَّجُلَ يَأْتِيهُ فَيَتْبَعُهُ فَيَحْسَبُ
أَنَّهُ صَادِقٌ لِمَا بُعِثَ بِهِ مِنَ الشُّبُهَاتِ.
8617- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْمُقْرِئُ بِبَغْدَادَ ،
وَأَبُو أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَمْدَانَ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ ،
قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ الرَّقَاشِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ
بْنُ عَبْدِ الْوَارِثِ بْنِ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ
بْنُ صَالِحٍ ، أَنَّ أَبَا الْوَضِيءِ عَبَّادُ بْنُ نَسِيبٍ حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ
قَالَ : كُنَّا فِي مَسِيرٍ عَامِدِينَ إِلَى الْكُوفَةِ مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ
عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَلَمَّا بَلَغْنَا مَسِيرَةَ
لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاَثٍ مِنْ حَرُورَاءَ شَذَّ مِنَّا نَاسٌ ، فَذَكَرْنَا
ذَلِكَ لِعَلِيٍّ ، فَقَالَ : لاَ يَهُولَنَّكُمْ أَمْرُهُمْ فَإِنَّهُمْ
سَيَرْجِعُونَ ، فَنَزَلْنَا ، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الْغَدِ شَذَّ مَثْلَيْ مَنْ
شَذَّ ، فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لِعَلِيٍّ ، فَقَالَ : لاَ يَهُولَنَّكُمْ أَمْرُهُمْ
فَإِنَّ أَمْرَهُمْ يَسِيرٌ ، وَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
:
لاَ تَبْدَأُوهُمْ
بِقِتَالٍ حَتَّى يَكُونُوا هُمُ الَّذِينَ يَبْدَأُوكُمْ ، فَجَثَوْا عَلَى
رُكَبِهِمْ وَاتَّقَيْنَا بُتُرُسِنَا فَجَعَلُوا يُنَاوِلُونَا بِالنُّشَّابِ
وَالسِّهَامِ ، ثُمَّ إِنَّهُمْ دَنَوْا مِنَّا فَأَسْنَدُوا لَنَا الرَّمَّاحَ ،
ثُمَّ تَنَاوَلُونَا بِالسُّيُوفِ حَتَّى هَمُّوا أَنْ يَضَعُوا السُّيُوفَ فِينَا
، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَجُلٌ مِنْ عَبْدِ الْقَيْسِ يُقَالُ لَهُ : صَعْصَعَةُ
بْنُ صُوحَانَ ، فَنَادَى ثَلاَثًا فَقَالُوا : مَا تَشَاءُ ؟ فَقَالَ :
أُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ أَنْ تَخْرُجُوا بِأَرْضٍ تَكُونُ مَسَبَّةً عَلَى أَهْلِ
الأَرْضِ ، وَأُذَكِّرُكُمُ اللَّهَ أَنْ تَمْرُقُوا مِنَ الدِّينِ مُرُوقَ السَّهْمِ
مِنَ الرَّمِيَّةِ ، فَلَمَّا رَأَيْنَاهُمْ قَدْ وَضَعُوا فِينَا السُّيُوفَ ،
قَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : انْهَضُوا عَلَى بَرَكَةِ اللهِ تَعَالَى
فَمَا كَانَ إِلاَّ فُوَاقٌ مِنْ نَهَارٍ حَتَّى ضَجَعْنَا مَنْ ضَجَعْنَا
وَهَرَبَ مَنْ هَرَبَ فَحَمِدَ اللَّهَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَالَ :
إِنَّ خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنِي أَنَّ قَائِدَ
هَؤُلاَءِ رَجُلٌ مُخَدَّجُ الْيَدِ عَلَى حَلَمَةِ ثَدْيِهِ شُعَيْرَاتٌ
كَأَنَّهُنَّ ذَنَبُ يَرْبُوعٍ فَالْتَمِسُوهُ ، فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ
، فَأَتَيْنَاهُ فَقُلْنَا : إِنَّا لَمْ نَجِدْهُ ، فَقَالَ : الْتَمِسُوهُ فَوَاللَّهِ
مَا كَذَبْتُ وَلاَ كُذِبْتُ فَمَا زِلْنَا نَلْتَمِسُهُ حَتَّى جَاءَ عَلِيٌّ
بِنَفْسِهِ إِلَى آخِرِ الْمَعْرَكَةِ الَّتِي كَانَتْ لَهُمْ ، فَمَا زَالَ
يَقُولُ : اقْلِبُوا ذَا ، اقْلِبُوا ذَا ، حَتَّى جَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ
الْكُوفَةِ ، فَقَالَ : هَا هُوَ ذَا ، فَقَالَ عَلِيٌّ : اللَّهُ أَكْبَرُ
وَاللَّهِ لاَ يَأْتِيكُمْ أَحَدٌ يُخْبِرُكُمْ مَنْ أَبُوهُ مَلَكٌ ، فَجَعَلَ
النَّاسُ يَقُولُونَ : هَذَا مَلَكٌ هَذَا مَلَكٌ ، يَقُولُ عَلِيُّ : ابْنُ مَنْ
؟ يَقُولُونَ : لاَ نَدْرِي فَجَاءَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْكُوفَةِ ، فَقَالَ :
أَنَا أَعْلَمُ النَّاسِ بِهَذَا ، كُنْتُ أَرُوضُ مُهْرَةً لِفُلاَنِ بْنِ
فُلاَنٍ شَيْخً مِنْ بَنِي فُلاَنً ، وَأَضَعُ عَلَى ظَهْرِهَا جَوَالِقَ سَهْلَةً
أُقْبِلُ بِهَا وَأُدْبِرُ إِذْ نَفَرَتِ الْمُهْرَةُ فَنَادَانِي ، فَقَالَ : يَا
غُلاَمُ انْظُرْ فَإِنَّ الْمُهْرَةَ قَدْ نَفَرَتْ ، فَقُلْتُ : إِنِّي لاَرَى
خَيَالاً كَأَنَّهُ غَرْبٌ أَوْ شَاةٌ إِذْ أَشْرَفَ هَذَا عَلَيْنَا ، فَقَالَ :
مَنِ الرَّجُلُ ؟ فَقَالَ : رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَامَةِ ، قَالَ : وَمَا
جَاءَ بِكَ شَعِثًا شَاحِبًا ؟ قَالَ : جِئْتُ أَعْبُدُ اللَّهَ فِي مُصَلَّى
الْكُوفَةِ ، فَأَخَذَ بِيَدِهِ مَا لَنَا رَابِعٌ إِلاَّ اللَّهُ حَتَّى
انْطَلَقَ بِهِ إِلَى الْبَيْتِ ، فَقَالَ لِامْرَأَتِهِ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى
قَدْ سَاقَ إِلَيْكِ خَيْرًا ، قَالَتْ : وَاللَّهِ إِنِّي إِلَيْهِ لَفَقِيرَةٌ
فَمَا ذَلِكَ ؟ قَالَ : هَذَا الرَّجُلُ شَعِثٌ شَاحِبٌ كَمَا تَرَيْنَ جَاءَ مِنَ
الْيَمَامَةِ لِيَعْبُدَ اللَّهَ فِي مُصَلَّى الْكُوفَةِ ، فَكَانَ يَعْبُدُ
اللَّهَ فِيهِ وَيَدْعُو النَّاسَ حَتَّى اجْتَمَعَ النَّاسُ إِلَيْهِ ، فَقَالَ
عَلِيٌّ : أَمَا إِنَّ خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَخْبَرَنِي
أَنَّهُمْ ثَلاَثَةُ إِخْوَةٍ مِنَ الْجِنِّ هَذَا أَكْبَرُهُمْ ، وَالثَّانِي
لَهُ جَمْعٌ كَثِيرٌ ، وَالثَّالِثُ فِيهِ ضَعْفٌ.
وَقَدْ أَخْرَجَ
مُسْلِمٌ رَحِمَهُ اللَّهُ حَدِيثَ الْمُخَدَّجِ عَلَى سَبِيلِ الِاخْتِصَارِ فِي
الْمُسْنَدِ الصَّحِيحِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ وَهُوَ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ.
8618- وَأَخْبَرَنَا
أَحْمَدُ بْنُ عُثْمَانَ الْمُقْرِئُ ، وَبَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْمَرْوَزِيُّ ،
قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ عَبْدِ
الْوَارِثِ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ ذَكْوَانَ الْمُعَلِّمُ
، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ بُرَيْدَةَ الأَسْلَمِيُّ ، أَنَّ سُلَيْمَانَ
بْنَ رَبِيعَةَ الْعَنَزِيَّ ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ حَجَّ مَرَّةً فِي إِمْرَةِ
مُعَاوِيَةَ وَمَعَهُ الْمُنْتَصِرُ بْنُ الْحَارِثِ الضَّبِّيُّ فِي عِصَابَةٍ
مِنْ قُرَّاءِ أَهْلِ الْبَصْرَةِ ، قَالَ : فَلَمَّا قَضَوْا نُسُكَهُمْ ، قَالُوا : وَاللَّهِ لاَ نَرْجِعُ
إِلَى الْبَصْرَةِ حَتَّى نَلْقَى رَجُلاً مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرْضِيًّا ، يُحَدِّثُنَا بِحَدِيثٍ يُسْتَظْرَفُ نُحَدِّثُ
بِهِ أَصْحَابَنَا إِذَا رَجَعْنَا إِلَيْهِمْ ، قَالَ : فَلَمْ نَزَلْ نَسْأَلُ
حَتَّى حَدَّثَنَا أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا نَازِلٌ بِأَسْفَلِ مَكَّةَ ، فَعَمَدْنَا إِلَيْهِ ، فَإِذَا نَحْنُ
بِثِقَلٍ عَظِيمٍ يَرْتَحِلُونَ ثَلاَثَ مِائَةِ رَاحِلَةٍ ، مِنْهَا مِائَةُ
رَاحِلَةٍ وَمِائَتَا زَامِلَةٍ ، فَقُلْنَا : لِمَنْ هَذَا الثَّقَلُ ؟ قَالُوا
: لِعَبْدِ اللهِ بْنِ
عَمْرٍو ، فَقُلْنَا : أَكُلُّ هَذَا لَهُ ؟ وَكُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّهُ مِنْ
أَشَدِّ النَّاسِ تَوَاضُعًا ، قَالَ : فَقَالُوا : مِمَّنْ أَنْتُمْ ؟ فَقُلْنَا : مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ ، قَالَ
: فَقَالُوا :
الْعَيْبُ مِنْكُمْ حَقٌّ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ ، أَمَّا هَذِهِ الْمِائَةُ
رَاحِلَةٍ فَلإِخْوَانِهِ يَحْمِلُهُمْ عَلَيْهَا ، وَأَمَّا الْمِائَتَا
زَامِلَةٍ فَلِمَنْ نَزَلَ عَلَيْهِ مِنَ النَّاسِ ، قَالَ : فَقُلْنَا :
دُلُّونَا عَلَيْهِ ، فَقَالُوا : إِنَّهُ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، قَالَ :
فَانْطَلَقْنَا نَطْلُبُهُ حَتَّى وَجَدْنَاهُ فِي دُبُرِ الْكَعْبَةِ جَالِسًا
فَإِذَا هُوَ قَصِيرٌ أَرْمَصُ أَصْلَعُ بَيْنَ بُرْدَيْنِ وَعِمَامَةٍ ، لَيْسَ
عَلَيْهِ قَمِيصٌ ، قَدْ عَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي شِمَالِهِ ، فَقُلْنَا : يَا
عَبْدَ اللهِ إِنَّكَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، فَحَدِّثْنَا حَدِيثًا يَنْفَعُنَا اللَّهُ تَعَالَى بِهِ بَعْدَ الْيَوْمِ ،
قَالَ : فَقَالَ لَنَا : وَمَنْ أَنْتُمْ ؟ قَالَ : فَقُلْنَا لَهُ : لاَ تَسْأَلْ مَنْ نَحْنُ ، حَدِّثْنَا غَفَرَ
اللَّهُ لَكَ ، قَالَ : فَقَالَ : مَا أَنَا بِمُحَدِّثُكُمْ شَيْئًا حَتَّى تُخْبِرُونِي
مَنْ أَنْتُمْ ، قُلْنَا : وَدِدْنَا أَنَّكَ لَمْ تُنْقِذْنَا وَأَعْفَيْتَنَا
وَحَدَّثْتَنَا بَعْضَ الَّذِي نَسْأَلُكَ عَنْهُ
قَالَ : فَقَالَ :
وَاللَّهِ لاَ أُحَدِّثُكُمْ حَتَّى تُخْبِرُونِي مِنْ أَيِّ الأَمْصَارِ أَنْتُمْ
؟ قَالَ : فَلَمَّا رَأَيْنَاهُ حَلَفَ وَلَجَّ قُلْنَا : فَإِنَّا نَاسٌ مِنَ
الْعِرَاقِ ، قَالَ : فَقَالَ : أُفٍّ لَكُمْ كُلُّكُمْ يَا أَهْلَ الْعِرَاقِ ، إِنَّكُمْ
تَكْذِبُونَ وَتُكَذِّبُونَ وَتَسْخَرُونَ ، قَالَ : فَلَمَّا بَلَغَ إِلَى
السُّخْرَى وَجَدْنَا مِنْ ذَلِكَ وَجْدًا شَدِيدًا ، قَالَ : فَقُلْنَا مَعَاذَ اللهِ أَنْ نَسْخَرَ مِنْ مِثْلِكَ ، أَمَّا
قَوْلُكَ الْكَذِبَ فَوَاللَّهِ لَقَدْ فَشَا فِي النَّاسِ الْكَذِبُ وَفِينَا ، وَأَمَّا
التَّكْذِيبُ فَوَاللَّهِ إِنَّا لَنَسْمَعُ الْحَدِيثَ لَمْ نَسْمَعْ بِهِ مِنْ
أَحَدٍ نَثِقُ بِهِ فَإِذًا نَكَادُ نُكَذِّبُ بِهِ ، وَأَمَّا قَوْلُكَ
السُّخْرَى فَإِنَّ أَحَدًا لاَ يَسْخَرُ بِمِثْلِكَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ، فَوَاللَّهِ
إِنَّكَ الْيَوْمَ لِسَيِّدُ الْمُسْلِمِينَ فِيمَا نَعْلَمُ نَحْنُ ، إِنَّكَ
مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الأَوَّلِينَ ، وَلَقَدْ بَلَغَنَا أَنَّكَ قَرَأْتَ
الْقُرْآنَ عَلَى مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَأَنَّهُ لَمْ
يَكُنْ فِي الأَرْضِ قُرَشِيٌّ أَبَرُّ بِوَالِدَيْهِ مِنْكَ ، وَإِنَّكَ كُنْتَ أَحْسَنَ
النَّاسِ عَيْنًا ، فَأَفْسَدَ عَيْنَيْكَ الْبُكَاءُ ، ثُمَّ لَقَدْ قَرَأْتَ
الْكُتُبَ كُلَّهَا بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَا
أَحَدٌ أَفْضَلُ مِنْكَ عِلْمًا فِي أَنْفُسِنَا ، وَمَا نَعْلَمُ بَقِيَ مِنَ
الْعَرَبِ رَجُلٌ كَانَ يَرْغَبُ عَنْ فُقَهَاءِ أَهْلِ مِصْرِهِ حَتَّى يَدْخُلَ
إِلَى مِصْرٍ آخَرَ يَبْتَغِي الْعِلْمَ عِنْدَ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ غَيْرُكَ ،
فَحَدِّثْنَا غَفَرَ اللَّهُ لَكَ ، فَقَالَ : مَا أَنَا بِمُحَدِّثُكُمْ حَتَّى
تُعْطُونِي مَوْثِقًا أَلاَ تُكَذِّبُونِي وَلاَ تَكْذِبُونَ عَلَيَّ وَلاَ تَسْخَرُونَ
، قَالَ : فَقُلْنَا : خُذْ عَلَيْنَا مَا شِئْتَ مِنْ مَوَاثِيقَ ، فَقَالَ :
عَلَيْكُمْ عَهْدُ اللهِ وَمَوَاثِيقُهُ أَنْ لاَ تُكَذِّبُونِي وَلاَ تَكْذِبُونَ
عَلَيَّ وَلاَ تَسْخَرُونَ لِمَا أُحَدِّثُكُمْ ، قَالَ : فَقُلْنَا لَهُ
عَلَيْنَا ذَاكَ ، قَالَ : فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى عَلَيْكُمْ كَفِيلٌ وَوَكِيلٌ ، فَقُلْنَا
: نَعَمْ ، فَقَالَ :
اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَيْهِمْ ، ثُمَّ قَالَ عِنْدَ ذَاكَ : أَمَا وَرَبِّ هَذَا
الْمَسْجِدِ ، وَالْبَلَدِ الْحَرَامِ ، وَالْيَوْمِ الْحَرَامِ ، وَالشَّهْرِ
الْحَرَامِ ، وَلَقَدْ اسَتْسَمَنْتُ الْيَمِينَ أَلَيْسَ هَكَذَا ؟ قُلْنَا :
نَعَمْ قَدِ اجْتَهَدْتَ ، قَالَ : لَيُوشِكَنَّ بَنُو قَنْطُورَاءَ بْنِ كَرْكَرَيِّ خُنْسُ الآنُوفِ صِغَارُ
الأَعْيُنِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمُ الْمَجَانُّ الْمُطْرَقَةُ فِي كِتَابِ اللهِ
الْمُنَزَّلِ ، أَنْ يَسُوقُونَكُمْ مِنْ خُرَاسَانَ وَسِجِسْتَانَ سِيَاقًا
عَنِيفًا ، قَوْمٌ يُوفُونَ اللِّمَمَ ، وَيَنْتَعِلُونَ الشَّعْرَ ،
وَيَحْتَجِزُونَ السُّيُوفَ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ حَتَّى يَنْزِلُوا الاَيْلَةَ ،
ثُمَّ قَالَ : وَكَمِ الأَيْلَةُ مِنَ الْبَصْرَةِ ؟ قُلْنَا : أَرْبَعُ فَرَاسِخَ
، قَالَ :
مجلد 28. والأخير
كتاب : المستدرك على
الصحيحين
المؤلف : لأبي
عبدالله الحاكم
ثُمَّ يَعْقِدُونَ
بِكُلِّ نَخْلَةٍ مِنْ نَخْلِ دِجْلَةَ رَأْسَ فَرَسٍ ، ثُمَّ يُرْسِلُونَ إِلَى
أَهْلِ الْبَصْرَةِ أَنِ اخْرُجُوا مِنْهَا قَبْلَ أَنْ نَنْزِلَ عَلَيْكُمْ ،
فَيَخْرُجُ أَهْلُ الْبَصْرَةِ مِنَ الْبَصْرَةِ ، فَيَلْحَقُ لاَحِقٌ بِبَيْتِ
الْمَقْدِسِ ، وَيَلْحَقُ آخَرُونَ بِالْمَدِينَةِ ، وَيُلْحَقُ آخَرُونَ
بِمَكَّةَ ، وَيَلْحَقُ آخَرُونَ بِالأَعْرَابِ ، قَالَ : فَيَنْزِلُونَ
بِالْبَصْرَةِ سَنَةً ، ثُمَّ يُرْسِلُونَ إِلَى أَهْلِ الْكُوفَةِ أَنِ اخْرُجُوا
مِنْهَا قَبْلَ أَنْ نَنْزِلَ عَلَيْكُمْ ، فَيَخْرُجُ أَهْلُ الْكُوفَةِ مِنْهَا
فَيَلْحَقُ لاَحِقٌ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَلاَحِقٌ بِالْمَدِينَةِ ، وَآخَرُونَ
بِمَكَّةَ ، وَآخَرُونَ بِالأَعْرَابِ ، فَلاَ يَبْقَى أَحَدٌ مِنَ الْمُصَلِّينَ
إِلاَّ قَتِيلاً أَوْ أَسِيرًا يَحْكُمُونَ فِي دَمِهِ مَا شَاءُوا ، قَالَ :
فَانْصَرَفْنَا عَنْهُ وَقَدْ سَاءَنَا الَّذِي حَدَّثَنَا ، فَمَشَيْنَا مِنْ
عِنْدِهِ غَيْرَ بَعِيدٍ ، ثُمَّ انْصَرَفَ الْمُنْتَصِرُ بْنُ الْحَارِثِ
الضَّبِّيُّ ، فَقَالَ : يَا عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو قَدْ حَدَّثَتْنَا
فَطَعَنْتَنَا ، فَإِنَّا لاَ نَدْرِي مَنْ يُدْرِكُهُ مِنَّا ، فَحَدَّثَنَا هَلْ
بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ عَلاَمَةٌ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو : لاَ
تَعْدَمْ عَقْلَكَ ، نَعَمْ بَيْنَ يَدَيْ ذَلِكَ أَمَارَةٌ ، قَالَ الْمُنْتَصِرُ
بْنُ الْحَارِثِ : وَمَا الأَمَارَةُ ؟ قَالَ : الأَمَارَةُ الْعَلاَمَةُ ، قَالَ :
وَمَا تِلْكَ الْعَلاَمَةُ ؟ قَالَ : هِيَ إِمَارَةُ الصِّبْيَانِ ، فَإِذَا رَأَيْتَ
إِمَارَةَ الصِّبْيَانِ قَدْ طَبَّقَتِ الأَرْضَ اعْلَمْ أَنَّ الَّذِي
أُحَدِّثُكَ قَدْ جَاءَ ، قَالَ : فَانْصَرَفَ عَنْهُ الْمُنْتَصِرُ فَمَشَى
قَرِيبًا مِنْ غَلْوَةٍ ثُمَّ رَجَعَ إِلَيْهِ ، قَالَ : فَقُلْنَا لَهُ : عَلاَمَ
تُؤْذِي هَذَا الشَّيْخَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : وَاللَّهِ لاَ أَنْتَهِي حَتَّى يُبَيِّنَ لِي فَلَمَّا
رَجَعَ إِلَيْهِ بَيَّنَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8619- أَخْبَرَنَا أَبُو
سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ
بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ النَّرْسِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَزْهَرُ بْنُ سَعْدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَوْنٍ ، عَنْ عِمْرَانَ
بْنِ مُسْلِمٍ الْخَيَّاطِ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ
حُذَيْفَةَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ ، فَقَالَ : أَتَتْكُمُ الْفِتَنُ تَرْمِي
بِالْعَسْفِ ، ثُمَّ الَّتِي بَعْدَهَا تَرْمِي بِالرَّضْخِ ، ثُمَّ الَّتِي
بَعْدَهَا الْمُظْلِمَةُ مَا فِيكُمْ رَجُلٌ حَتَّى يَرَى مَا تَرَوْنَ ، لَمْ
يَرَ فِتْنَةَ الْمَسِيحِ فَيَرَاهَا أَبَدًا ، قَالَ : وَفِينَا أَعْرَابِيٌّ مِنْ
رَبِيعَةَ مَا فِينَا حَيٌّ غَيْرُهُ ، قَالَ : سُبْحَانَ اللهِ يَا أَصْحَابَ
مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، كَيْفَ بِالْمَسِيحِ وَقَدْ وُصَفَ
لَنَا عَرِيضُ الْجَبْهَةِ مُشْرِفُ الْجِيدِ ، بَعِيدٌ مَا بَيْنَ
الْمَنْكِبَيْنِ ، فَأَنَا رَأَيْتُ حُذَيْفَةَ وَدَعَ مِنْهَا وَدَعَةً
قَالَ : نَشَدْتُكَ
بِاللَّهِ هَلْ تَدْرِي كَيْفَ قُلْتُ ؟ قَالَ : قُلْتَ : مَا فِيكُمْ رَجُلٌ
حَتَّى يَرَى مَا تَرَوْنَ ، لَمْ يَرَ فِتْنَةَ الدَّجَّالِ فَيَرَاهَا أَبَدًا ،
قَالَ : فَأَنَا رَأَيْتُ حُذَيْفَةَ يُنَازِعُ وَجْهَهُ ، قَالَ : قُلْتُ :
لِأَنَّهُ حَفِظَ الْحَدِيثَ عَلَى وَجْهِهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : ثُمَّ
قَالَ كَلِمَةً ضَعِيفَةً : أَرَأَيْتُمْ يَوْمَ الدَّارِ أَمْسِ فَإِنَّهَا كَانَتْ
فِتْنَةً عَامَّةً عَمَّتِ النَّاسَ ، قَالَ : وَفِينَا أَعْرَابِيٌّ مِنْ
رَبِيعَةَ مَا فِينَا حَيٌّ غَيْرُهُ ، قَالَ : سُبْحَانَ اللهِ يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ فَأَيْنَ الَّذِينَ
يَنعَقُونَ لِقَاحَنَا ، وَيَنْقُبُونَ بُيُوتَنَا ؟ قَالَ : أُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ
- مَرَّتَيْنِ - قَالَ : وَلَقَدْ خَرَجْتُ يَوْمَ الْجَرَعَةِ وَلَقَدْ عَلِمْتُ
أَنَّهُ لَمْ يُهَرَاقَ فِيهَا مِحْجَمَةٌ مِنْ دَمٍ ، وَمَا نَهَيْتُ عَنْهَا
إِلاَّ ابْنَ الْحِصْرَامَةِ وَفِينَا أَعْرَابِيٌّ مِنْ رَبِيعَةَ مَا فِينَا
حَيٌّ غَيْرُهُ ، قَالَ : سُبْحَانَ اللهِ يَا أَصْحَابَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ابْنُ الْحِصْرَامَةِ دُونَ النَّاسِ ، فَقَالَ : إِنَّهَا إِذَا أَقْبَلَتْ
كَانَتْ لِلْقَائِمِ وَالْقَائِلِ ، وَإِنَّ ابْنَ الْحِصْرَامَةِ رَجُلٌ
قَوَّالَةٌ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، فَقَدِ احْتَجَّا بِعِمْرَانَ
بْنِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8620- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا
أَبِي ، أَنْبَأَ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ وَهْبٍ الْقُرَشِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَمِّي ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ عَطَاءٍ
الْخُرَاسَانِيِّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ أَبِي عَمْرٍو السَّيْبَانِيِّ ، عَنْ
حَدِيثٍ عَمْرٍو الْحَضْرَمِيِّ مِنْ أَهْلِ حِمْصٍ ، عَنْ أَبِي أُمَامَةَ
الْبَاهِلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا فَكَانَ أَكْثَرَ خُطْبَتِهِ ذِكْرَ
الدَّجَّالِ ، يُحَدِّثُنَا عَنْهُ حَتَّى فَرَغَ مِنْ خُطْبَتِهِ فَكَانَ فِيمَا
قَالَ لَنَا يَوْمَئِذٍ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَبْعَثْ نَبِيًّا إِلاَّ حَذَّرَ
أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ ، وَإِنِّي آخِرُ الأَنْبِيَاءِ وَأَنْتُمْ آخِرُ الآمَمِ ،
وَهُوَ خَارِجٌ فِيكُمْ لاَ مَحَالَةَ ، فَإِنْ يَخْرُجْ وَأَنَا بَيْنَ
أَظْهُرِكُمْ فَأَنَا حَجِيجُ كُلِّ مُسْلِمٍ ، وَإِنْ يَخْرُجْ فِيكُمْ بَعْدِي
فَكُلُّ امْرِئٍ حَجِيجُ نَفْسِهِ ، وَاللَّهُ خَلِيفَتِي عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ ،
إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ خَلَّةٍ بَيْنَ الْعِرَاقِ وَالشَّامِ ، فَعَاثَ يَمِينًا
وَعَاثَ شِمَالاً ، يَا عِبَادَ اللهِ فَاثْبُتُوا فَإِنَّهُ يَبْدَأُ فَيَقُولُ :
أَنَا نَبِيٌّ وَلاَ نَبِيَّ بَعْدِي ، ثُمَّ يُثْنِي حَتَّى يَقُولَ : أَنَا
رَبُّكُمْ وَإِنَّكُمْ لَمْ تَرَوْا رَبَّكُمْ حَتَّى تَمُوتُوا
وَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ
بَيْنَ عَيْنَيْهِ كَافِرٌ يَقْرَأُهُ كُلُّ مُؤْمِنٍ ، فَمَنْ لَقِيَهُ مِنْكُمْ
فَلْيَتْفُلْ فِي وَجْهِهِ ، وَلْيَقْرَأْ فَوَاتِحَ سُورَةِ أَصْحَابِ الْكَهْفِ
، وَإِنَّهُ يُسَلَّطُ عَلَى نَفْسٍ مِنْ بَنِي آدَمَ فَيَقْتُلُهَا ، ثُمَّ
يُحْيِيهَا ، وَأَنَّهُ لاَ يَعْدُو ذَلِكَ وَلاَ يُسَلَّطُ عَلَى نَفْسٍ
غَيْرِهَا ، وَأَنَّ مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ مَعَهُ جَنَّةً وَنَارًا فَنَارُهُ
جَنَّةٌ وَجَنَّتُهُ نَارٌ ، فَمَنِ ابْتُلِيَ بِنَارِهِ فَلْيُغْمِضْ عَيْنَيْهِ
وَلْيَسْتَغِثْ بِاللَّهِ تَكُونُ عَلَيْهِ بَرْدًا وَسَلاَمًا كَمَا كَانَتِ
النَّارُ بَرْدًا وَسَلاَمًا عَلَى إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، وَأَنَّ
مِنْ فِتْنَتِهِ أَنَّ يَمُرَّ عَلَى الْحَيِّ فَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيُصَدِّقُونَهُ
فَيَدْعُو لَهُمْ فَتُمْطِرُ السَّمَاءُ عَلَيْهِمْ مِنْ يَوْمِهِمْ وَتُخْصِبُ
لَهُمُ الأَرْضُ مِنْ يَوْمِهَا ، وَتَرُوحُ عَلَيْهِمْ مَاشِيَتُهُمْ مِنْ
يَوْمِهَا أَعْظَمَ مَا كَانَتْ وَأَسْمَنَهُ وَأَمَدَّهُ خَوَاصِرَ وَأَدَرَّهُ
ضُرُوعًا ، وَيَمُرُّ عَلَى الْحَيِّ فَيَكْفُرُونَ بِهِ وَيُكَذِّبُونَهُ
فَيَدْعُو عَلَيْهِمْ فَلاَ يُصْبِحُ لَهُمْ سَارِحٌ يَسْرَحُ ، وَأَنَّ
أَيَّامَهُ أَرْبَعُونَ فَيَوْمٌ كَسَنَةٍ وَيَوْمٌ كَشَهْرٍ وَيَوْمٌ كَجُمُعَةٍ
وَيَوْمٌ كَالأَيَّامِ ، وَآخِرُ أَيَّامِهِ كَالسَّرَابِ ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ عِنْدَ
بَابِ الْمَدِينَةِ فَيُمْسِي قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ بَابَهَا الآخِرَةَ قَالُوا :
كَيْفَ نُصَلِّي يَا رَسُولَ اللهِ فِي تِلْكَ الأَيَّامِ الْقِصَارِ ؟ قَالَ :
تَقْدُرُونَ فِيهَا ثُمَّ تُصَلُّونَ كَمَا تَقْدُرُونَ فِي الأَيَّامِ الطِّوَالِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
8621- أَخْبَرَنَا أَبُو
مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْبَغَوِيُّ الْعَدْلُ بِبَغْدَادَ ،
حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
سَابِقٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ شَيْبَانُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، عَنْ
فِرَاسٍ ، عَنْ عَطِيَّةَ الْعَوْفِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
، يَقُولُ : أَلاَ كُلُّ نَبِيٍّ قَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ ، وَأَنَّهُ
يَوْمَهُ هَذَا قَدْ أَكَلَ الطَّعَامَ ، وَأَنِّي عَاهِدٌ عَهْدًا لَمْ يَعْهَدْهُ
نَبِيٌّ لِأُمَّتِهِ قَبْلِي ، أَلاَ إِنَّ عَيْنَهُ الْيُمْنَى مَمْسُوحَةُ
الْحَدَقَةِ جَاحِظَةٌ ، فَلاَ تَخْفَى كَأَنَّهَا نُخَاعَةٌ فِي جَنْبِ حَائِطٍ ،
أَلاَ وَإِنَّ عَيْنَهُ الْيُسْرَى كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ ، مَعَهُ مِثْلُ
الْجَنَّةِ وَمِثْلُ النَّارِ ، فَالنَّارُ رَوْضَةٌ خَضْرَاءُ ، وَالْجَنَّةُ
غَبْرَاءُ ذَاتُ دُخَانٍ ، أَلاَ وَإِنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ رَجُلَيْنِ يُنْذِرَانِ
أَهْلَ الْقُرَى كُلَّمَا دَخَلاَ قَرْيَةً أَنْذَرَا أَهْلَهَا ، فَإِذَا خَرَجَا
مِنْهَا دَخَلَهَا أَوَّلُ أَصْحَابِ الدَّجَّالِ ، وَيَدْخُلُ الْقُرَى كُلَّهَا غَيْرَ
مَكَّةَ وَالْمَدِينَةِ حُرِّمَا عَلَيْهِ
وَالْمُؤْمِنُونَ مُتَفَرِّقُونَ
فِي الأَرْضِ فَيَجْمَعُهُمُ اللَّهُ لَهُ ، فَيَقُولُ رَجُلٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ
لِأَصْحَابِهِ : لاَنْطَلِقَنَّ إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فَلاَنْظُرَنَّ أَهُوَ
الَّذِي أَنْذَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْ لاَ ،
ثُمَّ وَلَّى ، فَقَالَ لَهُ أَصْحَابِهِ : وَاللَّهِ لاَ نَدَعُكَ تَأْتِيهِ
وَلَوْ أَنَّا نَعْلَمُ أَنَّهُ يَقْتُلُكَ إِذَا أَتَيْتَهُ خَلَّيْنَا سَبِيلَكَ
، وَلَكِنَّا نَخَافُ أَنْ يَفْتِنَكَ فَأَبَى عَلَيْهِمُ الرَّجُلُ الْمُؤْمِنُ
إِلاَّ أَنْ يَأْتِيَهُ ، فَانْطَلَقَ يَمْشِي حَتَّى أَتَى مَسْلَحَةً مِنْ مَسَالِحِهِ
فَأَخَذُوهُ فَسَأَلُوهُ مَا شَأْنُكَ وَمَا تُرِيدُ ؟ قَالَ لَهُمْ : أُرِيدُ
الدَّجَّالَ الْكَذَّابَ ، قَالُوا : إِنَّكَ تَقُولُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : نَعَمْ
فَأَرْسَلُوا إِلَى الدَّجَّالِ أَنَّا قَدْ أَخَذْنَا مَنْ يَقُولُ كَذَا وَكَذَا
فَنَقْتُلُهُ أَوْ نُرْسِلُهُ إِلَيْكَ ؟ قَالَ : أَرْسِلُوهُ إِلَيَّ ،
فَانْطُلِقَ بِهِ حَتَّى أُتِيَ بِهِ الدَّجَّالُ فَلَمَّا رَآهُ عَرَفَهُ
لِنَعْتِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ لَهُ
الدَّجَّالُ : مَا شَأْنُكَ ؟ فَقَالَ الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ : أَنْتَ الدَّجَّالُ
الْكَذَّابُ الَّذِي أَنْذَرَنَاكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ لَهُ الدَّجَّالُ : أَنْتَ تَقُولُ هَذَا ؟ قَالَ : نَعَمْ ،
قَالَ لَهُ الدَّجَّالُ : لَتُطِيعَنِّي فِيمَا أَمَرْتُكَ وَإِلاَّ شَقَقْتُكَ شِقَّتَيْنِ
، فَنَادَى الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ ، هَذَا الْمَسِيحُ
الْكَذَّابُ فَمَنْ عَصَاهُ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ ، وَمَنْ أَطَاعَهُ فَهُوَ فِي
النَّارِ ، فَقَالَ لَهُ الدَّجَّالُ : وَالَّذِي أَحْلِفُ بِهِ لَتُطِيعُنِي أَوْ لاَشُقَنَّكَ شِقَّتَيْنِ
، فَنَادَى الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ فَقَالَ : أَيُّهَا النَّاسُ هَذَا الْمَسِيحُ
الْكَذَّابُ فَمَنْ عَصَاهُ فَهُوَ فِي الْجَنَّةِ ، وَمَنْ أَطَاعَهُ فَهُوَ فِي
النَّارِ ، قَالَ : فَمَدَّ بِرِجْلِهِ فَوَضَعَ حَدِيدَتَهُ عَلَى عَجْبِ
ذَنَبِهِ فَشَقَّهُ شِقَّتَيْنِ ، فَلَمَّا فَعَلَ بِهِ ذَلِكَ ، قَالَ
الدَّجَّالُ لِأَوْلِيَائِهِ : أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَحْيَيْتُ هَذَا لَكُمْ
أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنِّي رَبُّكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى.
قَالَ عَطِيَّةُ :
فَحَدَّثَنِي أَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : فَضَرَبَ إِحْدَى شِقَّيْهِ أَوِ الصَّعِيدَ عِنْدَهُ ، فَاسْتَوَى قَائِمًا
، فَلَمَّا رَآهُ أَوْلِيَاؤُهُ صَدَّقُوهُ وَأَيْقَنُوا أَنَّهُ رَبُّهُمْ
وَأَجَابُوهُ وَاتَّبَعُوهُ ، قَالَ الدَّجَّالُ لِلْعَبْدِ الْمُؤْمِنِ : أَلاَ
تُؤْمِنُ بِي ؟ قَالَ لَهُ الْمُؤْمِنُ : لاَنَا الآنَ أَشَدُّ فِيكَ بَصِيرَةً
مِنْ قَبْلِ ، ثُمَّ نَادَى فِي النَّاسِ أَلاَ إِنَّ هَذَا الْمَسِيحُ
الْكَذَّابُ فَمَنْ أَطَاعَهُ فَهُوَ فِي النَّارِ ، وَمَنْ عَصَاهُ فَهُوَ فِي
الْجَنَّةِ ، فَقَالَ الدَّجَّالُ : وَالَّذِي أَحْلِفُ بِهِ لَتُطِيعُنِي أَوْ
لاَذْبَحَنَّكَ أَوْ لاَلْقِيَنَّكَ فِي النَّارِ ، فَقَالَ لَهُ الْمُؤْمِنُ :
وَاللَّهِ لاَ أُطِيعُكَ أَبَدًا
فَأَمَرَ بِهِ
فَاضْطُجِعَ قَالَ : فَقَالَ لِي أَبُو سَعِيدٍ : إِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ثُمَّ جَعَلَ صَفِيحَتَيْنِ مِنْ نُحَاسٍ بَيْنَ
تَرَاقِيهِ وَرَقَبَتِهِ قَالَ : وَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : مَا كُنْتُ أَدْرِي مَا النُّحَاسُ قَبْلَ يَوْمَئِذٍ
- فَذَهَبَ لِيَذْبَحَهُ ، فَلَمْ يَسْتَطِعْ وَلَمْ يُسَلَّطْ عَلَيْهِ بَعْدَ
قَتْلِهِ إِيَّاهُ - قَالَ : فَإِنَّ نَبِيَّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : - فَأَخَذَ بِيَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ فَأَلْقَاهُ فِي
الْجَنَّةِ وَهِيَ غَبْرَاءُ ذَاتُ دُخَانٍ يَحْسَبُهَا النَّارَ فَذَلِكَ
الرَّجُلُ أَقْرَبُ أُمَّتِي مِنِّي دَرَجَةً - قَالَ : فَقَالَ أَبُو سَعِيدٍ : مَا كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَحْسَبُونَ ذَلِكَ الرَّجُلَ إِلاَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ حَتَّى سَلَكَ عُمَرُ سَبِيلَهُ ، قَالَ :
ثُمَّ قُلْتُ لَهُ :
فَكَيْفَ يَهْلِكُ ؟ قَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : فَقُلْتُ : أُخْبِرْتُ
أَنَّ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ هُوَ يُهْلِكُهُ ،
فَقَالَ : اللَّهُ أَعْلَمُ غَيْرَ أَنَّهُ يُهْلِكُهُ اللَّهُ وَمَنْ تَبِعَهُ ،
قَالَ : قُلْتُ : فَمَنْ يَكُونُ بَعْدَهُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَنَّهُمْ يَغْرِسُونَ بَعْدَهُ الْغُرُوسَ وَيَتَّخِذُونَ
مِنْ بَعْدِهِ الأَمْوَالَ ، قَالَ : قُلْتُ : سُبْحَانَ اللهِ أَبْعَدَ
الدَّجَّالِ يَغْرِسُونَ الْغُرُوسَ وَيَتَّخِذُونَ مِنْ بَعْدِهِ الأَمْوَالَ ،
قَالَ : نَعَمْ ، حَدَّثَنِي بِذَلِكَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
هَذَا أَعْجَبُ
حَدِيثٍ فِي ذِكْرِ الدَّجَّالِ تَفَرَّدَ بِهِ عَطِيَّةُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ وَلَمْ يَحْتَجُّ الشَّيْخَانِ بِعَطِيَّةَ.
8622- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ آدَمَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ ، مَوْلَى الْمُغِيرَةِ
بْنِ شُعْبَةَ ، عَنْ كَعْبِ بْنِ عَلْقَمَةَ ، عَنِ ابْنِ حُجَيْرَةَ ، عَنْ
عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَطْلُعُ عَلَيْكُمْ قَبْلَ السَّاعَةِ
سَحَابَةٌ سَوْدَاءُ مِنْ قِبلِ الْمَغْرِبِ ، مِثْلُ التُّرْسِ ، فَمَا تَزَالُ تَرْتَفِعُ
فِي السَّمَاءِ حَتَّى تَمْلاَ السَّمَاءَ ، ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ : يَا أَيُّهَا
النَّاسُ فَيُقْبِلُ النَّاسُ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ هَلْ سَمِعْتُمْ ؟
فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ : نَعَمْ وَمِنْهُمْ مَنْ يَشُكُّ ، ثُمَّ يُنَادِي
الثَّانِيَةَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، فَيَقُولُ النَّاسُ : هَلْ سَمِعْتُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمْ ، ثُمَّ يُنَادِي : أَيُّهَا
النَّاسُ أَتَى أَمْرُ اللهِ فَلاَ تَسْتَعْجِلُوهُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ ، إِنَّ الرَّجُلَيْنِ
لَيَنْشُرَانِ الثَّوْبَ فَمَا يَطْوِيَانِهِ أَوْ يَتَبَايَعَانِهِ أَبَدًا ،
وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَمْدُرُ حَوْضَهُ فَمَا يَسْقِي فِيهِ شَيْئًا ، وَإِنَّ
الرَّجُلَ لَيَحْلِبُ نَاقَتَهُ فَمَا يَشْرَبُهُ أَبَدًا ، وَيَشْتَغِلُ النَّاسُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8623- حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْجُمَاهِرِ مُحَمَّدُ بْنُ
عُثْمَانَ الدِّمَشْقِيُّ ، حَدَّثَنِي الْهَيْثَمُ بْنُ حُمَيْدٍ ، أَخْبَرَنِي
أَبُو مَعْبَدٍ حَفْصُ بْنُ غَيْلاَنَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ ، قَالَ
: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ فَأَتَاهُ فَتًى يَسْأَلُهُ عَنْ
إِسْدَالِ الْعِمَامَةِ ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ : سَأُخْبِرُكَ عَنْ ذَلِكَ
بِعِلْمٍ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى ، قَالَ : كُنْتُ عَاشِرَ عَشَرَةٍ فِي مَسْجِدِ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَبُو بَكْرٍ ، وَعُمَرُ ،
وَعُثْمَانُ ، وَعَلِيٌّ ، وَابْنُ مَسْعُودٍ ، وَحُذَيْفَةُ ، وَابْنُ عَوْفٍ ،
وَأَبُو سَعِيدٍ الْخُدْرِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، فَجَاءَ فَتًى مِنَ
الأَنْصَارِ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
ثُمَّ جَلَسَ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللهِ أَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَفْضَلُ ؟
قَالَ : أَحْسَنُهُمْ خُلُقًا قَالَ : فَأَيُّ الْمُؤْمِنِينَ أَكْيَسُ ؟ قَالَ : أَكْثَرُهُمْ لِلْمَوْتِ ذِكْرًا
وَأَحْسَنُهُمْ لَهُ اسْتِعْدَادًا قَبْلَ أَنْ يَنْزِلَ بِهِمْ أُولَئِكَ مِنَ
الأَكْيَاسِ ثُمَّ سَكَتَ الْفَتَى وَأَقْبَلَ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ ، خَمْسٌ إِنِ
ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ وَنَزَلَ فِيكُمْ أَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ :
لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ حَتَّى يَعْمَلُوا بِهَا إِلاَّ
ظَهَرَ فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالأَوْجَاعُ الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي
أَسْلاَفِهِمْ ، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ إِلاَّ أُخِذُوا
بِالسِّنِينَ وَشِدَّةِ الْمُؤْنَةِ وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ ، وَلَمْ يَمْنَعُوا
الزَّكَاةَ إِلاَّ مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ ، وَلَوْلاَ الْبَهَائِمُ
لَمْ يُمْطَرُوا ، وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللهِ وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلاَّ
سُلِّطَ عَلَيْهِمْ عَدُوُّهُمْ مَنْ غَيْرِهِمْ وَأَخَذُوا بَعْضَ مَا كَانَ فِي
أَيْدِيهِمْ ، وَمَا لَمْ يَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللهِ إِلاَّ أَلْقَى
اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ ثُمَّ أَمَرَ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ عَوْفٍ يَتَجَهَّزُ
لِسَرِيَّةٍ بَعَثَهُ عَلَيْهَا ، وَأَصْبَحَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَدِ اعْتَمَّ
بِعِمَامَةٍ مَنْ كَرَابِيسَ سَوْدَاءَ ، فَأَدْنَاهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ نَقَضَهُ وَعَمَّمَهُ بِعِمَامَةٍ بَيْضَاءَ ،
وَأَرْسَلَ مِنْ خَلْفِهِ أَرْبَعَ أَصَابِعَ أَوْ نَحْوَ ذَلِكَ وَقَالَ :
هَكَذَا يَا ابْنَ عَوْفٍ اعْتَمَّ فَإِنَّهُ أَعْرَبُ وَأَحْسَنُ ثُمَّ أَمَرَ
النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِلاَلاً أَنْ يَدْفَعَ إِلَيْهِ
اللِّوَاءَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَصَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ثُمَّ قَالَ : خُذِ ابْنَ عَوْفٍ فَاغْزُوا جَمِيعًا فِي سَبِيلِ اللهِ
فَقَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ ، لاَ تَغُلُّوا وَلاَ تَغْدِرُوا ، وَلاَ
تُمَثِّلُوا ، وَلاَ تَقْتُلُوا وَلِيدًا ، فَهَذَا عَهْدُ اللهِ وَسِيرَةُ نَبِيِّهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَلَّمَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8624- أَخْبَرَنَا أَبُو
سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ النَّحْوِيُّ بِبَغْدَادَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْكَرِيمِ بْنُ الْهَيْثَمِ وَأَخْبَرَنِي أَبُو مُحَمَّدٍ
الْمُزَنِيُّ وَاللَّفْظُ لَهُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى ،
قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو الْيَمَانِ ، أَخْبَرَنِي شُعَيْبٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ
، قَالَ : أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ ، عَنْ أَبِي
بَكْرَةَ ، أَخِي زِيَادٍ لِأُمِّهِ وَأَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ
الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ ، بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا
إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ عَبَّادٍ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ،
أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَوْفٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ أَخِي زِيَادٍ لِأُمِّهِ ، قَالَ : أَكْثَرَ
النَّاسُ فِي شَأْنِ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ فِيهِ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ
قَالَ : أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَكْثَرْتُمْ فِي شَأْنِ هَذَا الرَّجُلِ ،
وَإِنَّهُ كَذَّابٌ مَنْ ثَلاَثِينَ كَذَّابًا يَخْرُجُونَ قَبْلَ الدَّجَّالِ ، وَإِنَّهُ
لَيْسَ بَلَدٌ إِلاَّ يَدْخُلُهُ رُعْبُ الْمَسِيحِ إِلاَّ الْمَدِينَةَ ، عَلَى
كُلِّ نَقْبٍ مِنْ أَنْقَابِهَا يَوْمَئِذٍ مَلَكَانِ يَذُبَّانِ عَنْهَا رُعْبَ
الْمَسِيحِ.
قَدِ احْتَجَّ
مُسْلِمٌ بِطَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ وَقَدْ أَعْضَلَ مَعْمَرٌ وَشُعَيْبُ
بْنُ أَبِي حَمْزَةَ هَذَا الإِسْنَادَ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، فَإِنَّ طَلْحَةَ
بْنَ عَبْدِ اللهِ لَمْ يَسْمَعْهُ مَنْ أَبِي بَكْرَةَ إِنَّمَا سَمِعَهُ مَنْ
عِيَاضِ بْنِ مُسَافِعٍ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ هَكَذَا ، رَوَاهُ يُونُسُ بْنُ
يَزِيدَ ، وَعُقَيْلُ بْنُ خَالِدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
أَمَّا حَدِيثُ
يُونُسَ:
8625- فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، أَنَّ
طَلْحَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ حَدَّثَهُ ، عَنْ عِيَاضِ بْنِ مُسَافِعٍ
، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ ، أَخِي زِيَادٍ لِأُمِّهِ ، قَالَ : لَمَّا أَكْثَرَ
النَّاسُ فِي شَأْنِ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِيهِ مَا قَالَ ، قَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ
قَالَ : أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَكْثَرْتُمْ فِي شَأْنِ هَذَا الرَّجُلِ ،
وَإِنَّهُ كَذَّابٌ مَنْ ثَلاَثِينَ كَذَّابًا يَخْرُجُونَ قَبْلَ الدَّجَّالِ ، وَإِنَّهُ
لَيْسَ بَلَدٌ إِلاَّ سَيَدْخُلُهُ رُعْبُ الْمَسِيحِ إِلاَّ الْمَدِينَةَ عَلَى
كُلِّ نَقْبٍ مَنْ أَنْقَابِهَا يَوْمَئِذٍ مَلَكَانِ يَذُبَّانِ عَنْهَا رُعْبَ
الْمَسِيحِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ
عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ:
8626- فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو
النَّضْرِ الْفَقِيهُ ، وَأَبُو الْحَسَنِ الْعَنَزِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا
عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ
الْمِصْرِيُّ ، حَدَّثَنِي اللَّيْثُ ، حَدَّثَنِي عَقِيلٌ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ،
أَخْبَرَنِي طَلْحَةُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَوْفٍ ، أَنَّ عِيَاضَ بْنَ
مُسَافِعٍ ، أَخْبَرَهُ أَنَّ أَبَا بَكْرَةَ أَخَا زِيَادٍ لِأُمِّهِ أَخْبَرَهُ
، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ فَخَطَبَ فَأَثْنَى
عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ قَالَ : أَمَّا بَعْدُ فَقَدْ أَكْثَرْتُمْ
فِي شَأْنِ مُسَيْلِمَةَ ، وَإِنَّهُ كَذَّابٌ مَنْ جُمْلَةِ ثَلاَثِينَ كَذَّابًا
يَخْرُجُونَ قَبْلَ الدَّجَّالِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ وَقَدْ رَوَاهُ سَعْدُ
بْنُ إِبْرَاهِيمَ الزُّهْرِيُّ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ مُخْتَصَرًا.
8627- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْعَبَّاسُ بْنُ مُحَمَّدٍ الدُّورِيُّ
، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ بْنِ سَعْدٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، عَنْ أَبِي بَكْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لاَ يَدْخُلُ
الْمَدِينَةَ رُعْبُ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ ، لَهَا يَوْمَئِذٍ سَبْعَةُ
أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مَنْهَا مَلَكَانِ.
8628- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ
، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ ،
عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الْقَرَّاطِ ، قَالَ :
سَمِعْتُ سَعْدَ بْنَ مَالِكٍ ، وَأَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
يَقُولاَنِ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اللَّهُمَّ
بَارِكْ لِأَهْلِ الْمَدِينَةِ فِي مُدِّهِمْ وَفِي صَاعِهِمْ ، وَبَارِكْ لَهُمْ
فِي مَدِينَتِهِمْ ، اللَّهُمَّ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ عَبْدُكَ
وَخَلِيلُكَ ، وَأَنَا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ ، وَإِنَّ إِبْرَاهِيمَ سَأَلَكَ
لِمَكَّةَ وَإِنِّي أَسْأَلُكَ لِلْمَدِينَةِ مِثْلَ مَا سَأَلَكَ إِبْرَاهِيمُ
لِمَكَّةَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ، أَلاَ إِنَّ الْمَدِينَةَ مُشْتَبِكَةٌ بِالْمَلاَئِكَةِ
، عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مَنْهَا مَلَكَانِ يَحْرُسَانِهَا ، لاَ يَدْخُلُهَا
الطَّاعُونُ وَالدَّجَّالُ ، مَنْ أَرَادَ أَهْلَهَا بِسُوءٍ أَذَابَهُ اللَّهُ
كَمَا يَذُوبُ الْمِلْحُ فِي الْمَاءِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8629- أَخْبَرَنَا أَبُو
زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ عِيسَى
الْحِيرِيُّ قَالاَ : حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا
شُعْبَةُ ، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ سُرَاقَةَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ ذَكَرَ الدَّجَّالَ
فَحَلاَهُ بِحِلْيَةٍ لاَ أَحْفَظُهَا ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ قُلُوبُنَا
يَوْمَئِذٍ كَالْيَوْمِ ؟ قَالَ : أَوْ خَيْرٌ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ وَقَدْ رَوَاهُ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ
، عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ ، وَسَاقَهُ أَتَمَّ مَنْ حَدِيثِ شُعْبَةَ.
8630- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا
مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا
خَالِدٌ الْحَذَّاءُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
سُرَاقَةَ ، عَنْ أَبِي عُبَيْدَةَ بْنِ الْجَرَّاحِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّهُ لَمْ
يَكُنْ نَبِيٌّ بَعْدَ نُوحٍ إِلاَّ وَقَدْ أَنْذَرَ أُمَّتَهُ الدَّجَّالَ ، وَإِنِّي
أُنْذِرُكُمُوهُ فَوَصَفَهُ لَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّكُمْ سَتُدْرِكُونَهُ ، أَوْ سَيُدْرِكُهُ بَعْضُ مَنْ
رَآنِي وَسَمِعَ مِنِّي قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ قُلُوبُنَا يَوْمَئِذٍ كَمَا
هِيَ الْيَوْمُ ؟ قَالَ : أَوْ خَيْرٌ.
8631- وَحَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ،
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ،
حَدَّثَنَا خَالِدٌ الْحَذَّاءُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَقِيقٍ ، عَنْ مِحْجَنِ
بْنِ الأَدْرَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطَبَ النَّاسَ ، فَقَالَ : يَوْمُ الْخَلاَصِ وَمَا يَوْمُ
الْخَلاَصِ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ، فَقِيلَ : يَا رَسُولَ اللهِ مَا يَوْمُ الْخَلاَصِ
؟ فَقَالَ : يَجِيءُ الدَّجَّالُ فَيَصْعَدُ أُحُدًا فَيَطَّلِعُ فَيَنْظُرُ إِلَى
الْمَدِينَةِ ، فَيَقُولُ لِأَصْحَابِهِ أَلاَ تَرَوْنَ إِلَى هَذَا الْقَصْرِ
الأَبْيَضِ ، هَذَا مَسْجِدُ أَحْمَدَ ، ثُمَّ يَأْتِي الْمَدِينَةَ فَيَجِدُ
بِكُلِّ نَقْبٍ مَنْ نِقَابِهَا مَلَكًا مُصْلِتًا ، فَيَأْتِي سُبْحَةَ الْجُرُفِ
فَيَضْرِبُ رِوَاقَهُ ثُمَّ تَرْتَجِفُ الْمَدِينَةُ ثَلاَثَ رَجَفَاتٍ ، فَلاَ
يَبْقَى مُنَافِقٌ وَلاَ مُنَافِقَةٌ ، وَلاَ فَاسِقٌ وَلاَ فَاسِقَةٌ إِلاَّ
خَرَجَ إِلَيْهِ ، فَتَخْلُصُ الْمَدِينَةُ وَذَلِكَ يَوْمُ الْخَلاَصِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8632- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ قَاسِمُ بْنُ الْقَاسِمِ السَّيَّارِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
الْمُوَجَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو الْفَزَارِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدَانُ بْنُ
عُثْمَانَ ، أَخْبَرَنِي أَبِي ، عَنْ شُعْبَةَ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ
، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ عَاصِمٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، قَالَ :
وَاللَّهِ لَوْلاَ شَيْءٌ مَا حَدَّثْتُكُمْ حَدِيثًا ، قَالُوا : إِنَّكَ قُلْتَ
: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ إِلَى كَذَا وَكَذَا ، قَالَ : إِنَّمَا قُلْتُ : لاَ يَكُونُ
كَذَا وَكَذَا حَتَّى يَكُونَ أَمْرًا عَظِيمًا ، فَقَدْ كَانَ ذَاكَ ، فَقَدْ
حُرِّقَ الْبَيْتُ وَكَانَ كَذَا ، وَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : يَخْرُجُ الدَّجَّالُ فَيَلْبَثُ فِي أُمَّتِي مَا شَاءَ اللَّهُ
يَلْبَثُ أَرْبَعِينَ وَلاَ أَدْرِي لَيْلَةً أَوْ شَهْرًا أَوْ سَنَةً ، قَالَ :
ثُمَّ بَعَثَ اللَّهُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ
كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ قَالَ : فَيَطْلُبُهُ حَتَّى
يُهْلِكَهُ قَالَ : ثُمَّ يَبْقَى النَّاسُ سَبْعَ سِنِينَ لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ
عَدَاوَةٌ قَالَ : فَيَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا بَارِدَةً تَجِيءُ مِنْ قِبَلِ
الشَّامِ
فَلاَ تَدَعُ أَحَدًا
فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مَنْ إِيمَانٍ إِلاَّ قَبَضَتْ رُوحَهُ ، حَتَّى
لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ فِي كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْ عَلَيْهِ سَمِعْتُ هَذِهِ
مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَبِدِ جَبَلٍ ، قَالَ :
ثُمَّ يَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ مَنْ لاَ يَعْرِفُ مَعْرُوفًا وَلاَ يُنْكِرُ
مُنْكَرًا فِي خِفَّةِ الطَّيْرِ وَأَحْلاَمِ السِّبَاعِ قَالَ : فَيَجِيئُهُمُ الشَّيْطَانُ
فَيَقُولُ : أَلاَ تَسْتَجِيبُونَ ؟ قَالَ : فَيَقُولُونَ : مَاذَا تَأْمُرُنَا ؟ قَالَ : فَيَأْمُرُهُمْ بِعِبَادَةِ الأَوْثَانِ
فَيَعْبُدُونَهَا وَهُمْ فِي ذَلِكَ دَارٌّ رِزْقُهُمْ حَسَنٌ عَيْشُهُمْ ، قَالَ
: ثُمَّ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَلاَ يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلاَّ أَصْغَى ،
فَيَكُونُ أَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ حَوْضَ إِبِلِهِ قَالَ :
فَيَصْعَقُ ثُمَّ يَصْعَقُ النَّاسُ فَيُرْسِلُ اللَّهُ مَطَرًا كَأَنَّهُ
الطَّلُّ قَالَ : فَتَنْبُتُ أَجْسَادُهُمْ قَالَ : ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ، فَيُقَالُ
: هَلُمُّوا إِلَى
رَبِّكُمْ وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ قَالَ : فَيُقَالُ : أَخْرِجُوا بَعْثَ النَّارِ قَالَ : فَيُقَالُ كَمْ ؟ فَيُقَالُ
: مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعُمَائِةٍ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعِينَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8633- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ
إِسْرَائِيلُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ
مُوَرِّقٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ ، وَأَسْمَعُ مَا لاَ تَسْمَعُونَ ،
إِنَّ السَّمَاءَ أَطَّتْ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ مَا فِيهَا - أَوْ مَا مَنْهَا
- مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعٍ إِلاَّ وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدٌ
لِلَّهِ تَعَالَى وَاللَّهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً
وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، وَمَا تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشَاتِ ،
وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ إِلَى اللهِ ، وَاللَّهِ
لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ شَجَرَةً تُعَضَّدُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8634- حَدَّثَنَا أَبُو
إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، وَأَبُو مُحَمَّدِ بْنُ
زِيَادٍ الدَّوْرَقِيُّ قَالاَ : حَدَّثَنَا الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَسَّانَ الأَزْرَقُ
، حَدَّثَنَا رَيْحَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ هُوَ ابْنُ مَنْصُورٍ
، عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَيُدْرِكُ رِجَالٌ
مَنْ أُمَّتِي عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ،
وَيَشْهَدُونَ قِتَالَ الدَّجَّالَ.
8635- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ الْمُظَفَّرِ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا مَحْمُودُ بْنُ مُصَفَّى الْحِمْصِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ،
عَنْ أَيُّوبَ ، عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ ، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ أَدْرَكَ
مِنْكُمْ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ فَلْيُقْرِئْهُ مِنِّي السَّلاَمَ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِمَا وَسَلَّمَ.
إِسْمَاعِيلُ هَذَا
أَظُنُّهُ ابْنُ عَيَّاشٍ وَلَمْ يَحْتَجَّا بِهِ.
8636- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الْجَبَّارِ ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِي مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ ،
عَنْ رِبْعِيٍّ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَدْرُسُ الإِسْلاَمُ كَمَا يَدْرُسُ
وَشْيُ الثَّوْبِ ، لاَ يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلاَ صَدَقَةٌ وَلاَ نُسُكٌ ،
وَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ فَلاَ يَبْقَى فِي
الأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ ، وَيَبْقَى طَوَائِفُ مِنَ النَّاسِ : الشَّيْخُ
الْكَبِيرُ ، وَالْعَجُوزُ الْكَبِيرَةُ ، يَقُولُونَ : أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا
عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ فَنَحْنُ نَقُولُهَا فَقَالَ صِلَةُ
: فَمَا تُغْنِي عَنْهُمْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ لاَ يَدْرُونَ مَا صِيَامٌ
وَلاَ صَدَقَةٌ وَلاَ نُسُكٌ ؟ فَأَعْرَضَ عَنْهُ حُذَيْفَةُ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ فَرَدَّدَ عَلَيْهِ ثَلاَثًا كُلُّ ذَلِكَ يُعْرِضُ عَنْهُ ، ثُمَّ
أَقْبَلَ عَلَيْهِ فِي الثَّالِثَةِ ، فَقَالَ : يَا صِلَةُ ، تُنْجِيهِمْ مِنَ
النَّارِ ، تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ ، تُنْجِيهِمْ مِنَ النَّارِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8637- أَخْبَرَنِي أَبُو
جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ الْغِفَارِيُّ ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ عَوْفٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي
عُبَيْدَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، قَالَ : مَضَتِ الآيَاتُ غَيْرَ أَرْبَعَةٍ :
الدَّجَّالُ ، وَالدَّابَّةُ ، وَيَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ ، وَطُلُوعُ الشَّمْسِ
مِنْ مَغْرِبِهَا ، وَالآيَةُ الَّتِي يَخْتِمُ اللَّهُ بِهَا الشَّمْسُ ثُمَّ
قَرَأَ : {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلاَّ أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلاَئِكَةُ}.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8638- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ
الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ ، عَنْ جَبَلَةَ بْنِ سُحَيْمٍ ، عَنْ مُؤْثِرِ بْنِ
عُفَازَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
لَمَّا كَانَ لَيْلَةُ أُسْرِيَ بِرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ لَقِيَ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ
وَالسَّلاَمُ ، فَبَدَأُوا بِإِبْرَاهِيمَ فَسَأَلُوهُ عَنِ السَّاعَةِ ، فَلَمْ
يَكُنْ عِنْدَهُ مِنْهَا عِلْمٌ ، فَسَأَلُوا مُوسَى فَلَمْ يَكُنْ عِنْدَهُ
مِنْهَا عِلْمٌ ، فَرَدُّوا الْحَدِيثَ إِلَى عِيسَى ، فَقَالَ : عَهْدُ اللهِ
إِلَيَّ فِيمَا دُونَ وَجْبَتِهَا ، فَأَمَّا وَجْبَتُهَا فَلاَ يَعْلَمُهَا
إِلاَّ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فَذَكَرَ مِنْ خُرُوجِ الدَّجَّالِ ، فَأَهْبِطُ فَأَقْتُلُهُ
فَيَرْجِعُ النَّاسُ إِلَى بِلاَدِهِمْ ، فَيَسْتَقْبِلُهُمْ يَأْجُوجُ
وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ ، لاَ يَمُرُّونَ بِمَاءٍ
إِلاَّ شَرِبُوهُ ، وَلاَ بِشَيْءٍ إِلاَّ أَفْسَدُوهُ ، فَيَجْأَرُونَ إِلَيَّ
فَأَدْعُوا اللَّهَ فَيُرْسِلُ السَّمَاءَ بِالْمَاءِ فَيَحْمِلُهُمْ فَيَقْذِفُ
أَجْسَامَهُمْ فِي الْبَحْرِ ، ثُمَّ تُنْسَفُ الْجِبَالُ وَتُمَدُّ الأَرْضُ
مَدَّ الأَدِيمِ ، وَعَهْدُ اللهِ إِلَيَّ أَنَّهُ إِذَا كَانَ السَّاعَةُ مِنَ
النَّاسِ كَالْحَامِلِ الْمُتِمِّ لاَ يَدْرِي أَهْلُهَا مَتَى تَفْجَأُهُمْ
بِوِلاَدَتِهَا أَلَيْلاً أَمْ نَهَارًا قَالَ الْعَوَّامُ : فَوَجَدْتُ تَصْدِيقَ
ذَلِكَ فِي كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ قَرَأَ : {حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ
وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ}.
8639- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَمْرٍو عُثْمَانُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ السَّمَّاكِ الزَّاهِدُ بِبَغْدَادَ ،
حَدَّثَنَا حَنْبَلُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ
إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ حُمَيْدٍ ، عَنْ أَنَسٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ : الأَمَارَاتُ خَرَزَاتٌ مَنْظُومَاتٌ بِسِلْكٍ ، فَإِذَا انْقَطَعَ
السِّلْكُ تَبِعَ بَعْضُهُ بَعْضًا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8640- أَخْبَرَنِي أَبُو
الطَّيِّبِ مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الْحِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ الْوَهَّابِ ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ
بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، قَالَ : خَرَجَ حُذَيْفَةُ
بِظَهْرِ الْكُوفَةِ وَمَعَهُ رَجُلٌ فَالْتَفَتَ إِلَى جَانِبِ الْفُرَاتِ ،
فَقَالَ لِصَاحِبِهِ : كَيْفَ أَنْتُمْ يَوْمَ تَرَاهُمْ يَخْرُجُونَ - أَوْ يَخْرُجُونَ
- مِنْهَا ، لاَ
يَذُوقُونَ مِنْهَا قَطْرَةً ، قَالَ رَجُلٌ : وَتَظُنُّ ذَاكَ يَا أَبَا عَبْدِ
اللهِ ؟ قَالَ : مَا أَظُنُّهُ وَلَكِنْ أَعْلَمُهُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8641- حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
غَالِبٍ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، وَمُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
قَالاَ : حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ ، قَالَ : سَمِعْتُ
أَبَا الْبَخْتَرِيِّ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي ثَوْرٍ ، قَالَ : كُنْتُ جَالِسًا
مَعَ حُذَيْفَةَ وَأَبِي مَسْعُودٍ حَيْثُ ازْدَرَأَ أَهْلُ الْكُوفَةِ سَعِيدَ
بْنَ الْعَاصِ يَوْمَ الْجَرَعَةِ ، فَقَالَ أَبُو مَسْعُودٍ : مَا كُنْتُ أَظُنُّ
أَنْ يَرْجِعَ وَلَمْ يُهْرِقَ فِيهَا دَمًا ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ : لَكِنِّي وَاللَّهِ
عَلِمْتُ أَنَّا سَنَرْجِعُ عَلَى عَقِبِنَا وَلَمْ نُهْرِقْ فِيهَا مِحْجَمَةَ
دَمٍ ، وَمَا عَلِمْتُ مِنْ ذَاكَ شَيْئًا إِلاَّ شَيْءٌ عَلِمْتُهُ وَمُحَمَّدٌ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَيٌّ أَنَّ الرَّجُلَ يُصْبِحُ مُؤْمِنًا
وَيُمْسِي كَافِرًا مَا مَعَهُ مِنْ دِينِهِ شَيْءٌ ، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا
وَيُصْبِحُ كَافِرًا وَمَا مَعَهُ مِنْ دِينِهِ شَيْءٌ ، يُقَاتِلُ فِي فِتْنَةِ
الْيَوْمِ وَيَقْتُلُهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ غَدًا يَنْكُسُ قَلْبُهُ
وَتَعْلُوهُ اسْتُهُ ، قُلْتُ : أَسْفَلُهُ ؟ قَالَ : اسْتُهُ.
8642- حَدَّثَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السَّبِيعِيُّ بِالْكُوفَةِ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ أَبِي غَرْزَةَ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ
بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ الْمُلاَئِيِّ
، عَنْ عَطِيَّةَ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، فِي هَذِهِ الآيَةِ : {وَإِذَا وَقَعَ الْقَوْلُ عَلَيْهِمْ أَخْرَجْنَا لَهُمْ دَابَّةً
مِنَ الأَرْضِ تُكَلِّمُهُمْ} قَالَ : إِذَا لَمْ يَأْمُرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَلَمْ
يَنْهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ.
8643- أَخْبَرَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَيُّوبَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ زَكَرِيَّا بْنِ أَبِي مَسَرَّةَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
يَزِيدَ الْمُقْرِئُ ، حَدَّثَنَا حَيْوَةُ بْنُ شُرَيْحٍ ، حَدَّثَنِي بَشِيرُ بْنُ
أَبِي عَمْرٍو الْخَوْلاَنِيُّ ، أَنَّ الْوَلِيدَ بْنَ قَيْسٍ التُّجِيبِيَّ ،
حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
يَقُولُ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ :
يَكُونُ خَلْفٌ مِنْ بَعْدِ سِتِّينَ سَنَةً أَضَاعُوا الصَّلاَةَ ، وَاتَّبَعُوا
الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا ، ثُمَّ يَكُونُ خَلْفٌ بَعْدَ سِتِّينَ
سَنَةً يَقْرَأُونَ الْقُرْآنَ لاَ يَعْدُو تَرَاقِيَهُمْ ، وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ
ثَلاَثَةٌ مُؤْمِنٌ وَمُنَافِقٌ وَفَاجِرٌ قَالَ بَشِيرٌ : فَقُلْتُ لِلْوَلِيدِ :
مَا هَؤُلاَءِ الثَّلاَثَةُ ؟ قَالَ : الْمُنَافِقُ كَافِرٌ بِهِ ، وَالْفَاجِرُ
يَتَأَكَّلُ بِهِ ، وَالْمُؤْمِنُ يُؤْمِنُ بِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8644- حَدَّثَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الشَّهِيدُ ، وَالْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ الشَّعْرَانِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي
أُوَيْسٍ ، حَدَّثَنِي زُفَرُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَدْرَكَ ، عَنْ
مُحَمَّدِ بْنِ سُلَيْمَانَ بْنِ وَالِبَةَ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لاَ
تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَظْهَرَ الْفُحْشُ وَالْبُخْلُ ، وَيُخَوَّنُ
الأَمِينُ وَيُؤْتَمَنُ الْخَائِنُ ، وَيَهْلِكُ الْوُعُولُ ، وَيَظْهَرُ
التُّحُوتُ فَقَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا الْوُعُولُ وَمَا التُّحُوتُ ؟
قَالَ : الْوُعُولُ وُجُوهُ النَّاسِ وَأَشْرَافُهُمْ ، وَالتُّحُوتُ الَّذِينَ
كَانُوا تَحْتَ أَقْدَامِ النَّاسِ لاَ يُعْلَمُ بِهِمْ.
هَذَا حَدِيثٌ
رُوَاتُهُ كُلُّهُمْ مَدَنِيُّونَ مِمَّنْ لَمْ يُنْسَبُوا إِلَى نَوْعٍ مِنَ
الْجَرْحِ.
8645- حَدَّثَنَا أَبُو
الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ حَبِيبٍ الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا
جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ الْعُمَرِيُّ ، أَنْبَأَ أَبُو حَيَّانَ التَّيْمِيُّ ، عَنْ
أَبِي زُرْعَةَ بْنِ عَمْرِو بْنِ جَرِيرٍ ، قَالَ : جَلَسَ إِلَى مَرْوَانَ ثَلاَثَةُ
نَفَرٍ بِالْمَدِينَةِ ، فَسَمِعُوهُ يُحَدِّثُ عَنِ الآيَاتِ أَوَّلُهَا خُرُوجُ
الدَّجَّالِ فَقَامَ النَّفْرُ مِنْ عِنْدِ مَرْوَانَ ، فَجَلَسُوا إِلَى عَبْدِ
اللهِ بْنِ عَمْرٍو فَحَدَّثُوهُ بِمَا قَالَ مَرْوَانُ ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ
: لَمْ يَقُلْ مَرْوَانُ
شَيْئًا ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ :
إِنَّ أَوَّلَ الآيَاتِ خُرُوجًا طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا ، أَوِ
الدَّابَّةُ أَيُّهُمَا كَانَتْ أَوَّلاً فَالآخْرَى عَلَى أَثَرِهَا قَرِيبًا
ثُمَّ نَشَأَ يُحَدِّثُ قَالَ : وَذَلِكَ أَنَّ الشَّمْسَ إِذَا غَرَبَتْ أَتَتْ
تَحْتَ الْعَرْشِ فَسَجَدَتْ وَاسْتَأْذَنَتْ فِي الرُّجُوعِ فَلَمْ يُرَدَّ
عَلَيْهَا شَيْءٌ قَالَ : ثُمَّ تَعُودُ تَسْتَأْذِنُ فِي الرُّجُوعِ فَلَمْ
يُرَدَّ عَلَيْهَا شَيْءٌ ، قَالَ : يَا رَبِّ مَا أَبْعَدَ الْمَشْرِقِ مَنْ لِي بِالنَّاسِ
، حَتَّى إِذَا كَانَ اللَّيْلُ أَتَتْ فَاسْتَأْذَنَتْ ، فَقَالَ لَهَا :
اطْلُعِي مِنْ مَكَانِكِ قَالَ : وَكَانَ عَبْدُ اللهِ يَقْرَأُ الْكُتُبَ
فَقَرَأَ : وَذَلِكَ يَوْمَ {لاَ يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ
آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا}.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8646- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ التِّنِّيسِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبُو حَفْصٍ الْقَاضِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاتِكَةِ ،
حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَبِيبٍ الْمُحَارِبِيُّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ
: إِذَا وَقَعَتِ
الْمَلاَحِمُ خَرَجَ بَعْثٌ مِنَ الْمَوَالِي مِنْ دِمَشْقَ ، هُمْ أَكْرَمُ
الْعَرَبِ فَرَسًا ، وَأَجْوَدُهُ سِلاَحًا ، يُؤَيِّدُ اللَّهُ بِهُمُ الدِّينَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8647- أَخْبَرَنِي
الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلِ بْنِ خُوَيْلِدٍ الْخُزَاعِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَبِي ، عَنْ أَبِيهِ ، حَدَّثَنَا حَفْصُ بْنُ عَبْدِ اللهِ ،
حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنِ الْحَجَّاجِ بْنِ الْحَجَّاجِ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنِ الْمُهَلَّبِ بْنِ أَبِي صُفْرَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تُبْعَثُ نَارٌ عَلَى أَهْلِ الْمَشْرِقِ
فَتَحْشُرُهُمْ إِلَى الْمَغْرِبِ تَبِيتُ مَعَهُمْ حَيْثُ بَاتُوا ، وَتَقِيلُ
مَعَهُمْ حَيْثُ قَالُوا ، يَكُونُ لَهَا مَا سَقَطَ مِنْهُمْ وَتَخَلَّفَ ،
تَسُوقُهُمْ سَوْقَ الْجَمَلِ الْكَسِيرِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8648- أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَتَّابٍ الْمَكِّيُّ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
عَاصِمٍ ، عَنْ دَاوُدَ بْنِ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ أَبِي حَرْبِ بْنِ أَبِي
الأَسْوَدِ ، حَدَّثَنِي طَلْحَةُ النَّضْرِيُّ ، قَالَ : كَانَ الرَّجُلُ مِنَّا
إِذَا قَدِمَ الْمَدِينَةَ نَزَلَ الصُّفَّةَ ، وَإِنْ كَانَ لَهُ بِهَا عَرِيفٌ
نَزَلَ عَلَى عَرِيفِهِ ، وَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ بِهَا عَرِيفٌ نَزَلَ
الصُّفَّةَ ، فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ وَلَمْ يَكُنْ لِي بِهَا عَرِيفٌ ،
فَنَزَلْتُ الصُّفَّةَ ، وَكَانَ يَجِيءُ عَلَيْنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كُلَّ يَوْمٍ مُدٌّ مِنْ تَمْرِ بَيْنَ اثْنَيْنِ ، وَيَكْسُونَا
الْخُنُفَ ، فَصَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
بَعْضَ صَلَوَاتِ النَّهَارِ ، فَلَمَّا سَلَّمَ نَادَاهُ أَهْلُ الصُّفَّةِ
يَمِينًا وَشِمَالاً : يَا رَسُولَ اللهِ ، أَحَرَقَ بُطُونَنَا التَّمْرُ
وَتَخَرَّقَتْ عَنَّا الْخُنُفُ ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إِلَى مِنْبَرِهِ فَصَعِدَ فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ ، ثُمَّ
ذَكَرَ شِدَّةَ مَا لَقِيَ مِنْ قَوْمِهِ حَتَّى قَالَ : وَلَقَدْ أُتِيَ عَلَيَّ
وَعَلَى صَاحِبِي بِضْعَ عَشْرَةَ مَا لِي وَلَهُ طَعَامٌ إِلاَّ الْبَرِيرُ
- قَالَ : فَقُلْتُ
لِأَبِي حَرْبٍ : وَأَيُّ شَيْءٍ الْبَرِيرُ ؟ قَالَ : طَعَامُ سُوءٍ ثَمَرُ الأَرَاكِ - فَقَدِمْنَا عَلَى إِخْوَانِنَا هَؤُلاَءِ
مِنَ الأَنْصَارِ وَعَظِيمُ طَعَامُهُمُ التَّمْرُ فَوَاسُونَا فِيهِ ،
وَوَاللَّهِ لَوْ أَجِدُ لَكُمُ الْخُبْزَ وَاللَّحْمَ لاَشْبَعْتُكُمْ مِنْهُ وَلَكِنْ
عَسَى أَنْ تُدْرِكُوا زَمَانًا أَوْ مَنْ أَدْرَكَهُ مِنْكُمْ يُغْدَى وَيُرَاحُ
عَلَيْكُمْ بِالْجِفَانِ ، وَتَلْبَسُونَ مِثْلَ أَسْتَارِ الْكَعْبَةِ قَالَ
دَاوُدُ : قَالَ لِي أَبُو حَرْبٍ : يَا دَاوُدُ وَهَلْ تَدْرِي مَا كَانَ
أَسْتَارُ الْكَعْبَةِ يَوْمَئِذٍ ؟ قُلْتُ : لاَ ، قَالَ : ثِيَابٌ بِيضٌ كَانَ تُؤْتَى
بِهَا مِنَ الْيَمَنِ.
قَالَ دَاوُدُ
فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ الْحَسَنَ بْنَ الْحَسَنِ ، فَقَالَ : وَقَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَنْتُمُ الْيَوْمَ خَيْرٌ مِنْكُمْ
يَوْمَئِذٍ ، أَنْتُمُ الْيَوْمَ إِخْوَانٌ بِنِعْمَةِ اللهِ ، وَأَنْتُمْ يَوْمَئِذٍ
أَعْدَاءُ يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8649- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الأَصَمُّ بِقَنْطَرَةِ
بُرْدَانِ ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا سُوَيْدُ بْنُ الْعَلاَءِ ، وَقَدْ
أَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ الْعَلاَءِ وَحَدَّثَنِيهِ مُحَمَّدُ بْنُ
عَبْدِ اللهِ الْفَقِيهُ ، رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا أَبُو حَامِدِ
بْنُ الشَّرْقِيِّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ
بْنُ حَفْصٍ ، حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ بْنُ الْعَلاَءِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، فَذَكَرَهُ
بِنَحْوِهِ.
8650- وَقَدْ حَدَّثَنَاهُ أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ عَبْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ الضَّحَّاكُ بْنُ
مَخْلَدٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا الأَسْوَدُ
بْنُ الْعَلاَءِ ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ ،
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : لاَ يَذْهَبُ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ
حَتَّى تُعْبَدَ اللاَتُ وَالْعُزَّى ، وَيَبْعَثَ اللَّهُ رِيحًا طَيْبَةً ،
فَيُتَوَفَّى مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ مِنْ
خَيْرٍ ، وَيَبْقَى مَنْ لاَ خَيْرَ فِيهِ ، فَيَرْجِعُونَ إِلَى دَيْنِ
آبَائِهِمْ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8651- حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُلاَعِبِ بْنِ حَيَّانَ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ
عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا الْجُرَيْرِيُّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، قَالَ : حَدَّثَ
عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ مَثَلاً لِلْفِتْنَةِ ، فَقَالَ :
إِنَّمَا مَثَلُ الْفِتْنَةِ مَثَلُ رَهْطٍ ثَلاَثَةٍ اصْطَحَبُوا فِي سَفَرٍ ،
فَسَارُوا لَيْلاً فَاجْتَمَعُوا إِلَى مَفْرِقِ ثَلاَثَةٍ ، فَقَالَ أَحَدُهُمْ
: يَمْنَةً فَأَخَذَ
يَمْنَةً فَضَلَّ الطَّرِيقَ ، وَقَالَ الآخَرُ : يَسْرَةً فَأَخَذَ يَسْرَةً فَضَلَّ الطَّرِيقَ ، وَقَالَ الثَّالِثُ
: أَلْزَمُ مَكَانِي
حَتَّى أُصْبِحَ فَأَخَذَ الطَّرِيقَ فَأَصْبَحَ فَأَخَذَ الطَّرِيقَ.
قَالَ عَلِيُّ بْنُ
عَاصِمٍ : وَحَدَّثَنِي عَوْفٌ ، عَنْ أَبِي الْمِنْهَالِ ، عَنْ أَبِي
الْعَالِيَةِ ، قَالَ : كُنَّا نُحَدَّثُ أَنَّهُ سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ
زَمَانٌ خَيْرُ أَهْلِهِ مَنْ يَرَى الْحَقَّ قَرِيبًا فَيُجَانِبُ الْفِتَنَ.
8652- أَخْبَرَنَا عَلِيُّ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ ، بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الزُّهْرِيُّ ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ،
حَدَّثَنَا مِسْعَرٌ ، عَنْ عُبَيْدٍ أَبِي الْحَسَنِ ، عَنِ ابْنِ عَبْدِ اللهِ
بْنِ مُغَفَّلٍ ، قَالَ : أَرَادَ ابْنٌ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ يَخْرُجَ
نَحْوَ الشَّامِ ، فَاطَّلَعَ عَلَيْهِ عَبْدُ اللهِ مِنْ فَوْقِ بَيْتٍ ، فَقَالَ
: يَا بُنَيَّ لاَ تَفْجَعْنِي بِنَفْسِكَ فَلَيَأْتِيَنَّ مِنَ الشَّامِ صَرِيخُ
كُلِّ مُسْلِمٍ.
8653- أَخْبَرَنِي أَبُو
نَصْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَهْلٍ الْفَقِيهُ بِبُخَارَى ، أَنْبَأَ صَالِحُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ حَبِيبٍ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ بْنِ
مَيْسَرَةَ ، حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ ، قَالَ : انْطَلَقْتُ أَنَا
وَزُرْعَةُ بْنُ ضَمْرَةَ الأَشْعَرِيُّ ، إِلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، فَلَقِيَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو ، فَقَالَ : يُوشِكُ أَنْ
لاَ يَبْقَى فِي أَرْضِ الْعَجَمِ مِنَ الْعَرَبِ إِلاَّ قَتِيلٌ أَوْ أَسِيرٌ يُحْكَمُ
فِي دَمِهِ ، فَقَالَ زُرْعَةُ : أَيَظْهَرُ الْمُشْرِكُونَ عَلَى الإِسْلاَمِ ؟
فَقَالَ : مِمَّنْ أَنْتَ ؟ قَالَ : مِنْ بَنِي عَامِرِ بْنِ صَعْصَعَةَ ، فَقَالَ
: لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَدَافَعَ نِسَاءُ بَنِي عَامِرٍ عَلَى ذِي
الْخَلَصَةِ - وَثَنٌ كَانَ يُسَمَّى فِي الْجَاهِلِيَّةِ - قَالَ : فَذَكَرْنَا
لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَوْلَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، فَقَالَ عُمَرُ
ثَلاَثَ مِرَارٍ : عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو أَعْلَمُ بِمَا يَقُولُ ، فَخَطَبَ
عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَقَالَ
: سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : لاَ تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ
أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ مَنْصُورِينَ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللهِ قَالَ :
فَذَكَرْنَا قَوْلَ عُمَرَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، فَقَالَ : صَدَقَ
نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ ذَلِكَ كَالَّذِي
قُلْتَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8654- أَخْبَرَنِي أَبُو
زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، وَمُحَمَّدُ بْنُ
بَشَّارٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ،
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَالِمٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ يَعْقُوبَ بْنَ عَاصِمِ بْنِ
مَسْعُودٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَجُلاً قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو : إِنَّكَ
تَقُولُ إِنَّ السَّاعَةَ تَقُومُ إِلَى كَذَا وَكَذَا ، فَقَالَ : لَقَدْ
هَمَمْتُ أَنْ لاَ أُحَدِّثَكُمْ بِشَيْءٍ ، إِنَّمَا قُلْتُ لَكُمْ تَرَوْنَ بَعْدَ
قَلِيلٍ أَمْرًا عَظِيمًا فَكَانَ تَحْرِيقُ الْبَيْتِ . وَقَالَ شُعْبَةُ ، قَالَ
عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَخْرُجُ الدَّجَّالُ
فِي أُمَّتِي فَيَمْكُثُ فِيهِمْ أَرْبَعِينَ لاَ أَدْرِي يَوْمًا أَوْ
أَرْبَعِينَ عَامًا أَوْ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً أَوْ أَرْبَعِينَ شَهْرًا
فَيَبْعَثُ اللَّهُ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ
كَأَنَّهُ عُرْوَةُ بْنُ مَسْعُودٍ الثَّقَفِيُّ فَيَطْلُبُهُ فَيُهْلِكُهُ ،
ثُمَّ يَمْكُثُ أُنَاسٌ بَعْدَهُ سِنِينَ لَيْسَ بَيْنَ اثْنَيْنِ عَدَاوَةٌ
ثُمَّ يُرْسِلُ
اللَّهُ رِيحًا مِنْ قِبَلِ الشَّامِ فَلاَ يَبْقَى أَحَدٌ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ
ذَرَّةٍ مِنْ إِيمَانٍ ، إِلاَّ قَبْضَتْهُ حَتَّى لَوْ كَانَ أَحَدُكُمْ فِي
كَبِدِ جَبَلٍ لَدَخَلَتْ عَلَيْهِ قَالَ عَبْدُ اللهِ : سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فَيَبْقَى شِرَارُ النَّاسِ فِي
خِفَّةِ الطَّيْرِ ، وَأَحْلاَمِ السِّبَاعِ لاَ يَعْرِفُونَ مَعْرُوفًا ، وَلاَ
يُنْكِرُونَ مُنْكَرًا ، فَيَتَمَثَّلُ لَهُمُ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ : أَلاَ
تَسْتَجِيبُونَ وَيَأْمُرُهُمْ بِالأَوْثَانِ فَيَعْبُدُونَهَا وَهُمْ فِي ذَلِكَ
دَارٌّ أَرْزَاقُهُمْ حَسَنٌ عَيْشُهُمْ ، وَيُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَلاَ
يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلاَّ أَصْغَى ، وَأَوَّلُ مَنْ يَسْمَعُهُ رَجُلٌ يَلُوطُ
حَوْضَهُ فَيَصْعَقُ ، ثُمَّ لاَ يَبْقَى أَحَدٌ إِلاَّ صَعِقَ ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ
أَوْ يُنْزِلُ اللَّهُ مَطَرًا كَأَنَّهُ الظِّلُّ أَوِ الطَّلُّ النُّعْمَانُ
الشَّاكُّ فَتَنْبُتُ أَجْسَادُهُمْ ، ثُمَّ يُنْفَخُ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ
قِيَامٌ يَنْظُرُونَ ثُمَّ قَالَ : هَلُمُّوا إِلَى رَبِّكُمْ وَقِفُوهُمْ
إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ ، ثُمَّ يُقَالُ : أَخْرِجُوا بَعْثَ النَّارِ فَيُقَالُ : كَمْ ؟ فَيُقَالُ : مِنْ
كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٌ وَتِسْعَةٌ وَتِسْعِينَ ، فَيَوْمَئِذٍ يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ
شِيبًا ، وَيَوْمَئِذٍ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ.
قَالَ مُحَمَّدُ بْنُ
جَعْفَرٍ : حَدَّثَنِي بِهَذَا الْحَدِيثِ شُعْبَةُ مَرَّاتٍ وَعَرَضْتُهُ
عَلَيْهِ مَرَّاتٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8655- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا
أَبُو الطَّاهِرِ ، وَأَبُو الرَّبِيعِ الْمِصْرِيَّانِ قَالاَ : حَدَّثَنَا
عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ شُرَيْحٍ ، عَنْ
رَبِيعَةَ بْنِ سَيْفٍ الْمَعَافِرِيِّ ، عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ ،
أَنَّ عَوْفَ بْنَ مَالِكٍ الأَشْجَعِيَّ ، أَتَى رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي فَتْحٍ لَهُ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ ، ثُمَّ قَالَ : هَنِيئًا لَكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَدْ أَعَزَّ اللَّهُ نَصْرَكَ وَأَظْهَرَ
دِينَكَ وَوَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا بِجِرَانِهَا ، قَالَ : وَرَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قُبَّةٍ مِنْ أَدَمٍ ، فَقَالَ :
ادْخُلْ يَا عَوْفُ فَقَالَ : أَدْخُلُ كُلِّي أَوْ بَعْضِي ؟ فَقَالَ : ادْخُلْ
كُلُّكَ فَقَالَ : إِنَّ الْحَرْبَ لَنْ تَضَعَ أَوْزَارَهَا حَتَّى تَكُونَ سِتٌّ
أَوَّلُهُنَّ مَوْتِي فَبَكَى عَوْفٌ ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قُلْ : إِحْدَى ، وَالثَّانِيَةُ فَتْحُ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، وَالثَّالِثَةُ
: فِتْنَةٌ تَكُونُ فِي
النَّاسِ كَعُقَاصِ الْغَنَمِ ، وَالرَّابِعَةُ فِتْنَةٌ تَكُونُ فِي النَّاسِ لاَ
يَبْقَى أَهْلُ بَيْتٍ إِلاَّ دَخَلَ عَلَيْهِمْ نَصِيبُهُمْ مِنْهَا ،
وَالْخَامِسَةُ يُولَدُ فِي بَنِي الأَصْفَرِ غُلاَمٌ مِنْ أَوْلاَدِ الْمُلُوكِ
يَشِبُّ فِي الْيَوْمِ كَمَا يَشِبُّ الصَّبِيُّ فِي الْجُمُعَةِ ، وَيَشِبُّ فِي
الْجُمُعَةِ كَمَا يَشبُّ الصَّبِيُّ فِي الشَّهْرِ ، وَيَشِبُّ فِي الشَّهْرِ
كَمَا يَشِبُّ الصَّبِيُّ فِي السَّنَةِ ، فَمَا بَلَغَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً
مَلَّكُوهُ عَلَيْهِمْ ، فَقَامَ بَيْنَ أَظْهُرِهِمْ ، فَقَالَ : إِلَى مَتَى
يَغْلِبُنَا هَؤُلاَءِ الْقَوْمُ عَلَى مَكَارِمٍ أَرْضِنَا ، إِنِّي رَأَيْتُ
أَنْ أَسِيرَ إِلَيْهِمْ حَتَّى أُخْرِجَهُمْ مِنْهَا ، فَقَامَ الْخُطَبَاءُ
فَحَسَّنُوا لَهُ رَأْيَهُ ، فَبَعَثَ فِي الْجَزَائِرِ وَالْبَرِّيَّةِ
بِصَنْعَةِ السُّفُنِ
ثُمَّ حَمَلَ فِيهَا الْمُقَاتِلَةَ
حَتَّى نَزَلَ بَيْنَ أَنْطَاكِيَّةَ وَالْعَرِيشِ قَالَ ابْنُ شُرَيْحٍ :
فَسَمِعْتُ مَنْ يَقُولُ : إِنَّهُمُ اثْنَا عَشَرَ غَايَةً تَحْتَ كُلِّ غَايَةٍ
اثْنَا عَشَرَ أَلْفًا ، فَيَجْتَمِعُ الْمُسْلِمُونَ إِلَى صَاحِبِهِمْ بِبَيْتِ
الْمَقْدِسِ ، وَأَجْمَعُوا فِي رَأْيِهِمْ أَنْ يَسِيرُوا إِلَى مَدِينَةِ
الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى يَكُونَ مَسَالِحُهُمْ
بِالسَّرْحِ وَخَيْبَرَ قَالَ ابْنُ أَبِي جَعْفَرٍ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يُخْرِجُوا أُمَّتِي مِنْ مَنَابِتِ الشِّيحِ قَالَ
: أَوْ قَالَ الْحَارِثُ بْنُ يَزِيدَ : إِنَّهُمْ سَيُقِيمُوا فِيهَا هُنَالِكَ فَيَفِرُّ
مِنْهُمُ الثُّلُثُ وَيُقْتَلُ مِنْهُمُ الثُّلُثُ فَيَهْزِمُهُمُ اللَّهُ عَزَّ
وَجَلَّ بِالثُّلُثِ الصَّابِرِ ، وَقَالَ خَالِدُ بْنُ يَزِيدَ : يَوْمَئِذٍ
يَضْرِبُ وَاللَّهِ بِسَيْفِهِ وَيَطْعَنُ بِرُمْحِهِ وَيَتْبَعُهُ الْمُسْلِمُونَ
حَتَّى يَبْلُغُوا الْمَضِيقَ الَّذِي عِنْدَ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ ،
فَيَجِدُونَهُ قَدْ يَبِسَ مَاؤُهُ فَيُجِيزُونَ إِلَى الْمَدِينَةِ حَتَّى
يَنْزِلُوا بِهَا ، فَيَهْدِمُ اللَّهُ جُدْرَانَهُمْ بِالتَّكْبِيرِ ، ثُمَّ
يَدْخُلُونَهَا فَيَقْسِمُونَ أَمْوَالَهُمْ بِالأَتْرِسَةِ ، وَقَالَ أَبُو
قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيُّ : فَبَيْنَمَا هُمْ عَلَى ذَلِكَ إِذَا جَاءَهُمْ رَاكِبٌ
، فَقَالَ : أَنْتُمْ هَاهُنَا وَالدَّجَّالُ قَدْ خَالَفَكُمْ فِي أَهْلِيكُمْ ،
وَإِنَّمَا كَانَتْ كَذِبَةً ، فَمَنْ سَمِعَ الْعُلَمَاءَ فِي ذَلِكَ أَقَامَ
عَلَى مَا أَصَابَهُ ، وَأَمَّا غَيْرُهُمْ فَانْفَضُّوا وَيَكُونُ الْمُسْلِمُونَ
يَبْنُونَ الْمَسَاجِدَ فِي الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ وَيَغْزُونَ وَرَاءَ ذَلِكَ
حَتَّى يَخْرُجَ الدَّجَّالُ السَّادِسَةَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8656- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا أَبُو
الطَّاهِرِ ، وَأَبُو الرَّبِيعِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ
شُرَيْحٍ ، عَنْ بَكْرِ بْنِ عَمْرٍو الْمَعَافِرِيِّ ، عَنْ بُكَيْرِ بْنِ عَبْدِ
اللهِ بْنِ الأَشَجِّ ، عَنْ كُرَيْبٍ ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ، أَنَّهُ كَانَ
مَعَ ابْنِ عَبَّاسٍ وَمَعَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ فِي نَفَرٍ ، فَدَخَلَ عَلَيْهِمْ
أَبُو هُرَيْرَةَ ، فَقَالَ : مُوتُوا فَقَالَ لَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ : يَا أَبَا
هُرَيْرَةَ الدِّينُ قَائِمٌ ، وَالْجِهَادُ قَائِمٌ ، وَالصَّلاَةُ وَالزَّكَاةُ
وَالْحَجُّ وَصِيَامُ رَمَضَانَ ، قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ : إِنْ تَمُوتَ قَبْلَ
أَنْ تُدْرِكَ مَا لاَ يَسْتَطِيعُ الْمُحْسِنُ أَنْ يَزِيدَ إِحْسَانًا وَلاَ
يَسْتَطِيعُ الْمُسِيءُ أَنْ يَنْزِعَ عَنْ إِسَاءَتِهِ.
8657- حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ
أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي وَذَكَرَهُ بِمِثْلِهِ ، حَدَّثَنَا أَبُو
قِلاَبَةَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا الْوَضَّاحُ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ ، عَنْ طَرَفَةَ السُّلَمِيِّ ،
قَالَ : سَمِعْتُ عَلِيًّا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : إِنَّهَا لَمْ
تَكُنْ دَوْلَةُ حَقٍّ قَطُّ إِلاَّ أُدِيلَ آدَمُ عَلَى إِبْلِيسَ ، وَلاَ
دَوْلَةُ بَاطِلٍ قَطُّ إِلاَّ أُدِيلَ إِبْلِيسُ عَلَى آدَمَ ، أُمِرَ إِبْلِيسُ بِالسُّجُودِ
فَعَصَى فَأُدِيلَ عَلَيْهِ آدَمُ حَتَّى قَتَلَ الرَّجُلاَنِ أَحَدُهُمَا
صَاحِبَهُ ، فَأُدِيلَ عَلَيْهِ إِبْلِيسُ ، وَإِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ فِتْنَةٌ
خَاصَّةٌ ، وَفِتْنَةٌ عَامَّةٌ ، وَفِتْنَةٌ خَاصَّةٌ ، وَفِتْنَةٌ عَامَّةٌ
فَقِيلَ : يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ ، مَا الْفِتْنَةُ الْخَاصَّةُ وَالْفِتْنَةُ
الْعَامَّةُ ، وَفِتْنَةُ الْخَاصَّةِ وَفِتْنَةُ الْعَامَّةِ ؟ قَالَ : فَقَالَ :
يَكُونُ الإِمَامَانِ إِمَامُ حَقٍّ وَإِمَامُ بَاطِلٍ ، فَيَفِيءَ مِنَ الْحَقِّ إِلَى
الْبَاطِلِ ، وَمِنَ الْبَاطِلِ إِلَى الْحَقِّ ، فَهَذِهِ فِتْنَةُ الْخَاصَّةِ ،
وَيَكُونُ الإِمَامَانِ إِمَامُ حَقٍّ وَإِمَامُ بَاطِلٍ فَيَفِيءَ مِنَ الْحَقِّ
إِلَى الْبَاطِلِ وَمِنَ الْبَاطِلِ إِلَى الْحَقِّ فَهَذِهِ فِتْنَةُ الْعَامَّةِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ فَإِنَّ الْوَضَّاحَ هَذَا هُوَ أَبُو
عَوَانَةَ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ لِلسَّنَدِ لاَ لِلإِسْنَادِ.
8658- أَخْبَرَنِي أَحْمَدُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَلَمَةَ الْعَنَزِيُّ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ
الدَّارِمِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي مَرْيَمَ ، أَنْبَأَ نَافِعُ بْنُ
يَزِيدَ ، حَدَّثَنِي عَيَّاشُ بْنُ عَبَّاسٍ ، أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ يَزِيدَ
حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ زُرَيْرٍ الْغَافِقِيَّ ، يَقُولُ :
سَمِعْتُ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : سَتَكُونُ
فِتْنَةٌ يُحَصَّلُ النَّاسُ مِنْهَا كَمَا يُحَصَّلُ الذَّهَبُ فِي الْمَعْدِنِ ،
فَلاَ تَسُبُّوا أَهْلَ الشَّامِ ، وَسَبُّوا ظَلَمَتَهُمْ ، فَإِنَّ فِيهِمُ
الأَبْدَالُ ، وَسَيُرْسِلُ اللَّهُ إِلَيْهِمْ سَيْبًا مِنَ السَّمَاءِ
فَيُغْرِقُهُمْ حَتَّى لَوْ قَاتَلَتْهُمُ الثَّعَالِبُ غَلَبَتْهُمْ ، ثُمَّ يَبْعَثُ
اللَّهُ عِنْدَ ذَلِكَ رَجُلاً مِنْ عِتْرَةِ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفًا إِنْ قَلُّوا ، وَخَمْسَةَ عَشْرَ أَلْفًا
إِنْ كَثُرُوا ، أَمَارَتُهُمْ أَوْ عَلاَمَتُهُمْ أَمِتْ أَمِتْ عَلَى ثَلاَثِ
رَايَاتٍ يُقَاتِلُهُمْ أَهْلُ سَبْعِ رَايَاتٍ لَيْسَ مِنْ صَاحِبِ رَايَةٍ
إِلاَّ وَهُوَ يَطْمَعُ بِالْمُلْكِ ، فَيَقْتَتِلُونَ وَيُهْزَمُونَ ، ثُمَّ يَظْهَرُ
الْهَاشِمِيُّ فَيَرُدُّ اللَّهُ إِلَى النَّاسِ إِلْفَتَهُمْ وَنِعْمَتَهُمْ ،
فَيَكُونُونَ عَلَى ذَلِكَ حَتَّى يَخْرُجَ الدَّجَّالُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8659- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ
عَفَّانَ الْعَامِرِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْقَزِيُّ ،
حَدَّثَنَا يُونُسُ بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ ، أَخْبَرَنِي عَمَّارٌ الدُّهْنِيُّ ،
عَنْ أَبِي الطُّفَيْلِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِيَّةِ ، قَالَ : كُنَّا
عِنْدَ عَلِيٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَسَأَلَهُ رَجُلٌ عَنِ الْمَهْدِيِّ ،
فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : هَيْهَاتَ ، ثُمَّ عَقَدَ بِيَدِهِ
سَبْعًا ، فَقَالَ : ذَاكَ يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ إِذَا قَالَ الرَّجُلُ
: اللَّهَ اللَّهَ
قُتِلَ ، فَيَجْمَعُ اللَّهُ تَعَالَى لَهُ قَوْمًا قُزُعًا كَقَزَعِ السَّحَابِ ،
يُؤَلِّفُ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لاَ يَسْتَوْحِشُونَ إِلَى أَحَدٍ ، وَلاَ
يَفْرَحُونَ بِأَحَدٍ ، يَدْخُلُ فِيهِمْ عَلَى عِدَّةُ أَصْحَابِ بَدْرٍ ، لَمْ
يَسْبِقْهُمُ الأَوَّلُونَ وَلاَ يُدْرِكُهُمُ الآخِرُونَ ، وَعَلَى عَدَدِ
أَصْحَابِ طَالُوتَ الَّذِينَ جَاوَزُوا مَعَهُ النَّهَرَ ، قَالَ أَبُو
الطُّفَيْلِ : قَالَ ابْنُ الْحَنَفِيَّةِ : أَتُرِيدُهُ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ،
قَالَ : إِنَّهُ يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ هَذَيْنِ الْخَشَبَتَيْنِ ، قُلْتُ : لاَ
جَرَمَ وَاللَّهِ لاَ أُرِيهِمَا حَتَّى أَمُوتَ ، فَمَاتَ بِهَا يَعْنِي مَكَّةَ حَرَسَهَا
اللَّهُ تَعَالَى.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8660- حَدَّثَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُوسَى الْخَازِنُ رَحِمَهُ اللَّهُ
بِبُخَارَى ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ يُوسُفَ الْهِسِنْجَانِيُّ ،
حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ ،
حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ قَيْسٍ الْكِنْدِيُّ ، قَالَ : كُنْتُ مَعَ أَبِي
الْفَوَارِسِ وَأَنَا غُلاَمٌ شَابٌّ ، فَرَأَيْتُ النَّاسَ مُجْتَمِعِينَ عَلَى
رَجُلٍ ، قُلْتُ : مَنْ هَذَا ؟ قَالُوا : عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ
الْعَاصِ ، فَسَمِعْتُهُ يُحَدِّثُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : مِنَ اقْتِرَابِ السَّاعَةِ أَنْ تُرْفَعَ الأَشْرَارُ
وَتُوضَعَ الأَخْيَارُ ، وَيُفْتَحَ الْقَوْلُ وَيُخْزَنَ الْعَمَلُ ، وَيُقْرَأَ بِالْقَوْمِ
الْمُثَنَّاةُ لَيْسَ فِيهِمْ أَحَدٌ يُنْكِرُهَا قِيلَ : وَمَا الْمُثَنَّاةُ ؟ قَالَ : مَا اكْتُتِبَتْ سِوَى كِتَابِ اللهِ
عَزَّ وَجَلَّ.
وَقَدْ رَوَاهُ
الأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ السَّكُونِيِّ.
8661- حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبَّادٍ ،
حَدَّثَنَا أَبُو يُوسُفَ مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
الأَوْزَاعِيُّ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ قَيْسٍ السَّكُونِيِّ ، قَالَ : خَرَجْتُ مَعَ
أَبِي فِي الْوَفْدِ إِلَى مُعَاوِيَةَ فَسَمِعْتُ رَجُلاً يُحَدِّثُ النَّاسَ ،
يَقُولُ : إِنَّ مِنْ أَشْرَاطِ السَّاعَةِ أَنْ تُرْفَعَ الأَشْرَارُ وَتُوضَعَ
الأَخْيَارُ ، وَأَنْ يُخْزَنَ الْفِعْلُ وَالْعَمَلُ وَيَظْهَرَ الْقَوْلُ ،
وَأَنْ يُقْرَأَ بِالْمُثَنَّاةِ فِي الْقَوْمِ لَيْسَ فِيهِمْ مَنْ يُغَيِّرُهَا أَوْ
يُنْكِرُهَا فَقِيلَ : وَمَا الْمُثَنَّاةُ ؟ قَالَ : مَا اكْتُتِبَتْ سِوَى
كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ : فَحَدَّثْتُ بِهَذَا الْحَدِيثِ قَوْمًا
وَفِيهِمْ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ ، فَقَالَ : أَنَا مَعَكَ فِي ذَلِكَ الْمَجْلِسِ تَدْرِي مَنِ الرَّجُلُ ؟ قُلْتُ
: لاَ ، قَالَ : عَبْدُ
اللهِ بْنُ عَمْرٍو.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادَيْنِ جَمِيعًا ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8662- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا
أَبُو الطَّاهِرِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يَحْيَى بْنُ أَيُّوبَ
، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ الْمَعَافِرِيِّ ، قَالَ : كُنَّا عِنْدَ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَسُئِلَ أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً قُسْطَنْطِينِيَّةُ
أَوْ رُومِيَّةُ ؟ قَالَ : فَدَعَا بِصُنْدُوقٍ طُهُمٍ - وَالطُّهُمُ الْخَلْقُ - فَأَخْرَجَ مِنْهَا كِتَابًا فَنَظَرَ فِيهِ
، ثُمَّ قَالَ : كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
نَكْتُبُ مَا قَالَ : فَسُئِلَ أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً
الْقُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوِ الرُّومِيَّةِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً يَعْنِي
الْقُسْطَنْطِينِيَّةَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8663- حَدَّثَنِي أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ، حَدَّثَنِي مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا
زَائِدَةُ ، حَدَّثَنَا أَبُو حُصَيْنٍ ، عَنْ عَامِرٍ ، عَنْ ثَابِتِ بْنِ
قُطْبَةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
الْزَمُوا هَذِهِ الطَّاعَةَ وَالْجَمَاعَةَ فَإِنَّهُ حَبْلُ اللهِ الَّذِي
أَمَرَ بِهِ ، وَأَنَّ مَا تَكْرَهُونَ فِي الْجَمَاعَةِ خَيْرٌ مِمَّا تُحِبُّونَ
فِي الْفُرْقَةِ ، وَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَخْلُقْ شَيْئًا قَطُّ إِلاَّ
جَعَلَ لَهُ مُنْتَهَى ، وَإِنَّ هَذَا الدِّينَ قَدْ تَمَّ وَإِنَّهُ صَائِرٌ
إِلَى نُقْصَانَ ، وَإِنَّ أَمَارَةَ ذَلِكَ أَنْ تُقْطَعَ الأَرْحَامُ ،
وَيُؤْخَذَ الْمَالُ بِغَيْرِ حَقِّهِ ، وَيُسْفَكَ الدِّمَاءُ وَيَشْتَكِي ذُو
الْقَرَابَةِ قَرَابَتَهُ ، وَلاَ يَعُودُ عَلَيْهِ بِشَيْءٍ ، وَيَطُوفُ
السَّائِلُ بَيْنَ الْجُمُعَتَيْنِ لاَ يُوضَعُ فِي يَدِهِ شَيْءٌ ، فَبَيْنَمَا
هُمْ كَذَلِكَ إِذْ خَارَتْ خُوَارَ الْبَقَرِ يَحْسَبُ كُلُّ النَّاسِ إِنَّمَا
خَارَتْ مِنْ قِبَلِهِمْ ، فَبَيْنَمَا النَّاسُ كَذَلِكَ إِذْ قَذَفَتِ الأَرْضُ بِأَفْلاَذِ
كَبِدِهَا مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ لاَ يَنْفَعُ بَعْدَ ذَلِكَ شَيْءٌ مِنَ
الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8664- حَدَّثَنِي أَبُو
بَكْرِ بْنُ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ النَّضْرِ ،
حَدَّثَنَا مُعَاوِيَةُ بْنُ عَمْرٍو ، حَدَّثَنَا زَائِدَةُ ، حَدَّثَنَا أَبُو
إِسْحَاقَ الشَّيْبَانِيُّ ، أَنْبَأَ يُسِيرُ بْنُ عَمْرٍو ، أَنَّهُ قَالَ
لِأَبِي مَسْعُودٍ : إِنَّهُ كَانَ لِي صَاحِبَانِ كَانَ مَفْزَعِي إِلَيْهِمَا حُذَيْفَةُ
، وَأَبُو مُوسَى ، وَإِنِّي أَنْشُدُكَ اللَّهَ إِنْ كُنْتَ سَمِعْتَ مِنْ رَسُولِ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا فِي الْفِتَنِ إِلاَّ حَدَّثَتْنِي
وَإِلاَّ اجْتَهَدْتَ لِي رَأْيَكَ ، قَالَ : فَحَمِدَ اللَّهَ أَبُو مَسْعُودٍ
وَأَثْنَى عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ : عَلَيْكَ بِعُظْمِ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ يَجْمَعْ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ضَلاَلَةٍ أَبَدًا ، وَاصْبِرْ حَتَّى
يَسْتَرِيحَ بَرٌّ ، ويُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ، وَقَدْ كَتَبْنَاهُ
بِإِسْنَادٍ عَجِيبٍ عَالٍ.
8665- حَدَّثَنَا أَبُو
جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ سَعِيدٍ الْوَاعِظُ ، حَدَّثَنَا
الْحُسَيْنُ بْنُ دَاوُدَ بْنِ مُعَاذٍ ، حَدَّثَنَا مَكِّيُّ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ،
حَدَّثَنَا أَيْمَنُ بْنُ نَابِلٍ ، عَنْ قُدَامَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَمَّارٍ الْكِلاَبِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : عَلَيْكُمْ بِطَاعَةِ اللهِ
وَهَذِهِ الْجَمَاعَةِ ، فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لاَ يَجْمَعُ أُمَّةَ مُحَمَّدٍ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ضَلاَلَةٍ أَبَدًا ، وَعَلَيْكُمْ
بِالصَّبِرِ حَتَّى يَسْتَرِيحَ بَرٌّ وَيُسْتَرَاحَ مِنْ فَاجِرٍ.
هَذَا حَدِيثٌ لَمْ
نَكْتُبْ مِنْ حَدِيثِ أَيْمَنَ بْنِ نَابِلٍ الْمَكِّيِّ إِلاَّ بِهَذَا
الإِسْنَادِ ، وَالْحُسَيْنُ بْنُ دَاوُدَ لَيْسَ مِنْ شَرْطِ هَذَا الْكِتَابِ.
8666- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ
عِيسَى الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، وَأَبُو نُعَيْمٍ قَالاَ
: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِي الزَّعْرَاءِ
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ
: يَبْعَثُ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ رِيحًا فِيهَا زَمْهَرِيرٌ بَارِدٌ ، لاَ تَدَعُ عَلَى وَجْهِ
الأَرْضِ مُؤْمِنًا إِلاَّ مَاتَ بِتِلْكَ الرِّيحِ ، ثُمَّ تَقُومُ السَّاعَةُ
عَلَى شِرَارِ النَّاسِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ
عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ، وَكَذَلِكَ رُوِيَ بِإِسْنَادٍ
صَحِيحٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو.
8667- حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ مَرْزُوقٍ ، حَدَّثَنَا عِمْرَانُ الْقَطَّانُ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ آدَمَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : لاَ تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى يَبْعَثَ
اللَّهُ رِيحًا لاَ تَدَعُ أَحَدًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ تُقًى
أَوْ نُهًى إِلاَّ قَبْضَتْهُ ، وَيُلْحَقُ كُلُّ قَوْمٍ بِمَا كَانَ يَعْبُدُ آبَاؤُهُمْ
فِي الْجَاهِلِيَّةِ.
8668- أَخْبَرَنِي
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ بْنِ الْحَسَنِ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، حَدَّثَنَا نُعَيْمُ بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا
يَحْيَى بْنُ حَمْزَةَ ، حَدَّثَنَا ثَوْرُ بْنُ يَزِيدَ ، عَنْ خَالِدِ بْنِ مَعْدَانَ
، حَدَّثَنِي عُمَيْرُ بْنُ الأَسْوَدِ ، قَالَ : أَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ
الصَّامِتِ وَهُوَ نَازِلٌ فِي بِنَاءٍ لَهُ وَمَعَهُ امْرَأَتُهُ أُمُّ حَرَامٍ ،
فَحَدَّثَتْنَا أُمُّ حَرَامٍ ، أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : أَوَّلُ جَيْشٍ مِنْ أُمَّتِي يَغْزُونَ الْبَحْرَ قَدْ أَوْجَبُوا
قَالَتْ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا فِيهِمْ ؟ قَالَ : إِنَّكِ فِيهِمْ ثُمَّ
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَوَّلُ أُمَّتِي
يَغْزُونَ مَدِينَةَ قَيْصَرَ مَغْفُورٌ لَهُمْ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ أَنَا
فِيهِمْ ؟ قَالَ : لاَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8669- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ
أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَعَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، وَأَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا بِشْرُ
بْنُ مُوسَى الأَسَدِيُّ ، حَدَّثَنَا هَوْذَةُ بْنُ خَلِيفَةَ ، حَدَّثَنَا
عَوْفُ بْنُ أَبِي جَمِيلَةَ وَحَدَّثَنِي الْحُسَيْنُ بْنُ عَلِيٍّ الدَّارِمِيُّ
، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الإِمَامُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ ، عَنْ عَوْفٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو
الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ تَقُومُ
السَّاعَةُ حَتَّى تُمْلاَ الأَرْضُ ظُلْمًا وَجَوْرًا وَعُدْوَانًا ، ثُمَّ
يَخْرُجُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي مَنْ يَمْلاَهَا قِسْطًا وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ
ظُلْمًا وَعُدْوَانًا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ، وَالْحَدِيثُ
الْمُفَسَّرُ بِذَلِكَ الطَّرِيقِ وَطُرُقُ حَدِيثِ عَاصِمٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ كُلُّهَا صَحِيحَةٌ عَلَى مَا أَصَّلْتُهُ فِي هَذَا الْكِتَابِ
بِالِاحْتِجَاجِ بَأَخْبَارِ عَاصِمِ بْنِ أَبِي النَّجُودِ إِذْ هُوَ إِمَامٌ
مِنْ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ.
8670- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَاصِمٍ الْكِلاَبِيُّ ، حَدَّثَنَا
عِمْرَانُ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا قَتَادَةُ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي
سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الْمَهْدِيُّ مِنَّا أَهْلَ الْبَيْتِ أَشَمُّ الأَنْفِ
أَقْنَى أَجْلَى ، يَمْلاَ الأَرْضَ قِسْطًا وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْرًا
وَظُلْمًا ، يَعِيشُ هَكَذَا وَبَسَطَ يَسَارَهُ وَإِصْبَعَيْنِ مِنْ يَمِينِهِ
الْمُسَبِّحَةَ ، وَالإِبْهَامَ وَعَقَدَ ثَلاَثَةً.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8671- أَخْبَرَنِي أَبُو
النَّضْرِ الْفَقِيهُ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ سَعِيدٍ الدَّارِمِيُّ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ صَالِحٍ ، أَنْبَأَ أَبُو الْمَلِيحِ الرَّقِّيُّ ،
حَدَّثَنِي زِيَادُ بْنُ بَيَانٍ ، وَذَكَرَ مِنْ فَضْلِهِ ، قَالَ : سَمِعْتُ
عَلِيَّ بْنَ نُفَيْلٍ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ سَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ يَقُولُ :
سَمِعْتُ أُمَّ سَلَمَةَ ، تَقُولُ : سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ يَذْكُرُ الْمَهْدِيَّ ، فَقَالَ : نَعَمْ ، هُوَ حَقٌّ وَهُوَ مِنْ
بَنِي فَاطِمَةَ.
8672- وَحَدَّثَنَا أَبُو
أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
الأَحْوَصِ مُحَمَّدُ بْنُ الْهَيْثَمِ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ
خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْمَلِيحِ ، عَنْ زِيَادِ بْنِ
بَيَانٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ نُفَيْلٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أُمِّ
سَلَمَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : ذَكَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَهْدِيَّ ، فَقَالَ : هُوَ مِنْ وَلَدِ فَاطِمَةَ.
8673- أَخْبَرَنِي أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ شُمَيْلٍ ، حَدَّثَنَا
سُلَيْمَانُ بْنُ عُبَيْدٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو الصِّدِّيقِ النَّاجِيُّ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يَخْرُجُ فِي آخِرِ أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ يَسْقِيهِ
اللَّهُ الْغَيْثَ ، وَتُخْرِجُ الأَرْضُ نَبَاتَهَا ، وَيُعْطِي الْمَالَ
صِحَاحًا ، وَتَكْثُرُ الْمَاشِيَةُ وَتَعْظُمُ الآمَّةُ ، يَعِيشُ سَبْعًا أَوْ
ثَمَانِيًا يَعْنِي حِجَجًا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8674- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ الرَّبِيعِ بْنِ
سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ
، عَنْ مَطَرٍ ، وَأَبِي هَارُونَ ، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : تُمْلاَ الأَرْضُ جَوْرًا وَظُلْمًا ، فَيَخْرُجُ
رَجُلٌ مِنْ عِتْرَتِي الْحَدِيثَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8675- حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ سَعْدٍ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،
وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ
الْحَافِظُ ، قَالُوا : حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
مَرْوَانَ ، حَدَّثَنَا عُمَارَةُ بْنُ أَبِي حَفْصَةَ ، عَنْ زَيْدٍ الْعَمِّيِّ
، عَنْ أَبِي الصِّدِّيقِ النَّاجِيِّ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
يَكُونُ فِي أُمَّتِي الْمَهْدِيُّ إِنْ قَصَّرَ فَسَبْعٌ وَإِلاَّ فَتِسْعٌ ،
تَنْعَمُ أُمَّتِي فِيهِ نِعْمَةً لَمْ يَنْعَمُوا مِثْلَهَا قَطُّ ، تُؤْتِي
الأَرْضُ أُكُلَهَا لاَ تَدَّخِرُ عَنْهُمْ شَيْئًا ، وَالْمَالُ يَوْمَئِذٍ
كُدُوسٌ يَقُومُ الرَّجُلُ فَيَقُولُ : يَا مَهْدِيُّ أَعْطِنِي ، فَيَقُولُ :
خُذْ.
آخر كتاب الفتن
قَالَ الْحَاكِمُ
رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : قَدْ رَوَيْتُ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ عِلْمِي مِنْ
فِتَنِ آخِرِ الزَّمَانِ عَلَى لِسَانِ الْمُصْطَفَى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِالأَسَانِيدِ اللاَئِقَةِ بِهَذَا الْكِتَابِ ، فَأَمَّا الشَّيْخَانِ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَإِنَّهُمَا ذَكَرَا أَهْوَالَ الْقِيَامَةِ
وَالْحَشْرِ مُدْرَجًا فِي الْفِتَنِ ، وَجَرَيْتُ أَنَا فِي ذَلِكَ عَلَى
اخْتِيَارِ الإِمَامِ أَبِي بَكْرٍ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي إِفْرَادِ ذَلِكَ عَنِ الْفِتَنِ النَّائِبَةِ ،
وَاللَّهُ الْمُوَفِّقُ لِمَا اخْتَرْتُهُ وَهُوَ حَسْبِي وَنِعْمَ الْوَكِيلُ.
51- كِتَابُ الأَهْوَالِ
قَالَ اللَّهُ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى : {وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي
السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ
دَاخِرِينَ وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً} الآيَةَ.
وَقَالَ عَزَّ مِنْ
قَائِلٍ : {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي
الأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ
قِيَامٌ يَنْظُرُونَ}.
8676- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ هِشَامِ بْنِ
مَلاَسٍ النَّمَرِيُّ ، حَدَّثَنَا مَرْوَانُ بْنُ مُعَاوِيَةَ الْفَزَارِيُّ ،
عَنْ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الأَصَمِّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
الأَصَمِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ طَرْفَ صَاحِبِ الصُّورِ مُذْ
وُكِّلَ بِهِ مُسْتَعِدٌّ يَنْظُرُ نَحْوَ الْعَرْشِ مَخَافَةَ أَنْ يُؤْمَرَ
قَبْلَ أَنْ يَرْتَدَّ إِلَيْهِ طَرْفُهُ ، كَأَنَّ عَيْنَيْهِ كَوْكَبَانِ دُرِّيَّانِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8677- أَخْبَرَنِي أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا مُطَرِّفُ بْنُ
طَرِيفٍ الْحَارِثِيُّ ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ،
فِي قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ : {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ} ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : كَيْفَ أَنْعَمُ وَصَاحِبُ الصُّورِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ ،
وَحَنَى جَبْهَتَهُ وَأَصْغَى بِسَمْعِهِ يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ قَالَ
أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَيْفَ نَقُولُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : قُولُوا حَسْبُنَا
اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ عَلَى اللهِ تَوَكَّلْنَا.
مَدَارُ هَذَا
الْحَدِيثِ عَلَى أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
8678- حَدَّثَنَا أَبُو
سَعِيدٍ الأَشَجُّ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ أَبُو يَحْيَى التَّيْمِيُّ ، عَنِ
الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : كَيْفَ أَنْعَمُ
وَصَاحِبُ الْقَرْنِ قَدِ الْتَقَمَ الْقَرْنَ ، وَحَنَى جَبْهَتَهُ وَأَصْغَى
بِسَمْعِهِ يَنْتَظِرُ مَتَى يُؤْمَرُ فَيَنْفُخَ قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ
فَكَيْفَ نَقُولُ ؟ قَالَ : قُولُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ
تَوَكَّلْنَا عَلَى اللَّهِ.
لَمْ نَكْتُبْهُ مَنْ
حَدِيثِ الأَعْمَشِ ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ إِلاَّ بِهَذَا
الإِسْنَادِ ، وَلَوْلاَ أَنَّ أَبَا يَحْيَى التَّيْمِيَّ عَلَى الطَّرِيقِ
لَحَكَمْتُ لِلْحَدِيثِ بِالصِّحَّةِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُمَا ، وَلِهَذَا الْحَدِيثِ أَصْلٌ مَنْ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ ،
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ.
8679- حَدَّثَنَاهُ عَلِيُّ
بْنُ عِيسَى الْحِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ النَّضْرِ بْنِ
عَمْرٍو الْحَرَشِيُّ ، وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ يَحْيَى ، أَنْبَأَ خَارِجَةُ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ
أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
مَا مِنْ صَبَاحٍ إِلاَّ وَمَلَكَانِ يُنَادِيَانِ ، يَقُولُ أَحَدُهُمَا :
اللَّهُمَّ أَعْطِ مُنْفِقًا خَلَفًا ، وَيَقُولُ الآخَرُ : اللَّهُمَّ أَعْطِ
مُمْسِكًا تَلَفًا ، وَمَلَكَانِ مُوَكَّلاَنِ بِالصُّورِ يَنْتَظِرَانِ مَتَى يُؤْمَرَانِ
فَيَنْفُخَانِ ، وَمَلَكَانِ يُنَادِيَانِ ، يَقُولُ أَحَدُهُمَا : وَيْلٌ
لِلرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ ، وَيَقُولُ الآخَرُ : وَيْلٌ لِلنِّسَاءِ مِنَ الرِّجَالِ.
تَفَرَّدَ بِهِ
خَارِجَةُ بْنُ مُصْعَبٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ.
8680- حَدَّثَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ
، وَبِشْرُ بْنُ الْفَضْلِ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ التَّيْمِيُّ ، عَنْ أَسْلَمَ الْعِجْلِيِّ ،
عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فَسَأَلَهُ عَنِ الصُّورِ ، قَالَ : قَرْنٌ يُنْفَخُ فِيهِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8681- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو الْبَخْتَرِيِّ عَبْدُ
اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ ، بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ
عَلِيٍّ الْجُعْفِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ يَزِيدَ بْنِ جَابِرٍ
، عَنْ أَبِي الأَشْعَثِ الصَّنْعَانِيِّ ، عَنْ أَوْسِ بْنِ أَبِي أَوْسٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ
مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمُ الْجُمُعَةَ ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ ، وَفِيهِ قُبِضَ ،
وَفِيهِ نَفْخَةُ الصُّورِ ، وَفِيهِ الصَّعْقَةُ ، فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنَ
الصَّلاَةِ فِيهِ ، فَإِنَّ صَلاَتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ قَالُوا : وَكَيْفَ
تُعْرَضُ صَلاَتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرِمْتَ ؟ فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى
حَرَّمَ عَلَى الأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الأَنْبِيَاءِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8682- أَخْبَرَنِي أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ
، عَنْ يَعْلَى بْنِ عَطَاءٍ ، عَنْ وَكِيعِ بْنِ عُدُسٍ ، عَنْ عَمِّهِ أَبِي
رَزِينٍ الْعُقَيْلِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّهُ قَالَ : يَا رَسُولَ
اللهِ أَكُلُّنَا يَرَى رَبَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَا آيَةُ ذَلِكَ فِي
خَلْقِهِ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلَيْسَ
كُلُّكُمْ يَنْظُرُ إِلَى الْقَمَرِ مُخْلِيًا ؟ فَقَالُوا : بَلَى ، قَالَ
: فَاللَّهُ أَعْظَمُ
قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى ، وَمَا
آيَةُ ذَلِكَ فِي خَلْقِهِ ؟ قَالَ : أَمَا مَرَرْتَ بِوَادِي أَهْلِكَ مَحْلاً ؟
قَالَ : بَلَى ، قَالَ : ثُمَّ مَرَرْتَ بِهِ يَهْتَزُّ خَضِرًا ؟ قَالَ : بَلَى ،
قَالَ : فَكَذَلِكَ يُحْيِي اللَّهُ الْمَوْتَى وَذَلِكَ آيَتُهُ فِي خَلْقِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8683- أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ كَامِلِ بْنِ خَلَفٍ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
سَعْدٍ الْعَوْفِيُّ ، حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ عِيسَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ الْمُغِيرَةِ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَيَّاشٍ ، عَنْ
دَلْهَمِ بْنِ الأَسْوَدِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حَاجِبِ بْنِ عَامِرٍ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ عَمِّهِ لَقِيطِ بْنِ عَامِرٍ أَنَّهُ خَرَجَ وَافِدًا إِلَى
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، وَمَعَهُ نَهِيكُ بْنُ عَاصِمِ
بْنِ مَالِكِ بْنِ الْمُنْتَفِقِ ، قَالَ : فَقَدِمْنَا الْمَدِينَةَ لِانْسِلاَخِ
رَجَبٍ
فَصَلَّيْنَا مَعَهُ
صَلاَةَ الْغَدَاةِ ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
فِي النَّاسِ خَطِيبًا ، فَقَالَ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ ، إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ
لَكُمْ صَوْتِي مُنْذُ أَرْبَعَةِ أَيَّامٍ لِأَسْمَعَكُمْ ، فَهَلْ مِنَ امْرِئٍ
بَعَثَهُ قَوْمُهُ ؟ قَالُوا : اعْلَمْ لَنَا مَا يَقُولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ثُمَّ لَعَلَّهُ أَنْ يُلْهِيَهُ حَدِيثُ نَفْسِهِ ، أَوْ
حَدِيثُ صَاحِبِهِ ، أَوْ يُلْهِيَهُ الضُّلاَلُ ، أَلاَ إِنِّي مَسْئُولٌ هَلْ
بَلَّغْتُ أَلاَ فَاسْمَعُوا تَعِيشُوا ، أَلاَ فَاسْمَعُوا تَعِيشُوا ، أَلاَ
اجْلِسُوا ، فَجَلَسَ النَّاسُ ، وَقُمْتُ أَنَا وَصَاحِبِي حَتَّى إِذَا فَرَغَ
لَنَا فُؤَادُهُ وَبَصَرُهُ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أَسْأَلُكَ عَنْ حَاجَتِي فَلاَ تَعْجَلَنَّ
عَلَيَّ ، قَالَ : سَلْ عَمَّا شِئْتَ قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ عِنْدَكَ
مِنْ عِلْمِ الْغَيْبِ ؟ فَضَحِكَ لَعَمْرُ اللهِ ، وَهَزَّ رَأْسَهُ ، وَعَلِمَ
أَنِّي أَبْتَغِي بِسَقَطَهِ ، فَقَالَ : ضَنَّ رَبُّكَ بِمَفَاتِيحِ خَمْسٍ مِنَ
الْغَيْبِ ، لاَ يَعْلَمُهُنَّ إِلاَّ اللَّهُ وَأَشَارَ بِيَدِهِ فَقُلْتُ :
وَمَا هُنَّ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : عِلْمُ الْمَنِيَّةِ قَدْ عَلِمَ مَتَى
مَنَيَّةُ أَحَدِكُمْ وَلاَ تَعْلَمُونَهُ ، وَعَلِمَ يَوْمَ الْغَيْثِ يُشْرِفُ
عَلَيْكُمْ آزِلِينَ مُشْفِقِينَ ، فَظَلَّ يَضْحَكُ وَقَدْ عَلِمَ أَنَّ
فَرَجَكُمْ قَرِيبٌ قَالَ لَقِيطٌ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ لَنْ نَعْدَمَ
مَنْ رَبٍّ يَضْحَكُ خَيْرًا ، وَعَلِمَ مَا فِي غَدٍ ، وَقَدْ عَلِمَ مَا أَنْتَ طَاعِمٌ
فِي غَدٍ وَلاَ تَعْلَمُهُ ، وَعَلِمَ يَوْمَ السَّاعَةِ ، قَالَ
: وَأَحْسَبُهُ ذَكَرَ
مَا فِي الأَرْحَامِ قَالَ : فَقُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ عَلِمْنَا مِمَّا
تَعْلَمُ النَّاسُ ، وَمَا تَعْلَمُ فَإِنَّا مَنْ قَبِيلٍ لاَ يُصَدِّقُونَ
تَصْدِيقَنَا مَنْ مَذْحِجَ الَّتِي تَرْبُو عَلَيْنَا ، وَخَثْعَمٍ الَّتِي
تُوَالِينَا ، وَعَشِيرَتِنَا الَّتِي نَحْنُ مَنْهَا ، قَالَ : تَلْبَثُونَ مَا
لَبِثْتُمْ ثُمَّ يُتَوَفَّى نَبِيُّكُمْ ، ثُمَّ تَلْبَثُونَ مَا لَبِثْتُمْ
ثُمَّ تُبْعَثُ الصَّيْحَةُ ، فَلَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا تَدَعُ عَلَى ظَهْرِ
الأَرْضِ شَيْئًا إِلاَّ مَاتَ ، وَالْمَلاَئِكَةُ الَّذِينَ مَعَ رَبِّكَ ، فَخَلَتِ
الأَرْضُ فَأَرْسَلَ رَبُّكَ السَّمَاءَ تَهْضِبُ مَنْ تَحْتِ الْعَرْشِ ،
فَلَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا تَدَعُ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ مَصْرَعِ قَتِيلٍ وَلاَ
مَدْفِنِ مَيِّتٍ إِلاَّ شَقَّتِ الْقَبْرَ عَنْهُ حَتَّى يَخْلُقَهُ مَنْ قِبَلِ
رَأْسِهِ فَيَسْتَوِي جَالِسًا ، يَقُولُ رَبِّكُ : مَهْيَمْ ؟ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ أَمْسِ ، لِعَهْدِهِ بِالْحَيَاةِ يَحْسَبُهُ
حَدِيثًا بِأَهْلِهِ.
فَقُلْتُ : يَا
رَسُولَ اللهِ كَيْفَ يَجْمَعُنَا بَعْدَمَا تُمَزِّقُنَا الرِّيَاحُ وَالْبِلَى
وَالسِّبَاعُ ؟ قَالَ :
أُنَبِّئُكَ بِمِثْلِ
ذَلِكَ فِي آلاَءِ اللهِ الأَرْضُ أَشْرَفَتْ عَلَيْهَا مَدَرَةٌ بَالِيَةٌ
فَقُلْتُ : لاَ تَحْيَى أَبَدًا فَأَرْسَلَ رَبُّكَ عَلَيْهَا السَّمَاءَ فَلَمْ
تَلْبَثْ عَلَيْهَا أَيَّامًا حَتَّى أَشْرَفَتْ عَلَيْهَا ، فَإِذَا هِيَ
شَرْبَةٌ وَاحِدَةٌ ، وَلَعَمْرُ إِلَهِكَ لَهُوَ أَقْدُرُ عَلَى أَنْ
يَجْمَعَكُمْ مِنَ الْمَاءِ عَلَى أَنْ يَجْمَعَ نَبَاتَ الأَرْضِ فَتَخْرُجُونَ
مِنَ الأَجْدَاثِ مَنْ مَصَارِعِكُمْ فَتَنْظُرُونَ إِلَيْهِ سَاعَةً وَيَنْظُرُ
إِلَيْكُمْ.
قَالَ : قُلْتُ
: يَا رَسُولَ اللهِ
كَيْفَ وَهُوَ شَخْصٌ وَاحِدٌ وَنَحْنُ مِلءُ الأَرْضِ نَنْظُرُ إِلَيْهِ
وَيَنْظُرُ إِلَيْنَا ؟ قَالَ : أُنَبِّئُكَ بِمِثْلِ ذَلِكَ فِي آلاَءِ اللهِ
الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ آيَةٌ مَنْهُ قُرَيْبَةٌ صَغِيرَةٌ تَرَوْنَهُمَا فِي
سَاعَةٍ وَاحِدَةٍ ، وَيَرَيَانِكُمْ وَلاَ تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِمَا
وَلَعَمْرُ إِلَهِكَ لَهُوَ عَلَى أَنْ يَرَاكُمْ وَتَرَوْنَهُ أَقْدَرُ مِنْهُمَا
عَلَى أَنْ يَرَيَانِكُمْ وَتَرَوْنَهُمَا.
قُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللهِ فَمَا يَفْعَلُ بِنَا رَبُّنَا إِذَا لَقِينَاهُ ؟ قَالَ : تُعْرَضُونَ
عَلَيْهِ بَادِيَةٌ لَهُ صَفَحَاتُكُمْ وَلاَ تَخْفَى عَلَيْهِ مِنْكُمْ خَافِيَةٌ
، فَيَأْخُذُ رَبُّكَ بِيَدِهِ غَرْفَةً مِنَ الْمَاءِ فَيَنْضَحُ بِهَا
قِبَلِكُمْ ، فَلَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا تُخْطِئُ وَجْهَ وَاحِدٍ مِنْكُمْ قَطْرَةٌ
، فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَتَدَعُ وَجْهَهُ مِثْلَ الرَّيْطَةِ الْبَيْضَاءِ ، وَأَمَّا
الْكَافِرُ فَتَخْطِمُهُ بِمِثْلِ الْحُمَمِ الأَسْوَدِ ، ثُمَّ يَنْصَرِفُ
نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَمُرُّ عَلَى أَثَرِهِ
الصَّالِحُونَ أَوْ قَالَ : يَنْصَرِفُ عَلَى أَثَرِهِ الصَّالِحُونَ قَالَ :
فَيَسْلُكُونَ جِسْرًا مِنَ النَّارِ يَطَأُ أَحَدُكُمُ الْجَمْرَةَ فَيَقُولُ :
حَسْ ، فَيَقُولُ رَبُّكَ أَوْ إِنَّهُ قَالَ : فَيَطَّلِعُونَ عَلَى حَوْضِ
الرَّسُولِ عَلَى أَظْمِأِ وَاللَّهِ نَاهِلَةٍ مَا رَأَيْتُهَا قَطُّ ،
وَلَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا يَبْسُطُ أَوْ قَالَ : مَا يَسْقُطُ وَاحِدٌ مِنْكُمْ
يَدَهُ إِلاَّ وُضِعَ عَلَيْهَا قَدَحٌ يُطَهِّرُهُ مِنَ الطَّوْفِ وَالْبَوْلِ
وَالأَذَى ، وَتَخْلُصُ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ أَوْ قَالَ : تُحْبَسُ الشَّمْسُ
وَالْقَمَرُ فَلاَ تَرَوْنَ مِنْهُمَا وَاحِدًا.
فَقُلْتُ : يَا
رَسُولَ اللهِ فَبِمَ نُبْصِرُ يَوْمَئِذٍ ؟ قَالَ : مَثَلُ بَصَرِ سَاعَتِكَ
هَذِهِ وَذَلِكَ فِي يَوْمٍ أَسْفَرَتْهُ الأَرْضُ وَوَاجَهَتْ بِهِ الْجِبَالَ.
قُلْتُ
: يَا رَسُولَ اللهِ
فَبِمَ نُجَازَى مَنْ سَيِّئَاتِنَا وَحَسَنَاتِنَا ؟ قَالَ : الْحَسَنَةُ
بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا أَوْ تُغْفَرُ.
قُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللهِ فَمَا الْجَنَّةُ وَمَا النَّارُ ؟ قَالَ : لَعَمْرُ إِلَهِكَ إِنَّ
الْجَنَّةَ لَهَا ثَمَانِيَةُ أَبْوَابٍ مَا مِنْهُنَّ بَابَانِ إِلاَّ
وَبَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ الرَّاكِبِ سَبْعِينَ عَامًا ، وَإِنَّ لِلنَّارِ
سَبْعَةُ أَبْوَابٍ مَا مِنْهُنَّ بَابَانِ إِلاَّ وَبَيْنَهُمَا مَسِيرَةُ
الرَّاكِبِ سَبْعِينَ عَامًا.
قُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللهِ عَلَى مَا يُطَّلَعُ مِنَ الْجَنَّةِ ؟ قَالَ : أَنْهَارٍ مَنْ عَسَلٍ
مُصَفَّى وَأَنْهَارٍ مَنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ ، وَأَنْهَارٍ مَنْ
كَأْسٍ مَا لَهَا صُدَاعٌ وَلاَ نَدَامَةٌ ، وَمِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ ،
وَبِفَاكِهَةٍ لَعَمْرُ إِلَهِكَ مَا تَعْلَمُونَ خَيْرٌ مِنْ مِثْلِهِ ، مَعَهُ أَزْوَاجٌ
مُطَهَّرَةٌ.
قُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللهِ أَوَلَنَا فِيهَا أَزْوَاجٌ مُصْلِحَاتٌ ؟ قَالَ : الصَّالِحَاتُ
لِلصَّالِحِينَ تَلَذَّذُونَهُنَّ مِثْلَ لَذَّاتِكُمْ فِي الدُّنْيَا ،
وَيَلْذَذْنَ بِكُمْ غَيْرَ أَنْ لاَ تَوَالُدَ.
قُلْتُ : يَا رَسُولَ
اللهِ هَذَا أَقْصَى مَا نَحْنُ بَالِغُونَ وَمُنْتَهُونَ إِلَيْهِ ؟ ثُمَّ قُلْتُ
: يَا رَسُولَ اللهِ
عَلَى مَا أُبَايِعُكَ ؟ قَالَ : فَبَسَطَ يَدَهُ وَقَالَ : عَلَى إِقَامَةِ
الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ ، وَإِيَّاكَ وَالشِّرْكَ لاَ تُشْرِكْ
بِاللَّهِ شَيْئًا - أَوْ لاَ تُشْرِكْ مَعَ اللهِ غَيْرَهُ فَقُلْتُ : وَإِنَّ
لَنَا مَا بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ ، فَقَبَضَ وَبَسَطَ أَصَابِعَهُ
وَظَنَّ أَنِّي مُشْتَرِطٌ شَيْئًا لاَ يُعْطِينِيهِ ، فَقُلْتُ : نَحِلُّ مَنْهَا
حَيْثُ شِئْنَا وَلاَ يَجْنِي امْرُؤٌ إِلاَّ عَلَى نَفْسِهِ ؟ قَالَ : ذَلِكَ
لَكَ ، حُلَّ مَنْهَا حَيْثُ شِئْتَ ، وَلاَ تَجْنِ عَلَيْكَ إِلاَّ نَفْسُكَ فَبَايَعْنَاهُ
ثُمَّ انْصَرَفْنَا ، فَقَالَ : إِنَّ هَذَيْنِ لَعَمْرُ إِلَهِكَ مِنْ أَصْدَقِ
النَّاسِ وَأَتْقَى النَّاسِ لِلَّهِ فِي الأَوَّلِ وَالآخَرِ.
فَقَالَ كَعْبُ بْنُ
فُلاَنٍ أَحَدُ بَنِي بَكْرِ بْنِ كِلاَبٍ : مَنْ هُمْ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ
: بَنُو الْمُنْتَفِقِ فَأَقْبَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ
أَحَدٌ مِمَّنْ مَضَى مِنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ مِنْ خَيْرٍ ؟ فَقَالَ رَجُلٌ مَنْ
عَرْضِ قُرَيْشٍ : إِنَّ أَبَاكَ الْمُنْتَفِقُ فِي النَّارِ ، فَكَأَنَّهُ وَقَعَ
حَرٌّ بَيْنَ جِلْدِي وَوَجْهِي وَلَحْمِي مِمَّا قَالَ لِأَبِي عَلَى رُءُوسِ
النَّاسِ ، فَهَمَمْتُ أَنْ أَقُولَ وَأَبُوكَ يَا رَسُولَ اللهِ ثُمَّ نَظَرْتُ
فَإِذَا الآخْرَى أَجْمَلُ ، فَقُلْتُ : وَأَهْلُكَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ :
وَأَهْلِي لَعَمْرُ اللهِ مَا أَتَيْتَ عَلَيْهِ مِنْ قَبْرِ قُرَشِيٍّ أَوْ
عَامِرِيٍّ مُشْرِكٍ فَقُلْ : أَرْسَلَنِي إِلَيْكَ مُحَمَّدٌ فَأَبْشِرْ بِمَا
يَسُوءُكَ تُجَرُّ عَلَى وَجْهِكَ وَبَطْنِكَ فِي النَّارِ فَقُلْتُ، : فَبِمَ
أَفْعَلُ ذَلِكَ بِهِمْ يَا رَسُولَ اللهِ وَكَانُوا عَلَى عَمَلٍ يَحْسَبُونَ
أَنْ لاَ دَيْنَ إِلاَّ إِيَّاهُ وَكَانُوا يَحْسَبُونَهُمْ مُصْلِحِينَ ؟ قَالَ :
ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ بَعَثَ فِي آخِرِ كُلِّ سَبْعِ أُمَمٍ نَبِيًّا فَمَنْ
أَطَاعَ نَبِيَّهُ كَانَ مِنَ الْمُهْتَدِينَ ، وَمَنْ عَصَى نَبِيَّهُ كَانَ مِنَ
الضَّالِّينَ.
هَذَا حَدِيثٌ
جَامِعٌ فِي الْبَابِ صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، كُلُّهُمْ مَدَنِيُّونَ وَلَمْ
يُخْرِجَاهُ.
8684- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عُتْبَةَ ، حَدَّثَنَا
بَقِيَّةُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْوَلِيدِ الزُّبَيْدِيُّ ، عَنِ
الزُّهْرِيِّ ، عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهَا ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يُبْعَثُ
النَّاسُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً فَقَالَتْ عَائِشَةُ : يَا
رَسُولَ اللهِ فَكَيْفَ بِالْعَوْرَاتِ ؟ فَقَالَ : لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ
شَأْنٌ يُغْنِيهِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ الزِّيَادَةِ ،
إِنَّمَا اتَّفَقَ الشَّيْخَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَلَى حَدِيثِي عَمْرِو
بْنِ دِينَارٍ ، وَالْمُغِيرَةِ بْنِ النُّعْمَانِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ،
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ بِطُولِهِ دُونَ ذِكْرِ الْعَوْرَاتِ فِيهِ.
8685- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ ، أَنْبَأَ يَحْيَى
بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ الْحُبَابِ ، حَدَّثَنِي الْوَلِيدُ
بْنُ جُمَيْعٍ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنِي أَبُو الطُّفَيْلِ عَامِرُ بْنُ
وَاثِلَةَ ، عَنْ حُذَيْفَةَ بْنِ أَسِيدٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : حَدَّثَنِي الصَّادِقُ الْمَصْدُوقُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنَّ النَّاسَ يُحْشَرُونَ ثَلاَثَةَ أَفْوَاجٍ : فَوْجًا طَاعِمِينَ
كَاسِيِينَ رَاكِبِينَ ، وَفَوْجًا يَمْشُونَ وَيَسْعَوْنَ ، وَفَوْجًا تَسْحَبُهُمُ
الْمَلاَئِكَةُ عَلَى وُجُوهِهِمْ إِلَى النَّارِ فَقُلْنَا : يَا أَبَا ذَرٍّ قَدْ عَرَفْنَا هَؤُلاَءِ وَهَؤُلاَءِ ، فَمَا بَالُ الَّذِينَ
يَمْشُونَ وَيَسْعَوْنَ ؟ قَالَ : يُلْقِي اللَّهُ الآفَةَ عَلَى الظَّهْرِ فَلاَ
ظَهْرَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ إِلَى الْوَلِيدِ بْنِ جُمَيْعٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8686- حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَعِيدٍ الْجَمَّالُ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ
، وَعَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ وَحَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ
اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ وَاللَّفْظُ لَهُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ ،
قَالَ : سَمِعْتُ بَهْزَ بْنَ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِيهِ
، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ أَيْنَ تَأْمُرُنِي ؟ خِرْ لِي ، قَالَ : فَنَحَا بِيَدِهِ
نَحْوَ الشَّامِ ، فَقَالَ : إِنَّكُمْ مَحْشُورُونَ رِجَالاً وَرُكْبَانًا ،
وَتُجَرُّونَ عَلَى وُجُوهِكُمْ هَا هُنَا وَنَحَا بِيَدِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ . وَقَدْ رَوَاهُ أَبُو قَزَعَةَ سُوَيْدُ بْنُ حُجَيْرٍ ، عَنْ حَكِيمِ
بْنِ مُعَاوِيَةَ مِثْلَ رِوَايَةِ بَهْزٍ عَلَى أَنَّ بَهْزًا أَيْضًا مَأْمُونٌ
لاَ يَحْتَاجُ فِي رِوَايَتِهِ إِلَى مُتَابِعٍ.
8687- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي
قَزَعَةَ ، عَنْ حَكِيمِ بْنِ مُعَاوِيَةَ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ، قَالَ
: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ :
تُحْشَرُونَ هَاهُنَا حُفَاةً عُرَاةً مُشَاةً ، وَرُكْبَانًا وَعَلَى وُجُوهِكُمْ
، تُعْرَضُونَ عَلَى اللهِ ، وَعَلَى أَفْوَاهِكُمُ الْفِدَامُ ، وَإِنَّ أَوَّلَ
مَا يُعْرِبُ عَنْ أَحَدِكُمْ فَخِذُهُ.
8688- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ
أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا
مَنْجَابُ بْنُ الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ مُسْهِرٍ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ سَعْدٍ ، قَالَ : كُنَّا
جُلُوسًا عِنْدَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، فَقَرَأَ :
{يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا} قَالَ : لاَ وَاللَّهِ
مَا عَلَى أَرْجُلِهِمْ يُحْشَرُونَ ، وَلاَ يُسَاقُونَ سَوْقًا ، وَلَكِنَّهُمْ
يُؤْتَوْنَ بِنُوقٍ مَنْ نُوقِ الْجَنَّةِ لَمْ تَنْظُرِ الْخَلاَئِقُ إِلَى
مِثْلِهَا ، رِحَالُهُمُ الذَّهَبُ وَأَزِمَّتُهَا الزَّبَرْجِدُ فَيَقْعُدُونَ عَلَيْهَا
حَتَّى يَقْرَعُوا بَابَ الْجَنَّةِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8689- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ،
أَنَّ سَعِيدَ بْنَ أَبِي هِلاَلٍ حَدَّثَهُ ، أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ
عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْقُرَظِيَّ ، يَقُولُ : قَرَأَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَوْلَ اللهِ عَزَّ
وَجَلَّ : {وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ}
فَقَالَتْ : يَا
رَسُولَ اللهِ وَاسَوْأَتَاهُ إِنَّ الرِّجَالَ وَالنِّسَاءَ يُحْشَرُونَ جَمِيعًا
يَنْظُرُ بَعْضُهُمْ إِلَى سَوْأَةِ بَعْضٍ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ ، لاَ يَنْظُرُ
الرِّجَالُ إِلَى النِّسَاءِ ، وَلاَ النِّسَاءُ إِلَى الرِّجَالِ ، شُغِلَ بَعْضُهُمْ
عَنْ بَعْضٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8690- حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ ، أَنْبَأَ عُبَيْدُ بْنُ شَرِيكٍ الْبَزَّارُ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُكَيْرٍ ، حَدَّثَنَا اللَّيْثُ بْنُ
سَعْدٍ ، عَنْ عَقِيلِ بْنِ خَالِدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ
الْمُسَيَّبِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ آخِرَ مَنْ يُحْشَرُ
رَاعِيَانِ مِنْ مُزَيْنَةَ ، يُرِيدَانِ الْمَدِينَةَ ، يَنْعِقَانِ
بِغَنَمِهِمَا ، فَيَجِدَانِهَا وُحُوشًا حَتَّى إِذَا بَلَغَا ثَنِيَّةَ
الْوَدَاعِ خَرَّا عَلَى وُجُوهِهِمَا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ
عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8691- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ
الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَنْبَأَ إِسْحَاقُ بْنُ
يَحْيَى بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ ، عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ ، قَالَ
: دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا فِيهِ شَيْخٌ يَتَفَلَّى ، فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ
فَرَدَّ عَلَيَّ السَّلاَمَ ، وَجَلَسْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ : مَنْ أَنْتَ يَا
عَمُّ ؟ فَقَالَ : بَلْ مَنْ أَنْتَ يَا ابْنَ أَخِي ؟ قُلْتُ : أَنَا مَعْبَدُ
بْنُ خَالِدٍ ، فَقَالَ : مَرْحَبًا بِكَ قَدْ عَرَفْتُ أَبَاكَ كَانَ مَعِي
بِدِمَشْقَ ، وَإِنِّي وَأَبَاكَ لاَوَّلُ فَارِسَيْنِ وَقَفَا بِبَابِ عَذْرَاءَ
- مَدِينَةٌ بِالشَّامِ
- فَقُلْتُ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَقَالَ : أَنَا أَبُو سَرِيحَةَ الْغِفَارِيُّ
صَاحِبُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقُلْتُ : حَدِّثْنِي
عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : نَعَمْ ،
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : يُحْشَرُ
رَجُلاَنِ مَنْ مُزَيْنَةَ هُمَا آخِرُ النَّاسِ يُحْشَرَانِ ، يُقْبِلاَنِ مَنْ
جَبَلٍ قَدْ تَسَوَّرَاهُ حَتَّى يَأْتِيَا مَعَالِمَ النَّاسِ فَيَجِدَانِ الأَرْضَ
وُحُوشًا حَتَّى يَأْتِيَا الْمَدِينَةَ ، فَإِذَا بَلَغَا أَدْنَى الْمَدِينَةِ
قَالاَ : أَيْنَ النَّاسُ ؟ فَلاَ يَرَيَانِ أَحَدًا ، فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا :
النَّاسُ فِي دُورِهِمْ ، فَيَدْخُلاَنِ الدُّورَ فَإِذَا لَيْسَ فِيهَا أَحَدٌ ،
وَإِذَا عَلَى الْفُرُشِ الثَّعَالِبُ وَالسَّنَانِيرُ ، فَيَقُولاَنِ : أَيْنَ
النَّاسُ ؟ فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا ، النَّاسُ فِي الْمَسْجِدِ فَيَأْتِيَانِ
الْمَسْجِدَ فَلاَ يَجِدَانِ أَحَدًا ، فَيَقُولاَنِ : أَيْنَ النَّاسُ ؟
فَيَقُولُ أَحَدُهُمَا : النَّاسُ فِي السُّوقِ شَغَلَتْهُمُ الأَسْوَاقُ ، فَيَخْرُجَانِ
حَتَّى يَأْتِيَا الأَسْوَاقَ فَلاَ يَجِدَانِ فِيهَا أَحَدًا ، فَيَنْطَلِقَانِ حَتَّى
يَأْتِيَا الثَّنِيَّةَ فَإِذَا عَلَيْهَا مَلَكَانِ فَيَأْخُذَانِ بِأَرْجِلِهِمَا
فَيَسْحَبَانِهِمَا إِلَى أَرْضِ الْمَحْشَرِ ، وَهُمَا آخِرُ النَّاسِ حَشْرًا.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ
عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8692- أَخْبَرَنِي أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ
بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الدَّبَرِيُّ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنْ قَتَادَةَ
، عَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : لَمَّا نَزَلَتْ : {يَا أَيُّهَا
النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} عَلَى النَّبِيِّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي مَسِيرٍ لَهُ ، فَرَفَعَ بِهَا
صَوْتَهُ حَتَّى ثَابَ إِلَيْهِ أَصْحَابُهُ ، فَقَالَ : أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ هَذَا ؟ يَوْمَ يَقُولُ اللَّهُ لِآدَمَ :
يَا آدَمُ قُمْ فَابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً
وَتِسْعِينَ فَكَبُرَ ذَلِكَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : سَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا ، فَوَالَّذِي
نَفْسِي بِيَدِهِ ، مَا أَنْتُمْ فِي الآمَمِ إِلاَّ كَالشَّامَةِ فِي جَنْبِ
الْبَعِيرِ ، أَوْ كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ الدَّابَّةِ ، فَإِنَّ مَعَكُمْ
لَخَلِيقَتَيْنِ مَا كَانَتَا مَعَ شَيْءٍ إِلاَّ كَثَّرَتَاهُ يَأْجُوجُ
وَمَأْجُوجُ ، وَمَنْ هَلَكَ مَنْ كَفَرَةِ الْجِنِّ وَالإِنْسِ.
هَذَا إِسْنَادٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8693- وَقَدْ أَخْبَرَنَاهُ
عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ الدَّوْرَقِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
إِسْحَاقَ الإِمَامُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّزَّاقِ ، فَسَاقَ الْحَدِيثَ بِمِثْلِهِ سَوَاءً ، ثُمَّ قَالَ مُحَمَّدُ
بْنُ يَحْيَى فِي آخِرِهِ : هَذَا الْحَدِيثُ عِنْدَنَا غَيْرُ مَحْفُوظٍ عَنْ أَنَسٍ ، وَلَكِنَّ
الْمَحْفُوظَ عِنْدَنَا حَدِيثُ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ
حُصَيْنٍ.
8694- حَدَّثَنَا بِهِ
عَبْدُ الصَّمَدِ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ،
فَقَدْ حَكَمَ إِمَامُ الأَئِمَّةِ مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، وَلَمْ يُخَرِّجْ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، وَمُسْلِمُ بْنُ
الْحَجَّاجِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي هَذِهِ التَّرْجَمَةِ حَرْفًا ، وَذَكَرَا
أَنَّ الْحَسَنَ لَمْ يَسْمَعْ مِنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ.
وَقَدْ قَالَ
الْحَاكِمُ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى : وَالَّذِي عِنْدِي أَنَّ الْحَسَنَ قَدْ
سَمِعَ مِنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ.
8695- وَقَدْ حَدَّثَنَا
بِالْحَدِيثِ عَلِيُّ بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، أَنْبَأَ أَبُو الْمُثَنَّى ،
حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ الْمِنْهَالِ الضَّرِيرُ ، قَالاَ :
حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : كُنَّا
مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي مَسِيرٍ وَقَدْ
تَفَاوَتَ بَيْنَ أَصْحَابِهِ السَّيْرُ فَرَفَعَ بِهَاتَيْنِ الآيَتَيْنِ
صَوْتَهُ : {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ
السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} قَرَأَ أَبُو مُوسَى إِلَى قَوْلِهِ : {وَلَكِنَّ
عَذَابَ اللهِ شَدِيدٌ} فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ أَصْحَابُهُ حَثُّوا الْمَطِيَّ ، وَعَرَفُوا
أَنَّهُ عِنْدَ قَوْلٍ يَقُولُهُ فَقَالَ : أَتَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ ذَلِكَ ؟
قَالُوا : اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ ، قَالَ : ذَاكُمْ يَوْمَ يُنَادِي آدَمُ
فَيُنَادِيهِ رَبُّهُ فَيَقُولُ : يَا آدَمُ ابْعَثْ بَعْثَ النَّارِ مِنْ كُلِّ
أَلْفٍ تِسْعَمِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ فِي النَّارِ وَوَاحِدًا فِي
الْجَنَّةِ ، فَأَبْلَسَ أَصْحَابُهُ حَتَّى مَا أَوْضَحُوا بِضَاحِكَةٍ ،
فَلَمَّا رَأَى رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الَّذِي
بِأَصْحَابِهِ ، قَالَ : اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ
إِنَّكُمْ مَعَ خَلِيقَتَيْنِ مَا كَانَتَا مَعَ شَيْءٍ إِلاَّ كَثَّرَتَاهُ يَأْجُوجُ
وَمَأْجُوجُ ، وَمَنْ هَلَكَ مَنْ بَنِي آدَمَ وَبَنِي إِبْلِيسَ فَسُرِّيَ عَنِ
الْقَوْمِ بَعْضُ الَّذِي يَجِدُونَ ، ثُمَّ قَالَ : اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ مَا أَنْتُمْ
فِي النَّاسِ إِلاَّ كَالشَّامَةِ فِي جَنْبٍ الْبَعِيرِ ، أَوْ كَالرَّقْمَةِ فِي
ذِرَاعِ الدَّابَّةِ.
وَهَكَذَا رَوَاهُ
سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، عَنْ قَتَادَةَ.
8696- حَدَّثَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ
بْنُ عَبْدَانَ السَّعْدِيُّ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ ، وَهِشَامُ بْنُ أَبِي عَبْدِ اللهِ ، عَنْ
قَتَادَةَ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، قَالَ : بَيْنَمَا
نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ
، فَذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ ، وَقَدْ رَوَيْنَا هَذَا الْحَدِيثَ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ.
8697- حَدَّثَنَاهُ
الشَّيْخُ أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ شَاذَانَ
الْجَوْهَرِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، حَدَّثَنَا عَبَّادُ بْنُ
الْعَوَّامِ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ خَبَّابٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ
عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : تَلاَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذِهِ الآيَةَ وَعِنْدَهُ أَصْحَابُهُ : {يَا أَيُّهَا
النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ} إِلَى آخِرِ
الآيَةِ ، فَقَالَ : هَلْ تَدْرُونَ أَيُّ يَوْمٍ ذَاكَ ؟ قَالُوا
: اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَعْلَمُ ، قَالَ : ذَاكَ يَوْمَ يَقُولُ اللَّهُ لِآدَمَ : قُمْ فَابْعَثْ بَعْثَ
النَّارِ - أَوْ قَالَ : بَعْثًا إِلَى النَّارِ - فَيَقُولُ : يَا رَبِّ مِنْ
كَمْ ؟ قَالَ : مِنْ كُلِّ أَلْفٍ تِسْعَ مِائَةٍ وَتِسْعَةً وَتِسْعِينَ إِلَى
النَّارِ وَوَاحِدٌ إِلَى الْجَنَّةِ فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَى الْقَوْمِ ، وَوَقَعَتْ
عَلَيْهِمُ الْكَآبَةُ وَالْحُزْنُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي لاَرْجُو أَنْ تَكُونُوا شَطْرَ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَفَرِحُوا
، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : اعْمَلُوا وَأَبْشِرُوا فَإِنَّكُمْ بَيْنَ خَلِيقَتَيْنِ لَمْ
يَكُونَا مَعَ أَحَدٍ إِلاَّ كَثَّرَتَاهُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ ، وَإِنَّمَا أَنْتُمْ
فِي النَّاسِ أَوْ فِي الآمَمِ كَالشَّامَةِ فِي جَنْبِ الْبَعِيرِ أَوْ
كَالرَّقْمَةِ فِي ذِرَاعِ النَّاقَةِ ، وَإِنَّمَا أُمَّتِي جُزْءٌ مَنْ أَلْفِ
جُزْءٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ بِهَذِهِ الزِّيَادَةِ ، وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8698- حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ
غَالِبٍ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ ، وَمُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا
مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُونٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي
يَعْقُوبَ ، عَنْ بِشْرِ بْنِ شَغَافٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَلاَمٍ ، قَالَ :
وَكُنَّا جُلُوسًا فِي الْمَسْجِدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ ، فَقَالَ : إِنَّ أَعْظَمَ
أَيَّامِ الدُّنْيَا يَوْمُ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ
، وَإِنَّ أَكْرَمَ خَلِيقَةِ اللهِ عَلَى اللهِ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : قُلْتُ : يَرْحَمُكَ اللَّهُ فَأَيْنَ الْمَلاَئِكَةُ
؟ قَالَ : فَنَظَرَ إِلَيَّ وَضَحِكَ وَقَالَ : يَا ابْنَ أَخِي هَلْ تَدْرِي مَا
الْمَلاَئِكَةُ ؟ إِنَّمَا الْمَلاَئِكَةُ خَلْقٌ كَخَلْقِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ
وَالرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ وَسَائِرِ الْخَلْقِ الَّذِي لاَ يَعْصِي اللَّهَ
شَيْئًا ، وَإِنَّ الْجَنَّةَ فِي السَّمَاءِ ، وَإِنَّ النَّارَ فِي الأَرْضِ ، فَإِذَا
كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ بَعَثَ اللَّهُ الْخَلِيقَةَ أُمَّةً أُمَّةً
وَنَبِيًّا نَبِيًّا حَتَّى يَكُونَ أَحْمَدُ وَأُمَّتُهُ آخِرُ الآمَمِ مَرْكَزًا
، قَالَ : فَيَقُومُ فَيَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا ، ثُمَّ
يُوضَعُ جِسْرُ جَهَنَّمَ فَيَأْخُذُونَ الْجِسْرَ فَيَطْمِسُ اللَّهُ أَبْصَارَ
أَعْدَائِهِ فَيَتَهَافَتُونُ فِيهَا مِنْ شِمَالٍ وَيَمِينٍ وَيَنْجُو النَّبِيُّ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالصَّالِحُونَ مَعَهُ فَتَتَلَقَّاهُمُ
الْمَلاَئِكَةُ فَتُوَرِّيهِمْ مَنَازِلَهُمْ مِنَ الْجَنَّةِ عَلَى يَمِينِكِ
عَلَى يَسَارِكِ حَتَّى يَنْتَهِيَ إِلَى رَبِّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُلْقَى لَهُ
كُرْسِيٌّ عَنْ يَمِينِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ ثُمَّ يُنَادِي مُنَادٍ : أَيْنَ
عِيسَى وَأُمَّتُهُ ؟ فَيَقُومُ فَيَتْبَعُهُ أُمَّتُهُ بَرُّهَا وَفَاجِرُهَا فَيَأْخُذُونَ
الْجِسْرَ فَيَطْمِسُ اللَّهُ أَبْصَارَ أَعْدَائِهِ فَيَتَهَافَتُونَ فِيهَا مَنْ
شِمَالٍ وَيَمِينٍ ، وَيَنْجُو النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَالصَّالِحُونَ مَعَهُ فَتَتَلَقَّاهُمُ الْمَلاَئِكَةُ فَتُوَرِّيهِمْ
مَنَازِلَهُمْ فِي الْجَنَّةِ عَلَى يَمِينِكَ عَلَى يَسَارِكَ حَتَّى يَنْتَهِيَ
إِلَى رَبِّهِ فَيُلْقَى لَهُ كُرْسِيٌّ مِنَ الْجَانِبِ الآخَرِ ، قَالَ : ثُمَّ يَتَّبِعُهُمُ
الأَنْبِيَاءُ وَالآمَمُ حَتَّى يَكُونَ آخِرُهُمْ نُوحٌ رَحِمَ اللَّهُ نُوحًا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ وَلَيْسَ بِمَوْقُوفٍ فَإِنَّ عَبْدَ
اللهِ بْنَ سَلاَمٍ عَلَى تَقَدُّمِهِ فِي مَعْرِفَةٍ قَدِيمَةٍ مِنْ جُمْلَةِ
الصَّحَابَةِ ، وَقَدْ أَسْنَدَهُ بِذِكْرِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ فِي غَيْرِ مَوْضِعٍ وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
8699- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ بْنُ إِسْحَاقَ الْخُرَاسَانِيُّ الْعَدْلُ ، بِبَغْدَادَ ،
حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْفَحَّامُ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ
عُبَادَةَ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ زَيْدٍ ، عَنْ
يُوسُفَ بْنِ مِهْرَانَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، أَنَّهُ
قَرَأَ : {يَوْمَ تَشَقَّقُ السَّمَاءُ بِالْغَمَامِ وَنُزِّلَ الْمَلاَئِكَةُ
تَنْزِيلاً} قَالَ : تَشَقَّقُ سَمَاءُ الدُّنْيَا وَتَنْزِلُ الْمَلاَئِكَةُ عَلَى كُلِّ سَمَاءٍ
، فَيَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَهُمْ أَكْثَرُ مِمَّنْ فِي الأَرْضِ
مِنَ الْجِنِّ وَالإِنْسِ ، فَيَقُولُ أَهْلُ الأَرْضِ : أَفِيكُمْ رَبُّنَا ؟
فَيَقُولُونَ : لاَ ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ وَهُمْ
أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ الدُّنْيَا وَأَهْلِ الأَرْضِ فَيَقُولُونَ :
أَفِيكُمْ رَبُّنَا ؟ فَيَقُولُونَ : لاَ ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ
الثَّالِثَةِ وَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ الثَّانِيَةِ وَسَمَاءِ
الدُّنْيَا وَأَهْلِ الأَرْضِ فَيَقُولُونَ : أَفِيكُمْ رَبُّنَا ؟ فَيَقُولُونَ
: لاَ ، ثُمَّ يَنْزِلُ
أَهْلُ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ وَهُمْ أَكْثَرُ مَنْ أَهْلِ السَّمَاءِ
الثَّالِثَةِ وَالثَّانِيَةِ وَالدُّنْيَا وَأَهْلِ الأَرْضِ فَيَقُولُونَ :
أَفِيكُمْ رَبُّنَا ؟ فَيَقُولُونَ : لاَ ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ
الْخَامِسَةِ وَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ وَالثَّالِثَةِ
وَالثَّانِيَةِ وَالدُّنْيَا وَأَهْلِ الأَرْضِ فَيَقُولُونَ : أَفِيكُمْ رَبُّنَا
؟ فَيَقُولُونَ : لاَ ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ السَّادِسَةِ وَهُمْ
أَكْثَرُ مِنْ أَهْلِ السَّمَاءِ الْخَامِسَةِ وَالرَّابِعَةِ وَالثَّالِثَةِ وَالثَّانِيَةِ
وَالدُّنْيَا وَأَهْلِ الأَرْضِ فَيَقُولُونَ : أَفِيكُمْ رَبُّنَا ؟ فَيَقُولُونَ
: لاَ ، ثُمَّ يَنْزِلُ أَهْلُ السَّمَاءِ السَّابِعَةِ وَهُمْ أَكْثَرُ مِنْ
أَهْلِ السَّمَاءِ السَّادِسَةِ وَالْخَامِسَةِ وَالرَّابِعَةِ وَالثَّالِثَةِ
وَالثَّانِيَةِ وَالدُّنْيَا وَأَهْلِ الأَرْضِ فَيَقُولُونَ : أَفِيكُمْ رَبُّنَا
؟ فَيَقُولُونَ : لاَ ثُمَّ يَنْزِلُ الْكُرُوبِيُّونَ وَهُمْ أَكْثَرُ مَنْ أَهْلِ السَّمَاوَاتِ
السَّبْعِ وَالأَرَضِينَ وَحَمَلَةِ الْعَرْشِ لَهُمْ قُرُونٌ كُعُوبٌ كَكُعُوبِ
الْقَنَا ، مَا بَيْنَ قَدَمِ أَحَدِهِمْ كَذَا وَكَذَا ، وَمِنْ أَخْمَصِ
قَدَمِهِ إِلَى كَعْبِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ ، وَمِنْ كَعْبِهِ إِلَى
رُكْبَتِهِ مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ ، وَمِنْ رُكْبَتِهِ إِلَى أَرْنَبَتِهِ
مَسِيرَةُ خَمْسِمِائَةِ عَامٍ ، وَمِنْ تَرْقُوَتِهِ إِلَى مَوْضِعِ الْقُرْطِ مَسِيرَةُ
خَمْسِمِائَةِ عَامٍ.
رُوَاةُ هَذَا
الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ مُحْتَجٌّ بِهِمْ غَيْرَ عَلِيِّ بْنِ زَيْدِ بْنِ
جُدْعَانَ الْقُرَشِيِّ وَهُوَ وَإِنْ كَانَ مَوْقُوفًا عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ فَإِنَّهُ
عَجِيبٌ بِمَرَّةٍ.
8699- أَخْبَرَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ
، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ
: سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ
، يَقُولُ : سَمِعْتُ هُبَيْرَةَ بْنَ يَرِيمَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ
بْنَ مَسْعُودٍ ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ تَلاَ {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ
الأَرْضِ} ، قَالَ : أَرْضٌ كَالْفِضَّةِ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ لَمْ يُسْفَكْ
فِيهَا دَمٌ وَلَمْ يُعْمَلْ فِيهَا خَطِيئَةٌ يَسْمَعُهُمُ الدَّاعِي
وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ حُفَاةٌ عُرَاةٌ قِيَامًا ، ثُمَّ يُلْجِمُهُمُ
الْعَرَقُ.
وَقِيلَ عَنْ أَبِي
إِسْحَاقَ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ:
8700- أَخْبَرَنَاهُ أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ
إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْرَائِيلَ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، قَالَ :
سَمِعْتُ عَمْرَو بْنَ مَيْمُونٍ ، يُحَدِّثُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ ، فِي قَوْلِهِ
عَزَّ وَجَلَّ : {يَوْمَ تُبَدَّلُ الأَرْضُ غَيْرَ الأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ}
قَالَ : أَرْضٌ بَيْضَاءُ نَقِيَّةٌ لَمْ يُسْفَكْ فِيهَا دَمٌ وَلَمْ يُعْمَلْ
فِيهَا بِخَطِيئَةٍ يَسْمَعُهُمُ الدَّاعِي وَيَنْفُذُهُمُ الْبَصَرُ حُفَاةٌ عُرَاةٌ
كَمَا خُلِقُوا حَتَّى يُلْجِمَهُمُ الْعَرَقُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادَيْنِ جَمِيعًا عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8701- أَخْبَرَنَا
إِسْمَاعِيلُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَضْلِ الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا جَدِّي
، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ حَمْزَةَ الزُّبَيْرِيُّ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ ،
عَنْ جَابِرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : تُمَدُّ الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَدًّا لِعَظَمَةِ الرَّحْمَنِ
، ثُمَّ لاَ يَكُونُ لِبَشَرٍ مَنْ بَنِي آدَمَ إِلاَّ مَوْضِعَ قَدَمَيْهِ ، ثُمَّ
أُدْعَى أُولَى النَّاسِ فَأَخِرُّ سَاجِدًا ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فَأَقُومُ
فَأَقُولُ : يَا رَبِّ أَخْبَرَنِي هَذَا - لِجِبْرِيلَ وَهُوَ عَنْ يَمِينِ
الرَّحْمَنِ وَاللَّهِ مَا رَآهُ جِبْرِيلُ قَبْلَهَا قَطُّ - أَنَّكَ أَرْسَلْتَهُ إِلَيَّ ، قَالَ وَجِبْرِيلُ سَاكِتٌ لاَ يَتَكَلَّمُ
حَتَّى يَقُولَ اللَّهُ : صَدَقَ ، ثُمَّ يُؤْذَنُ لِي فِي الشَّفَاعَةِ فَأَقُولُ
: يَا رَبِّ عِبَادُكَ عَبَدُوكَ فِي أَطْرَافِ الأَرْضِ ، فَذَلِكَ الْمَقَامُ
الْمَحْمُودُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ وَقَدْ أَرْسَلَهُ
يُونُسُ بْنُ يَزِيدَ ، وَمَعْمَرُ بْنُ رَاشِدٍ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ.
أَمَّا حَدِيثُ
يُونُسَ:
8702- فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي يُونُسُ ، عَنِ
ابْنِ شِهَابٍ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ رَجُلٍ ، مِنْ أَهْلِ
الْعِلْمِ وَلَمْ يُسَمِّهِ أَنَّ الأَرْضَ تُمَدُّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ . ثُمَّ
ذَكَرَ الْحَدِيثَ بِنَحْوِهِ.
وَأَمَّا حَدِيثُ
مَعْمَرٍ:
8703- فَأَخْبَرَنَاهُ
مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ مَعْمَرٌ ، عَنِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ
عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تُمَدُّ
الأَرْضُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ ذَكَرَ مِثْلَهُ سَوَاءً.
8704- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ
الْحَارِثِ ، أَنَّ أَبَا عُشَّانَةَ الْمَعَافِرِيَّ ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ ،
سَمِعَ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ :
رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : تَدْنُو
الشَّمْسُ مِنَ الأَرْضِ فَيَعْرَقُ النَّاسُ ، فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَبْلُغُ
عَرَقُهُ إِلَى كَعْبَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى نِصْفِ السَّاقِ ،
وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ
الْعَجُزَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ الْخَاصِرَةَ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ مَنْكِبَيْهِ
، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ عُنُقَهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَبْلُغُ وَسَطَ فِيهِ
وَأَشَارَ بِيَدِهِ فَأَلْجَمَهَا فَاهُ ، رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَكَذَا وَمِنْهُمْ مَنْ يُغَطِّيهِ عَرَقُهُ وَضَرَبَ
بِيَدِهِ إِشَارَةً فَأَمَرَّ يَدَهُ فَوْقَ رَأْسِهِ مَنْ غَيْرِ أَنْ يُصِيبَ
الرَّأْسَ دُوَّرَ رَاحَتَهُ يَمِينًا وَشِمَالاً.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8705- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْقَنْطَرِيُّ بِبَغْدَادَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ عُمَيْرٍ ،
قَالَ : جَلَسْتُ إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ وَأَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمْ يَوْمُ الْجُمُعَةِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : يُلْجِمُ الْعَرَقَ النَّاسَ
فَقَالَ أَحَدُهُمَا : إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ ، وَقَالَ الآخَرُ
: يُلْجِمُهُ ، فَقَالَ
ابْنُ عُمَرَ بِإِصْبَعِهِ تَحْتَ شَحْمَةِ أُذُنِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8706- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْفَضْلِ الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ بْنِ يُوسُفَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى
بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، أَنْبَأَ
سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَيُحْبَسُ أَهْلُ الْجَنَّةِ بَعْدَمَا يُجَاوِزُونَ الصِّرَاطَ عَلَى
قَنْطَرَةٍ فَيُؤْخَذُ لِبَعْضِهِمْ مَنْ بَعْضٍ مَظَالِمُهُمُ الَّتِي تَظَالَمُوهَا
فِي الدُّنْيَا ، حَتَّى إِذَا هُذِّبُوا وَنُقُّوا أُذِنَ فِي دُخُولِ الْجَنَّةِ
فَلاَحَدُهُمْ أَعْرَفُ بِمَنْزِلِهِ فِي الآخِرَةِ مِنْهُ بِمَنْزِلِهِ كَانَ فِي
الدُّنْيَا.
قَالَ قَتَادَةُ :
قَالَ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ : مَا يُشْبِهُ إِلاَّ أَهْلَ
جُمُعَةٍ انْصَرَفُوا مَنْ جُمُعَتِهِمْ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8707- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ
بْنِ عَبْدِ الْحَكَمِ ، أَنْبَأَ ابْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ
بْنُ مَيْسَرَةَ ، عَنْ أَبِي هَانِئٍ الْخَوْلاَنِيِّ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الْحُبُلِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : تَلاَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ الآيَةَ : {يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : كَيْفَ بِكُمْ إِذَا جَمَعَكُمُ اللَّهُ
كَمَا يُجْمَعُ النَّبْلُ فِي الْكِنَانَةِ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، ثُمَّ لاَ
يَنْظُرُ اللَّهُ إِلَيْكُمْ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8708- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ الرَّحْمَنِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي الْوَزِيرِ التَّاجِرُ
، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِدْرِيسَ الرَّازِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو
اللَّيْثِيُّ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ حَاطِبٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنِ الزُّبَيْرِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ وَهَذِهِ السُّورَةُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} قَالَ الزُّبَيْرُ : يَا رَسُولَ اللهِ أَيُكَرَّرُ عَلَيْنَا مَا بَيْنَنَا
فِي الدُّنْيَا مَعَ خَوَاصِّ الذُّنُوبِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، لَيُكَرَّرَنَّ
عَلَيْكُمْ ذَلِكَ حَتَّى يُؤَدِّيَ إِلَى كُلِّ ذِي حَقٍّ حَقَّهُ قَالَ
الزُّبَيْرُ : وَاللَّهِ إِنَّ الأَمْرَ لَشَدِيدٌ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8709- حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ بْنِ الْحَسَنِ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ ،
حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ الْعَلاَءِ الرَّقِّيُّ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَبِي
أُنَيْسَةَ ، عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيِّ ، قَالَ : سَمِعْتُ
ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، يَقُولُ : لَقَدْ عِشْنَا بُرْهَةً مَنْ
دَهْرٍ وَمَا نَرَى هَذِهِ الآيَةَ نَزَلَتْ إِلاَّ فِينَا وَفِي أَهْلِ
الْكِتَابِ : {إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ عِنْدَ رَبِّكُمْ تَخْتَصِمُونَ} فَقُلْتُ : نَخْتَصِمُ أَمَّا
نَحْنُ فَلاَ نَعْبُدُ إِلاَّ اللَّهَ ، وَأَمَّا دِينُنَا فَالإِسْلاَمُ ، وَأَمَّا
كِتَابُنَا فَالْقُرْآنُ فَلاَ نُغَيِّرُ وَلاَ نُحَرِّفُ أَبَدًا ، وَأَمَّا
قِبْلَتُنَا فَالْكَعْبِةُ ، وَأَمَّا حَرَامُنَا أَوْ حَرَمُنَا فَوَاحِدٌ ،
وَأَمَّا نَبِيُّنَا فَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَكَيْفَ
نَخْتَصِمُ حَتَّى كَفَحَ بَعْضُنَا وُجُوهَ بَعْضٍ بِالسُّيُوفِ ، فَعَرَفْتُ
أَنَّهَا نَزَلَتْ فِينَا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8710- حَدَّثَنِي عَلِيُّ
بْنُ عِيسَى بْنِ إِبْرَاهِيمَ الْحِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ يَحْيَى
الْقُطَيْعِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ رَاشِدٍ الْمَازِنِيُّ ، حَدَّثَنَا
دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ عِكْرِمَةَ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : سَأَلَهُ نَافِعُ بْنُ الأَزْرَقِ ، عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :
{هَذَا يَوْمُ لاَ يَنْطِقُونَ} وَ {لاَ تَسْمَعُ إِلاَّ هَمْسًا} {وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ
عَلَى بَعْضٍ يَتَسَاءَلُونَ} وَ {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} فَمَا هَذَا ؟
قَالَ : وَيْحَكَ هَلْ سَأَلْتَ عَنْ هَذَا أَحَدًا قَبْلِي ؟ قَالَ : لاَ ، قَالَ
: أَمَا إِنَّكَ لَوْ كُنْتَ سَأَلْتَ هَلَكَتْ ، أَلَيْسَ قَالَ اللَّهُ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا
تَعُدُّونَ} ؟ قَالَ : بَلَى ، وَأَنَّ لِكُلِّ مِقْدَارِ يَوْمٍ مِنْ هَذِهِ الأَيَّامِ
لَوْنٌ مِنْ هَذِهِ الأَلْوَانِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8711- أَخْبَرَنِي أَبُو
مُحَمَّدٍ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ الْعَدْلُ ، قَالَ : سَمِعْتُ
الإِمَامَ أَبَا بَكْرٍ مُحَمَّدَ بْنَ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ، يَقُولُ :
سَأَلْتُ يُونُسَ بْنَ عَبْدِ الأَعْلَى الصَّدَفِيَّ عَنْ سَبَبِ مَوْتِ عَبْدِ
اللهِ بْنِ وَهْبٍ ، فَقَالَ : كَانَ يُقْرَأُ عَلَيْهِ كِتَابُ الأَهْوَالِ
فَقُرِئَ عَلَيْهِ خَبَرٌ فَخَرَّ مَغْشِيًّا عَلَيْهِ فَحَمَلْنَاهُ
وَأَدْخَلْنَاهُ الدَّارَ فَلَمْ يَزَلْ مَرِيضًا حَتَّى تُوُفِّيَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ.
8712- أَخْبَرَنِي أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُؤَمَّلِ ، حَدَّثَنَا الْفَضْلُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الشَّعْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا النُّفَيْلِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ أَعْيَنَ ،
عَنْ لَيْثِ بْنِ أَبِي سُلَيْمٍ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ، عَنْ صِلَةَ بْنِ
زُفَرَ ، عَنْ حُذَيْفَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : أَنَا سَيِّدُ النَّاسِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ،
يَدْعُونِي رَبِّي فَأَقُولُ : لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ تَبَارَكْتَ لَبَّيْكَ
وَحَنَانَيْكَ ، وَالْمَهْدِيُّ مَنْ هَدَيْتَ وَعَبْدُكَ بَيْنَ يَدَيْكَ ، لاَ
مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ ، تَبَارَكْتَ رَبَّ الْبَيْتِ
قَالَ : وَإِنَّ قَذْفَ الْمُحْصَنَةِ لَيَهْدِمُ عَمَلَ مِائَةِ سَنَةٍ.
وَقَدْ أَخْرَجَهُ
مُسْلِمٌ شَاهِدًا.
8713- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ مُوسَى ، حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ مُحَمَّدُ بْنُ
خَازِمٍ ، عَنْ مُوسَى بْنِ مُسْلِمٍ وَهُوَ الصَّغِيرُ ، عَنْ هِلاَلِ بْنِ
يِسَافٍ ، عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : قُلْتُ
لِأَبِي الدَّرْدَاءِ : أَلاَ تَبْتَغِي لِأَضْيَافِكَ مَا يَبْتَغِي الرِّجَالُ
لِأَضْيَافِهِمْ ؟ فَقَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّ أَمَامَكُمْ عَقَبَةً كَئُودًا لاَ يَجُوزُهَا الْمُثْقِلُونَ
فَأُحِبُّ أَنْ أَتَخَفَّفَ لِتِلْكَ الْعَقَبَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8714- حَدَّثَنِي أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، وَأَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ
جَعْفَرٍ بِبَغْدَادَ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ
حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ خَالِدٍ
الْحَذَّاءِ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا عُثْمَانَ النَّهْدِيَّ يُحَدِّثُ أَنَّ
النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يُرْفَعُ لِلرَّجُلِ
الصَّحِيفَةُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَا تَزَالُ مَظَالِمُ بَنِي آدَمَ تَتْبَعُهُ
حَتَّى مَا يَبْقَى حَسَنَةٌ ، وَتُزَادُ عَلَيْهِ مَنْ سَيِّئَاتِهِمْ قَالَ
: فَقَالَتْ لَهُ -
أَوْ قَالَ : فَقَالَ لَهُ عَاصِمٌ - عَمَّنْ يَا أَبَا عُثْمَانَ ، فَقَالَ :
عَنْ سَلْمَانَ ، وَسَعْدٍ ، وَابْنِ مَسْعُودٍ حَتَّى عَدَّ سِتَّةً أَوْ
سَبْعَةً مَنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
قَالَ شُعْبَةُ :
فَسَأَلْتُ عَاصِمًا عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ فَحَدَّثَنِيهِ ، عَنْ أَبِي عُثْمَانَ
، عَنْ سَلْمَانَ.
وَأَخْبَرَنِي عُثْمَانُ
بْنُ عَتَّابٍ ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا عُثْمَانَ ، يُحَدِّثُ بِهَذَا عَنْ
سَلْمَانَ وَأَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ
عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8715- حَدَّثَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ الأَصْبَهَانِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَسْلَمَةَ الْوَاسِطِيُّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ
هَارُونَ ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا الْقَاسِمُ بْنُ عَبْدِ
الْوَاحِدِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ
عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : بَلَغَنِي عَنْ رَجُلٍ مَنْ
أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَدِيثٌ فِي
الْقِصَاصِ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْهُ فَابْتَعْتُ بَعِيرًا فَشَدَدْتُ رَحْلِي ،
ثُمَّ سِرْتُ إِلَيْهِ شَهْرًا حَتَّى قَدِمْتُ مِصْرَ أَوْ قَالَ : الشَّامَ
فَأَتَيْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أُنَيْسٍ فَقُلْتُ : حَدِيثٌ بَلَغَنِي عَنْكَ
تُحَدِّثُ بِهِ سَمِعْتَهُ مَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَلَمْ أَسْمَعْهُ فِي الْقِصَاصِ خَشِيتُ أَنْ أَمُوتَ قَبْلَ أَنْ أَسْمَعَهُ ، فَقَالَ
عَبْدُ اللهِ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ
: يَوْمَ يُحْشَرُ الْعِبَادُ أَوْ قَالَ : النَّاسُ حُفَاةً عُرَاةً غُرْلاً
بُهْمًا لَيْسَ مَعَهُمْ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُنَادِيهِمْ بِصَوْتٍ يَسْمَعُهُ مَنْ
بَعُدَ كَمَا يَسْمَعُهُ مَنْ قَرُبَ : أَنَا الْمَلِكُ ، أَنَا الدَّيَّانُ ، لاَ
يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ أَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ ، وَلِأَحَدٍ
مِنْ أَهْلِ النَّارِ عَلَيْهِ مَظْلِمَةٌ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ ، وَلاَ
يَنْبَغِي لِأَحَدٍ مَنْ أَهْلِ النَّارِ أَنْ يَدْخُلَ النَّارَ وَلِأَحَدٍ مَنْ أَهْلِ
الْجَنَّةِ عِنْدَهُ مَظْلِمَةٌ حَتَّى أَقُصَّهُ مِنْهُ حَتَّى اللَّطْمَةَ قَالَ
: قُلْنَا : كَيْفَ وَإِنَّمَا نَأْتِي اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ عُرَاةً حُفَاةً
غُرْلاً بُهْمًا ، قَالَ : بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8716- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مِهْرَانَ ، حَدَّثَنَا
رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، أَنْبَأَ عَوْفٌ ، عَنْ أَبِي الْمُغِيرَةِ الْقَوَّاسِ ،
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ مُدَّتِ الأَرْضُ مَدَّ الأَدِيمِ وَحَشَرَ
اللَّهُ الْخَلاَئِقَ الإِنْسَ وَالْجِنَّ وَالدَّوَابَّ وَالْوُحُوشَ فَإِذَا كَانَ
ذَلِكَ الْيَوْمُ جَعَلَ اللَّهُ الْقِصَاصَ بَيْنَ الدَّوَابِّ حَتَّى تَقُصَّ
الشَّاةُ الْجَمَّاءُ مِنَ الْقَرْنَاءِ بِنَطْحَتِهَا فَإِذَا فَرَغَ اللَّهُ
مِنَ الْقِصَاصِ بَيْنَ الدَّوَابِّ قَالَ لَهَا : كُونِي تُرَابًا ، فَتَكُونُ تُرَابًا فَيَرَاهَا الْكَافِرُ
فَيَقُولُ : يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا.
رُوَاتُهُ عَنْ
آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ غَيْرَ أَنَّ أَبَا الْمُغِيرَةِ مَجْهُولٌ ، وَتَفْسِيرُ
الصَّحَابِيُّ مُسْنَدٌ.
8717- أَخْبَرَنِي أَبُو
بَكْرِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ الْمُزَكِّي ، بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
رَوْحٍ الْمَدَائِنِيُّ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ صَدَقَةُ
بْنُ مُوسَى ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بَابَنُوسَ
، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : الدَّوَاوِينُ ثَلاَثَةٌ فَدِيوَانٌ لاَ يَغْفِرُ
اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا ، وَدِيوَانٌ لاَ يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا ، وَدِيوَانٌ
لاَ يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا ، فَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لاَ يَغْفِرُ
اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا فَالإِشْرَاكُ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ اللَّهُ
عَزَّ وَجَلَّ : {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا
دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} وَأَمَّا الدِّيوَانُ الَّذِي لاَ يَعْبَأُ اللَّهُ بِهِ شَيْئًا
قَطُّ فَظُلْمُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ ، وَأَمَّا الدِّيوَانُ
الَّذِي لاَ يَتْرُكُ اللَّهُ مِنْهُ شَيْئًا فَمَظَالِمُ الْعِبَادِ بَيْنَهُمُ
الْقِصَاصُ لاَ مَحَالَةَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8718- حَدَّثَنَا أَبُو
مَنْصُورٍ مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْعَتَكِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ
اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَنَسٍ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ بَكْرٍ السَّهْمِيُّ ، أَنْبَأَ عَبَّادُ بْنُ شَيْبَةَ الْحَبَطِيُّ ،
عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَنَسٍ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
قَالَ : بَيْنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَالِسٌ إِذْ
رَأَيْنَاهُ ضَحِكَ حَتَّى بَدَتْ ثَنَايَاهُ ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ : مَا
أَضْحَكَكَ يَا رَسُولَ اللهِ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي ؟ قَالَ : رَجُلاَنِ مِنْ أُمَّتِي
جَثَيَا بَيْنَ يَدَيْ رَبِّ الْعِزَّةِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا
: يَا رَبِّ خُذْ لِي
مَظْلِمَتِي مِنْ أَخِي ، فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى لِلطَّالِبِ :
فَكَيْفَ تَصْنَعُ بِأَخِيكِ وَلَمْ يَبْقَ مِنْ حَسَنَاتِهِ شَيْءٌ ؟ قَالَ : يَا
رَبِّ فَلْيَحْمِلْ مِنْ أَوْزَارِي قَالَ : وَفَاضَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْبُكَاءِ ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ ذَاكَ
الْيَوْمَ عَظِيمٌ يَحْتَاجُ النَّاسُ أَنْ يُحْمَلَ عَنْهُمْ مِنْ أَوْزَارِهِمْ
، فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِلطَّالِبِ : ارْفَعْ بَصَرَكَ فَانْظُرْ فِي الْجِنَّانِ
فَرَفَعَ رَأْسَهُ ، فَقَالَ : يَا رَبِّ أَرَى مَدَائِنَ مِنْ ذَهَبٍ وَقُصُورًا
مِنْ ذَهَبً مُكَلَّلَةً بِالُّلؤْلُؤِ لِأَيِّ نَبِيٍّ هَذَا أَوْ لِأَيِّ
صِدِّيقٍ هَذَا أَوْ لِأَيِّ شَهِيدٍ هَذَا ؟ قَالَ : هَذَا لِمَنْ أَعْطَى الثَّمَنَ ، قَالَ : يَا رَبِّ وَمَنْ يَمْلِكُ ذَلِكَ
؟ قَالَ : أَنْتَ تَمْلِكُهُ ، قَالَ : بِمَاذَا ؟ قَالَ : بِعَفْوِكَ عَنْ أَخِيكَ ، قَالَ : يَا رَبِّ فَإِنِّي قَدْ عَفَوْتُ عَنْهُ
، قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : فَخُذْ بِيَدِ أَخِيكَ فَأَدْخِلْهُ الْجَنَّةَ
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِنْدَ ذَلِكَ :
اتَّقُوا اللَّهَ وَأَصْلِحُوا ذَاتَ بَيْنِكُمْ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى
يُصْلِحُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8719- أَخْبَرَنِي أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الصَّنْعَانِيُّ بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ
تَعَالَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ الدَّبَرِيُّ ، أَنْبَأَ
عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ عَبْدُ اللهِ بْنُ بَحِيرٍ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ ، قَالَ : سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى
يَوْمِ الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُ رَأْيُ عَيْنٍ فَلْيَقْرَأْ : إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا السَّمَاءُ انْفَطَرَتْ وَإِذَا السَّمَاءُ
انْشَقَّتْ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8720- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ
بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، أَنْبَأَ
عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، أَنْبَأَ الْفَضْلُ بْنُ عِيسَى الرَّقَاشِيُّ
، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنَّ الْعَارَ لَيَلْزَمُ الْمَرْءُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى
يَقُولَ : يَا رَبِّ لاَرْسَالُكَ بِي إِلَى النَّارِ أَيْسَرُ عَلَي مِمَّا
أَلْقَى ، وَإِنَّهُ لَيَعْلَمُ مَا فِيهَا مِنْ شِدَّةِ الْعَذَابِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8721- وَأَخْبَرَنَا
الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ، أَنْبَأَ
عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، أَنْبَأَ سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنِ
الْحَسَنِ ، وَالْعَلاَءِ بْنِ زِيَادٍ ، عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : تَحَدَّثْنَا عِنْدَ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ لَيْلَةٍ وَأَكْثَرْنَا
الْحَدِيثَ ، قَالَ : ثُمَّ تَرَاجَعْنَا إِلَى الْبُيُوتِ فَلَمَّا أَصْبَحْنَا غَدَوْنَا
عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : عُرِضَتْ عَلَيَّ الأَنْبِيَاءُ اللَّيْلَةَ
بِأَتْبَاعِهَا مِنْ أُمَّتِهَا فَجَعَلَ النَّبِيُّ يَجِيءُ وَمَعَهُ
الثَّلاَثَةُ مِنْ قَوْمِهِ ، وَالنَّبِيُّ وَمَعَهُ الْعِصَابَةُ ، وَالنَّبِيُّ
وَمَعَهُ النَّفْرُ ، وَالنَّبِيُّ لَيْسَ مَعَهُ أَحَدٌ مِنْ قَوْمِهِ ، حَتَّى
أَتَى عَلَيَّ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ فِي كَبْكَبَةٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ
فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ أَعْجَبُونِي ، فَقُلْتُ : رَبِّ مَنْ هَؤُلاَءِ ؟ قَالَ :
هَذَا أَخُوكَ مُوسَى بْنُ عِمْرَانَ وَمَنْ تَبِعَهُ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ ،
قَالَ : قُلْتُ : رَبِّ فَأَيْنَ أُمَّتِي ؟ فَقِيلَ لِي : انْظُرْ عَنْ
يَمِينِكَ فَإِذَا الظِّرَابُ ظِرَابُ مَكَّةَ قَدْ سُوِّدَ بِوُجُوهِ الرِّجَالِ
، فَقُلْتُ : رَبِّ مَنْ هَؤُلاَءِ ؟ قَالَ : أُمَّتُكَ ، قَالَ : فَقِيلَ لِي :
هَلْ رَضِيتَ ؟ فَقُلْتُ : رَبِّ رَضِيتُ ، قَالَ : ثُمَّ قِيلَ لِي
: إِنَّ مَعَ هَؤُلاَءِ
سَبْعِينَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ لاَ حِسَابَ عَلَيْهِمْ قَالَ :
فَأَنْشَأَ عُكَّاشَةُ بْنُ مِحْصَنٍ أَخُو بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ ،
فَقَالَ : يَا نَبِيَّ اللهِ ادْعُ رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، قَالَ :
اللَّهُمَّ اجْعَلْهُ مِنْهُمْ ثُمَّ أَنْشَأَ رَجُلٌ آخَرُ ، فَقَالَ : يَا
نَبِيَّ اللهِ ادْعُ رَبَّكَ أَنْ يَجْعَلَنِي مِنْهُمْ ، قَالَ : فَقَالَ :
سَبَقَكَ بِهَا عُكَّاشَةُ قَالَ : ثُمَّ قَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : فِدًا
لَكُمْ أَبِي وَأُمِّي إِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَكُونُوا مِنَ السَّبْعِينَ
فَكُونُوا ، فَإِنْ عَجَزْتُمْ وَقَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الظِّرَابِ ،
فَإِنْ عَجَزْتُمْ وَقَصَّرْتُمْ فَكُونُوا مِنْ أَهْلِ الآفُقِ فَإِنِّي رَأَيْتُ
ثَمَّ نَاسًا يَتَهَرَّشُونَ كَثِيرًا قَالَ : ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي لاَرْجُو أَنْ يَكُونَ مَنْ تَبِعَنِي مِنْ أُمَّتِي رُبْعَ
أَهْلِ الْجَنَّةِ قَالَ : فَكَبَّرْنَا ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي لاَرْجُو أَنْ تَكُونُوا
الثُّلُثَ فَكَبَّرْنَا ، ثُمَّ قَالَ : إِنِّي لاَرْجُو أَنْ تَكُونُوا الشَّطْرَ
فَكَبَّرْنَا ، قَالَ : فَتَلاَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
{ثُلَّةٌ مِنَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِنَ الآخَرِينَ} قَالَ : فَرَاجَعَ
الْمُسْلِمُونَ عَلَى هَؤُلاَءِ السَّبْعِينَ فَقَالُوا : نَرَاهُمْ نَاسًا
وُلِدُوا فِي الإِسْلاَمِ ثُمَّ لَمْ يَزَالُوا يَعْمَلُونَ بِهِ حَتَّى مَاتُوا
عَلَيْهِ ، فَنُمِيَ حَدِيثُهُمْ ذَلِكَ إِلَى نَبِيِّ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ : لَيْسَ كَذَلِكَ وَلَكِنَّهُمُ الَّذِينَ لاَ يَسْتَرْقُونَ
وَلاَ يَكْتَوُونَ وَلاَ يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
8722- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى الذُّهْلِيُّ ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا ابْنُ
عُلَيَّةَ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ عُبَيْدٍ ، عَنِ الْحَسَنِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : ذَكَرْتُ النَّارَ فَبَكَيْتُ ، فَقَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : مَا لَكِ يَا عَائِشَةُ ؟ قَالَتْ :
ذَكَرْتُ النَّارَ فَبَكَيْتُ فَهَلْ تَذْكُرُونَ أَهْلِيكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَمَّا فِي ثَلاَثِ
مَوَاطِنَ فَلاَ يَذْكُرُ أَحَدٌ أَحَدًا حَتَّى يَعْلَمَ أَيَخِفُّ مِيزَانُهُ
أَمْ يَثْقُلُ ، وَعِنْدَ الْكُتُبِ حَتَّى يُقَالَ : {هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ} حَتَّى يَعْلَمَ أَيْنَ يَقَعُ
كِتَابُهُ أَفِي يَمِينِهِ أَمْ فِي شِمَالِهِ أَوْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِهِ ، وَعِنْدَ
الصِّرَاطِ إِذَا وَضَعَ بَيْنَ ظَهْرَيْ جَهَنَّمَ حَافَّتَاهُ كَلاَلِيبُ
كَثِيرَةٌ وَحَسَكٌ كَثِيرٌ يَحْبِسُ اللَّهُ بِهَا مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ
حَتَّى يَعْلَمَ أَيَنْجُو أَمْ لاَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ
إِسْنَادُهُ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ لَوْلاَ إِرْسَالٌ فِيهِ بَيْنَ الْحَسَنِ
وَعَائِشَةَ ، عَلَى أَنَّهُ قَدْ صَحَّتِ الرِّوَايَاتُ أَنَّ الْحَسَنَ كَانَ
يَدْخُلُ وَهُوَ صَبِيٌّ مَنْزِلَ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَأُمِّ
سَلَمَةَ.
8723- حَدَّثَنَا أَبُو
زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ الْقَيْسَانِ ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ عَلِيٍّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الأَسْوَدِ ، حَدَّثَنِي ابْنُ أَبِي
مُلَيْكَةَ ، قَالَ : جَلَسْنَا إِلَى عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو فِي الْحِجْرِ ،
فَقَالَ : ابْكُوا فَإِنْ لَمْ تَجِدُوا بُكَاءً فَتَبَاكَوْا ، لَوْ تَعْلَمُونَ
الْعِلْمَ لَصَلَّى أَحَدُكُمْ حَتَّى يَنْكَسِرَ ظَهْرُهُ وَلَبَكَى حَتَّى
يَنْقَطِعَ صَوْتُهُ.
هَذَا إِسْنَادٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8724- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ مَرْزُوقٍ ،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ يُونُسَ بْنِ خَبَّابٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُجَاهِدًا
، يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : لَوْ تَعْلَمُونَ
مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، وَلَمَّا سَاغَ
لَكُمُ الطَّعَامُ وَلاَ الشَّرَابُ ، وَلَمَا نِمْتُمْ عَلَى الْفُرُشِ وَلَهَجَرْتُمُ
النِّسَاءَ ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ تَجْأَرُونَ وَتَبْكُونَ
وَلَوَدِدْتُ أَنَّ اللَّهَ خَلَقَنِي شَجَرَةً تُعَضَّدُ.
هَذَا إِسْنَادٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8725- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا الرَّبِيعُ بْنُ سُلَيْمَانَ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ،
أَنَّ خَالِدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الزِّيَادِيَّ ، حَدَّثَهُ ، عَنْ أَبِي
عُثْمَانَ الأَصْبَحِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَوْ تَعْلَمُونَ مَا
أَعْلَمُ لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً ، يَظْهَرُ النِّفَاقُ ، وَتُرْفَعُ
الأَمَانَةُ ، وَتُقْبَضُ الرَّحْمَةُ ، وَيُتَّهَمُ الأَمِينُ ، وَيُؤْتَمَنُ
غَيْرُ الأَمِينِ ، أَنَاخَ بِكُمُ السَّرَفُ وَالْحُوبُ قَالُوا : وَمَا
السَّرَفُ وَالْحُوبُ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : الْفِتَنُ كَأَمْثَالِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
8726- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ
إِسْرَائِيلُ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ مُهَاجِرٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنْ
مُوَرِّقٍ ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنِّي أَرَى مَا لاَ تَرَوْنَ ، وَأَسْمَعُ مَا لاَ تَسْمَعُونَ ، أَطَّتِ
السَّمَاءُ وَحُقَّ لَهَا أَنْ تَئِطَّ ، مَا فِيهَا مَوْضِعُ أَرْبَعِ أَصَابِعٍ
إِلاَّ وَمَلَكٌ وَاضِعٌ جَبْهَتَهُ سَاجِدًا لِلَّهِ ، وَاللَّهِ لَوْ
تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا ، وَمَا
تَلَذَّذْتُمْ بِالنِّسَاءِ عَلَى الْفُرُشِ ، وَلَخَرَجْتُمْ إِلَى الصُّعُدَاتِ
تَجْأَرُونَ إِلَى اللهِ ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ شَجَرَةً تُعَضَّدُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8727- أَخْبَرَنَا أَبُو
جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا
أَحْمَدُ بْنُ حَازِمٍ الْغِفَارِيُّ ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ حَمْزَةَ ،
عَنْ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ
: اللَّهُمَّ
حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا قَالَ : فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ مَا
الْحِسَابُ الْيَسِيرُ ؟ قَالَ : أَنْ يَنْظُرَ فِي سَيِّئَاتِهِ وَيَتَجَاوَزَ
لَهُ عَنْهَا ، إِنَّهُ مَنْ نُوقِشَ الْحِسَابَ يَوْمَئِذٍ هَلَكَ ، وَكُلَّمَا
يُصِيبُ الْمُؤْمِنَ يُكَفِّرُ اللَّهُ عَنْهُ مِنْ سَيِّئَاتِهِ حَتَّى
الشَّوْكَةَ تَشُوكُهُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ وَشَاهِدُهُ
عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا.
8728- أَخْبَرْنَاهُ أَبُو
سَعِيدٍ أَحْمَدُ بْنُ يَعْقُوبَ الثَّقَفِيُّ ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ
، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ الْقَوَارِيرِيُّ ، حَدَّثَنَا حَرَمِيُّ
بْنُ عُمَارَةَ ، حَدَّثَنَا الْحَرِيشُ بْنُ الْخِرِّيتِ ، حَدَّثَنَا ابْنُ
أَبِي مُلَيْكَةَ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : مَرَّ بِي
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَنَا رَافِعَةٌ يَدَيَّ
وَأَنَا أَقُولُ : اللَّهُمَّ حَاسِبْنِي حِسَابًا يَسِيرًا ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : تَدْرِينَ مَا ذَلِكَ الْحِسَابُ ؟ فَقُلْتُ
: ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا} فَقَالَ لِي : يَا عَائِشَةُ إِنَّهُ
مَنْ حُوسِبَ خُصِمَ ذَلِكَ الْمَمَرُّ بَيْنَ يَدَيِ اللهِ تَعَالَى.
8729- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَكَّارُ بْنُ قُتَيْبَةَ
الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا صَفْوَانُ بْنُ عِيسَى الْقَاضِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عَجْلاَنَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي يُحَدِّثُ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ أَهْوَنَ
أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ يُحْذَى لَهُ نَعْلاَنِ مِنْ
نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ ، وَلَهُ شَوَاهِدُ عَنْ عَبْدِ
اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ ، وَالنُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، وَأَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِأَلْفَاظٍ
مُخْتَلِفَةٍ أَمَّا حَدِيثُ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ:
8730- فَأَخْبَرْنَاهُ الشَّيْخُ
أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ الْخَطْمِيُّ ،
وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ السُّلَمِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
أُسَامَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، حَدَّثَنَا أَبُو إِسْحَاقَ ، عَنِ النُّعْمَانِ
بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا مَنْ لَهُ
نَعْلاَنِ وَشِرَاكَانِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِي
الْمِرْجَلُ ، وَمَا يَرَى أَنَّ فِي النَّارِ أَشَدَّ عَذَابًا مِنْهُ وَأَنَّهُ
لاَهْوَنُهُمْ عَذَابًا.
8731- وَأَخْبَرَنَا الشَّيْخُ
أَبُو بَكْرٍ ، أَنْبَأَ مُوسَى بْنُ إِسْحَاقَ ، وَإِسْمَاعِيلُ بْنُ قُتَيْبَةَ
، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
أُسَامَةَ ، عَنِ الأَعْمَشِ ، قَالَ : سَمِعْتُ خَيْثَمَةَ ، يَذْكُرُ هَذَا الْحَدِيثَ أَيْضًا عَنِ النُّعْمَانِ
بْنِ بَشِيرٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8732- حَدَّثَنِي أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ بَالَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ
أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدٌ ، قَالَ :
وَحَدَّثَنَا الإِمَامُ أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ بْنِ خُزَيْمَةَ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ ،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبَا إِسْحَاقَ ، يَقُولُ : سَمِعْتُ
النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، يَخْطُبُ يَقُولُ :
سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّ
أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ لِرَجُلٍ يُوضَعُ عَلَى أَخْمَصِ
قَدَمَيْهِ جَمْرَةٌ يَغْلِي مِنْهَا دِمَاغُهُ.
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ
الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8733- وَأَخْبَرَنِي أَبُو
الْعَبَّاسِ الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا
عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ ، عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ ،
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّ أَهْوَنَ
أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ فِي أَخْمَصِ قَدَمَيْهِ
جَمْرَتَانِ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ كَمَا يَغْلِي الْمِرْجَلُ
وَالْقُمْقَمَةُ.
وَأَمَّا حَدِيثُ
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ:
8734- فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو
بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، حَدَّثَنَا
حَجَّاجُ بْنُ مِنْهَالٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ سَعِيدٍ
الْجُرَيْرِيِّ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
إِنَّ أَهْوَنَ أَهْلِ النَّارِ عَذَابًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ رَجُلٌ مُتَنَعِّلٌ بِنَعْلَيْنِ
مَنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا دِمَاغُهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ فِي النَّارِ إِلَى
رُكْبَتَيْهِ مَعَ أَجْزَاءِ الْعَذَابِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ عَلَى
أَرْدِيَتِهِ مَعَ أَجْزَاءِ الْعَذَابِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ هُوَ إِلَى
تَرْقُوَتِهِ مَعَ أَجْزَاءِ الْعَذَابِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ قَدِ اغْتُمِرَ فِيهَا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
وَأَمَّا حَدِيثُ
ابْنِ عَبَّاسٍ:
8735- فَحَدَّثْنَاهُ أَبُو
جَعْفَرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الْحَافِظُ بِهَمَدَانَ ، حَدَّثَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دِيزِيلَ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي
إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادٌ ، حَدَّثَنَا ثَابِتٌ الْبُنَانِيُّ ، عَنْ أَبِي
عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ :
قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَهْوَنُ النَّاسِ
عَذَابًا أَبُو طَالِبٍ وَفِي رِجْلَيْهِ نَعْلاَنِ مِنْ نَارٍ يَغْلِي مِنْهُمَا
دِمَاغُهُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ إِنَّمَا اتَّفَقَا عَلَى
حَدِيثِ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ ،
عَنِ الْعَبَّاسِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ أَبَا طَالِبٍ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَمْنَعُكَ
وَيَغْضَبُ لَكَ فَهَلْ نَفَعْتَهُ ؟ قَالَ : قَدْ وَجَدْتُهُ فِي غَمَرَاتٍ مِنَ
النَّارِ فَأَخْرَجْتُهُ إِلَى ضَحْضَاحٍ.
وَحَدِيثُ يَزِيدَ
بْنِ الْهَادِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُبَابٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ أَنَّهُ
سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذُكِرَ عِنْدَهُ
عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ ، قَالَ : فَلَعَلَّهُ أَنْ تَنْفَعَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ
الْقِيَامَةِ فَيُجْعَلَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنَ النَّارِ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ يَغْلِي
مِنْهُ دِمَاغُهُ.
8736- حَدَّثَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، وَأَبُو الْفَضْلِ الْحَسَنُ
بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ : قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ
الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ ، أَنْبَأَ هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ ،
حَدَّثَنَا زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ ، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ هَلْ
نَرَى رَبَّنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ؟ قَالَ : هَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ
الشَّمْسِ بِالظَّهِيرَةِ صَحْوًا لَيْسَ فِيهَا سَحَابٌ ؟ فَقُلْنَا : لاَ يَا
رَسُولَ اللهِ ، قَالَ : فَهَلْ تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ الْبَدْرِ صَحْوًا
لَيْسَ فِيهِ سَحَابٌ ؟ قَالُوا : لاَ ، قَالَ : مَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِلاَّ كَمَا تُضَارُّونَ فِي رُؤْيَةِ أَحَدِهِمَا ، إِذَا
كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ نَادَى مُنَادٍ أَلاَ لِتَلْحَقْ كُلُّ أُمَّةٍ بِمَا
كَانَتْ تَعْبُدُ فَلاَ يَبْقَى أَحَدٌ كَانَ يَعْبُدُ صَنَمًا وَلاَ وَثَنًا
وَلاَ صُورَةً إِلاَّ ذَهَبُوا حَتَّى يَتَسَاقَطُوا فِي النَّارِ وَيَبْقَى مَنْ
كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ مِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ وَغُبَّرَاتِ أَهْلَ الْكِتَابِ
، ثُمَّ تُعْرَضُ جَهَنَّمُ كَأَنَّهَا سَرَابٌ يَحْطِمُ بَعْضُهَا بَعْضًا ،
ثُمَّ يُدْعَى الْيَهُودُ فَيَقُولُ : مَاذَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ
: عُزَيْرًا ابْنَ اللهِ ، فَيَقُولُ : كَذَبْتُمْ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلاَ وَلَدٍ فَمَا تُرِيدُونَ
؟ فَيَقُولُونَ : أَيْ رَبَّنَا ظَمِئْنَا اسْقِنَا ، فَيَقُولُ :
أَفَلاَ تَرِدُونَ ،
فَيَذْهَبُونَ حَتَّى يَتَسَاقَطُوا فِي النَّارِ ، ثُمَّ يُدْعَى النَّصَارَى
فَيَقُولُ : مَاذَا كُنْتُمْ تَعْبُدُونَ فَيَقُولُونَ : الْمَسِيحَ ابْنَ اللهِ ،
فَيَقُولُ : كَذَبْتُمْ مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ صَاحِبَةٍ وَلاَ وَلَدٍ فَمَا
تُرِيدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : أَيْ رَبَّنَا ظَمِئْنَا اسْقِنَا ، فَيَقُولُ :
أَفَلاَ تَرِدُونَ فَيَذْهَبُونَ حَتَّى يَتَسَاقَطُوا فِي النَّارِ فَيَبْقَى
مَنْ كَانَ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ مِنْ بَرٍّ وَفَاجِرٍ ثُمَّ يَتَبَدَّى اللَّهُ
لَنَا فِي صُورَةٍ غَيْرِ صُورَتِهِ الَّتِي كُنَّا رَأَيْنَاهُ فِيهِ أَوَّلَ
مَرَّةٍ فَيَقُولُ : أَيُّهَا النَّاسُ لَحِقَتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِمَا كَانَتْ تَعْبُدُ
وَبَقِيتُمْ ، فَلاَ يُكَلِّمُهُ يَوْمَئِذٍ إِلاَّ الأَنْبِيَاءُ ، فَيَقُولُونَ
: فَارَقْنَا النَّاسَ فِي الدُّنْيَا وَنَحْنُ كُنَّا إِلَى صُحْبَتِهِمْ فِيهَا
أَحْوَجَ ، لَحِقَتْ كُلُّ أُمَّةٍ بِمَا كَانَتْ تَعْبُدُ وَنَحْنُ نَنْتَظِرُ رَبَّنَا
الَّذِي كُنَّا نَعْبُدُ ، فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ ، فَيَقُولُونَ : نَعُوذُ
بِاللَّهِ مِنْكَ ، فَيَقُولُ : هَلْ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ اللهِ مِنْ آيَةٍ
تَعْرِفُونَهَا ؟ فَيَقُولُونَ : نَعَمُ السَّاقُ
فَيُكْشَفُ عَنْ
سَاقٍ فَيَخِرُّ سَاجِدًا أَجْمَعُونَ وَلاَ يَبْقَى أَحَدٌ كَانَ سَجَدَ فِي
الدُّنْيَا سُمْعَةً وَلاَ رِيَاءً وَلاَ نِفَاقًا إِلاَّ عَلَى ظَهْرِهِ طَبَقٌ
وَاحِدٌ كُلَّمَا أَرَادَ أَنْ يَسْجُدَ خَرَّ عَلَى قَفَاهُ ، قَالَ : ثُمَّ
يُرْفَعُ بَرُّنَا وَمُسِيئُنَا وَقَدْ عَادَ لَنَا فِي صُورَتِهِ الَّتِي رَأَيْنَاهُ
فِيهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ ، فَيَقُولُ : أَنَا رَبُّكُمْ ، فَيَقُولُونَ : نَعَمْ أَنْتَ
رَبُّنَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ ثُمَّ يُضْرَبُ الْجِسْرُ عَلَى جَهَنَّمَ ، قُلْنَا :
وَمَا الْجِسْرُ يَا رَسُولَ اللهِ بِأَبِينَا أَنْتَ وَأَمِّنَّا ؟ قَالَ :
دَحْضٌ مَزِلَّةٌ لَهَا كَلاَلِيبُ وَخَطَاطِيفُ وَحَسَكٌ بِنَجْدٍ عُقَيقٌ
يُقَالُ لَهَا السَّعْدَانُ فَيَمُرُّ الْمُؤْمِنُ كَلَمْحِ الْبَرْقِ ،
وَكَالطَّرْفِ ، وَكَالرِّيحِ ، وَكَالطَّيْرِ وَكَأَجَاوِدِ الْخَيْلِ
وَالْمَرَاكِبِ فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَمَخْدُوشٌ مُرْسَلٌ وَمُكَرْدَسٌ فِي نَارِ
جَهَنَّمَ ، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ مَا أَحَدُكُمْ بِأَشَدَّ مِنَّا شِدَّةً
فِي اسْتِيفَاءِ الْحَقِّ يَرَاهُ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي إِخْوَانِهِمْ إِذَا
رَأَوْهُمْ قَدْ خَلَصُوا مِنَ النَّارِ ، يَقُولُونَ : أَيْ رَبَّنَا
إِخْوَانُنَا كَانُوا يُصَلُّونَ مَعَنَا ، وَيَصُومُونَ مَعَنَا ، وَيَحُجُّونَ
مَعَنَا ، وَيُجَاهِدُونَ مَعَنَا ، قَدْ أَخَذَتْهُمُ النَّارُ فَيَقُولُ اللَّهُ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى : اذْهَبُوا فَمَنْ عَرَفْتُمْ صُورَتَهُ فَأَخْرِجُوهُ ،
وَتُحَرَّمُ صُوَرُهُمْ عَلَى النَّارِ فَيَجِدُ الرَّجُلَ قَدْ أَخَذَتْهُ
النَّارُ إِلَى قَدَمَيْهِ ، وَإِلَى أَنْصَافِ سَاقَيْهِ ، وَإِلَى رُكْبَتَيْهِ
وَإِلَى حِقْوَيْهِ ، فَيَخْرُجُونَ مِنْهَا بَشَرًا ثُمَّ يَعُودُونَ
فَيَتَكَلَّمُونَ فَلاَ يَزَالُ يَقُولُ لَهُمْ حَتَّى يَقُولَ : اذْهَبُوا
فَأَخْرِجُوا مَنْ وَجَدْتُمْ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ مِنْ خَيْرٍ
فَأَخْرِجُوهُ فَكَانَ أَبُو سَعِيدٍ إِذَا حَدَّثَ بِهَذَا الْحَدِيثِ ، يَقُولُ
: إِنْ لَمْ تُصَدِّقُوا فَاقْرَأُوا {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا
وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا} فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا لَمْ نَذَرْ فِيهَا خَيْرًا ، فَيَقُولُ : هَلْ بَقِيَ
إِلاَّ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ؟ قَدْ شَفَعَتِ الْمَلاَئِكَةُ وَشَفَعَ الأَنْبِيَاءُ
فَهَلْ بَقِيَ إِلاَّ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ؟ قَالَ : فَيَأْخُذُ قَبْضَةً مِنَ النَّارِ فَيُخْرِجُ قَوْمًا قَدْ عَادُوا حُمَمَةً
لَمْ يَعْمَلُوا لَهُ عَمَلَ خَيْرٍ قَطُّ ، فَيُطْرَحُونَ فِي نَهْرٍ يُقَالُ
لَهُ نَهَرُ الْحَيَاةِ فَيَنْبُتُونَ فِيهِ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ كَمَا
تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ أَلَمْ تَرَوْهَا وَمَا يَلِيهَا مِنَ
الظِّلِّ أَصْفَرُ وَمَا يَلِيهَا مِنَ الشَّمْسِ أَخْضَرُ ؟ قَالَ : قُلْنَا :
يَا رَسُولَ اللهِ كَأَنَّكَ تَكُونُ فِي الْمَاشِيَةِ ، قَالَ : يَنْبُتُونَ
كَذَلِكَ فَيَخْرُجُونَ أَمْثَالَ اللُّؤْلُؤِ يُجْعَلُ فِي رِقَابِهِمُ
الْخَوَاتِيمُ ثُمَّ يُرْسَلُونَ فِي الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُ أَهْلُ الْجَنَّةِ :
هَؤُلاَءِ الْجَهَنَّمِيُّونَ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ أَخْرَجَهُمْ مِنَ النَّارِ بِغَيْرِ
عَمَلٍ عَمِلُوهُ وَلاَ خَيْرٍ قَدَّمُوهُ ، يَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : خُذُوا
فَلَكُمْ مَا أَخَذْتُمْ فَيَأْخُذُونَ حَتَّى يَنْتَهُوا ، ثُمَّ يَقُولُونَ :
لَنْ يُعْطِيَنَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مَا أَخَذْنَا ، فَيَقُولُ اللَّهُ
تَبَارَكَ وَتَعَالَى : فَإِنِّي أَعْطَيْتُكُمْ أَفْضَلَ مِمَّا أَخَذْتُمْ ،
فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا وَمَا أَفْضَلُ مِنْ ذَلِكَ وَمِمَّا أَخَذْنَا ؟
فَيَقُولُ : رِضْوَانِي بِلاَ سَخَطٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ إِنَّمَا اتَّفَقَا
عَلَى حَدِيثِ الزُّهْرِيِّ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، وَعَطَاءِ بْنِ
يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ مُخْتَصَرًا ، وَأَخْرَجَ مُسْلِمٌ
وَحْدَهُ حَدِيثَ عَبْدِ الرَّزَّاقِ ، عَنْ مَعْمَرٍ ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ
، عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ بِأَقَلَّ مِنْ نِصْفِ هَذِهِ السِّيَاقَةِ.
8737- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ
مُحَمَّدِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا خَالِدُ بْنُ
الْحَارِثِ ، أَنْبَأَ عُثْمَانُ بْنُ غِيَاثٍ الرَّاسِبِيُّ ، أَنَّ أَبَا
نَضْرَةَ ، حَدَّثَهُمْ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : يُجْمَعُ النَّاسُ
عِنْدَ جِسْرِ جَهَنَّمَ عَلَيْهِ حَسَكٌ وَكَلاَلِيبُ ، وَيَمُرُّ النَّاسُ فَيَمُرُّ
مِنْهُمْ مِثْلُ الْبَرْقِ ، وَبَعْضُهُمْ مِثْلُ الْفَرَسِ الْمُضَمَّرِ ،
وَبَعْضُهُمْ يَسْعَى ، وَبَعْضُهُمْ يَمْشِي ، وَبَعْضُهُمْ يَزْحَفُ ،
وَالْمَلاَئِكَةُ بِجَنْبَتَيْهِ تَقُولُ : اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ
وَالْكَلاَلِيبُ تَخْطَفُهُمْ ، قَالَ : وَأَمَّا أَهْلُهَا الَّذِينَ هُمْ
أَهْلُهَا فَلاَ يَمُوتُونَ وَلاَ يَحْيَوْنَ ، وَأَمَّا أُنَاسٌ يُؤْخَذُونَ
بِذُنُوبٍ وَخَطَايَا يَحْتَرِقُونَ فَيَكُونُونَ فَحْمًا فَيُؤْخَذُونَ
ضِبَارَاتٍ ضِبَارَاتٍ فَيُقْذَفُونَ عَلَى نَهْرٍ مِنَ الْجَنَّةِ ، فَيَنْبُتُونَ
كَمَا تَنْبُتُ الْحِبَّةُ فِي حَمِيلِ السَّيْلِ ، قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : هَلْ رَأَيْتُمُ الصَّبْغَاءَ ؟ ثُمَّ إِنَّهُمْ بَعْدُ
يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ ، قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : فَيُعْطَى
أَحَدُهُمْ مِثْلَ الدُّنْيَا ، قَالَ : وَعَلَى الصِّرَاطِ ثَلاَثُ شَجَرَاتٍ
فَيَكُونُ آخِرُ مَنْ يَخْرُجُ مِنَ النَّارِ عَلَى شَفَتِهَا فَيَقُولُ : يَا
رَبِّ قَدِّمْنِي إِلَى هَذِهِ الشَّجَرَةِ أَكُونُ فِي ظِلِّهَا وَآكُلُ مِنْ
ثَمَرِهَا ، قَالَ : فَيَقُولُ : عَهْدُكَ وَذِمَّتُكَ لاَ تَسْأَلْنِي غَيْرَهَا ،
فَيَقُولُ : عَهْدِي وَذِمَّتِي لاَ أَسْأَلُ غَيْرَهَا ، فَيُحَوَّلُ إِلَيْهَا فَيَرَى
أُخْرَى أَحْسَنَ مِنْهَا فَيَقُولُ : يَا رَبِّ هَذِهِ آكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا
وَأَكُونُ فِي ظِلِّهَا ، فَيُحَوَّلُ إِلَيْهَا ، ثُمَّ يَرَى أُخْرَى أَحْسَنَ
مِنْهَا فَيَقُولُ : يَا رَبِّ هَذِهِ آكُلُ مِنْ ثَمَرِهَا وَأَكُونُ فِي
ظِلِّهَا فَيُحَوَّلُ إِلَيْهَا ، قَالَ : فَيَسْمَعُ أَصْوَاتَ النَّاسِ وَيَرَى سَوَادَهُمْ ، فَيَقُولُ : يَا
رَبِّ أَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ : ثُمَّ ذَكَرَ عَلَى أَثَرِهِ
أَصْحَابَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، ذَكَرَهَا فَقَالَ
أَحَدُهُمَا : يُعْطَى مِثْلُ الدُّنْيَا وَمِثْلُهَا مَعَهَا ، وَقَالَ آخَرُ :
مِثْلُ الدُّنْيَا وَعَشْرُ أَمْثَالِهَا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8738- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَبُو زُرْعَةَ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ عَمْرٍو الدِّمَشْقِيُّ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ خَالِدٍ
الْوَهْبِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ
بْنُ الْمُغِيرَةِ بْنِ مُعَيْقِيبٍ ، عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ عَمْرٍو
الْعُتْوَارِيِّ ، حَدَّثَنِي لَيْثٌ ، وَكَانَ فِي حِجْرِ أَبِي سَعِيدٍ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : يُوضَعُ الصِّرَاطُ بَيْنَ ظَهْرَانَيْ
جَهَنَّمَ عَلَيْهِ حَسَكٌ كَحَسَكِ السَّعْدَانِ ثُمَّ يَسْتَجِيزُ النَّاسُ
فَنَاجٍ مُسَلَّمٌ وَمَجْرُوحٌ بِهِ فَمُنَاخٌ مُحْتَبَسٌ مَنْكُوسٌ فِيهَا ،
فَإِذَا فَرَغَ اللَّهُ تَعَالَى مِنَ الْقَضَايَا بَيْنَ الْعِبَادِ وَتَفَقَّدَ
الْمُؤْمِنُونَ رِجَالاً كَانُوا فِي الدُّنْيَا يُصَلُّونَ صَلاَتَهُمْ ،
وَيُزَكُّونَ زَكَاتَهُمْ ، وَيَصُومُونَ صِيَامَهُمْ ، وَيَحُجُّونَ حَجَّهُمْ ،
وَيَغْزُونَ غَزْوَهُمْ ، فَيَقُولُونَ : أَيْ رَبَّنَا عِبَادٌ مِنْ عِبَادِكَ
كَانُوا فِي الدُّنْيَا مَعَنَا يُصَلُّونَ بِصَلاَتِنَا ، وَيُزَكُّونَ زَكَاتَنَا
، وَيَصُومُونَ صِيَامَنَا ، وَيَحُجُّونَ حَجَّنَا ، وَيَغْزُونَ غَزَوْنَا لاَ
نَرَاهُمْ ، قَالَ : يَقُولُ : اذْهَبُوا إِلَى النَّارِ فَمَنْ وَجَدْتُمُوهُ فِيهَا
فَأَخْرِجُوهُ ، قَالَ : فَيَجِدُونَهُمْ وَقَدْ أَخَذَتْهُمُ النَّارُ عَلَى قَدْرِ
أَعْمَالِهِمْ فَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى قَدَمَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ
أَخَذَتْهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مِنْ أُزْرَتِهُ ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ
إِلَى ثَدْيَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ إِلَى عُنُقِهِ ، وَلَمْ تُغْشَ
الْوُجُوهُ ، قَالَ : فَيَسْتَخْرِجُونَهُمْ فَيُطْرَحُونَ فِي مَاءِ الْحَيَاةِ
قِيلَ : يَا نَبِيَّ اللهِ وَمَا مَاءُ الْحَيَاةِ ؟ قَالَ : غَسْلُ أَهْلِ
الْجَنَّةِ فَيَنْبُتُونَ فِيهَا كَمَا تَنْبُتُ الزَّرْعَةُ فِي غُثَاءِ
السَّيْلِ ثُمَّ تُشَفَّعُ الأَنْبِيَاءُ فِي كُلِّ مَنْ كَانَ يَشْهَدُ أَنْ لاَ
إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ مُخْلِصًا ، فَيَسْتَخْرِجُونَهُمْ مِنْهَا ، ثُمَّ
يَتَحَنَّنُ اللَّهُ بِرَحْمَتِهِ عَلَى مَنْ فِيهَا فَمَا يَتْرُكُ فِيهَا
أَحَدًا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنَ الإِيمَانِ إِلاَّ أَخْرَجَهُ
مِنْهَا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8739- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا الْمُسَيَّبُ بْنُ زُهَيْرٍ ، حَدَّثَنَا
هُدْبَةُ بْنُ خَالِدٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ ثَابِتٍ ، عَنْ
أَبِي عُثْمَانَ ، عَنْ سَلْمَانَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : يُوضَعُ الْمِيزَانُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَلَوْ وُزِنَ فِيهِ
السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ لَوَسِعَتْ ، فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ : يَا رَبِّ
لِمَنْ يَزِنُ هَذَا ؟ فَيَقُولُ اللَّهُ تَعَالَى : لِمَنْ شِئْتُ مِنْ خَلْقِي ،
فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ : سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ ،
وَيُوضَعُ الصِّرَاطُ مِثْلَ حَدَّ الْمُوسَى فَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ : مَنْ
تُجِيزُ عَلَى هَذَا ؟ فَيَقُولُ : مَنْ شِئْتَ مِنْ خَلْقِي ، فَيَقُولُ :
سُبْحَانَكَ مَا عَبَدْنَاكَ حَقَّ عِبَادَتِكَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8740- أَخْبَرَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ طَاهِرِ بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَفْصٍ
، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ طَهْمَانَ ، عَنِ الْحَجَّاجِ
بْنِ الْحَجَّاجِ الْبَاهِلِيِّ ، عَنْ قَتَادَةَ ، عَنْ أَبِي نَضْرَةَ ، عَنْ
سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمَنْ تَأْخُذُهُ
النَّارُ إِلَى كَعْبَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى رُكْبَتَيْهِ ،
وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى الْحُجْزَةِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ تَأْخُذُهُ إِلَى
التَّرْقُوَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8741- حَدَّثَنِي أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ
مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ إِسْرَائِيلُ ،
عَنِ السُّدِّيِّ ، قَالَ : سَأَلْتُ مُرَّةَ عَنْ قَوْلِهِ عَزَّ وَجَلَّ :
{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا} فَحَدَّثَنِي أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ
مَسْعُودٍ حَدَّثَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ
: يَرِدُ النَّاسُ النَّارَ ثُمَّ يَصْدُرُونَ عَنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ ، فَأَوَّلُهُمْ
كَلَمْحِ الْبَرْقِ ، ثُمَّ كَالرِّيحِ ، ثُمَّ كَحُضْرِ الْفَرَسِ ، ثُمَّ
كَالرَّاكِبِ فِي رَحْلِهِ ، ثُمَّ كَشَدِّ الرَّجُلِ ، ثُمَّ كَمَشْيِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ
عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ وَقَدْ رَوَاهُ شُعْبَةُ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ السُّدِّيِّ.
8742- حَدَّثَنَاهُ
أَحْمَدُ بْنُ كَامِلٍ الْقَاضِي ، أَنْبَأَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي الْعَوَّامِ
، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَامِرٍ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ السُّدِّيِّ ،
عَنْ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ : {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا} قَالَ :
يَرِدُونَهَا ثُمَّ يَصْدُرُونَ عَنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ.
8743- حَدَّثَنِيهِ أَبُو
عَلِيٍّ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ النَّسَائِيُّ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ ،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنِ السُّدِّيِّ ، عَنْ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ :
{وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا} قَالَ : يَرِدُونَهَا ثُمَّ يَصْدُرُونَ
عَنْهَا بِأَعْمَالِهِمْ.
قَالَ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ : فَحَدَّثْتُ شُعْبَةَ ، عَنْ إِسْرَائِيلَ ، عَنِ السُّدِّيِّ
، عَنْ مُرَّةَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ مَرْفُوعًا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنِّي أَدَعُهُ عَمْدًا.
8744- حَدَّثَنِي عَلِيُّ
بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ،
وَالْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ
بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو صَالِحٍ غَالِبُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ حَرْبٍ ،
عَنْ كَثِيرِ بْنِ زِيَادٍ أَبِي سَهْلٍ ، عَنْ مُنْيَةَ الأَزْدِيَّةِ ، عَنْ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ بْنِ شَيْبَةَ ، قَالَ : اخْتَلَفْنَا هَاهُنَا فِي الْوُرُودِ ،
فَقَالَ قَوْمٌ : لاَ يَدْخُلُهَا مُؤْمِنٌ ، وَقَالَ آخَرُونَ يَدْخُلُونَهَا
جَمِيعًا ، ثُمَّ يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقُوا ، فَقُلْتُ لَهُ : إِنَّا
اخْتَلَفْنَا فِيهَا بِالْبَصْرَةِ ، فَقَالَ قَوْمٌ : لاَ يَدْخُلُهَا مُؤْمِنٌ
وَقَالَ آخَرُونَ : يَدْخُلُونَهَا جَمِيعًا ثُمَّ يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقُوا فَأَهْوَى
بِإِصْبَعَيْهِ إِلَى أُذُنَيْهِ ، فَقَالَ : صُمَّتَا إِنْ لَمْ أَكُنْ سَمِعْتُ
رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : الْوُرُودُ
الدُّخُولُ لاَ يَبْقَى بَرٌّ وَلاَ فَاجِرٌ إِلاَّ دَخَلَهَا فَتَكُونُ عَلَى
الْمُؤْمِنِ بَرْدًا وَسَلاَمًا كَمَا كَانَتْ عَلَى إِبْرَاهِيمَ حَتَّى إِنَّ
لِلنَّارِ - أَوْ قَالَ : لِجَهَنَّمَ - ضَجِيجًا مِنْ نَزْفِهَا ثُمَّ قَالَ : ثُمَّ يُنَجِّي اللَّهُ
الَّذِينَ اتَّقَوْا ويَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيًّا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8745- أَخْبَرَنَا أَبُو
بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْجَرَّاحِ الْعَدْلُ بِمَرْوَ ،
حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَاسَوَيْهِ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حُجْرٍ ،
حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ الزِّبْرِقَانِ ، عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ،
عَنِ الشَّعْبِيِّ ، عَنْ مُرَّةَ الْهَمْدَانِيِّ ، أَنَّ ابْنَ مَسْعُودٍ ،
سُئِلَ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : {وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا}
قَالَ : وَإِنْ مِنْكُمْ إِلاَّ دَاخِلُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا
مَقْضِيًّا ثُمَّ يُنَجِّي اللَّهُ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَيَذَرُ الظَّالِمِينَ
فِيهَا جِثِيًّا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8746- حَدَّثَنَا أَبُو
زَكَرِيَّا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدٍ الْعَنْبَرِيُّ ، وَعَلِيُّ بْنُ عِيسَى بْنِ
إِبْرَاهِيمَ قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الْعَبْدِيُّ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ عُبَيْدَةَ الْقُرَشِيُّ ، حَدَّثَنَا
الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ ، قَالَ : سَمِعْتُ أَبِي ، يَقُولُ : حَدَّثَنَا
قَتَادَةُ ، عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَبْدِ الْغَافِرِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَيَأْخُذَنَّ رَجُلٌ بِيَدِ أَبِيهِ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ فَلَتُقَطِّعَنَّهُ النَّارُ يُرِيدُ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ ،
قَالَ : فَيُنَادَى : إِنَّ الْجَنَّةَ لاَ يَدْخُلُهَا مُشْرِكٌ أَلاَ إِنَّ اللَّهَ
قَدْ حَرَّمَ الْجَنَّةَ عَلَى كُلِّ مُشْرِكٍ ، قَالَ : فَيَقُولُ :
أَيْ رَبِّ أَبِي
فَيُحَوَّلُ فِي صُورَةٍ قَبِيحَةٍ وَرِيحٍ مُنْتِنَةٍ فَيَتْرُكُهُ قَالَ :
فَكَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَرَوْنَ
أَنَّهُ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلاَمُ وَلَمْ يَزِدْهُمْ رَسُولُ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8747- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ
الْحُجْوَانِيُّ ، بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا وَكِيعُ بْنُ الْجَرَّاحِ ،
حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ،
قَالَ : بَكَى عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ فَبَكَتِ امْرَأَتُهُ ، فَقَالَ : مَا
يُبْكِيكِ ؟ قَالَتْ : رَأَيْتُكَ تَبْكِي فَبَكَيْتُ ، قَالَ : إِنِّي نُبِّئْتُ أَنِّي وَارِدُهَا
وَلَمْ أُنَبَّأْ أَنِّي صَادِرُهَا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8748- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الْحَمِيدِ الصَّنْعَانِيُّ
بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ
الدَّبَرِيُّ ، أَنْبَأَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ ، أَنْبَأَ ابْنُ عُيَيْنَةَ ، عَنْ
إِسْمَاعِيلَ بْنِ أَبِي خَالِدٍ ، عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ ، قَالَ :
كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ رَوَاحَةَ وَاضِعًا رَأْسَهُ فِي حِجْرِ امْرَأَتِهِ
فَبَكَى فَبَكَتِ امْرَأَتُهُ ، فَقَالَ : مَا يُبْكِيكِ ؟ قَالَتْ : رَأَيْتُكَ
تَبْكِي فَبَكَيْتُ ، قَالَ : إِنِّي ذَكَرْتُ قَوْلَ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ
: {وَإِنْ مِنْكُمْ
إِلاَّ وَارِدُهَا} فَلاَ أَدْرِي أَنَنْجُو مِنْهَا أَمْ لاَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8749- أَخْبَرَنِي أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ
بْنُ مَسْعُودٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ أَبُو مَالِكٍ
سَعْدُ بْنُ طَارِقٍ الأَشْجَعِيُّ ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ ، عَنْ
حُذَيْفَةَ بْنِ الْيَمَانِ ، وَأَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالاَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَجْمَعُ اللَّهُ النَّاسَ فَيَقُومُ
الْمُؤْمِنُونَ حِينَ تُزْلَفُ الْجَنَّةُ فَيَأْتُونَ آدَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ
وَالسَّلاَمُ ، فَيَقُولُونَ : يَا أَبَانَا اسْتَفْتِحْ لَنَا الْجَنَّةَ
فَيَقُولُ : وَهَلْ أَخْرَجَتْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ إِلاَّ خَطِيئَةُ أَبِيكُمْ
آدَمَ ، لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَلِكَ اعْمِدُوا إِلَى إِبْرَاهِيمَ خَلِيلِ اللهِ ، فَيَأْتُونَ
إِبْرَاهِيمَ ، فَيَقُولُ إِبْرَاهِيمُ : لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَاكَ إِنَّمَا كُنْتُ
خَلِيلاً مِنْ وَرَاءَ وَرَاءَ ، اعْمِدُوا إِلَى النَّبِيِّ مُوسَى الَّذِي
كَلَّمَهُ اللَّهُ تَكْلِيمًا
فَيَأْتُونَ مُوسَى
فَيَقُولُ : لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَاكَ اذْهَبُوا إِلَى كَلِمَةِ اللهِ وَرُوحِهِ عِيسَى
، فَيَقُولُ عِيسَى : لَسْتُ بِصَاحِبِ ذَاكَ ، فَيَأْتُونَ مُحَمَّدًا صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَقُومُ فَيُؤْذَنُ لَهُ وَيُرْسَلُ مَعَهُ
الأَمَانَةُ وَالرَّحِمُ فَيَقِفَانِ بِالصِّرَاطِ يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ ،
فَيَمُرُّ أَوَّلُكُمْ كَمَرِّ الْبَرْقِ قُلْتُ : بِأَبِي وَأُمِّي أَيُّ شَيْءٍ
مَرُّ الْبَرْقِ ، قَالَ : أَلَمْ تَرَ إِلَى الْبَرْقِ كَيْفَ يَمُرُّ ثُمَّ يَرْجِعُ فِي طَرْفَةِ
عَيْنٍ ، ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ وَمَرِّ الطَّيْرِ وَشَدِّ الرِّحَالِ ، تَجْرِي
بِهِمْ أَعْمَالُهُمْ وَنَبِيُّكُمْ قَائِمٌ عَلَى الصِّرَاطِ رَبِّ سَلِّمْ
سَلِّمْ ، قَالَ : حَتَّى تَعْجِزُ أَعْمَالُ النَّاسِ حَتَّى يَجِيءَ الرَّجُلُ
فَلاَ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَمُرَّ إِلاَّ زَحْفًا ، قَالَ : وَفِي حَافَتَيِ
الصِّرَاطِ كَلاَلِيبُ مُعَلَّقَةٌ مَأْمُورَةٌ تَأْخُذُ مَنْ أُمِرَتْ بِهِ
فَمَخْدُوشٌ نَاجٍ وَمُكَرْدَسٌ فِي النَّارِ وَالَّذِي نَفْسُ أَبِي هُرَيْرَةَ
بِيَدِهِ إِنَّ قَعْرَ جَهَنَّمَ لَسَبْعِينَ خَرِيفًا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8750- حَدَّثَنَا أَبُو
الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ الْقَاضِي ، بِهَمَدَانَ ،
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ
، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ، عَنْ أَيُّوبَ السَّخْتِيَانِيِّ ، عَنِ
ابْنِ سِيرِينَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَلْقَى رَجُلٌ أَبَاهُ يَوْمَ
الْقِيَامَةِ فَيَقُولُ لَهُ : يَا أَبَتِ أَيُّ ابْنٍ كُنْتُ لَكَ ؟ فَيَقُولُ :
خَيْرُ ابْنٍ ، فَيَقُولُ : هَلْ أَنْتَ مُطِيعِيَّ الْيَوْمَ ؟ فَيَقُولُ
: نَعَمْ ، فَيَقُولُ :
خُذْ بِأُزْرَتِي ، فَيَأْخُذُ بِأُزْرَتِهِ ، ثُمَّ يَنْطَلِقُ حَتَّى يَأْتِيَ
اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَهُوَ يَعْرِضُ الْخَلْقَ ، فَيَقُولُ : يَا
عَبْدِي ادْخُلْ مِنْ أَيِّ أَبْوَابِ الْجَنَّةِ شِئْتَ ، فَيَقُولُ : أَيْ رَبِّ
وَأَبِي مَعِي ، فَإِنَّكَ وَعَدْتَنِي أَنْ لاَ تُخْزِيَنِي ، قَالَ : فَيَمْسَخُ
اللَّهُ أَبَاهُ ضَبُعًا فَيُعْرِضُ عَنْهُ فَيَهْوِي فِي النَّارِ فَيَأْخُذُ
بِأَنْفِهِ ، فَيَقُولُ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى : يَا عَبْدِي أَبُوكَ هُوَ
؟ فَيَقُولُ : لاَ وَعِزَّتِكَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8751- أَخْبَرَنِي أَبُو
جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بْنُ دُحَيْمٍ الشَّيْبَانِيُّ بِالْكُوفَةِ مِنْ أَصْلِ
كِتَابِهِ ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَازِمِ بْنِ أَبِي غَرَزَةَ الْغِفَارِيُّ
، حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ النَّهْدِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
السَّلاَمِ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَبُو
خَالِدٍ الدَّالاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا الْمِنْهَالُ بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي
عُبَيْدَةَ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ
:
يَجْمَعُ اللَّهُ
النَّاسَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُنَادِي مُنَادٍ : يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَلَمْ
تَرْضَوْا مِنْ رَبِّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَصَوَّرَكُمْ وَرَزَقَكُمْ أَنْ
يُوَالِيَ كُلُّ إِنْسَانٍ مَا كَانَ يَعْبُدُ فِي الدُّنْيَا وَيَتَوَلَّى ،
أَلَيْسَ ذَلِكَ عَدْلٌ مِنْ رَبِّكُمْ ؟ قَالُوا : بَلَى ، قَالَ : فَيَنْطَلِقُ
كُلُّ إِنْسَانٍ مِنْكُمْ إِلَى مَا كَانَ يَتَوَلَّى فِي الدُّنْيَا وَيُمَثَّلُ
لَهُمْ مَا كَانُوا يَعْبُدُونَ فِي الدُّنْيَا ، وَقَالَ : يُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ
يَعْبُدُ عِيسَى شَيْطَانُ عِيسَى ، وَيُمَثَّلُ لِمَنْ كَانَ يَعْبُدُ عُزَيْرًا
شَيْطَانُ عُزَيْرٍ ، حَتَّى يُمَثَّلَ لَهُمُ الشَّجَرُ وَالْعُودُ وَالْحَجَرُ ،
وَيَبْقَى أَهْلُ الإِسْلاَمِ جُثُومًا فَيَقُولُ لَهُمْ : مَا لَكُمْ لاَ
تَنْطَلِقُونَ كَمَا انْطَلَقَ النَّاسُ ؟ فَيَقُولُونَ : إِنَّ لَنَا رَبًّا مَا
رَأَيْنَاهُ بَعْدُ ، قَالَ : فَيَقُولُ : فَبِمَ تَعْرِفُونَ رَبَّكُمْ إِنْ
رَأَيْتُمُوهُ ؟ قَالُوا : بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ عَلاَمَةٌ إِنْ رَأَيْنَاهُ
عَرَفْنَاهُ ، قَالَ : وَمَا هِيَ ؟ قَالُوا : السَّاقُ ، فَيُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ ،
قَالَ : فَيَحْنِي كُلُّ مَنْ كَانَ لِظَهْرٍ طَبَّقَ سَاجِدًا وَيَبْقَى
قَوْمٌ ظُهُورُهُمْ كَصَيَاصِي الْبَقَرِ يُرِيدُونَ السُّجُودَ فَلاَ يَسْتَطِيعُونَ
، قَالَ : ثُمَّ يُؤْمَرُونَ فَيَرْفَعُونَ رُءُوسَهُمْ فَيُعْطَوْنَ نُورَهُمْ
عَلَى قَدْرٍ أَعْمَالِهِمْ ، فَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثْلَ الْجَبَلِ
بَيْنَ يَدَيْهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى نُورَهُ دُونَ ذَلِكَ ، وَمِنْهُمْ
مَنْ يُعْطَى نُورَهُ مِثْلَ النَّخْلَةِ بِيَمِينِهِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُعْطَى
دُونَ ذَلِكَ حَتَّى يَكُونَ آخِرُ ذَلِكَ يُعْطَى نُورَهُ عَلَى إِبْهَامِ
قَدَمِهِ يُضِيءُ مَرَّةً وَيُطْفِئُ مَرَّةً فَإِذَا أَضَاءَ قَدَّمَ قَدَمَهُ ،
وَإِذَا طُفِئَ قَامَ ، فَيَمُرُّونَ عَلَى الصِّرَاطِ ، وَالصِّرَاطُ كَحَدِّ السَّيْفِ
دَحْضٌ مَزِلَّةٌ ، قَالَ : فَيُقَالُ انْجُوا عَلَى قَدْرِ نُورِكُمْ فَمِنْهُمْ
مَنْ يَمُرُّ كَانْقِضَاضِ الْكَوْكَبِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالطَّرْفِ ،
وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَالرِّيحِ ، وَمِنْهُمْ مَنْ يَمُرُّ كَشَدِّ الرَّحْلِ
وَيَرْمُلُ رَمَلاً فَيَمُرُّونَ عَلَى قَدْرِ أَعْمَالِهِمْ ، حَتَّى يَمُرَّ
الَّذِي نُورُهُ عَلَى إِبْهَامِ قَدَمِهِ يَجُرُّ يَدًا وَيُعَلِّقُ يَدًا
وَيَجُرُّ رِجْلاً وَيُعَلِّقُ رِجْلاً فَتُصِيبُ جَوَانِبَهُ النَّارُ ، قَالَ
: فَيَخْلُصُونَ
فَإِذَا خَلَصُوا ، قَالُوا : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنْكَ بَعْدَ
إِذْ رَأَيْنَاكَ ، فَقَدْ أَعْطَانَا اللَّهُ مَا لَمْ يُعْطِ أَحَدًا ،
فَيَنْطَلِقُونَ إِلَى ضَحْضَاحٍ عِنْدَ بَابِ الْجَنَّةِ وَهُوَ مُصْفَقٌ
مَنْزِلاً فِي أَدْنَى الْجَنَّةِ ، فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا أَعْطِنَا ذَلِكَ
الْمَنْزِلَ ، قَالَ : فَيَقُولُ لَهُمْ :
تَسْأَلُونِي
الْجَنَّةَ وَهُوَ مُصْفَقٌ وَقَدْ أَنْجَيْتُكُمْ مِنَ النَّارِ ، هَذَا الْبَابُ
لاَ يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا ، فَيَقُولُ لَهُمْ : لَعَلَّكُمْ إِنْ أُعْطِيتُمُوهُ
أَنْ تَسْأَلُونِي غَيْرَهُ ، قَالَ : فَيَقُولُ : لاَ وَعِزَّتِكَ لاَ نَسْأَلُكَ
غَيْرَهُ وَأَيُّ مَنْزِلٍ يَكُونُ أَحْسَنَ مِنْهُ ، قَالَ : فَيُعْطَوْهُ فَيُرْفَعُ
لَهُمْ أَمَامَ ذَلِكَ مَنْزِلٌ آخَرُ كَأَنَّ الَّذِي أُعْطَوْهُ قَبْلَ ذَلِكَ
حُلْمٌ عِنْدَ الَّذِي رَأَوْهُ ، قَالَ : فَيَقُولُ لَهُمْ : لَعَلَّكُمْ إِنْ أُعْطِيتُمُوهُ أَنْ
تَسْأَلُونِي غَيْرَهُ ، فَيَقُولُونَ : لاَ وَعِزَّتِكَ لاَ نَسْأَلُكَ غَيْرَهُ وَأَيُّ
مَنْزِلٍ أَحْسَنُ مِنْهُ ؟ فَيُعْطَوْهُ ثُمَّ يَسْكُتُونَ ، قَالَ : فَيُقَالُ
لَهُمْ ، مَا لَكُمْ لاَ تَسْأَلُونِي ؟ فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا قَدْ سَأَلْنَا حَتَّى اسْتَحْيَيْنَا ، قَالَ : فَيَقُولُ
لَهُمْ : أَلَمْ تَرْضَوْا إِنْ أَعْطَيْتُكُمْ مِثْلَ الدُّنْيَا مُنْذُ
يَوْمِ خَلَقْتُهَا إِلَى يَوْمِ أَفْنَيْتُهَا وَعَشَرَةَ أَضْعَافِهَا.
قَالَ :
قَالَ مَسْرُوقٌ :
فَمَا بَلَغَ عَبْدُ اللهِ هَذَا الْمَكَانَ مِنَ الْحَدِيثِ إِلاَّ ضَحِكَ ،
قَالَ : فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ : يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ لَقَدْ حُدِّثْتُ
بِهَذَا الْحَدِيثِ مِرَارًا فَمَا بَلَغْتُ هَذَا الْمَكَانَ مِنْ هَذَا
الْحَدِيثِ إِلاَّ ضَحِكْتُ ، قَالَ : فَقَالَ عَبْدُ اللهِ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحَدِّثُ بِهَذَا الْحَدِيثِ مِرَارًا فَمَا بَلَغَ هَذَا الْمَكَانَ
مِنْ هَذَا الْحَدِيثِ إِلاَّ ضَحِكَ حَتَّى تَبْدُوَ لَهَوَاتُهُ وَيَبْدُو آخِرُ
ضِرْسٍ مِنْ أَضْرَاسِهِ لِقَوْلِ الإِنْسَانِ : أَتَهْزَأُ بِي وَأَنْتَ الْمَلِكُ ؟ قَالَ : فَيَقُولُ الرَّبُّ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى لاَ وَلَكِنِّي عَلَى ذَلِكَ قَادِرٌ فَسَلُونِي ، قَالَ :
فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا أَلْحِقْنَا بِالنَّاسِ فَيَقُولُ لَهُمُ
: الْحَقُوا بِالنَّاسِ
، قَالَ : فَيَنْطَلِقُونَ يَرْمُلُونَ فِي الْجَنَّةِ حَتَّى يَبْدُوَ لِلرَّجُلِ
مِنْهُمْ قَصْرٌ مِنْ دُرَّةٍ مُجَوَّفَةٍ ، قَالَ : فَيَخِرُّ سَاجِدًا ، قَالَ :
فَيُقَالُ لَهُ : ارْفَعْ رَأْسَكَ فَيَرْفَعُ رَأْسَهُ ، فَيُقَالُ : إِنَّمَا هَذَا مَنْزِلٌ
مِنْ مَنَازِلِكَ ، قَالَ : فَيَنْطَلِقُ فَيَسْتَقْبِلُهُ رَجُلٌ فَيَقُولُ :
أَنْتَ مَلَكٌ ؟ فَيُقَالُ : إِنَّمَا ذَلِكَ قَهْرَمَانٌ مِنْ قَهَارِمَتِكَ
عَبْدٌ مِنْ عَبِيدِكَ ، قَالَ : فَيَأْتِيهِ فَيَقُولُ : إِنَّمَا أَنَا قَهْرَمَانٌ مِنْ قَهَارِمَتِكَ عَلَى هَذَا الْقَصْرِ
تَحْتَ يَدَيْ أَلْفِ قَهْرَمَانٍ كُلُّهُمْ عَلَى مَا أَنَا عَلَيْهِ ، قَالَ :
فَيَنْطَلِقُ بِهِ عِنْدَ ذَلِكَ حَتَّى يُفْتَحَ الْقَصْرُ وَهُوَ دُرَّةٌ
مُجَوَّفَةٌ سَقَايِفُهَا وَأَبْوَابُهَا وَأَغْلاَقُهَا وَمَفَاتِيحُهَا مِنْهَا
، فَيُفْتَحُ لَهُ الْقَصْرُ فَيَسْتَقْبِلُهُ جَوْهَرَةٌ خَضْرَاءُ مُبَطَّنَةٌ
بِحَمْرَاءَ سَبْعُونَ ذِرَاعًا فِيهَا سِتُّونَ بَابًا كُلُّ بَابٍ يُفْضِي إِلَى
جَوْهَرَةٍ وَاحِدَةٍ عَلَى غَيْرِ لَوْنِ صَاحِبَتُهَا
فِي كُلِّ جَوْهَرَةٍ
سُرَرٌ وَأَزْوَاجٌ وَتَصَارِيفُ أَوْ قَالَ : وَوَصَائِفُ قَالَ : فَيَدْخُلُ
فَإِذَا هُوَ بَحَوْرَاءَ عَيْنَاءَ عَلَيْهَا سَبْعُونَ حُلَّةٌ يُرَى مُخُّ
سَاقِهَا مِنْ وَرَاءِ حُلَلِهَا كَبِدُهَا مِرْآتُهُ وَكَبِدُهُ مِرْآتُهَا ،
إِذَا أَعْرَضَ عَنْهَا إِعْرَاضَةً ازْدَادَتْ فِي عَيْنِهِ سَبْعِينَ ضِعْفًا عَمَّا
كَانَ قَبْلَ ذَلِكَ ، فَيَقُولُ : لَقَدِ ازْدَدْتِ فِي عَيْنِي سَبْعِينَ
ضَعْفًا ، وَتَقُولُ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ ، قَالَ : فَيُشْرِفُ بِبَصَرِهِ عَلَى
مِلْكِهِ مَسِيرَةَ مِائَةِ عَامٍ قَالَ : فَقَالَ عُمَرُ عِنْدَ ذَلِكَ : يَا
كَعْبُ أَلاَ تَسْمَعُ إِلَى مَا يُحَدِّثُنَا ابْنُ أُمِّ عَبْدٍ عَنْ أَدْنَى
أَهْلِ الْجَنَّةِ مَالَهُ فَكَيْفَ بِأَعْلاَهُمْ ؟ قَالَ : يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ مَا لاَ عَيْنٌ رَأَتْ ، وَلاَ أُذُنٌ سَمِعَتْ إِنَّ اللَّهَ
كَانَ فَوْقَ الْعَرْشِ وَالْمَاءِ فَخَلَقَ لِنَفْسِهِ دَارًا بِيَدِهِ
فَزَيَّنَهَا بِمَا شَاءَ وَجَعَلَ فِيهَا مِنَ الثَّمَرَاتِ وَالشَّرَابِ ، ثُمَّ
أَطْبَقَهَا فَلَمْ يَرَهَا أَحَدٌ مِنْ خَلْقِهِ مُنْذُ يَوْمِ خَلَقَهَا لاَ
جِبْرِيلُ وَلاَ غَيْرُهُ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ ، ثُمَّ قَرَأَ كَعْبٌ فَلاَ
تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ وَخَلَقَ دُونَ ذَلِكَ
جَنَّتَيْنِ فَزَيَّنَهُمَا بِمَا شَاءَ وَجَعَلَ فِيهِمَا مَا ذَكَرَ مِنَ الْحَرِيرِ
وَالسُّنْدُسِ وَالإِسْتَبْرَقِ ، وَأَرَاهُمَا مَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ مِنَ
الْمَلاَئِكَةِ ، فَمَنْ كَانَ كِتَابُهُ فِي عِلِّيِّينَ يُرَى فِي تِلْكَ
الدَّارِ ، فَإِذَا رَكِبَ الرَّجُلُ مِنْ أَهْلِ عِلِّيِّينَ فِي مِلْكِهِ لَمْ
يَنْزِلْ خَيْمَةً مِنْ خِيَامِ الْجَنَّةِ إِلاَّ دَخَلَهَا مِنْ ضَوْءِ وَجْهِهِ
، حَتَّى إِنَّهُمْ يَسْتَنْشِقُونَ رِيحَهُ وَيَقُولُونَ : وَاهًا لِهَذِهِ
الرِّيحِ الطَّيِّبَةِ ، وَيَقُولُونَ : لَقَدْ أَشْرَفَ عَلَيْنَا الْيَوْمَ
رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ عِلِّيِّينَ ، فَقَالَ عُمَرُ : وَيْحَكَ يَا كَعْبُ إِنَّ هَذِهِ
الْقُلُوبَ قَدِ اسْتَرْسَلَتْ فَاقْبِضْهَا ، فَقَالَ كَعْبٌ : يَا أَمِيرَ
الْمُؤْمِنِينَ إِنَّ لِجَهَنَّمَ زَفْرَةً مَا مِنْ مَلَكٍ مُقَرَّبٍ وَلاَ نَبِيٍّ
إِلاَّ يَخِرُّ لِرُكْبَتَيْهِ حَتَّى يَقُولَ إِبْرَاهِيمُ خَلِيلُ اللهِ : رَبِّ
نَفْسِي نَفْسِي ، وَحَتَّى لَوْ كَانَ لَكَ عَمَلُ سَبْعِينَ نَبِيًّا إِلَى
عَمَلِكَ لَظَنَنْتَ أَنْ لاَ تَنْجُوَ مِنْهَا.
رُوَاةُ هَذَا
الْحَدِيثِ عَنْ آخِرِهِمْ ثِقَاتٌ غَيْرَ أَنَّهُمَا لَمْ يُخْرِجَا أَبَا
خَالِدٍ الدَّالاَنِيَّ فِي الصَّحِيحَيْنِ لِمَا ذُكِرَ مِنَ انْحِرَافِهِ عَنِ
السُّنَّةِ فِي ذِكْرِ الصَّحَابَةِ فَأَمَّا الأَئِمَّةُ الْمُتَقَدِّمُونَ
فَكُلُّهُمْ شَهِدُوا لِأَبِي خَالِدٍ بِالصِّدْقِ وَالإِتْقَانِ وَالْحَدِيثُ
صَحِيحٌ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ وَأَبُو خَالِدٍ الدَّالاَنِيُّ مِمَّنْ يُجْمَعُ حَدِيثُهُ
فِي أَئِمَّةِ أَهْلِ الْكُوفَةِ.
8752- أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ
اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الْحَافِظُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ
بْنِ يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الأَعْلَى بْنُ عَبْدِ
الأَعْلَى ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ أَبِي هِنْدٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
قَيْسٍ ، قَالَ : كُنْتُ أَرْفَعُ الْقَضَاءَ إِلَى أَبِي بُرْدَةَ ، فَكُنْتُ
عِنْدَهُ فَدَخَلَ عَلَيْهِ الْحَارِثُ بْنُ قَيْسٍ لَيْلَتَئِذٍ وَكَانَتْ لَهُ
صُحْبَةٌ ، فَحَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ
: مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يَمُوتُ لَهُمَا أَرْبَعَةٌ إِلاَّ أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ
بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمَا قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ وَثَلاَثَةٌ ؟ قَالَ
: وَثَلاَثَةٌ قُلْنَا : يَا رَسُولَ اللهِ وَاثْنَانِ ، قَالَ : وَاثْنَانِ ثُمَّ
قَالَ : إِنَّ مِنْ أُمَّتِي لَمَنْ يُعَظَّمُ فِي النَّارِ حَتَّى يَكُونَ أَحَدَ
زَوَايَاهَا ، وَإِنَّ مِنْ أُمَّتِي لَمَنْ يَدْخُلُ بِشَفَاعَتِهِ الْجَنَّةَ
أَكْثَرُ مِنْ مُضَرَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8753- حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مَنْدَةَ الأَصْبَهَانِيُّ
، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ بَكَّارٍ ، حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ فَرْقَدٍ ،
حَدَّثَنَا الْحَسَنُ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ :
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : نَارُكُمْ
هَذِهِ جُزْءٌ مِنْ سَبْعِينَ جُزْءًا مِنْ نَارِ جَهَنَّمَ ، وَلَوْلاَ أَنَّهَا
غُمِسَتْ فِي الْمَاءِ مَرَّتَيْنِ مَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهَا ، وَايْمُ اللهِ
إِنْ كَانَتْ لَكَافِيَةٌ ، وَإِنَّهَا لَتَدْعُوَ اللَّهَ - أَوْ تَسْتَجِيرُ اللَّهَ
- أَنْ لاَ يُعِيدَهَا فِي النَّارِ أَبَدًا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
8754- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، حَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ
دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ ، أَنَّهُ سَمِعَ عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ بْنِ
جَزْءٍ الزُّبَيْدِيَّ ، صَاحِبَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
يَقُولُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ فِي
النَّارِ لَحَيَّاتٌ مِثْلُ أَعْنَاقِ الْبُخْتِ يَلْسَعْنَ أَحَدَهُمُ
اللَّسْعَةَ فَيَجِدُ حَمْوَهَا أَرْبَعِينَ خَرِيفًا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8755- حَدَّثَنَا أَبُو
أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَبُو قِلاَبَةَ
، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ عَمْرٍو الزَّهْرَانِيُّ ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ
سُلَيْمَانَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُرَّةَ ، عَنْ مَسْرُوقٍ ، عَنْ عَبْدِ
اللهِ ، فِي قَوْلِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ : {زِدْنَاهُمْ عَذَابًا فَوْقَ
الْعَذَابِ} قَالَ : عَقَارِبَ أَنْيَابُهَا كَالنَّخْلِ الطِّوَالِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8756- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبَّاسٍ ،
حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ سُلَيْمَانَ ، عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبِي
الْهَيْثَمِ ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلاَلٍ الصَّدَفِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ
عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنَّ الأَرَضِينَ بَيْنَ كُلِّ أَرْضٍ إِلَى الَّتِي تَلِيهَا
مَسِيرَةُ خَمْسُمِائَةِ سَنَةٍ فَالْعُلْيَا مِنْهَا عَلَى ظَهْرِ حُوتٍ قَدِ التَّقَى
طَرَفَاهُمَا فِي سَمَاءٍ ، وَالْحُوتُ عَلَى ظَهْرِهِ عَلَى صَخْرَةٍ ،
وَالصَّخْرَةُ بِيَدِ مَلَكٍ ، وَالثَّانِيَةُ مُسَخَّرُ الرِّيحِ ، فَلَمَّا
أَرَادَ اللَّهُ أَنْ يُهْلِكَ عَادًا أَمَرَ خَازِنَ الرِّيحِ أَنْ يُرْسِلَ
عَلَيْهِمْ رِيحًا تُهْلِكُ عَادًا ، قَالَ : يَا رَبِّ أُرْسِلُ عَلَيْهِمُ
الرِّيحَ قَدْرَ مِنْخَرِ الثَّوْرِ ، فَقَالَ لَهُ الْجَبَّارُ تَبَارَكَ
وَتَعَالَى : إِذًا تَكْفِي الأَرْضَ وَمَنْ عَلَيْهَا ، وَلَكِنْ أَرْسِلْ
عَلَيْهِمْ بِقَدْرِ خَاتَمٍ ، وَهِيَ الَّتِي قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي
كِتَابِهِ الْعَزِيزِ : {مَا تَذَرُ مِنْ شَيْءٍ أَتَتْ عَلَيْهِ إِلاَّ
جَعَلَتْهُ كَالرَّمِيمِ} ، وَالثَّالِثَةُ فِيهَا حِجَارَةُ جَهَنَّمَ ،
وَالرَّابِعَةُ فِيهَا كِبْرِيتُ جَهَنَّمَ قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ
أَلِلنَّارِ كِبْرِيتٌ ؟ قَالَ : نَعَمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّ فِيهَا
لاَوْدِيَةٌ مِنْ كِبْرِيتٍ لَوْ أُرْسِلَ فِيهَا الْجِبَالُ الرُّوَاسِي
لَمَاعَتْ ، وَالْخَامِسَةُ فِيهَا حَيَّاتُ جَهَنَّمَ إِنَّ أَفْوَاهَهَا كَالأَوْدِيَةِ
تَلْسَعُ الْكَافِرَ اللَّسْعَةَ فَلاَ يَبْقَى مِنْهُ لَحْمٌ عَلَى عَظْمٍ ،
وَالسَّادِسَةُ فِيهَا عَقَارِبُ جَهَنَّمَ إِنَّ أَدْنَى عَقْرَبَةٍ مِنْهَا
كَالْبِغَالِ الْمُؤَكَّفَةِ تَضْرِبُ الْكَافِرَ ضَرْبَةً تُنْسِيهِ ضَرْبَتُهَا
حَرَّ جَهَنَّمَ ، وَالسَّابِعَةُ سَقَرُ وَفِيهَا إِبْلِيسُ مُصَفَّدٌ
بِالْحَدِيدِ يَدٌ أَمَامَهُ وَيَدٌ خَلْفَهُ ، فَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ أَنْ
يُطْلِقَهُ لِمَا يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَطْلَقَهُ.
هَذَا حَدِيثٌ
تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو السَّمْحِ ، عَنْ عِيسَى بْنِ هِلاَلٍ وَقَدْ ذَكَرْتُ
فِيمَا تَقَدَّمَ عَدَالَتَهُ بِنَصِّ الإِمَامِ يَحْيَى بْنِ مَعِينٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ وَالْحَدِيثُ صَحِيحٌ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8757- أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ
بْنُ عُثْمَانَ بْنِ يَحْيَى الْمُقْرِئُ ، بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ
بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ شَاكِرٍ ، حَدَّثَنَا يَعْلَى بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ
بْنِ إِسْحَاقَ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ عَبَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ
، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ ، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ فِي الْمُزَّمِّلِ
: {وَذَرْنِي
وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً إِنَّ لَدَيْنَا
أَنْكَالاً وَجَحِيمًا} لَمْ يَكُنْ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى كَانَتْ وَقْعَةُ
بَدْرٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8757أ-
أَخْبَرَنَا شِبْلٌ ،
عَنِ ابْنِ أَبِي نَجِيحٍ ، عَنْ مُجَاهِدٍ ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ : {وَطَعَامًا
ذَا غُصَّةٍ} ، قَالَ : شَجَرَةُ الزَّقُّومِ صَحِيحٌ.
8758- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ، حَدَّثَنَا
عَمْرُو بْنُ حَفْصِ بْنِ غِيَاثٍ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا الْعَلاَءُ
بْنُ خَالِدٍ الْكَاهِلِيُّ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
يُؤْتَى بِجَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ وَلَهَا سَبْعُونَ أَلْفَ زِمَامٍ مَعَ كُلِّ زِمَامٍ
سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ يَجُرُّونَهَا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8759- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
يَحْيَى ، حَدَّثَنَا مُسَدَّدٌ ، حَدَّثَنَا بِشْرُ بْنُ الْمُفَضَّلِ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ إِسْحَاقَ ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ،
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ضِرْسُ الْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَعَرْضُ
جِلْدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا ، وَعَضُدُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ ، وَفَخِذُهُ
مِثْلُ وَرِقَانَ ، وَمَقْعَدُهُ مِنَ النَّارِ مَا بَيْنِي وَبَيْنَ الرَّبَذَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ ، إِنَّمَا
اتَّفَقَا عَلَى ذِكْرِ ضِرْسِ الْكَافِرِ فَقَطْ.
8760- حَدَّثَنَا الشَّيْخُ
أَبُو بَكْرِ بْنُ إِسْحَاقَ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ سُلَيْمَانَ بْنِ
الْحَارِثِ ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُوسَى ، أَنْبَأَ شَيْبَانُ ، عَنِ الأَعْمَشِ
، عَنْ أَبِي صَالِحٍ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ غِلَظَ جَلْدِ الْكَافِرِ اثْنَانِ وَأَرْبَعُونَ ذِرَاعًا
بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ ، وَضِرْسُهُ مِثْلُ أُحُدٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ قَالَ الشَّيْخُ أَبُو
بَكْرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ : مَعْنَى قَوْلِهِ بِذِرَاعِ الْجَبَّارِ : أَيْ جَبَّارٌ
مِنْ جَبَابِرَةِ الآدَمَيِّينَ مِمَّنْ كَانَ فِي الْقُرُونِ الأُولَى مِمَّنْ
كَانَ أَعْظَمَ خَلْقًا وَأَطْوَلَ أَعْضَاءً وَذِرَاعًا مِنَ النَّاسِ.
8761- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ،
عَنْ أَبِي هِلاَلٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ ، أَنَّهُ
سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : إِنَّ ضِرْسَ
الْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَرَأْسُهُ مِثْلُ الْبَيْضَاءِ ،
وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرِقَانَ ، وَغِلَظُ جِلْدِهِ سَبْعُونَ ذِرَاعًا ، وَإِنَّ
مَجْلِسَهُ فِي النَّارِ كَمَا بَيْنَ الْمَدِينَةِ وَالرَّبَذَةِ قَالَ أَبُو
هُرَيْرَةَ : وَكَانَ يُقَالُ بَطْنُهُ مِثْلُ بَطْنِ إِضَمٍ.
هَذَا إِسْنَادٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ لِتَوْقِيفِهِ عَلَى أَبِي
هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
8762- أَخْبَرَنِي أَبُو
الْحُسَيْنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ تَمِيمٍ الْقَنْطَرِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو قِلاَبَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي
أُمَيَّةَ ، أَخْبَرَنِي صَفْوَانُ بْنُ يَعْلَى ، أَنَّ يَعْلَى ، قَالَ : قَالَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : إِنَّ الْبَحْرَ هُوَ
جَهَنَّمَ فَقَالُوا لِيَعْلَى : قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ : {نَارًا أَحَاطَ
بِهِمْ سُرَادِقُهَا} فَقَالَ : وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ أَدْخُلُهَا أَبَدًا
حَتَّى أَلْقَى اللَّهَ وَلاَ تُصِيبُنِي مِنْهَا قَطْرَةٌ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَمَعْنَاهُ أَنَّ الْبَحْرَ صَعْبٌ كَأَنَّهُ جَهَنَّمَ ،
وَلِذَلِكَ فَرْعٌ عَلَى إِخْرَاجِ حَدِيثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، عَنِ
النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ تَحْتَ الْبَحْرِ نَارٌ ،
وَتَحْتَ النَّارِ بَحْرٌ ، فَأَمَّا النَّارُ فَإِنَّهَا تَحْتَ السَّابِعَةِ ،
وَقَدْ شَهِدَ الصَّحَابَةُ فَمَنْ بَعْدَهُمْ عَلَى رُؤْيَةِ دُخَانِهَا.
8763- كَمَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ
الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ حَمَّادٍ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ
بْنُ الْمُخْتَارِ ، حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ فَيْرُوزٍ الدَّانَاجُ ،
حَدَّثَنِي طَلْقُ بْنُ حَبِيبٍ ، قَالَ : سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيَّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
، يَقُولُ : رَأَيْتُ الدُّخَانَ مِنْ مَسْجِدِ الضِّرَارِ حِينَ انْهَارَ.
هَذَا إِسْنَادٌ
صَحِيحٌ وَقَدْ حَدَّثَنِي جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِنَا الْغُرَبَاءِ أَنَّهُمْ
عَرَفُوا هَذَا الْمَسْجِدَ وَشَاهَدُوا هَذَا الدُّخَانَ ، وَقَدْ قَدَّمْتُ
الرِّوَايَةَ الصَّحِيحَةَ أَنَّ جَهَنَّمَ تَحْتَ الأَرْضِ السَّابِعَةِ.
8764- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ
دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ،
عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : وَيْلً وَادٍ فِي
جَهَنَّمَ يَهْوِي فِيهِ الْكَافِرُ أَرْبَعِينَ خَرِيفًا قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَ
قَعْرَهُ ، وَالصَّعُودُ جَبَلٌ فِي النَّارِ يَتَصَعَّدُ فِيهِ سَبْعِينَ
خَرِيفًا يَهْوِي مِنْهُ كَذَلِكَ أَبَدًا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8765- حَدَّثَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ الشَّيْبَانِيُّ إِمْلاَءً مِنْ أَصْلِ
كِتَابِهِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عُبَيْدِ اللهِ السَّعْدِيُّ ، أَنْبَأَ
يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ أَزْهَرُ بْنُ سِنَانٍ الْقُرَشِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَاسِعٍ ، قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى بِلاَلِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ فَقُلْتُ لَهُ : يَا بِلاَلُ
إِنَّ أَبَاكَ ، حَدَّثَنِي عَنْ جَدِّكَ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : إِنَّ فِي جَهَنَّمَ وَادٍ ، فِي ذَلِكَ
الْوَادِي بِئْرٌ يُقَالُ لَهُ هَبْهَبُ ، حَقٌّ عَلَى اللهِ تَعَالَى أَنْ
يُسْكِنَهَا كُلَّ جَبَّارٍ فَإِيَّاكَ أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ يَا بِلاَلُ.
هَذَا حَدِيثٌ
تَفَرَّدَ بِهِ أَزْهَرُ بْنُ سِنَانٍ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ وَاسِعٍ لَمْ
يَكْتُبْهُ عَالِيًا إِلاَّ مِنْ هَذَا الْوَجْهِ.
8766- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا أَزْهَرُ بْنُ نَصْرٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ،
عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ :
يُنْصَبُ لِلْكَافِرِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِقْدَارُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ
كَمَا لَمْ يَعْمَلْ فِي الدُّنْيَا ، وَيَظُنُّ أَنَّهُ مُدَافُعُهُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8767- أَخْبَرَنِي عَبْدُ
اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ الإِمَامُ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ الأَيْلِيُّ ، أَنَّ
سَلاَمَةَ ، حَدَّثَهُمْ ، عَنْ عَقِيلٍ ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ ، أَنَّ أَبَا
سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَسَعِيدَ بْنَ الْمُسَيَّبِ ، قَالاَ : قَالَ
أَبُو هُرَيْرَةَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ
: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ قَدْرَ مَا بَيْنَ شَفِيرِ النَّارِ
وَقَعْرِهَا كَصَخْرَةٍ زِنَتُهَا سَبْعَ خَلِفَاتٍ بِشُحُومِهِنَّ وَلُحُومِهِنَّ
وَأَوْلاَدِهِنَّ ، تَهْوِي فِيمَا بَيْنَ شَفِيرِ النَّارِ وَقَعْرِهَا إِلَى
أَنْ تَقَعَ قَعْرَهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8768- أَخْبَرَنِي عَبْدُ
اللهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ زِيَادٍ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ إِسْحَاقَ الإِمَامُ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ عَزِيزٍ الأَيْلِيُّ ، أَنَّ
سَلاَمَةَ ، حَدَّثَهُمْ ، عَنْ عَقِيلٍ ، حَدَّثَنِي ابْنُ شِهَابٍ ، أَنَّ أَبَا
سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ ، وَسَعِيدَ بْنِ الْمُسَيَّبِ ، قَالاَ : قَالَ
أَبُو هُرَيْرَةَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ
: وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ إِنَّ قَدْرَ مَا بَيْنَ شَفِيرِ النَّارِ
وَقَعْرِهَا إِلَى أَنْ يَقَعَ قَعْرَهَا سَبْعُونَ خَرِيفًا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8769- أَخْبَرَنِي عَبْدُ
اللهِ بْنُ الْحُسَيْنِ الْقَاضِي ، بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ أَبِي
أُسَامَةَ ، حَدَّثَنِي يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ ، أَنْبَأَ مُحَمَّدُ بْنُ
إِبْرَاهِيمَ التَّيْمِيُّ ، عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ : إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَظُنُّ أَنْ
تَبْلُغَ مَا بَلَغَتْ يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8770- أَخْبَرَنَا
الْحَسَنُ بْنُ يَعْقُوبَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ ، أَنْبَأَ سَعِيدٌ ، عَنْ قَتَادَةَ
، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ، فِي قَوْلِهِ عَزَّ
وَجَلَّ : {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} قَالَ : يُخَلِّي
عَنْهُمْ أَرْبَعِينَ عَامًا لاَ يُجِيبُهُمْ ، ثُمَّ أَجَابَهُمْ : {إِنَّكُمْ مَاكِثُونَ}
فَيَقُولُونَ : {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا
ظَالِمُونَ} قَالَ : فَيُخَلِّي عَنْهُمْ مِثْلَ الدُّنْيَا ، ثُمَّ أَجَابَهُمُ :
{اخْسَئُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونَ} قَالَ : فَوَاللَّهِ مَا يَنْبِسُ الْقَوْمُ بَعْدَ هَذِهِ الْكَلِمَةِ إِنْ
كَانَ إِلاَّ الزَّفِيرُ وَالشَّهِيقُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8771- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ
الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو
بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَقْعَدُ الْكَافِرِ مِنَ النَّارِ مَسِيرَةُ
ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ، وَكُلُّ ضِرْسٍ مِثْلُ أُحُدٍ ، وَفَخِذُهُ مِثْلُ وَرِقَانَ
، وَجِلْدُهُ سِوَى لَحْمِهِ وَعِظَامِهِ أَرْبَعُونَ ذِرَاعًا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8772- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الزَّاهِدُ الأَصْبَهَانِيُّ ،
حَدَّثَنَا أَسَدُ بْنُ عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ حَفْصٍ ،
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ سَعِيدٍ ، حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ ، عَنْ
أَبِي الزَّعْرَاءِ ، قَالَ : ذُكِرَ الدَّجَّالُ عِنْدَ عَبْدِ اللهِ ، فَقَالَ :
يَفْتَرِقُ النَّاسُ عِنْدَ خُرُوجِهِ ثَلاَثَ فِرَقٍ : فِرْقَةٌ تَتْبَعُهُ ،
وَفِرْقَةٌ تَلْحَقُ بِأَهْلِهَا مَنَابِتِ الشِّيحِ ، وَفِرْقَةٌ تَأْخُذُ شَطَّ
هَذَا الْفُرَاتِ يُقَاتِلُهُمْ وَيُقَاتِلُونَهُ حَتَّى يُقْتَلُونَ بِغَرْبِيِّ الشَّامِ
، فَيَبْعَثُونَ طَلِيعَةً فِيهِمْ فَرَسٌ أَشْقَرُ - أَوْ أَبْلَقُ -
فَيَقْتَتِلُونَ فَلاَ يَرْجِعُ مِنْهُمْ أَحَدٌ ، قَالَ : وَأَخْبَرَنِي أَبُو صَادِقٍ ، عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ نَاجِذٍ أَنَّهُ
فَرَسٌ أَشْقَرُ ، قَالَ : وَيَزْعُمُ أَهْلُ الْكِتَابِ أَنَّ الْمَسِيحَ عَلَيْهِ
السَّلاَمُ يَنْزِلُ فَيَقْتُلُهُ وَيَخْرُجُ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُمْ مِنْ
كُلِّ حَدَبٍ يَنْسِلُونَ فَيَبْعَثُ اللَّهُ عَلَيْهِمْ دَابَّةً مِثْلَ
النَّغَفِ فَتَلِجُ فِي أَسْمَاعِهِمْ وَمَنَاخِرِهِمْ فَيَمُوتُونَ ، فَتُنْتِنُ
الأَرْضُ مِنْهُمْ فَيُجْأَرُ إِلَى اللهِ عَزَّ وَجَلَّ فَيُرْسِلُ مَاءً
فَيُطَهِّرُ الأَرْضَ مِنْهُمْ ، وَيَبْعَثُ اللَّهُ رِيحًا فِيهَا زَمْهَرِيرٌ
بَارِدَةً فَلاَ تَدَعُ عَلَى الأَرْضِ مُؤْمِنًا إِلاَّ كَفَتْهُ تِلْكَ الرِّيحُ
، ثُمَّ تَقُومُ السَّاعَةُ عَلَى شِرَارِ النَّاسِ ، ثُمَّ يَقُومُ مَلَكٌ
بِالصُّورِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَيَنْفُخُ فِيهِ فَلاَ يَبْقَى مِنْ
خَلْقِ اللهِ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ إِلاَّ مَاتَ ، إِلاَّ مَنْ شَاءَ رَبُّكَ
، ثُمَّ يَكُونُ بَيْنَ النَّفْخَتَيْنِ مَا شَاءَ اللَّهُ ، فَلَيْسَ مِنْ بَنِي
آدَمَ أَحَدٌ إِلاَّ فِي الأَرْضِ مِنْهُ شَيْءٌ ، ثُمَّ يُرْسِلُ اللَّهُ مَاءً
مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ كَمَنِيِّ الرِّجَالِ فَتَنْبُتُ لُحْمَانُهُمْ
وَجُثْمَانُهُمْ كَمَا تَنْبُتُ الأَرْضُ مِنَ الثَّرَى ، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ
اللهِ : {اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَابًا فَسُقْنَاهُ
إِلَى بَلَدٍ مَيِّتٍ} حَتَّى بَلَغَ {كَذَلِكَ النُّشُورُ} ثُمَّ يَقُومُ مَلَكٌ
بِالصُّورِ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ فَيَنْفُخُ فِيهِ فَيَنْطَلِقُ كُلُّ
رُوحٍ إِلَى جَسَدِهَا فَتَدْخُلُ فِيهِ ، فَيَقُومُونَ فَيَجِيئُونَ مَجِيئَةَ
رَجُلٍ وَاحِدٍ قِيَامًا لِرَبِّ الْعَالَمِينَ ، ثُمَّ يَتَمَثَّلُ اللَّهُ تَعَالَى
لِلْخَلْقِ فَيَلْقَى الْيَهُودُ فَيَقُولُ :
مَنْ تَعْبُدُونَ ؟
فَيَقُولُونَ : نَعْبُدُ عُزَيْرًا ، فَيَقُولُ : هَلْ يَسُرُّكُمُ الْمَاءُ ؟
قَالُوا : نَعَمْ ، فَيُرِيهِمْ جَهَنَّمَ وَهِيَ كَهَيْئَةِ السَّرَابِ ، ثُمَّ
قَرَأَ عَبْدُ اللهِ {وَعَرَضْنَا جَهَنَّمَ يَوْمَئِذٍ لِلْكَافِرِينَ عَرْضًا} ،
ثُمَّ يَلْقَى النَّصَارَى فَيَقُولُ : مَنْ تَعْبُدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ :
نَعْبُدُ الْمَسِيحَ ، فَيَقُولُ : هَلْ يَسُرُّكُمُ الْمَاءُ ؟ فَيَقُولُونَ :
نَعَمْ ، فَيُرِيهِمْ جَهَنَّمَ وَهِيَ كَهَيْئَةِ السَّرَابِ ، ثُمَّ كَذَلِكَ
مَنْ كَانَ يَعْبُدُ مِنْ دُونَ اللهِ شَيْئًا ، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ اللهِ
{وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ} حَتَّى يَبْقَى الْمُسْلِمُونَ فَيَقُولُ :
مَنْ تَعْبُدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعْبُدُ اللَّهَ لاَ نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا فَيَنْتَهِرُهُمْ
مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا : مَنْ تَعْبُدُونَ ؟ فَيَقُولُونَ : نَعْبُدُ اللَّهُ
لاَ نُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا ، فَيَقُولُ : هَلْ تَعْرِفُونَ رَبُّكُمْ ؟ فَيَقُولُونَ : إِذَا اعْتَرَفَ لَنَا سُبْحَانَهُ
عَرَفْنَاهُ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ فَلاَ يَبْقَى مُؤْمِنٌ إِلاَّ
خَرَّ لِلَّهِ سَاجِدًا ، وَيَبْقَى الْمُنَافِقُونَ ظُهُورُهُمْ طَبَقٌ وَاحِدٌ
كَأَنَّمَا فِيهَا السَّفَافِيدُ ، فَيَقُولُونَ : رَبَّنَا ، فَيَقُولُ : قَدْ
كُنْتُمْ تُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَأَنْتُمْ سَالِمُونَ ، ثُمَّ يَأْمُرُ اللَّهُ
بِالصِّرَاطِ فَيُضْرَبُ عَلَى جَهَنَّمَ ، فَيَمُرُّ النَّاسُ بِقَدْرِ
أَعْمَالِهِمْ زُمَرًا أَوَائِلُهُمْ كَلَمْحِ الْبَرْقِ ، ثُمَّ كَمَرِّ الرِّيحِ
، ثُمَّ كَمَرِّ الطَّيْرِ ، ثُمَّ كَمَرِّ الْبَهَائِمِ حَتَّى يَمُرَّ الرَّجُلُ
سَعْيًا ، ثُمَّ يَمُرُّ الرَّجُلُ مَشْيًا ، حَتَّى يَجِيءَ آخِرُهُمْ رَجُلٌ
يَتَلَبَّطُ عَلَى بَطْنِهِ فَيَقُولُ : يَا رَبِّ لِمَ أَبْطَأْتَ بِي ؟ قَالَ : إِنِّي لَمْ أُبْطِئْ ، بِكَ
إِنَّمَا أَبْطَأَ بِكَ عَمَلُكَ ، ثُمَّ يَأْذَنُ اللَّهُ تَعَالَى فِي الشَّفَاعَةِ
فَيَكُونُ أَوَّلُ شَافِعٍ رُوحُ اللهِ الْقُدُسُ جِبْرِيلُ ، ثُمَّ إِبْرَاهِيمُ
، ثُمَّ مُوسَى ، ثُمَّ عِيسَى ، ثُمَّ يَقُومُ نَبِيُّكُمْ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلاَ يَشْفَعُ أَحَدٌ فِيمَا يَشْفَعُ فِيهِ ، وَهُوَ
الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ الَّذِي ذَكَرَهُ اللَّهُ تَعَالَى {عَسَى أَنْ
يَبْعَثَكَ رَبُّكُ مَقَامًا مَحْمُودًا} فَلَيْسَ مِنْ نَفْسٍ إِلاَّ وَهِيَ تَنْظُرُ إِلَى بَيْتٍ فِي
الْجَنَّة.
قَالَ سُفْيَانُ :
أُرَاهُ قَالَ : لَوْ عَلِمْتُمْ يَوْمَ يَرَى أَهْلُ الْجَنَّةِ الَّذِي فِي
النَّارِ فَيَقُولُونَ : لَوْلاَ أَنْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا ، ثُمَّ تُشَفَّعُ
الْمَلاَئِكَةُ وَالنَّبِيُّونَ وَالشُّهَدَاءُ وَالصَّالِحُونَ وَالْمُؤْمِنُونَ
فَيُشَفِّعُهُمُ اللَّهُ ، ثُمَّ يَقُولُ : أَنَا أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ ،
فَيُخْرِجُ مِنَ النَّارِ أَكْثَرَ مِمَّا أَخْرَجَ جَمِيعُ الْخَلْقِ
بِرَحْمَتِهِ حَتَّى لاَ يَتْرُكَ أَحَدًا فِيهِ خَيْرٌ ، ثُمَّ قَرَأَ عَبْدُ
اللهِ {مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ} وَقَالَ : بِيَدِهِ فَعَقَدَهُ {قَالُوا لَمْ
نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ
الْخَائِضِينَ وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ} هَلْ تَرَوْنَ فِي هَؤُلاَءِ
مِنْ خَيْرٍ ؟ وَمَا يُتْرَكُ فِيهَا أَحَدٌ فِيهِ خَيْرٌ ، فَإِذَا أَرَادَ
اللَّهُ أَنْ لاَ يُخْرِجَ أَحَدًا غَيَّرَ وُجُوهَهُمْ وَأَلْوَانَهُمْ فَيَجِئُ
الرَّجُلُ فَيَشْفَعُ فَيَقُولُ : مَنْ عَرَفَ أَحَدًا فَلْيُخْرِجْهُ ، فَيَجِئُ
فَلاَ يَعْرِفُ أَحَدًا ، فَيُنَادِيهِ رَجُلٌ فَيَقُولُ : أَنَا فُلاَنٌ ،
فَيَقُولُ : مَا أَعْرِفُكَ ، فَعِنْدَ ذَلِكَ قَالُوا : {رَبَّنَا أَخْرِجْنَا
مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ قَالَ اخْسَئُوا فِيهَا وَلاَ
تُكَلِّمُونِ} فَإِذَا قَالَ ذَلِكَ انْطَبَقَتْ عَلَيْهِمْ ، فَلَمْ يَخْرُجْ
مِنْهُمْ بَشَرٌ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8773- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ
الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو
بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ : لَوْ أَنَّ مِقْمَعًا مِنْ حَدِيدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ فَاجْتَمَعَ لَهُ
الثَّقَلاَنِ مَا أَقَلُّوهُ مِنَ الأَرْضِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8774- أَخْبَرْنَاهُ أَبُو
بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ بِبَغْدَادَ ، قَالَ : قُرِئَ عَلَى
يَحْيَى بْنِ جَعْفَرِ بْنِ الزِّبْرِقَانِ وَأَنَا أَسْمَعُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا بَهْزُ بْنُ حَكِيمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ جَدِّهِ ،
قَالَ : أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقُلْتُ :
يَا نَبِيَّ اللهِ مَا أَتَيْتُكَ حَتَّى خَلَّفْتُ أَكْثَرَ مِنْ هَؤُلاَءِ يَعْنِي
الْكَفَّيْنِ جَمِيعًا وَلاَ آتِي دِينَكَ وَلاَ آتِيكَ وَقَدْ كُنْتُ امْرَأً لاَ
أَعْقِلُ شَيْئًا إِلاَّ مَا عَلَّمَنِي اللَّهُ وَرَسُولُهُ ، فَإِنِّي
أَسْأَلُكَ بِوَجْهِ اللهِ بِمَ بَعَثَكَ رَبُّنَا ؟ قَالَ : بِالإِسْلاَمِ قَالَ
: قُلْتُ : يَا نَبِيَّ اللهِ وَمَا آيَةُ الإِسْلاَمِ ؟ قَالَ : أَنْ تَقُولَ
أَسْلَمْتُ وَجْهِي لِلَّهِ ، وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ ، وَتُؤْتِي الزَّكَاةَ ،
كُلُّ مُسْلِمٍ عَنْ مُسْلِمٍ مُحَرَّمٌ إِخْوَانٌ يَصِيرَانِ ، لاَ يَقْبَلُ
اللَّهُ مِنْ مُسْلِمٍ أَشْرَكَ بَعْدَمَا أَسْلَمَ عَمَلاً حَتَّى يُفَارِقَ الْمُشْرِكِينَ
إِلَى الْمُسْلِمِينَ ، مَالِي آخُذُ بِحُجَزِكُمْ عَنِ النَّارِ ، أَلاَ وَإِنَّ
رَبِّي دَاعِيَّ ، أَلاَ وَإِنَّهُ سَائِلِي : هَلْ بَلَّغْتَ عِبَادِي ؟ وَإِنِّي قَائِلٌ : رَبِّ قَدْ
أَبْلَغْتُهُمْ ، فَلْيُبَلِّغْ شَاهِدُكُمْ غَائِبَكُمْ ، ثُمَّ إِنَّكُمْ تُدْعَوْنَ
مُقَدِّمَةُ أَفْوَاهِكُمْ بِالْفِدَامِ ، ثُمَّ أَوَّلُ مَا يَبِينُ أَحَدَكُمْ
لَفَخِذُهُ وَكَفُّهُ قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ هَذَا دِينُنَا وَأَيْنَ
مَا تُحْسِنُ بِكَفِّكَ ؟.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8775- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ
الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو
بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ : لَسُرَادِقُ النَّارِ أَرْبَعَةُ جُدُرٍ كُلُّ جِدَارٍ مِنْهَا مَسِيرَةُ
أَرْبَعِينَ سَنَةً.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8776- حَدَّثَنَا أَبُو
إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ فِرَاسٍ الْمَالِكِيُّ الْفَقِيهُ بِمَكَّةَ
حَرَسَهَا اللَّهُ تَعَالَى فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ
سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا
سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، عَنْ عَطِيَّةَ بْنِ قَيْسٍ ، عَنْ أَبِي
الْعَوَّامِ مُؤَذِّنِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ، قَالَ : سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ
عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ، يَقُولُ : إِنَّ السُّورَ الَّذِي ذَكَرَهُ
اللَّهُ تَعَالَى فِي الْقُرْآنِ {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُوَرٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ
فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} هُوَ السُّوَرُ الشَّرْقِيُّ
بَاطِنُهُ الْمَسْجِدُ وَمَا يَلِيهِ ، وَظَاهِرُهُ وَادِي جَهَنَّمَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8777- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ
الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو
بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ دَرَّاجٍ أَبِي السَّمْحِ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ
أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَوْ ضَرَبَ مِقْمَعٌ مِنْ حَدِيدِ جَهَنَّمَ الْجَبَلَ
لَتَفَتَّتْ كَمَا يُضْرَبُ بِهِ أَهْلُ النَّارِ فَصَارَ رَمَادًا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8778- حَدَّثَنَا أَبُو
الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُقْبَةَ الشَّيْبَانِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ
بِالْكُوفَةِ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَبِي الْعَنْبَسِ ، حَدَّثَنَا
عَلِيُّ بْنُ قَادِمٍ ، حَدَّثَنَا شَرِيكٌ ، عَنْ عُبَيْدٍ الْمُكْتِبِ ، عَنِ
الشَّعْبِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : ضَحِكَ
رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ تَبَسَّمَ ،
فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَلاَ تَسْأَلُونِي مِنْ
أَيِّ شَيْءٍ ضَحِكْتُ ؟ فَقَالَ : عَجِبْتُ مِنْ مُجَادَلَةِ الْعَبْدِ رَبَّهُ
يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ : يَا رَبِّ أَلَيْسَ وَعَدْتَنِي أَنْ لاَ
تَظْلِمَنِي ؟ قَالَ : بَلَى ، قَالَ : فَإِنِّي لاَ أَقْبَلُ عَلَيَّ شَهَادَةَ
شَاهِدٍ إِلاَّ مِنْ نَفْسِي ، فَيَقُولُ : أَوْ لَيْسَ كَفَى بِي شَهِيدًا وَبِالْمَلاَئِكَةِ الْكِرَامِ الْكَاتِبِينَ
؟ قَالَ : فَيُرَدِّدُ هَذَا الْكَلاَمَ مَرَّاتٍ فَيُخْتَمُ عَلَى فِيهِ ،
وَتَكَلَّمُ أَرْكَانُهُ بِمَا كَانَ يَعْمَلُ فَيَقُولُ : بُعْدًا لَكُمْ وَسُحْقًا ، عَنْكُمْ كُنْتُ أُجَادِلُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8779- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ
الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو
بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ،
قَالَ : لَوْ أَنَّ دَلْوَ غَسَّاقٍ يُهَرَاقُ فِي الدُّنْيَا لاَنْتَنَ أَهْلَ
الدُّنْيَا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8780- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرَوَيْهِ الصَّفَّارُ بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ،
حَدَّثَنَا شُعْبَةُ ، عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ ، قَالَ : سَمِعْتُ مُطَرِّفًا ،
يُحَدِّثُ أَنَّهُ كَانَتْ لَهُ امْرَأَتَانِ فَجَاءَ إِلَى إِحْدَاهُمَا ، قَالَ
: فَجَعَلَتْ تَنْزِعُ عِمَامَتَهُ وَقَالَتْ : جِئْتَ مِنْ عِنْدِ امْرَأَتِكَ ؟ فَقَالَ
: جِئْتُ مِنْ عِنْدِ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ فَحَدَّثَ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : أَقَلُّ سَاكِنِي الْجَنَّةِ
النِّسَاءُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ.
8781- حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ
بْنُ صَالِحِ بْنِ هَانِئٍ ، حَدَّثَنَا الْحُسَيْنُ بْنُ الْفَضْلِ الْبَجَلِيُّ
، حَدَّثَنَا سُلَيْمَانُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ
ثَابِتٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي حَجٍّ أَوْ عَمْرَةٍ فَلَمَّا كُنَّا
بِمَرِّ الظَّهْرَانِ إِذَا نَحْنُ بِامْرَأَةٍ فِي هَوْدَجِهَا وَاضِعَةٌ يَدَهَا
عَلَى هَوْدَجِهَا فِيهَا خَوَاتِيمُ ، فَلَمَّا نَزَلَ الشِّعْبَ إِذَا نَحْنُ
بِغِرْبَانٍ كَثِيرَةٍ فِيهَا غُرَابٌ أَعْصَمُ أَحْمَرُ الْمِنْقَارِ وَالرِّجْلَيْنِ
، فَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ
يَدْخُلُ الْجَنَّةُ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فِي هَذِهِ
الْغِرْبَانِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8782- حَدَّثَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عُبَيْدٍ
الأَسَدِيُّ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ دِيزِيلَ ،
حَدَّثَنَا آدَمُ بْنُ أَبِي إِيَاسٍ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ ،
حَدَّثَنَا أَبُو جَعْفَرٍ الْخَطْمِيُّ ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ خُزَيْمَةَ بْنِ
ثَابِتٍ ، قَالَ : كُنَّا مَعَ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِي حَجٍّ أَوْ عَمْرَةٍ فَإِذَا امْرَأَةٌ
فِي يَدِهَا خَوَاتِيمُهَا وَقَدْ وَضَعَتْ يَدَهَا عَلَى هَوْدَجِهَا فَدَخَلَ
عَمْرُو بْنُ الْعَاصِ شِعْبًا ، ثُمَّ قَالَ : كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي
هَذَا الشِّعْبِ فَإِذَا غِرْبَانٌ كَثِيرَةٌ وَإِذَا غُرَابٌ أَعْصَمُ أَحْمَرُ الْمِنْقَارِ
وَالرِّجْلَيْنِ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لاَ
يَدْخُلُ الْجَنَّةَ مِنَ النِّسَاءِ إِلاَّ كَقَدْرِ هَذَا الْغُرَابِ فِي هَذِهِ
الْغِرْبَانِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8783- حَدَّثَنَا أَبُو
أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ بْنُ الْفَضْلِ ، حَدَّثَنَا قَبِيصَةُ بْنُ عُقْبَةَ
، حَدَّثَنَا سُفْيَانُ ، عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنْ زِرٍّ ، عَنْ وَائِلِ بْنِ
مَهَانَةَ التَّيْمِيِّ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ
، تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرُ أَهْلِ جَهَنَّمَ
فَقَالَتِ امْرَأَةٌ لَيْسَتْ مِنْ عِلْيَةِ النِّسَاءِ : وَبِمَ يَا رَسُولَ اللهِ نَحْنُ أَكْثَرُ أَهْلِ جَهَنَّمَ ؟ قَالَ
: لِأَنَّكُنَّ
تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ
عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ مِنْكُنَّ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ وَقَدْ رَوَاهُ جَرِيرٌ ،
عَنْ مَنْصُورٍ ، عَنِ الأَعْمَشِ بِزِيَادَةِ أَلْفَاظٍ فِيهِ.
8784- حَدَّثَنَا أَبُو
بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ الزَّاهِدُ مِنْ أَصْلِ كِتَابِهِ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، حَدَّثَنَا
مُعَاوِيَةُ ، حَدَّثَنَا الأَعْمَشُ ، عَنْ شَقِيقٍ ، عَنْ عَمْرِو بْنِ
الْحَارِثِ بْنِ الْمُصْطَلِقِ ، عَنِ ابْنِ أَخِي زَيْنَبَ امْرَأَةِ عَبْدِ
اللهِ ، عَنْ زَيْنَبَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا ، قَالَتْ : خَطَبَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَقَالَ
: يَا مَعْشَرَ
النِّسَاءِ ، تَصَدَّقْنَ وَلَوْ مِنْ حُلِيِّكُنَّ فَإِنَّكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ
جَهَنَّمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ قَالَتْ : وَكَانَ عَبْدُ اللهِ رَجُلاً خَفِيفَ ذَاتِ الْيَدِ فَقُلْتُ لَهُ :
سَلْ لِي رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُجْزِئُ عَنِّي مِنَ
الصَّدَقَةِ النَّفَقَةُ عَلَى زَوْجِي وَأَيْتَامٍ فِي حِجْرِي ؟ قُلْتُ :
وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ أُلْقِيَ عَلَيْهِ
الْمَهَابَةُ ، فَقَالَ لِي عَبْدُ اللهِ : اذْهَبِي فَسَلِيهِ ، قَالَتْ :
فَانْطَلَقْتُ فَانْتَهَيْتُ إِلَى الْبَابِ فَإِذَا عَلَيْهِ امْرَأَةٌ مِنَ
الأَنْصَارِ حَاجَتُهَا كَحَاجَتِي ، قَالَتْ : فَخَرَجَ إِلَيْنَا بِلاَلٌ ، فَقُلْنَا لَهُ : سَلْ لَنَا رَسُولَ
اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَتُجْزِئُ عَنَّا مِنَ الصَّدَقَةِ النَّفَقَةُ
عَلَى أَزْوَاجِنَا وَعَلَى أَيْتَامٍ فِي حِجْرِنَا ؟ قُلْتُ
: فَدَخَلَ عَلَيْهِ
بِلاَلٌ ، فَقَالَ : عَلَى الْبَابِ زَيْنَبُ ، قَالَ : أَيُّ الزَّيَانِبِ قَالَ : زَيْنَبُ امْرَأَةُ عَبْدِ اللهِ
وَزَيْنَبُ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ يَسْأَلاَنِكَ النَّفَقَةَ عَلَى أَزْوَاجِهِمَا
وَأَيْتَامٍ فِي حَجْرِهِمَا أَيُجْزِئُ ذَلِكَ عَنْهُمَا مِنَ الصَّدَقَةِ ؟
قَالَتْ : فَخَرَجَ إِلَيْنَا بِلاَلٌ ، فَقَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : لَهُمَا أَجْرَانِ
أَجْرُ الْقَرَابَةِ وَأَجْرُ الصَّدَقَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ
عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ بِهَذِهِ السِّيَاقَةِ ،
وَتَفَرَّدَ مُسْلِمٌ رَحِمَهُ اللَّهُ بِإِخْرَاجِهِ مُخْتَصَرًا.
8785- حَدَّثَنَا أَبُو
إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ الْفَقِيهُ بِمَكَّةَ حَرَسَهَا اللَّهُ
تَعَالَى ، حَدَّثَنَا بَكْرُ بْنُ سَهْلٍ الدِّمْيَاطِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ
اللهِ بْنُ يُوسُفَ ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ التَّنُوخِيُّ ،
عَنْ زِيَادِ بْنِ أَبِي سَوْدَةَ ، قَالَ : كَانَ عُبَادَةُ بْنُ الصَّامِتِ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ عَلَى سُورِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ الشَّرْقِيِّ يَبْكِي ، فَقَالَ
بَعْضُهُمْ : مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا الْوَلِيدِ ؟ فَقَالَ : مَنْ هَاهُنَا ،
أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ رَأَى
جَهَنَّمَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8786- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ،
عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : مَاءٌ
كَالْمُهْلِ كَعَكَرِ الزَّيْتِ فَإِذَا أُقْرِبَ إِلَى فِيهِ سَقَطَتْ فَرْوَةُ
وَجْهِهِ فِيهِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8787- أَخْبَرَنَا
إِبْرَاهِيمُ بْنُ عِصْمَةَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا السَّرِيُّ بْنُ خُزَيْمَةَ ،
حَدَّثَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ ، حَدَّثَنَا هِشَامٌ ، عَنْ يَحْيَى بْنِ
أَبِي كَثِيرٍ ، عَنْ أَبِي رَاشِدٍ الْحُبْرَانِيِّ ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ
بْنِ شِبْلٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، يَقُولُ : إِنَّ الْفُسَّاقَ هُمْ أَهْلُ النَّارِ
قَالُوا : يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا الْفُسَّاقُ ؟ قَالَ : النِّسَاءُ قَالَ
رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللهِ أَلَيْسَ أُمَّهَاتِنَا وَأَخَوَاتِنَا
وَأَزْوَاجَنَا ؟ قَالَ : بَلَى ، وَلَكِنَّهُنَّ إِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ
وَإِذَا ابْتُلِينَ لَمْ يَصْبِرْنَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8788- أَخْبَرَنَا عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ حَمْدَانَ الْجَلآبُ ، بِهَمَدَانَ ، حَدَّثَنَا هِلاَلُ بْنُ
الْعَلاَءِ الرَّقِّيُّ ، حَدَّثَنَا أَبِي ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ
عَمْرٍو ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَقِيلٍ ، عَنِ الطُّفَيْلِ بْنِ
أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ ، عَنْ أَبِيهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : بَيْنَا
نَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي صَلاَةِ
الظُّهْرِ وَالنَّاسُ فِي الصُّفُوفِ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَرَأَيْنَا رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَنَاوَلُ
شَيْئًا فَجَعَلَ يَتَنَاوَلُهُ فَتَأَخَّرَ وَتَأَخَّرَ النَّاسُ ، ثُمَّ
تَأَخَّرَ الثَّانِيَةَ فَتَأَخَّرَ النَّاسُ ، فَقُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ الْيَوْمَ شَيْئًا مَا كُنْتَ
تَصْنَعُهُ فِي الصَّلاَةِ ، فَقَالَ : إِنَّهُ عُرِضَتْ عَلَيَّ الْجَنَّةُ بِمَا
فِيهَا مِنَ الزَّهْرَةِ وَالنَّضْرَةِ فَتَنَاوَلْتُ قِطْفًا مِنْ عِنَبِهَا
وَلَوْ أَخَذْتُهُ لاَكَلَ مِنْهُ مَنْ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ لاَ
يُنْقِصُونَهُ ، فَحِيلَ بَيْنِي وَبَيْنَهُ وَعُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ فَلَمَّا
وَجَدْتُ سَفْعَتَهَا تَأَخَّرْتُ عَنْهَا ، وَأَكْثَرُ مَنْ رَأَيْتُ فِيهَا مِنَ
النِّسَاءِ ، إِنِ ائْتُمِنَّ أَفْشَيْنَ ، وَإِنْ سَأَلْنَ أَلْحَفْنَ ، وَإِذَا
سُئِلْنَ بَخِلْنَ ، وَإِذَا أُعْطِينَ لَمْ يَشْكُرْنَ ، وَرَأَيْتُ فِيهَا
عَمْرَو بْنَ لُحَيٍّ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ ، وَأَشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ
مَعْبَدُ بْنُ أَكْثَمَ الْخُزَاعِيُّ فَقَالَ مَعْبَدٌ : يَا رَسُولَ اللهِ
أَتَخْشَى عَلَيَّ مِنْ شَبَهِهِ فَإِنَّهُ وَالِدِي ؟ فَقَالَ
: لاَ أَنْتَ مُؤْمِنٌ
وَهُوَ كَافِرٌ ، وَهُوَ أَوَّلُ مَنْ حَمَلَ الْعَرَبَ عَلَى عِبَادَةِ
الأَصْنَامِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8789- أَخْبَرَنِي عَبْدُ
الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الْوَزِيرِ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَاتِمٍ الرَّازِيُّ ،
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيُّ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ
بْنُ عَمْرٍو ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ
عَنْهُ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ :
عُرِضَتْ عَلَيَّ النَّارُ فَرَأَيْتُ فِيهَا عَمْرَو بْنَ لُحَيِّ بْنِ قَمَعَةَ
بْنِ خِنْدِفَ أَبُو عَمْرٍو وَهُوَ يَجُرُّ قُصْبَهُ فِي النَّارِ ، وَهُوَ
أَوَّلُ مَنْ سَيَّبَ السَّوَائِبَ وَغَيَّرَ عَهْدَ إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ
السَّلاَمُ ، وَأَشْبَهُ مَنْ رَأَيْتُ بِهِ أَكْثَمُ بْنُ أَبِي الْجَوْنِ قَالَ
: فَقَالَ أَكْثَمُ :
يَا رَسُولَ اللهِ يَضُرُّنِي شَبَهُهُ ؟ قَالَ : لاَ إِنَّكَ مُسْلِمٌ وَإِنَّهُ
كَافِرٌ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8790- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ
الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو
بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ
رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
قَالَ : إِذَا كَانَ يَوْمُ الْقِيَامَةِ عُيِّرَ الْكَافِرُ بِعَمَلِهِ فَجَحَدَ
وَخَاصَمَ ، فَيُقَالُ لَهُ : جِيرَانُكَ يَشْهَدُونَ عَلَيْكَ ، فَيَقُولُ :
كَذَبُوا ، فَيُقَالُ : أَهْلُكُ وَعَشِيرَتُكَ ، فَيَقُولُ : كَذَبُوا ،
فَيُقَالُ : احْلِفُوا ، فَيَحْلِفُونَ ثُمَّ يُصْمِتُهُمُ اللَّهُ ، وَيَشْهَدُ عَلَيْهِمْ
أَلْسِنَتُهُمْ فَيُدْخِلُهُمُ النَّارَ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8791- حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ ، وَمُحَمَّدُ
بْنُ غَالِبٍ ، قَالاَ : حَدَّثَنَا أَبُو النُّعْمَانِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ
، حَدَّثَنَا سَلاَمُ بْنُ مِسْكِينٍ ، قَالَ : حَدَّثَ أَبُو بُرْدَةَ ، عَنْ
عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسٍ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ أَهْلَ النَّارِ لَيَبْكُونَ حَتَّى لَوْ أُجْرِيَتِ السُّفُنُ
فِي دُمُوعِهِمْ لَجَرَتْ ، وَإِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ الدَّمَ يَعْنِي مَكَانَ الدَّمْعِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8792- أَخْبَرَنَا
الآسْتَاذُ أَبُو الْوَلِيدِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ
سُفْيَانَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَبِي بَكْرٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو
قُتَيْبَةَ ، حَدَّثَنَا فَرْقَدُ بْنُ الْحَجَّاجِ أَبُو نَصْرٍ ، حَدَّثَنَا
عُقْبَةُ بْنُ أَبِي الْحَسْنَاءِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : لَوْ أُخِذَ
سَبْعُ خَلِفَاتٍ بِشُحُومِهِنَّ فَيُلْقَيْنَ مِنْ شَفِيرِ جَهَنَّمَ مَا
انْتَهَيْنَ إِلَى آخِرِهَا سَبْعِينَ عَامًا.
8793- حَدَّثَنَا عَلِيُّ
بْنُ حَمْشَاذَ الْعَدْلُ ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ شَبِيبٍ ،
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ التَّيْمِيُّ ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ
بْنُ سَلَمَةَ ، حَدَّثَنَا أَبُو حَمْزَةَ ، عَنْ إِبْرَاهِيمَ ، عَنْ عَلْقَمَةَ
، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ
صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : أُتِيتُ بِالْبُرَاقِ فَرَكِبْتُ
خَلْفَ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلاَمُ ، فَسَارَ بِنَا إِذَا ارْتَفَعَ
ارْتَفَعَتْ رِجْلاَهُ ، وَإِذَا هَبَطَ ارْتَفَعَتْ يَدَاهُ ، قَالَ : فَسَارَ
بِنَا فِي أَرْضٍ غُمَّةٍ مُنْتِنَةٍ حَتَّى أَفْضَيْنَا إِلَى أَرْضٍ فَيْحَاءَ
طَيْبَةٍ ، فَقُلْتُ : يَا جِبْرِيلُ إِنَّا كُنَّا نَسِيرُ فِي أَرْضٍ غُمَّةٍ
مُنْتِنَةٍ ، ثُمَّ أَفْضَيْنَا إِلَى أَرْضٍ فَيْحَاءَ طَيْبَةٍ ، قَالَ : تِلْكَ
أَرْضُ النَّارِ وَهَذِهِ أَرْضُ الْجَنَّةِ ، قَالَ : فَأَتَيْتُ عَلَى رَجُلٍ
قَائِمٍ يُصَلِّي ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا مَعَكَ يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَذَا أَخُوكَ
مُحَمَّدٌ فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ ، وَقَالَ
: سَلْ لِأُمَّتِكَ
الْيُسْرَ ، فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ فَقَالَ : هَذَا أَخُوكَ
عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ ، قَالَ : فَسِرْنَا
فَسَمِعْتُ صَوْتًا وَتَذَمُّرًا فَأَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ ، فَقَالَ : مَنْ هَذَا
يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَذَا أَخُوكَ مُحَمَّدٌ فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ ، وَقَالَ
: سَلْ لِأُمَّتِكَ الْيُسْرَ فَقُلْتُ : مَنْ هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ فَقَالَ :
هَذَا أَخُوكَ مُوسَى ، قُلْتُ : عَلَى مَنْ كَانَ تَذَمُّرُهُ وَصَوْتُهُ ؟ قَالَ
: عَلَى رَبِّهِ ، قُلْتُ : عَلَى رَبِّهِ ؟ قَالَ : نَعَمْ ، قَدْ عُرِفَ ذَلِكَ
مِنْ حِدَّتِهِ ، قَالَ : ثُمَّ سِرْنَا فَرَأَيْنَا مَصَابِيحَ وُضُوءًا ، قَالَ
: قُلْتُ : مَا هَذَا يَا جِبْرِيلُ ؟ قَالَ : هَذِهِ شَجَرَةُ أَبِيكَ
إِبْرَاهِيمَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ أَتَدْنُو مِنْهَا ؟ قُلْتُ :
نَعَمْ ، فَدَنَوْنَا فَرَحَّبَ بِي وَدَعَا لِي بِالْبَرَكَةِ ، ثُمَّ مَضَيْنَا حَتَّى
أَتَيْنَا بَيْتَ الْمَقْدِسِ فَرَبَطْتُ الدَّابَّةَ بِالْحَلْقَةِ الَّتِي
يَرْبُطُ بِهَا الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ دَخَلْتُ الْمَسْجِدَ ، فَنُشِرَتْ لِيَ
الأَنْبِيَاءُ مَنْ سَمَّى اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ مِنْهُمْ وَمَنْ لَمْ يُسَمِّ ،
فَصَلَّيْتُ بِهِمْ إِلاَّ هَؤُلاَءِ النَّفْرِ الثَّلاَثَةِ إِبْرَاهِيمَ
وَمُوسَى وَعِيسَى عَلَيْهِمُ الصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ.
هَذَا حَدِيثٌ
تَفَرَّدَ بِهِ أَبُو حَمْزَةَ مَيْمُونٌ الأَعْوَرُ ، وَقَدِ اخْتَلَفتْ
أَقَاوِيلُ أَئِمَّتِنَا فِيهِ وَقَدْ أَتَى بِزِيَادَاتٍ لَمْ يُخْرِجْهَا
الشَّيْخَانِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فِي ذِكْرِ الْمِعْرَاجِ.
8794- أَخْبَرَنِي
عَبْدَانُ بْنُ يَزِيدَ الدَّقَّاقُ ، بِهَمَدَانَ ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ
الْحُسَيْنِ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا أَبُو طَلْحَةَ
الرَّاسِبِيُّ ، عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ جَرِيرٍ ، عَنْ أَبِي بُرْدَةَ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : تُحْشَرُ
هَذِهِ الآمَّةُ عَلَى ثَلاَثَةِ أَصْنَافٍ : صِنْفٍ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ، وَصِنْفٍ
يُحَاسَبُونَ حِسَابًا يَسِيرًا ، وَآخَرُ يَجُوزُونَ عَلَى ظُهُورِهِمْ أَمْثَالُ
الْجِبَالِ الرَّاسِيَةِ فَسَأَلَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَهُوَ أَعْلَمُ ، فَيَقُولُ :
هَؤُلاَءِ عُبَيْدٌ مِنْ عَبِيدِي لَمْ يُشْرِكُوا بِي شَيْئًا وَعَلَى
ظُهُورِهِمُ الذُّنُوبُ وَالْخَطَايَا حُطُّوهَا وَاجْعَلُوهَا عَلَى الْيَهُودِ
وَالنَّصَارَى ، وَادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ
.
8795- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ
الْخَوْلاَنِيُّ ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو
بْنُ الْحَارِثِ ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ ،
عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : الْمَكْرُ وَالْخَدِيعَةُ وَالْخِيَانَةُ فِي النَّارِ.
8796- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرَوَيْهِ الصَّفَّارُ
بِبَغْدَادَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الصَّغَانِيُّ ، حَدَّثَنَا
أَبُو الْجَوَّابِ ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَلَمَةَ بْنِ كُهَيْلٍ ، عَنْ
أَبِيهِ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا
، أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ : أَطَلَعَتِ الْحَمْرَاءُ بَعْدُ ؟ فَإِذَا رَآهَا قَالَ
: لاَ مَرْحَبًا ، ثُمَّ قَالَ : إِنَّ مَلَكَيْنِ مِنَ الْمَلاَئِكَةِ هَارُوتَ وَمَارُوتَ
سَأَلاَ اللَّهَ تَعَالَى أَنْ يَهْبِطَا إِلَى الأَرْضِ فَأُهْبِطَا إِلَى الأَرْضِ
، فَكَانَا يَقْضِيَانِ بَيْنَ النَّاسِ فَإِذَا أَمْسَيَا تَكَلَّمَا بِكَلِمَاتٍ
وَعَرَجَا بِهَا إِلَى السَّمَاءِ ، فَقَيَّضَ لَهُمَا بِامْرَأَةٍ مِنْ أَحْسَنِ
النَّاسِ وَأُلْقِيَتْ عَلَيْهِمَا الشَّهْوَةُ فَجَعَلاَ يُؤَخِّرَانِهَا وَأُلْقِيَتْ
فِي أَنْفُسِهِمَا ، فَلَمْ يَزَالاَ يَفْعَلاَنِ حَتَّى وَعَدَتْهُمَا مِيعَادًا
فَأَتَتْهُمَا لِلْمِيعَادِ ، فَقَالَتْ : عَلِّمَانِي الْكَلِمَةَ الَّتِي تَعْرُجَانِ بِهَا ، فَعَلَّمَاهَا الْكَلِمَةَ
، فَتَكَلَّمَتْ بِهَا فَعَرَجَتْ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ فَمُسِخَتْ ، فَجُعِلَتْ
كَمَا تَرَوْنَ ، فَلَمَّا أَمْسَيَا تَكَلَّمَا بِالْكَلِمَةِ الَّتِي كَانَا
يَعْرُجَانِ بِهَا إِلَى السَّمَاءِ ، فَلَمْ يَعْرُجَا فَبُعِثَ إِلَيْهِمَا إِنْ
شِئْتُمَا فَعَذَابُ الآخِرَةِ ، وَإِنْ شِئْتُمَا فَعَذَابُ الدُّنْيَا إِلَى
أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ عَلَى أَنْ تَلْتَقِيَانِ اللَّهَ تَعَالَى ، فَإِنْ
شَاءَ عَذَّبَكُمَا وَإِنْ شَاءَ رَحِمَكُمَا ، فَنَظَرَ أَحَدُهُمَا إِلَى
صَاحِبِهِ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : بَلْ نَخْتَارُ عَذَابَ الدُّنْيَا
أَلْفَ أَلْفَ ضِعْفٍ فَهُمَا يُعَذَّبَانِ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ وَتُرِكَ حَدِيثُ يَحْيَى بْنِ سَلَمَةَ ،
عَنْ أَبِيهِ مِنَ الْمُحَالاَتِ الَّتِي يَرُدُّهَا الْعَقْلُ فَإِنَّهُ لاَ
خِلاَفَ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الصَّنْعَةِ فَلاَ يُنْكَرُ لِأَبِيهِ أَنْ يَخُصَّهُ
بِأَحَادِيثَ يَتَفَرَّدُ بِهَا عَنْهُ.
8797- أَخْبَرَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ الْمَحْبُوبِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا
مُحَمَّدُ بْنُ عِيسَى الطَّرَسُوسِيُّ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ ، حَدَّثَنَا
عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ ، قَالَ : جَلَسْتُ
إِلَى ابْنِ عُمَرَ وَأَبِي سَعِيدٍ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ : إِنِّي
سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَذْكُرُ مَبْلَغَ
الْعَرَقِ مِنِ ابْنِ آدَمَ ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا : إِلَى شَحْمَةِ أُذُنَيْهِ ،
وَقَالَ الآخَرُ : يُلْجِمُهُ الْعَرَقُ وَأَشَارَ ابْنُ عُمَرَ فَخَطَّ بَيْنَ شَحْمَةِ
أُذُنِهِ بِالسَّبَّابَةِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8798- أَخْبَرَنَا أَبُو
سَهْلٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ زِيَادٍ الْقَطَّانُ ، حَدَّثَنَا
الْحَسَنُ بْنُ مُكْرَمٍ الْبَزَّازُ ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ عُبَيْدُ اللهِ
بْنُ عَبْدِ الْمَجِيدِ الْحَنَفِيُّ ، حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ ،
حَدَّثَنَا إِيَاسُ بْنُ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ ، حَدَّثَنِي أَبِي ، قَالَ :
عُدْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلاً مَوْعُوكًا
فَوَضَعْتُ يَدِي عَلَيْهِ فَقُلْتُ : تَالَلَّهِ مَا رَأَيْتُ كَالْيَوْمِ رَجُلاً
أَشَدَّ حَرًّا مِنْهُ ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِأَشَدَّ حَرًّا مِنْهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ هَاذَيْنَكَ
الرَّجُلَيْنِ الرَّاكِبَيْنِ الْمُقَفِّيَيْنِ لِرَجُلَيْنِ حِينَئِذٍ مِنْ
أَصْحَابِهِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمٍ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8799- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ،
وَابْنُ لَهِيعَةَ ، عَنْ سِنَانِ بْنِ سَعْدٍ الْكِنْدِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ
مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ ، قَالَ : إِنَّ اللَّهَ تَعَالَى إِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ خَيْرًا
عَجَّلَ لَهُ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا ، وَإِذَا أَرَادَ بِعَبْدٍ شَرًّا أَمْسَكَ
عَلَيْهِ بِذَنْبِهِ حَتَّى يُوَافِيَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
8800- أَخْبَرَنَا أَبُو
أَحْمَدَ بَكْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّيْرَفِيُّ بِمَرْوَ ، حَدَّثَنَا أَبُو
مُوسَى سَهْلُ بْنُ كَثِيرٍ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ ابْنُ عُلَيَّةَ ، عَنْ
عَطَاءِ بْنِ السَّائِبِ ، عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ ، قَالَ :
نَزَلْنَا مِنَ الْمَدَائِنِ عَلَى فَرْسَخٍ فَلَمَّا جَاءَتِ الْجُمُعَةُ حَضَرَ
وَحَضَرْتُ مَعَهُ فَخَطَبَنَا حُذَيْفَةُ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ
وَجَلَّ يَقُولُ : {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} أَلاَ وَإِنَّ
السَّاعَةَ قَدِ اقْتَرَبَتْ أَلاَ وَإِنَّ الْقَمَرَ قَدِ انْشَقَّ ، أَلاَ
وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ آذَنَتْ بِفِرَاقٍ ، أَلاَ وَإِنَّ الْيَوْمَ
الْمِضْمَارُ وَغَدًا السِّبَاقُ ، فَقُلْتُ لِأَبِي : أَيَسْتَبِقُ النَّاسُ
غَدًا ؟ قَالَ : يَا بُنَيَّ إِنَّكَ لَجَاهِلٌ ، إِنَّمَا يَعْنِي الْعَمَلَ الْيَوْمَ
وَالْجَزَاءُ غَدًا ، فَلَمَّا جَاءَتِ الْجُمُعَةُ الآخْرَى حَضَرْنَا
فَخَطَبَنَا حُذَيْفَةُ ، فَقَالَ : إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، يَقُولُ :
{اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} أَلاَ وَإِنَّ الدُّنْيَا قَدْ
آذَنَتْ بِفِرَاقٍ ، أَلاَ وَإِنَّ الْيَوْمَ الْمِضْمَارُ وَغَدًا السِّبَاقُ ،
أَلاَ وَإِنَّ الْغَايَةَ النَّارُ وَالسَّابِقُ مَنْ سَبَقَ إِلَى الْجَنَّةِ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8801- حَدَّثَنَا أَبُو
الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ ، حَدَّثَنَا بَحْرُ بْنُ نَصْرٍ ،
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ وَهْبٍ ، أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ الْحَارِثِ ،
عَنْ دَرَّاجٍ ، عَنْ أَبِي الْهَيْثَمِ ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ
اللَّهُ عَنْهُ ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ
: يَأْكُلُ التُّرَابُ كُلَّ شَيْءٍ مِنَ الإِنْسَانِ إِلاَّ عَجْبَ ذَنِبِهِ
قِيلَ : وَمَا هُوَ يَا رَسُولَ اللهِ ؟ قَالَ : مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْهُ
يُنْشَأُونَ.
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحُ
الإِسْنَادِ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
8802- أَخْبَرَنِي
الشَّيْخُ أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ إِسْحَاقَ الإِمَامُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
، أَنْبَأَ مُوسَى بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَبَّادٍ ، حَدَّثَنَا عَفَّانُ بْنُ
مُسْلِمٍ ، حَدَّثَنَا هَمَّامُ بْنُ يَحْيَى ، عَنْ مَطَرٍ الْوَرَّاقِ ، عَنْ
أَبِي قِلاَبَةَ ، قَالَ : دَخَلَ نَفَرٌ مِنَ الْقُرَّاءِ عَلَى أَبِي ذَرٍّ
وَعِنْدَهُ امْرَأَةٌ سَوْدَاءُ عَلَيْهَا عَبَاءَةُ قَطَوَانِيَّةٌ لَيْسَ
عَلَيْهَا مَجَاسِدٌ وَلاَ خَلُوقٌ ، فَقَالَ أَبُو ذَرٍّ : أَتَدْرُونَ مَا تَقُولُ
هَذِهِ ، تَأْمُرُنِي أَنْ آتِيَ الْعِرَاقَ وَلَوْ أَتَيْتُ الْعِرَاقَ لَقَالُوا
: هَذَا صَاحِبُ
رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَمَالُوا عَلَيْنَا مِنَ
الدُّنْيَا ، وَإِنَّ خَلِيلِي أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ عَهِدَ إِلَيَّ أَنَّ جِسْرَ جَهَنَّمَ دَحْضٌ مَزِلَّةٌ ، وَفِي
أَحْمَالِنَا أَفْسَادٌ لَعَلَّنَا أَنْ نَنْجُوَ مِنْهَا.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحُ الإِسْنَادِ عَلَى شَرْطِ الشَّيْخَيْنِ إِنْ كَانَ أَبُو قِلاَبَةَ
سَمِعَ مِنْ أَبِي ذَرٍّ الْغِفَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.
8803- أَخْبَرَنَا أَبُو
عَبْدِ اللهِ الصَّفَّارُ ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِسْحَاقَ الْقَاضِي ،
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ
الرَّحْمَنِ الطُّفَاوِيُّ ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ
، أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنْ قَوْلِهِ
عَزَّ وَجَلَّ : {وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا
تَعُدُّونَ} فَقَالَ : مَنْ أَنْتَ ؟ فَذَكَرَ لَهُ أَنَّهُ رَجُلٌ مِنْ كَذَا
وَكَذَا ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا : فَمَا يَوْمٌ كَانَ
مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ؟ فَقَالَ الرَّجُلُ : رَحِمَكَ اللَّهُ
إِنَّمَا سَأَلْتُكَ لِتُخْبِرَنَا ، فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ : يَوْمَانِ
ذَكَرَهُمَا اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي كِتَابِهِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِهِمَا
فَكَرِهَ أَنْ يَقُولَ فِي كِتَابِ اللهِ بِغَيْرِ عَلْمٍ.
هَذَا حَدِيثٌ
صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ الْبُخَارِيِّ وَلَمْ يُخْرِجَاهُ.
آخِرُ كِتَابِ
الأَهْوَالِ ، وَهُوَ آخِرُ كِتَابِ الْجَامِعِ الصَّحِيحِ الْمُسْتَدْرَكِ ،
تَأْلِيفُ الْحَاكِمِ الإِمَامِ أَبِي عَبْدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ
بْنِ حَمْدَوَيْهِ الْحَافِظِ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ
وَحْدَهُ وَصَلاَتُهُ وَسَلاَمُهُ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ وَصَحْبِهِ
أَجْمَعِينَ.=
قلت
المدون تم بحمد الله وفضله فسبحان الله وبحمده عدد خلقه وزنة عرشه
ورضا نفسه ومداد كلماته} أقولها ما حييت وبعد
موتي والي يوم الحساب وارحم واغفر اللهم لوالديَّ ومن مات من اخوتي
واهلي والمؤمنين منذ خَلَقْتَ الخلق الي يوم الحساب آمين وفرِّجِ كربي وردَّ اليَّ
عافيتي وارضي عني في الدارين واعِنِّي علي أن اُنْفِقها في سبيلك يا ربي
اللهم فرِّج كربي واكفني همي واكشف البأساء والضراء عني وعنا.. وردَّ
إليَّ عافيتي وثبتني علي دينك الحق ولا تُزِغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من
لدنك رحمة إنك أنت الوهاب اللهم وآتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب
النار وتوفنا مع الأبرار وألِّفْ بين قلوبنا اجمعين.يا عزيز يا غفار ... اللهم
واشفني شفاءاً لا يُغَادر سقما واعف عني وعافني وارحمني وفرج كربي واكفني همي
واعتقني مما أصابني من مكروه أنت تعلمه واعتقني من النار وقني عذاب القبر وعذاب
جهنم وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات ومن شر فتنة المسيح الدجال ومن المأثم
والمغرم ومن غلبة الدين وقهر الرجال اللهم آمين /اللهم ربي اشرح لي صدري
ويسر لي أمري وأحلل عُقَد لساني واغنني بك عمن سواك ياربي آمين .